لاحديث للشارع المراكشي والرياضي على الخصوص هذه الأيام إلا عن الأزمة التي ألمت بفريق "الكوكب المراكشي" منذ منتصف الموسم الكروي الحالي إنطلاقا من النتائج السلبية التي حصدها خلال المباريات الأخيرة من مرحلة الذهاب مرورا بمقاطعة " ألترا كريزي بويز" لمقابلات الفريق وصولا إلى إستقالة "هشام الدميعي" من التدريب ومغادرة " فؤاد الورزازي" بعد نهاية ولايته.
مصادر خاصة ل" كِشـ24" أكدت أن بعض أعضاء من المكتب المديري لنادي الكوكب المراكشي قاموا بحر الأسبوع الجاري بزيارة "الورزازي" بمنزله لإقناعه للعودة إلى الرئاسة بعد رفضه ذلك خلال الجمع العام المنعقد في 17 من يونيو 2015 نواحي مراكش، كما أضافت ذات المصادر، أن أعضاء المكتب المديري حاولوا إقناعه بمساندة عدد من الفعاليات الرياضية بالعدول عن فكرة ترك الفريق المراكشي،خصوصا بعد النتائج الممتازة التي حققها رفقة مكتبه المسير خلال 4 سنوات الماضية ومنها: تحقيق الصعود إلى القسم الأول، وإحتلال المركز الثالث خلال الموسم الحالي والتغلب أيضا على العجز المالي الذي ورثه من المكاتب السابقة، مع تحقيق الإستقرار التقني للفريق والعودة بسرعة إلى قسم النخبة ناهيك عن إعادة هيكلة مركز التكوين بباب دكالة وتعيين مدير جديد له وغيرها من الإجراءات التي إتخدت في عهده.
مصادرنا أضافت كذلك أن " الورزازي"طلب من ضيوفه مهملة 3 أيام للتفكير في الموضوع والنظر في إمكانية عودته من عدمه، بعد تدخلات والي الجهة وعمدة مراكش لمحاولة إيجاد حل للفراغ التسييري والإداري الذي شهده الفريق، وهو على بعد أيام قليلة من الدخول في معسكر تدريبي إستعدادا للموسم القادم، مع الإشارة على أن لاأحد من 35 منخرطا تقدموا بترشيحاتهم لحدالساعة للرئاسة.
وبالرجوع إلى التقرير الأدبي الأخير للفريق، فقد لاحظ العارفون بخبايا "الكاسم" أن هذا الموسم وصل عدد المنخرطين إلى 35 ، فيما السنة الماضية كان الرقم هو 45 منخرطا ما يعني أن 10 منخرطين لم يجددوا إنخراطهم لهذا الموسم، ولأسباب معروفة....... وهو الأمر الذي يدل وبالملموس على وجود أزمة منخرطين حقيقية داخل الفريق لعدة أسباب من بينها: قيمة مبلغ الإنخراط المحددة في " مليون سنتيم" والذي أصبح لزاما على كل منخرط أن يحول قيمة المبلغ إلى الحساب البنكي للفريق، عوض تسليمه إلى أمانة المال، فإذا قمنا بعملية حسابية وإستثنينا أعضاءالمكتب المسير فسنحصل على حوالي 20 منخرطا وهو رقم يثير تساءلات عديدة منها: أن مراكش مدينة شهدت على تظاهرات عالمية من بينها كرة القدم فكيف يعقل أن لايوجد فيها من لديه لديه رغبة في الإنخراط، أو أن ماقيل عن الفريق خلال المدة الأخيرة ومايدور بكواليسه جعل الغيورين عليه يفضلون متابعته عن بُعد عوض الدخول إلى هذه " المعمعة" التي لم تعرف نهايتها لحد الساعة مايؤشر على أزمة منخرطين حقيقية.
الفراغ الإداري الذي يعرفه الفريق المراكشي، قد يعصف به حسب المتتبعين وهو على بعد أشهر قليلة من بداية منافسات قسم المحترفين واللعب على الواجهة الإفريقية، إن لم يتم إيجاد حل جذري والتفكير بعمق في البحث عن منخرطين لهم إمكانية ضخ دماء جديدة في الفريق عوض نهج سياسة الطليب والرغيب من طرف البعض منهم، فمراكش أعطت وأنجب رجالات قادرين على تحمل المسؤولية وقيادة سفينة الكاسم إلى بر الأمان.
أزمة الكوكب المراكشي في عمقها الداخلي تعود بالأساس إلى تجاوزات ومضايقات وإختلالات في منظومة الفريق، فالبرغم من أنه حقق الهدف الأقصى له هذا الموسم بحلوله في المركز الثالث في ترتيب البطولة الإحترافية وهو ما يخول له المشاركة رسميا لأول مرة ومنذ مايزيد عن 20 سنة في المسابقات الإفريقية، إلا أن حالة الإحتقان هاته ظلت مستمرة، بل تزايدت بفعل ما إعتبره "فؤاد الورزازي" تحريضات مغرضة الهدف منها الإطاحة بالمكتب المسير.
بالمقابل ظهرت أصوات من داخل فصيل الكريزي بويز أحد أبرز مشجعي " فارس النخيل" الذي سانده خلال تواجده في القسم الثاني وحتى عودته إلى قسم الأضواء، أصوات تطالب بمغادرة عضويين بالمكتب المسير وعودة الرئيس المنتهية ولايته إلى قيادة الفريق، مع البحث عن عناصر جديدة ضمن المكتب المسير، معتبرين أن نفس الأسطوانة تعاد كل سنة بتحقيق الفريق للنتائج الإيجابية وتراجعه في المباريات الأخيرة خلال 3 سنوات مضت بإستثناء هذه السنة التي كان خلالها الفريق قاب قوسين أودنى من الإبتعاد عن الصفوف الثلاث الأولى ضمن الدوري الوطني الأول لكرة القدم، فهذه النتيجة إمتصت غضب عدد من الجماهير التي قاطعت المباريات إحتجاجا على الوضع الذي إعتبر الأكثر صعوبة خلال 20 سنة الماضية.
وضعية "الكوكب المراكشي" تستدعي التعامل معها بكل عقلانية والبحث عن الحلول الناجعة التي قد تنقذ فريقا له تاريخ كبير وعشاق ومحبين حتى من خارج أرض الوطن، فكيف يعقل أن يصل مرحلة الموت البطئ ولا أدل على ذلك ما شهده الجمع العام الأخير بنهج سياسة "المزاوكة" لبقاء الرئيس، مع العلم أن أعراف الجموع العامة واضحة في هذا الباب، فالمنخرطون هم أساس أي جمعية، وأنهم هم من يتكلفون بحل المشكل الداخي، تلك هي الحقيقية الصادمة التي تلقاها جمهور"الفريق المراكشي" هذه السنة بعد أن بدأت بوادر الإنفراج تظهر في الأفق مع إحتلاله الصف الثالث والمؤهل للمنافسات الإفريقية.
أزمة فريق "الكوكب المراكشي"والفريدة من نوعها خلال الموسم الحالي، جعلت ذوي النيات الحسنة يتسابقون لإحتواء هذا الوضع الذي يسير في الإتجاه المعاكس إن لم يعد "الرئيس المنتهية ولايته" إلى القيادة أو إذا تحمل رئيس جديد المسؤولية فالأمور قد تؤول إلى تشكيل لجنة مؤقتة للتسير وهو "الكابوس" الذي يتخوف منه منخرطوا الفريق.
فإلى حين العثور على الرئيس المفقود ل"الكاسم" ماعلى محبي فارس النخيل إلا الصبر وإنتظار "الرئيس المنقذ" وإن وجد، على بعد أيام قليلة من نهاية 15 يوما التي سبق أن حددها الجمع العام.