ثقافة-وفن

بينالي مراكش: كيف غَيّر أمين القباج نظرة المجتمع المغربي للفن


كشـ24 - وكالات نشر في: 8 يوليو 2018

تمتلئ سجلات التاريخ بأسماء زعماء وقادة سياسيين وعسكريين غيروا مسار بلادهم، وتركوا بصمة لا تُمْحَى في حياة شعوبهم. وإن كانت السياسة والحروب الطريق الأكثر شيوعًا لتحويل مصائر البلاد، فإن الفن هو الطريق الأكثر نعومة والأبعد أثرًا في إعادة تشكيل وعي الشعوب، وهناك من اختاروا هذا الطريق لتقديم الخير لبلادهم، فحق علينا الإشادة بهم في حياتهم، وربما تخليد أسمائهم بعد الرحيل.محمد أمين القباج، أحد هؤلاء القليلين الذين غيَّروا نظرة المملكة المغربية وموقفها من الفن. والمغرب بلد ذو تاريخ عريق، ومعروف بحب أهله لشتى أنواع الفن، ما فتح الباب أمام القباج لإحداث تأثير ملموس من خلال اهتماماته التي جمعت بين النزعة الفنية واحتراف مهنة خدمية في المقام الأول، مثل الهندسة المعمارية، حسبما يورد موقع «OZY».شعب فنان بطبعهمن ينظر إلى أي نموذج للقرية المغربية البسيطة يجد أناسًا يعيشون على منتجات أراضيهم الزراعية، وما يربونه من ماشية. لكن وسط هذه الحياة الريفية تجد أيضًا من يحترفون صناعة المنسوجات اليدوية، وزخرفة أبواب منازلهم ونوافذها بمنحوتات بديعة، وتلحظ لمسة فنية راقية في ملابس النساء والرجال في المناسبات الاجتماعية كحفلات الزفاف، فالفن مكون أساسي في الحياة اليومية المغربية.رغم حب الشعب المغربي للفن بجميع مظاهره، فإن معظم طوائفه تعاني من قلة التمويل والدعم الحكومي اللازم لتطوير النزعة الفنية التي يمكن تحويلها إلى مصدر كبير لرخاء البلاد. زاد من قلة الدور الحكومي في هذا الصدد، ما تعانيه المغرب، من حين إلى آخر، من اضطرابات اجتماعية واتهامات للمسؤولين الحكوميين بالفساد، إضافةً إلى ما تمثله الجماعات الإرهابية المتطرفة من تهديد لأمن البلاد.محمد أمين القباج، الرئيس التنفيذي لمعرض «بينالي مراكش»، ظهر من بين عتمة هذا الموقف ليكون صوت الفنانين المغاربة، ويصنع لهم المنصة التي طالما حلموا بها، فقد عمل على إيجاد حلول سريعة لمشكلة نقص تمويل قطاع الفن في المغرب، رغم أن الحكومة لا تُعِدُّه من أولوياتها.أكد عبد الحميد بوسعدي، أحد الشباب المهتمين بالمشهد الفني في مراكش، ومنسق يعمل لدى «TEDx مراكش»، أن القباج متفائل بطبعه، فهو يتصور برنامج الإصلاح الأمثل، ثم يقره مهما بدا باهظ التكاليف أو صعب التنفيذ. وبصفته رئيسًا لمعرض بينالي مراكش، فهو يعمل على إيجاد حلول للتمويل.حينما يلتقي حب الفن وخدمة الوطنتمتاز شخصية القباج بتركيبة عجيبة قلما تجتمع في رجل واحد. فهو رجل في بداية الستينيات من عمره، لكن أول ما يلحظه من يراه هو كمية الطاقة والحيوية التي تشع منه على الدوام. يمتهن الهندسة المعمارية، لكنه أيضًا مغامر وعدَّاء من طراز فريد، فقد اجتاز أحد أصعب سباقات الجري، وهو «ماراثون الرمال»، ليس مرة واحدة، بل عشرات المرات.نشأة القباج تعد استثنائية. فوالده كان يعمل بالتجارة، في حين أن والدته، بعكس معظم بنات جيلها، أتمت مرحلة الدراسة الثانوية، ليولد القباج في مدينة كازبلانكا، ويدرس الهندسة المعمارية في ستراسبورغ وباريس. وعن سبب اختياره لدراسة هذا المجال بالتحديد، يقول القباج إنه يجمع بين عالم الفن والإبداع في مهنة واحدة، إضافة إلى أن الهندسة المعمارية لها مستقبل واعد في بلاده.القباج رجل ملهِم يعي أن الفنون محرك الإبداع، والإبداع هو الذي يُحدِث التطوير الذي يُنعِش بدوره الاقتصاد. وجد القباج في الهندسة المعمارية مزيجًا بين حب الفن وولعه بخدمة الوطن بمشروعات تنموية. ففي عام 1992 وقَّع عقدًا مع الحكومة للعمل في مجال التطوير العقاري، تضمن العقد تشييد الفنادق والفيلات الفاخرة، ثم عاد إلى ممارسة دوره الاجتماعي في تشييد المستشفيات في المغرب، وغيرها من البلدان الإفريقية.المنصب الحالي للقباج، كرئيس تنفيذي لمعرض بينالي مراكش، وضع الرجل في نقطة الالتقاء بين الخدمة المجتمعية وحب الفن، ما سمح له بأن يقف في الصفوف الأمامية المطالِبة بدعم أكبر للأعمال الفنية، والسعي لوضع رؤية إبداعية أكثر تطورًا للفن المغربي.تأسس معرض بينالي مراكش على يد الناشطة «فانيسا برانسون»، كرد على موجة الكراهية والعنصرية التي اندلعت في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتحق القباج بالعمل مع المعرض عام 2012، ثم أعلنت منظمة «آرتنت» العالمية، ومقرها نيويورك، القباج كواحد ضمن أفضل 20 مشاركًا في المعرض عام 2014.تقول برانسون إن هناك عدة أنواع من قادة الفكر الثقافي، فقد يكونون أكاديميين أو عاملين بالقطاع الثقافي أو عاشقين للثقافة. والقباج من التصنيف الأخير، فهو رجل ملهِم يعي أن الفنون محرك الإبداع، والإبداع هو الذي يُحدِث التطوير الذي يُنعِش بدوره الاقتصاد.في الدورة السادسة لمعرض بينالي مراكش، اختار القباج التركيز على مشاركة الفنانيين العرب والأفارقة، موضحًا أنه أراد بذلك إثبات أن الفن والثقافة ليسا حِكرًا على الغرب، وقدم المعرض في تلك الدورة أعمال 45 فنانًا عربيًّا وإفريقيًّا، وهو القرار الذي قوبل بانتقادات من أولئك الذين شعورا بانهم استُبعِدوا من الحدث، من بينهم الفنان «جوردون ديفيدسون».التمويل، وعقبات أخرىللأسف لم تكن جنسية المشاركين في المعرض القضية الأكثر إثارة للجدل، فقد شكَّل نقص الدعم المادي من الحكومة القضية الأخطر. وعن ذلك يقول القباج: «نحن بحاجة إلى دعم حكومي حقيقي. فمعرض بينالي يتلقى دعمًا حكوميًّا عند إقامته في مختلف دول العالم، وهو ما نريده نحن أيضًا في المغرب». وكانت ديون المعرض منذ 2016، قد تسببت في تأجيل إقامته في العام 2018.لم يشعر القباج بالانهزام أمام هذا التحدي، بل قرر استغلال الوقت المتاح له بعد تأجيل المعرض في إعادة هيكلة موارد بينالي مراكش، وذلك بمساعدة شباب المبدعين، إضافةً إلى مؤسسات المجتمع الفني. وصرح القباج بأنه بصدد عقد سلسلة من ورش العمل التي ستسفر عن الخروج بالقرار الأمثل، وتضع ملامح واضحة لأهداف بينالي مراكش.يفتخر القباج بأنه سبب في حضور أكثر من أربعة آلاف و500 طفل إلى النسخة الأخيرة من بينالي مراكش، لأن رؤيته تتسع لما هو أكبر من التمويل المالي والمهمة الإبداعية المنوطة بالمعرض. فهو يرى أن المستقبل في التعليم، وفي أن يصبح الفن أحد المنابر التي تسهم في رفع نسب التعليم في البلد الذي تنتشر فيه الأمية بنسبة 32%، ولن يحدث ذلك إلا باعتبار الثقافة أحد فروع العلم الأساسية التي ينبغي تدريسها أسوة بالعلوم الأخرى.تلخصت رؤية القباج في أن بلاده التي تقع في ملتقى الطرق بين أوروبا وإفريقيا وآسيا، ينبغي أن تدرك ما للثقافة من أهمية. لكن إنعاش الثقافة في الوقت ذاته لا يتوفر إلا بالاهتمام بالتعليم وحرية التعبير، إضافة إلى الدعم الواجب تلقيه من السلطات الحكومية. وينبغي على نواب الشعب أيضًا أن يكونوا هم قادة الفكر الثقافي، وأن يحملوا مسؤولية التفكير في رفاهية شعوبهم التي يمكن أن يحققها ارتقاء الثقافة.

تمتلئ سجلات التاريخ بأسماء زعماء وقادة سياسيين وعسكريين غيروا مسار بلادهم، وتركوا بصمة لا تُمْحَى في حياة شعوبهم. وإن كانت السياسة والحروب الطريق الأكثر شيوعًا لتحويل مصائر البلاد، فإن الفن هو الطريق الأكثر نعومة والأبعد أثرًا في إعادة تشكيل وعي الشعوب، وهناك من اختاروا هذا الطريق لتقديم الخير لبلادهم، فحق علينا الإشادة بهم في حياتهم، وربما تخليد أسمائهم بعد الرحيل.محمد أمين القباج، أحد هؤلاء القليلين الذين غيَّروا نظرة المملكة المغربية وموقفها من الفن. والمغرب بلد ذو تاريخ عريق، ومعروف بحب أهله لشتى أنواع الفن، ما فتح الباب أمام القباج لإحداث تأثير ملموس من خلال اهتماماته التي جمعت بين النزعة الفنية واحتراف مهنة خدمية في المقام الأول، مثل الهندسة المعمارية، حسبما يورد موقع «OZY».شعب فنان بطبعهمن ينظر إلى أي نموذج للقرية المغربية البسيطة يجد أناسًا يعيشون على منتجات أراضيهم الزراعية، وما يربونه من ماشية. لكن وسط هذه الحياة الريفية تجد أيضًا من يحترفون صناعة المنسوجات اليدوية، وزخرفة أبواب منازلهم ونوافذها بمنحوتات بديعة، وتلحظ لمسة فنية راقية في ملابس النساء والرجال في المناسبات الاجتماعية كحفلات الزفاف، فالفن مكون أساسي في الحياة اليومية المغربية.رغم حب الشعب المغربي للفن بجميع مظاهره، فإن معظم طوائفه تعاني من قلة التمويل والدعم الحكومي اللازم لتطوير النزعة الفنية التي يمكن تحويلها إلى مصدر كبير لرخاء البلاد. زاد من قلة الدور الحكومي في هذا الصدد، ما تعانيه المغرب، من حين إلى آخر، من اضطرابات اجتماعية واتهامات للمسؤولين الحكوميين بالفساد، إضافةً إلى ما تمثله الجماعات الإرهابية المتطرفة من تهديد لأمن البلاد.محمد أمين القباج، الرئيس التنفيذي لمعرض «بينالي مراكش»، ظهر من بين عتمة هذا الموقف ليكون صوت الفنانين المغاربة، ويصنع لهم المنصة التي طالما حلموا بها، فقد عمل على إيجاد حلول سريعة لمشكلة نقص تمويل قطاع الفن في المغرب، رغم أن الحكومة لا تُعِدُّه من أولوياتها.أكد عبد الحميد بوسعدي، أحد الشباب المهتمين بالمشهد الفني في مراكش، ومنسق يعمل لدى «TEDx مراكش»، أن القباج متفائل بطبعه، فهو يتصور برنامج الإصلاح الأمثل، ثم يقره مهما بدا باهظ التكاليف أو صعب التنفيذ. وبصفته رئيسًا لمعرض بينالي مراكش، فهو يعمل على إيجاد حلول للتمويل.حينما يلتقي حب الفن وخدمة الوطنتمتاز شخصية القباج بتركيبة عجيبة قلما تجتمع في رجل واحد. فهو رجل في بداية الستينيات من عمره، لكن أول ما يلحظه من يراه هو كمية الطاقة والحيوية التي تشع منه على الدوام. يمتهن الهندسة المعمارية، لكنه أيضًا مغامر وعدَّاء من طراز فريد، فقد اجتاز أحد أصعب سباقات الجري، وهو «ماراثون الرمال»، ليس مرة واحدة، بل عشرات المرات.نشأة القباج تعد استثنائية. فوالده كان يعمل بالتجارة، في حين أن والدته، بعكس معظم بنات جيلها، أتمت مرحلة الدراسة الثانوية، ليولد القباج في مدينة كازبلانكا، ويدرس الهندسة المعمارية في ستراسبورغ وباريس. وعن سبب اختياره لدراسة هذا المجال بالتحديد، يقول القباج إنه يجمع بين عالم الفن والإبداع في مهنة واحدة، إضافة إلى أن الهندسة المعمارية لها مستقبل واعد في بلاده.القباج رجل ملهِم يعي أن الفنون محرك الإبداع، والإبداع هو الذي يُحدِث التطوير الذي يُنعِش بدوره الاقتصاد. وجد القباج في الهندسة المعمارية مزيجًا بين حب الفن وولعه بخدمة الوطن بمشروعات تنموية. ففي عام 1992 وقَّع عقدًا مع الحكومة للعمل في مجال التطوير العقاري، تضمن العقد تشييد الفنادق والفيلات الفاخرة، ثم عاد إلى ممارسة دوره الاجتماعي في تشييد المستشفيات في المغرب، وغيرها من البلدان الإفريقية.المنصب الحالي للقباج، كرئيس تنفيذي لمعرض بينالي مراكش، وضع الرجل في نقطة الالتقاء بين الخدمة المجتمعية وحب الفن، ما سمح له بأن يقف في الصفوف الأمامية المطالِبة بدعم أكبر للأعمال الفنية، والسعي لوضع رؤية إبداعية أكثر تطورًا للفن المغربي.تأسس معرض بينالي مراكش على يد الناشطة «فانيسا برانسون»، كرد على موجة الكراهية والعنصرية التي اندلعت في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتحق القباج بالعمل مع المعرض عام 2012، ثم أعلنت منظمة «آرتنت» العالمية، ومقرها نيويورك، القباج كواحد ضمن أفضل 20 مشاركًا في المعرض عام 2014.تقول برانسون إن هناك عدة أنواع من قادة الفكر الثقافي، فقد يكونون أكاديميين أو عاملين بالقطاع الثقافي أو عاشقين للثقافة. والقباج من التصنيف الأخير، فهو رجل ملهِم يعي أن الفنون محرك الإبداع، والإبداع هو الذي يُحدِث التطوير الذي يُنعِش بدوره الاقتصاد.في الدورة السادسة لمعرض بينالي مراكش، اختار القباج التركيز على مشاركة الفنانيين العرب والأفارقة، موضحًا أنه أراد بذلك إثبات أن الفن والثقافة ليسا حِكرًا على الغرب، وقدم المعرض في تلك الدورة أعمال 45 فنانًا عربيًّا وإفريقيًّا، وهو القرار الذي قوبل بانتقادات من أولئك الذين شعورا بانهم استُبعِدوا من الحدث، من بينهم الفنان «جوردون ديفيدسون».التمويل، وعقبات أخرىللأسف لم تكن جنسية المشاركين في المعرض القضية الأكثر إثارة للجدل، فقد شكَّل نقص الدعم المادي من الحكومة القضية الأخطر. وعن ذلك يقول القباج: «نحن بحاجة إلى دعم حكومي حقيقي. فمعرض بينالي يتلقى دعمًا حكوميًّا عند إقامته في مختلف دول العالم، وهو ما نريده نحن أيضًا في المغرب». وكانت ديون المعرض منذ 2016، قد تسببت في تأجيل إقامته في العام 2018.لم يشعر القباج بالانهزام أمام هذا التحدي، بل قرر استغلال الوقت المتاح له بعد تأجيل المعرض في إعادة هيكلة موارد بينالي مراكش، وذلك بمساعدة شباب المبدعين، إضافةً إلى مؤسسات المجتمع الفني. وصرح القباج بأنه بصدد عقد سلسلة من ورش العمل التي ستسفر عن الخروج بالقرار الأمثل، وتضع ملامح واضحة لأهداف بينالي مراكش.يفتخر القباج بأنه سبب في حضور أكثر من أربعة آلاف و500 طفل إلى النسخة الأخيرة من بينالي مراكش، لأن رؤيته تتسع لما هو أكبر من التمويل المالي والمهمة الإبداعية المنوطة بالمعرض. فهو يرى أن المستقبل في التعليم، وفي أن يصبح الفن أحد المنابر التي تسهم في رفع نسب التعليم في البلد الذي تنتشر فيه الأمية بنسبة 32%، ولن يحدث ذلك إلا باعتبار الثقافة أحد فروع العلم الأساسية التي ينبغي تدريسها أسوة بالعلوم الأخرى.تلخصت رؤية القباج في أن بلاده التي تقع في ملتقى الطرق بين أوروبا وإفريقيا وآسيا، ينبغي أن تدرك ما للثقافة من أهمية. لكن إنعاش الثقافة في الوقت ذاته لا يتوفر إلا بالاهتمام بالتعليم وحرية التعبير، إضافة إلى الدعم الواجب تلقيه من السلطات الحكومية. وينبغي على نواب الشعب أيضًا أن يكونوا هم قادة الفكر الثقافي، وأن يحملوا مسؤولية التفكير في رفاهية شعوبهم التي يمكن أن يحققها ارتقاء الثقافة.



اقرأ أيضاً
اسبوع القفطان بمراكش يكرس المملكة كمرجع عالمي للقفطان
أسدل الستار، مساء أمس السبت بمراكش، على النسخة الـ25 من أسبوع القفطان (قفطان ويك)، بتنظيم عرض أزياء كبير احتفى بالصحراء المغربية، بمشاركة 14 مصمما بارزا وعشاق الموضة، مكرسا بذلك المملكة كمرجع عالمي للقفطان. وجعل هذا الحدث المرموق، المنظم من قبل مجلة "نساء المغرب" (فام دي ماروك)، تحت شعار "قفطان، إرث بثوب الصحراء"، من المدينة الحمراء عاصمة للأزياء المغربية الراقية، عبر انغماس شاعري من عالم الجنوب، والكثبان الرملية إلى المجوهرات التقليدية، مرورا بأقمشة مستوحاة من الواحات. وتميز عرض الأزياء الختامي بمشاهد ساحرة، حيث تعاقبت على المنصة عارضات يرتدين قطع فريدة جمعت بين الحداثة والتقاليد الصحراوية، شاهدة على المهارة الثمينة للحرفيين المغاربة وإبداع المصممين الذين استمدوا إلهامهم من تراث الصحراء المغربية. وفي كلمة بالمناسبة، أكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، أن "المغرب يعد اليوم، مرجعا عالميا للقفطان، باعتباره تراثا حيا يساهم في الإشعاع الثقافي للمملكة على الصعيد الدولي". وأشادت، في هذا الصدد، بالصناع التقليديين المغاربة الذين يعملون من دون كلل، من أجل تصميم قطع بجمال نادر، محافظين على استمرارية التقاليد العريقة مع تجديدها.من جانبها، أشارت مديرة مجلة "نساء المغرب"، إشراق مبسط، إلى أن هذه الدورة الاحتفالية "تميزت بإرادة قوية لتثمين مهن الجنوب المغربي، وتسليط الضوء على كنوز غالبا ما يجهلها عموم الناس". وأشادت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بـ"تنوع الإبداعات المعروضة والتزام المصممين بنقل هذا الإرث الثمين، عبر حوار راسخ بين التقليد والابتكار". وتميز "أسبوع القفطان 2025" ببرمجة غنية تضم معارض لمجوهرات وأزياء تقليدية صحراوية، ودورات "ماستر كلاس"، ولقاءات بين مهنيي الموضة، مع إبراز مهن فنية يحملها نساء ورجال من الصحراء المغربية. ومنذ إطلاقها سنة 1996، أضحت تظاهرة (قفطان ويك) واجهة دولية للقفطان المغربي، واحتفاء بالأناقة والهوية والعبقرية الحرفية، خدمة لتراث في تجدد مستمر.
ثقافة-وفن

بالڤيديو.. منال بنشليخة من مراكش: القفطان مغربي بغاو ولا كرهو
عبرت نجمة الغناء المغربية منال بنشليخة عن سعادتها بالمشاركة في فعاليات حفل اختتام اسبوع القفطان بمراكش، مؤكدة في تصريح على هامش الحفل انها تفتخر بالقفطان، مشيرة انه مغربي، ابى من ابى وكره من كره.
ثقافة-وفن

بالڤيديو.. حفل اختتام اسبوع القفطان بمراكش يجمع اشهر نجمات الفن وكشـ24 تنقل انبهارهن بالقفطان المغربي
اختتمت ليلة أمس السبت 10 ماي بقصر البديع التاريخي بمدينة مراكش، فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من تظاهرة “أسبوع القفطان”، الذي يعتبر من أبرز التظاهرات الوطنية والدولية للاحتفاء بالقفطان المغربي. وقد عبرت مجموعة من نجمات الغناء و السينما و التلفزيون في تصريحاتهم لـ كشـ24 عن سعادتهم بحضور الحفل الختماي لاسبوع القفطان ابدين افتخارهن بالقفطان المغربي الذي يعتبر رمزا من رموز فن العيش والحضارة المغربية.
ثقافة-وفن

القضاء الفرنسي يستعد لاصدار حكمه في اتهام دوبارديو باعتداءات جنسية
تصدر محكمة الجنايات في باريس الثلاثاء حكمها في قضية الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو، بعد نحو شهرين من بدء محاكمته بتهمة ارتكاب اعتداءات جنسية في موقع تصوير فيلم "لي فولي فير" Les Volets verts عام 2022.  وسيحضر طرف واحد فقط من الأطراف المدنية هو أميلي، جلسة النطق بالحكم التي تبدأ عند العاشرة صباحا (08,00 ت غ). ويحتمل أن يغيب دوبارديو الذي يشارك في تصوير فيلم في البرتغال من إخراج صديقته الممثلة فاني أردان.  وطلب الادعاء أيضا إلزام الممثل البالغ 76 عاما، الخضوع لرعاية نفسية وفترة عدم أهلية مدتها عامان، وإدراج اسمه في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية.  وتتهم المدعيتان، وهما مصممة الديكور ومساعدة المخرج في "لي فولي فير" لجان بيكر، دوبارديو بالاعتداء عليهما جنسيا في موقع التصوير عام 2021.  وخلال تقديم شهادتها أمام المحكمة، قالت أميلي (54 عاما) إنها تحدثت مع الممثل عن الديكور المعتمد في الفيلم، وشرحت له أنها تبحث عن مظلات معينة لمشاهد ست صور في جنوب فرنسا.  وأكدت أن المحادثة كانت عادية الى أن بدأ دوبارديو الذي كان جالسا، بمحاصرتها "بين ساقيه" متلفظا بعبارات جنسية.  رد  دوبارديو على ذلك بنفي الوقائع، مضيفا "ثمة رذائل لا أعرف عنها شيئا"، مضيفا "لا أفهم لماذا سأقوم بتحسس امرأة (...) أنا لست متحرشا".  ونفى الممثل أيضا أي اعتداء على المدعية الثانية، وهي مساعدة في الفيلم. وقال "ربما اصطدمت بظهرها في أحد الممرات، لكنني لم ألمسها!".  وأوضحت سارة (اسم مستعار) التي تبلغ 34 عاما، أنها رافقت الممثل من غرفة الملابس إلى موقع التصوير. وقالت أمام المحكمة "كان الظلام دامسا، وفي نهاية الشارع، وضع يده على مؤخرتي" وروت أيضا تعر ضها لاعتداءين آخرين.  وتحدث دوبارديو أمام المحكمة عن حبه للنساء واحترامه "للأنوثة"، لكن ليس "اللواتي يعانين من الهستيريا".  وتلقى الممثل الفرنسي خلال محاكمته دعما من ابنته روكسان وشريكته السابقة كارين سيلا وزميله فنسان بيريز، إضافة الى فاني أردان.  وأكدت أردان أمام المحكمة أنها لم تشهد قط أي تصرف "صادم" من دوبارديو، معتبرة أنه كان في إمكان المدعيتين "رفض" أي تقر ب من قبله.  خلال هذه المحاكمة التي حظيت بتغطية واسعة، ندد محامو الأطراف المدنية بالتوتر والأساليب العدوانية التي اتبعها فريق الدفاع عن دوبارديو.  وتوجه محامي الممثل جيريمي أسوس مرات عدة إلى سارة واميلي بالقول "كاذبتان"، "مرتشيتان"، "هستيريتان".  وقالت كلود فانسان، محامية سارة، في مرافعتها "لم نستمع الى استراتيجية دفاع... بل إلى تمجيد للتمييز على أساس الجنس".  وفي موقف معاكس لحركة "مي تو" التي ساهمت في تغيير النظرة حيال ضحايا الاعتداءات الجنسية، سعى فريق الدفاع عن دوبارديو إلى إظهاره كضحية لمطاردة نسوية هدفها "إسقاط عملاق مكرس".  وخلال السنوات الأخيرة، اتهمت نحو عشرين امرأة دوبارديو بالاعتداء عليهن  جنسيا، لكن عددا كبيرا من الإجراءات تم  حفظه بسبب التقادم.  وكانت الممثلة الفرنسية شارلوت أرنو التي كانت حاضرة خلال المحاكمة، أول من تقدم بشكوى ضد دوبارديو في العام 2018. وفي غشت، طلبت النيابة العامة في باريس محاكمة الممثل بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 11 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة