مجتمع

“النفّار”.. مهنة رمضانية تراثية في المغرب تقاوم الزوال


كشـ24 - وكالات نشر في: 16 مارس 2024

مع حلول شهر رمضان من كل سنة، يفتح أطفال المدن العتيقة ذات العمق التاريخي أعينهم على شخصيات تخترق أصوات آلاتها الموسيقية أسماعهم، بشكل استثنائي خلاله، تزيدهم شوقا إلى موعد نفيرهم وغيطهم وتطبيلهم، ليعم الفرح والمرح والاستمتاع أكثر بأجواء ليالي شهر الغفران، إذ لا يمكن لا يمكن الحديث عن مظاهر الإرث الرمضاني التقليدي في المغرب من دون ذكر مهنة "النّفار"، الذي يجوب الأزقة والدروب في المدن المغربية، حاملا مزماره النحاسي الطويل، وبلباسه المغربي الأصيل المتمثل في الجلباب المغربي والطربوش الأحمر وبلغته الصفراء.

ومهنة "النّفار" من التراث الشعبي المغربي، ومن مظاهر الإرث الرمضاني التقليدي في كل المدن المغربية، ويتجلى دوره في إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور، إذ يشبه إلى حد كبير ما يقوم به "المسحراتي" في أغلب الدول العربية.

وتعد مهنة "النفّار" الوحيدة في المغرب التي يعمل صاحبها شهرا واحدا في السنة، ثم يتوارى عن الأنظار بمجرد الإعلان عن يوم عيد الفطر، ويظل هذا النوع من الرجال من ممتهني هذه الحرفة التراثية يجوبون بعض دروب المدن المغربية العتيقة، رغم وجود وسائل حديثة للاستيقاظ.

وارتبطت حرفة "النفار" لعقود في المغرب بليالي رمضان، وظلت ممارستها ملتصقة بالتطوع وإيقاظ النيام لتناول وجبة السحور، مع تفعيل جولات للحصول على هدايا وإكراميات، نظير شهر كامل من التطوع.

وقال الباحث المتخصص في التراث الشعبي، بجامعة محمد الخامس في الرباط، أسامة خضراوي، إن "مفهوم النفار في الثقافة الشعبية المغربية الأصيلة ارتبط بقدوم شهر رمضان وعيد الفطر؛ وهي من المهن الشعبية التراثية التي تدخل البهجة والسرور على المغاربة، بسماع تهاليله وتكبيراته وابتهالاته".

وأوضح خضراوي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "مصطلح النفار، كما هو معروف، لم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نسبة إلى آلة النفخ النحاسية الطويلة الشهيرة، فيما يعود أصله العربي لكلمة النفير؛ وهو البوق الذي يضرب ليستنفر الناس".

وسجل الباحث في التراث الشعبي أنه لا يزال "بعض النفارين متمسكين بحرفة الأجداد، ويحرصون على عدم موتها والاستمرار في الاجتهاد من أجل بقائها واستمرار هؤلاء في أداء خدماتهم، تعبيرا عن ولعهم بهذه المهنة، كي لا يطالها النسيان، حتى لو كان المقابل دراهم معدودة".

وأضاف خضراوي أنه "حتى إن وجدنا طلقات المدافع تُسمع من أعلى أبراج المدن المغربية العتيقة، لتنبيه الصائمين بموعد الفطور والسحور، يظل النفار تلك الشخصية الثقافية والجمالية والفنية، التي ما فتئت تعبّر عن عمق فني متجذر، ضاربا بجذوره في أعماق التراث الشعبي الأصيل للبلد".

المصدر: إرم نيوز

مع حلول شهر رمضان من كل سنة، يفتح أطفال المدن العتيقة ذات العمق التاريخي أعينهم على شخصيات تخترق أصوات آلاتها الموسيقية أسماعهم، بشكل استثنائي خلاله، تزيدهم شوقا إلى موعد نفيرهم وغيطهم وتطبيلهم، ليعم الفرح والمرح والاستمتاع أكثر بأجواء ليالي شهر الغفران، إذ لا يمكن لا يمكن الحديث عن مظاهر الإرث الرمضاني التقليدي في المغرب من دون ذكر مهنة "النّفار"، الذي يجوب الأزقة والدروب في المدن المغربية، حاملا مزماره النحاسي الطويل، وبلباسه المغربي الأصيل المتمثل في الجلباب المغربي والطربوش الأحمر وبلغته الصفراء.

ومهنة "النّفار" من التراث الشعبي المغربي، ومن مظاهر الإرث الرمضاني التقليدي في كل المدن المغربية، ويتجلى دوره في إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور، إذ يشبه إلى حد كبير ما يقوم به "المسحراتي" في أغلب الدول العربية.

وتعد مهنة "النفّار" الوحيدة في المغرب التي يعمل صاحبها شهرا واحدا في السنة، ثم يتوارى عن الأنظار بمجرد الإعلان عن يوم عيد الفطر، ويظل هذا النوع من الرجال من ممتهني هذه الحرفة التراثية يجوبون بعض دروب المدن المغربية العتيقة، رغم وجود وسائل حديثة للاستيقاظ.

وارتبطت حرفة "النفار" لعقود في المغرب بليالي رمضان، وظلت ممارستها ملتصقة بالتطوع وإيقاظ النيام لتناول وجبة السحور، مع تفعيل جولات للحصول على هدايا وإكراميات، نظير شهر كامل من التطوع.

وقال الباحث المتخصص في التراث الشعبي، بجامعة محمد الخامس في الرباط، أسامة خضراوي، إن "مفهوم النفار في الثقافة الشعبية المغربية الأصيلة ارتبط بقدوم شهر رمضان وعيد الفطر؛ وهي من المهن الشعبية التراثية التي تدخل البهجة والسرور على المغاربة، بسماع تهاليله وتكبيراته وابتهالاته".

وأوضح خضراوي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "مصطلح النفار، كما هو معروف، لم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نسبة إلى آلة النفخ النحاسية الطويلة الشهيرة، فيما يعود أصله العربي لكلمة النفير؛ وهو البوق الذي يضرب ليستنفر الناس".

وسجل الباحث في التراث الشعبي أنه لا يزال "بعض النفارين متمسكين بحرفة الأجداد، ويحرصون على عدم موتها والاستمرار في الاجتهاد من أجل بقائها واستمرار هؤلاء في أداء خدماتهم، تعبيرا عن ولعهم بهذه المهنة، كي لا يطالها النسيان، حتى لو كان المقابل دراهم معدودة".

وأضاف خضراوي أنه "حتى إن وجدنا طلقات المدافع تُسمع من أعلى أبراج المدن المغربية العتيقة، لتنبيه الصائمين بموعد الفطور والسحور، يظل النفار تلك الشخصية الثقافية والجمالية والفنية، التي ما فتئت تعبّر عن عمق فني متجذر، ضاربا بجذوره في أعماق التراث الشعبي الأصيل للبلد".

المصدر: إرم نيوز



اقرأ أيضاً
ابن طاطا وتلميذ مراكش.. العقيد إدريس طاوسي يُسطّر قصة نجاح ملهمة
في قصة تُجسّد الطموح والإرادة، يبرز اسم العقيد إدريس طاوسي كأحد الوجوه البارزة في سلاح البحرية الأمريكية، حيث يشغل منصب نائب القائد العام المكلف بالبوارج والفرقاطات الحربية. واستطاع الطاوسي، وهو ضابط مغربي-أمريكي رفيع، استطاع أن يشق طريقه بثبات في واحد من أعقد الأسلحة في العالم وأكثرها تعقيدًا، ليصبح بذلك قدوة ومصدر فخر للمغاربة داخل الوطن وخارجه. وُلد إدريس طاوسي في مدينة طاطا جنوب المغرب، وتلقى تعليمه في مراكش والرباط، حيث برز بتفوقه في المواد العلمية، خصوصًا الفيزياء واللغة الإنجليزية، ما أهّله لاحقًا للالتحاق بإحدى أرقى المؤسسات العسكرية في العالم: الأكاديمية العسكرية الأمريكية. تميّز طاوسي خلال مسيرته بالانضباط والكفاءة، وارتقى في صفوف البحرية الأمريكية حتى أصبح من أبرز القيادات المغربية في الجيش الأمريكي. يعتبر العقيد طاوسي نموذجاً للإرادة والنجاح، ومصدر إلهام للمغاربة في الداخل والمهجر.  
مجتمع

مجلس جهة فاس يراهن على اتفاقية بـ10 ملايين درهم لمواجهة أزمة الماء
ناقشت لجنة الفلاحة والتنمية القروية التابعة لمجلس جهة فاس ـ مكناس، في اجتماع عقدته يوم أمس الجمعة، تفاصيل اتفاقية لإنجاز مشاريع في مجال الماء، وذلك في سياق تعاني فيه عدد من المناطق القروية بالجهة من صعوبات كبيرة لها علاقة بالتزود بهذه المادة الحيوية. وقال المجلس إن مشروع هذه الاتفاقية التي ستتم المصادقة عليها في دورة يوليوز، يأتي في إطار مواصلة المصادقة على الاتفاقيات التي وُقِعت أمام رئيس الحكومة بطنجة، أثناء تنظيم المناظرة الوطنية الثانية حول الجهوية المتقدمة خلال شهر دجنبر 2024. ويتعلق الأمر باتفاقيات وقعها كل رؤساء جهات المغرب وأعضاء الحكومة المعنيين، تهم تنزيل المشاريع بعدة قطاعات منها قطاع الماء ، حيث تم تسطير برنامج كبير يهدف أساسا إلى تعميم الماء الشروب على جميع المغاربة، وذلك تنزيلا للتوجيهات الملكية السامية في مجال الماء لتحقيق أهداف الاستراتيجيات والبرامج الوطنية في المجال المذكور خاصة البرنامج الوطني للماء الشروب والسقي 2020-2027. وتشمل هذه الاتفاقية تقوية وتأمين التزود بالماء الصالح للشرب، وبناء عشرات السدود التلية والصغيرة بأقاليم جهة فاس مكناس، ومشاريع تهم الاقتصاد في الماء، وتزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب. كما تهم قنوات نقل المياه الصالحة للشرب من محطات تحلية مياه البحر، والتطهير السائل وإعادة استعمال المياه العادمة، ومشاريع الحماية من الفيضانات. وذكر المجلس بأنه سيتم إسناد تنفيذ جل هذه البرامج والمشاريع للشركة الجهوية المتعددة الخدمات بجهة فاس مكناس. ويناهز الغلاف المالي المخصص لهذه الاتفاقية حوالي 10.442مليون درهم ، تساهم فيه الجهة بـ 1455 مليون درهم.
مجتمع

تدريس الأمازيغية..جمعيات تتهم حكومة أخنوش بالتقصير وتلجأ إلى القضاء
اتهمت جمعيات تنشط في مجال الأمازيغية حكومة أخنوش بالتقصير في تنفيذ الالتزامات القانونية المتعلقة بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية في المستويين الأولي والابتدائي، وقررت اللجوء إلى القضاء الإداري لمواجهة رئيس الحكومة، ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وتجاوز عدد الجمعيات التي انخرطت في هذه المبادرة 15 إطار، تنشط في مختلف مناطق المغرب، وضمنها جمعيات لمدرسي الأمازيغية. ونصت مذكرات جديدة للوزارة الوصية على توجه للتعميم التدريجي للأمازيغية في أفق تحقيق التعميم لموسم 2029/2030. وتشير الجمعيات الأمازيغية المعنية بهذه الخطوة بأن القانون يلزم الوزارة بتعميم تدريس الأمازيغية بالمستويين الأولي والابتدائي داخل أجل أقصاه 26 من شهر شتنبر من سنة 2024، لكنها مددت هذا الأجل إلى غاية سنة 2030. ولجأت هذه الجمعيات إلى توصيات أممية دعت المغرب منذ سنوات، بتكثيف جهود تنفيذ مقتضيات الدستور ومقتضيات القانون التنظيمي رقم 26.16 المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة ذات الأولوية، والرفع من وتيرة التعميم وزيادة عدد المدرسين.
مجتمع

اختفاء بحارين قبالة الداخلة وعائلاتهم تطالب بتدخل عاجل
تعيش مدينة بوجدور حالة من القلق والترقب، بعد مرور 15 يومًا على اختفاء قارب صيد تقليدي يحمل الرقم “السويدية 1035105”، وعلى متنه بحاران، دون تسجيل أي تواصل أو أثر له منذ إبحاره يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025. وكان القارب قد توجه نحو السواحل الواقعة بين منطقتي امطلان وانترفت قرب مدينة الداخلة، حيث شوهد لآخر مرة، قبل أن ينقطع الاتصال به بشكل كامل. وتشير المعطيات الأولية إلى احتمال تعرض القارب لعطل ميكانيكي وسط منطقة بحرية تعاني من انعدام تغطية الشبكة، مما يصعّب عملية تحديد موقعه. ورغم مرور أكثر من أسبوعين على الحادث، أفادت أسر المفقودين بعدم تسجيل أي تحرك ميداني فعلي من طرف الجهات المختصة، معربة عن استغرابها من تأخر التدخل الرسمي، رغم إبلاغ السلطات منذ أيام. وفي نداء إنساني عاجل، طالبت العائلات بتدخل جوي عبر طائرات استطلاع لتمشيط المنطقة، ودعت البحرية الملكية والصيادين وكل من يمتلك وسائل تدخل بحرية إلى المساهمة في عمليات البحث، قبل فوات الأوان وإنقاذ الأرواح.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة