السبت 27 أبريل 2024, 05:40

ثقافة-وفن

برمجة رمضان.. ولايزال مسلسل الرداءة مستمرا


كشـ24 نشر في: 17 يوليو 2014

مازالت دار لقمان على حالها»، عبارة تلخص واقع البرمجة الرمضانية الوطنية الحالية التي يقدمها القطب العمومي طيلة الشهر الكريم. إذ لم تستطع هذه البرمجة خلق أي إجماع حولها بعد دخولها أسبوعها الثاني مع استثناءات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة. ولم تتخلص جل الأعمال المعروضة من النسبة العالية من الرداءة والسطحية والحموضة، حتى مع  صفقات الإنتاج عبر طلب العروض وأيضا الصيغة الجديدة لدفاتر التحملات الخاصة بمتعهدي الإعلام السمعي البصري العمومي. والملاحظ أن نفس شركات الإنتاج لاتزال تستحوذ على الكعكة الرمضانية بكلفة إجمالية تقدر بـ 25 مليارا و333 مليون سنتيم من أجل إنجاز 10 أعمال «فنية» لجأت معها إلى خدمات نفس الوجوه ذات الشعبية الجماهيرية، وللأسف تتحقق المفارقة بين مستوى فني متواضع ونسب مشاهدة عالية، حسب أرقام ماروك ميتري، تشهرها قنوات القطب العمومي في وجه كل من يجلد برمجتها الرمضانية.
 
كالعادة، يحضر «السيتكوم»  و«الكاميرا الخفية» كطبق درامي رئيسي تعتمده القناتان الأولى والثانية، كما دأبتا على ذلك منذ سنوات، وقت الإفطار كي تتمكن من جذب الجمهور المغربي الذي يكون مجتمعا حول مائدة الإفطار بعد يوم صوم شاق وطويل. فهل حققت هذه البرمجة المتعة للمشاهد أم أنها لاتزال مستمرة في تعذيبه بالرغم من تطبيق دفاتر التحملات وشفافية طلبات العروض؟.
مهازل في ثوب برامج
 
البداية مع سيتكوم «كنزة في الدوار»، الذي تبثه القناة الثانية بعد الإفطار والذي يسجل، حسب آخر بلاغات القناة، نسب مشاهدة تجاوزت 10 ملايين مشاهد. هذه السلسلة التي تنتجها شركة «عليان برود» اعتمدت على نجوم بعضهم سبق أن تعاملت معهم الشركة نفسها أو حققوا نجاحات خارجها واستثمرتهم لصالحها.
 
كان المفروض من خلال عنوان السلسلة أن المثقفة والمتعلمة» كنزة»، والتي قطعت مسافة من أجل جمع التوقيعات من سكان قرية حتى تتمكن من إخراجها من عزلتها عبر مشروع «لوطوروت»، أن نشاهد يومياتها معهم، وكيفية تعاملها مع مشاكلهم بما تحمله من حمولة حضارية بأسلوب راق يرفع مستواهم إلى أعلى، وليس أن تقع هي ويقع هؤلاء معها في شرك الضحك «الباسل» من خلال التناول «السطحي» لواقع المرأة والرجل والشباب والمسنين والعاطلين عن العمل في ذلك الدوار النائي. 
 
حلقات «كنزة» في أسبوعها الثالث لاتزال تدور في حلقة «اضحك بلهلا يتبتو ليك»، وتعتمد في جل أحداثها على حضور الممثلة» دنيا بوطازوت» بالرغم من أن البطلة الرئيسية، كما يدل عنوان السلسلة، هي «مريم الزعيمي»، التي سبق أن تألقت في دور الجارة اللعوب في الجزء الثاني من سلسلة «بنات للا منانة».
 
وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عما إذا كان استثمار نجاح دنيا بوطازوت في دور الشخصية القروية الأمية راجع فعلا إلى موهبتها في التقمص أم أن الفنانة تلعب جزءا من شخصيتها «الكوميدية»، خاصة وأنها حين حاولت، السنة الماضية، تغيير جلدها في سلسلة «دور بيا يا الشيباني»، مع نفس الشركة المنتجة للعمل، لم تكن مقنعة إلى حد ما في شخصية البنت الهادئة اللطيفة.
 
«الكاميرا لخفية»، التي تحصد، بدورها، نسبا مهمة من المشاهدة اليومية، يبدو أن طاقمها تعلم نوعا ما من الدرس القاسي السنة الماضية حين تم اكتشاف مقالب مفبركة باتفاق مع أبطالها، حيث تظهر بعض الحلقات أن أصحابها وقعوا فعلا في شراك الكاميرا الخفية وبعضهم تشعر أنه «عاق بيها» وفضل التظاهر بذلك  أو أنهم «احتالوا» كما جاء على لسان الفنان المصري تامر حسني، والذي ذهب إلى حد مقاضاة القناة، في حين كان البعض واضحا ورفض بث حلقته وهو ما رضخ له القائمون عليها.
 
غير أن هذه الكبسولة كان من الأجدى أن تغادر خارطة البرمجة هذا العام بعد تكرار نفسها والاستعانة بنفس الضيوف في بعض الأحيان، والفضائح التي لاحقتها السنة الماضية واتهامها بالفبركة، وكان الأجدر بمعديها البحث عن «ثيمة» أخرى والاشتغال عليها بحرفية عالية.
 
بالنسبة إلى «زينة» الذي يبث على نفس القناة ولو أن فكرة المسلسل مستهلكة، إلا أن كاتب السيناريو تمكن من إلباسها حلة جديدة ومشوقة، كما أن «الكاستنيغ  كان ناجحا وتمكن الفنانون تحت إدارة المخرج ياسين فنان من تقمص شخصياتهم بحرفية كبيرة، منهم سحر الصديقي في أول بطولة مطلقة لها بعد تجربة في سيتكوم (كول سانتر)، حيث بدت مقنعة تماما في تقمصها للشخصية، وأيضا سهام أسيف وهدى الريحاني وادريس الروخ والعودة الجميلة لعمي ادريس، وغيرهم من الفنانين.
 
النقطة المضيئة في برمجة رمضان للقناة الثانية، تتمثل لحد الآن سلسلة «مرا وقادة»، الذي يبث قبل الإفطار، ويسلط الضوء على مهن كانت إلى وقت قريب عصية على النساء. وتجسد الشخصيات مجموعة من الفنانات المغربيات كفاطمة الزهراء بناصر والهام واعزيز وغيرهما. بالنسبة إلى وقت الذروة لاتزال كبسولة «الكوبل» وما تحمله يوميات الشعيبية وكبور تنال رضا المشاهد بالرغم من أن هذا العمل التلفزي لم يخضع لمسطرة طلبات العروض المنصوص عليها في الصفقات العمومية، كما أن الثلاث دقائق قامت إحدى شركات الاتصالات بدفع حقها مقدما لفائدة القناة الثانية.
 
القناة الأولى فشلت في جلب الأنظار إلى برمجتها حسب أرقام ماروك ميتري، التي تؤكد تفوق قناة عين سبع على مدار اليوم في نسب المشاهدة, بالرغم من أن دار البريهي دخلت السباق الرمضاني عبر برمجة كثيفة وقت الذروة لم تنل الرضا والقبول، في حين نجد سلسلة تمت برمجتها قبل الفطور وهي سلسلة «زين لبيار» النقطة المضيئة في البرمجة الرمضانية وهي من بطولة عبد الإله عاجل وحسن فولان وبشرى أهريش والخنساء بطمة وعمر لطفي.
 
«الباركينغ» المبرمجة مباشرة بعد أذان المغرب، سلسلة  «دون ساس ولا راس» فهي مجرد إسفاف وتفاهة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ لا تحمل هذه السلسلة أي رسالة معينة اللهم مجرد الضحك على ذقن المشاهد المغربي. 
 
سيتكوم «بنت الناس» يمكن وصف مستواه الفني بالمتوسط، وهو للإشارة،يتقاطع في تفاصيل كثيرة مع مسلسل مصري بث في أوائل التسعينيات من القرن الماضي من بطولة يونس شلبي وأحمد بدير عن طبيب يبحث عن مواصفات معينة في عروسه. «السيتكوم» لم ينجح لحد الآن  في استقطاب اهتمام المشاهد المغربية. ويبدو أن بطله كمال الكاظمي الذي راهنت عليه الشركة المنتجة «سبيكطوب» للسنة الثانية على التوالي بعد سيتكوم «راس المحاين» السنة الماضية، لم يستطع الخروج من جلد «حديدان»، الشخصية التي ساهمت في نجاحه بشكل كبير جدا في سلسلة تحمل الاسم نفسه. 
 
في النصف الثاني من رمضان ستحل محل «بنت الناس» سلسلة «تبدال لمنازل» لسعيد الناصري، الذي نرجو أن لا يكرر نفس الشخصية التي يتقمصها في جميع «سيتكوماته» السابقة كـ«العوني» و«الربيب» و»نسيب سي عزوز»، وجميعها أجمعت لجنة المشاهدة آنذاك على أنها غير  صالحة للبث في وقت ذروة المشاهدة في رمضان وبالرغم من ذلك أدرجت «بقدرة قادر». ونتمنى أن يخرج سعيد الناصري في «تبادل المنازل» من التفاهة التي كان يتحف بها المشاهد المغربي في السابق.
 
الكبسولة الفكاهية «حمقا»، التي أظهرت موهبة اسمها «قمر السعداوي»  تتأرجح حلقاتها بين الصعود والهبوط. ويمكن وصف سلسلة «سوبرماركت» التي تعرضها القناة الأولى من إنتاج نبيل عيوش وإخراج شوقي العوفير، بأنها ضحية فكرتها التي كتبتها فرنسيتان من أصول لبنانية هما استيل صيادة وشمسة دحمان بالفرنسية، قبل أن تحولها مجموعة من «السيناريست» إلى العربية، علما أن هناك فرقا كبيرا بين الإضحاك بالفرنسية والمغربية.  فالسلسلة تضم مجموعة من الفنانين المغاربة كبشرى أهريش وآمال الأطرش وعزيز الحطاب وجليلة التلمسي، كان من الممكن التركيز على محتواها الاجتماعي، بدل تحويلها إلى وصلة شتم بين البائعتين «جليلة التلمسي» و «آمال الأطرش» في محاولة لانتزاع الابتسامة من الجمهور المغربي.
 
وتبقى أكبر مهازل القناة الأولى سلسلة «شيب وشباب» بالرغم من أن مخرجها شاب متميز اسمه عادل الفاضلي، والذي يبدو أنه يدفع ثمن ما تردد من أخبار حول عدم اكتمال كتابة حلقات السلسلة، كما أنها لازالت تصور وتدخل مرحلة المونتاج موازاة مع عرضها.  السيناريو بالرغم من أهمية الفكرة، لم ينجح أصحابه في تحويله إلى رسالة ردم الهوة بين الشيب والشباب في عصرنا الحالي، بل إلى قلة أدب وتربية من الشباب تجاه من هم أكبر منهم سنا، كما جاء الحوار مليئا بعبارات قاموس الشارع التي لا تليق بجهاز تلفاز مثل  «تفوو.. المعوقة.. لعشير...».
 
قناة «ميدي أن تيفي» التي وضعت رهانها على المسلسل التاريخي «ألف ليلة وليلة» في حلة مغربية، وخصته بحملات إعلامية ضخمة وحظي طاقمه بعناية خاصة من طرف المسؤولين  عن القناة. وقدم على أنه سيضاهي المسلسل التاريخي التركي «حريم السلطان».
 
يضاف إلى ذلك خلاف مخرجه أنور معتصم مع المنتجة صوفيا أغيلاس حول الملكية الفكرية للمسلسل، والذي وصل إلى المحكمة وخلق له ضجة كبرى (المحكمة أصدرت قرارا بوقف بثه)، غير أن المسلسل مع انطلاق بثه انطبق عليه مثل «تمخض الجبل وولد فأرا». فرغم المجهود الكبير على مستوى التصوير والملابس والديكور، إلا أن «الكاستينغ» كان نقطة ضعف المسلسل الكبرى، إذ لم يكن أغلب الممثلين مقنعين في أدوارهم. كما أن اعتماد  المخرج على عارضات  أزياء وتحويلهن إلى ممثلات كان رهانا فاشلا، وكأنه  كان يحاول استنساخ جميلات حريم السلطان في مسلسله، متناسيا أن بطلات المسلسل التركي يتمتعن، إلى جانب الجمال، بالموهبة الفذة في تقمص الشخصيات. 
 
المفارقة.. الأرقام
تبقى المفارقة أن هذه المسلسلات، ورغم سطحيتها، تحقق نسب مشاهدة عالية، حسب الأرقام التي تفرج عنها «ماروك ميتري»، وهي الأرقام ولتي تشهرها القنوات في وجه كل من ينتقد برامجها.
 
 هذه الأرقام تجعل المسؤولين عن التلفزة، كما يقول المثل المصري، يضعون في بطنهم «بطيخة صيفي»، ولا يعبؤون بسهام النقد مادامت نسب المشاهدة تؤدي بالضرورة إلى زيادة مداخيلها خلال الفواصل الإعلانية.
 
ما يحدث يمكن تفسيره بأن الذوق العام تم «تدجينه» على تذوق السطحية منذ سنوات من خلال مشاهدة هذا النوع من الأعمال الدرامية. كما أن الإقبال عليها يكون من طرف فئات غير متعلمة، التي عوض الرقي بذوقها العام يتم الهبوط بمستواها إلى «الحضيض».
هذه الأرقام لا تقنع، غالبا، نقاد التلفزيون والإعلام المتخصص الذي يواصل جلد البرامج الرمضانية، وهو ما دفع عبد العزيز بن عبو، عضو الجمعية المغربية لحقوق المشاهد إلى وصف سباق الأرقام بين الأولى والثانية إلى سباق بين كسيح وأعمى، مضيفا بصيغة السؤال: هل مازال القيمون على هذه القنوات  يؤمنون بأن المواطن المغربي يصدق نكاتهم وأرقامهم وإحصائياتهم ونشرها فوق سطوحهم؟.
 
في نفس السياق، يؤكد يحيى اليحياوي، الخبير في مجل الإعلام في تصريح سابق خص به «المساء»، أن مؤسسة ماروك ميتري تختار عينة من الجمهور وتضع بأجهزة التقاطه أدوات تتبع في زمن الذروة أو في غيره فتبني على ذلك استنتاجات قد لا تكون خاطئة بمقياس القناة المشغلة فترة القياس، وهو معطى ضروري ولكنه غير كاف بالمرة وإلا اعتبرنا أن نسبة المشاهدة تعبر عن نسبة الرضى والقبول. وأضاف أن هذه النسب هي من قبيل قول الحق المحيل على الباطل.
 
وأكد أن المطلوب هو قياس مستوى رضا الجمهور عن هذه المادة التلفزية أو تلك. وإن لم يكن الأمر كذلك فإننا سنعتبر أن من يلج السوق لاقتناء ضرورياته هو راض عن الأسعار المطبقة بالسوق وبالتالي فلو تم الاحتكام لهذا المعطى فستنزل النسب إلى أسفل سافلين وأكثر.
 
إذا فلا يزال مسلسل الرداءة مستمرا من طرف نفس الشركات، ولو في زمن وصف بالشفافية في طلبات العروض، التي استحلت تذوق حلاوة الكعكة الرمضانية في جيبها، حيث استحوذت 10 شركات على رأسها «عليان للإنتاج» على نصيب الأسد من برامج الذروة بكلفة إجمالية تقدر بـ 25 مليارا و333 مليون سنتيم. وأيضا في ظل استمرار الوضع على ما هو عليه، أين هي الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (هاكا) من كل هذه «الجعجعة» والتي تقف موقف المتفرج أمام إنتاجات تلفزيونية تسيء لذكاء وذوق وهوية المشاهد المغربية؟ وما جدوى وجود لجان للتقييم بقنوات القطب العمومي؟.
 
خطايا البرمجة الرمضانية  
 جل المختصين في المجال التلفزي يجمعون على أن أغلب ما يعرض من برامج فنية يمكن وصفه بـ"الكارثة" نتيجة أخطاء قاتلة لو تخلصت منها سيكفل لها الخروج بإنتاج وطني يحترم عقول وأذواق المشاهد المغربي. 
 
 أغلب ما يعرض يكون مجرد وسيلة للإضحاك من أجل الإضحاك فقط، باعتمادها نفس "اللازمات" و"تقلاب العينين" و"تعواج الأفواه" وغيرها. وهو ما يميط اللثام عن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها الدراما المغربية والمتمثلة في عدم وجود كتاب سيناريو محترفين قادرين على صنع عمل درامي بطريقة محبكة. 
 
 يلاحظ إصرار مسؤولي قنوات القطب العمومي على برمجة الإنتاجات الكوميدية في أوقات الذروة مع تغييب للمسلسلات والبرامج الترفيهية. وبالتالي فإن غياب التكامل في العرض التلفزي الرمضاني، يجعل نفس البرمجة تقدم في نفس الأوقات تقريبا: (الكاميرا الخفية، السيتكومات، المسلسلات، الأفلام…).
 
 رغم الضجة التي أثيرت حول "شفافية" صفقات الإنتاج، فإن الملاحظ استمرار نفس شركات الإنتاج تقريبا في الهيمنة على الإنتاجات الرمضانية وخاصة "السيتكومات" و"السلسلات الهزلية" و"الكاميرا الخفية". دون أن ننسى أن فتح باب طلبات العروض قبل أسابيع قليلة من شهر رمضان لا يساعد على الاشتغال على هذه الأعمال بطريقة محكمة مما يسقطها في فخ الرداءة .
 
 نفس الوجوه التي أثثت "رمضاناتنا" السابقة، تعود لتظهر من جديد في الأعمال المعروضة حاليا، بعضهم سجناء شخصياتهم وبعضهم يتجول بين شاشات القطب العمومي من خلال سيتكومات وسلسلات وكبسولات، بل وحتى في الفواصل الإعلانية التي تروج لمنتج معين، وهو ما يطرح تساؤلا حول أسباب اعتماد نفس الأسماء وعدم فتح المجال أمام أسماء أخرى.
 
عبد العزيز بنعبو: 9 ملايين و25 ألف مشاهد ليس رقما كبيرا مقارنة بقاعدة المشاهدة في المغرب.
-  هل ما تزال برمجة رمضان 2014 وفية لشعارها «فراغ  في المضمون وارتجالية في التمثيل وغياب نص محكم البناء»؟.
 
 قبل الخوض في النقد الفني للأعمال الدرامية والسيتكومات التي تتحفنا بها قنواتنا في هذا الشهر المبارك. علينا أن نعي جيدا أن الصيغة التي تتم بها عملية الاشتغال، في عمومها، لا ترقى إلى مستوى المهنية المطلوبة. فبرمجة رمضان 2014 في بلدان عربية وإسلامية أخرى انتهى التفكير فيها في 2013 وأنجزوا مسلسلاتهم وأعمالهم في الجزء الأول من 2014، وليس كما يحدث عندنا من سباق المسافات الأخيرة، الخاسر الأول و الأخير فيه هو المشاهد المغربي. الذي يظن أن قنواته ستفاجئه كما قنوات باقي عباد الله. لكنه مع كامل الأسف يجد نفسه مضطرا للهجرة التلفزية والمغادرة الاضطرارية والبحث عن المشاهدة وحقوقها الكاملة في الفضائيات المنتشرة هنا وهناك دون قيد أو شرط .  

أما إذا عدنا إلى مسألة التقييم الفني للأعمال المقدمة، فالرداءة من أهم سماتها، لسبب بسيط وهو العجلة واعتماد مسألة «كور و عطي لعور»، ناهيك عن التغييرات التي تطرأ على العمل في آخر لحظة من قبيل التخلي عن طاقم وتعويضه بطاقم آخر طبعا أقل تكلفة. أضف إلى ذلك اعتماد سيناريوهات منسوجة في الدقائق الاخيرة . كل هذه الخلطة تعطينا وجبة بشعة غير قابلة للهضم مطلقا. 
 
- كيف تفسر مفارقة أن تتعرض الأعمال الفنية الرمضانية لانتقادات واسعة وتحقق في الوقت نفسه نسب متابعة مرتفعة؟.
 
 ليس هناك أي من مفارقة، كل المغاربة يعشقون ما هو مغربي، وكل المغاربة يعيشون على الأمل دائما. ينتهي اليوم ويقولون «غدا يصاوب الله»، ذلك ما ينطبق على قنواتنا أيضا. فما أن تنتهي حلقة اليوم بالامتعاض والغضب، حتى يخرج صوت ويقول «يمكن غدا تكون احسن» . وهكذا يتداول المغاربة يومياتهم ويأملون خيرا في قنوات لا تهتم لهم مطلقا.
 
ولنحتكم إلى نسب المشاهدة، فهل تظنون أن   9 ملايين و25 ألف مشاهد، رقم كبير مقارنة بتعداد ساكنة المغرب وقاعدة المشاهدة في المغرب؟ هذا الرقم أعطته القناة الثانية بعد اليوم الأول من رمضان، وأضافت أن «كنزة فالدوار» حصلت على هذا الرقم، فيما حصلت الكاميرا الخفية جار ومجرور على 8 ملايين و689 ألف مشاهد، ثم بعد ذلك حصل سيتكوم الكوبل على 7 ملايين و684 ألف مشاهد، فيما  سلسلة «زينة» تابعها 6 ملايين و301 ألف مشاهد... هل تلاحظون كيف أن الأرقام في تنازل من تسعة إلى ستة. كما لو كان المشاهد يتسرب من بين أيدي القناة. 
 
لعبة الأرقام ونسب المشاهدة لا يمكنها أن تغطي هذا الهزال التلفزيوني الرمضاني الواضح والجلي والذي لن تكفيه دهون أرقام نسب المشاهدة ليسمن قليلا.
 
- هل يمكن القول من خلال إلقاء نظرة على خريطة البرامج البرمضانية أن هناك غيابا للتكامل بين قنوات القطب العمومي على مستوى ما يقدم للمشاهد؟.
 
 بالعكس هناك تكامل بين قنوات القطب العمومي، تكامل على مستوى منح الرداءة ودفع المشاهد إلى الهجرة نحو قنوات الاخرين. هناك تكامل في الإحساس بثقل مسؤولية التنغيص على المشاهد المغربي. لا أدري أين يمكن أن يكون التكامل إلا إن كان في الأخذ بالمثل الدارج القائل «دير مادار جارك ولا حول باب دارك» وطبعا الباب ظل كما هو..
- ما السبيل لوقف الرداءة في نظركم؟.
 
  السبيل الأول هو احترام المشاهد المغربي  كمواطن يرجو إنصافه إعلاميا. واحترام الفنان المغربي والكفاءات المغربية. لكن الأهم في ذلك هو التغيير الذي يمكن أن يعود بالنتائج الحقيقية والملموسة على واقعنا الإعلامي المسموع والمرئي، وإخراجه من حسابات الخاص إلى حسابات العام. 
 
 
برمجة رمضان.. ولايزال مسلسل الرداءة مستمرا

مازالت دار لقمان على حالها»، عبارة تلخص واقع البرمجة الرمضانية الوطنية الحالية التي يقدمها القطب العمومي طيلة الشهر الكريم. إذ لم تستطع هذه البرمجة خلق أي إجماع حولها بعد دخولها أسبوعها الثاني مع استثناءات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة. ولم تتخلص جل الأعمال المعروضة من النسبة العالية من الرداءة والسطحية والحموضة، حتى مع  صفقات الإنتاج عبر طلب العروض وأيضا الصيغة الجديدة لدفاتر التحملات الخاصة بمتعهدي الإعلام السمعي البصري العمومي. والملاحظ أن نفس شركات الإنتاج لاتزال تستحوذ على الكعكة الرمضانية بكلفة إجمالية تقدر بـ 25 مليارا و333 مليون سنتيم من أجل إنجاز 10 أعمال «فنية» لجأت معها إلى خدمات نفس الوجوه ذات الشعبية الجماهيرية، وللأسف تتحقق المفارقة بين مستوى فني متواضع ونسب مشاهدة عالية، حسب أرقام ماروك ميتري، تشهرها قنوات القطب العمومي في وجه كل من يجلد برمجتها الرمضانية.
 
كالعادة، يحضر «السيتكوم»  و«الكاميرا الخفية» كطبق درامي رئيسي تعتمده القناتان الأولى والثانية، كما دأبتا على ذلك منذ سنوات، وقت الإفطار كي تتمكن من جذب الجمهور المغربي الذي يكون مجتمعا حول مائدة الإفطار بعد يوم صوم شاق وطويل. فهل حققت هذه البرمجة المتعة للمشاهد أم أنها لاتزال مستمرة في تعذيبه بالرغم من تطبيق دفاتر التحملات وشفافية طلبات العروض؟.
مهازل في ثوب برامج
 
البداية مع سيتكوم «كنزة في الدوار»، الذي تبثه القناة الثانية بعد الإفطار والذي يسجل، حسب آخر بلاغات القناة، نسب مشاهدة تجاوزت 10 ملايين مشاهد. هذه السلسلة التي تنتجها شركة «عليان برود» اعتمدت على نجوم بعضهم سبق أن تعاملت معهم الشركة نفسها أو حققوا نجاحات خارجها واستثمرتهم لصالحها.
 
كان المفروض من خلال عنوان السلسلة أن المثقفة والمتعلمة» كنزة»، والتي قطعت مسافة من أجل جمع التوقيعات من سكان قرية حتى تتمكن من إخراجها من عزلتها عبر مشروع «لوطوروت»، أن نشاهد يومياتها معهم، وكيفية تعاملها مع مشاكلهم بما تحمله من حمولة حضارية بأسلوب راق يرفع مستواهم إلى أعلى، وليس أن تقع هي ويقع هؤلاء معها في شرك الضحك «الباسل» من خلال التناول «السطحي» لواقع المرأة والرجل والشباب والمسنين والعاطلين عن العمل في ذلك الدوار النائي. 
 
حلقات «كنزة» في أسبوعها الثالث لاتزال تدور في حلقة «اضحك بلهلا يتبتو ليك»، وتعتمد في جل أحداثها على حضور الممثلة» دنيا بوطازوت» بالرغم من أن البطلة الرئيسية، كما يدل عنوان السلسلة، هي «مريم الزعيمي»، التي سبق أن تألقت في دور الجارة اللعوب في الجزء الثاني من سلسلة «بنات للا منانة».
 
وهو ما يدفعنا إلى التساؤل عما إذا كان استثمار نجاح دنيا بوطازوت في دور الشخصية القروية الأمية راجع فعلا إلى موهبتها في التقمص أم أن الفنانة تلعب جزءا من شخصيتها «الكوميدية»، خاصة وأنها حين حاولت، السنة الماضية، تغيير جلدها في سلسلة «دور بيا يا الشيباني»، مع نفس الشركة المنتجة للعمل، لم تكن مقنعة إلى حد ما في شخصية البنت الهادئة اللطيفة.
 
«الكاميرا لخفية»، التي تحصد، بدورها، نسبا مهمة من المشاهدة اليومية، يبدو أن طاقمها تعلم نوعا ما من الدرس القاسي السنة الماضية حين تم اكتشاف مقالب مفبركة باتفاق مع أبطالها، حيث تظهر بعض الحلقات أن أصحابها وقعوا فعلا في شراك الكاميرا الخفية وبعضهم تشعر أنه «عاق بيها» وفضل التظاهر بذلك  أو أنهم «احتالوا» كما جاء على لسان الفنان المصري تامر حسني، والذي ذهب إلى حد مقاضاة القناة، في حين كان البعض واضحا ورفض بث حلقته وهو ما رضخ له القائمون عليها.
 
غير أن هذه الكبسولة كان من الأجدى أن تغادر خارطة البرمجة هذا العام بعد تكرار نفسها والاستعانة بنفس الضيوف في بعض الأحيان، والفضائح التي لاحقتها السنة الماضية واتهامها بالفبركة، وكان الأجدر بمعديها البحث عن «ثيمة» أخرى والاشتغال عليها بحرفية عالية.
 
بالنسبة إلى «زينة» الذي يبث على نفس القناة ولو أن فكرة المسلسل مستهلكة، إلا أن كاتب السيناريو تمكن من إلباسها حلة جديدة ومشوقة، كما أن «الكاستنيغ  كان ناجحا وتمكن الفنانون تحت إدارة المخرج ياسين فنان من تقمص شخصياتهم بحرفية كبيرة، منهم سحر الصديقي في أول بطولة مطلقة لها بعد تجربة في سيتكوم (كول سانتر)، حيث بدت مقنعة تماما في تقمصها للشخصية، وأيضا سهام أسيف وهدى الريحاني وادريس الروخ والعودة الجميلة لعمي ادريس، وغيرهم من الفنانين.
 
النقطة المضيئة في برمجة رمضان للقناة الثانية، تتمثل لحد الآن سلسلة «مرا وقادة»، الذي يبث قبل الإفطار، ويسلط الضوء على مهن كانت إلى وقت قريب عصية على النساء. وتجسد الشخصيات مجموعة من الفنانات المغربيات كفاطمة الزهراء بناصر والهام واعزيز وغيرهما. بالنسبة إلى وقت الذروة لاتزال كبسولة «الكوبل» وما تحمله يوميات الشعيبية وكبور تنال رضا المشاهد بالرغم من أن هذا العمل التلفزي لم يخضع لمسطرة طلبات العروض المنصوص عليها في الصفقات العمومية، كما أن الثلاث دقائق قامت إحدى شركات الاتصالات بدفع حقها مقدما لفائدة القناة الثانية.
 
القناة الأولى فشلت في جلب الأنظار إلى برمجتها حسب أرقام ماروك ميتري، التي تؤكد تفوق قناة عين سبع على مدار اليوم في نسب المشاهدة, بالرغم من أن دار البريهي دخلت السباق الرمضاني عبر برمجة كثيفة وقت الذروة لم تنل الرضا والقبول، في حين نجد سلسلة تمت برمجتها قبل الفطور وهي سلسلة «زين لبيار» النقطة المضيئة في البرمجة الرمضانية وهي من بطولة عبد الإله عاجل وحسن فولان وبشرى أهريش والخنساء بطمة وعمر لطفي.
 
«الباركينغ» المبرمجة مباشرة بعد أذان المغرب، سلسلة  «دون ساس ولا راس» فهي مجرد إسفاف وتفاهة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ لا تحمل هذه السلسلة أي رسالة معينة اللهم مجرد الضحك على ذقن المشاهد المغربي. 
 
سيتكوم «بنت الناس» يمكن وصف مستواه الفني بالمتوسط، وهو للإشارة،يتقاطع في تفاصيل كثيرة مع مسلسل مصري بث في أوائل التسعينيات من القرن الماضي من بطولة يونس شلبي وأحمد بدير عن طبيب يبحث عن مواصفات معينة في عروسه. «السيتكوم» لم ينجح لحد الآن  في استقطاب اهتمام المشاهد المغربية. ويبدو أن بطله كمال الكاظمي الذي راهنت عليه الشركة المنتجة «سبيكطوب» للسنة الثانية على التوالي بعد سيتكوم «راس المحاين» السنة الماضية، لم يستطع الخروج من جلد «حديدان»، الشخصية التي ساهمت في نجاحه بشكل كبير جدا في سلسلة تحمل الاسم نفسه. 
 
في النصف الثاني من رمضان ستحل محل «بنت الناس» سلسلة «تبدال لمنازل» لسعيد الناصري، الذي نرجو أن لا يكرر نفس الشخصية التي يتقمصها في جميع «سيتكوماته» السابقة كـ«العوني» و«الربيب» و»نسيب سي عزوز»، وجميعها أجمعت لجنة المشاهدة آنذاك على أنها غير  صالحة للبث في وقت ذروة المشاهدة في رمضان وبالرغم من ذلك أدرجت «بقدرة قادر». ونتمنى أن يخرج سعيد الناصري في «تبادل المنازل» من التفاهة التي كان يتحف بها المشاهد المغربي في السابق.
 
الكبسولة الفكاهية «حمقا»، التي أظهرت موهبة اسمها «قمر السعداوي»  تتأرجح حلقاتها بين الصعود والهبوط. ويمكن وصف سلسلة «سوبرماركت» التي تعرضها القناة الأولى من إنتاج نبيل عيوش وإخراج شوقي العوفير، بأنها ضحية فكرتها التي كتبتها فرنسيتان من أصول لبنانية هما استيل صيادة وشمسة دحمان بالفرنسية، قبل أن تحولها مجموعة من «السيناريست» إلى العربية، علما أن هناك فرقا كبيرا بين الإضحاك بالفرنسية والمغربية.  فالسلسلة تضم مجموعة من الفنانين المغاربة كبشرى أهريش وآمال الأطرش وعزيز الحطاب وجليلة التلمسي، كان من الممكن التركيز على محتواها الاجتماعي، بدل تحويلها إلى وصلة شتم بين البائعتين «جليلة التلمسي» و «آمال الأطرش» في محاولة لانتزاع الابتسامة من الجمهور المغربي.
 
وتبقى أكبر مهازل القناة الأولى سلسلة «شيب وشباب» بالرغم من أن مخرجها شاب متميز اسمه عادل الفاضلي، والذي يبدو أنه يدفع ثمن ما تردد من أخبار حول عدم اكتمال كتابة حلقات السلسلة، كما أنها لازالت تصور وتدخل مرحلة المونتاج موازاة مع عرضها.  السيناريو بالرغم من أهمية الفكرة، لم ينجح أصحابه في تحويله إلى رسالة ردم الهوة بين الشيب والشباب في عصرنا الحالي، بل إلى قلة أدب وتربية من الشباب تجاه من هم أكبر منهم سنا، كما جاء الحوار مليئا بعبارات قاموس الشارع التي لا تليق بجهاز تلفاز مثل  «تفوو.. المعوقة.. لعشير...».
 
قناة «ميدي أن تيفي» التي وضعت رهانها على المسلسل التاريخي «ألف ليلة وليلة» في حلة مغربية، وخصته بحملات إعلامية ضخمة وحظي طاقمه بعناية خاصة من طرف المسؤولين  عن القناة. وقدم على أنه سيضاهي المسلسل التاريخي التركي «حريم السلطان».
 
يضاف إلى ذلك خلاف مخرجه أنور معتصم مع المنتجة صوفيا أغيلاس حول الملكية الفكرية للمسلسل، والذي وصل إلى المحكمة وخلق له ضجة كبرى (المحكمة أصدرت قرارا بوقف بثه)، غير أن المسلسل مع انطلاق بثه انطبق عليه مثل «تمخض الجبل وولد فأرا». فرغم المجهود الكبير على مستوى التصوير والملابس والديكور، إلا أن «الكاستينغ» كان نقطة ضعف المسلسل الكبرى، إذ لم يكن أغلب الممثلين مقنعين في أدوارهم. كما أن اعتماد  المخرج على عارضات  أزياء وتحويلهن إلى ممثلات كان رهانا فاشلا، وكأنه  كان يحاول استنساخ جميلات حريم السلطان في مسلسله، متناسيا أن بطلات المسلسل التركي يتمتعن، إلى جانب الجمال، بالموهبة الفذة في تقمص الشخصيات. 
 
المفارقة.. الأرقام
تبقى المفارقة أن هذه المسلسلات، ورغم سطحيتها، تحقق نسب مشاهدة عالية، حسب الأرقام التي تفرج عنها «ماروك ميتري»، وهي الأرقام ولتي تشهرها القنوات في وجه كل من ينتقد برامجها.
 
 هذه الأرقام تجعل المسؤولين عن التلفزة، كما يقول المثل المصري، يضعون في بطنهم «بطيخة صيفي»، ولا يعبؤون بسهام النقد مادامت نسب المشاهدة تؤدي بالضرورة إلى زيادة مداخيلها خلال الفواصل الإعلانية.
 
ما يحدث يمكن تفسيره بأن الذوق العام تم «تدجينه» على تذوق السطحية منذ سنوات من خلال مشاهدة هذا النوع من الأعمال الدرامية. كما أن الإقبال عليها يكون من طرف فئات غير متعلمة، التي عوض الرقي بذوقها العام يتم الهبوط بمستواها إلى «الحضيض».
هذه الأرقام لا تقنع، غالبا، نقاد التلفزيون والإعلام المتخصص الذي يواصل جلد البرامج الرمضانية، وهو ما دفع عبد العزيز بن عبو، عضو الجمعية المغربية لحقوق المشاهد إلى وصف سباق الأرقام بين الأولى والثانية إلى سباق بين كسيح وأعمى، مضيفا بصيغة السؤال: هل مازال القيمون على هذه القنوات  يؤمنون بأن المواطن المغربي يصدق نكاتهم وأرقامهم وإحصائياتهم ونشرها فوق سطوحهم؟.
 
في نفس السياق، يؤكد يحيى اليحياوي، الخبير في مجل الإعلام في تصريح سابق خص به «المساء»، أن مؤسسة ماروك ميتري تختار عينة من الجمهور وتضع بأجهزة التقاطه أدوات تتبع في زمن الذروة أو في غيره فتبني على ذلك استنتاجات قد لا تكون خاطئة بمقياس القناة المشغلة فترة القياس، وهو معطى ضروري ولكنه غير كاف بالمرة وإلا اعتبرنا أن نسبة المشاهدة تعبر عن نسبة الرضى والقبول. وأضاف أن هذه النسب هي من قبيل قول الحق المحيل على الباطل.
 
وأكد أن المطلوب هو قياس مستوى رضا الجمهور عن هذه المادة التلفزية أو تلك. وإن لم يكن الأمر كذلك فإننا سنعتبر أن من يلج السوق لاقتناء ضرورياته هو راض عن الأسعار المطبقة بالسوق وبالتالي فلو تم الاحتكام لهذا المعطى فستنزل النسب إلى أسفل سافلين وأكثر.
 
إذا فلا يزال مسلسل الرداءة مستمرا من طرف نفس الشركات، ولو في زمن وصف بالشفافية في طلبات العروض، التي استحلت تذوق حلاوة الكعكة الرمضانية في جيبها، حيث استحوذت 10 شركات على رأسها «عليان للإنتاج» على نصيب الأسد من برامج الذروة بكلفة إجمالية تقدر بـ 25 مليارا و333 مليون سنتيم. وأيضا في ظل استمرار الوضع على ما هو عليه، أين هي الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (هاكا) من كل هذه «الجعجعة» والتي تقف موقف المتفرج أمام إنتاجات تلفزيونية تسيء لذكاء وذوق وهوية المشاهد المغربية؟ وما جدوى وجود لجان للتقييم بقنوات القطب العمومي؟.
 
خطايا البرمجة الرمضانية  
 جل المختصين في المجال التلفزي يجمعون على أن أغلب ما يعرض من برامج فنية يمكن وصفه بـ"الكارثة" نتيجة أخطاء قاتلة لو تخلصت منها سيكفل لها الخروج بإنتاج وطني يحترم عقول وأذواق المشاهد المغربي. 
 
 أغلب ما يعرض يكون مجرد وسيلة للإضحاك من أجل الإضحاك فقط، باعتمادها نفس "اللازمات" و"تقلاب العينين" و"تعواج الأفواه" وغيرها. وهو ما يميط اللثام عن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها الدراما المغربية والمتمثلة في عدم وجود كتاب سيناريو محترفين قادرين على صنع عمل درامي بطريقة محبكة. 
 
 يلاحظ إصرار مسؤولي قنوات القطب العمومي على برمجة الإنتاجات الكوميدية في أوقات الذروة مع تغييب للمسلسلات والبرامج الترفيهية. وبالتالي فإن غياب التكامل في العرض التلفزي الرمضاني، يجعل نفس البرمجة تقدم في نفس الأوقات تقريبا: (الكاميرا الخفية، السيتكومات، المسلسلات، الأفلام…).
 
 رغم الضجة التي أثيرت حول "شفافية" صفقات الإنتاج، فإن الملاحظ استمرار نفس شركات الإنتاج تقريبا في الهيمنة على الإنتاجات الرمضانية وخاصة "السيتكومات" و"السلسلات الهزلية" و"الكاميرا الخفية". دون أن ننسى أن فتح باب طلبات العروض قبل أسابيع قليلة من شهر رمضان لا يساعد على الاشتغال على هذه الأعمال بطريقة محكمة مما يسقطها في فخ الرداءة .
 
 نفس الوجوه التي أثثت "رمضاناتنا" السابقة، تعود لتظهر من جديد في الأعمال المعروضة حاليا، بعضهم سجناء شخصياتهم وبعضهم يتجول بين شاشات القطب العمومي من خلال سيتكومات وسلسلات وكبسولات، بل وحتى في الفواصل الإعلانية التي تروج لمنتج معين، وهو ما يطرح تساؤلا حول أسباب اعتماد نفس الأسماء وعدم فتح المجال أمام أسماء أخرى.
 
عبد العزيز بنعبو: 9 ملايين و25 ألف مشاهد ليس رقما كبيرا مقارنة بقاعدة المشاهدة في المغرب.
-  هل ما تزال برمجة رمضان 2014 وفية لشعارها «فراغ  في المضمون وارتجالية في التمثيل وغياب نص محكم البناء»؟.
 
 قبل الخوض في النقد الفني للأعمال الدرامية والسيتكومات التي تتحفنا بها قنواتنا في هذا الشهر المبارك. علينا أن نعي جيدا أن الصيغة التي تتم بها عملية الاشتغال، في عمومها، لا ترقى إلى مستوى المهنية المطلوبة. فبرمجة رمضان 2014 في بلدان عربية وإسلامية أخرى انتهى التفكير فيها في 2013 وأنجزوا مسلسلاتهم وأعمالهم في الجزء الأول من 2014، وليس كما يحدث عندنا من سباق المسافات الأخيرة، الخاسر الأول و الأخير فيه هو المشاهد المغربي. الذي يظن أن قنواته ستفاجئه كما قنوات باقي عباد الله. لكنه مع كامل الأسف يجد نفسه مضطرا للهجرة التلفزية والمغادرة الاضطرارية والبحث عن المشاهدة وحقوقها الكاملة في الفضائيات المنتشرة هنا وهناك دون قيد أو شرط .  

أما إذا عدنا إلى مسألة التقييم الفني للأعمال المقدمة، فالرداءة من أهم سماتها، لسبب بسيط وهو العجلة واعتماد مسألة «كور و عطي لعور»، ناهيك عن التغييرات التي تطرأ على العمل في آخر لحظة من قبيل التخلي عن طاقم وتعويضه بطاقم آخر طبعا أقل تكلفة. أضف إلى ذلك اعتماد سيناريوهات منسوجة في الدقائق الاخيرة . كل هذه الخلطة تعطينا وجبة بشعة غير قابلة للهضم مطلقا. 
 
- كيف تفسر مفارقة أن تتعرض الأعمال الفنية الرمضانية لانتقادات واسعة وتحقق في الوقت نفسه نسب متابعة مرتفعة؟.
 
 ليس هناك أي من مفارقة، كل المغاربة يعشقون ما هو مغربي، وكل المغاربة يعيشون على الأمل دائما. ينتهي اليوم ويقولون «غدا يصاوب الله»، ذلك ما ينطبق على قنواتنا أيضا. فما أن تنتهي حلقة اليوم بالامتعاض والغضب، حتى يخرج صوت ويقول «يمكن غدا تكون احسن» . وهكذا يتداول المغاربة يومياتهم ويأملون خيرا في قنوات لا تهتم لهم مطلقا.
 
ولنحتكم إلى نسب المشاهدة، فهل تظنون أن   9 ملايين و25 ألف مشاهد، رقم كبير مقارنة بتعداد ساكنة المغرب وقاعدة المشاهدة في المغرب؟ هذا الرقم أعطته القناة الثانية بعد اليوم الأول من رمضان، وأضافت أن «كنزة فالدوار» حصلت على هذا الرقم، فيما حصلت الكاميرا الخفية جار ومجرور على 8 ملايين و689 ألف مشاهد، ثم بعد ذلك حصل سيتكوم الكوبل على 7 ملايين و684 ألف مشاهد، فيما  سلسلة «زينة» تابعها 6 ملايين و301 ألف مشاهد... هل تلاحظون كيف أن الأرقام في تنازل من تسعة إلى ستة. كما لو كان المشاهد يتسرب من بين أيدي القناة. 
 
لعبة الأرقام ونسب المشاهدة لا يمكنها أن تغطي هذا الهزال التلفزيوني الرمضاني الواضح والجلي والذي لن تكفيه دهون أرقام نسب المشاهدة ليسمن قليلا.
 
- هل يمكن القول من خلال إلقاء نظرة على خريطة البرامج البرمضانية أن هناك غيابا للتكامل بين قنوات القطب العمومي على مستوى ما يقدم للمشاهد؟.
 
 بالعكس هناك تكامل بين قنوات القطب العمومي، تكامل على مستوى منح الرداءة ودفع المشاهد إلى الهجرة نحو قنوات الاخرين. هناك تكامل في الإحساس بثقل مسؤولية التنغيص على المشاهد المغربي. لا أدري أين يمكن أن يكون التكامل إلا إن كان في الأخذ بالمثل الدارج القائل «دير مادار جارك ولا حول باب دارك» وطبعا الباب ظل كما هو..
- ما السبيل لوقف الرداءة في نظركم؟.
 
  السبيل الأول هو احترام المشاهد المغربي  كمواطن يرجو إنصافه إعلاميا. واحترام الفنان المغربي والكفاءات المغربية. لكن الأهم في ذلك هو التغيير الذي يمكن أن يعود بالنتائج الحقيقية والملموسة على واقعنا الإعلامي المسموع والمرئي، وإخراجه من حسابات الخاص إلى حسابات العام. 
 
 
برمجة رمضان.. ولايزال مسلسل الرداءة مستمرا


ملصقات


اقرأ أيضاً
المغرب يسجل حضورا لافتا في سوق الدبلجة الفرنسية
يُسجل المغرب حضوراً لافتاً في سوق الدبلجة الفرنسية، من خلال تزايد عدد الأفلام والمسلسلات وأفلام الكرتون التي تتم دبلجتها إلى "لغة موليير" بحِرفية كبيرة في استديوهات المملكة. وأفادت صحيفة "لوموند" في تقرير لها، أن الدراما التلفزيونية المدبلجة باللغة الفرنسية في استوديوهات المملكة، باتت تشق طريقها بثبات إلى فرنسا. ودبلجة الأفلام والمسلسلات باللغة الفرنسية كانت غير موجودة في المغرب خلال بداية العقد الأول من القرن الـ21، إلا أنها تطورت بسرعة كبيرة جدًا في الآونة الأخيرة. ووفق المصدر ذاته، يجلس المغرب حالياً في المركز الثالث خلف فرنسا وبلجيكا، في سوق دبلجة الأعمال كما يوضح يونس الزين، المؤسس المشارك لاستوديو SoundStamp المختص في دبلجة الأعمال السينمائية والتلفزيونية. وأشار التقرير، إلى أن المسلسلات الرومانسية الكورية دخلت بدورها إلى استوديوهات الدبلجة في مدينة الدار البيضاء، حيث قامت شركة Novelas TV التابعة لقناة Canal+ مؤخرًا ببث الموسم الأول من المسلسل الكوري "رائحة الكذب" باللغة الفرنسية، حيث قدم صوته أوليفييه لاكور (50 عامًا). ويقيم لاكور في المغرب منذ العام 2012، وقد غيّر حياته قبل 8 سنوات ليتفرغ للدبلجة، وهو يقوم حالياً بدبلجة مسلسل تاريخي سيتم بثه عبر القنوات الفرنسية. وفي ذات السياق، توقف التقرير عند نموذج المواطنة الفرنسية، فانيسا لوفيفر (57 عاما) والتي تعير صوتها مرتين في الأسبوع لشخصية إسبانية في مسلسل La Promesa، وهو مسلسل تلفزيوني من المقرر أن يبث موسمه الأول (122 حلقة) في فرنسا في سبتمبر المقبل. وبحسب التقرير، يتم أيضاً بث مجموعة من الأعمال المدبلجة بالمغرب في الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية. نمو ملحوظ في سوق الدبلجة بالمغرب وقالت الإعلامية أمينة أحريس، وهي من الوجوه السبّاقة بمجال الدبلجة والتعليق الصوتي بالمغرب، إن سوق الدبلجة بالمملكة تشهد في الوقت الراهن تطوراً ملحوظاً. وأضافت أحريس في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الشركات المغربية باتت منفتحة على الدراما الكورية والأفريقية وغيرها بالإضافة إلى التركية والأمازيغية التي تترجم منذ سنوات إلى "الدارجة" المغربية (العامية). وشددت المتحدثة، على أن المغرب بات يسجل أيضاً حضوراً لافتاً في سوق الدبلجة الفرنسية من خلال مجموعة من الأفلام والمسلسلات الشهيرة من كوريا وغيرها. ورأت أحريس أن هذا التطور طبيعي، لأن الشركات المغربية راكمت تجربة محترمة بهذا المجال وأظهرت حرفية كبيرة، على حد تعبيرها. بوابة ثقافية من جهته، قال الشاعر المغربي عبد الإله شوقي، المهتم بالقطاع الثقافي والسينمائي بالمغرب، إن حضور المغرب القوي في سوق الدبلجة الفرنسية بات ملفتاً خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا التفوق يمكن أن يترجم إلى قوة ناعمة تبرز مكانة المغرب في هذه السوق. وأضاف شوقي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذا الحضور لم يأت من فراغ بل يعود إلى استثمار المغرب لإمكاناته وقربه الجغرافي من أوروبا، حيث تحول إلى بوابة ثقافية للأعمال الأفريقية والكورية والبرازيلية وغيرها والتي يتم دبلجتها إلى اللغة الفرنسية في استديوهات المملكة. وزاد "المغرب فرض صوته على سوق الدبلجة الفرنسية، وتحول إلى منصة مهمة تجذب العديد من الأصوات البارزة بهذا المجال"، مستدركاً "نحن نعيش في زمن الصورة والفرجة، والمغرب بإمكانه أن يقوم بدبلجة جميع الأعمال من مسلسلات وأفلام وأعمال كرتونية بحرفية كبيرة تصل إلى المتلقي الناطق باللغة الفرنسية".
ثقافة-وفن

مكتبات فارغة وقراء أشباح.. أكشاك الكتب بباب دكالة على مشارف الإفلاس
في مشهد مؤسف يعترض المار من أمام أكشاك الكتب بساحة باب دكالة بعد تعرضها للهجر، والنسيان، بسبب عدم قدرتها على مسايرة التطور التكنولوجي، وعدم قدرتها على إقناع المواطنات والمواطنين من جديد بالعودة إلى الكتب والروايات الورقية، والرجوع إلى الأكشاك ومحلات بيع الكتب والتجول بين الرفوف والاطلاع على الفهارس والبحث عن آخر الطبعات. هذا وتتواصل معاناة أصحاب هذه الأكشاك مع نذرة الزبائن والقراء، في ظل زخم الكتب والروايات الرقمية التي أصبحت تجتاح هواتف النخبة المثقفة والباحثين عن حروف تروي رمقهم أو تشبع فضولهم، وعن معارف وأفكار نسجها وطبعها أدباء ومفكرين وروائيين في كتب غنية وقيمة، لكن هذه الأخيرة رقمنَها التطور، والتكنولوجيا، وأصبحت اليوم، تقدم وسيطا جديدا يمكننا من التفاعل مع الآخر بشكل رقمي. وبين انتشار الكتب الإلكترونية، وشح القراءة في ثقافتنا، أصبحت أكشاك باب دكالة اليتيمة تبدو وكأنها على مشارف الإفلاس، خالية من الزوار، موحشة وكئيبة، حيث ولَد التطور التكنولوجي وانتشار الكتب الرقمية لدى المواطنين العزوف عن زيارة هذه الأكشاك واقتناء الكتب الورقية، الشيء الذي ساهم في إفلاس الكثير الأكشاك ومحلات بيع الكتب، ومن دور النشر  أيضا، ويمكن اعتبار هذا الإفلاس هو نتيجة اقتحام الكتاب الرقمي لعالم القراءة والمطالعة، الشيء الذي خلف مواقف متضاربة بين مؤيد ومعارض للكتاب الرقمي، لأن هذا الأخير أصبحت له بدوره جاذبية لدى القراء.
ثقافة-وفن

المكتب الوطني للسياحة يحتفي بالطبخ المغربي في برنامج تلفزي فرنسي
يسلط المكتب الوطني المغربي للسياحة الضوء على المغرب ووجهاته عبر فن الطهي، من 22 إلى غاية 26 أبريل الجاري على القناة التلفزيونية "فرانس 5"، من خلال برنامج "C à Vous". وأبرز المكتب، في بلاغ، أنه على امتداد هذا الأسبوع، وفي كل حلقة من حلقات البرنامج اليومي "C à Vous"، ستلتقي الشاف فاطمة الحال والشاف موحا، الوجهان المغربيان المشهوران في عالم الطهي، مع المشاهدين الفرنسيين ليسافرا بهم في رحلة من نوع آخر لاكتشاف ألذ الأطباق والأكلات من "توقيع" جهات مختلفة من المغرب، وبالضبط من كل من طنجة، الرباط، فاس، مراكش والداخلة. ويتوخى المكتب الوطني المغربي للسياحة من هذا البرنامج تسليط الضوء عل الوجهات المغربية عبر فن الطبخ المغربي، وإبراز تنوعه وغناه، من خلال استعراض وصفات مميزة تعكس مهارته وتفننه، وتجدره عبر التاريخ. فالطبخ يعتبر مكونا من الموروث الثقافي المغربي وعرضه السياحي. وذكر المصدر ذاته أن غالبية السياح يختارون وجهة عطلهم تبعا للطبخ المحلي الذي تزخر به المنطقة التي يقصدونها، باعتبار الطبخ الوسيلة المثلى لاكتشاف ثقافة وتقاليد بلد أو جهة معينة. وأوضح البلاغ أن هذا هو التصور العام لبرنامج "C à Vous" الذي يروم استعراض القيمة التراثية لفن الطهي. فخلال عشاء، تعطي مقدمة البرنامج وطاقمها الكلمة للمدعوين لمناقشة آخر الأخبار ودعوتهم لاكتشاف وصفة جديدة تقدم خلال هذا العشاء. ويحظى هذا البرنامج الذي يبث يوميا ومباشرة بمشاهدة 1,4 مليون مشاهد، ليشكل بذلك واجهة ممتازة للترويج لوجهة المغرب وما تزخر به من مؤهلات سياحية قل نظيرها. بعد انتهاء كل حلقة من حلقات هذا البرنامج، سيتم إعداد شريط من صنف "ماستركلاس" مدته 90 ثانية وبثه على شبكات التواصل الاجتماعي لبرنامج "C à Vous"، تستعرض من خلاله مختلف مراحل كل وصفة على حدة، مع الترويج لفنون الطهي المغربي ووجهة المغرب السياحية بشكل عام. وخلص البلاغ إلى أن هذه المبادرة تندرج في إطار إستراتيجية "Tourism in Action" للمكتب الوطني المغربي للسياحة للترويج لوجهة المغرب ومؤهلاتها.
ثقافة-وفن

الموت يفجع الفنانة المراكشية شيماء عبد العزيز
أعلنت الفنانة المراكشية شيماء عبد العزيز عن وفاة والدتها التي مرت بوعكة صحية خلال الفترة الأخيرة. وقالت شيماء عبد العزيز عبر تدوينة على حسابها الرسمي على تطبيق “إنستغرام” : “الحمد لله أمي في ذمة الله، الله يرحمها اليوم ماتت في هاد الساعة الحمد لله”. وأضافت: “بحال كيف وقع ليا مع بابا كنت فطنجة وجيت فالموت دابا جاتني خبار أمي وأنا فطنجة الحمد لله أنا فالطريق لعندها فمراكش والحمد لله”.
ثقافة-وفن

حماية الزليج في صلب مباحثات بنسعيد مع المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية بجنيف
عقد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، جلسة عمل اليوم الثلاثاء بجنيف، مع المدير العام للمنظمة الدولية للملكية الفكرية السيد دارين تانغ. الوزير بنسعيد، جدد التزام المغرب، لتعزيز الشراكة والعمل الثنائيين في هذا المجال، موضحا بأن المغرب وفق توجيهات جلالة الملك، قام بعدد من المبادرات الرامية لحماية وصون تراثه الثقافي، انطلاقا من مأسسة علامة التميز المغرب Label Maroc و إعداد نص قانوني جديد للتراث الثقافي، إضافة إلى تعزيز الجهاز المؤسساتي للمكتب المغربي لحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة باعتباره مؤسسة عمومية، وتقوية الترسانة القانونية التي تهم حق التتبع، وحقوق المؤلفين، وكلها أوراش تدخل في إطار استراتجية وزارة الشباب والثقافة والتواصل. وقدم نبذة عن عدد من الإصلاحات التي يقوم بها المغرب في مجال حماية الملكية الفكرية وحماية صون التراث الثقافي سواء المادي أو غير المادي وهو الورش الذي تشتغل عليه الثقافة مع عدد من القطاعات الحكومية، مع تعزيز حضور المغرب لدى الأجهزة الدولية المعنية بذلك، وفي مقدمتها منظمة اليونيسكو. وتباحث الطرفان حول صناعة ألعاب الفيديو والجهود التي يقوم بها المغرب للانخراط في السوق الدولية التي تحقق أكثر من 300 مليون دولار من الإيرادات وهو سوق مهم انخرط فيه المغرب لتمكن الطاقات والكفاءات المغربية من الحصول على فرص اندماج اقتصادي في هذا المجال وهو ما سيكون عبر إنشاء مدينة لصناعة الألعاب الإلكترونية، و المعرض الدولي المغرب لصناعة ألعاب الفيديو المزمع تنظيمه شهر ماي المقبل. من جانبه، هنأ دارين تانغ المغرب على ما يقوم به من مجهودات في مجال الحماية الفكرية والملكية الفكرية، إضافة إلى اعتباره أن المغرب من الدول الرائدة في هذا المجال على المستوى العالمي. وفي هذا الصدد، اعتبر المسؤول الدولي، أن التعاون بين المنظمة والمغرب يشهد تطورا متقدما، معبرا عن تقديره لنتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى المغرب، وتطلعه لتعزيز هذا التعاون المشترك. وفي سياق متصل، أوضح المدير العام للمنظمة العالمية الملكية الفكرية، أن المنظمة تساند المغرب في الحفاظ وصون فن العيش، والتراث الثقافي غير المادي، ذلك أن المغرب سبق وأن سجل فن الزليج لدى المنظمة سنة 2016 وهو ما يعد اعترافاً دوليا بالزليج المغربي من قبل المنظمة الدولية للملكية الفكرية. واتفق الطرفان على مواصلة التنسيق، والتوقيع على مذكرة تفاهم مشتركة، في أفق شهر يوليوز المقبل بالموازاة مع انعقاد الجموع العامة للمنظمة، وهو الاتفاق الذي سيعزز التعاون المشترك بين المغرب والمنظمة.  
ثقافة-وفن

بعد مهاجمته لزملائه.. أنس الباز لـ”كشـ24″ أرفض التصريح للصحافة إلا بمقابل مادي
قال أنس الباز في مكالمة هاتفية لـ"كشـ24"، أنه قرر عدم التصريح للصحافة إلا بمقابل مادي، وأنه يتحفظ عن الحديث أو الظهور على وسائل الإعلام، مرجعا هذا القرار إلى تحوير التصريحات التي يقدمها للصحافة بشكل يعكس ما قاله في تصريحاته، بالإضافة لكون التصريح الذي سيقدمه يكون مجاني ولن يحصل على أي مقابل مادي مقابله، لهذا قرر تجنب الإدلاء بأي تصريح لوسائل الاعلام. وأكد الباز في المكالمة نفسها، أنه سيلجأ إلى استعمال منصات التواصل الاجتماعي للإفصاح عن جديده ولتقديم رأيه في مجموعة من الأمور التي تتعلق بالفن، وطالبَنا الباز في اتصاله الهاتفي بالعمل أو تقديم فرصة للعب دور في فيلم أو عمل فني، وأن الأخير يمتنع عن تقديم أي تصريح بشكل مجاني وبدون مقابل مادي. وللإشارة، فالمعني بالأمر خرج في مجموعة من شرائط الفيديو على حسابه بموقع "انستغرام"، يتهم فيها إحدى الممثلات بتقديم مبلغ عشرين مليون سنتيم لمخرج أحد الأعمال الرمضانية من أجل حجز دور يتيم لها في العمل، وفقط من أجل إظهارها في العمل الفني المذكور، كما وصف الباز في إحدى خرجاته على "انستغرام" ظهور ممثل خلال مجموعة من الأعمال الرمضانية بالمؤسف، معتبرا أن هذا الأخير لا علاقة له بالمجال الفني لا من قريب ولا من بعيد ولم يسبق له أن درس التمثيل، وتساءل الباز عن السبيل الذي سلكه هذا الأخير من شخص جزار إلى ممثل لا يفارق التلفزة المغربية، ورجحَّ رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذا التصريح إلى أن الباز يقصد عبد الله فركوس، الذي يملك مجموعة من محلات الجزارة بمدينة مراكش، وظهر في مجموعة من الأعمال خلال شهر رمضان المنصرم ومجموعة من الأعمال التلفزية.
ثقافة-وفن

مهرجان الفنون الشعبية يجمع أكثر من 600 فنان بمراكش
أعلنت جمعية الأطلس الكبير، عن إقامة النسخة الثالثة والخمسين للمهرجان الوطني للفنون الشعبية تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والاتصال، ودعم من ولاية جهة مراكش آسفي، ومجلس جهة مراكش آسفي، ومجلس مدينة مراكش، وجماعة المشور قصبة. ووفق بلاغ للجمعية، ستقام هذه النسخة تحت شعار الإيقاعات والرموز الخالدة، من 4 إلى 8 يوليوز 2024 في مراكش، بمشاركة أكثر من 600 فنان من جميع أنحاء المملكة، قادمين وحاملين معهم جزءًا ونبضا من روح مناطقهم. وبحسب المصدر ذاته، صمم هذا الحدث الكبير ليسلط الضوء على تنوع وثراء التراث الفني المغربي، سعيا إلى تعزيز الروابط بين الأجيال من خلال تعريف الشباب بكنوز وأهمية الفنون الشعبية المغربية من خلال عروض ساحرة، أصيلة وإبداعية، يقدم المهرجان عروضًا استثنائية للمبدعين الأصليين وعطائهم الغزير. وشددت الجمعية، على أن الاهتمام الكبير بهذه النسخة يشهد على المكانة المركزية التي تحتلها هذه الفنون في قلوب المغاربة وقدرتها على إثارة العواطف والإلهام لما وراء حدود الوطن.  
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 27 أبريل 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة