ليس للنخلة في حياة المراكشيين حكاية واحدة، يرويها التراث ويكتفي بسرد تفاصيلها، فلا يمكنه التوقف عند سيرة النخلة التي عاشها المراكشي في عتمة وسقوف بيته وحسب، إذ للنخيل حكايات كثيرة ربما يصعب حصرها، فالنخلة ربة البيت، وقوت اليوم، وأساس العريش، وهي جفير التمر، وسرود الطعام وغيرها الكثير .
أكثر الحكايات تفرداً تلك التي يرويها التراث المراكشي حول "ترزلا" التي بالضرورة لا يعرفها جيل اليوم، فهي قبعة مصنوعة من جريد النخيل، تؤكد في صناعتها إلى أي مدى شكّل المراكشيون خصوصا الأمازيغ علاقة مع النخيل، وبات يدخل في أشكال الحياة، حتى في اللباس .
كاميرا كشـ24 انتقلت الى ساحة الرحبة القديمة بالمدينة العتيقة لمراكش، ووقفت على حرفة القبعات التقليدية وأجواء بيعها، واستقت آراء تجار هذه الحرفة التي تشير الى دور المرأة المراكشية، فالذي يقوم بصناعتها عادة هن النساء، وهي حرفة تأبى الاندثار، خصوصا بعد إدخال تحسينات جديدة عليها ، كتزينها بالصوف الملون، وحياكة الأسماء والرموز والصور على جنباتها، لتأخذ بذلك حلة جديدة أحيتها من جديد.
وتعد القبعة التقليدية "ترزلا" قبعة يلبسها الكبير والصغير، المراكشيون والأجانب في أيام الحر لتقيهم حرارة الشمس المرتفعة، ولا تختلف في وظيفتها عن القبعات الأخرى، إلا أن جريد النخيل الذي صنعت منه يكسبها تمييزاً وفرادة تختلف فيها عن سائر القبعات، فالجريد يتميز بكونه طبيعياً، ويمتاز بطول عمره، وجمال نسجه حين يحاك .