ثقافة-وفن

بسبب “البوي”..سيناريست يتهم الناصري بالنصب عليه


كشـ24 نشر في: 24 مايو 2019

بعد  الضجة التي خلقها سيتكوم "البوي" لسعيد الناصيري، والإتهامات التي لحقت هذا الأخير بسرقة فكرة السيتكوم من السلسلة الأمريكية الشهيرة "هو إيز ذا البوس"، خرج  السيناريست "محمد نوماق" بتدوينة مطولة، كشف خلالها حقائق مثيرة جدا، بل وصادمة، عن سيعد الناصيري، المخرج والمنتج والفنان، وخاصة عمله الجديد "البوي".وكتب نوماق في التدوينة التي عنونها بـ "أنا والناصري والبوي" : "منعني حبي له من حجب أفكاري عنه، كنت أفرغ جعبتي لديه بكل عفوية وتلقائية ظنا مني انه يبادلني نفس الشعور والتقدير"، وتابع المتحدث : "صديقي ... هكذا كان يرد علي عندما أهاتفه أو ألتقيه. كلما زرت مدينة الدار البيضاء لا أتردد في الاتصال به ورؤيته".في سنة 2016 ومع قرب حلول شهر رمضان، قال السيناريست نوماق : "اتصل بي وسألني هل تستطيع كتابة سيتكوم، أجبته ضاحكا لا شيء يستعصي علي كتابته"، قبل أن يجيبه الناصيري قائلا : " لدي سلسلة سيتكوم بدأتها وأريدك أن تتممها لتعرض في رمضان "، وواصل نوماق : "بعث لي خمس حلقات من سلسلة (البوي) وكان أنذاك يعنونها بالخادمة وولد الناس و ملخصا عنها وتعريفا بشخصياتها..عكفت على كتابة أربع حلقات وبعثتها له في بريده الالكتروني، أعجب بها جدا ونوَّه بمهارتي في الكتابة ودعاني للإسراع في إتمامها لأن الوقت يداهمنا … كتبت سبعة عشر حلقة ثم توقفت لرغبتي في الحصول ولو على القليل من المال نظير عملي ولحاجتي أيضا، عندما أخبرته ألح علي في بعث كل ما كتبته وأخبرني أنه ينتظر الدعم".مرَّ رمضان تلك السنة يضيف السيناريست، واعتذر مني بعلة أن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) تحاصره وترفض أعماله، وأضاف : "تقبلت الأمر ولم أبد له امتعاضي، بعد ذلك بقليل اتصل بي والتمس مني أن أترجم له سيناريو من الفرنسية إلى الدارجة واللهجة المصرية، قرأت السيناريو وقبل أن ابدأ في ترجمته أخبرته أن السيناريو هجين ويفتقد لمقومات الدراما الهزلية الهادفة ويغيب عنه عنصر التشويق والإثارة، هنا منحني الإذن في التصرف فيه وصياغته بشكل جيد مع المحافظة على نمط الناصري في التمثيل، كانت مدة شهرين تقريبا كافية لصياغة هذا العمل الذي ضم ممثلين مصريين، ذكر لي حينها أنه ينسق مع مطرب مصري مشهور سيشاركه دور البطولة إضافة إلى وجوه عربية أخرى، لم أفكر أبدا في تحفيظ العمل أو تسجيله لأنني لم أتصور أن سعيد الناصري سيغدر بي رغم تحذير عدد من الفنانين والمخرجين لي من التعامل معه، كنت أبحث عن لقمة تسد رمق عيالي وتكفيني مد اليد والاستجداء، وموطن قدم لكتاباتي السيناريستية لأن ثقتي بقدراتي الإبداعية وسعت مخيلتي في الحبك الدرامي، كانت تجعلني أرضى بالنزر القليل، لم أطلب منه مقابل لعملي، لأنه ظل يماطلني مدعيا أن التصوير لم يبدأ بعد، ولما ضاق بي الحال وتراكمت فواتير الماء والكهرباء واصطفت قنينات الغاز أمامي قررت الذهاب إلى الدار البيضاء لرؤيته ورفع الخجل لطلب مستحقاتي منه، كانت رغبته أن ألتقيه بعيدا عن المدينة القديمة حيت أستأجر غرفة في تلك الفنادق الرخيصة، غير مبال بظروف تنقلي على كرسي متحرك حتى ألقاه، انتظرت كثيرا في إحدى محطات البنزين ...جاء في سيارته رباعية الدفع، لم يكلف نفسه عناء النزول منها فتح الزجاج وسلمني مبلغا مدعيا أنه في عجلة من أمره".وتابع نوماق : "كم كرهت حياتي وهذا المجال الذي أقحمت نفسي فيه ملتمسا العيش الكريم والرغد عند اطلاعي على المبلغ، ست وريقات من فئة مائة درهم لا غير.. بتُّ تلك الليلة والدموع تحاصر كبريائي، واسترجعت شريط ذكرياتي معه لأكتشف أنه أجاد التمثيل علي، لم يكن حبا ولم يكن تقديرا ولا عطفا، كان استغلالا وسرقة ...قررت أن أترك هذا الرجل وأتحرر من حبي له وإعجابي به ".قبل بداية رمضان هذه السنة، يقول المتحدث : "علمت كغيري عبر إعلانات أطلقها عبر قناته عن سلسلته الرمضانية (البوي) التي تبت الآن على قناة شدى TV وأيضا عن فيلمه الجديد، استشاط غضبي وشعرت بالحكرة، حاولت الاتصال به وجدته منع اتصالي به (بلوكاني)، فتركت له رسالة عبر الواتساب من رقم آخر، اتصل بي معاتبا وهدأ من روعي بعد أن وعدني أنه أحدث خلية للكتابة تضم اسمي بمعية شخص آخر، قال أنه أستاذ في المسرح سماه جعجع وآخر لم يذكر اسمه، ووعدني أنه يستضيفني في إحدى حلقاته كضيف، وسيمكنني من كل مستحقاتي، رضيت بطرحه الذي جاء قبل أن تبت الحلقات وانتظرت لعله يتصل ليدعوني للحضور إلى مكان التصوير بالبيضاء كما وعد، لكن ذلك لم يحدث حتى هذه اللحظة بل أكثر من ذاك أخبر أحد أصدقائي أنه سيتصل بي ولم يفعل".وختم نوماق تدوينة بحسرة كبيرة حينما قال : "أتابع أفكاري وبعض حواراتي تعرض لأنه عمد إلى تشويه الحلقات وتقزيمها إلى حد التفاهة والخواء، فصارت السلسلة مشوهة بلا فحوى وبدون موضوع أو رسالة عكس ما كتبته كل حلقة لها هدف وتوصل رسالة .. هذا سعيد الناصري الذي يختبئ وراء ابتسامة مزيفة مدعيا أنه ابن الشعب والناطق بتباريحه، حتى الفن لم يسلم من الفساد في هذا الوطن". 

بعد  الضجة التي خلقها سيتكوم "البوي" لسعيد الناصيري، والإتهامات التي لحقت هذا الأخير بسرقة فكرة السيتكوم من السلسلة الأمريكية الشهيرة "هو إيز ذا البوس"، خرج  السيناريست "محمد نوماق" بتدوينة مطولة، كشف خلالها حقائق مثيرة جدا، بل وصادمة، عن سيعد الناصيري، المخرج والمنتج والفنان، وخاصة عمله الجديد "البوي".وكتب نوماق في التدوينة التي عنونها بـ "أنا والناصري والبوي" : "منعني حبي له من حجب أفكاري عنه، كنت أفرغ جعبتي لديه بكل عفوية وتلقائية ظنا مني انه يبادلني نفس الشعور والتقدير"، وتابع المتحدث : "صديقي ... هكذا كان يرد علي عندما أهاتفه أو ألتقيه. كلما زرت مدينة الدار البيضاء لا أتردد في الاتصال به ورؤيته".في سنة 2016 ومع قرب حلول شهر رمضان، قال السيناريست نوماق : "اتصل بي وسألني هل تستطيع كتابة سيتكوم، أجبته ضاحكا لا شيء يستعصي علي كتابته"، قبل أن يجيبه الناصيري قائلا : " لدي سلسلة سيتكوم بدأتها وأريدك أن تتممها لتعرض في رمضان "، وواصل نوماق : "بعث لي خمس حلقات من سلسلة (البوي) وكان أنذاك يعنونها بالخادمة وولد الناس و ملخصا عنها وتعريفا بشخصياتها..عكفت على كتابة أربع حلقات وبعثتها له في بريده الالكتروني، أعجب بها جدا ونوَّه بمهارتي في الكتابة ودعاني للإسراع في إتمامها لأن الوقت يداهمنا … كتبت سبعة عشر حلقة ثم توقفت لرغبتي في الحصول ولو على القليل من المال نظير عملي ولحاجتي أيضا، عندما أخبرته ألح علي في بعث كل ما كتبته وأخبرني أنه ينتظر الدعم".مرَّ رمضان تلك السنة يضيف السيناريست، واعتذر مني بعلة أن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) تحاصره وترفض أعماله، وأضاف : "تقبلت الأمر ولم أبد له امتعاضي، بعد ذلك بقليل اتصل بي والتمس مني أن أترجم له سيناريو من الفرنسية إلى الدارجة واللهجة المصرية، قرأت السيناريو وقبل أن ابدأ في ترجمته أخبرته أن السيناريو هجين ويفتقد لمقومات الدراما الهزلية الهادفة ويغيب عنه عنصر التشويق والإثارة، هنا منحني الإذن في التصرف فيه وصياغته بشكل جيد مع المحافظة على نمط الناصري في التمثيل، كانت مدة شهرين تقريبا كافية لصياغة هذا العمل الذي ضم ممثلين مصريين، ذكر لي حينها أنه ينسق مع مطرب مصري مشهور سيشاركه دور البطولة إضافة إلى وجوه عربية أخرى، لم أفكر أبدا في تحفيظ العمل أو تسجيله لأنني لم أتصور أن سعيد الناصري سيغدر بي رغم تحذير عدد من الفنانين والمخرجين لي من التعامل معه، كنت أبحث عن لقمة تسد رمق عيالي وتكفيني مد اليد والاستجداء، وموطن قدم لكتاباتي السيناريستية لأن ثقتي بقدراتي الإبداعية وسعت مخيلتي في الحبك الدرامي، كانت تجعلني أرضى بالنزر القليل، لم أطلب منه مقابل لعملي، لأنه ظل يماطلني مدعيا أن التصوير لم يبدأ بعد، ولما ضاق بي الحال وتراكمت فواتير الماء والكهرباء واصطفت قنينات الغاز أمامي قررت الذهاب إلى الدار البيضاء لرؤيته ورفع الخجل لطلب مستحقاتي منه، كانت رغبته أن ألتقيه بعيدا عن المدينة القديمة حيت أستأجر غرفة في تلك الفنادق الرخيصة، غير مبال بظروف تنقلي على كرسي متحرك حتى ألقاه، انتظرت كثيرا في إحدى محطات البنزين ...جاء في سيارته رباعية الدفع، لم يكلف نفسه عناء النزول منها فتح الزجاج وسلمني مبلغا مدعيا أنه في عجلة من أمره".وتابع نوماق : "كم كرهت حياتي وهذا المجال الذي أقحمت نفسي فيه ملتمسا العيش الكريم والرغد عند اطلاعي على المبلغ، ست وريقات من فئة مائة درهم لا غير.. بتُّ تلك الليلة والدموع تحاصر كبريائي، واسترجعت شريط ذكرياتي معه لأكتشف أنه أجاد التمثيل علي، لم يكن حبا ولم يكن تقديرا ولا عطفا، كان استغلالا وسرقة ...قررت أن أترك هذا الرجل وأتحرر من حبي له وإعجابي به ".قبل بداية رمضان هذه السنة، يقول المتحدث : "علمت كغيري عبر إعلانات أطلقها عبر قناته عن سلسلته الرمضانية (البوي) التي تبت الآن على قناة شدى TV وأيضا عن فيلمه الجديد، استشاط غضبي وشعرت بالحكرة، حاولت الاتصال به وجدته منع اتصالي به (بلوكاني)، فتركت له رسالة عبر الواتساب من رقم آخر، اتصل بي معاتبا وهدأ من روعي بعد أن وعدني أنه أحدث خلية للكتابة تضم اسمي بمعية شخص آخر، قال أنه أستاذ في المسرح سماه جعجع وآخر لم يذكر اسمه، ووعدني أنه يستضيفني في إحدى حلقاته كضيف، وسيمكنني من كل مستحقاتي، رضيت بطرحه الذي جاء قبل أن تبت الحلقات وانتظرت لعله يتصل ليدعوني للحضور إلى مكان التصوير بالبيضاء كما وعد، لكن ذلك لم يحدث حتى هذه اللحظة بل أكثر من ذاك أخبر أحد أصدقائي أنه سيتصل بي ولم يفعل".وختم نوماق تدوينة بحسرة كبيرة حينما قال : "أتابع أفكاري وبعض حواراتي تعرض لأنه عمد إلى تشويه الحلقات وتقزيمها إلى حد التفاهة والخواء، فصارت السلسلة مشوهة بلا فحوى وبدون موضوع أو رسالة عكس ما كتبته كل حلقة لها هدف وتوصل رسالة .. هذا سعيد الناصري الذي يختبئ وراء ابتسامة مزيفة مدعيا أنه ابن الشعب والناطق بتباريحه، حتى الفن لم يسلم من الفساد في هذا الوطن". 



اقرأ أيضاً
مشاركة مغربية استثنائية في معرض بيكين الدولي للنشر والكتاب
شارك المغرب في فعاليات الدورة الحادية والثلاثين من معرض بيكين الدولي للنشر والكتاب، الذي أقيم في الفترة من 18 إلى 22 يونيو الجاري، في العاصمة الصينية بيكين، والذي جمع في رحابه 1700 ناشر ومؤسسة ثقافية يمثلون 80 دولة عبر العالم. ومثلت الناشرين المغاربة في هذا المعرض منشورات باب الحكمة ومؤسسة "أكسيون"، ضمن الجناح الكبير الذي خصص لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، بتنسيق مع سفارة المغرب في بيكين. وحضر الوفد المغربي حفل افتتاح معرض بيكين للنشر والكتاب، في قصر المؤتمرات بالعاصمة الصينية، بحضور سفير المملكة المغربية محمد الأنصاري والوزير السابق محمد نبيل بنعبد الله والملحق الثقافي بسفارة المغرب بالصين مولاي الزين الموساوي، وسعد الحصيني عن دار النشر "أكسيون" ومحمد المحبوب عن منشورات باب الحكمة. وتردد على الرواق المغربي عدد من الوزراء الصينيين وسفراء الدول العربية، ومجموعة من المثقفين والقراء، خاصة الطلبة والباحثين الصينيين الذين يدرسون اللغة العربية، حيث شكلت هذه المشاركة لحظة خاصة لتداول الكتاب المغربي، والتعريف بالثقافة الوطنية وإبداعات وتآليف المغاربة في مختلف المجلات الأدبية والعلمية. وأكد محمد المحبوب أن مشاركة منشورات باب الحكمة تميزت، هذه السنة، بعرض جديد الدار في العلوم الإنسانية والاجتماعية، إلى جانب عدد من الإصدارات التاريخية، حيث شهد الرواق المغربي توافد عدد من الباحثين وممثلي المعاهد الجامعية ومراكز البحث المهتمة بالدراسات الصادرة حول شمال إفريقيا والغرب الإسلامي والأندلسيات، مثلما شهد المعرض احتفاء خاصا بكتاب "اكتشاف الصين"، للباحث والجامعي المغربي الطيب بياض، وهو الكتاب الصادر عن منشورات باب الحكمة. الكتاب سيتم نشره بالصينية عن منشورات "الشعب"، وهي من دور النشر المرموقة في بيكين. كما وقعت دار النشر المغربية "أكسيون" اتفاقية شراكة مع المديرة العامة لمنشورات الشعب في بيكين، السيدة غونغ سون، من أجل ترجمة كتابين نفيسين إلى الصينية، ويتعلق الأمر بكتاب "الرباط.. مدينة الأنوار"، وكتاب "كنوز التراث الثقافي غير المادي بالمغرب"، وهما الكتابان الصادران عن منشورات "أكسيون" خلال السنوات الأخيرة. وعلى هامش فعاليات المعرض، أجرى الوفد المغربي مباحثات مع بعض دور النشر الصينية، همت إمكانيات التعاون بين الناشرين المغاربة والصينيين، من أجل التعريف بثقافة البلدين عبر الكتاب بوصفه وسيطا حضاريا وحاملا للمعارف والقيم والثقافات.
ثقافة-وفن

أزيد من 300 ألف شخص حضروا مهرجان كناوة
تحولت مدينة الصويرة من 19 إلى 21 يونيو، إلى فضاء شاسع للاحتفال، والحوار، والتلاحم. فضاء خارج الزمن، مكرّس بالكامل للموسيقى، واللقاءات، والعيش المشترك. بين أسوار المدينة العتيقة وعلى الشاطئ، تجاوب الكمبري مع الساكسوفون، وامتزجت الأغاني الإفريقية بالإيقاعات الكوبية، واهتزت أصوات كناوة على إيقاع الطبول السنغالية. وجا في بلاغ صادر عن إدارة المهرجان، أن النسخة السادسة والعشرون من مهرجان كناوة وموسيقى العالم اختتمت بإحساس قوي، ممزوج بالأنغام، والذكريات، والبعد الإنساني. حيث اجتمع أكثر من 300 ألف محتفل حجوا لهذا العرس الموسيقي الكبير. ووفق البلاغ ذاته شكل العرض الافتتاحي بقيادة المعلمين انطلاقة موفقة، وإعلانا لبدء برنامج حافل بالعطاء والثراء الموسيقي احتضنته المنصة الكبرى بساحة مولاي الحسن، فتعاقبت الحفلات وفق تنسيق موسيقي دقيق. وابرز البلاغ، أن الافتتاح المغربي-السنغالي الذي جمع حميد القصري، وفرقة بكالما، عبير العابد، وكيا لوم، كان بداية رائعة لبرنامج غني بالموسيقى واللقاءات الفنية. وتلا ذلك مزج موسيقي متنوع قدّم من خلاله حسام كانيا وماركوس غيلمور وصفة فنية بين الجاز وكناوة؛ واستكشف ضافر يوسف والمعلم مراد المرجاني بعدًا صوفيا صامتا ونابضا بالحياة في آنٍ واحد. ومساء السبت، حشد كل من سيمافنك وخالد سانسي موجات بشرية هادرة، بينما جمع حفل CKay شبابًا متعطشا، راقصًا، متعدد الثقافات. وفي المجموع، يضيف البلاغ، شارك 350 فنانًا من أكثر من اثنتي عشرة دولة (السنغال، الولايات المتحدة، تونس، نيجيريا، فرنسا، مالي، كوبا، سوريا، تركيا، العراق، كوت ديفوار...) على مختلف منصات المهرجان، من بينهم 40 معلم كناوي من الرواد والمواهب الصاعدة. جمهور وفي ومتنوع وأكد البلاغ أن طلاب، عائلات، شباب أو أوفياء من أولى نسخ المهرجان: كانوا جميعًا في الموعد. في صفوف الانتظار، والمقاهي، وأزقة المدينة العتيقة، سُمعت لغات متعددة وضحكات رنانة. وكما الحال دائما في الصويرة، تجمع الموسيقى الناس، متجاوزةً الجنسيات والأصول والأجيال. جمهور مهرجان كناوة لا يكتفي بالمشاهدة. بل يستمع، ويرقص، ويتساءل، ويتفاعل. حيث يساهم في بناء ذاكرة حيّة، وإنعاش حيوية جماعية. منتدى غني ومُرتبط بالواقع وفي نسخته الثانية عشرة، أشار البلاغ، أوفى منتدى حقوق الإنسان، المنظم بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، بكل وعوده. تحت شعار "الحركية البشرية والديناميات الثقافية"، ناقش كتّاب، وباحثون، وسينمائيون، وفنانون الروابط المعقدة بين الهجرة، والإبداع، والانتماء. وكانت من بين أبرز اللحظات: تدخلات الشاعرة الفرنسية-الإيفوارية فيرونيك تادجو، والمؤرخ المتخصص في الاستعمار باسكال بلانشار، والمخرج فوزي بنسعيدي، والكاتب إلغاز، والمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، الذي أثّرت شهادته الشخصية الصادقة في الحاضرين. ووفق البلاغ ذاته، أجمع المشاركون على ضرورة التنقل البشري رغم العوائق والقيود، بدوافع مختلفة، أبرزها البحث عن حياة كريمة. وهجرة غالبًا ما تكون مؤلمة، لكن في كثير من الأحيان تصاحبها ديناميات ثقافية قوية، هجينة، وذات رسائل سياسية وهوياتية عميقة. في سياق الهجرة، يشكل الإبداع الثقافي فعل مقاومة، واندماج، وإثبات للهوية. كرسي جامعي يُصغي للمعلمين وفي إطار كرسي UM6P للتقاطعات الثقافية والعولمة، عُقدت مائدتان مستديرتان غير مسبوقتين أتاحتا لحظة نادرة وثمينة: حوار مباشر بين الباحثين، والمفكرين، ومعلمي كناوة. في تبادل عميق وصريح، التقت المعارف الأكاديمية مع معارف الجسد، والتقاليد الشفهية. كان حوارًا إنسانيًا قائمًا على الإصغاء، والفضول المتبادل، واحترام الإرث الكبير. كانت لحظة خاصة امتزجت فيها اللغة الأكاديمية مع كلمات التجربة والحنكة، لاستكشاف موقع التراث الحي في عالم اليوم، لا كأرشيف، بل كقوة حيوية متجذّرة في الحاضر وتتطلع إلى المستقبل. مدينة نابضة بالحياة وشدد البلاغ أن الصويرة تحولت بأكملها إلى منصة عرض: حفلات وترية في الزوايا أو في بيت الذاكرة، أصوات كردية في برج باب مراكش، نغم أمازيغي وعود كهربائي... وعلى الشاطئ، تألق المعلمون الشباب وسط إعجاب الجمهور. فكان حفل فهد بنشمسي وفرقة ذا لالاس لحظة خالدة، اجتمع فيها جمهور لا محدود في منصة الشاطئ.. عرض متميز جمع بين الروك، وكناوة، والشعبي. لحظة احتفالية وشاعرية جمعت كل الأجيال. جسور دائمة والتزام راسخ ويواصل المهرجان التزامه بالتكوين، ونقل المعرفة، والبحث. حيث جمع برنامج بيركلي في مهرجان كناوة، المنظم للعام الثاني بالشراكة مع كلية بيركلي للموسيقى، 74 موسيقيًا شابًا من 23 جنسية في أسبوع من الإقامة الإبداعية، والتكوين، والتبادل تحت إشراف أساتذة عالميين. إشعاع يتجاوز الحدود ويُعد مهرجان كناوة أيضًا موعدًا إعلاميًا بارزًا. إذ غطى هذه النسخة السادسة والعشرون 250 صحفيًا ومصورًا من المغرب، وفرنسا، وإسبانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وأستراليا، والهند، والبرتغال، وتركيا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والنرويج، والإمارات العربية المتحدة. دينامية مستمرة وأكد مهرجان كناوة 2025 أن مهمته تمت على أكمل وجه: جعل الموسيقى لغة مشتركة، والمدينة مختبرًا للمزج، والتراث مادة حيّة. نسخة سمتها الأساسية السخاء والجرأة وجدد منظمو المهرجان موعدهم مع النسخة 27 من 25 إلى 27 يونيو 2026، في دورة تعد بنفس التطلعات: جعل الموسيقى أقوى من أي حدود.
ثقافة-وفن

برلين.. المغرب يبرز غنى موروثه الثقافي في يوم الثقافة العربية
سلط المغرب، الجمعة في برلين، الضوء على روعة موروثه الثقافي، خلال فعاليات “يوم الثقافة العربية”، الذي نظمته جمعية عقيلات سفراء الدول العربية، بشراكة مع مجموعة السفراء العرب المعتمدين في ألمانيا، وذلك بحضور السيدة الأولى لألمانيا، إلكه بودنبندر. وقد احتضن مقر إقامة سفير المملكة العربية السعودية في برلين، الأمير عبد الله بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، هذه التظاهرة الثقافية، التي جمعت سفيرة المغرب لدى ألمانيا، زهور العلوي، إلى جانب 17 سفيرا عربيا وممثلين عن بعثة جامعة الدول العربية في برلين. وشهد حفل الاستقبال، الذي عرضت خلاله عدة دول عربية، من خلال أروقة مخصصة، جوانب من ثقافاتها وتقاليدها، حضور ثلة من الشخصيات السياسية والدبلوماسية الألمانية والعربية. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعربت العلوي عن شكرها للمملكة العربية السعودية على كرم الضيافة وحسن التنظيم، منوهة بحضور السيدة الأولى لألمانيا كضيفة شرف لهذه الدورة، وهو ما يعكس، بحسبها، الاهتمام الذي توليه أعلى السلطات الألمانية للحوار الثقافي وتعزيز التراث العربي. وقد تميزت المشاركة المغربية برواق أقيم على شكل “خيمة”، مزينة بقطع من الصناعة التقليدية والأثاث العريق، تعكس براعة الصانع المغربي، حيث أتيحت للزوار فرصة تذوق مأكولات مغربية أصيلة والتعرف عن قرب على عمق الموروث الثقافي المتجذر للمملكة. كما خصصت سفارة المغرب فضاء ثانيا على هيئة “صالون شاي مغربي”، أتاح للضيوف اكتشاف كرم الضيافة المغربي من خلال تقديم حلويات تقليدية وشاي مغربي بطقوسه المعتادة، وسط ديكور تقليدي يضم أبرز مميزات الصالون المغربي من فراش وزرابي وطاولات نحاسية. وقد استُقبلت الأولى لألمانيا، عند وصولها إلى مقر إقامة السفير السعودي، بحفل شاي مغربي برفقة العلوي، حيث تذوقت بعض الحلويات المغربية قبل مواصلة جولتها في الأروقة، التي اختتمتها بالوقوف في الجناح المغربي، حيث حظيت باستقبال تقليدي تخللته مراسم تقديم الحليب والتمر. وعقب عروض للرقص والغناء من التراث السعودي، خطف عرض القفطان المغربي الأنظار كأحد أبرز فقرات البرنامج، حيث أبهرت التصاميم الحضور بغنى تطريزاتها ودقة تفاصيلها، مبرزة تنوع الزي المغربي التقليدي. وفي هذا الصدد، أكدت العلوي أن “مشاركة المغرب في هذا الحدث كانت نشطة وهادفة، إذ شكلت فرصة ثمينة للتعريف، إلى جانب الإشعاع الوطني، بالغنى الاستثنائي لتراثنا الثقافي أمام شخصيات ألمانية رفيعة”. وبخصوص عرض القفطان، الذي نال إعجاب الحاضرين، شددت الدبلوماسية المغربية على أن “القفطان المغربي ليس مجرد زي، بل هو تجسيد لهويتنا وتاريخنا وإرثنا الثمين، الذي يحظى بعناية خاصة من طرف وزارة الشؤون الخارجية”. وفي ختام هذا الحفل الراقي، الذي ساهم في تعزيز أواصر التقارب ولمّ شمل الأسرة الدبلوماسية العربية في ألمانيا، عبرت العلوي عن امتنانها للمكتب الوطني المغربي للسياحة على مساهمته القيمة في إبراز المشاركة المغربية في هذا الحدث البارز.
ثقافة-وفن

مهرجان كناوة 2025.. ثلاث ليالٍ من السحر الموسيقي في عاصمة الرياح
أسدل الستار، مساء أمس السبت، على فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، بعد ثلاثة أيام من التمازج الفني والحوار الثقافي، عاش خلالها جمهور الصويرة تجربة موسيقية وروحية استثنائية، عابرة للحدود والأنماط. وقد عرفت هذه الدورة إقبالا جماهيريا واسعا، حيث استمتع الزوار بعروض موسيقية راقية جمعت بين روح الكناوة العريقة وتنوع الإيقاعات العالمية، ما جعل من مدينة الرياح قبلة لعشاق الأصالة الموسيقية وفضاء للتفكير في قضايا الهجرة والحركيات البشرية وعلاقتها بالديناميات الثقافية. كما شكل المهرجان وعروضه المتنوعة والمتميزة، فرصة لاكتشاف المدينة العتيقة وفضاءاتها الساحرة، بما تحمله من إرث تاريخي غني وبنى تحتية ثقافية، فضلا عن مؤهلاتها السياحية اللافتة. وفي واحدة من أبرز لحظات المهرجان، أطلت الفنانة الكناوية هند النعيرة، ابنة مدينة الصويرة، على جمهور منصة مولاي الحسن بأداء أخاذ تميز بعفويته القوية وعمقه الروحي، حيث ألهبت هذا الفضاء التاريخي بعرض باهر مزج بين العذوبة والقوة. ومن لحظات الإبداع الجماعي، شهدت المنصة ذاتها عرضا موسيقيا مذهلا جمع المعلم محمد بومزوغ وأنس شليح من المغرب، إلى جانب موسيقيين عالميين من فرنسا وكوت ديفوار، من ضمنهم تاو إيرليش، مارتن غيربان، وكوينتن غوماري وعلي كايتا. وتميز العرض بانصهار آلات "الكمبري" و"القراقب" مع البلافون، والدرامز، والساكسفون والبوق، لينثر هذا المزج الفني الدهشة الموسيقية على الجمهور بتوليفات صوتية متنوعة وارتجالات جريئة. وأمتعوا الحاضرين بأغان مبهرة تمتح من عمق التراث الكناوي وتنسج جمالياتها بإبداع معاصر، ليجد الجمهور نفسه منساقا، طواعية، إلى ترديدها مع الفنان المتألق محمد بومزوغ، الذي لم يكن مجرد مؤد، بل أشبه بساحر موسيقي بث سحر كناوة على كل من حضر، بأسلوبه المتفرد، وصوته الآسر، وإيقاعه الذي أشعل الفضاء وأربك الحدود بين الخشبة والجمهور. ومع تصاعد النشوة الموسيقية، التحقت الفنانة هاجر العلوي بالمجموعة في لحظة انصهار فني وجماهيري، لتضيف إلى العرض لمسة أنثوية مشبعة بالإحساس والقوة، فتألقت بأدائها المميز، وهي تنقل الأغاني من الريبرتوار الكناوي إلى طبقات جديدة من التعبير والإيحاء. وشهدت الليلة ذاتها لحظة خاصة مع الفنان عمر حياة، الذي بعذوبة صوته وتواصله الصادق، نجح في خلق لحظة وجد جماعي على منصة مولاي الحسن، استحضر خلالها الأحاسيس والحنين، واندمج الجمهور معه في أداء كناوي مفعم بالحياة، جعل من الموسيقى جسرا بين الذكريات والانفعالات الحاضرة. وكان الجمهور على موعد مع عرض "سيمافنك" الذي يجمع بين الروح الاستعراضية والفنية، ورسائل موسيقية تحتفي بالحرية والتنوع والانتماء الأفرو-لاتيني، حيث سادت أجواء حالة من الانسجام الموسيقي العابر للثقافات، تتناغم فيها الفانك بالالكترو والايقاعات بالبلوز. ولم تكن سهرة سيمافانك بمهرجان كناوة مجرد حفل موسيقي عابر، بل لحظة فنية نابضة بالابتكار، شهدت لقاء فريدا بين الثقافة الكوبية والروح الكناوية المغربية، تمثل في أداء مشترك جمعه بالمعلم خالد صانصي، أحد أبرز حاملي تقاليد الكناوة الأصيلة. في لحظة من السحر الموسيقي، انطلقت نقرات "القراقب" لتعانق أنغام الغيتار والبوق والإيقاع الكاريبي، وسط تصفيق الجمهور وتمايله، حيث بدأ المزج بين الفانك والكناوي عفويا لكن متقنا، ما يؤكد أن الجذور الإفريقية المشتركة قادرة على خلق تآلفات جديدة ومبهرة. وجدير بالذكر أن الدورة ال26 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، التي أضاءت سماء مدينة الرياح، استضافت 350 فنانا، من بينهم 40 معلما كناويا، قدموا 54 حفلا موسيقيا ضمن أجندة مواعيد موسيقية متنوعة، وفرت للجمهور تجربة موسيقية متكاملة من خلال مزج فني على أشهر منصات مدينة الصويرة. وبالموازاة مع الحفلات الموسيقية، انعقدت الدورة الثانية عشرة لمنتدى حقوق الإنسان، التي تنظم تحت شعار "الحركيات البشرية والديناميات الثقافية"، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج. وأتاحث هذه الدورة فرصة لتوسيع النقاش من خلال استكشاف، إلى جانب الإسهامات الاقتصادية، المساهمات الثقافية للهجرات والجاليات بالنسبة لبلدان الأصل والعبور والوجهة.  
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 23 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة