يستعد المغاربة وعلى غرار كل سنة، للاحتفال بمناسبة عاشوراء التي تصل فيها ذروة الاحتفالات وخاصة لدى المراكشيين، قبيل اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري.

وتعتبر المناسبة نسكا ثقافيا مقدسا أكثر من كونه دينيا في المجتمع المغربي، ويتمثل ذلك في الرقص واللباس والأكل الفاخر والموسيقى، ويلمس هذا بشكل كبير داخل أسوار المدن القديمة والأحياء الشعبية، وخاصة بالمدينة الحمراء مراكش.

وفضلا عن كون اليوم مناسبة احتفالية، فهو تحدي أمني كبير بالنسبة للسلطات، حيث تخصص له فترة قبلية يتم فيها عقد عدة اجتماعات للتنسيق بين الفرق الأمنية إستعدادا لهذه المناسبة، بوضع خطط عمل صارمة تستطيع من خلالها السلطات استيعاب وتطويق الاحتفالات ، تحسبا لأي ظروف خارجة عن السيطرة، كما يحدث كل سنة تقريبا، حيث تتحول الاحتفالات إلى ليلة رعب قد يقع فيها ضحايا بالجملة خصوصا من فئة المراهقين والأمن.

ولا يأتي تأهب السلطات من فراغ، فخلال هذه الفقرة بالتحديد يتم استعمال المتفجرات التي يتم بيعها بشكل غير قانوني، على غرار الشهب الاصطناعية كما يتم صنع متفجرات يدوية لها دوي أكبر، والأخطر هو "الشعالة" لاسيما إضرام النار في العجلات السيارات بشكل أفقي، ورمي قنينات الغاز داخلها، مما ينتج عنها انفجارات مدوية تبث الرعب في الساكنة.

وبما ان عاشوراء تحولت من احتفال أسري بسيط إلى حرب شوارع ومطاردات بوليسية بين المخربين ورجال الشرطة، لهذا اصبح من اللازم اتخاذ إجراءات صارمة قبل الليلة الاحتفال، كي لا تتحول "عاشوراء" الى فيلم رعب بالنسبة للساكنة من جهة ولرجال الأمن من جهة أخرى .

السعديــة فنــتاس