

مجتمع
اليهود المغاربة.. أقلية مهددة بالإنقراض
يصعب الحديث حاليا عن عدد اليهود المغاربة الذين فضلوا الاستقرار بالمغرب في ضل غياب ارقام رسمية، و مع ذلك يمكن الجزم كما ذهبت إلى ذلك دراسات قامت بها بعض المعاهد المتخصصة في الديانات وحقوق الاقليات أن عدد اليهود المغاربة حاليا لا يتجاوز 0.1 من عدد سكان المغرب أي أقل من 5 الاف يهودي يتوزعون على المدن المغربية الرئيسية الدار البيضاء والصويرة و مراكش بل ان نصفهم فقط يقيم بشكل دائم في المغرب، وتضم مدينة الدار البيضاء لوحدها اكثر من نصف هذا العدد؛ وكما هو معروف فالمغاربة اليهود ينقسمون الى قسمين المغوراشيم وهم اليهود الذين نزحوا من الاندلس والبرتغال والطشابيم وهم الذين سكنوا المغرب قبل الفتح العربي الاسلامي وترجع اصول الكثير منهم الى الامازيغ الذين تحولوا الى اليهودية.واليهود المغاربة كانوا موزعين على جميع المدن والأرياف المغربية وكان عددهم يفوق 250 ألف خلال حقبة الاربعينات من القرن الماضي، و حاليا يقتصر وجودهم على حواضر محددة وبأعداد قليلة، نسبة كبيرة منها من كبار السن وتعود أسباب تقلص اليهود في المغرب كما هو معلوم إلى سلسلة الهجرات الفردية والجماعية منذ نهاية عقد الثلاثينات خاصة بعد الاعلان عن تأسيس دولة اسرائيل سنة 1948 بينما ارتبطت باقي الهجرات بالحروب العربية الاسرائيلية 1968و 1973 وغيرها. اضافة ايضا الى ظروف العيش والعمل فأطفال العائلات اليهودية لم يعد بامكانها الاختلاط بالأطفال المسلمين طبعا لأسباب دينية وثقافية سائدة وبالتالي فهم يدرسون في مدارس البعثات الاجنبية خاصة الفرنسية منها، ويقبلون على الهجرة بمجرد أنهاء دراساتهم الثانوية، ونزيف الهجرة لم يتوقف بالرغم من تعدد المبادرات الحكومية في المغرب الرامية إلى إعادة الاعتبار للمكون اليهودي كترميم الكنائس اليهودية وإعادة الأسماء اليهودية للأحياء التي كانوا يقطنون بها.و يحرص اليهود المغاربة على التكتل في مؤسسات و جمعيات مغلقة من ابرزها مجلس الجاليات الإسرائيلية بالمغرب ولذي يتولى امانته العامة سيرج بيرديغو وزير السياحة المغربي الاسبق ورئيس التجمع العالمي لليهود المغاربة والطوائف اليهودية بالمغرب، ويتوافد على المغرب كل سنة المئات من هؤلاء اليهود المغاربة المهاجرون كسياح لزيارة عائلاتهم التي لا زالت تقطن بالمغرب و لزيارة مدافن اجدادهم ومعابد تتواجد في عدد من المدن والقرى المغربية من تنفو في ضواحي زاكورة وجان ضواحي اكادير الى اوريكة جنوب مراكش وتارودانت والصويرة موكادور التي توجد بها اكبر مقبرة لليهود بالمغرب الى جانب الحرص السنوي الشديد على احياء اهم الاعياد الدينية اليهودية كيبور وبسياح وشافوعت، ومن نافلة القول أن السياق الثقافي للحضارة المغربية كان له تأثير قوي على الممارسة الشعائرية والدينية لليهود.ولليهود المغاربة حضور دائم في مؤسسات الدولة المغربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ استقلال المملكة وإن بدأ في التواري، ولعل ابرزهم على الساحة السياسية حاليا المستشار الملكي اندريه ازولاي وسيرج بيرديغو وزير السياحة سابقا وشمعون ليفي القيادي في صفوف حزب التقدم والاشتراكية علما ان اول يهودي شغل مقعدا برلماني كان هو جو حنا عن حزب الاتحاد الدستوري سنة 1984 وشغل ايضا منصب امين صندوق رئاسة البرلمان ، بل كان منهم معارضين امثال ابراهام السرفاتي وسيدون أضافة إلى أعلام الطرب والغناء اليهودي مثل سليم الهلالي وسامي المغربي وزهرة الفاسية وماكسيم كروتشي وغيرهم.ويعتبر عدد من المهتمين بحقوق الاقليات أن السكان المغاربة اليهود لم يعد أمامهم سوى سنوات قليلة للعيش وينتهي معهم الوجود اليهودي ومعه ثرات تاريخي وثقافي عريق.محمد تكناوي
يصعب الحديث حاليا عن عدد اليهود المغاربة الذين فضلوا الاستقرار بالمغرب في ضل غياب ارقام رسمية، و مع ذلك يمكن الجزم كما ذهبت إلى ذلك دراسات قامت بها بعض المعاهد المتخصصة في الديانات وحقوق الاقليات أن عدد اليهود المغاربة حاليا لا يتجاوز 0.1 من عدد سكان المغرب أي أقل من 5 الاف يهودي يتوزعون على المدن المغربية الرئيسية الدار البيضاء والصويرة و مراكش بل ان نصفهم فقط يقيم بشكل دائم في المغرب، وتضم مدينة الدار البيضاء لوحدها اكثر من نصف هذا العدد؛ وكما هو معروف فالمغاربة اليهود ينقسمون الى قسمين المغوراشيم وهم اليهود الذين نزحوا من الاندلس والبرتغال والطشابيم وهم الذين سكنوا المغرب قبل الفتح العربي الاسلامي وترجع اصول الكثير منهم الى الامازيغ الذين تحولوا الى اليهودية.واليهود المغاربة كانوا موزعين على جميع المدن والأرياف المغربية وكان عددهم يفوق 250 ألف خلال حقبة الاربعينات من القرن الماضي، و حاليا يقتصر وجودهم على حواضر محددة وبأعداد قليلة، نسبة كبيرة منها من كبار السن وتعود أسباب تقلص اليهود في المغرب كما هو معلوم إلى سلسلة الهجرات الفردية والجماعية منذ نهاية عقد الثلاثينات خاصة بعد الاعلان عن تأسيس دولة اسرائيل سنة 1948 بينما ارتبطت باقي الهجرات بالحروب العربية الاسرائيلية 1968و 1973 وغيرها. اضافة ايضا الى ظروف العيش والعمل فأطفال العائلات اليهودية لم يعد بامكانها الاختلاط بالأطفال المسلمين طبعا لأسباب دينية وثقافية سائدة وبالتالي فهم يدرسون في مدارس البعثات الاجنبية خاصة الفرنسية منها، ويقبلون على الهجرة بمجرد أنهاء دراساتهم الثانوية، ونزيف الهجرة لم يتوقف بالرغم من تعدد المبادرات الحكومية في المغرب الرامية إلى إعادة الاعتبار للمكون اليهودي كترميم الكنائس اليهودية وإعادة الأسماء اليهودية للأحياء التي كانوا يقطنون بها.و يحرص اليهود المغاربة على التكتل في مؤسسات و جمعيات مغلقة من ابرزها مجلس الجاليات الإسرائيلية بالمغرب ولذي يتولى امانته العامة سيرج بيرديغو وزير السياحة المغربي الاسبق ورئيس التجمع العالمي لليهود المغاربة والطوائف اليهودية بالمغرب، ويتوافد على المغرب كل سنة المئات من هؤلاء اليهود المغاربة المهاجرون كسياح لزيارة عائلاتهم التي لا زالت تقطن بالمغرب و لزيارة مدافن اجدادهم ومعابد تتواجد في عدد من المدن والقرى المغربية من تنفو في ضواحي زاكورة وجان ضواحي اكادير الى اوريكة جنوب مراكش وتارودانت والصويرة موكادور التي توجد بها اكبر مقبرة لليهود بالمغرب الى جانب الحرص السنوي الشديد على احياء اهم الاعياد الدينية اليهودية كيبور وبسياح وشافوعت، ومن نافلة القول أن السياق الثقافي للحضارة المغربية كان له تأثير قوي على الممارسة الشعائرية والدينية لليهود.ولليهود المغاربة حضور دائم في مؤسسات الدولة المغربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ استقلال المملكة وإن بدأ في التواري، ولعل ابرزهم على الساحة السياسية حاليا المستشار الملكي اندريه ازولاي وسيرج بيرديغو وزير السياحة سابقا وشمعون ليفي القيادي في صفوف حزب التقدم والاشتراكية علما ان اول يهودي شغل مقعدا برلماني كان هو جو حنا عن حزب الاتحاد الدستوري سنة 1984 وشغل ايضا منصب امين صندوق رئاسة البرلمان ، بل كان منهم معارضين امثال ابراهام السرفاتي وسيدون أضافة إلى أعلام الطرب والغناء اليهودي مثل سليم الهلالي وسامي المغربي وزهرة الفاسية وماكسيم كروتشي وغيرهم.ويعتبر عدد من المهتمين بحقوق الاقليات أن السكان المغاربة اليهود لم يعد أمامهم سوى سنوات قليلة للعيش وينتهي معهم الوجود اليهودي ومعه ثرات تاريخي وثقافي عريق.محمد تكناوي
ملصقات
