سياسة

المغرب وإسرائيل.. اتفاقيات متلاحقة تعزز التعاون الثنائي


كشـ24 نشر في: 22 أكتوبر 2021

تتسع يوما بعد الآخر دائرة التعاون بين المغرب وإسرائيل، لتشمل مجالات عدة، آخرها ما يتعلق بأنشطة التنقيب، وذلك بعد إعلان شركة "ريشيو بتروليوم" Ratio Petroleum الإسرائيلية عزمها التنقيب عن الغاز والنفط في جنوب المملكة.وكشفت الشركة المتخصصة في مجال التنقيب عن الغاز والنفط، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، عن توقيعها اتفاقية مع "المكتب المغربي للهيدروكاربورات والمعادن"، تخول لها حصريا دراسة واستكشاف ما تختزنه كتلة "أتلانتيك الداخلة" بجنوب المملكة من ثروات طبيعية.ويعد قطاع الطاقة من بين القطاعات الواعدة التي يسعى كل من المغرب وإسرائيل أن يشملها نطاق التعاون الثنائي بينهما، إلى جانب مجالات البحث والابتكار والسياحة والطيران والفلاحة والبيئة والتجارة والاستثمار.ومنذ استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب في ديسمبر الماضي، يحرص البلدان على التسريع والرفع من وثيرة تعاونهما عبر توقيع مجموعة من الاتفاقات الثنائية في مجالات مختلفة، كان آخرها مصادقة الحكومة الجديدة على اتفاقية خاصة بالخدمات الجوية وأخرى متعلقة بالتعاون في مجال الثقافة والرياضة.آفاق التعاونفي غشت الماضي، وخلال لقاء جمعه مع نظيره الإسرائيلي، يائير لابيد، في الرباط، أكد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، وجود "آفاق واعدة للتعاون" بين البلدين، مبرزا أن العلاقة الثنائية بين المغرب وإسرائيل تعرف دينامية جديدة بفضل الإرادة التي تحدو الطرفين.يؤكد الخبير الاقتصادي المهدي هاديني، أن التعاون بين البلدين مرشح لأن يشمل مجالات عديدة مستقبلا، من أبرزها قطاع البحث العلمي، والذي قطعت فيه إسرائيل أشوطا كبرى وأحرزت فيه تقدما مهما، يمكن للمغرب الاستفادة منه.ويرى الباحث أن هذا التعاون تجسد، مؤخرا، عبر الاتفاقية الموقعة من قبل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ومجموعة إسرائيل للكيماويات المحدودة، من أجل النهوض بالبحث التطبيقي، وهي الشراكة التي تنصب بشكل خاص على عدة مجالات من بينها الزراعة الذكية والمستدامة والماء.ويرى الخبير الاقتصادي في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن البلدين بوسعهما تحقيق نتائج هامة في المجال الزراعي عبر استغلال المساحات الزراعية الشاسعة التي يتوفر عليها المغرب، واستعمال التكنولوجيا المتطورة التي طورتها إسرائيل في هذا المجال.ويضيف هاديني، أن الخبرة والبحث والتطور الزراعي في إسرائيل يمكن الانتفاع منه أيضا لتنمية هذا القطاع في المناطق الجنوبية للمملكة ومعالجة المشكلات الزراعية هناك.مصالح مشتركةولا يفوت مسؤولو البلدين مناسبة دون تجديد تأكيد عزمهم تطوير وتثمين التعاون الثنائي سواء على مستوى القطاع العام أو الخاص.يقول مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتجية، محمد بنحمو أن العلاقات التي تجمع المغرب بإسرائيل، علاقات تحكمها المصالح المشتركة المبنية على الاحترام المتبادل.ويضيف في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أنه كان من الطبيعي أن تشهد العلاقات بين الرباط وتل أبيب زخما كبيرا ودينامية قوية، فضلا عن التعزيز بشراكات تشمل مجالات اقتصادية مهمة ومتنوعة.ويشدد المتحدث، على أن "استئناف العلاقة بين البلدين لا يعتبر غاية بحد ذاته، بل بداية لمسار جديد من الشراكة البناءة، أساسها تعزيز التعاون وضمان المصالح المشتركة، وهو ما يسعى الطرفان لتحقيقه".وتعتبر أنشطة التنقيب من بين مجالات التعاون الجديدة التي ستجمع بين الرباط وتل أبيب، في حال صادقت الحكومة المغربية على الاتفاق الذي وقع بين شركة "ريشيو بتروليوم" للتنقيب عن الغاز والنفط و"المكتب المغربي للهيدروكاربورات والمعادن".وستبلغ المساحة الإجمالية لـ"البلوك" الذي سيشمله نشاط شركة "ريشيو بتروليوم" الإسرائيلية في ساحل المحيط الأطلسي أكثر من 129 ألف كيلومتر مربع، وسيمتد نطاق هذا النشاط إلى المياه الضحلة والعميقة بنحو 3 آلاف متر.وسيتيح الاتفاق للشركة الإسرائيلية، التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي لمدة تصل لثماني سنوات قابلة للتمديد سنتين إضافيتين.يقول الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز، الحسين اليماني، إن هذا الاتفاق الجديد، يندرج في إطار الاتفاقيات التي شرعت كل من الرباط وتل أبيب في إبرامها في عدة مجالات، منذ قرار استئناف العلاقات بين البلدين.ويشير اليماني في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية " إلى أن الشركات الإسرائيلية العاملة في مجال التنقيب عن النفط والغاز تملك تجربة مهمة في هذا المجال، راكمتها من خلال اشتغالها في مناطق عدة عبر العالم.حظوظ وافرةومن المرتقب أن تنضم الشركة الإسرائلية، إلى ركب شركات دولية أخرى تنشط منذ سنوات في مجال التنقيب عن حقول للبترول والغاز، واستكشاف المعادن في مناطق مختلفة من المملكة.وكانت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، قد أكدت في وقت سابق أن المغرب منح 70 رخصة للتنقيب و10 امتيازات استغلال لشركات النفط والغاز العالمية.وأوضحت بنخضرة، في تصريح صحفي، أن "عملية التنقيب عن النفط طويلة الأمد ومكلفة ومحفوفة بالمخاطر"، وأشارت إلى أن "أكثر من 97 في المائة من الاستثمارات ينفذها شركاء أجانب حاصلون على تراخيص التنقيب الخاصة بهم، كما تتوفر عدة مناطق على إمكانات برية وبحرية".يقول الحسين اليماني، إن الاستثمار في مجال التنقيب عن الغاز والنفط، عملية مكلفة ومغامرة محفوفة بالمخاطر قد تنتهي باستنزاف موارد مالية طائلة دون التوصل إلى النتائج المنتظرة، بالرغم من الدراسات والمؤشرات التي تسبق عملية اختيار موقع التنقيب".وعن فرص وصول "ريشيو بتروليوم" الإسرائيلية إلى مخزون من الموارد الطبيعية في سواحل المناطق الجنوبية من المغرب، يؤكد الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز، أن القاعدة المعتمدة في هذا المجال تبنى على فرضية أن أعماق المحيطات والأبرار تختزن ثروات باطنية سواء من المعادن أو الغاز أو البترول.كما لا يستبعد المتحدث احتمال توفر احتياطات نفطية وغازية في الصحراء المغربية سواء في البحر أو البر، على غرار الاكتشافات التي تم التوصل إليها في مواقع جديدة من العالم من ضمنها شرق حوض البحر الأبيض المتوسط.المصدر: سكاي نيوز

تتسع يوما بعد الآخر دائرة التعاون بين المغرب وإسرائيل، لتشمل مجالات عدة، آخرها ما يتعلق بأنشطة التنقيب، وذلك بعد إعلان شركة "ريشيو بتروليوم" Ratio Petroleum الإسرائيلية عزمها التنقيب عن الغاز والنفط في جنوب المملكة.وكشفت الشركة المتخصصة في مجال التنقيب عن الغاز والنفط، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، عن توقيعها اتفاقية مع "المكتب المغربي للهيدروكاربورات والمعادن"، تخول لها حصريا دراسة واستكشاف ما تختزنه كتلة "أتلانتيك الداخلة" بجنوب المملكة من ثروات طبيعية.ويعد قطاع الطاقة من بين القطاعات الواعدة التي يسعى كل من المغرب وإسرائيل أن يشملها نطاق التعاون الثنائي بينهما، إلى جانب مجالات البحث والابتكار والسياحة والطيران والفلاحة والبيئة والتجارة والاستثمار.ومنذ استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب في ديسمبر الماضي، يحرص البلدان على التسريع والرفع من وثيرة تعاونهما عبر توقيع مجموعة من الاتفاقات الثنائية في مجالات مختلفة، كان آخرها مصادقة الحكومة الجديدة على اتفاقية خاصة بالخدمات الجوية وأخرى متعلقة بالتعاون في مجال الثقافة والرياضة.آفاق التعاونفي غشت الماضي، وخلال لقاء جمعه مع نظيره الإسرائيلي، يائير لابيد، في الرباط، أكد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، وجود "آفاق واعدة للتعاون" بين البلدين، مبرزا أن العلاقة الثنائية بين المغرب وإسرائيل تعرف دينامية جديدة بفضل الإرادة التي تحدو الطرفين.يؤكد الخبير الاقتصادي المهدي هاديني، أن التعاون بين البلدين مرشح لأن يشمل مجالات عديدة مستقبلا، من أبرزها قطاع البحث العلمي، والذي قطعت فيه إسرائيل أشوطا كبرى وأحرزت فيه تقدما مهما، يمكن للمغرب الاستفادة منه.ويرى الباحث أن هذا التعاون تجسد، مؤخرا، عبر الاتفاقية الموقعة من قبل مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ومجموعة إسرائيل للكيماويات المحدودة، من أجل النهوض بالبحث التطبيقي، وهي الشراكة التي تنصب بشكل خاص على عدة مجالات من بينها الزراعة الذكية والمستدامة والماء.ويرى الخبير الاقتصادي في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن البلدين بوسعهما تحقيق نتائج هامة في المجال الزراعي عبر استغلال المساحات الزراعية الشاسعة التي يتوفر عليها المغرب، واستعمال التكنولوجيا المتطورة التي طورتها إسرائيل في هذا المجال.ويضيف هاديني، أن الخبرة والبحث والتطور الزراعي في إسرائيل يمكن الانتفاع منه أيضا لتنمية هذا القطاع في المناطق الجنوبية للمملكة ومعالجة المشكلات الزراعية هناك.مصالح مشتركةولا يفوت مسؤولو البلدين مناسبة دون تجديد تأكيد عزمهم تطوير وتثمين التعاون الثنائي سواء على مستوى القطاع العام أو الخاص.يقول مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتجية، محمد بنحمو أن العلاقات التي تجمع المغرب بإسرائيل، علاقات تحكمها المصالح المشتركة المبنية على الاحترام المتبادل.ويضيف في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أنه كان من الطبيعي أن تشهد العلاقات بين الرباط وتل أبيب زخما كبيرا ودينامية قوية، فضلا عن التعزيز بشراكات تشمل مجالات اقتصادية مهمة ومتنوعة.ويشدد المتحدث، على أن "استئناف العلاقة بين البلدين لا يعتبر غاية بحد ذاته، بل بداية لمسار جديد من الشراكة البناءة، أساسها تعزيز التعاون وضمان المصالح المشتركة، وهو ما يسعى الطرفان لتحقيقه".وتعتبر أنشطة التنقيب من بين مجالات التعاون الجديدة التي ستجمع بين الرباط وتل أبيب، في حال صادقت الحكومة المغربية على الاتفاق الذي وقع بين شركة "ريشيو بتروليوم" للتنقيب عن الغاز والنفط و"المكتب المغربي للهيدروكاربورات والمعادن".وستبلغ المساحة الإجمالية لـ"البلوك" الذي سيشمله نشاط شركة "ريشيو بتروليوم" الإسرائيلية في ساحل المحيط الأطلسي أكثر من 129 ألف كيلومتر مربع، وسيمتد نطاق هذا النشاط إلى المياه الضحلة والعميقة بنحو 3 آلاف متر.وسيتيح الاتفاق للشركة الإسرائيلية، التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي لمدة تصل لثماني سنوات قابلة للتمديد سنتين إضافيتين.يقول الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز، الحسين اليماني، إن هذا الاتفاق الجديد، يندرج في إطار الاتفاقيات التي شرعت كل من الرباط وتل أبيب في إبرامها في عدة مجالات، منذ قرار استئناف العلاقات بين البلدين.ويشير اليماني في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية " إلى أن الشركات الإسرائيلية العاملة في مجال التنقيب عن النفط والغاز تملك تجربة مهمة في هذا المجال، راكمتها من خلال اشتغالها في مناطق عدة عبر العالم.حظوظ وافرةومن المرتقب أن تنضم الشركة الإسرائلية، إلى ركب شركات دولية أخرى تنشط منذ سنوات في مجال التنقيب عن حقول للبترول والغاز، واستكشاف المعادن في مناطق مختلفة من المملكة.وكانت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، قد أكدت في وقت سابق أن المغرب منح 70 رخصة للتنقيب و10 امتيازات استغلال لشركات النفط والغاز العالمية.وأوضحت بنخضرة، في تصريح صحفي، أن "عملية التنقيب عن النفط طويلة الأمد ومكلفة ومحفوفة بالمخاطر"، وأشارت إلى أن "أكثر من 97 في المائة من الاستثمارات ينفذها شركاء أجانب حاصلون على تراخيص التنقيب الخاصة بهم، كما تتوفر عدة مناطق على إمكانات برية وبحرية".يقول الحسين اليماني، إن الاستثمار في مجال التنقيب عن الغاز والنفط، عملية مكلفة ومغامرة محفوفة بالمخاطر قد تنتهي باستنزاف موارد مالية طائلة دون التوصل إلى النتائج المنتظرة، بالرغم من الدراسات والمؤشرات التي تسبق عملية اختيار موقع التنقيب".وعن فرص وصول "ريشيو بتروليوم" الإسرائيلية إلى مخزون من الموارد الطبيعية في سواحل المناطق الجنوبية من المغرب، يؤكد الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز، أن القاعدة المعتمدة في هذا المجال تبنى على فرضية أن أعماق المحيطات والأبرار تختزن ثروات باطنية سواء من المعادن أو الغاز أو البترول.كما لا يستبعد المتحدث احتمال توفر احتياطات نفطية وغازية في الصحراء المغربية سواء في البحر أو البر، على غرار الاكتشافات التي تم التوصل إليها في مواقع جديدة من العالم من ضمنها شرق حوض البحر الأبيض المتوسط.المصدر: سكاي نيوز



اقرأ أيضاً
عاجل.. انتخاب عبد القادر الحباب عن حزب البام رئيسا لتسلطانت خلفا لشالا
انتخب قبل قليل من صباح يومه الجمعة 16 ماي عبد القادر الحباب عن حزب الاصالة والمعاصرة رئيسا جديدا لجماعة تسلطانت خلفا لزينب شالة المستقيلة. وجاء انتخاب عبد القادر الحباب باجماع المصوتين وذلك بعد انسحاب المرشح الثاني  يوسف المسكيني عن حزب الاتحاد الاشترلاكي قبيل لحظات من التصويت على الرئيس الجديد، حيث صوت 29 من اصل 31 عضوا بالمجلس على انتخابه علما ان عضوين كان غائبين. كما اسفرت عملية انتخاب المكتب الجديد انتخاب هبد العزيز الدرويش عن حزب الاستقلال نائبا اول للرئيس ، و نعيمة السهلي عن حزب الاستقلال نائية ثانية للرئيس ، و مصطفى ايت بلام عن حزب الاصالة و المعاصرة نائبا ثالثا ، و عبد العزيز ايت الزاد عن حزب الاستقلال نائبا رابعا، و لبنى محب الله نائبة خامسة، ومحمد المنسوم نائبا سادسا 
سياسة

بالڤيديو.. أوزين لـ كشـ24: الكوكب عاد لمكانه الطبيعي والف مبروك لمراكش
أكد محمد اوزين الامين العام لحزب الحركة الشعبية، ان الكوكب المراكشي عاد لمكانته الطبعية بالصعود للقسم الاحترافي الاول، موجها من خلال تصريح صحفي على هامش لقاء تواصلي نظمه حزب الحركة الشعبية أمس الخميس، التهنئة لمراكش بهذه المناسبة. 
سياسة

النواب يسائلون أخنوش بخصوص “إصلاح منظومة التعليم”
يعقد مجلس النواب، الاثنين المقبل، جلسة عمومية تخصص للأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة إلى رئيس الحكومة حول السياسة العامة. وأوضح بلاغ للمجلس أن هذه الجلسة، التي تعقد طبقا لأحكام الفقرة الثالثة من الفصل 100 من الدستور ومقتضيات النظام الداخلي، ستنطلق على الساعة الثالثة بعد الزوال، وستتناول موضوع “إصلاح وتطوير المنظومة التعليمية”.
سياسة

محلل سياسي لكشـ24: قرار الطرد الجماعي لدبلوماسيين جزائريين رسالة حازمة من فرنسا لنظام العسكر
في خطوة غير مسبوقة، قررت السلطات الفرنسية تنفيذ عملية طرد جماعية في حق عدد من الدبلوماسيين الجزائريين الذين لا يتوفرون على تأشيرة دخول للأراضي الفرنسية، وذلك في سياق تصاعد التوترات بين البلدين. وفي هذا السياق، وصف الخبير في العلاقات الدولية والمحلل السياسي لحسن أقرطيط، في تصريحه لكشـ24، الإجراء الفرنسي بأنه رد صارم على سياسة الابتزاز التي تنتهجها الجزائر، ورسالة واضحة بأن باريس لن تتراجع عن خياراتها السياسية والجيوسياسية في المنطقة. وأكد أقرطيط أن هذه الخطوة تعكس تغيرا في المزاج العام لدى الطبقة السياسية الفرنسية، التي لم تعد تقبل بسياسات النظام العسكري الجزائري، مشيرا إلى أن الأزمة الدبلوماسية الحالية بين البلدين تتأرجح بين الفعل ورد الفعل، في غياب تام لأي رؤية استراتيجية لدى الجزائر لإدارة هذه الأزمة. وأضاف المحلل السياسي، أن النظام الجزائري يظهر عجزا واضحا في تحديد أهداف دبلوماسية على المدى القريب أو المتوسط، وهو ما يكشف، حسب تعبيره، غياب أفق للسياسة الخارجية الجزائرية، وانعدام أي مخرج منظور للأزمة، التي وصفها بأنها مأزق سياسي حقيقي يعيشه النظام الجزائري. وفي سياق تقييمه للأداء الدبلوماسي الجزائري، اعتبر أقطيط أن ما يجري يعكس تراكم خيبات وفشلا ذريعا في تدبير الملفات ذات البعد الدولي، خصوصا في ظل العزلة السياسية التي باتت تعاني منها الجزائر، سواء مع جيرانها أو حتى مع حلفائها التقليديين، مستشهدا بغياب الجزائر عن احتفالات الذكرى السنوية للانتصار على النازية في 09 ماي بموسكو، رغم علاقاتها الوثيقة سابقا مع روسيا. وتطرق أقرطيط أيضا إلى تصريحات سابقة للرئيس الجزائري، الذي حمل نظيره الفرنسي مسؤولية مستقبل العلاقات بين البلدين، معتبرا أن ذلك لم يؤد إلا إلى مزيد من التصعيد وعودة الأزمة إلى مربعها الأول، بل وتفاقمها بعد الرد الفرنسي الصارم. ورأى الخبير في العلاقات الدولية، أن هذه الأزمة تشكل ضغطا داخليا كبيرا على النظام الجزائري، في ظل تزايد الريبة وسط الرأي العام الجزائري من أداء السلطة، لاسيما مع فتح جبهات أزمة متعددة مع الجيران والحلفاء على حد سواء، من فرنسا إلى روسيا.واختتم أقرطيط تحليله بالإشارة إلى فشل الجزائر في محاكاة النموذج المغربي في تدبير الأزمات الدبلوماسية، موضحا أن المملكة المغربية نجحت في تحقيق مكاسب واختراقات استراتيجية بعد أزمات مماثلة مع دول كفرنسا وألمانيا وإسبانيا، لكنها خرجت بمكاسب كبيرة من هذه الازمات، في حين دخل النظام الجزائري، حسب وصفه، نفقا دبلوماسيا مسدودا.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 16 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة