النهاية المحزنة للفنان بالمغرب ..عقاب أم ضعف في هيكلة المهنة
كشـ24
نشر في: 31 ديسمبر 2021 كشـ24
عادة ما ينتهي المطاف ببعض الفنانين في سرير مهترئ و بين جدران كئيبة تتوسل داخلها عائلته الالتفاتة و الاهتمام ، يتجرعون الألم مناشدين رفاقه في الساحة الفنية و وزارة الثقافة مد يد العون.التفسير الشعبي السائد لهذه النهاية المأساوية هو أن ما أصاب الفنان من مرض و عجز هو عقاب الذات الإلهية للمغني أو الممثل ، في إشارة إلى أن الفن يدخل في خانة المحظور و الكبائر . لكن متى كان الفن جريمة حتى يعاقب الفنان بمرض فتاك ينخر القوى ويبخس صورة من كان يبهج الجمهور ولو على حساب بؤسه و قلقه ؟يقبع العديد من الفنانين المغاربة في الهامش إلى حين تذكرهم بإشاعة موت ينفيها المعني بالأمر و يحيي معها مأساته و صراعه مع العطالة و المرض و النسيان ، ولعل آخر فنان راج اسمه قبيل أيام كان "نور الدين بكر " وذلك عقب تداول خبر موته في حين أنه لازال على قيد الحياة يكابد سرطان الحنجرة كما جاء على لسان رشيد الوالي .و عن عمر يناهز 80 سنة غادرت الممثلة "فاطمة الركراكي " في سنة 2021 الحياة مخلفة وراءها إرثا فنيا استمتع به الجمهور في وقت سابق و مازال ، إلا ان الظروف التي سبقت وفاتها ولدت الأسف لدى جمهورها خاصة بعد تسريب صورة لها تظهر بنيتها الهزيلة و المتردية في أحد المستشفيات .وفي تصريح للممثلة فاطمة الركراكي قبل وفاتها أعربت "عن ما تعانيه من قلة اهتمام و خدلان، بالنظر إلى ما قدمته للشاشة المغربية من فرجة و بهجة وطالبت هذه الاخيرة برفقة أخيها " الوزارة و الجمعيات لمساعدتها نظرا لمصاريف علاجها الباهضة " .حالة فاطمة لم تكن هي الأولى في الساحة الفنية المغربية فقبلها بثمان سنوات تدحرج نحو الأسفل مشوار الممثل الراحل "حسن مضياف " من النجومية إلى القهر و العجز المادي الذي لم يمكنه من اتمام العلاج و استعادة العافية ،وظلت عائلته بعد وفاته تشتكي التهميش و نكران الفنانين .وقبل وفاة الممثلة المراكشية "مليكة الخالدي " ناشدت المسؤولين للنظر في حالتها الصحية المتدهورة و عبرت عن استياءها من اقصاءها هي و العديد من كبار الفنانين حتى من لقب "نجم أو نجمة " و أضاف زوجها " لا قيمة للفن اليوم " مشيرا إلى " أن قدماء الفنانين لا يطلبون إلا العناية فقط و لاشئ آخر " .ان تهميش الفنان و وقوعه في براثين النسيان حتى و إن خلفت أعماله أصدءا تبقى سارية لزمن بعيد يجعلنا أمام الضرورة الملحة لتدخل تشريعي يضمن الحماية الاجتماعية و القانونية فيستفيد الفنان من التكفل الطبي الذي يشمل الحوادث المهنية و الأمراض و الانخراط في تقاعد يأمن له و لعائلته العيش الكريم إلى غيرها من الحقوق التي تحفظ الكرامة ، وفي غياب هذه الظروف يبقى الفن محظورا و جريمة ينال مقترفها عقابا شديدا ومهنة تفتقر للهيكلة .
إبتسام دحو: صحافية متدربة
عادة ما ينتهي المطاف ببعض الفنانين في سرير مهترئ و بين جدران كئيبة تتوسل داخلها عائلته الالتفاتة و الاهتمام ، يتجرعون الألم مناشدين رفاقه في الساحة الفنية و وزارة الثقافة مد يد العون.التفسير الشعبي السائد لهذه النهاية المأساوية هو أن ما أصاب الفنان من مرض و عجز هو عقاب الذات الإلهية للمغني أو الممثل ، في إشارة إلى أن الفن يدخل في خانة المحظور و الكبائر . لكن متى كان الفن جريمة حتى يعاقب الفنان بمرض فتاك ينخر القوى ويبخس صورة من كان يبهج الجمهور ولو على حساب بؤسه و قلقه ؟يقبع العديد من الفنانين المغاربة في الهامش إلى حين تذكرهم بإشاعة موت ينفيها المعني بالأمر و يحيي معها مأساته و صراعه مع العطالة و المرض و النسيان ، ولعل آخر فنان راج اسمه قبيل أيام كان "نور الدين بكر " وذلك عقب تداول خبر موته في حين أنه لازال على قيد الحياة يكابد سرطان الحنجرة كما جاء على لسان رشيد الوالي .و عن عمر يناهز 80 سنة غادرت الممثلة "فاطمة الركراكي " في سنة 2021 الحياة مخلفة وراءها إرثا فنيا استمتع به الجمهور في وقت سابق و مازال ، إلا ان الظروف التي سبقت وفاتها ولدت الأسف لدى جمهورها خاصة بعد تسريب صورة لها تظهر بنيتها الهزيلة و المتردية في أحد المستشفيات .وفي تصريح للممثلة فاطمة الركراكي قبل وفاتها أعربت "عن ما تعانيه من قلة اهتمام و خدلان، بالنظر إلى ما قدمته للشاشة المغربية من فرجة و بهجة وطالبت هذه الاخيرة برفقة أخيها " الوزارة و الجمعيات لمساعدتها نظرا لمصاريف علاجها الباهضة " .حالة فاطمة لم تكن هي الأولى في الساحة الفنية المغربية فقبلها بثمان سنوات تدحرج نحو الأسفل مشوار الممثل الراحل "حسن مضياف " من النجومية إلى القهر و العجز المادي الذي لم يمكنه من اتمام العلاج و استعادة العافية ،وظلت عائلته بعد وفاته تشتكي التهميش و نكران الفنانين .وقبل وفاة الممثلة المراكشية "مليكة الخالدي " ناشدت المسؤولين للنظر في حالتها الصحية المتدهورة و عبرت عن استياءها من اقصاءها هي و العديد من كبار الفنانين حتى من لقب "نجم أو نجمة " و أضاف زوجها " لا قيمة للفن اليوم " مشيرا إلى " أن قدماء الفنانين لا يطلبون إلا العناية فقط و لاشئ آخر " .ان تهميش الفنان و وقوعه في براثين النسيان حتى و إن خلفت أعماله أصدءا تبقى سارية لزمن بعيد يجعلنا أمام الضرورة الملحة لتدخل تشريعي يضمن الحماية الاجتماعية و القانونية فيستفيد الفنان من التكفل الطبي الذي يشمل الحوادث المهنية و الأمراض و الانخراط في تقاعد يأمن له و لعائلته العيش الكريم إلى غيرها من الحقوق التي تحفظ الكرامة ، وفي غياب هذه الظروف يبقى الفن محظورا و جريمة ينال مقترفها عقابا شديدا ومهنة تفتقر للهيكلة .