برمجة رمضان.. ولايزال مسلسل الرداءة مستمرا – Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية
الاثنين 21 أبريل 2025, 12:18

ثقافة-وفن

برمجة رمضان.. ولايزال مسلسل الرداءة مستمرا


كشـ24 نشر في: 17 يوليو 2014

مازالت دار لقمان على حالها»، عبارة تلخص واقع البرمجة الرمضانية الوطنية الحالية التي يقدمها القطب العمومي طيلة الشهر الكريم. إذ لم تستطع هذه البرمجة خلق أي إجماع حولها بعد دخولها أسبوعها الثاني مع استثناءات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة. ولم تتخلص جل الأعمال المعروضة من النسبة العالية من الرداءة والسطحية والحموضة، حتى مع  صفقات الإنتاج عبر طلب العروض وأيضا الصيغة الجديدة لدفاتر التحملات الخاصة بمتعهدي الإعلام السمعي البصري العمومي. والملاحظ أن نفس شركات الإنتاج لاتزال تستحوذ على الكعكة الرمضانية بكلفة إجمالية تقدر بـ 25 مليارا و333 مليون سنتيم من أجل إنجاز 10 أعمال «فنية» لجأت معها إلى خدمات نفس الوجوه ذات الشعبية الجماهيرية، وللأسف تتحقق المفارقة بين مستوى فني متواضع ونسب مشاهدة عالية، حسب أرقام ماروك ميتري، تشهرها قنوات القطب العمومي في وجه كل من يجلد برمجتها الرمضانية.
 
كالعادة، يحضر «السيتكوم»  و«الكاميرا الخفية» كطبق درامي رئيسي تعتمده القناتان الأولى والثانية، كما دأبتا على ذلك منذ سنوات، وقت الإفطار كي تتمكن من جذب الجمهور المغربي الذي يكون مجتمعا حول مائدة الإفطار بعد يوم صوم شاق وطويل. فهل حققت هذه البرمجة المتعة للمشاهد أم أنها لاتزال مستمرة في تعذيبه بالرغم من تطبيق دفاتر التحملات وشفافية طلبات العروض؟.
مهازل في ثوب برامج
 
البداية مع سيتكوم «كنزة في الدوار»، الذي تبثه القناة الثانية بعد الإفطار والذي يسجل، حسب آخر بلاغات القناة، نسب مشاهدة تجاوزت 10 ملايين مشاهد. هذه السلسلة التي تنتجها شركة «عليان برود» اعتمدت على نجوم بعضهم سبق أن تعاملت معهم الشركة نفسها أو حققوا نجاحات خارجها واستثمرتهم لصالحها.
 
كان المفروض من خلال عنوان السلسلة أن المثقفة والمتعلمة» كنزة»، والتي قطعت مسافة من أجل جمع التوقيعات من سكان قرية حتى تتمكن من إخراجها من عزلتها عبر مشروع «لوطوروت»، أن نشاهد يومياتها معهم، وكيفية تعاملها مع مشاكلهم بما تحمله من حمولة حضارية بأسلوب راق يرفع مستواهم إلى أعلى، وليس أن تقع هي ويقع هؤلاء معها في شرك الضحك «الباسل» من خلال التناول «السطحي» لواقع المرأة والرجل والشباب والمسنين والعاطلين عن العمل في ذلك الدوار النائي. 
 
حلقات «كنزة» في أسبوعها الثالث لاتزال تدور في حلقة «اضحك بلهلا يتبتو ليك»، وتعتمد في جل أحداثها على حضور الممثلة» دنيا بوطازوت» بالرغم من أن البطلة الرئيسية، كما يدل عنوان السلسلة، هي «مريم الزعيمي»، التي سبق أن تألقت في دور الجارة اللعوب في الجزء الثاني من سلسلة «بنات للا منانة».
 
وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عما إذا كان استثمار نجاح دنيا بوطازوت في دور الشخصية القروية الأمية راجع فعلا إلى موهبتها في التقمص أم أن الفنانة تلعب جزءا من شخصيتها «الكوميدية»، خاصة وأنها حين حاولت، السنة الماضية، تغيير جلدها في سلسلة «دور بيا يا الشيباني»، مع نفس الشركة المنتجة للعمل، لم تكن مقنعة إلى حد ما في شخصية البنت الهادئة اللطيفة.
 
«الكاميرا لخفية»، التي تحصد، بدورها، نسبا مهمة من المشاهدة اليومية، يبدو أن طاقمها تعلم نوعا ما من الدرس القاسي السنة الماضية حين تم اكتشاف مقالب مفبركة باتفاق مع أبطالها، حيث تظهر بعض الحلقات أن أصحابها وقعوا فعلا في شراك الكاميرا الخفية وبعضهم تشعر أنه «عاق بيها» وفضل التظاهر بذلك  أو أنهم «احتالوا» كما جاء على لسان الفنان المصري تامر حسني، والذي ذهب إلى حد مقاضاة القناة، في حين كان البعض واضحا ورفض بث حلقته وهو ما رضخ له القائمون عليها.
 
غير أن هذه الكبسولة كان من الأجدى أن تغادر خارطة البرمجة هذا العام بعد تكرار نفسها والاستعانة بنفس الضيوف في بعض الأحيان، والفضائح التي لاحقتها السنة الماضية واتهامها بالفبركة، وكان الأجدر بمعديها البحث عن «ثيمة» أخرى والاشتغال عليها بحرفية عالية.
 
بالنسبة إلى «زينة» الذي يبث على نفس القناة ولو أن فكرة المسلسل مستهلكة، إلا أن كاتب السيناريو تمكن من إلباسها حلة جديدة ومشوقة، كما أن «الكاستنيغ  كان ناجحا وتمكن الفنانون تحت إدارة المخرج ياسين فنان من تقمص شخصياتهم بحرفية كبيرة، منهم سحر الصديقي في أول بطولة مطلقة لها بعد تجربة في سيتكوم (كول سانتر)، حيث بدت مقنعة تماما في تقمصها للشخصية، وأيضا سهام أسيف وهدى الريحاني وادريس الروخ والعودة الجميلة لعمي ادريس، وغيرهم من الفنانين.
 
النقطة المضيئة في برمجة رمضان للقناة الثانية، تتمثل لحد الآن سلسلة «مرا وقادة»، الذي يبث قبل الإفطار، ويسلط الضوء على مهن كانت إلى وقت قريب عصية على النساء. وتجسد الشخصيات مجموعة من الفنانات المغربيات كفاطمة الزهراء بناصر والهام واعزيز وغيرهما. بالنسبة إلى وقت الذروة لاتزال كبسولة «الكوبل» وما تحمله يوميات الشعيبية وكبور تنال رضا المشاهد بالرغم من أن هذا العمل التلفزي لم يخضع لمسطرة طلبات العروض المنصوص عليها في الصفقات العمومية، كما أن الثلاث دقائق قامت إحدى شركات الاتصالات بدفع حقها مقدما لفائدة القناة الثانية.
 
القناة الأولى فشلت في جلب الأنظار إلى برمجتها حسب أرقام ماروك ميتري، التي تؤكد تفوق قناة عين سبع على مدار اليوم في نسب المشاهدة, بالرغم من أن دار البريهي دخلت السباق الرمضاني عبر برمجة كثيفة وقت الذروة لم تنل الرضا والقبول، في حين نجد سلسلة تمت برمجتها قبل الفطور وهي سلسلة «زين لبيار» النقطة المضيئة في البرمجة الرمضانية وهي من بطولة عبد الإله عاجل وحسن فولان وبشرى أهريش والخنساء بطمة وعمر لطفي.
 
«الباركينغ» المبرمجة مباشرة بعد أذان المغرب، سلسلة  «دون ساس ولا راس» فهي مجرد إسفاف وتفاهة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ لا تحمل هذه السلسلة أي رسالة معينة اللهم مجرد الضحك على ذقن المشاهد المغربي. 
 
سيتكوم «بنت الناس» يمكن وصف مستواه الفني بالمتوسط، وهو للإشارة،يتقاطع في تفاصيل كثيرة مع مسلسل مصري بث في أوائل التسعينيات من القرن الماضي من بطولة يونس شلبي وأحمد بدير عن طبيب يبحث عن مواصفات معينة في عروسه. «السيتكوم» لم ينجح لحد الآن  في استقطاب اهتمام المشاهد المغربية. ويبدو أن بطله كمال الكاظمي الذي راهنت عليه الشركة المنتجة «سبيكطوب» للسنة الثانية على التوالي بعد سيتكوم «راس المحاين» السنة الماضية، لم يستطع الخروج من جلد «حديدان»، الشخصية التي ساهمت في نجاحه بشكل كبير جدا في سلسلة تحمل الاسم نفسه. 
 
في النصف الثاني من رمضان ستحل محل «بنت الناس» سلسلة «تبدال لمنازل» لسعيد الناصري، الذي نرجو أن لا يكرر نفس الشخصية التي يتقمصها في جميع «سيتكوماته» السابقة كـ«العوني» و«الربيب» و»نسيب سي عزوز»، وجميعها أجمعت لجنة المشاهدة آنذاك على أنها غير  صالحة للبث في وقت ذروة المشاهدة في رمضان وبالرغم من ذلك أدرجت «بقدرة قادر». ونتمنى أن يخرج سعيد الناصري في «تبادل المنازل» من التفاهة التي كان يتحف بها المشاهد المغربي في السابق.
 
الكبسولة الفكاهية «حمقا»، التي أظهرت موهبة اسمها «قمر السعداوي»  تتأرجح حلقاتها بين الصعود والهبوط. ويمكن وصف سلسلة «سوبرماركت» التي تعرضها القناة الأولى من إنتاج نبيل عيوش وإخراج شوقي العوفير، بأنها ضحية فكرتها التي كتبتها فرنسيتان من أصول لبنانية هما استيل صيادة وشمسة دحمان بالفرنسية، قبل أن تحولها مجموعة من «السيناريست» إلى العربية، علما أن هناك فرقا كبيرا بين الإضحاك بالفرنسية والمغربية.  فالسلسلة تضم مجموعة من الفنانين المغاربة كبشرى أهريش وآمال الأطرش وعزيز الحطاب وجليلة التلمسي، كان من الممكن التركيز على محتواها الاجتماعي، بدل تحويلها إلى وصلة شتم بين البائعتين «جليلة التلمسي» و «آمال الأطرش» في محاولة لانتزاع الابتسامة من الجمهور المغربي.
 
وتبقى أكبر مهازل القناة الأولى سلسلة «شيب وشباب» بالرغم من أن مخرجها شاب متميز اسمه عادل الفاضلي، والذي يبدو أنه يدفع ثمن ما تردد من أخبار حول عدم اكتمال كتابة حلقات السلسلة، كما أنها لازالت تصور وتدخل مرحلة المونتاج موازاة مع عرضها.  السيناريو بالرغم من أهمية الفكرة، لم ينجح أصحابه في تحويله إلى رسالة ردم الهوة بين الشيب والشباب في عصرنا الحالي، بل إلى قلة أدب وتربية من الشباب تجاه من هم أكبر منهم سنا، كما جاء الحوار مليئا بعبارات قاموس الشارع التي لا تليق بجهاز تلفاز مثل  «تفوو.. المعوقة.. لعشير...».
 
قناة «ميدي أن تيفي» التي وضعت رهانها على المسلسل التاريخي «ألف ليلة وليلة» في حلة مغربية، وخصته بحملات إعلامية ضخمة وحظي طاقمه بعناية خاصة من طرف المسؤولين  عن القناة. وقدم على أنه سيضاهي المسلسل التاريخي التركي «حريم السلطان».
 
يضاف إلى ذلك خلاف مخرجه أنور معتصم مع المنتجة صوفيا أغيلاس حول الملكية الفكرية للمسلسل، والذي وصل إلى المحكمة وخلق له ضجة كبرى (المحكمة أصدرت قرارا بوقف بثه)، غير أن المسلسل مع انطلاق بثه انطبق عليه مثل «تمخض الجبل وولد فأرا». فرغم المجهود الكبير على مستوى التصوير والملابس والديكور، إلا أن «الكاستينغ» كان نقطة ضعف المسلسل الكبرى، إذ لم يكن أغلب الممثلين مقنعين في أدوارهم. كما أن اعتماد  المخرج على عارضات  أزياء وتحويلهن إلى ممثلات كان رهانا فاشلا، وكأنه  كان يحاول استنساخ جميلات حريم السلطان في مسلسله، متناسيا أن بطلات المسلسل التركي يتمتعن، إلى جانب الجمال، بالموهبة الفذة في تقمص الشخصيات. 
 
المفارقة.. الأرقام
تبقى المفارقة أن هذه المسلسلات، ورغم سطحيتها، تحقق نسب مشاهدة عالية، حسب الأرقام التي تفرج عنها «ماروك ميتري»، وهي الأرقام ولتي تشهرها القنوات في وجه كل من ينتقد برامجها.
 
 هذه الأرقام تجعل المسؤولين عن التلفزة، كما يقول المثل المصري، يضعون في بطنهم «بطيخة صيفي»، ولا يعبؤون بسهام النقد مادامت نسب المشاهدة تؤدي بالضرورة إلى زيادة مداخيلها خلال الفواصل الإعلانية.
 
ما يحدث يمكن تفسيره بأن الذوق العام تم «تدجينه» على تذوق السطحية منذ سنوات من خلال مشاهدة هذا النوع من الأعمال الدرامية. كما أن الإقبال عليها يكون من طرف فئات غير متعلمة، التي عوض الرقي بذوقها العام يتم الهبوط بمستواها إلى «الحضيض».
هذه الأرقام لا تقنع، غالبا، نقاد التلفزيون والإعلام المتخصص الذي يواصل جلد البرامج الرمضانية، وهو ما دفع عبد العزيز بن عبو، عضو الجمعية المغربية لحقوق المشاهد إلى وصف سباق الأرقام بين الأولى والثانية إلى سباق بين كسيح وأعمى، مضيفا بصيغة السؤال: هل مازال القيمون على هذه القنوات  يؤمنون بأن المواطن المغربي يصدق نكاتهم وأرقامهم وإحصائياتهم ونشرها فوق سطوحهم؟.
 
في نفس السياق، يؤكد يحيى اليحياوي، الخبير في مجل الإعلام في تصريح سابق خص به «المساء»، أن مؤسسة ماروك ميتري تختار عينة من الجمهور وتضع بأجهزة التقاطه أدوات تتبع في زمن الذروة أو في غيره فتبني على ذلك استنتاجات قد لا تكون خاطئة بمقياس القناة المشغلة فترة القياس، وهو معطى ضروري ولكنه غير كاف بالمرة وإلا اعتبرنا أن نسبة المشاهدة تعبر عن نسبة الرضى والقبول. وأضاف أن هذه النسب هي من قبيل قول الحق المحيل على الباطل.
 
وأكد أن المطلوب هو قياس مستوى رضا الجمهور عن هذه المادة التلفزية أو تلك. وإن لم يكن الأمر كذلك فإننا سنعتبر أن من يلج السوق لاقتناء ضرورياته هو راض عن الأسعار المطبقة بالسوق وبالتالي فلو تم الاحتكام لهذا المعطى فستنزل النسب إلى أسفل سافلين وأكثر.
 
إذا فلا يزال مسلسل الرداءة مستمرا من طرف نفس الشركات، ولو في زمن وصف بالشفافية في طلبات العروض، التي استحلت تذوق حلاوة الكعكة الرمضانية في جيبها، حيث استحوذت 10 شركات على رأسها «عليان للإنتاج» على نصيب الأسد من برامج الذروة بكلفة إجمالية تقدر بـ 25 مليارا و333 مليون سنتيم. وأيضا في ظل استمرار الوضع على ما هو عليه، أين هي الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (هاكا) من كل هذه «الجعجعة» والتي تقف موقف المتفرج أمام إنتاجات تلفزيونية تسيء لذكاء وذوق وهوية المشاهد المغربية؟ وما جدوى وجود لجان للتقييم بقنوات القطب العمومي؟.
 
خطايا البرمجة الرمضانية  
 جل المختصين في المجال التلفزي يجمعون على أن أغلب ما يعرض من برامج فنية يمكن وصفه بـ"الكارثة" نتيجة أخطاء قاتلة لو تخلصت منها سيكفل لها الخروج بإنتاج وطني يحترم عقول وأذواق المشاهد المغربي. 
 
 أغلب ما يعرض يكون مجرد وسيلة للإضحاك من أجل الإضحاك فقط، باعتمادها نفس "اللازمات" و"تقلاب العينين" و"تعواج الأفواه" وغيرها. وهو ما يميط اللثام عن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها الدراما المغربية والمتمثلة في عدم وجود كتاب سيناريو محترفين قادرين على صنع عمل درامي بطريقة محبكة. 
 
 يلاحظ إصرار مسؤولي قنوات القطب العمومي على برمجة الإنتاجات الكوميدية في أوقات الذروة مع تغييب للمسلسلات والبرامج الترفيهية. وبالتالي فإن غياب التكامل في العرض التلفزي الرمضاني، يجعل نفس البرمجة تقدم في نفس الأوقات تقريبا: (الكاميرا الخفية، السيتكومات، المسلسلات، الأفلام…).
 
 رغم الضجة التي أثيرت حول "شفافية" صفقات الإنتاج، فإن الملاحظ استمرار نفس شركات الإنتاج تقريبا في الهيمنة على الإنتاجات الرمضانية وخاصة "السيتكومات" و"السلسلات الهزلية" و"الكاميرا الخفية". دون أن ننسى أن فتح باب طلبات العروض قبل أسابيع قليلة من شهر رمضان لا يساعد على الاشتغال على هذه الأعمال بطريقة محكمة مما يسقطها في فخ الرداءة .
 
 نفس الوجوه التي أثثت "رمضاناتنا" السابقة، تعود لتظهر من جديد في الأعمال المعروضة حاليا، بعضهم سجناء شخصياتهم وبعضهم يتجول بين شاشات القطب العمومي من خلال سيتكومات وسلسلات وكبسولات، بل وحتى في الفواصل الإعلانية التي تروج لمنتج معين، وهو ما يطرح تساؤلا حول أسباب اعتماد نفس الأسماء وعدم فتح المجال أمام أسماء أخرى.
 
عبد العزيز بنعبو: 9 ملايين و25 ألف مشاهد ليس رقما كبيرا مقارنة بقاعدة المشاهدة في المغرب.
-  هل ما تزال برمجة رمضان 2014 وفية لشعارها «فراغ  في المضمون وارتجالية في التمثيل وغياب نص محكم البناء»؟.
 
 قبل الخوض في النقد الفني للأعمال الدرامية والسيتكومات التي تتحفنا بها قنواتنا في هذا الشهر المبارك. علينا أن نعي جيدا أن الصيغة التي تتم بها عملية الاشتغال، في عمومها، لا ترقى إلى مستوى المهنية المطلوبة. فبرمجة رمضان 2014 في بلدان عربية وإسلامية أخرى انتهى التفكير فيها في 2013 وأنجزوا مسلسلاتهم وأعمالهم في الجزء الأول من 2014، وليس كما يحدث عندنا من سباق المسافات الأخيرة، الخاسر الأول و الأخير فيه هو المشاهد المغربي. الذي يظن أن قنواته ستفاجئه كما قنوات باقي عباد الله. لكنه مع كامل الأسف يجد نفسه مضطرا للهجرة التلفزية والمغادرة الاضطرارية والبحث عن المشاهدة وحقوقها الكاملة في الفضائيات المنتشرة هنا وهناك دون قيد أو شرط .  

أما إذا عدنا إلى مسألة التقييم الفني للأعمال المقدمة، فالرداءة من أهم سماتها، لسبب بسيط وهو العجلة واعتماد مسألة «كور و عطي لعور»، ناهيك عن التغييرات التي تطرأ على العمل في آخر لحظة من قبيل التخلي عن طاقم وتعويضه بطاقم آخر طبعا أقل تكلفة. أضف إلى ذلك اعتماد سيناريوهات منسوجة في الدقائق الاخيرة . كل هذه الخلطة تعطينا وجبة بشعة غير قابلة للهضم مطلقا. 
 
- كيف تفسر مفارقة أن تتعرض الأعمال الفنية الرمضانية لانتقادات واسعة وتحقق في الوقت نفسه نسب متابعة مرتفعة؟.
 
 ليس هناك أي من مفارقة، كل المغاربة يعشقون ما هو مغربي، وكل المغاربة يعيشون على الأمل دائما. ينتهي اليوم ويقولون «غدا يصاوب الله»، ذلك ما ينطبق على قنواتنا أيضا. فما أن تنتهي حلقة اليوم بالامتعاض والغضب، حتى يخرج صوت ويقول «يمكن غدا تكون احسن» . وهكذا يتداول المغاربة يومياتهم ويأملون خيرا في قنوات لا تهتم لهم مطلقا.
 
ولنحتكم إلى نسب المشاهدة، فهل تظنون أن   9 ملايين و25 ألف مشاهد، رقم كبير مقارنة بتعداد ساكنة المغرب وقاعدة المشاهدة في المغرب؟ هذا الرقم أعطته القناة الثانية بعد اليوم الأول من رمضان، وأضافت أن «كنزة فالدوار» حصلت على هذا الرقم، فيما حصلت الكاميرا الخفية جار ومجرور على 8 ملايين و689 ألف مشاهد، ثم بعد ذلك حصل سيتكوم الكوبل على 7 ملايين و684 ألف مشاهد، فيما  سلسلة «زينة» تابعها 6 ملايين و301 ألف مشاهد... هل تلاحظون كيف أن الأرقام في تنازل من تسعة إلى ستة. كما لو كان المشاهد يتسرب من بين أيدي القناة. 
 
لعبة الأرقام ونسب المشاهدة لا يمكنها أن تغطي هذا الهزال التلفزيوني الرمضاني الواضح والجلي والذي لن تكفيه دهون أرقام نسب المشاهدة ليسمن قليلا.
 
- هل يمكن القول من خلال إلقاء نظرة على خريطة البرامج البرمضانية أن هناك غيابا للتكامل بين قنوات القطب العمومي على مستوى ما يقدم للمشاهد؟.
 
 بالعكس هناك تكامل بين قنوات القطب العمومي، تكامل على مستوى منح الرداءة ودفع المشاهد إلى الهجرة نحو قنوات الاخرين. هناك تكامل في الإحساس بثقل مسؤولية التنغيص على المشاهد المغربي. لا أدري أين يمكن أن يكون التكامل إلا إن كان في الأخذ بالمثل الدارج القائل «دير مادار جارك ولا حول باب دارك» وطبعا الباب ظل كما هو..
- ما السبيل لوقف الرداءة في نظركم؟.
 
  السبيل الأول هو احترام المشاهد المغربي  كمواطن يرجو إنصافه إعلاميا. واحترام الفنان المغربي والكفاءات المغربية. لكن الأهم في ذلك هو التغيير الذي يمكن أن يعود بالنتائج الحقيقية والملموسة على واقعنا الإعلامي المسموع والمرئي، وإخراجه من حسابات الخاص إلى حسابات العام. 
 
 
برمجة رمضان.. ولايزال مسلسل الرداءة مستمرا

مازالت دار لقمان على حالها»، عبارة تلخص واقع البرمجة الرمضانية الوطنية الحالية التي يقدمها القطب العمومي طيلة الشهر الكريم. إذ لم تستطع هذه البرمجة خلق أي إجماع حولها بعد دخولها أسبوعها الثاني مع استثناءات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة. ولم تتخلص جل الأعمال المعروضة من النسبة العالية من الرداءة والسطحية والحموضة، حتى مع  صفقات الإنتاج عبر طلب العروض وأيضا الصيغة الجديدة لدفاتر التحملات الخاصة بمتعهدي الإعلام السمعي البصري العمومي. والملاحظ أن نفس شركات الإنتاج لاتزال تستحوذ على الكعكة الرمضانية بكلفة إجمالية تقدر بـ 25 مليارا و333 مليون سنتيم من أجل إنجاز 10 أعمال «فنية» لجأت معها إلى خدمات نفس الوجوه ذات الشعبية الجماهيرية، وللأسف تتحقق المفارقة بين مستوى فني متواضع ونسب مشاهدة عالية، حسب أرقام ماروك ميتري، تشهرها قنوات القطب العمومي في وجه كل من يجلد برمجتها الرمضانية.
 
كالعادة، يحضر «السيتكوم»  و«الكاميرا الخفية» كطبق درامي رئيسي تعتمده القناتان الأولى والثانية، كما دأبتا على ذلك منذ سنوات، وقت الإفطار كي تتمكن من جذب الجمهور المغربي الذي يكون مجتمعا حول مائدة الإفطار بعد يوم صوم شاق وطويل. فهل حققت هذه البرمجة المتعة للمشاهد أم أنها لاتزال مستمرة في تعذيبه بالرغم من تطبيق دفاتر التحملات وشفافية طلبات العروض؟.
مهازل في ثوب برامج
 
البداية مع سيتكوم «كنزة في الدوار»، الذي تبثه القناة الثانية بعد الإفطار والذي يسجل، حسب آخر بلاغات القناة، نسب مشاهدة تجاوزت 10 ملايين مشاهد. هذه السلسلة التي تنتجها شركة «عليان برود» اعتمدت على نجوم بعضهم سبق أن تعاملت معهم الشركة نفسها أو حققوا نجاحات خارجها واستثمرتهم لصالحها.
 
كان المفروض من خلال عنوان السلسلة أن المثقفة والمتعلمة» كنزة»، والتي قطعت مسافة من أجل جمع التوقيعات من سكان قرية حتى تتمكن من إخراجها من عزلتها عبر مشروع «لوطوروت»، أن نشاهد يومياتها معهم، وكيفية تعاملها مع مشاكلهم بما تحمله من حمولة حضارية بأسلوب راق يرفع مستواهم إلى أعلى، وليس أن تقع هي ويقع هؤلاء معها في شرك الضحك «الباسل» من خلال التناول «السطحي» لواقع المرأة والرجل والشباب والمسنين والعاطلين عن العمل في ذلك الدوار النائي. 
 
حلقات «كنزة» في أسبوعها الثالث لاتزال تدور في حلقة «اضحك بلهلا يتبتو ليك»، وتعتمد في جل أحداثها على حضور الممثلة» دنيا بوطازوت» بالرغم من أن البطلة الرئيسية، كما يدل عنوان السلسلة، هي «مريم الزعيمي»، التي سبق أن تألقت في دور الجارة اللعوب في الجزء الثاني من سلسلة «بنات للا منانة».
 
وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عما إذا كان استثمار نجاح دنيا بوطازوت في دور الشخصية القروية الأمية راجع فعلا إلى موهبتها في التقمص أم أن الفنانة تلعب جزءا من شخصيتها «الكوميدية»، خاصة وأنها حين حاولت، السنة الماضية، تغيير جلدها في سلسلة «دور بيا يا الشيباني»، مع نفس الشركة المنتجة للعمل، لم تكن مقنعة إلى حد ما في شخصية البنت الهادئة اللطيفة.
 
«الكاميرا لخفية»، التي تحصد، بدورها، نسبا مهمة من المشاهدة اليومية، يبدو أن طاقمها تعلم نوعا ما من الدرس القاسي السنة الماضية حين تم اكتشاف مقالب مفبركة باتفاق مع أبطالها، حيث تظهر بعض الحلقات أن أصحابها وقعوا فعلا في شراك الكاميرا الخفية وبعضهم تشعر أنه «عاق بيها» وفضل التظاهر بذلك  أو أنهم «احتالوا» كما جاء على لسان الفنان المصري تامر حسني، والذي ذهب إلى حد مقاضاة القناة، في حين كان البعض واضحا ورفض بث حلقته وهو ما رضخ له القائمون عليها.
 
غير أن هذه الكبسولة كان من الأجدى أن تغادر خارطة البرمجة هذا العام بعد تكرار نفسها والاستعانة بنفس الضيوف في بعض الأحيان، والفضائح التي لاحقتها السنة الماضية واتهامها بالفبركة، وكان الأجدر بمعديها البحث عن «ثيمة» أخرى والاشتغال عليها بحرفية عالية.
 
بالنسبة إلى «زينة» الذي يبث على نفس القناة ولو أن فكرة المسلسل مستهلكة، إلا أن كاتب السيناريو تمكن من إلباسها حلة جديدة ومشوقة، كما أن «الكاستنيغ  كان ناجحا وتمكن الفنانون تحت إدارة المخرج ياسين فنان من تقمص شخصياتهم بحرفية كبيرة، منهم سحر الصديقي في أول بطولة مطلقة لها بعد تجربة في سيتكوم (كول سانتر)، حيث بدت مقنعة تماما في تقمصها للشخصية، وأيضا سهام أسيف وهدى الريحاني وادريس الروخ والعودة الجميلة لعمي ادريس، وغيرهم من الفنانين.
 
النقطة المضيئة في برمجة رمضان للقناة الثانية، تتمثل لحد الآن سلسلة «مرا وقادة»، الذي يبث قبل الإفطار، ويسلط الضوء على مهن كانت إلى وقت قريب عصية على النساء. وتجسد الشخصيات مجموعة من الفنانات المغربيات كفاطمة الزهراء بناصر والهام واعزيز وغيرهما. بالنسبة إلى وقت الذروة لاتزال كبسولة «الكوبل» وما تحمله يوميات الشعيبية وكبور تنال رضا المشاهد بالرغم من أن هذا العمل التلفزي لم يخضع لمسطرة طلبات العروض المنصوص عليها في الصفقات العمومية، كما أن الثلاث دقائق قامت إحدى شركات الاتصالات بدفع حقها مقدما لفائدة القناة الثانية.
 
القناة الأولى فشلت في جلب الأنظار إلى برمجتها حسب أرقام ماروك ميتري، التي تؤكد تفوق قناة عين سبع على مدار اليوم في نسب المشاهدة, بالرغم من أن دار البريهي دخلت السباق الرمضاني عبر برمجة كثيفة وقت الذروة لم تنل الرضا والقبول، في حين نجد سلسلة تمت برمجتها قبل الفطور وهي سلسلة «زين لبيار» النقطة المضيئة في البرمجة الرمضانية وهي من بطولة عبد الإله عاجل وحسن فولان وبشرى أهريش والخنساء بطمة وعمر لطفي.
 
«الباركينغ» المبرمجة مباشرة بعد أذان المغرب، سلسلة  «دون ساس ولا راس» فهي مجرد إسفاف وتفاهة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ لا تحمل هذه السلسلة أي رسالة معينة اللهم مجرد الضحك على ذقن المشاهد المغربي. 
 
سيتكوم «بنت الناس» يمكن وصف مستواه الفني بالمتوسط، وهو للإشارة،يتقاطع في تفاصيل كثيرة مع مسلسل مصري بث في أوائل التسعينيات من القرن الماضي من بطولة يونس شلبي وأحمد بدير عن طبيب يبحث عن مواصفات معينة في عروسه. «السيتكوم» لم ينجح لحد الآن  في استقطاب اهتمام المشاهد المغربية. ويبدو أن بطله كمال الكاظمي الذي راهنت عليه الشركة المنتجة «سبيكطوب» للسنة الثانية على التوالي بعد سيتكوم «راس المحاين» السنة الماضية، لم يستطع الخروج من جلد «حديدان»، الشخصية التي ساهمت في نجاحه بشكل كبير جدا في سلسلة تحمل الاسم نفسه. 
 
في النصف الثاني من رمضان ستحل محل «بنت الناس» سلسلة «تبدال لمنازل» لسعيد الناصري، الذي نرجو أن لا يكرر نفس الشخصية التي يتقمصها في جميع «سيتكوماته» السابقة كـ«العوني» و«الربيب» و»نسيب سي عزوز»، وجميعها أجمعت لجنة المشاهدة آنذاك على أنها غير  صالحة للبث في وقت ذروة المشاهدة في رمضان وبالرغم من ذلك أدرجت «بقدرة قادر». ونتمنى أن يخرج سعيد الناصري في «تبادل المنازل» من التفاهة التي كان يتحف بها المشاهد المغربي في السابق.
 
الكبسولة الفكاهية «حمقا»، التي أظهرت موهبة اسمها «قمر السعداوي»  تتأرجح حلقاتها بين الصعود والهبوط. ويمكن وصف سلسلة «سوبرماركت» التي تعرضها القناة الأولى من إنتاج نبيل عيوش وإخراج شوقي العوفير، بأنها ضحية فكرتها التي كتبتها فرنسيتان من أصول لبنانية هما استيل صيادة وشمسة دحمان بالفرنسية، قبل أن تحولها مجموعة من «السيناريست» إلى العربية، علما أن هناك فرقا كبيرا بين الإضحاك بالفرنسية والمغربية.  فالسلسلة تضم مجموعة من الفنانين المغاربة كبشرى أهريش وآمال الأطرش وعزيز الحطاب وجليلة التلمسي، كان من الممكن التركيز على محتواها الاجتماعي، بدل تحويلها إلى وصلة شتم بين البائعتين «جليلة التلمسي» و «آمال الأطرش» في محاولة لانتزاع الابتسامة من الجمهور المغربي.
 
وتبقى أكبر مهازل القناة الأولى سلسلة «شيب وشباب» بالرغم من أن مخرجها شاب متميز اسمه عادل الفاضلي، والذي يبدو أنه يدفع ثمن ما تردد من أخبار حول عدم اكتمال كتابة حلقات السلسلة، كما أنها لازالت تصور وتدخل مرحلة المونتاج موازاة مع عرضها.  السيناريو بالرغم من أهمية الفكرة، لم ينجح أصحابه في تحويله إلى رسالة ردم الهوة بين الشيب والشباب في عصرنا الحالي، بل إلى قلة أدب وتربية من الشباب تجاه من هم أكبر منهم سنا، كما جاء الحوار مليئا بعبارات قاموس الشارع التي لا تليق بجهاز تلفاز مثل  «تفوو.. المعوقة.. لعشير...».
 
قناة «ميدي أن تيفي» التي وضعت رهانها على المسلسل التاريخي «ألف ليلة وليلة» في حلة مغربية، وخصته بحملات إعلامية ضخمة وحظي طاقمه بعناية خاصة من طرف المسؤولين  عن القناة. وقدم على أنه سيضاهي المسلسل التاريخي التركي «حريم السلطان».
 
يضاف إلى ذلك خلاف مخرجه أنور معتصم مع المنتجة صوفيا أغيلاس حول الملكية الفكرية للمسلسل، والذي وصل إلى المحكمة وخلق له ضجة كبرى (المحكمة أصدرت قرارا بوقف بثه)، غير أن المسلسل مع انطلاق بثه انطبق عليه مثل «تمخض الجبل وولد فأرا». فرغم المجهود الكبير على مستوى التصوير والملابس والديكور، إلا أن «الكاستينغ» كان نقطة ضعف المسلسل الكبرى، إذ لم يكن أغلب الممثلين مقنعين في أدوارهم. كما أن اعتماد  المخرج على عارضات  أزياء وتحويلهن إلى ممثلات كان رهانا فاشلا، وكأنه  كان يحاول استنساخ جميلات حريم السلطان في مسلسله، متناسيا أن بطلات المسلسل التركي يتمتعن، إلى جانب الجمال، بالموهبة الفذة في تقمص الشخصيات. 
 
المفارقة.. الأرقام
تبقى المفارقة أن هذه المسلسلات، ورغم سطحيتها، تحقق نسب مشاهدة عالية، حسب الأرقام التي تفرج عنها «ماروك ميتري»، وهي الأرقام ولتي تشهرها القنوات في وجه كل من ينتقد برامجها.
 
 هذه الأرقام تجعل المسؤولين عن التلفزة، كما يقول المثل المصري، يضعون في بطنهم «بطيخة صيفي»، ولا يعبؤون بسهام النقد مادامت نسب المشاهدة تؤدي بالضرورة إلى زيادة مداخيلها خلال الفواصل الإعلانية.
 
ما يحدث يمكن تفسيره بأن الذوق العام تم «تدجينه» على تذوق السطحية منذ سنوات من خلال مشاهدة هذا النوع من الأعمال الدرامية. كما أن الإقبال عليها يكون من طرف فئات غير متعلمة، التي عوض الرقي بذوقها العام يتم الهبوط بمستواها إلى «الحضيض».
هذه الأرقام لا تقنع، غالبا، نقاد التلفزيون والإعلام المتخصص الذي يواصل جلد البرامج الرمضانية، وهو ما دفع عبد العزيز بن عبو، عضو الجمعية المغربية لحقوق المشاهد إلى وصف سباق الأرقام بين الأولى والثانية إلى سباق بين كسيح وأعمى، مضيفا بصيغة السؤال: هل مازال القيمون على هذه القنوات  يؤمنون بأن المواطن المغربي يصدق نكاتهم وأرقامهم وإحصائياتهم ونشرها فوق سطوحهم؟.
 
في نفس السياق، يؤكد يحيى اليحياوي، الخبير في مجل الإعلام في تصريح سابق خص به «المساء»، أن مؤسسة ماروك ميتري تختار عينة من الجمهور وتضع بأجهزة التقاطه أدوات تتبع في زمن الذروة أو في غيره فتبني على ذلك استنتاجات قد لا تكون خاطئة بمقياس القناة المشغلة فترة القياس، وهو معطى ضروري ولكنه غير كاف بالمرة وإلا اعتبرنا أن نسبة المشاهدة تعبر عن نسبة الرضى والقبول. وأضاف أن هذه النسب هي من قبيل قول الحق المحيل على الباطل.
 
وأكد أن المطلوب هو قياس مستوى رضا الجمهور عن هذه المادة التلفزية أو تلك. وإن لم يكن الأمر كذلك فإننا سنعتبر أن من يلج السوق لاقتناء ضرورياته هو راض عن الأسعار المطبقة بالسوق وبالتالي فلو تم الاحتكام لهذا المعطى فستنزل النسب إلى أسفل سافلين وأكثر.
 
إذا فلا يزال مسلسل الرداءة مستمرا من طرف نفس الشركات، ولو في زمن وصف بالشفافية في طلبات العروض، التي استحلت تذوق حلاوة الكعكة الرمضانية في جيبها، حيث استحوذت 10 شركات على رأسها «عليان للإنتاج» على نصيب الأسد من برامج الذروة بكلفة إجمالية تقدر بـ 25 مليارا و333 مليون سنتيم. وأيضا في ظل استمرار الوضع على ما هو عليه، أين هي الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (هاكا) من كل هذه «الجعجعة» والتي تقف موقف المتفرج أمام إنتاجات تلفزيونية تسيء لذكاء وذوق وهوية المشاهد المغربية؟ وما جدوى وجود لجان للتقييم بقنوات القطب العمومي؟.
 
خطايا البرمجة الرمضانية  
 جل المختصين في المجال التلفزي يجمعون على أن أغلب ما يعرض من برامج فنية يمكن وصفه بـ"الكارثة" نتيجة أخطاء قاتلة لو تخلصت منها سيكفل لها الخروج بإنتاج وطني يحترم عقول وأذواق المشاهد المغربي. 
 
 أغلب ما يعرض يكون مجرد وسيلة للإضحاك من أجل الإضحاك فقط، باعتمادها نفس "اللازمات" و"تقلاب العينين" و"تعواج الأفواه" وغيرها. وهو ما يميط اللثام عن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها الدراما المغربية والمتمثلة في عدم وجود كتاب سيناريو محترفين قادرين على صنع عمل درامي بطريقة محبكة. 
 
 يلاحظ إصرار مسؤولي قنوات القطب العمومي على برمجة الإنتاجات الكوميدية في أوقات الذروة مع تغييب للمسلسلات والبرامج الترفيهية. وبالتالي فإن غياب التكامل في العرض التلفزي الرمضاني، يجعل نفس البرمجة تقدم في نفس الأوقات تقريبا: (الكاميرا الخفية، السيتكومات، المسلسلات، الأفلام…).
 
 رغم الضجة التي أثيرت حول "شفافية" صفقات الإنتاج، فإن الملاحظ استمرار نفس شركات الإنتاج تقريبا في الهيمنة على الإنتاجات الرمضانية وخاصة "السيتكومات" و"السلسلات الهزلية" و"الكاميرا الخفية". دون أن ننسى أن فتح باب طلبات العروض قبل أسابيع قليلة من شهر رمضان لا يساعد على الاشتغال على هذه الأعمال بطريقة محكمة مما يسقطها في فخ الرداءة .
 
 نفس الوجوه التي أثثت "رمضاناتنا" السابقة، تعود لتظهر من جديد في الأعمال المعروضة حاليا، بعضهم سجناء شخصياتهم وبعضهم يتجول بين شاشات القطب العمومي من خلال سيتكومات وسلسلات وكبسولات، بل وحتى في الفواصل الإعلانية التي تروج لمنتج معين، وهو ما يطرح تساؤلا حول أسباب اعتماد نفس الأسماء وعدم فتح المجال أمام أسماء أخرى.
 
عبد العزيز بنعبو: 9 ملايين و25 ألف مشاهد ليس رقما كبيرا مقارنة بقاعدة المشاهدة في المغرب.
-  هل ما تزال برمجة رمضان 2014 وفية لشعارها «فراغ  في المضمون وارتجالية في التمثيل وغياب نص محكم البناء»؟.
 
 قبل الخوض في النقد الفني للأعمال الدرامية والسيتكومات التي تتحفنا بها قنواتنا في هذا الشهر المبارك. علينا أن نعي جيدا أن الصيغة التي تتم بها عملية الاشتغال، في عمومها، لا ترقى إلى مستوى المهنية المطلوبة. فبرمجة رمضان 2014 في بلدان عربية وإسلامية أخرى انتهى التفكير فيها في 2013 وأنجزوا مسلسلاتهم وأعمالهم في الجزء الأول من 2014، وليس كما يحدث عندنا من سباق المسافات الأخيرة، الخاسر الأول و الأخير فيه هو المشاهد المغربي. الذي يظن أن قنواته ستفاجئه كما قنوات باقي عباد الله. لكنه مع كامل الأسف يجد نفسه مضطرا للهجرة التلفزية والمغادرة الاضطرارية والبحث عن المشاهدة وحقوقها الكاملة في الفضائيات المنتشرة هنا وهناك دون قيد أو شرط .  

أما إذا عدنا إلى مسألة التقييم الفني للأعمال المقدمة، فالرداءة من أهم سماتها، لسبب بسيط وهو العجلة واعتماد مسألة «كور و عطي لعور»، ناهيك عن التغييرات التي تطرأ على العمل في آخر لحظة من قبيل التخلي عن طاقم وتعويضه بطاقم آخر طبعا أقل تكلفة. أضف إلى ذلك اعتماد سيناريوهات منسوجة في الدقائق الاخيرة . كل هذه الخلطة تعطينا وجبة بشعة غير قابلة للهضم مطلقا. 
 
- كيف تفسر مفارقة أن تتعرض الأعمال الفنية الرمضانية لانتقادات واسعة وتحقق في الوقت نفسه نسب متابعة مرتفعة؟.
 
 ليس هناك أي من مفارقة، كل المغاربة يعشقون ما هو مغربي، وكل المغاربة يعيشون على الأمل دائما. ينتهي اليوم ويقولون «غدا يصاوب الله»، ذلك ما ينطبق على قنواتنا أيضا. فما أن تنتهي حلقة اليوم بالامتعاض والغضب، حتى يخرج صوت ويقول «يمكن غدا تكون احسن» . وهكذا يتداول المغاربة يومياتهم ويأملون خيرا في قنوات لا تهتم لهم مطلقا.
 
ولنحتكم إلى نسب المشاهدة، فهل تظنون أن   9 ملايين و25 ألف مشاهد، رقم كبير مقارنة بتعداد ساكنة المغرب وقاعدة المشاهدة في المغرب؟ هذا الرقم أعطته القناة الثانية بعد اليوم الأول من رمضان، وأضافت أن «كنزة فالدوار» حصلت على هذا الرقم، فيما حصلت الكاميرا الخفية جار ومجرور على 8 ملايين و689 ألف مشاهد، ثم بعد ذلك حصل سيتكوم الكوبل على 7 ملايين و684 ألف مشاهد، فيما  سلسلة «زينة» تابعها 6 ملايين و301 ألف مشاهد... هل تلاحظون كيف أن الأرقام في تنازل من تسعة إلى ستة. كما لو كان المشاهد يتسرب من بين أيدي القناة. 
 
لعبة الأرقام ونسب المشاهدة لا يمكنها أن تغطي هذا الهزال التلفزيوني الرمضاني الواضح والجلي والذي لن تكفيه دهون أرقام نسب المشاهدة ليسمن قليلا.
 
- هل يمكن القول من خلال إلقاء نظرة على خريطة البرامج البرمضانية أن هناك غيابا للتكامل بين قنوات القطب العمومي على مستوى ما يقدم للمشاهد؟.
 
 بالعكس هناك تكامل بين قنوات القطب العمومي، تكامل على مستوى منح الرداءة ودفع المشاهد إلى الهجرة نحو قنوات الاخرين. هناك تكامل في الإحساس بثقل مسؤولية التنغيص على المشاهد المغربي. لا أدري أين يمكن أن يكون التكامل إلا إن كان في الأخذ بالمثل الدارج القائل «دير مادار جارك ولا حول باب دارك» وطبعا الباب ظل كما هو..
- ما السبيل لوقف الرداءة في نظركم؟.
 
  السبيل الأول هو احترام المشاهد المغربي  كمواطن يرجو إنصافه إعلاميا. واحترام الفنان المغربي والكفاءات المغربية. لكن الأهم في ذلك هو التغيير الذي يمكن أن يعود بالنتائج الحقيقية والملموسة على واقعنا الإعلامي المسموع والمرئي، وإخراجه من حسابات الخاص إلى حسابات العام. 
 
 
برمجة رمضان.. ولايزال مسلسل الرداءة مستمرا


ملصقات


اقرأ أيضاً
الفنان المغربي محسن جمال في ذمة الله
أسلم الفنان المغربي الكبير محسن جمال روحه إلى بارئها، صباح يومه الاثنين، بإحدى المصحات الخاصة بمدينة طنجة، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض. وكان الراحل، المزداد بمدينة طنجة سنة 1948، قد مر بوعكة صحية حادة خضع على إثرها لعملية جراحية دقيقة، انتهت ببتر رجليه، نتيجة لتدهور حالته الصحية بفعل مضاعفات المرض. وكان الفنان المغربي قد ترعرع وسط أجواء فنية ساعدته على صقل موهبته منذ سن مبكرة، كما بدأ مساره الفني سنة 1983، وتميز بإتقانه لآلة العود وولعه الكبير بالطرب المغربي الأصيل. ويعتبر الراحل من أبرز أعلام الأغنية المغربية الأصيلة، حيث امتدت مسيرته الفنية لأكثر من أربعة عقود، قدّم خلالها أعمالاً خالدة، من بينها: “الزين فالثلاثين”، “أكيد أكيد”، “سمع ليا نوصيك”، “عيونك قالو لي”، “يا الغادي فطريق مولاي عبد السلام”.
ثقافة-وفن

بالڤيديو.. حميد بوشناق يُطلق أغنيته الجديدة “هضرو”
أصدر الفنان المغربي حميد بوشناق، يوم أمس السبت 19 أبريل 2025، أغنيته الجديدة بعنوان "هضرو"، وذلك عبر قناته الرسمية على منصة يوتيوب .​ وتُعتبر "هضرو" أحدث أعمال بوشناق، حيث تعكس الأغنية أسلوبه المميز الذي يمزج بين موسيقى الراي التقليدية والأنماط الموسيقية الحديثة، وقد تم إنتاج الأغنية من قبل شركة Nawrason Productions، وتم إصدارها رسميًا في نفس اليوم .​ يُذكر أن حميد بوشناق، المولود في 13 مايو 1969 بمدينة وجدة، يُعد من أبرز الفنانين في الساحة الموسيقية المغربية، حيث يتميز بقدرته على دمج الأنماط الموسيقية المختلفة، بما في ذلك الأندلسية، العربية، الإسبانية، الفرنسية، الراي، والبوب .​ ويمكن للمستمعين مشاهدة الفيديو الرسمي لأغنية "هضرو" عبر الرابط التالي:​
ثقافة-وفن

صدمة في تركيا.. ممثلة شهيرة تقتل صديقتها بـ30 طعنة بعد سهرة كحولية
اعتقلت الشرطة التركية الممثلة الشهيرة سيفيل أكداغ بعد اتهامها بقتل صديقتها المقربة أليف كيراف طعنا بالسكين في شقة بمنطقة الفاتح في إسطنبول. وبحسب التحقيقات الأولية، وقع شجار بين الضحية (29 عاما) والمشتبه بها (32 عاما) إثر عودتهما فجرا إلى المنزل، بعد سهرة تناولتا خلالها كميات كبيرة من الكحول. وأفادت أكداغ في اعترافاتها بأنها "تعرضت للضرب من قبل صديقتها قبل أن يتطور الأمر إلى عراك أدى إلى مقتلها"، لكن الطب الشرعي كشف عن وجود 30 طعنة على جسد الضحية، مما ينفي رواية الدفاع عن النفس. وأبلغ الجيران السلطات بعد سماعهم أصوات صراخ مرعبة من الشقة، وقال أحد الشهود: "سمعت ضجيجا شديدا ثم رأيت شخصا يرتدي ملابس سوداء يهرب بسرعة من المبنى". بينما ذكرت والدة الضحية أنها لم تتمكن من الاتصال بابنتها، فذهبت إلى الشقة لتجد جثمانها غارقا في دمائه. وأعرب شقيق الضحية عن صدمته من الجريمة، مؤكدا أن العلاقة بين المرأتين كانت طبيعية، وقال: "تركتهما معا وكان كل شيء هادئا.. لا أفهم ما الذي حدث!". وبعد تحليل لقطات كاميرات المراقبة وتقارير الطب الشرعي، ألقت الشرطة القبض على أكداغ في منطقة إسنيورت وتم تقديمها للمحكمة. وتعرف الممثلة الموقوفة بأدوارها في أفلام مثل "السحر الأسود"، وكانت قد بدأت مسيرتها كعارضة أزياء قبل التحول إلى التمثيل.
ثقافة-وفن

الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تُبرز أثر وثائقيات “الأولى” في إشعاع المغرب
افتتحت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، يوم الجمعة 18 أبريل 2025 بالرباط، سلسلة اللقاءات والندوات التي تنظمها ضمن فعاليات رواقها المؤسساتي المقام بالدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، تحت شعار: "الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة رافعة الثقافة المغربية"؛ وقد خُصّصت أولى هذه الندوات لموضوع: "إنجازات قناة الأولى من أجل إشعاع المغرب من خلال البرامج الوثائقية". ويأتي تنظيم هذه الندوة في إطار تفعيل الرؤية الاستراتيجية التي تعتمدها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وتنزيلا لتوجيهات السيد فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام، بشأن توسيع آفاق الانفتاح وتعزيز القرب من الجمهور، والسهر على تلقي ملاحظاته واقتراحاته، والحرص على تطوير المضامين الإعلامية العمومية بما ينسجم مع انتظارات المشاهدين ويستجيب لتطلعاتهم. وخلال هذا اللقاء أبرز السيد عمر الرامي، المدير المركزي للإنتاج والبث، الأهمية المحورية التي توليها الشركة للبرامج الوثائقية، باعتبارها وسيلة أساسية لتثمين الثقافة المغربية وتعزيز الوعي بالتراث الوطني، ووسيلة فعالة لتعريف الجمهور، داخل المغرب وخارجه، بثراء وتنوع الموروث الحضاري والتاريخي للمملكة، مع إبراز دور الإعلام في صون الذاكرة الجماعية وربط الأجيال الصاعدة بجذورها الثقافية والحضارية. واستعرض المتحدث مؤشرات إنجاز منها التفاعل القوي للمشاهدين مع هذه البرامج الوثائقية، إذ تحقق نسب مشاهدة تراكمية تتراوح ما بين خمسة ملايين وثمانية ملايين مشاهد، كما ثمن المجهودات الكبيرة التي تبذلها قناة "الأولى" في إنتاج البرامج الوثائقية، حيث بلغ مجموع الحلقات المنتجة ما بين سنتي 2021 و2024 حوالي 479 حلقة، جعلت من الوثائقيات إحدى الركائز الأساسية في شبكة برامج القناة ومحتواها السمعي البصري. من جانبها أبرزت السيدة بشرى مازيه، الإعلامية والمعدة للبرامج بقناة "الأولى"، التنوع اللافت الذي يميز هذه الإنتاجات الوثائقية، والتي تشمل أعمالًا من إنتاج داخلي وخارجي، وتُعنى بتوثيق مختلف أوجه التراث المغربي، المادي واللامادي، بالصوت والصورة، مع الحرص على ضمان الجودة والمصداقية والعمق في المعالجة. كما تم التأكيد على الأثر الإيجابي لهذه البرامج في نقل المعارف إلى الأجيال الجديدة، وتعزيز الوعي الثقافي لدى الشباب، وترويج السياحة الثقافية، من خلال إبراز المقومات التراثية والبيئية والمعمارية للمناطق المغربية المختلفة. وسلط المتدخلون الضوء على تميز هذه الوثائقيات في تناولها لمواضيع ثقافية واجتماعية هادفة، بأسلوب سردي وروائي مشوق، مدعوم بتقنيات حديثة في الإخراج والتصوير، واعتماد مقاطع ميدانية وشهادات حية وتوثيق تاريخي دقيق، مما يجعل المتلقي يعيش التجربة باندماج تام، ويُضفي على المشاهدة طابعًا جاذبًا وذي حمولة معرفية وفنية قوية. وقد ثمن المشاركون في اللقاء الرصيد التراكمي من الخبرة والاحترافية الذي راكمته القناة "الأولى" في مجال صناعة الوثائقيات، وهو ما مكن القناة من تحقيق نجاحات ملموسة، أبرزها تتويج الفيلم الوثائقي "الساكن ذاتي" بالجائزة الأولى ضمن المسابقات البرامجية التلفزيونية العربية لعام 2024، عن فئة الفنون الشعبية. كما حظي الفيلم الوثائقي "عيوط ومكاحل"، الذي يوثق لفن التبوريدة، باهتمام واسع وتفاعل جماهيري كبير. وفي السياق ذاته، نوه الحاضرون بالنجاح الذي حققته أعمال وثائقية أخرى، من بينها برنامج "الحالمون"، الذي يؤرخ للإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في كأس العالم قطر 2022، والبرنامج الرائد "أمودو"، الذي يستعرض التنوع البيولوجي والمعماري والتراثي للمغرب، مُعرّفًا بجماله الطبيعي وثرائه الثقافي.وشهدت الندوة الانفتاح على رؤية المتابع الخارجي من خلال مداخلة الأستاذ شقران أمام، محام ورئيس فريق برلماني سابق، الذي أكد ملامسة تطور نوعي في مضامين الوثائقيات، سواء من حيث المواضيع المختارة، أو من حيث الاشتغال البصري والسردي. وهو تطور يُحسَب للقناة الأولى وللأطر التي تشتغل في هذا الورش، لأنه يعيد الاعتبار لواحد من الأدوار الدستورية الجوهرية للإعلام العمومي، وهو خدمة الصالح العام، والمساهمة في بناء مواطن عارف بماضيه، متفاعل مع واقعه، ومنفتح على مستقبله.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 21 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة