ثقافة-وفن

المراكشيون.. بين حمار نيكولا كايدج ودراجة توم كروز


كشـ24 نشر في: 20 أكتوبر 2016

عض المراكشيين، المعروفين بحس الضحك والفكاهة، وجدوا في مشهد تجول نيكولاس كايدج، في مراكش، على ظهر حمار، خلال تصوير مشاهد من دوره في فيلم "جيش في واحد"، فرصة للضحك والفكاهة عند مقارنته بمواطنه توم كروز، في فيلم "مهمة مستحيلة: أمة منشقة" لمؤلفه ومخرجه كريستوفر ماكويري، الذي صورت بعض مشاهده في مراكش؛ حيث ظهر، في معظم مشاهد الفيلم، إما محافظًا على توازنه فوق طائرة محلقة، أو راكبًا سيارات ودراجات نارية تطير أكثر أو تسير على الطرق السيارة.

توزع تصوير معظم مشاهد "مهمة مستحيلة: أمة منشقة"، الذي هو حركة وجاسوسية وإثارة، في المغرب، بين نواحي مراكش وأحياء الرباط والدار البيضاء، فضلًا عن الطريق السيار الرابط بين مراكش وأكادير، الذي أغلق 14 يومًا لاستكمال التصوير.
 
مفارقات سينمائية.. في المدينة الحمراء!

أغرت المدينة الحمراء صناع السينما، منذ عقود، حتى باتوا يرون فيها فضاءً ملائمًا لتصوير مشاهد من أفلامهم، التي تتناول بعض قضايا وحروب الشرق الأوسط أو قصص الجاسوسية، التي رافقت الحرب الباردة، قبل أن تتواصل، إلى اليوم، رغم سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، لكن، بطقوس وتقنيات أخرى.

يمكن القول إن توالي تصوير الأفلام السينمائية في مراكش، قد جعل كثيرًا من المراكشيين يغادرون بيوتهم والمقاهي، بين الحين والآخر، للتفرج على ذوي الانفجارات ولعلعة الرصاص ومشاهدة "الجثث" على الطبيعة، بعدما اعتادوا التسمر أمام شاشات الفضائيات، لمتابعة مباريات "الكالشيو" الإيطالي و"الليغا" الإسبانية، ومشاهدة أخبار الدم والدمار، مع الاستماع إلى آراء "الخبراء الاستراتيجيين"، الذين يفهمون في كل شيء، ابتداءً من دمار سوريا وفوضى ليبيا، مرورًا بـ "صراع" ميسي ورونالدو، و"عضة" سواريز، و"نطحة" زيدان، وصولًا إلى لغز سرقة مجوهرات كارداشيان، و"جنون" صدر باميلا أندرسون، فضلًا عن وجهات نظر الجنرالات المتقاعدين، الذين خاض معظمهم حروبًا فاشلة، قبل أن يُطلبوا، للتعليق على نزاعات وحروب لم يعد يُعرف من الغالب فيها ومن المغلوب.

ومن حسن الحظ أن مشاهد الأفلام العالمية، وخصوصًا الأميركية منها، والتي صار المراكشيون يشاهدونها طازجة، على الطبيعة، قبل أن تصلهم مضغوطة ومقرصنة في أقراص العشرة دراهم (دولار واحد)، هي، في الأول، وفي الأخير، مجرد تمثيل في تمثيل، رغم كل مشاهد الدمار والقصف، التي تحول بعض ساحات وأحياء المدينة إلى نُسخ موقتة من ساحات وأحياء مدن لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان والصومال. لكنها، أفلام تعطي "بهجاوة" فرصة الاستمتاع بما يحيط بصناعة الأفلام العالمية من بريق، والإمكانات الهائلة، التي توظف لإنتاجها، فضلًا عن أنها تغذي فضولًا جميلًا نحو نجوم الفن السابع.

يبقى من الطريف، حقًا، أن تتحول أحياء المْحاميد، مثلًا، إلى ساحة حرب وصراع بين الأميركيين والسوفيات، بدلًا من قفار أفغانستان، وأن يتم تصوير جزء من فيلم سينمائي في مراكش المغربية، متضمنًا مشاهد تتناول الجدار العازل، الذي أقامته إسرائيل على أرض فلسطين؛ وأن يتحول قصر البديع التاريخي إلى فضاء لتصوير مشاهد من أفلام عن الإرهاب، بينها فيلم "اعتقال سري" (2007) لمخرجه غافن هود، وبطولة ريس ويثرسبورن وجاك غيلنهال وميريل ستريب وعمر متولي؛ وأن تتحول أحياء مراكشية إلى حارات صومالية؛ وأن تتم الاستعانة بالكومبارس المغاربة للتأثيث لبعض الأحداث والمشاهد، بمقابل مادي قد لا يتعدى مائتي درهم (25 دولارًا) في فيلم سينمائي يتقاضى فيه البطل (الأميركي، طبعًا) أجرًا قد يتعدى ثلاثين مليون دولار!.
 
هوليوود أفريقيا

لن يكون فيلم "جيش من واحد" الأول ولا الأخير في قائمة الأفلام التي يتم تصويرها في المغرب، بشكل عام، ومراكش، بشكل خاص.

ويعود إقبال كبار المنتجين والمخرجين على الفضاءات المغربية لتصوير أفلامهم إلى بدايات القرن الماضي. وتأتي ورزازات، التي تلقب بـ "هوليوود أفريقيا"، على رأس المدن المغربية، التي احتضنت تصوير أكثر الأعمال السينمائية، متبوعة بطنجة ومراكش والدار البيضاء. 

النجمة الأميركية ريبيكا فيرغيسون في مشهد من فيلم "مهمة مستحيلة: أمة منشقة"، في ضواحي مراكش

يعود بدء التصوير في ورزازات تحديدًا إلى عشرينيات القرن الماضي، حين صورت أفلام "الدم" (1922) للفرنسي لويتز مورا؛ و"إن شاء الله" (1922) للفرنسي فرانز توسان؛ و"عندما تعود السنونو إلى أعشاشها" (1927) للألماني جيمس بوير؛ و"في ظل الحريم"(1928) للفرنسيين ليون ماتوت وأندري ليابل.
 
شاي في الصحراء

من أبرز الأفلام التي صورت، في العقود الأخيرة، في مختلف مناطق المغرب، وحققت صدى عالميًا، سواء على مستوى متعة المشاهدة واعتراف النقاد أو حجم الإيرادات، نذكر "آخر رغبات المسيح" (1987)، لمارتن سكورسيزي؛ و"شاي في الصحراء"(1989) لبرناندو برتولوتشي؛ و"كوندون" (1996) لمارتن سكورسيزي؛ و"المصارع" (2000) لريدلي سكوت؛ و"سقوط الصقر الأسود" (2001) لريدلي سكوت؛ و"لعبة التجسس" (2001) لتوني سكوت؛ و"هوية بورن" (2002) لدوج ليمان؛ و"الإسكندر" (2004) لأوليفر ستون؛ و"طروادة" (2004) لولفجانج بيتيرسن؛ و"مملكة السماء" (2005) لريدلي سكوت؛ و"المومياء" (2005) لستيفن سومارز؛ و"بابل" (2006) لأليخاندرو غونزالس إناريتو؛ و"اعتقال سري" (2007) لمخرجه غافن هود؛ و"أمير فارس: رمال الزمن" (2010) لمايك نيويل؛ و"القناص الأميركي" (2014) لكلينت إيستوود؛ و"روك القصبة" (2014) لباري ليفنسون؛ و"ملكة الصحراء" (2014) لورنر هيرزوغ؛ و"مهمة مستحيلة: أمة منشقة" (2015) لكريستوفر ماكويري.
 
مؤهلات طبيعية وبشرية

استثمارًا للمكتسبات الجغرافية والمؤهلات البشرية للمغرب، ووعيًا منها بالانعكاسات الإيجابية التي يمكن أن تنتج من تصوير الأفلام، سواء على مستوى الاقتصاد الوطني، بشكل عام، أو خلق فرص الشغل والتكوين المهني للفنيين والتقنيين المغاربة، بشكل خاص، عمدت الحكومة المغربية، بمبادرة من المركز السينمائي المغربي، إلى اتخاذ جملة من التدابير لمصلحة المنتجين الأجانب، تشمل مساهمة جميع القوات الرسمية للدولة، بما فيها القوات المسلحة الملكية وقوات الطيران والقوات البحرية الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني في تصوير الأفلام، وتسهيل إجراءات الاستيراد الموقت للأسلحة والذخيرة الضرورية لتصوير الأفلام، والحصول على تخفيضات من طرف الخطوط الملكية المغربية لتنقل الأشخاص والأمتعة، وتحديد أسعار رمزية للتصوير في الفضاءات والآثار التاريخية، والإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة على جميع الممتلكات، وكذا الخدمات التي تتم في المغرب، وتبسيط المسطرة الخاصة بالجمارك، سواء عند استيراد معدات التصوير أو عند تصديرها، وخلق مصالح داخل المركز السينمائي المغربي تشرف على تسهيل الإجراءات الإدارية وتسهيل الاتصال بالمصالح والسلطات المعنية بالتصوير.
 
تعزيز إشعاع وجاذبية المغرب
لا تمكن الإنتاجات السينمائية الضخمة من تحريك عجلة الاقتصاد المغربي، فحسب، بل تساهم في تعزيز إشعاع وجاذبية صورة المغرب على الصعيد الدولي، الشيء الذي يساهم في استقطاب المزيد من الإنتاجات العالمية، من دون إغفال الإيجابيات التسويقية التي يمكن جنيها من توافد مخرجين وممثلين عالميين من حجم ريدلي سكوت ومارتن سكورسيزي وأوليفر ستون وبراد بيت وتوم كروز وراسل كرو ونيكول كيدمان وتوم هانكس وكلينت إيستوود وشارون ستون ونيكولاس كايدج، خاصة في ما يتعلق بدعم وجهة المغرب السياحية، وتأكيد ما يعيشه من أمن واستقرار.

ومن أجل دعم هذا القطاع ومرافقة الدينامية التي يعرفها، عمد العديد من المستثمرين، المغاربة والأجانب، إلى تشييد استوديوهات للتصوير مجهزة بأحدث المعدات في كل من الدار البيضاء وورزازات (استوديو أطلس، استوديو كان زمان، استوديو سينيدينا، استوديو إستر أندروميدا). 

كما إن الاهتمام الذي توليه أعلى سلطة في البلاد لقطاع السينما، يحث السلطات العمومية، وكذا المهنيين والفنانين، من أجل العمل على تحقيق هذه الرغبة الأكيدة والمشتركة، المتمثلة في ازدهار صناعة سينمائية حقيقية في المغرب. كما يساهم عدد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية، ذات البعد القاري والعالمي، في دعم توجهات المغرب، خاصة في ما يتعلق باستقطاب كبار المنتجين العالميين لتصوير إنتاجاتهم، بشكل يفتح باب التواصل واللقاء ويعزز جو الثقة في وجهة المغرب.

عض المراكشيين، المعروفين بحس الضحك والفكاهة، وجدوا في مشهد تجول نيكولاس كايدج، في مراكش، على ظهر حمار، خلال تصوير مشاهد من دوره في فيلم "جيش في واحد"، فرصة للضحك والفكاهة عند مقارنته بمواطنه توم كروز، في فيلم "مهمة مستحيلة: أمة منشقة" لمؤلفه ومخرجه كريستوفر ماكويري، الذي صورت بعض مشاهده في مراكش؛ حيث ظهر، في معظم مشاهد الفيلم، إما محافظًا على توازنه فوق طائرة محلقة، أو راكبًا سيارات ودراجات نارية تطير أكثر أو تسير على الطرق السيارة.

توزع تصوير معظم مشاهد "مهمة مستحيلة: أمة منشقة"، الذي هو حركة وجاسوسية وإثارة، في المغرب، بين نواحي مراكش وأحياء الرباط والدار البيضاء، فضلًا عن الطريق السيار الرابط بين مراكش وأكادير، الذي أغلق 14 يومًا لاستكمال التصوير.
 
مفارقات سينمائية.. في المدينة الحمراء!

أغرت المدينة الحمراء صناع السينما، منذ عقود، حتى باتوا يرون فيها فضاءً ملائمًا لتصوير مشاهد من أفلامهم، التي تتناول بعض قضايا وحروب الشرق الأوسط أو قصص الجاسوسية، التي رافقت الحرب الباردة، قبل أن تتواصل، إلى اليوم، رغم سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، لكن، بطقوس وتقنيات أخرى.

يمكن القول إن توالي تصوير الأفلام السينمائية في مراكش، قد جعل كثيرًا من المراكشيين يغادرون بيوتهم والمقاهي، بين الحين والآخر، للتفرج على ذوي الانفجارات ولعلعة الرصاص ومشاهدة "الجثث" على الطبيعة، بعدما اعتادوا التسمر أمام شاشات الفضائيات، لمتابعة مباريات "الكالشيو" الإيطالي و"الليغا" الإسبانية، ومشاهدة أخبار الدم والدمار، مع الاستماع إلى آراء "الخبراء الاستراتيجيين"، الذين يفهمون في كل شيء، ابتداءً من دمار سوريا وفوضى ليبيا، مرورًا بـ "صراع" ميسي ورونالدو، و"عضة" سواريز، و"نطحة" زيدان، وصولًا إلى لغز سرقة مجوهرات كارداشيان، و"جنون" صدر باميلا أندرسون، فضلًا عن وجهات نظر الجنرالات المتقاعدين، الذين خاض معظمهم حروبًا فاشلة، قبل أن يُطلبوا، للتعليق على نزاعات وحروب لم يعد يُعرف من الغالب فيها ومن المغلوب.

ومن حسن الحظ أن مشاهد الأفلام العالمية، وخصوصًا الأميركية منها، والتي صار المراكشيون يشاهدونها طازجة، على الطبيعة، قبل أن تصلهم مضغوطة ومقرصنة في أقراص العشرة دراهم (دولار واحد)، هي، في الأول، وفي الأخير، مجرد تمثيل في تمثيل، رغم كل مشاهد الدمار والقصف، التي تحول بعض ساحات وأحياء المدينة إلى نُسخ موقتة من ساحات وأحياء مدن لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان والصومال. لكنها، أفلام تعطي "بهجاوة" فرصة الاستمتاع بما يحيط بصناعة الأفلام العالمية من بريق، والإمكانات الهائلة، التي توظف لإنتاجها، فضلًا عن أنها تغذي فضولًا جميلًا نحو نجوم الفن السابع.

يبقى من الطريف، حقًا، أن تتحول أحياء المْحاميد، مثلًا، إلى ساحة حرب وصراع بين الأميركيين والسوفيات، بدلًا من قفار أفغانستان، وأن يتم تصوير جزء من فيلم سينمائي في مراكش المغربية، متضمنًا مشاهد تتناول الجدار العازل، الذي أقامته إسرائيل على أرض فلسطين؛ وأن يتحول قصر البديع التاريخي إلى فضاء لتصوير مشاهد من أفلام عن الإرهاب، بينها فيلم "اعتقال سري" (2007) لمخرجه غافن هود، وبطولة ريس ويثرسبورن وجاك غيلنهال وميريل ستريب وعمر متولي؛ وأن تتحول أحياء مراكشية إلى حارات صومالية؛ وأن تتم الاستعانة بالكومبارس المغاربة للتأثيث لبعض الأحداث والمشاهد، بمقابل مادي قد لا يتعدى مائتي درهم (25 دولارًا) في فيلم سينمائي يتقاضى فيه البطل (الأميركي، طبعًا) أجرًا قد يتعدى ثلاثين مليون دولار!.
 
هوليوود أفريقيا

لن يكون فيلم "جيش من واحد" الأول ولا الأخير في قائمة الأفلام التي يتم تصويرها في المغرب، بشكل عام، ومراكش، بشكل خاص.

ويعود إقبال كبار المنتجين والمخرجين على الفضاءات المغربية لتصوير أفلامهم إلى بدايات القرن الماضي. وتأتي ورزازات، التي تلقب بـ "هوليوود أفريقيا"، على رأس المدن المغربية، التي احتضنت تصوير أكثر الأعمال السينمائية، متبوعة بطنجة ومراكش والدار البيضاء. 

النجمة الأميركية ريبيكا فيرغيسون في مشهد من فيلم "مهمة مستحيلة: أمة منشقة"، في ضواحي مراكش

يعود بدء التصوير في ورزازات تحديدًا إلى عشرينيات القرن الماضي، حين صورت أفلام "الدم" (1922) للفرنسي لويتز مورا؛ و"إن شاء الله" (1922) للفرنسي فرانز توسان؛ و"عندما تعود السنونو إلى أعشاشها" (1927) للألماني جيمس بوير؛ و"في ظل الحريم"(1928) للفرنسيين ليون ماتوت وأندري ليابل.
 
شاي في الصحراء

من أبرز الأفلام التي صورت، في العقود الأخيرة، في مختلف مناطق المغرب، وحققت صدى عالميًا، سواء على مستوى متعة المشاهدة واعتراف النقاد أو حجم الإيرادات، نذكر "آخر رغبات المسيح" (1987)، لمارتن سكورسيزي؛ و"شاي في الصحراء"(1989) لبرناندو برتولوتشي؛ و"كوندون" (1996) لمارتن سكورسيزي؛ و"المصارع" (2000) لريدلي سكوت؛ و"سقوط الصقر الأسود" (2001) لريدلي سكوت؛ و"لعبة التجسس" (2001) لتوني سكوت؛ و"هوية بورن" (2002) لدوج ليمان؛ و"الإسكندر" (2004) لأوليفر ستون؛ و"طروادة" (2004) لولفجانج بيتيرسن؛ و"مملكة السماء" (2005) لريدلي سكوت؛ و"المومياء" (2005) لستيفن سومارز؛ و"بابل" (2006) لأليخاندرو غونزالس إناريتو؛ و"اعتقال سري" (2007) لمخرجه غافن هود؛ و"أمير فارس: رمال الزمن" (2010) لمايك نيويل؛ و"القناص الأميركي" (2014) لكلينت إيستوود؛ و"روك القصبة" (2014) لباري ليفنسون؛ و"ملكة الصحراء" (2014) لورنر هيرزوغ؛ و"مهمة مستحيلة: أمة منشقة" (2015) لكريستوفر ماكويري.
 
مؤهلات طبيعية وبشرية

استثمارًا للمكتسبات الجغرافية والمؤهلات البشرية للمغرب، ووعيًا منها بالانعكاسات الإيجابية التي يمكن أن تنتج من تصوير الأفلام، سواء على مستوى الاقتصاد الوطني، بشكل عام، أو خلق فرص الشغل والتكوين المهني للفنيين والتقنيين المغاربة، بشكل خاص، عمدت الحكومة المغربية، بمبادرة من المركز السينمائي المغربي، إلى اتخاذ جملة من التدابير لمصلحة المنتجين الأجانب، تشمل مساهمة جميع القوات الرسمية للدولة، بما فيها القوات المسلحة الملكية وقوات الطيران والقوات البحرية الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني في تصوير الأفلام، وتسهيل إجراءات الاستيراد الموقت للأسلحة والذخيرة الضرورية لتصوير الأفلام، والحصول على تخفيضات من طرف الخطوط الملكية المغربية لتنقل الأشخاص والأمتعة، وتحديد أسعار رمزية للتصوير في الفضاءات والآثار التاريخية، والإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة على جميع الممتلكات، وكذا الخدمات التي تتم في المغرب، وتبسيط المسطرة الخاصة بالجمارك، سواء عند استيراد معدات التصوير أو عند تصديرها، وخلق مصالح داخل المركز السينمائي المغربي تشرف على تسهيل الإجراءات الإدارية وتسهيل الاتصال بالمصالح والسلطات المعنية بالتصوير.
 
تعزيز إشعاع وجاذبية المغرب
لا تمكن الإنتاجات السينمائية الضخمة من تحريك عجلة الاقتصاد المغربي، فحسب، بل تساهم في تعزيز إشعاع وجاذبية صورة المغرب على الصعيد الدولي، الشيء الذي يساهم في استقطاب المزيد من الإنتاجات العالمية، من دون إغفال الإيجابيات التسويقية التي يمكن جنيها من توافد مخرجين وممثلين عالميين من حجم ريدلي سكوت ومارتن سكورسيزي وأوليفر ستون وبراد بيت وتوم كروز وراسل كرو ونيكول كيدمان وتوم هانكس وكلينت إيستوود وشارون ستون ونيكولاس كايدج، خاصة في ما يتعلق بدعم وجهة المغرب السياحية، وتأكيد ما يعيشه من أمن واستقرار.

ومن أجل دعم هذا القطاع ومرافقة الدينامية التي يعرفها، عمد العديد من المستثمرين، المغاربة والأجانب، إلى تشييد استوديوهات للتصوير مجهزة بأحدث المعدات في كل من الدار البيضاء وورزازات (استوديو أطلس، استوديو كان زمان، استوديو سينيدينا، استوديو إستر أندروميدا). 

كما إن الاهتمام الذي توليه أعلى سلطة في البلاد لقطاع السينما، يحث السلطات العمومية، وكذا المهنيين والفنانين، من أجل العمل على تحقيق هذه الرغبة الأكيدة والمشتركة، المتمثلة في ازدهار صناعة سينمائية حقيقية في المغرب. كما يساهم عدد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية، ذات البعد القاري والعالمي، في دعم توجهات المغرب، خاصة في ما يتعلق باستقطاب كبار المنتجين العالميين لتصوير إنتاجاتهم، بشكل يفتح باب التواصل واللقاء ويعزز جو الثقة في وجهة المغرب.


ملصقات


اقرأ أيضاً
اسبوع القفطان بمراكش يكرس المملكة كمرجع عالمي للقفطان
أسدل الستار، مساء أمس السبت بمراكش، على النسخة الـ25 من أسبوع القفطان (قفطان ويك)، بتنظيم عرض أزياء كبير احتفى بالصحراء المغربية، بمشاركة 14 مصمما بارزا وعشاق الموضة، مكرسا بذلك المملكة كمرجع عالمي للقفطان. وجعل هذا الحدث المرموق، المنظم من قبل مجلة "نساء المغرب" (فام دي ماروك)، تحت شعار "قفطان، إرث بثوب الصحراء"، من المدينة الحمراء عاصمة للأزياء المغربية الراقية، عبر انغماس شاعري من عالم الجنوب، والكثبان الرملية إلى المجوهرات التقليدية، مرورا بأقمشة مستوحاة من الواحات. وتميز عرض الأزياء الختامي بمشاهد ساحرة، حيث تعاقبت على المنصة عارضات يرتدين قطع فريدة جمعت بين الحداثة والتقاليد الصحراوية، شاهدة على المهارة الثمينة للحرفيين المغاربة وإبداع المصممين الذين استمدوا إلهامهم من تراث الصحراء المغربية. وفي كلمة بالمناسبة، أكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، أن "المغرب يعد اليوم، مرجعا عالميا للقفطان، باعتباره تراثا حيا يساهم في الإشعاع الثقافي للمملكة على الصعيد الدولي". وأشادت، في هذا الصدد، بالصناع التقليديين المغاربة الذين يعملون من دون كلل، من أجل تصميم قطع بجمال نادر، محافظين على استمرارية التقاليد العريقة مع تجديدها.من جانبها، أشارت مديرة مجلة "نساء المغرب"، إشراق مبسط، إلى أن هذه الدورة الاحتفالية "تميزت بإرادة قوية لتثمين مهن الجنوب المغربي، وتسليط الضوء على كنوز غالبا ما يجهلها عموم الناس". وأشادت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بـ"تنوع الإبداعات المعروضة والتزام المصممين بنقل هذا الإرث الثمين، عبر حوار راسخ بين التقليد والابتكار". وتميز "أسبوع القفطان 2025" ببرمجة غنية تضم معارض لمجوهرات وأزياء تقليدية صحراوية، ودورات "ماستر كلاس"، ولقاءات بين مهنيي الموضة، مع إبراز مهن فنية يحملها نساء ورجال من الصحراء المغربية. ومنذ إطلاقها سنة 1996، أضحت تظاهرة (قفطان ويك) واجهة دولية للقفطان المغربي، واحتفاء بالأناقة والهوية والعبقرية الحرفية، خدمة لتراث في تجدد مستمر.
ثقافة-وفن

بالڤيديو.. منال بنشليخة من مراكش: القفطان مغربي بغاو ولا كرهو
عبرت نجمة الغناء المغربية منال بنشليخة عن سعادتها بالمشاركة في فعاليات حفل اختتام اسبوع القفطان بمراكش، مؤكدة في تصريح على هامش الحفل انها تفتخر بالقفطان، مشيرة انه مغربي، ابى من ابى وكره من كره.
ثقافة-وفن

بالڤيديو.. حفل اختتام اسبوع القفطان بمراكش يجمع اشهر نجمات الفن وكشـ24 تنقل انبهارهن بالقفطان المغربي
اختتمت ليلة أمس السبت 10 ماي بقصر البديع التاريخي بمدينة مراكش، فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من تظاهرة “أسبوع القفطان”، الذي يعتبر من أبرز التظاهرات الوطنية والدولية للاحتفاء بالقفطان المغربي. وقد عبرت مجموعة من نجمات الغناء و السينما و التلفزيون في تصريحاتهم لـ كشـ24 عن سعادتهم بحضور الحفل الختماي لاسبوع القفطان ابدين افتخارهن بالقفطان المغربي الذي يعتبر رمزا من رموز فن العيش والحضارة المغربية.
ثقافة-وفن

القضاء الفرنسي يستعد لاصدار حكمه في اتهام دوبارديو باعتداءات جنسية
تصدر محكمة الجنايات في باريس الثلاثاء حكمها في قضية الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو، بعد نحو شهرين من بدء محاكمته بتهمة ارتكاب اعتداءات جنسية في موقع تصوير فيلم "لي فولي فير" Les Volets verts عام 2022.  وسيحضر طرف واحد فقط من الأطراف المدنية هو أميلي، جلسة النطق بالحكم التي تبدأ عند العاشرة صباحا (08,00 ت غ). ويحتمل أن يغيب دوبارديو الذي يشارك في تصوير فيلم في البرتغال من إخراج صديقته الممثلة فاني أردان.  وطلب الادعاء أيضا إلزام الممثل البالغ 76 عاما، الخضوع لرعاية نفسية وفترة عدم أهلية مدتها عامان، وإدراج اسمه في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية.  وتتهم المدعيتان، وهما مصممة الديكور ومساعدة المخرج في "لي فولي فير" لجان بيكر، دوبارديو بالاعتداء عليهما جنسيا في موقع التصوير عام 2021.  وخلال تقديم شهادتها أمام المحكمة، قالت أميلي (54 عاما) إنها تحدثت مع الممثل عن الديكور المعتمد في الفيلم، وشرحت له أنها تبحث عن مظلات معينة لمشاهد ست صور في جنوب فرنسا.  وأكدت أن المحادثة كانت عادية الى أن بدأ دوبارديو الذي كان جالسا، بمحاصرتها "بين ساقيه" متلفظا بعبارات جنسية.  رد  دوبارديو على ذلك بنفي الوقائع، مضيفا "ثمة رذائل لا أعرف عنها شيئا"، مضيفا "لا أفهم لماذا سأقوم بتحسس امرأة (...) أنا لست متحرشا".  ونفى الممثل أيضا أي اعتداء على المدعية الثانية، وهي مساعدة في الفيلم. وقال "ربما اصطدمت بظهرها في أحد الممرات، لكنني لم ألمسها!".  وأوضحت سارة (اسم مستعار) التي تبلغ 34 عاما، أنها رافقت الممثل من غرفة الملابس إلى موقع التصوير. وقالت أمام المحكمة "كان الظلام دامسا، وفي نهاية الشارع، وضع يده على مؤخرتي" وروت أيضا تعر ضها لاعتداءين آخرين.  وتحدث دوبارديو أمام المحكمة عن حبه للنساء واحترامه "للأنوثة"، لكن ليس "اللواتي يعانين من الهستيريا".  وتلقى الممثل الفرنسي خلال محاكمته دعما من ابنته روكسان وشريكته السابقة كارين سيلا وزميله فنسان بيريز، إضافة الى فاني أردان.  وأكدت أردان أمام المحكمة أنها لم تشهد قط أي تصرف "صادم" من دوبارديو، معتبرة أنه كان في إمكان المدعيتين "رفض" أي تقر ب من قبله.  خلال هذه المحاكمة التي حظيت بتغطية واسعة، ندد محامو الأطراف المدنية بالتوتر والأساليب العدوانية التي اتبعها فريق الدفاع عن دوبارديو.  وتوجه محامي الممثل جيريمي أسوس مرات عدة إلى سارة واميلي بالقول "كاذبتان"، "مرتشيتان"، "هستيريتان".  وقالت كلود فانسان، محامية سارة، في مرافعتها "لم نستمع الى استراتيجية دفاع... بل إلى تمجيد للتمييز على أساس الجنس".  وفي موقف معاكس لحركة "مي تو" التي ساهمت في تغيير النظرة حيال ضحايا الاعتداءات الجنسية، سعى فريق الدفاع عن دوبارديو إلى إظهاره كضحية لمطاردة نسوية هدفها "إسقاط عملاق مكرس".  وخلال السنوات الأخيرة، اتهمت نحو عشرين امرأة دوبارديو بالاعتداء عليهن  جنسيا، لكن عددا كبيرا من الإجراءات تم  حفظه بسبب التقادم.  وكانت الممثلة الفرنسية شارلوت أرنو التي كانت حاضرة خلال المحاكمة، أول من تقدم بشكوى ضد دوبارديو في العام 2018. وفي غشت، طلبت النيابة العامة في باريس محاكمة الممثل بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 12 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة