لم يعد المشكل في توزيع الدعم الاستثنائي لمهنيي النقل والمرتبط بالغلاء المتواصل في أسعار المحروقات، وما يرتبط بهذا الدعم من ملاحظات وانتقادات. فقد أصبح الملف الملح بالنسبة لفئات واسعة من المتتبعين هو فتح تحقيق لمعرفة ملابسات استفادة شخص واحد من 200 "كريمة"، ما سيمكنه من الحصول على أكثر من 30 مليون سنتيم من الدعم، لأن الحكومة قررت أن تصرف المنح لأصحاب المأذونيات، وليس للمهنيين، يقول عز الدين الزكري، المستشار البرلماني عن نقابة الاتحاد المغربي للشغل، والذي فجر الملف في وجه وزير اللوجستيك والنقل، في جلسة الأسئلة الشفوية، يوم أمس الأربعاء.المستشار ذاته أشار إلى أن الارتفاعات الأخيرة أضرت بالمستوى المعيشي لفئات واسعة من المجتمع، وقال إن الدعم الذي قدمته الحكومة للمهنيين، لكن هذا الدعم ظل غير عادل ووجه لغير مستحقيه. وبالبنسبة للمستشار البرلماني عن نقابة الاتحاد المغربي للشغل، فإن الدعم كان يفترض أن يدبر بطريقة أخرى، حتى لا يتم حرمان سائقي السيارات الأجرة، مع أنهم هم من يدفعون الفاتورة، في حين استفاد منهم أصحاب المركبات ومالكي المأذنويات، ومنهم من هو متوفى، يقول النقابي الزكري، وهي من الاختلالات الأخرى التي تحدث عنها، وهو يستعرض أعطاب هذا الدعم. وتم حرمان ناقلي الخضر والفواكه من الضيعات الفلاحية، وذلك إلى جانبي ناقلي العمال الزراعيين، يسجل البرلماني الزكري، قبل أن يفجرها في وجه الوزير الذي ظل منهدشا، حين قال إن الدعم أعطي لشخص له 200 مأذونية.كيف حصل هذا الشخص على هذا الكم الهائل من المأذونيات؟ ومن يكون هو هذا الشخص؟ وما هي ملابسات حصوله على هذه المأذونيات؟ وهل هناك أشخاص مثله حصلوا على هذا الكم من المأذونيات؟ وهل حصل على ما حصل عليه وفق القانون أم أن هناك تواطؤات؟ وما هي المعايير التي يتم اعتمادها لمنح كل هذا الكم الهائل من "الكريمات"؟ رواد شبكات التواصل الاجتماعي يطرحون الكثير من الأسئلة المشابهة، والكثير منهم يطالب بأن يتم فتح تحقيق في هذه النازلة. المستشار الزكري دعا بدوره وزير النقل واللوجستيك بفتح تحقيق لمعرفة الشخص المعني وكيف استفاد من هذه المأذونيات؟ وكيف تمكن من الحصول على 32 مليون درهم في الدعم الاستثنائي الذي أقرته الحكومة؟