بعد نهاية مسلسل البحث عن رئيس ل"فريق الكوكب المراكشي" فرع كرة القدم الموسم الماضي، يطل علينا مسلسل جديد خلال هذه الأيام بعنوان "عودة الرئيس المستقيل".
العارفون بخبايا ودهاليس الفريق المراكشي يعلمون حق العلم، أن الصراع من أجل البقاء هو أمر أصبح حثميا في منظومة الفريق، فالكل يتذكر السيناريو الذي تم به إنتخاب الرئيس الحالي بعد عقد إجتماعين إستثنائين، بعد أن فضل الرئيس المستقيل عفوا المنتهية ولايته عدم العودة إلى التسيير، جعل منخرطو الفريق المراكشي في وضع حرج لعدم وجود رئيس لفريقهم، غير أن حكمة وتبصر بعض أعضاء المكتب المديري للنادي وحتى لايقع في فخ تحمل المسؤولية، دفع بأمين المال إلى الرئاسة وسط معارضين ومساندين، (الأمور لحد الساعة مرت بشكل عادي)، بعد أن وجد الرئيس الجديد نفسه أمام تصفيقات وتهليلات المنخرطين.
لكن المفاجأة الكبرى هو خروج الزعيم عن المألوف وإعلانه عن تشكيل مكتبه التي ضم أسماءا جديدة وشابة، ما إعتبره البعض حسنة من حسنات التغيير وضرورة قصوى، فيما إعتبره البعض الآخر مغامرة غير محسوبة كون مهمة التسيير تقتصر على من ورثوها أبا عن جد ومن يعرفون بتجربتهم خبايا ودهاليسها.....
رئيسنا المحترم، وجد نفسه في بداية مشواره التسييري أمام مشاكل عديدة في مقدمتها: رواسب الإدارة التقنية ومخلفاتها،فكان أن تم تغييرها بالكامل في نهاية مرحلة الذهاب من الدوري الإحترافي الوطني والتعاقد مع مدرب جديد قصد إنقاذ ما يمكن إنقاذه في مرحلة الإياب،ومواجهة فرق كأس الإتحاد الإفريقي بتركة الإدارة التقنية السابقة.
الكل كان يعتقد أن الرئيس الجديد، لن تكون النتائج بجانبه على مستوى سبورة الترتيب، غير أن الرياح تجري بما لاتشتهي السفن، فالمدرب الجديد تمكن من الحفاظ على موقع الفريق في فرف الصفوة بعد جهد جهيد وفي آخر مباراة ضمن الدوري المغربي، الأمر الذي أرسل إشارات قوية جدا مفادها أن فارس النخيل تجاوز المرحلة الحرجة، وخرج من غرفة الإنعاش سليما وتمكن بقدرة قادر من الإبتعاد عن المنطقة المكهربة، بعد أن شرع عدد من من يقدمون أنفسهم على أن لهم غيرة على فريقهم في الترويج لفكرة نزول الفريق إلى القسم الوطني الثاني والمطالبة بإقالة الرئيس ومكتبه.
لكن الأمر لم يكن بذلك، لتفاجأ الجميع بمن فيهم المعارضون ببقاء فارس النخيل في قسم النخبة، وتمكنه من تجاوز أعتد الفرق المغاربية والإفريقية ضمن مسابقة كأس الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد أن كان الرئيس الحالي بين مطرقة الحفاظ على كرسيه وسندان المغادرة بسرعة البرق، في حال نزول الكاسم إلى القسم الثاني، وكما يقول المثل المصري" المية بتكذب الغطاس" فرئيسنا المحترم إستطاع الغوص في الأعماق وسحب البساط من أعتد رجالات الفريق المراكشي، وضٓعٓهُمْ هذا الأمر في إحراج كبير، بعد أن وجدو أنفسهم يبتعدون عن الواجهة لحظات تلو اللحظات وفقدان الشعبية التي كانوا يتميزون بها وسط منظومة وجماهير فارس النخيل........
قريبون من البيت المراكشي، يؤكدون أن الأمر الآن أصبح صراعا خفيا في الكواليس بين الرئيس السابق والرئيس الحالي، فالأول يبحث عن الدعم الكافي لدى المنخرطين وعلى قلتهم بمباركة من المكتب المديري للنادي، والثاني يحاول فرض وجوده بعد أن أصبح القائد الشرعي منذ الجمع العام الإستثنائي الثاني للفريق وتحول الأنظار إليه على جميع المستويات.
صراع الرئيسين حول القيادة، يبقى مسألة وقت فقط، بعد الشروع في الكولسة والبحث عن المناصرين، فهي أخطاء قام بها الرئيس الحالي ولم يحسبها جيدا، وهي إستقالة للرئيس السابق لم يعتقد أنها ستجعله في يوم من الأيام بعيدا عن دواليب التسيير على الرغم من حصوله على مقعد في مكتب الرئيس الحالي.
المتتبع لمسلسل من" سيكون الرئيس في ظل وجود رئيس شرعي" !!!!!! سيفهم حق الفهم، أن فريقا إسمه " الكوكب المراكشي" أصبح بين قطبين في هذه اللحظات، فالأول خلق طريقة جديدة للتسيير وتدبير أمور الفريق والثاني يحاول إعادة طريقته القديمة والإستعانة بأصدقاء الأمس.
فالكل يتذكر سيناريوهات الجموع العامة ل" فريق الكوكب المراكشي" على مدى عقود من الزمن، كيف كان يغلب عليها طابع التصفيق والتهليل والطليب والمزواكة، في إخراج منسق ومضبوط ومحبوك، فكيف يعقل أن يستمر تكرار هذا المسلسل لسنوات دون أن أية نتيجة، ففي الواجهة الأمامية يبدو أن الأمور غالب عليها طابع المصلحة العامة، لكن في العمق أمور أخرى تطبخ !!!!.
تأجيل الجمع العام بداعي الأمور المالية والمباريات المتبقية للفريق في دوري المجموعات لمسابقة كأس الإتحاد الإفريقي، منحت الفرصة لإعادة ترتيب الأوراق، والشروع في الكولسة متزامنة مع التحضير للجمع العام،بدأت تشهد عليها مقاهي وفنادق مراكش.
ففريق ذهب مذهب الرئيس المنتهية ولايته، وفريق آخر فضل السير مع الرئيس الحالي، بيد أن الأسابيع القليلة القادمة قد تظهر التوجه العام ومن الفريق الذي سيقلب الطاولة على الآخر؟ ومن سيقود سفينة الكاسم؟ وهل سيعود نفس المسلسل في الجمع العام وبنفس الإخراج؟ وما ماوقف المنخرطين المغلوب البعض على أمرهم؟ ومن سيتحكم في دواليب تسيير فريق إسمه "الكوكب المراكشي"؟ وما موقف السلطة المحلية في هذا الموضوع ؟ ومسؤولي الشأن الرياضي الغائيبين ؟ ومتى سينتهي هذا المسلسل الذي مل منه محبو وعشاق الفريق بعد أن ضاقوا درعا من هذا الأمر وتعاقب نفس الخطط والطرق عليهم كل سنة والهم واحد.... مصالح في مصالح والفاهم يفهم.......
أسئلة وغيرها نتظر الإجابة عنها في الشريط السينمائي الجديد الذي شرف على النهاية وسيعرض بحول الله في أوخر الشهر الجاري تحت عنوان:" الجمع العام القادم من يقلب الطاولة على الرئيس الحالي ؟؟؟؟؟