منوعات

المثالية فخ يعيق حياتنا 


كشـ24 نشر في: 20 يوليو 2022

بمجرد أن تلمح كلمة "مثالية" يتبادر إلى ذهنك فورا صورة افتراضية نموذجية متكاملة الأركان، كل شيء يسير في اتجاهه الصحيح وعلى أفضل ما يرام، كل شيء تحت السيطرة، لكن في الواقع هذه الصورة وهمية وليست حقيقية بالمرة، هناك وجه فَظِيع وكريه للمثالية.إن ضرورة أن يكون المرء هو الأفضل دائما، هي فكرة تجتاح عصرنا الحاضر، ولعل الكثير من المشكلات التي نوجهها اليوم ما هي إلا إفرازات الركض وراء الكمال والنظر إلى الحياة من زاوية واحدة، فالزوجة المثالية تفشل في إسعاد نفسها ومن حولها لسعيها الدؤوب إلى تحقيق الكمال في المنزل ولا يستطيع أفراد الأسرة التعبير عن أخطائهم خوفا من العتاب، الطالب المتفوق قد يصل به الأمر إلى أن يكره الدراسة إن شعر أنه محروم من أن يمارس حياته بشقاوة وبراءة لأنه مطالب بالمذاكرة المستمرة حتى في أوقات اللعب.الموظف المثالي يفقد عنصر التواصل مع أقرانه وزملائه لأنه يبحث عن إتمام العمل بمثالية عالية فيخشى الخطأ وقد يقوده ذلك إلى أن تهرب الفرص من أمامه أو قد لا يراها لأنها ليست كما يتصورها هو حتى في علاقات الحب والصداقة أحيانا نبحث عن شريك أو صديق كما نتصوره نحن لا يخطئ أو يغضب أو يمارس حياته بعفوية، متناسين أن أكثر من يجذبنا إلى الطرف الآخر ليس لأنه يشبهنا بل لأنه يكمل ما فينا من نقص . فثقافة جودة الأداء جعلت منا باحثين عن الكمال بمختلف أوجهه، ساعين إلى الوصول إليه مهما كلّف الأمرَ، وجعلتنا نضع معايير صارمة لما يمكن أن يجعلنا سعداء، وحينما لا تتحقق هذه المعايير فإننا نخلق ونتبنى توجهات تجعل الأمور تتفاقم حدتها سوءاً.المنطق يقول إن الركض وراء المثالية يؤدي بالفعل إلى تحقيق هذه المثالية، لكن في الغالب يكون العكس هو الصحيح، إن السعي للكمال شيء مكلف ولا شك، هذا إن اتفقنا -من الأساس- على صورة هذا الكمال ووحدته وكليته ومطلقيته. فهو يحيل الحياة إلى سجن، فسعي الإنسان إلى أن يكون أفضل أب أو أفضل موظف أو أفضل حبيب، يؤدي به إلى مُراكمة سلسلة من الإحباطات التي هو في غنى عنها.يقول جول فرانسوا، وهو أستاذ في السيكولوجيا الإيجابية، في كتابه “تعلّم أن لا تكون كاملاً”: إن الإنسان الباحث عن الكمال لا يستفيد من النجاح لأنه يكون دائما غير راضٍ عما يحققه فبمجرد بلوغه الهدف يسعى إلى هدف اخر ولا يستمتع بما حققه من نتائج في الهدف السابق، كما إن العيش في العالم المثالي يدفع الإنسان ان يتنكر الألم والحقائق الواقعية بالتالي لا يعتبر الألم والأحداث المؤلمة جزءا طبيعيا من الحياة وهذا يسبب له الإحباط وأحيانا الاكتئاب. على حد تعبير ماريا شرايفر: "الكمال لا يجعلك تشعر بالكمال، بل يجعلك تشعر بعدم الكفاية."قد يكون مصدر هذه الرغبة الجامحة في الكمال عند البعض هو توهمهم بأن تحقيق ذلك هو الطريق للحصول على السعادة الكافية، والسعادة تكون غالبا مرتبطة في ذهنهم في تحصيل النتيجة التي يريدونها ويتصورونها وليس في الطريق نحوها، وللبعض الآخر قد تكون هذه وسيلتهم للحصول على القبول الاجتماعي من أفراد الجماعة المنتمين إليها ومسايرة معاييرها، من خلال إثارة إعجابهم أو تجنب انتقاداتهم أو عدم ارتكاب الأخطاء. وأيّا كان السبب في رغبة الكمال وأيّا كان شكله فالنجاح في أيّ مجال من مجالات الحياة لا يمكن أن يكون مئة بالمئة وباقة الورود الجميلة يرافقها الشوك دائما!إذ عادة ما يرتبط أي نجاح أو إنجاز مهما كان عظيما وباهرا ببعض النتائج العكسية ومخيّبة للآمال فهل سمعت يوما بكتاب أو فيلم اجتمع عليه النقاد… مستحيل! فإذا كان القرآن الكريم وهو كلام رب البشر والذي لا يضاهيه كلام قد اختلف فيه الناس فلماذا نتوقع أنا وأنت أن نرضي جميع الأطراف؟! ولذلك إذا تقبلنا النتائج العكسية أو الشوك الذي يرافق الورد فهذا سيساعدنا في التغلب على الخوف من النقص والتحرر منه وتحقيق الإنجازات دون خوف والقلق من النتائج، ولو فكرنا جيدا وأمعنا النظر بِرَوِيَّةٍ وتَفْكِيرٍ وتَدَبُّرٍ… ماذا يعني الحصول على وظيفة كاملة الأوصاف، أو علاقة زوجية كاملة أو حياة غنية كاملة؟ بغض النظر عن أي تعريف أو تصور في ذهننا للكمال في هذه الأشياء، يوجد دائما ما يمكننا أن نغيره لنجعله أفضل وسوف يوجد دائما من يراه على أنه ناقص ويحتاج إلى التعديل… اذ لا وجود لكمال لا نقص فيه إلا وهو ثابت للرب تعالى يستحقه بنفسه المقدسة سبحانه!حاول أن تربط رضاك الذاتي بالجهد الذي تبذله في أي أمر يهمك سواء في البيت أو العمل أو مع الناس ولا تربط رضاك بالنتيجة التي تنتهي إليها الأمور ربما صحيح أنه كلما طمحت إلى أعلى كلما وصلت أعلى! ولكن في غالب الأحيان فإن الرغبة في الكمال تعوق الإستمتاع بمباهج بالحياة والتجارب لأن الخوف من تقديم أي شيء ناقص إلى العالم يضيق النطاق على الإبداع ويقتل التجارب، وكذلك فالكمال يشجع التسويف والتراخي عن الإنجاز "فأنت لا تريد أن تخرج أي عمل تشوبه شائبة نقص ما!"، إننا إذا وضعنا الكمال ضرورة تطورية آدمية ملحّة لا محيدة عنها وحاجة ضرورية في أي عمل نقوم به فسوف تكون خيبة الأمل هي نصيبنا المحتوم سواء كان ذلك بالنتيجة أو حتى خلال الرحلة ذاتها، وذلك لأن توقعاتنا كانت عالية جدا فهذا يضع علينا الكثير من الضغط ويصيبنا بالتوتر على طول الطريق ولن تتحقق النتيجة المطلوبة في النهاية لأننا وضعنا سقفا عاليا جدا غير قابلة للتحقق وأهدافا غير واقعية قد تكون بعيدة المنال.لذا يتوجب عليك تخلي عن جميع محاولاتك المستميتة للوصول إلى السماء، إلى الكمال، إلى ألوهية الإنسان. أنت لست كاملا ولن تكون ولست حتى بحاجة إلى أن تكون كاملا وهذا الكلام ينطبق علينا جميعا.. انتبه إلى خواطرك وأفعالك بحيث تصبح واعيا لها عندما تسيطر عليك مشاعر الرغبة في بلوغ الكمال أو التصرف بشكل مثالي و حاول أن تضع أولوياتك من المهام والأهداف وترتبها وأن تعمل على أن تكون ممتازا فيما يهمك أكثر وجيد بما يكفي فيما سواه، ضع أهدافك الخاصة بك أنت وحدك. واجعل الامتياز في فعل الأشياء دافعا لك بدلا من أن يكون الخوف من النقص محبطا مثبطاً لعزيمتك !لا تنشغل بما يريده الآخرون منك بل انشغل بما تريده لنفسك… حاول أن تربط رضاك الذاتي بالجهد الذي تبذله في أي أمر يهمك سواء في البيت أو العمل أو مع الناس ولا تربط رضاك بالنتيجة التي تنتهي إليها الأمور. تفاءل واعمل للأفضل، فالاجتهاد والامتياز مطلوب أما المثالية فهي معيقة، اجتهد دائما للإتقان أكثر من الانتصار. وحاول أن تقنع نفسك دائما أن النجاح هو في بذل أقصى الجهد دون ملل ولا كلل والذي هو في متناول يدك وليس في النتيجة التي هي خارج إرادتك. وانظر للأخطاء على أنها فرص ضرورية للتعلم والتحسين بدلا من أن تكون معوقة وعشوائية لا هدف ولا فائدة تُرجى منها، وأن كل محاولة تقوم بها هي تدريب واستعداد للانتقال للمرحلة التي بعدها.المصدر : الجزيرة

بمجرد أن تلمح كلمة "مثالية" يتبادر إلى ذهنك فورا صورة افتراضية نموذجية متكاملة الأركان، كل شيء يسير في اتجاهه الصحيح وعلى أفضل ما يرام، كل شيء تحت السيطرة، لكن في الواقع هذه الصورة وهمية وليست حقيقية بالمرة، هناك وجه فَظِيع وكريه للمثالية.إن ضرورة أن يكون المرء هو الأفضل دائما، هي فكرة تجتاح عصرنا الحاضر، ولعل الكثير من المشكلات التي نوجهها اليوم ما هي إلا إفرازات الركض وراء الكمال والنظر إلى الحياة من زاوية واحدة، فالزوجة المثالية تفشل في إسعاد نفسها ومن حولها لسعيها الدؤوب إلى تحقيق الكمال في المنزل ولا يستطيع أفراد الأسرة التعبير عن أخطائهم خوفا من العتاب، الطالب المتفوق قد يصل به الأمر إلى أن يكره الدراسة إن شعر أنه محروم من أن يمارس حياته بشقاوة وبراءة لأنه مطالب بالمذاكرة المستمرة حتى في أوقات اللعب.الموظف المثالي يفقد عنصر التواصل مع أقرانه وزملائه لأنه يبحث عن إتمام العمل بمثالية عالية فيخشى الخطأ وقد يقوده ذلك إلى أن تهرب الفرص من أمامه أو قد لا يراها لأنها ليست كما يتصورها هو حتى في علاقات الحب والصداقة أحيانا نبحث عن شريك أو صديق كما نتصوره نحن لا يخطئ أو يغضب أو يمارس حياته بعفوية، متناسين أن أكثر من يجذبنا إلى الطرف الآخر ليس لأنه يشبهنا بل لأنه يكمل ما فينا من نقص . فثقافة جودة الأداء جعلت منا باحثين عن الكمال بمختلف أوجهه، ساعين إلى الوصول إليه مهما كلّف الأمرَ، وجعلتنا نضع معايير صارمة لما يمكن أن يجعلنا سعداء، وحينما لا تتحقق هذه المعايير فإننا نخلق ونتبنى توجهات تجعل الأمور تتفاقم حدتها سوءاً.المنطق يقول إن الركض وراء المثالية يؤدي بالفعل إلى تحقيق هذه المثالية، لكن في الغالب يكون العكس هو الصحيح، إن السعي للكمال شيء مكلف ولا شك، هذا إن اتفقنا -من الأساس- على صورة هذا الكمال ووحدته وكليته ومطلقيته. فهو يحيل الحياة إلى سجن، فسعي الإنسان إلى أن يكون أفضل أب أو أفضل موظف أو أفضل حبيب، يؤدي به إلى مُراكمة سلسلة من الإحباطات التي هو في غنى عنها.يقول جول فرانسوا، وهو أستاذ في السيكولوجيا الإيجابية، في كتابه “تعلّم أن لا تكون كاملاً”: إن الإنسان الباحث عن الكمال لا يستفيد من النجاح لأنه يكون دائما غير راضٍ عما يحققه فبمجرد بلوغه الهدف يسعى إلى هدف اخر ولا يستمتع بما حققه من نتائج في الهدف السابق، كما إن العيش في العالم المثالي يدفع الإنسان ان يتنكر الألم والحقائق الواقعية بالتالي لا يعتبر الألم والأحداث المؤلمة جزءا طبيعيا من الحياة وهذا يسبب له الإحباط وأحيانا الاكتئاب. على حد تعبير ماريا شرايفر: "الكمال لا يجعلك تشعر بالكمال، بل يجعلك تشعر بعدم الكفاية."قد يكون مصدر هذه الرغبة الجامحة في الكمال عند البعض هو توهمهم بأن تحقيق ذلك هو الطريق للحصول على السعادة الكافية، والسعادة تكون غالبا مرتبطة في ذهنهم في تحصيل النتيجة التي يريدونها ويتصورونها وليس في الطريق نحوها، وللبعض الآخر قد تكون هذه وسيلتهم للحصول على القبول الاجتماعي من أفراد الجماعة المنتمين إليها ومسايرة معاييرها، من خلال إثارة إعجابهم أو تجنب انتقاداتهم أو عدم ارتكاب الأخطاء. وأيّا كان السبب في رغبة الكمال وأيّا كان شكله فالنجاح في أيّ مجال من مجالات الحياة لا يمكن أن يكون مئة بالمئة وباقة الورود الجميلة يرافقها الشوك دائما!إذ عادة ما يرتبط أي نجاح أو إنجاز مهما كان عظيما وباهرا ببعض النتائج العكسية ومخيّبة للآمال فهل سمعت يوما بكتاب أو فيلم اجتمع عليه النقاد… مستحيل! فإذا كان القرآن الكريم وهو كلام رب البشر والذي لا يضاهيه كلام قد اختلف فيه الناس فلماذا نتوقع أنا وأنت أن نرضي جميع الأطراف؟! ولذلك إذا تقبلنا النتائج العكسية أو الشوك الذي يرافق الورد فهذا سيساعدنا في التغلب على الخوف من النقص والتحرر منه وتحقيق الإنجازات دون خوف والقلق من النتائج، ولو فكرنا جيدا وأمعنا النظر بِرَوِيَّةٍ وتَفْكِيرٍ وتَدَبُّرٍ… ماذا يعني الحصول على وظيفة كاملة الأوصاف، أو علاقة زوجية كاملة أو حياة غنية كاملة؟ بغض النظر عن أي تعريف أو تصور في ذهننا للكمال في هذه الأشياء، يوجد دائما ما يمكننا أن نغيره لنجعله أفضل وسوف يوجد دائما من يراه على أنه ناقص ويحتاج إلى التعديل… اذ لا وجود لكمال لا نقص فيه إلا وهو ثابت للرب تعالى يستحقه بنفسه المقدسة سبحانه!حاول أن تربط رضاك الذاتي بالجهد الذي تبذله في أي أمر يهمك سواء في البيت أو العمل أو مع الناس ولا تربط رضاك بالنتيجة التي تنتهي إليها الأمور ربما صحيح أنه كلما طمحت إلى أعلى كلما وصلت أعلى! ولكن في غالب الأحيان فإن الرغبة في الكمال تعوق الإستمتاع بمباهج بالحياة والتجارب لأن الخوف من تقديم أي شيء ناقص إلى العالم يضيق النطاق على الإبداع ويقتل التجارب، وكذلك فالكمال يشجع التسويف والتراخي عن الإنجاز "فأنت لا تريد أن تخرج أي عمل تشوبه شائبة نقص ما!"، إننا إذا وضعنا الكمال ضرورة تطورية آدمية ملحّة لا محيدة عنها وحاجة ضرورية في أي عمل نقوم به فسوف تكون خيبة الأمل هي نصيبنا المحتوم سواء كان ذلك بالنتيجة أو حتى خلال الرحلة ذاتها، وذلك لأن توقعاتنا كانت عالية جدا فهذا يضع علينا الكثير من الضغط ويصيبنا بالتوتر على طول الطريق ولن تتحقق النتيجة المطلوبة في النهاية لأننا وضعنا سقفا عاليا جدا غير قابلة للتحقق وأهدافا غير واقعية قد تكون بعيدة المنال.لذا يتوجب عليك تخلي عن جميع محاولاتك المستميتة للوصول إلى السماء، إلى الكمال، إلى ألوهية الإنسان. أنت لست كاملا ولن تكون ولست حتى بحاجة إلى أن تكون كاملا وهذا الكلام ينطبق علينا جميعا.. انتبه إلى خواطرك وأفعالك بحيث تصبح واعيا لها عندما تسيطر عليك مشاعر الرغبة في بلوغ الكمال أو التصرف بشكل مثالي و حاول أن تضع أولوياتك من المهام والأهداف وترتبها وأن تعمل على أن تكون ممتازا فيما يهمك أكثر وجيد بما يكفي فيما سواه، ضع أهدافك الخاصة بك أنت وحدك. واجعل الامتياز في فعل الأشياء دافعا لك بدلا من أن يكون الخوف من النقص محبطا مثبطاً لعزيمتك !لا تنشغل بما يريده الآخرون منك بل انشغل بما تريده لنفسك… حاول أن تربط رضاك الذاتي بالجهد الذي تبذله في أي أمر يهمك سواء في البيت أو العمل أو مع الناس ولا تربط رضاك بالنتيجة التي تنتهي إليها الأمور. تفاءل واعمل للأفضل، فالاجتهاد والامتياز مطلوب أما المثالية فهي معيقة، اجتهد دائما للإتقان أكثر من الانتصار. وحاول أن تقنع نفسك دائما أن النجاح هو في بذل أقصى الجهد دون ملل ولا كلل والذي هو في متناول يدك وليس في النتيجة التي هي خارج إرادتك. وانظر للأخطاء على أنها فرص ضرورية للتعلم والتحسين بدلا من أن تكون معوقة وعشوائية لا هدف ولا فائدة تُرجى منها، وأن كل محاولة تقوم بها هي تدريب واستعداد للانتقال للمرحلة التي بعدها.المصدر : الجزيرة



اقرأ أيضاً
ظاهرة غريبة في أنتاركتيكا تحير العلماء!
أظهرت الصفيحة الجليدية في أنتاركتيكا (AIS) علامات نمو قياسية خلال الأعوام 2021-2023، بعد عقود من الذوبان المتسارع الذي كان يساهم بشكل كبير في ارتفاع منسوب البحار العالمية. وتم رصد هذا التحول المثير من خلال بيانات دقيقة جمعتها بعثتا GRACE وGRACE-FO الفضائيتان، اللتان تقومان بقياس التغيرات في مجال الجاذبية الأرضية لتتبع التقلبات في الكتلة الجليدية. وكشفت الدراسة عن تحسن ملحوظ في كتلة الجليد، حيث تحولت الصفيحة من خسارة سنوية بلغت 142 غيغاطن خلال العقد السابق (2011-2020)، إلى اكتساب كتلة جليدية بمعدل 108 غيغا طن سنويا في السنوات الثلاث الأخيرة. وهذا التحول كان أكثر وضوحا في شرق أنتاركتيكا (شرق القارة القطبية الجنوبية)، وخاصة في منطقة ويلكس لاند-كوين ماري لاند (WL-QML)، حيث شهدت الأحواض الجليدية الرئيسية الأربعة: توتن (Totten)، جامعة موسكو (Moscow University)، دينمان (Denman)، وخليج فينسين (Vincennes Bay)، انتعاشا ملموسا بعد سنوات من الخسائر الكبيرة. ويعزو العلماء هذه الظاهرة غير المتوقعة إلى زيادة غير مسبوقة في هطول الأمطار والثلوج في المنطقة، ما أدى إلى تراكم الثلوج بكميات تفوق معدلات الذوبان. وهذا النمو الجليدي كان كافيا لتعويض جزء من الخسائر المستمرة في غرب القارة القطبية الجنوبية، وساهم في تقليل الارتفاع العالمي لمستوى سطح البحر بنحو 0.3 ملم سنويا، وهو تأثير وإن كان صغيرا إلا أنه يحمل دلالة علمية مهمة. لكن العلماء يحذرون من أن هذه الظاهرة قد تكون مؤقتة ولا تعكس بالضرورة تحولا في الاتجاه طويل الأمد. فالصفيحة الجليدية القطبية الجنوبية، التي تحتوي على أكثر من نصف المياه العذبة في العالم، تظل أحد العوامل الرئيسية المقلقة في معادلة ارتفاع مستوى سطح البحر، إلى جانب ذوبان غرينلاند والتوسع الحراري للمحيطات. وهذا الاكتشاف يفتح الباب أمام أسئلة علمية جديدة حول ديناميكيات المناخ القطبي وتفاعلاته المعقدة، ويؤكد الحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم آليات هذه التغيرات وتأثيراتها المحتملة على النماذج المناخية الحالية. بينما يقدم بصيص أمل مؤقتا، يظل التحدي الأكبر هو تحديد ما إذا كان هذا الانتعاش الجليدي مجرد توقف مؤقت في مسار الذوبان المستمر، أم أنه يشير إلى تحول جذري في سلوك الصفيحة الجليدية الأكبر على كوكبنا.   نيويورك بوست
منوعات

جملة “سامة” واحدة قد تنهي علاقتك العاطفية إلى الأبد!
تظهر الدراسات النفسية الحديثة كيف يمكن لعبارة واحدة فقط أن تهدد استقرار العلاقات العاطفية. ومن خلال تحليل أنماط التواصل بين الأزواج، يكشف الخبراء أن بعض الكلمات، وإن بدت عابرة، قد تحمل أثرا نفسيا عميقا يُعجّل بانهيار العلاقة، خاصة حين تُستخدم أثناء الشجارات أو لحظات التوتر. وبهذا الصدد، حذّر عالم النفس الأمريكي الدكتور مارك ترافرز، من عبارة وصفها بأنها "الأكثر سمّية" على الإطلاق، قائلا إنها كفيلة بتدمير العلاقة إلى الأبد إن نُطقت، حتى لو عن غير قصد. وتقول العبارة: "لماذا لا يمكنك أن تكون أكثر شبها بـ[فلان]؟". وأوضح ترافرز، في مقال نشرته شبكة CNBC، أن هذه المقارنة، سواء كانت مع شريك سابق أو صديق أو أحد الوالدين أو حتى نسخة سابقة من الشريك نفسه، تحمل رسالة ضمنية خطيرة تقول: "أنت لا تكفي، وشخص آخر قد يكون أفضل منك". ويصف ترافرز هذا السلوك بـ"تأثير الموت بالمقارنة"، مشيرا إلى أنه يدمر الإحساس بالقيمة الذاتية ويفقد الطرف الآخر شعوره بالأمان العاطفي. وقال: "قد تبدو العبارة مجرد تنفيس لحظي عن الإحباط، لكن ضررها النفسي عميق. الشريك لا يشعر بعدها بأنه محبوب كما هو، بل يبدأ بالتشكيك في نفسه". وحذر من أن هذه المقارنة ليست إلا عرضا لخلل أعمق، غالبا ما يرتبط بغياب التواصل الصريح. وأضاف: "بدلا من التعبير المباشر عن الاحتياجات، يكبت بعض الأشخاص مشاعرهم حتى تنفجر في شكل انتقادات جارحة أو مقارنات قاسية". وأشار إلى أن العلاقات لا تنهار فجأة، بل "تتآكل تحت وطأة تراكم الأخطاء الصغيرة"، ومعظمها لفظي. ومن جهته، قدّم المعالج النفسي جيف غونتر، أربع عبارات اعتبرها مؤشرات حمراء على وجود خلل في العلاقة، وهي: "نحن مختلفان جدا"، "لا نتشاجر أبدا"، "تقدّمت العلاقة بسرعة"، "الكيمياء بيننا مذهلة". وأوضح أن التركيز على "الكيمياء" فقط، دون أسس من التفاهم والانسجام الواقعي، قد يشير إلى ضعف العلاقة من الداخل. كما أدرجت خبيرة العلاقات الجنسية، تريسي كوكس، عبارة "لماذا لا يمكنك أن تكون مثل..." ضمن قائمة بـ18 عبارة يجب تجنبها تماما داخل أي علاقة، لما لها من آثار مدمّرة على التواصل والتقدير المتبادل. المصدر: روسيا اليوم عن ديلي ميل
منوعات

إفلاس أكبر وأشهر شركة تخسيس في العالم!
أعلنت شركة "WW International" إيداعها طلبا للحماية من الإفلاس أمام المحكمة المختصة في ولاية ديلاوير الأمريكية، في خطوة تهدف إلى تخفيض ديونها البالغة نحو 1.6 مليار دولار. ويأتي ذلك وسط تراجع أعمال الشركة التقليدية بسبب انتشار أدوية علاج السمنة مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي". وجاء هذا الإعلان بعد تراجع حاد في أداء الشركة، التي كانت تعد أحد أبرز الأسماء في مجال برامج إنقاص الوزن، حيث انخفضت قيمتها السوقية بشكل كبير، وهوت أسهمها بنسبة 40% في التعاملات اللاحقة للإعلان عن خطة إعادة الهيكلة. وتأتي هذه الخطوة ضمن اتفاق مع مجموعة من الدائنين لتسوية ديون بقيمة 1.15 مليار دولار، بينما تتراوح أصول والتزامات الشركة بين مليار وعشرة مليارات دولار وفقا لوثائق المحكمة. وكانت "WeightWatchers" قد بدأت نشاطها في ستينيات القرن الماضي كمجموعة دعم أسبوعية لإنقاص الوزن، قبل أن تتحول إلى علامة تجارية عالمية يتبعها الملايين. إلا أن ظهور أدوية جديدة لعلاج السمنة، مثل "ويغوفي" من إنتاج "نوفو نورديسك" و"زيبباوند" من "إيلي ليلي"، قلّص الطلب على برامجها التقليدية، مما دفعها إلى التوسع في تقديم الخدمات الطبية عن بُعد عام 2023 في محاولة للتكيف مع التغيرات السوقية. ورغم هذه الجهود، سجلت الشركة خسائر فادحة بلغت 345.7 مليون دولار العام الماضي، كما تراجعت إيرادات الاشتراكات بنسبة 5.6% مقارنة بالعام السابق. يذكر أن الشركة غيرت اسمها إلى "WW International" عام 2018 في إطار تحولها نحو التركيز على الصحة العامة بدلا من الاقتصار على برامج إنقاص الوزن. منتجات Wegovy وOzempic وتجدر الإشارة إلى أن أسهم الشركة شهدت انهيارا بنسبة 60% منذ أن كشفت "وول ستريت جورنال" في أبريل الماضي نيتها التقدم بطلب الإفلاس، مما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها في ظل المنافسة الشرسة من شركات الأدوية التي تقدم حلولا طبية لعلاج السمنة.
منوعات

كلب يسرق الأضواء في حفل “ميت غالا”
ظهرت رائدة الأعمال الأمريكية من أصل هندي، منى باتيل، بإطلالة فريدة ومبتكرة أثارت إعجاب الحضور في حفل "ميت غالا" السنوي الذي يعقد في نيويورك. وحضرت باتيل مع "فيكتور"، كلبها الآلي المصمم بتقنيات متطورة، ما جعلها واحدة من أبرز الحضور في هذا الحدث المميز. وتم تصميم "فيكتور" في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهو كلب آلي من نوع "داشهند" مزود بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يتمتع بحركة مخصصة بفضل سلسلة مرصعة بالألماس عيار 1000 قيراط، ويملك أجهزة استشعار تمكنه من التحرك بطريقة ذكية وفريدة. أما بالنسبة لإطلالة باتيل، فقد اختارت بدلة فاخرة من تصميم المصمم الأمريكي توم براون، حيث أضافت إليها قبعة مبتكرة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ما جعلها تتألق بين الحضور. كما زُينت ملابسها بعمود فقري آلي في الخلف، وهو ما يعكس خلفيتها الهندسية. وفي تعليق لها لمجلة "هاربر بازار"، قالت باتيل: "لقد حالفني الحظ بالعمل مع مهندسين بارعين، ولا أستطيع مقاومة نقل هذا الجانب من حياتي إلى السجادة الحمراء". وأضافت أن "فيكتور" كان جزءا من تصميمها الشخصي الذي يعكس تخصصها في الهندسة والابتكار التكنولوجي. ولدت باتيل في فادودارا، غوجارات، وانتقلت إلى الولايات المتحدة في عام 2003، حيث أصبحت رائدة أعمال ومستثمرة. ودرست علوم الحاسوب في جامعة غوجارات، ثم أكملت دراستها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد وجامعة فلوريدا. وتعد باتيل مؤسسة شركة radXai، وهي شركة ناشئة تهدف إلى تحسين التصوير الطبي باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما أنها مؤسسة "Couture For Cause"، وهي منظمة غير ربحية تسعى لإحداث تغيير إيجابي في العالم من خلال الموضة. وشهد حفل "ميت غالا"، الذي يعد حدثا اجتماعيا مهما لجمع التبرعات، حضور العديد من الشخصيات الشهيرة، مثل ريهانا ومادونا ونيكول كيدمان وديانا روس ومايلي سايرس وديمي مور وكيم كارداشيان. كما ظهر العديد من الضيوف بتصاميم غريبة وأزياء مبتكرة، ما أضاف سحرا خاصا لهذا الحدث السنوي الذي يضم نخبة من النجوم والمبدعين. تجدر الإشارة إلى العديد من الإطلالات الغريبة والمميزة التي شهدها حفل "ميت غالا" على مر السنين، ففي عام 2021، وصل المغني فرانك أوشن إلى الحفل وهو يحمل طفلا آليا أخضر ذو تعبيرات بشرية، بينما حمل جاريد ليتو نسخة طبق الأصل من رأسه في حفل 2019.
منوعات

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 12 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة