الخميس 28 مارس 2024, 23:10

جهوي

تأثير المستثمرين على التنظيم الاجتماعي لفلاحي أراضي الاصلاح الزراعي” مراكش نمودجا”


كشـ24 نشر في: 22 نوفمبر 2017

كشف مقتطف من بحث لعزالدين ازيان طالب باحث بعلم الاجتماع رئيس هيئة المساواة ومقاربة النوع وتكافؤ الفرص و رئيس جمعية أصدقاء المدارس  تأثير المستثمرين على التنظيم الاجتماعي لفلاحي أراضي الاصلاح الزراعي، من خلال سرد قصة تجسد التشكل التاريخي لتعاونيات الإصلاح الزراعي ، خاصة بإقليم الحوز، حيث حاول ربط خيوط الماضي البعيد بخيوط الماضي القريب والحاضر، من خلال مسار فلاح اسمه الحاج عبد السلام  وعلاقته تعاونيات الإصلاح الزراعي.

ويحكي عن الحاج عبد السلام ابن منطقة أوريكة  انه و بعد سنة من عمله بإحدى الضيعات الفلاحية للمدعو  "موريس" الواقعة بحي تاركة بمدينة مراكش، تسرب الملل وشوق القرب  بالعائلة إليه، ليعود إدراجه نحو مسقط رأسه لإقناع عائلته لمغادرة أوريكة نحو منطقة أغواطيم ، التي يمتلك بها والده أرض فلاحية متواضعة وكان الأمر كذلك .

 ويضيف الحاج عبد السلام أنه في بداية سنة 1954 تزوجت أختي من رئيس عمال " كابران " إحدى الضيعات الفلاحية لمعمر فرنسي يدعى " الرملي "، فاقترح علي العمل بجواره، فلبثت معه في الضيعة سنة كاملة ، قبل أن يتم تسريحي من العمل من طرف المعمر، بدعوى التهاون في تزويد قطيع من الأبقار بالماء الشروب ، وكان اليوم هو يوم الأحد، الذي هو أصلا يوم عطلة بالنسبة للعمال , مما جعل صهري الكابران الذي كان على علم تام بأنني بريء من تهمة التقصير في عملي يتضامن معي، و يمدني ببعض الوثائق، ويوجهني لدى إحدى المعمرات المسماة "مدام الشادلية "، وواحد من المعمرين المدعو "مسيو كيوم "، ولم أتمكن من مقابلة الأولى لغيابها ، بينما تمكنت من عرض الوثائق على السيد كيوم بعد جهد جهيد، ومعاناة المشي على الأقدام  ، من دوار تبوهنيت نحو تمصلوحت ،وكذلك لصعوبة اختراق حواجز وقيود وإجراءات الولوج إلى ضيعات المعمرين، وقدمت الأمانة التي سلمني إياها صهري الكابران  لدى صديقه المعمر "مسيو الرملي " فتعرف عليه بسرعة وتحفظ في بداية الأمر من توظيفه، خاصة انه رئيس عمال سابق بضيعة صديقه ، فخشي إزعاجه رغم حاجته الملحة له، فضرب لي  موعدا لبعض الساعات ، وكأنني بالرجل يريد أن يأخد الوقت ليستفسر صديقه ويستأذنه في الأمر لدفع الحرج.

بعد ذلك طرح علي مجموعة من الأسئلة للاختبار  والاستعلام ، بدء من طبيعة وقيمة الأجرة التي كنت أتقاضاها أنا كعامل، والتي كانت لا تتعدى 20 ريالا، بينما لم يستفسرني عن أجرة صهري الكابران ، يبدو لي آنذاك بأنه كان على علم تام بها ،كما استفسرني عن هويتي ، فطلب مني الحضور رفقة صهري في يوم الاثنين الموالي بمقر مكتب الفلاحة بمراكش لتتمة إجراءات التشغيل ، بعدها أخدنا أمتعتنا أنا وصهري الكابران بواسطة شاحنة نحو مقر عملنا الجديد بضيعة كيوم ، بعد أن باءت جميع محاولات مسيو الرملي لثنينا عن الرحيل بالفشل .

وفعلا انسجمنا بشكل كبير داخل ضيعة السيد كيوم، حيث لبثنا فيها من سنة 1955 إلى سنة 1969 ، وكانت ظروف العمل جد ملائمة وموزعة بشكل دقيق حسب كل اختصاص ، من حراسة ، وسقي، وحرث ،وغرس، وجني للثمار والغلال ، وتقليم الأشجار، ورعي الماشية ...حيث أن الضيعة كانت جد شاسعة تبلغ مساحتها حوالي 740 هكتارا .

وتزامنا مع هذه الفترة فقد بدأت عملية إجلاء المعمرين, ومغادرتهم للمغرب ، وحيازة الدولة لعقاراتهم، بعدما تقوم بتعويضهم عن المنقولات، والآليات ،والمواشي، وجميع الممتلكات المتخلى عنها ، لتقوم بعد ذلك بإعادة توزيع قسط مهم منها في المرحلة الأولى على شركات فلاحية تابعة للدولة sodea صوديا،  وتوزيع العمال عليها بتأطير جديد ، لم يرقى إلى ما عهده العمال مع المعمرين، بحيث بدأت أجور الشهور تتراكم ،  و الشكايات والاحتقانات تشتد بين صفوف العمال ، ما دفع بالسلطات الوصية إلى تحويل تدبير هذه الضيعات لفائدة العمالات والأقاليم ، لكن الأمر ازداد تعقيدا أكثر، بحيث أصبحت مجموعة من الانزلاقات والخروقات تمارس بشكل ممنهج في تدبير الضيعات ، مما عجل في إفلاسها ، بعد أن أصبحت مصالح العمالات غير قادرة على تأدية أجور العمال، وهو ما جعل السلطات العليا تعتمد مقاربة جديدة  لتمكين العمال من الاستفادة من هذه العقارات الفلاحية  بشكل مباشر كمتصرفين فيها، بدل صفتهم كأجراء وعمال ، وهو ما لم يستسغه معظم الفلاحون في بداية الأمر، حيث بدأت نقاشات اجتماعية متعلقة بطبيعة تعاقدات الفلاح مع المعمرين ، الذين لبثوا معهم في الشغل لعقود من الزمن .

وفي صبيحة أحد الأيام الموالية لهذه الإحداث ، تمت المناداة علينا نحن مجموعة من العمال الفلاحين بالضيعات ، و كان عددنا آنذاك 36 عاملا فلاح ، من طرف مصالح العمالة  لإقناعنا بضرورة استغلال الأرض بشكل مباشر، عوض العمل لدى الغيرة، وهو ما استقر عليه رأي 14 فلاح بعد مد وجزر في نقاش بين الفلاحين ، الذي رأى بعضهم بان الأمر هو عباراة عن صيغة جديدة لإدماجنا كخماسة لدى الدولة المغربية .وهو ما خلق نوع من الاحتقان والغليان في صفوف الفلاحين الذين تم استدعاءهم للقاء بمقر العمالة ،الذي حضره مفتش الشغل وقائد المنطقة ، الذي هدد أحدنا وخيره بين تسلم القطعة الأرضية آو ثلاثة أشهر سجنا نافذا ، كرسالة وتهديد لباقي الفلاحين الرافضين للعرض.

وفعلا لقد قامت السلطات باستدعائنا لدوار سيدي موسى بتسلطانت، وقامت بتسليمنا قطعة أرضية بعيدة عن أرض المعمر الذي كنا نشتغل معه ، نظرا لخصوبة هذه الأخيرة التي تبين لنا فيما بعد أنها قد احتفظ بها بشكل خاص لعملية أخرى في إطار أجندة لم يكشف لنا عنها آنذاك ، ولقد كان ذلك بتاريخ شهر شتنبر من سنة 1969 ، حيث تسلمنا نحن الاربعة عشرة ظهير استغلال ارض تعاونية الباهية ، البالغ مساحتها نحو 470 هكتار، فيما تحفظ بعض الفلاحين عن العملية ، كما تمت إضافة مجموعتين إلى مجموعتنا الأولى ، مكونة من 3 فلاحين من منطقة تمصلوحت ، و3 آخرين من دوار تدارت بتحناوت ، ليصبح عددنا 20 مستفيدا ، شكلنا فيما بيننا تعاونية الإصلاح الزراعي الباهية بتأطير من وزارة الفلاحة ، وفي نفس التاريخ وبنفس الشروط تم تأسيس تعاونية العزيزية المجاورة لنا حيث تم تسطير الحدود بين التعاونيتين .
    
لم يمر وقت طويل عن تأسيس التعاونية حتى بدأت بعض الخلافات تطفو على السطح بين المتعاونين ، حيث حاولنا نحن مجموعة مكونة من أربع متعاونين ، فك ارتباطنا بالعملية جملة وتفصيلا، وقررنا الخروج من التعاونية وترك الجمل بما حمل، بحيث انه وبشكل استثنائي فقد بقي السيد كيوم يستغل ضيعته الفلاحية، ولم يغادر بعد المغرب كباقي المعمرين، ما جعلنا حينها نعود للضيعة لمحاولة استئناف العمل بها ، فدخل على الخط إطار تابع لوزارة الفلاحة وهو المدعو باسكون، لتنبيه السلطات الإقليمية بان فلسفة توزيع الأراضي، وخلق تعاونيات بين الفلاحين يتم إجهاضها، بسبب عزوف بعض الفلاحين، الذين غاب عنهم التأطير، ليستمر الأمر على هذا الحال لمدة أربعة أشهر، إلى أن تم الحسم من طرف مصالح العمالة التي تدخلت لدى مشغلينا بضيعة كيوم،  وإيقافنا عن العمل بالضيعة ، والرجوع لاستئناف نشاطنا بتعاونية الباهية، وهو الأمر الذي لم يكن سهلا كذلك، خاصة بالنسبة لزملائي الذين كلفهم الأمر التدخل لدى البرلماني المرحوم محمد بوقدير للترافع لهم لدى السلطات، من اجل أخد وضعهم الطبيعي بالتعاونية.

و قد توجهت شخصيا  إلى حي سيدي يوسف بن علي بمراكش، واكتريت منزلا بقيمة 20 درهما شهريا ، ضاربا عرض الحائط أية علاقة بيني وبين التعاونية ، والسعي للبحث عن شغل جديد بالمدينة ، وبقي الأمر على هذا الحال ، إلى أن اتصل بي زملائي الثلاثة مبدين لي رغبة كبيرة وحماس شديد للالتحاق بهم بالضيعة ، واخذ مكاني الطبيعي بينهم ، وفتح صفحة جديدة مع رئيس التعاونية، و فعلا تم إدماجي في حياة التعاونية من جديد ، وبقينا مجتمعين نمارس نشاطنا الفلاحي بشكل عادي،  إلى أواخر العشرية الأولى من القرن الحالي، حيث تلاقفتنا عن بغثة أيادي المستثمرين ، بكل إغراءاتها المادية، التي كنا في أمس الحاجة إليها، خاصة أنه  لا سبيل لنا في التصرف في عقارات التعاونية خارج ممارساتنا لنشاطنا  الفلاحي ، فبدأت مساوماتنا في بيع الأرض الجماعية للمستثمرين ، بعد رفع اليد من طرف الدولة ، وإزاحة شروط التمليك النهائي للفلاحين المتعاونين ، وهي العملية التي كانت محاطة بمجموعة من التعقيدات والعراقيل ، خاصة بالنسبة للفلاحين الصغار من أمثال تركيبة متعاوني تعاونيات الإصلاح الزراعي .
 
 

كشف مقتطف من بحث لعزالدين ازيان طالب باحث بعلم الاجتماع رئيس هيئة المساواة ومقاربة النوع وتكافؤ الفرص و رئيس جمعية أصدقاء المدارس  تأثير المستثمرين على التنظيم الاجتماعي لفلاحي أراضي الاصلاح الزراعي، من خلال سرد قصة تجسد التشكل التاريخي لتعاونيات الإصلاح الزراعي ، خاصة بإقليم الحوز، حيث حاول ربط خيوط الماضي البعيد بخيوط الماضي القريب والحاضر، من خلال مسار فلاح اسمه الحاج عبد السلام  وعلاقته تعاونيات الإصلاح الزراعي.

ويحكي عن الحاج عبد السلام ابن منطقة أوريكة  انه و بعد سنة من عمله بإحدى الضيعات الفلاحية للمدعو  "موريس" الواقعة بحي تاركة بمدينة مراكش، تسرب الملل وشوق القرب  بالعائلة إليه، ليعود إدراجه نحو مسقط رأسه لإقناع عائلته لمغادرة أوريكة نحو منطقة أغواطيم ، التي يمتلك بها والده أرض فلاحية متواضعة وكان الأمر كذلك .

 ويضيف الحاج عبد السلام أنه في بداية سنة 1954 تزوجت أختي من رئيس عمال " كابران " إحدى الضيعات الفلاحية لمعمر فرنسي يدعى " الرملي "، فاقترح علي العمل بجواره، فلبثت معه في الضيعة سنة كاملة ، قبل أن يتم تسريحي من العمل من طرف المعمر، بدعوى التهاون في تزويد قطيع من الأبقار بالماء الشروب ، وكان اليوم هو يوم الأحد، الذي هو أصلا يوم عطلة بالنسبة للعمال , مما جعل صهري الكابران الذي كان على علم تام بأنني بريء من تهمة التقصير في عملي يتضامن معي، و يمدني ببعض الوثائق، ويوجهني لدى إحدى المعمرات المسماة "مدام الشادلية "، وواحد من المعمرين المدعو "مسيو كيوم "، ولم أتمكن من مقابلة الأولى لغيابها ، بينما تمكنت من عرض الوثائق على السيد كيوم بعد جهد جهيد، ومعاناة المشي على الأقدام  ، من دوار تبوهنيت نحو تمصلوحت ،وكذلك لصعوبة اختراق حواجز وقيود وإجراءات الولوج إلى ضيعات المعمرين، وقدمت الأمانة التي سلمني إياها صهري الكابران  لدى صديقه المعمر "مسيو الرملي " فتعرف عليه بسرعة وتحفظ في بداية الأمر من توظيفه، خاصة انه رئيس عمال سابق بضيعة صديقه ، فخشي إزعاجه رغم حاجته الملحة له، فضرب لي  موعدا لبعض الساعات ، وكأنني بالرجل يريد أن يأخد الوقت ليستفسر صديقه ويستأذنه في الأمر لدفع الحرج.

بعد ذلك طرح علي مجموعة من الأسئلة للاختبار  والاستعلام ، بدء من طبيعة وقيمة الأجرة التي كنت أتقاضاها أنا كعامل، والتي كانت لا تتعدى 20 ريالا، بينما لم يستفسرني عن أجرة صهري الكابران ، يبدو لي آنذاك بأنه كان على علم تام بها ،كما استفسرني عن هويتي ، فطلب مني الحضور رفقة صهري في يوم الاثنين الموالي بمقر مكتب الفلاحة بمراكش لتتمة إجراءات التشغيل ، بعدها أخدنا أمتعتنا أنا وصهري الكابران بواسطة شاحنة نحو مقر عملنا الجديد بضيعة كيوم ، بعد أن باءت جميع محاولات مسيو الرملي لثنينا عن الرحيل بالفشل .

وفعلا انسجمنا بشكل كبير داخل ضيعة السيد كيوم، حيث لبثنا فيها من سنة 1955 إلى سنة 1969 ، وكانت ظروف العمل جد ملائمة وموزعة بشكل دقيق حسب كل اختصاص ، من حراسة ، وسقي، وحرث ،وغرس، وجني للثمار والغلال ، وتقليم الأشجار، ورعي الماشية ...حيث أن الضيعة كانت جد شاسعة تبلغ مساحتها حوالي 740 هكتارا .

وتزامنا مع هذه الفترة فقد بدأت عملية إجلاء المعمرين, ومغادرتهم للمغرب ، وحيازة الدولة لعقاراتهم، بعدما تقوم بتعويضهم عن المنقولات، والآليات ،والمواشي، وجميع الممتلكات المتخلى عنها ، لتقوم بعد ذلك بإعادة توزيع قسط مهم منها في المرحلة الأولى على شركات فلاحية تابعة للدولة sodea صوديا،  وتوزيع العمال عليها بتأطير جديد ، لم يرقى إلى ما عهده العمال مع المعمرين، بحيث بدأت أجور الشهور تتراكم ،  و الشكايات والاحتقانات تشتد بين صفوف العمال ، ما دفع بالسلطات الوصية إلى تحويل تدبير هذه الضيعات لفائدة العمالات والأقاليم ، لكن الأمر ازداد تعقيدا أكثر، بحيث أصبحت مجموعة من الانزلاقات والخروقات تمارس بشكل ممنهج في تدبير الضيعات ، مما عجل في إفلاسها ، بعد أن أصبحت مصالح العمالات غير قادرة على تأدية أجور العمال، وهو ما جعل السلطات العليا تعتمد مقاربة جديدة  لتمكين العمال من الاستفادة من هذه العقارات الفلاحية  بشكل مباشر كمتصرفين فيها، بدل صفتهم كأجراء وعمال ، وهو ما لم يستسغه معظم الفلاحون في بداية الأمر، حيث بدأت نقاشات اجتماعية متعلقة بطبيعة تعاقدات الفلاح مع المعمرين ، الذين لبثوا معهم في الشغل لعقود من الزمن .

وفي صبيحة أحد الأيام الموالية لهذه الإحداث ، تمت المناداة علينا نحن مجموعة من العمال الفلاحين بالضيعات ، و كان عددنا آنذاك 36 عاملا فلاح ، من طرف مصالح العمالة  لإقناعنا بضرورة استغلال الأرض بشكل مباشر، عوض العمل لدى الغيرة، وهو ما استقر عليه رأي 14 فلاح بعد مد وجزر في نقاش بين الفلاحين ، الذي رأى بعضهم بان الأمر هو عباراة عن صيغة جديدة لإدماجنا كخماسة لدى الدولة المغربية .وهو ما خلق نوع من الاحتقان والغليان في صفوف الفلاحين الذين تم استدعاءهم للقاء بمقر العمالة ،الذي حضره مفتش الشغل وقائد المنطقة ، الذي هدد أحدنا وخيره بين تسلم القطعة الأرضية آو ثلاثة أشهر سجنا نافذا ، كرسالة وتهديد لباقي الفلاحين الرافضين للعرض.

وفعلا لقد قامت السلطات باستدعائنا لدوار سيدي موسى بتسلطانت، وقامت بتسليمنا قطعة أرضية بعيدة عن أرض المعمر الذي كنا نشتغل معه ، نظرا لخصوبة هذه الأخيرة التي تبين لنا فيما بعد أنها قد احتفظ بها بشكل خاص لعملية أخرى في إطار أجندة لم يكشف لنا عنها آنذاك ، ولقد كان ذلك بتاريخ شهر شتنبر من سنة 1969 ، حيث تسلمنا نحن الاربعة عشرة ظهير استغلال ارض تعاونية الباهية ، البالغ مساحتها نحو 470 هكتار، فيما تحفظ بعض الفلاحين عن العملية ، كما تمت إضافة مجموعتين إلى مجموعتنا الأولى ، مكونة من 3 فلاحين من منطقة تمصلوحت ، و3 آخرين من دوار تدارت بتحناوت ، ليصبح عددنا 20 مستفيدا ، شكلنا فيما بيننا تعاونية الإصلاح الزراعي الباهية بتأطير من وزارة الفلاحة ، وفي نفس التاريخ وبنفس الشروط تم تأسيس تعاونية العزيزية المجاورة لنا حيث تم تسطير الحدود بين التعاونيتين .
    
لم يمر وقت طويل عن تأسيس التعاونية حتى بدأت بعض الخلافات تطفو على السطح بين المتعاونين ، حيث حاولنا نحن مجموعة مكونة من أربع متعاونين ، فك ارتباطنا بالعملية جملة وتفصيلا، وقررنا الخروج من التعاونية وترك الجمل بما حمل، بحيث انه وبشكل استثنائي فقد بقي السيد كيوم يستغل ضيعته الفلاحية، ولم يغادر بعد المغرب كباقي المعمرين، ما جعلنا حينها نعود للضيعة لمحاولة استئناف العمل بها ، فدخل على الخط إطار تابع لوزارة الفلاحة وهو المدعو باسكون، لتنبيه السلطات الإقليمية بان فلسفة توزيع الأراضي، وخلق تعاونيات بين الفلاحين يتم إجهاضها، بسبب عزوف بعض الفلاحين، الذين غاب عنهم التأطير، ليستمر الأمر على هذا الحال لمدة أربعة أشهر، إلى أن تم الحسم من طرف مصالح العمالة التي تدخلت لدى مشغلينا بضيعة كيوم،  وإيقافنا عن العمل بالضيعة ، والرجوع لاستئناف نشاطنا بتعاونية الباهية، وهو الأمر الذي لم يكن سهلا كذلك، خاصة بالنسبة لزملائي الذين كلفهم الأمر التدخل لدى البرلماني المرحوم محمد بوقدير للترافع لهم لدى السلطات، من اجل أخد وضعهم الطبيعي بالتعاونية.

و قد توجهت شخصيا  إلى حي سيدي يوسف بن علي بمراكش، واكتريت منزلا بقيمة 20 درهما شهريا ، ضاربا عرض الحائط أية علاقة بيني وبين التعاونية ، والسعي للبحث عن شغل جديد بالمدينة ، وبقي الأمر على هذا الحال ، إلى أن اتصل بي زملائي الثلاثة مبدين لي رغبة كبيرة وحماس شديد للالتحاق بهم بالضيعة ، واخذ مكاني الطبيعي بينهم ، وفتح صفحة جديدة مع رئيس التعاونية، و فعلا تم إدماجي في حياة التعاونية من جديد ، وبقينا مجتمعين نمارس نشاطنا الفلاحي بشكل عادي،  إلى أواخر العشرية الأولى من القرن الحالي، حيث تلاقفتنا عن بغثة أيادي المستثمرين ، بكل إغراءاتها المادية، التي كنا في أمس الحاجة إليها، خاصة أنه  لا سبيل لنا في التصرف في عقارات التعاونية خارج ممارساتنا لنشاطنا  الفلاحي ، فبدأت مساوماتنا في بيع الأرض الجماعية للمستثمرين ، بعد رفع اليد من طرف الدولة ، وإزاحة شروط التمليك النهائي للفلاحين المتعاونين ، وهي العملية التي كانت محاطة بمجموعة من التعقيدات والعراقيل ، خاصة بالنسبة للفلاحين الصغار من أمثال تركيبة متعاوني تعاونيات الإصلاح الزراعي .
 
 


ملصقات


اقرأ أيضاً
الأمطار تنعش المخزون المائي لسدود جهة مراكش آسفي بنسبة تفوق 52 في المئة
بلغ حجم المخزون المائي لسدود جهة مراكش-آسفي إلى غاية 28 مارس الجاري، 195,6 مليون متر مكعب بنسبة 52,86 في المائة. وبحسب معطيات لوكالة الحوض المائي لتانسيفت، فإن هذا المستوى يظل أقل من معدل الملء في الفترة ذاتها من السنة الماضية (201,1 مليون متر مكعب بنسبة 54,35 في المائة). وهكذا، سجلت حقينة سد يعقوب المنصور -للا تكركوست انخفاضا طفيفا لينتقل من 57,99 في المائة (71,1 مليون متر مكعب) إلى 56,68 في المائة (69,5 مليون متر مكعب). وبقيت حقينة سد سيدي محمد بن سليمان الجزولي عند نفس المستوى تقريبا، حيث بلغت نسبة الملء الحالية 68,8 في المائة (10,6 مليون متر مكعب) مقابل 67,2 في المائة (10,4 مليون متر مكعب) خلال نفس الفترة من سنة 2023. وشهد سد أبو العباس السبتي انخفاضا أكبر، حيث انتقلت نسبة الملء من 99,8 في المائة (24,8 مليون متر مكعب) في 28 مارس 2023 إلى 78,1 في المائة (19,4 مليون متر مكعب) في نفس الفترة من السنة الجارية. وسجل سد مولاي عبد الرحمان نفس المنحى التنازلي لينتقل من 50,6 في المائة (32,6 مليون متر مكعب) في 28 مارس 2023، إلى 42,7 في المائة (27,5 مليون متر مكعب) في نفس الفترة من سنة 2024. وفي المقابل، سجل سد مولاي يوسف ارتفاعا بنسبة ملء انتقلت من 43,6 في المائة (62,2 مليون متر مكعب) خلال 28 مارس 2023 إلى 48,1 في المائة (68,6 مليون متر مكعب) بنفس الفترة من سنة 2024.
جهوي

بالصور.. الرياح القوية تدمر مدرسة متنقلة مخصصة لضحايا زلزال الحوز
تسببت الرياح التي عرفها إقليم الحوز، اليوم الخميس 28 مارس الجاري، في تدمير إحدى المدارس المتنقلة المخصصة للتلاميذ ضحايا زلزال الثامن من شتنبر الماضي. وتداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر الخسائر التي ألحقتها الرياح القوية بهذا الوسط التعليمي.   وفي هذا الإطار، يطالب العديد من المهتمين بالشأن العام السلطات المعنية بتسريع وتيرة إعادة بناء المدارس بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز، وذلك بهدف توفير وسط مناسب للتحصيل الدراسي. 
جهوي

المعارضة في مجلس تحناوت تطالب بإدراج نقطة كاملة في دورة ماي
طالب أعضاء المعارضة بالمجلس الجماعي لتحناوت بإقليم الحوز، بإدراج نقطة كاملة ضمن جدول اعمال دورة ماي 2024 تتضمن دراسة ومناقشة ما جاء فى التقرير الاخير للمجلس الجهوي للحسابات. الطلب الذي تقدم به أعضاء المجلس ابراهيم التامري، للافاطمة ايت امجود، فاطمة الزهراء عساس، الحسين بوحويلي، لبنى العلوي زكي ومحمد بوريك، يأتي في اطار الحق في المعلومة التي ينص عليها الدستور في المادة 27، وتبعا لتوصيات المجلس الاعلى للحسابات وكما تنص على ذلك المادة 272 من القانون التنظيمي رقم 14/113.
جهوي

الأمطار والثلوج تعيدان معاناة سكان الخيام بمناطق الزلزال إلى الواجهة
لازال عدد من المتضررين من الزلزال بعدة مناطق بالحوز وشيشاوة يواجهون ظروفا استثنائية في ظل هطول الأمطار الغزيرة وهبوب الرياح على خيامهم، وسط مجهودات كبيرة تبذلها السلطات لحماية ساكنة الجماعات المتضررة من انخفاض درجات الحرارة وكذا سوء الأحوال الجوية التي شهدتها هذه المناطق مؤخرا. وانطلق خلال هذا الأسبوع ، مسلسل جديد من المعاناة بعدما غمرت مياه الأمطار الخيام المخصصة لإيواء المنكوبين، فيما فاقمت التساقطات الثلجية القريبة من الخيام المتواجدة بأعالي الجبال معاناة المتضررين جراء البرد القارس الذي أصبح يطغى على تلك المناطق. وعلى الرغم من قساوة الظروف المناخية بالجبال، فإن سكان تلك المناطق يحاولون بجميع الامكانيات التأقلم مع تقلبات الطبيعة، حتى أن مواقع الخيام التي تم تنصيبها للمتضررين كلها توجد في أماكن لا تعرف حدوث فيضانات، كما أن السلطات سبق لها أن منعت إنشاء خيام في أماكن تشهد مثل هاته التهديدات الطبيعية. ومكنت المساعدات المتواصلة التي تلقتها الكثير من الساكنة المتضررة طيلة اسابيع بعد الزلزال، من توفير جميع الاحتياجات الضرورية لمواجهة فصل الشتاء من أغطية وأدوية، وأغذية وغيرها من المستلزمات الاساسية.
جهوي

بعد طول انتظار.. الثلوج تعود إلى مرتفعات أوكايمدن + صور
عادت الثلوج مرة أخرى لتزين محطة أوكايمدن الجبلية منذ أمس الإثنين 25 مارس الجاري، حيث شهدت المنطقة تساقطات ثلجية مهمة بعد طول انتظار، منحت هذا الموقع روعة وأعادت له حيويته. وأظهر البث المباشر لكاميرا المرصد الفلكي لأوكايمدن الجبال المحيطة مكسوة بحلة بيضاء، بعد التساقطات الثلجية المهمة التي تهاطلت على المنطقة خلال الساعات القليلة الماضية، والتي من المرتقب أن تتواصل إلى يوم غد الأربعاء.كما تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي، عبر عدد من الصفحات المحلية مجموعة من الصور تظهر منطقة أوكايمدن وجبالها، وهي متشحة برداء أبيض في مشاهد غاية في الروعة.ومن شأن هذه التساقطات الثلجية، أن تحيي الأمل لدى سكان هذه المنطقة، وهم الذين يتطلعون إلى استدراك ما ضاع والخروج من حالة الركود التي شهدتها المنطقة لمدة طويلة بسبب الجفاف والتغيرات المناخية التي حرمتها من ردائها الأبيض، وذلك بغض النظر عن الأثر الإيجابي الذي يمكن أن يكون لها على موارد المياه و تغذية الفرشات المائية على صعيد الجهة.ويكتسي أوكايمدن أهمية اقتصادية وبيئية كبيرة، على الرغم من غلبة الطابع الموسمي على الأنشطة التي تمارس به (بشكل عام بين منتصف دجنبر إلى منتصف أبريل)، حيث يساهم هذا الموقع في تنويع العرض السياحي المحلي، ويوفر أجواء هادئة، والترفيه والاستمتاع، وربط الصلة مجددا بالطبيعة الجميلة.وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية، أفادت أمس الإثنين في نشرة إنذارية بأن تساقطات ثلجية فوق 1500 متر، (15 – 30 سم) مرتقبة بكل من أزيلال وبني ملال والحوز وتازة وإفران وصفرو وخنيفرة وميدلت وورزازات وتنغير.ومن المتوقع أن تتواصل هذه التساقطات، حيث أفادت المديرية في نشرة جديدة اليوم، أن تساقطات ثلجية ،على المرتفعات التي تتجاوز 1400 متر (من 15 – الى 40 سم)، مرتقبة بكل من الحوز، وأزيلال وبني ملال وخنيفرة وميدلت وصفرو وتازة وإفران وبولمان وتنغير وورزازات ، وذلك اليوم الثلاثاء من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية الساعة السابعة صباحا من يوم غد الأربعاء.
جهوي

انقطاع الماء الشروب بآسفي بسبب عاصفة رعدية يثير غضب المسفيويين
أثار انقطاع الماء الشروب بمدينة آسفي، أمس الأحد 24 مارس الجاري، غضبا شديدا في صفوف ساكنة المدينة التي استنكرت قطع هذه المادة الحيوية عن المدينة في عز رمضان وبدون سابق إنذار. وأعلنت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء بأسفي أمس، أن شبكة الماء الصالح للشرب بمدينة آسفي ستعرف اضطرابا في التوزيع يصل في بعض الأحيان إلى حد الانقطاع، وذلك بسبب عطب فني على مستوى منشآت الضخ بمحطة تحلية مياه البحر بسبب تأثير قوة العواصف الرعدية. ووفق ما أفادت به مصادر ل"كشـ24"، فإن العطل الذي طال مضخات محطة التحلية التي تزود آسفي بالماء الصالح للشرب، ناتج عن حريق نشب أمس الأحد بالمحطة الحرارية مغرب فوسفور2 بالمدينة. وبحسب المصادر ذاتها، فإن هذه الانقطاعات المتكررة للماء بآسفي، تثير جدلا وغضبا واسعين لدى الساكنة واستنكارا حقوقيا، سيما وأن الساكنة كانت قد استبشرت خيرا بتدشين هذه المحطة التي كان من المفترض أن تُنهي معاناتها مع الإنقطاعات المتكررة للماء الشروب، غير أن هذه المعاناة تتكرر كلما ساءت الأحوال الجوية، في ظل غياب خطة استباقية للاضطرابات الجوية  من أجل تجنب هذه الأعطاب. يشار إلى أن الأمطار الغزيرة التي عرفتها مدينة آسفي صباح الأحد، تسببت في قطع حركة السير في عدد من المناطق، وتسرب المياه إلى عدد من المحلات التجارية والمنازل، كما أسفرت هذه الأمطار عن اختناق قنوات الصرف الصحي مما أدى إلى إغراق عدد كبير من الأحياء.  
جهوي

الأمطار تُغرِق شوارع مدينة آسفي
تسببت التساقطات المطرية التي عرفتها مدينة آسفي، اليوم الأحد 24 مارس الجاري، في إغراق العديد من شوارع المدينة، مخلفة خسائر مادية كبيرة.وقد عرت هذه التساقطات، التي دامت لأكثر من ساعة، البنية التحتية لمدينة آسفي، حيث أغرقت منازل السكان وخلفت خسائر مادية جسيمة على مستوى أثاث المنازل، كما ألحقت أضرارا بالعديد من المتاجر.وفي هذا السياق، عجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور توثق حجم الخسائر التي خلفتها هذه التساقطات، كما انتقد العديد من النشطاء مدى ضعف البنى التحتية بالمدينة.  
جهوي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 28 مارس 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة