سياسة

المغرب وإسبانيا، ركيزتان لكتلة جيو-استراتيجية جديدة بغرب البحر الأبيض المتوسط


كشـ24 نشر في: 22 فبراير 2024

تمثل الزيارة التي قام بها فخامة بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، إلى المغرب يوم الأربعاء 21 فبراير 2024، خطوة حاسمة في تطوير العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، مما يؤكد على استمرارية الدينامية التي انطلقت منذ زيارته السابقة للمملكة في أبريل 2022. وهي الخطوة التي بعثت آنذاك قوة جديدة في العلاقات بين البلدين، تعززت من دون شك بالزيارات المتتالية الأخيرة لمجموعة من أعضاء الحكومة الإسبانية، مما يوطد الشراكة الاستراتيجية طويلة المدى بين البلدين والتي تتجاوز كافة الظروف الطارئة.


وتستند العلاقات الاستثنائية بين المغرب وإسبانيا إلى ركائز الاحترام المتبادل والثقة المشتركة والتشاور المنتظم حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما يشمل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية ويتضمن أيضا المسائل الإقليمية والدولية، الأمر الذي يجدد التأكيد على تقارب المصالح الوطنية والوضوح المشترك في مواجهة القضايا والتحديات المتبادلة بين البلدين.
فبروح من التعاون المطبوع بالصراحة والوفاء، مكنت هذه المرحلة النوعية الجديدة في العلاقات الثنائية، وفقا للالتزامات المتبادلة التي تم التعهد بها خلال الإعلان المشترك الصادر في 7 أبريل 2022، من تجاوز الأزمات الدورية من أجل إرساء تفاهم استراتيجي، والبصم بذلك على أسس تحالف قوي ودائم.
ويكتسي الموقف الإسباني البناء بشأن قضية الصحراء المغربية، والذي تعتبر من خلاله إسبانيا مبادرة الحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع، أهمية مزدوجة، فهو يشهد من جهة على الدينامية الدولية في البحث عن حل نهائي ودائم لهذا الصراع المفتعل، وينبع من جهة أخرى من طرف قريب من القضية ومدرك لحساسيته. وهو الموقف الإيجابي الذي يأتي كمؤشر جديد على نجاعة الرؤية الملكية المتبصرة، التي تفرض من منطلقها المملكة المغربية رؤيتها وتدافع عن مصالحها المشروعة، مما يعزز الاعتراف الدولي بوحدتها الترابية، ويتصدى لمساعي أعدائها.
أما من الجانب الاقتصادي، فستعزز هذه الزيارة الشراكة التجارية بين البلدين، بما يضع إسبانيا في مرتبة الشريك التجاري الأول للمغرب، بحجم مبادلات وصل إلى 17.4 مليار أورو عام 2023، بزيادة 7% مقارنة بعام 2022. وهو النمو الذي يسلط الضوء على الدور البارز للمملكة المغربية باعتبارها الوجهة الرئيسية الاستثمارات الإسبانية المباشرة الموجهة نحو القارة الإفريقية.


وفي هذا السياق، ستتعزز حتما مكانة إسبانيا في أفريقيا، بالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس للقضايا الإقليمية، ولا سيما في أفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، التي تمثل مجالات رئيسية في العلاقة بين المملكتين، ولا سيما من خلال المشاريع الكبرى مثل خط أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.


كما تنعكس الشراكة المغربية الإسبانية المثمرة، من جانب مختلف، على المبادرات المشتركة للبلدين في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود الوطنية، فضلا عن الجهود المنسقة في إدارة تدفقات الهجرة والتي تؤكد الالتزام المتبادل للمملكتين بتعزيز السلم والاستقرار الإقليمي.
وفي هذا الصدد، وصف رئيس الحكومة الإسبانية، خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش هذه الزيارة، سياسة المغرب في مجال الهجرة ومكافحة الهجرة غير الشرعية بأنها "إيجابية للغاية"، مستطردا بالقول أنه "ليس للمغرب ما يؤاخذ عليه على الإطلاق" في هذا الشأن. كما أكد بيدرو سانشيز على أن إدارة تدفقات الهجرة "مجال حاسم" في التعاون الثنائي بين البلدين، واصفا هذا التعاون ب"المثالي"، ومبرزا استمرار حكومتي البلدين في العمل معا في مجالات مثل "الهجرة النظامية"، وهو البرنامج الذي يكتسي طبيعة "رائدة" على المستوى الأوروبي، على حد قوله.


من جانب مختلف، شكل استقبال جلالة الملك لرئيس الحكومة الإسبانية خلال هذه الزيارة مناسبة للتطرق للوضع في الشرق الأوسط، حيث يضع جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، القضية الفلسطينية والقدس الشريف صلب اهتماماته، حيث جدد جلالته إلى جانب رئيس الحكومة الإسبانية التأكيد على ضرورة تحقيق هدنة عاجلة وملموسة، ووضع حد للاعتداءات العسكرية، للتوصل إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم وموثوق، وضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم، طبقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل سلس وبكميات كافية لساكنة قطاع غزة، بالإضافة إلى طرح رؤية سياسية للقضية الفلسطينية بما يتيح العودة إلى طاولة المفاوضات لتحقيق حل قائم على أساس وجود دولتين، كما اتفق عليه دوليا.


هذا وشكلت هذه الزيارة أيضا فرصة للتأكيد على الأهمية الاستراتيجية التي يكتسيها الفضاء المتوسطي بالنسبة للمغرب وإسبانيا، بصفته نقطة التقاء بين إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، وتنبني هذه النظرة المشتركة على تعزيز الشراكة في مجال الأمن البحري وحماية البيئة ومواجهة التغير المناخي، وكذا تعزيز التبادلات الاقتصادية والثقافية لمواجهة التحديات المشتركة واستغلال فرص التنمية، بما يجعل من المغرب وإسبانيا تحالفا جيو-استراتيجيا جديدا بمنطقة غرب المتوسط، وما يضمن الازدهار والأمن بضفتي البحر الأبيض المتوسط. وتعد في هذا السياق الشراكة بين المغرب وإسبانيا غير مسبوقة بين شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط، وتسلط الضوء على التفاهم الاستراتيجي والتنسيق العملياتي بين ضفتي المتوسط.


كما تم خلال هذه الزيارة التأكيد على ما سيشكله التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 بين المغرب وإسبانيا – مع البرتغال – من فرصة استثنائية لتوطيد العلاقة بين البلدين ورسم نموذج يحتذى به على الصعيد الدولي في التنسيق والتعاون والانسجام بين ثقافتين وقارتين، عبر مجموعة من المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
إن زيارة رئيس الحكومة الإسبانية،  بيدرو سانشيز، تشهد على تطابق وجهات النظر بين الدولتين والتزامهما بالعمل سويا لتطوير العلاقات الثنائية ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية، بما يعكس إرادتهما لتحقيق مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا واستدامة.

تمثل الزيارة التي قام بها فخامة بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، إلى المغرب يوم الأربعاء 21 فبراير 2024، خطوة حاسمة في تطوير العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، مما يؤكد على استمرارية الدينامية التي انطلقت منذ زيارته السابقة للمملكة في أبريل 2022. وهي الخطوة التي بعثت آنذاك قوة جديدة في العلاقات بين البلدين، تعززت من دون شك بالزيارات المتتالية الأخيرة لمجموعة من أعضاء الحكومة الإسبانية، مما يوطد الشراكة الاستراتيجية طويلة المدى بين البلدين والتي تتجاوز كافة الظروف الطارئة.


وتستند العلاقات الاستثنائية بين المغرب وإسبانيا إلى ركائز الاحترام المتبادل والثقة المشتركة والتشاور المنتظم حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما يشمل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية ويتضمن أيضا المسائل الإقليمية والدولية، الأمر الذي يجدد التأكيد على تقارب المصالح الوطنية والوضوح المشترك في مواجهة القضايا والتحديات المتبادلة بين البلدين.
فبروح من التعاون المطبوع بالصراحة والوفاء، مكنت هذه المرحلة النوعية الجديدة في العلاقات الثنائية، وفقا للالتزامات المتبادلة التي تم التعهد بها خلال الإعلان المشترك الصادر في 7 أبريل 2022، من تجاوز الأزمات الدورية من أجل إرساء تفاهم استراتيجي، والبصم بذلك على أسس تحالف قوي ودائم.
ويكتسي الموقف الإسباني البناء بشأن قضية الصحراء المغربية، والذي تعتبر من خلاله إسبانيا مبادرة الحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع، أهمية مزدوجة، فهو يشهد من جهة على الدينامية الدولية في البحث عن حل نهائي ودائم لهذا الصراع المفتعل، وينبع من جهة أخرى من طرف قريب من القضية ومدرك لحساسيته. وهو الموقف الإيجابي الذي يأتي كمؤشر جديد على نجاعة الرؤية الملكية المتبصرة، التي تفرض من منطلقها المملكة المغربية رؤيتها وتدافع عن مصالحها المشروعة، مما يعزز الاعتراف الدولي بوحدتها الترابية، ويتصدى لمساعي أعدائها.
أما من الجانب الاقتصادي، فستعزز هذه الزيارة الشراكة التجارية بين البلدين، بما يضع إسبانيا في مرتبة الشريك التجاري الأول للمغرب، بحجم مبادلات وصل إلى 17.4 مليار أورو عام 2023، بزيادة 7% مقارنة بعام 2022. وهو النمو الذي يسلط الضوء على الدور البارز للمملكة المغربية باعتبارها الوجهة الرئيسية الاستثمارات الإسبانية المباشرة الموجهة نحو القارة الإفريقية.


وفي هذا السياق، ستتعزز حتما مكانة إسبانيا في أفريقيا، بالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس للقضايا الإقليمية، ولا سيما في أفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، التي تمثل مجالات رئيسية في العلاقة بين المملكتين، ولا سيما من خلال المشاريع الكبرى مثل خط أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.


كما تنعكس الشراكة المغربية الإسبانية المثمرة، من جانب مختلف، على المبادرات المشتركة للبلدين في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود الوطنية، فضلا عن الجهود المنسقة في إدارة تدفقات الهجرة والتي تؤكد الالتزام المتبادل للمملكتين بتعزيز السلم والاستقرار الإقليمي.
وفي هذا الصدد، وصف رئيس الحكومة الإسبانية، خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش هذه الزيارة، سياسة المغرب في مجال الهجرة ومكافحة الهجرة غير الشرعية بأنها "إيجابية للغاية"، مستطردا بالقول أنه "ليس للمغرب ما يؤاخذ عليه على الإطلاق" في هذا الشأن. كما أكد بيدرو سانشيز على أن إدارة تدفقات الهجرة "مجال حاسم" في التعاون الثنائي بين البلدين، واصفا هذا التعاون ب"المثالي"، ومبرزا استمرار حكومتي البلدين في العمل معا في مجالات مثل "الهجرة النظامية"، وهو البرنامج الذي يكتسي طبيعة "رائدة" على المستوى الأوروبي، على حد قوله.


من جانب مختلف، شكل استقبال جلالة الملك لرئيس الحكومة الإسبانية خلال هذه الزيارة مناسبة للتطرق للوضع في الشرق الأوسط، حيث يضع جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، القضية الفلسطينية والقدس الشريف صلب اهتماماته، حيث جدد جلالته إلى جانب رئيس الحكومة الإسبانية التأكيد على ضرورة تحقيق هدنة عاجلة وملموسة، ووضع حد للاعتداءات العسكرية، للتوصل إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم وموثوق، وضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم، طبقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل سلس وبكميات كافية لساكنة قطاع غزة، بالإضافة إلى طرح رؤية سياسية للقضية الفلسطينية بما يتيح العودة إلى طاولة المفاوضات لتحقيق حل قائم على أساس وجود دولتين، كما اتفق عليه دوليا.


هذا وشكلت هذه الزيارة أيضا فرصة للتأكيد على الأهمية الاستراتيجية التي يكتسيها الفضاء المتوسطي بالنسبة للمغرب وإسبانيا، بصفته نقطة التقاء بين إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، وتنبني هذه النظرة المشتركة على تعزيز الشراكة في مجال الأمن البحري وحماية البيئة ومواجهة التغير المناخي، وكذا تعزيز التبادلات الاقتصادية والثقافية لمواجهة التحديات المشتركة واستغلال فرص التنمية، بما يجعل من المغرب وإسبانيا تحالفا جيو-استراتيجيا جديدا بمنطقة غرب المتوسط، وما يضمن الازدهار والأمن بضفتي البحر الأبيض المتوسط. وتعد في هذا السياق الشراكة بين المغرب وإسبانيا غير مسبوقة بين شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط، وتسلط الضوء على التفاهم الاستراتيجي والتنسيق العملياتي بين ضفتي المتوسط.


كما تم خلال هذه الزيارة التأكيد على ما سيشكله التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 بين المغرب وإسبانيا – مع البرتغال – من فرصة استثنائية لتوطيد العلاقة بين البلدين ورسم نموذج يحتذى به على الصعيد الدولي في التنسيق والتعاون والانسجام بين ثقافتين وقارتين، عبر مجموعة من المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
إن زيارة رئيس الحكومة الإسبانية،  بيدرو سانشيز، تشهد على تطابق وجهات النظر بين الدولتين والتزامهما بالعمل سويا لتطوير العلاقات الثنائية ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية، بما يعكس إرادتهما لتحقيق مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا واستدامة.



اقرأ أيضاً
بمبادرة مغربية.. الأمم المتحدة تعتمد مقاربة جديدة لمواجهة الفساد عالميا
اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يوم الاثنين بجنيف، بالإجماع، قرارا قدمه المغرب بشأن الأثر السلبي للفساد على التمتع بحقوق الإنسان. ويؤكد هذا القرار، الذي قدمه المغرب بتنسيق مع مجموعة مصغرة تضم كلا من الأرجنتين، والنمسا، والبرازيل، والإكوادور، وإثيوبيا، وإندونيسيا، وبولندا والمملكة المتحدة، على ضرورة اعتماد مقاربة قائمة على حقوق الإنسان في كافة الجهود الرامية إلى مكافحة الفساد. وفي معرض تقديمه لنص القرار باسم الدول المشاركة في صياغته، أبرز السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، عمر زنيبر، أن “الفساد يشكل تهديدا قويا لجوهر مجتمعاتنا، إذ يعيق الولوج إلى الخدمات الأساسية، ويقوض التماسك الاجتماعي، ويهز الثقة في المؤسسات العمومية، ويفاقم التفاوتات، كما يخلق أرضية خصبة لأكثر انتهاكات حقوق الإنسان خطورة”. وجدد الدبلوماسي المغربي التأكيد على أن مكافحة الفساد ينبغي أن تتم وفق مقاربة قائمة على حقوق الإنسان، وهي قناعة يدافع عنها المغرب سواء على المستوى الدولي أو ضمن سياساته الداخلية. وأشار في هذا السياق إلى أن دستور المملكة لسنة 2011 جعل من مكافحة الفساد أولوية وطنية، من خلال إحداث الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، واعتماد أطر قانونية معززة، وقوانين تضمن الحق في الولوج إلى المعلومات. ويندرج هذا القرار المعتمد خلال الدورة الـ59 لمجلس حقوق الإنسان، التي تتواصل أشغالها إلى غاية 9 يوليوز الجاري، في إطار استمرارية العمل الذي باشرته اللجنة الاستشارية للمجلس منذ إصدار تقريرها الأول سنة 2015. ويعهد القرار للجنة بإعداد دراسة معمقة حول الالتزامات المسطرية والجوهرية للدول في مجال حماية حقوق الإنسان ضمن أطر مكافحة الفساد. كما يسلط النص الضوء على أهمية التربية والتكوين، والدور الاستراتيجي الذي يضطلع به الوسط الأكاديمي في الوقاية من الفساد. وأوضح زنيبر أن هذه المبادرة تندرج ضمن استمرارية الالتزامات التي تم اتخاذها عنها خلال المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، مبرزا أن “الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة، ودولة الحق والقانون، والحكامة الجيدة ومحاربة الفساد تشكل عناصر أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”. وفي السياق ذاته، شدد الدبلوماسي المغربي على أهمية التعاون متعدد الأطراف، داعيا إلى شراكة أقوى بين مجلس حقوق الإنسان ومختلف الهيئات الأممية المعنية، وعلى رأسها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، من أجل التنزيل الفعلي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. وخلص زنيبر إلى أن “اعتماد هذا القرار بالإجماع يحمل رسالة مفادها أن مكافحة الفساد لا تنفصل عن النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها”.
سياسة

محلل سياسي لـكشـ24: بث خريطة المغرب مبتورة على قناة مغربية خطأ فادح
أثار بث وصلة إشهارية خلال تغطية مباريات كأس إفريقيا للسيدات، على إحدى القنوات المغربية، جدلاً واسعاً، بعدما ظهرت فيها خريطة المغرب مبتورة من أقاليمه الجنوبية. وهو الأمر الذي اعتبره العديد من المتابعين إساءة للقضية الوطنية، واستغله الإعلام الجزائري لترويج قراءات مغرضة، وصفها محللون بأنها محاولة يائسة للتشويش على الإجماع الوطني حول مغربية الصحراء. وفي هذا السياق، عبر محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، ورئيس مركز ابن رشد للدراسات الجيوسياسية وتحليل السياسات، عن أسفه الشديد لوقوع مثل هذه الأخطاء التي قال إنها تحز في النفس، خصوصا في ظل الإجماع الوطني الراسخ حول مغربية الصحراء، وما تبذله مؤسسات الدولة من مجهودات جبارة لتنمية الأقاليم الجنوبية وتعزيز حضورها في المشهد الوطني والدولي. وأضاف نشطاوي، في تصريح لموقع كشـ24، أن ما وقع يعد إخلالا خطيرا بثوابت الوطن، ويشكل ثغرة تستغلها الأطراف المعادية للمغرب، وعلى رأسها نظام العسكر الجزائري، الذي يسارع دائما إلى استغلال كل هفوة إعلامية أو رمزية لضرب وحدة المغرب الترابية، رغم أن مثل هذه المحاولات تعد عقيمة أمام صلابة الموقف المغربي. وأكد المتحدث ذاته، أن مثل هذه الأخطاء لا تخدم قضية الصحراء المغربية، بل تضر بها، خاصة حين تأتي من داخل مؤسسات يفترض فيها الالتزام الصارم بالثوابت الوطنية، مشددا على ضرورة تدخل الجهات المعنية لوضع حد لمثل هذه التجاوزات، التي يجب أن تواجه بصرامة، حتى لا تتكرر أو يساء فهمها في الداخل أو الخارج. وأشار نشطاوي إلى أن الإجماع الوطني لا يجب أن تشوبه شائبة، سواء أكان ذلك بفعل مباشر أو غير مباشر، وبنية مبيتة أو بعفوية، لأن الأمر يتعلق بقضية مقدسة لدى جميع المغاربة، مضيفا أن أي تقاعس أو تهاون في هذا الباب يعتبر مسا بإرادة شعب بأكمله. وفي ختام تصريحه، دعا نشطاوي إلى التعامل بجدية وحزم مع كل من يساهم، عن قصد أو غير قصد، في التشويش على القضية الوطنية، سواء على مستوى الإعلانات أو وسائل الإعلام أو حتى منابر البحث الأكاديمي، معتبرا أن الاتحاد الإفريقي نفسه، إن كان مسؤولا عن بث هذه الوصلة، مطالب بالانسجام مع مواقف الدول التي أقرت بمغربية الصحراء، والعدول عن أي سلوك يمس السيادة الوطنية.
سياسة

برلمانية تجمعية تحرج الوزير بركة في قضية عطش يهدد 10 آلاف نسمة في بوابة فاس
سؤال كتابي محرج وجهته البرلمانية التجمعية زينة شاهيم لوزير التجهيز والماء، نزار بركة، حول محنة عطش تهدد أكثر من 10 آلاف نسمة في منطقة أولاد الطيب بالمدخل الاستراتيجي لفاس من جهة المطار.وكانت المنطقة قد شهدت في الأسبوع الماض نزالا انتخابيا جزئيا بين الأحرار وحزب الاستقلال، انتهى بفوز حزب الحمامة بمقعد الدائرة 10، دون أن تتمكن مرشحة حزب الميزان من الحصول سوى على 6 أصوات، وهي النتيجة المثيرة التي حظيت باهتمام فعاليات محلية.وهاجم حزب الاستقلال على خلفية هذه النتائج حليفه في الحكومة، متهما إياه باستعمال المال لشراء الأصوات، والضغط على الناخبين، واللجوء إلى طرق ملتوية من أجل الفوز. ووعد بالفوز في مواجهات قادمة. لكن الملف الحارق للماء الصالح للشرب يسائل أمينه العام بصفته وزيرا في الحكومة الحالية.وقالت البرلمانية التجمعية في هذا السؤال الموجه على الوزير بركة، وهو أيضا أمين عام حزب الميزان، إن أربعة دواوير في منطقة أولاد الطيب تعاني مع الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب، وتشتد حدة المعاناة مع بداية كل صيف، وخلال فترات الذروة. وأوردت أن الوضع يؤثر سلبا على الحياة اليومية للساكنة المحلية.وتساءلت عن التدابير والإجراءات التي تعتزم وزارة بركة اتخاذها لضمان استمرارية تزويد الساكنة بهذه المادة الحيوية خلال فترة الصيف، كما تساءلت عن وجود مشاريع لتقوية الشبكة الحالية أو توسيعها استجابة للضغط الديمغرافي الحاصل في المنطقة.
سياسة

“حركة ضمير” تنتقد فشل سياسات الحكومة
حذرت “حركة ضمير” من استفحال فقدان الثقة في المؤسسات، مبرزة أن هذا ما ينذر بالنظر إليها كمؤسسات شكلية وصورية في أعين المواطنات والمواطنين والمتتبعين على السواء، وهو ما من شأنه أن يخلق وضعا قد يعرض البنيان المؤسساتي لأزمات مستفحلة. وأكدت الحركة أن الثقة المطلوبة باستمرار رهينةٌ بمدى تفعيل المقتضيات الدستورية بنصها وروحها وبمدى اعتبار كل فاعل من الفاعلين فيما يتعلق بمسؤوليته مساءَلا عن واجباته الدستورية والقانونية والإدارية والاخلاقية، ورهينةٌ بوضع السياسات العمومية المناسبة لتطلعات المواطنين وتقديم الحساب دوريا عن مدى التقدم الحاصل في إنجازها طبقا للمبدأ الدستوري المتعلق بربط المسؤوليّة بالمحاسبة، وبجعل محاربة الفساد بلا هوادة في أولوية الأولويات وبالمنع الصارم لتضارب المصالح في مستويات المسؤولية السياسية والحكومية، وبدورية ونجاعة التواصل المستمر والواضح والمسؤول مع المواطنين أصحاب الشأن في المقام الأول، وأخيرا وليس آخرا بتفعيل شمولي وفعلي للإصلاحات التي حملها النموذج التنموي الجديد. وعبرت الحركة عن قلقها العميق حيال عدد من الظواهر السلبية التي يعرفها المشهد الحقوقي في بلادنا ومن ضمنها ما سُجِّل بشكل متكرر وممنهج من تغييب للدور التشريعي والرقابي للبرلمان، ومن هيمنة للحكومة على مفاصل ومراحل إنتاج القوانين، علما بان أغلب تلك القوانين ترمي الى تكريس الاختلالات الاجتماعية في تناقض تام مع شعار الدولة الاجتماعية، والى خدمة مصالح اللوبيات الاقتصادية الاحتكارية، عبر الخوصصة وتحرير الأسعار والتحكم في الاسواق، والإصرار على المساس بالحريات العامة كما يتجلى ذلك في قانون الإضراب وقانون المسطرة الجنائية وغيرها، ومتابعة عدد من وجوه الصحافة والتدوين، مع استمرار تجاهل مطلب إطلاق سراح نشطاء الحركات الاجتماعية. وسجلت حركة ضمير "بمرارة الفشل الذريع لسياسة الحكومة – المطوقة بالتزام الاعتماد على الإطار المرجعي المتمثل في النموذج التنموي الجديد – وهو ما كان من شأن التزامها به أن يمكنها من تجنّب نكسة الفشل. وفي الواقع، فقد ظلّ النمو الاقتصادي في حالة ركود لسنوات عدة، عاجزا عن كسر السقف الزجاجي المتمثل فيما بين 3% و4%، وعنْ تدبير إعادة توزيع الدَّخل والثروة بطريقة أكثر عدلاً بين الطبقات الاجتماعية والمناطق والأجيال". وأشارت الحركة عينها إلى أن معدل البطالة بلغ مستوى قياسيًا ب 13.3% (21.3% وفقًا لآخر إحصاء أُنجز في شتنبر 2024)، بينما انخفض معدل النشاط إلى مستوى مُزرٍ يقل عن 43%. كما يستمر معدل نشاط الاناث في التدهور (أقل من 19%)، في حين التزمت الحكومة برفعه إلى 30%. وبخصوص قضية الوحدة الترابية، سجلت حركة ضمير بالكثير من الارتياح المكاسب الديبلوماسية التي استطاعت بلادنا أن تراكمها بنجاح والمتمثلة في دعم العديد من بلدان إفريقيا والعالم، وفي مقدمتها الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الامن، لمشروع الحكم الذاتي للصحراء ضمن وحدة بلادنا، كما تستحضر مخططات الجوار والمتمثلة في خيارات رأس هرم الدولة الجزائرية المبنية منذ عقود على المعاداة الممنهجة لوحدة المغرب.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 09 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة