علوم

الكمبيوتر الكمّي سيغير شكل العالم كما نعرفه


كشـ24 نشر في: 24 يناير 2018

أجهزة الكمبيوتر الكمية هي آلات قوية بشكل لا يصدق، إذ تتميز بكونها تأخذ نهجاً جديداً تماماً لمعالجة المعلومات.

هذه الأجهزة مبنية على مبادئ ميكانيكا الكم، لذلك فإنها تعتمد على قوانين معقدة.

سنحاول تبسيط الأمر أكثر .. النظام الرقمي المستخدم حالياً في جميع الإلكترونيات يعتمد على "النظام الثنائي"، وهو المكون من الرقمين (صفر وواحد) فقط. ففي أجهزة الكمبيوتر العادية التي نستخدمها الآن، لا يوجد لدينا سوى خيارين: التشغيل أو الإطفاء (on and off) لمعالجة المعلومات.

وبالتالي فإن أصغر وحدة يمكن إضافة المعلومات والبيانات إليها، والتي يطلق عليها اسم "بايت"، إما أن تكون "1" أو "0". وحتى يمكننا التعبير عن الرقم خمسة مثلاً، فإننا نقوم بإدخاله إلى الحاسوب على صورة (101).

وتعتمد القوة الحسابية للكمبيوتر العادي هنا على عدد الترانزستورات الثنائية -مفاتيح التشغيل والإطفاء الصغيرة- التي تأتي ضمن المعالج أو البروسيسور. على سبيل المثال تنتج شركة "إنتل" الآن معالجاً مكوناً من 5 مليارات ترانزستور، وهو ما يعني قوة أداء مرتفعة جداً، لكن هذا المعالج يظل مقيداً بالنظام الثنائي.

بينما في النظام الكمي، فإننا سنعتمد على الدمج بين مفهوم الجزيئات ومفهوم الموجات، فيما يعرف بالطبيعة المزدوجة للإلكترونات، كما يدخل معها مبدأ عدم التأكد للعالم هايزنبرغ، الذي تعتمد عليه ميكانيكا الكم.

لا بد أن يتكون الحاسوب الكمي من مكونات إلكترونية صغيرة جداً، تماثل الذرات المنفردة حجماً. وبالتالي ستخضع هذه المكونات ذات الأحجام الصغيرة جداً لقوانين ميكانيكا الكم.

ففي عالم الجزيئات الأصغر من الذرة، الخاص بميكانيكا الكم، يمكن للجسيمات المادية (مثل الإلكترونات) أن تتصرف مثل الموجات، وبالتالي يمكنها التصرف كجسيم مادي أو موجة أو كلاهما، وهو ما يعرف في ميكانيكا الكم باسم "التراكب". ونتيجة لهذا التراكب يمكن أن يكون الـ"بايت" (سنسميه كيوبايت في حالة الحواسيب الكمية)، إما 0 أو 1 أو 0 و1 معاً.

هذا يعني أن كل بايت يمكن أن يكون معادلتين في نفس الوقت، وسيستطيع 2 كيوبايت تكوين 4 معادلات، وسيستطيع ثلاثة كيوبايت تكوين 8 معادلات، وهكذا حتى نصل إلى أعداد كبيرة جداً، بالإضافة لبعض المفاهيم العلمية التي قد لا تستوعبها عقولنا بسهولة.

الحوسبة الكمية

يعود تاريخ مفهوم الحوسبة الكمية إلى عدد من الأفكار خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي، التي تبناها العالم ريتشارد فاينمان، عالم الفيزياء النظرية الأميركي، الحائز جائزة نوبل. فقد تصور فاينمان أن هذا المفهوم يمكن أن يؤدي إلى زيادة في سرعة الحواسيب الكمية بشكل كبير، لكن المفهوم ظل في نطاق الفيزياء النظرية.

الفكرة في الحوسبة الكمية أن التعامل مع البيانات لن يكون مقيداً بالصفر والواحد فقط، لكنه سيعتمد على فكرة الاحتمالات الخاصة بمبدأ عدم التأكد، وبالتالي سيكون لدينا عدد غير محدود من الخيارات.

من خلال تسخير هذا السلوك الطبيعي، يمكن للحوسبة الكمية تشغيل أنواع جديدة من الخوارزميات لمعالجة المعلومات بشكل أكثر شمولية. ويمكن أن تؤدي في يوم من الأيام إلى اختراقات ثورية في المواد واكتشاف العقاقير، والاستفادة المثلى من النظم المعقدة التي صنعها الإنسان، والذكاء الاصطناعي. نحن نتوقع من هذه التقنية أن تفتح الأبواب التي كنا نعتقد أنها ستبقى مغلقة لأجل غير مسمى.

حتى يمكنك فقط استيعاب ما نحن مقدمون عليه، فإن جهازاً واحداً من أجهزة الكمبيوتر الكمية يمكن أن يساوي جميع أجهزة الحاسوب الموجودة على كوكب الأرض الآن. هذا بالإضافة إلى أننا سنتمكن من صناعة أجهزة حاسوب أقل قليلاً مما لدينا فيما يتعلق بالحجم. تخيل أن تملك حاسوباً بحجم كف اليد، ويمكنه أن يدير مدينة كاملة إلكترونياً.

لماذا نحتاج إلى هذه الأجهزة؟

سنتحدث عن الأمر من جانبين، العام والشخصي. ففي عالم حيث نعتمد بشكل متزايد على الحوسبة، لتبادل المعلومات وتخزين البيانات، تبدو فكرة العيش دون أجهزة الكمبيوتر مربكة وغير ممكنة.

ولكن إذا واصلنا اتباع الاتجاه القائم منذ ظهور أول جهاز كمبيوتر، فإننا بحلول عام 2040 لن تكون لدينا القدرة على تشغيل جميع الآلات في جميع أنحاء العالم، وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن رابطة صناعة أشباه الموصلات.

ولمنع ذلك، تركز صناعة الحواسيب حالياً على إيجاد طرق لجعل الحوسبة أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، ولكن أجهزة الكمبيوتر الكلاسيكية محدودة بسبب الحد الأدنى من الطاقة الذي تحتاجه لأداء عملية واحدة.

هذا الحد الأدنى من الطاقة أطلق عليه اسم "حد رولف لانداور" على اسم العالم الخبير في مختبرات IBM، الذي وجد في عام 1961 أنه في أي جهاز كمبيوتر، كل عملية بايت واحد يجب لها استخدام الحد الأدنى المطلق من الطاقة. وتمكن لانداور من حساب الحد الأدنى من الطاقة المطلوبة لتشغيل الحاسوب.

الحوسبة الكمية ستستفيد من قدرة الجسيمات دون الذرية على التواجد في أكثر من مكان في نفس اللحظة. وبسبب هذه الطريقة التي يتصرف بها أصغر الجسيمات، يمكن القيام بالعمليات بسرعة أكبر، واستخدام طاقة أقل من أجهزة الكمبيوتر الكلاسيكية.

وقد تفكك هذه النظم الكمية تعقيدات التفاعلات الجزيئية والكيميائية، لتؤدي إلى اكتشاف أدوية ومواد جديدة. ويمكن أن تمكن هذه الخدمات من توفير الخدمات اللوجستية فائقة الكفاءة، مثل تحسين عمليات تسليم البضائع خلال موسم العطلات. وقد تساعدنا في إيجاد طرق جديدة لنمذجة البيانات المالية وعزل عوامل الخطر العالمية الرئيسية لتحقيق استثمارات أفضل.

بل إنها قد تزيد قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلم السريع، وبالتالي نخلق آلات وروبوتات قوية تتعلم ذاتياً.

بكلمات أخرى، فإن حياة كل إنسان على سطح هذا الكوكب قبل تخليق أول كمبيوتر كمي لن تكون أبداً مثل الحياة بعده..الآن الحياة ستتغير إلى الأبد.

على المستوى الشخصي، ستغير هذه الحواسيب من الإدراك العقلي للإنسان بشكل كامل، فكما أن الإنسان قبل نشأة الحاسوب يختلف عن الإنسان بعد وجوده، فإننا سنستطيع القول بمنتهى الثقة هذا هو إنسان ما بعد الحواسيب الكمية، الذي يختلف عما قبلها. ستظهر لك تطبيقات وبرامج مغايرة تماماً لما تعودت عليه، وستتعامل مع لغات برمجة مختلفة، وكل هذا سينعكس في طفرة تكنولوجية هائلة يمكن أن تشهدها هواتفك المحمولة واستخدامات الذكاء الصناعي لإدارة حياتك.

عوائق ومحاولات للحل

عام 2016، وجد فريق علماء من جوجل وناسا، أن الكمبيوتر الكمي من نوع "D-wave quantum computer" كان 100 مليون مرة أسرع من الكمبيوتر التقليدي. لكن المشكلة هي أن نقل الحوسبة الكمية إلى النطاق الصناعي هو أمر صعب، وقد يستغرق سنوات عديدة.

وأعلنت شركة IBM عام 2017، أن أحد أقسامها يعمل على تطوير أجهزة كمبيوتر كمية يمكن بيعها تجارياً خلال السنوات القادمة. في حين أن الباحثين في جوجل يقولون إن الشركة يمكن أن تبدأ في تحقيق تقدم فيما يتعلق بعناصر تكنولوجيا الكمبيوتر الكمية خلال السنوات الخمس المقبلة.

السبب الرئيسي الذي يجعل تصنيع أجهزة الكمبيوتر الكمية صعباً جداً هو أن العلماء لا يزالون لم يجدوا وسيلة بسيطة للسيطرة على أنظمة معقدة من البايتات.

وربما تكون هذه الأجهزة قد أخذت خطوة أقوى للخروج من عالم المختبرات إلى العالم الحقيقي، وذلك بعد أن انضمت شركات سامسونغ ودايملر وهوندا ومورغان تشيس وباركليز وغيرها إلى جهاز IBM الذي تطوره الشركة.

آخر التطورات الهامة في هذا المجال هو ما حدث في منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2017، عندما تمكنت مجموعة من الباحثين من إعادة تصوير المعالجات الدقيقة السيليكونية التي نعرفها حالياً، من أجل إنشاء تصميم كامل لشريحة كمبيوتر كمي، التي يمكن تصنيعها باستخدام مكونات وعمليات متاحة صناعياً في الوقت الحالي.

ويوضح تصميم الرقاقة الجديدة، الذي نشر بالتفصيل في مجلة Nature Communications، أن البنية المعمارية الجديدة تسمح بإجراء عمليات حسابية كمية باستخدام مكونات أشباه الموصلات الحالية المعروفة باسم CMOS complementary metal-oxide-semiconductor، وهي أساس جميع الرقاقات الإلكترونية الحديثة.

وقال رئيس الفريق البحثي في مركز التميز في مجال الحوسبة الكمية وتكنولوجيا الاتصالات (CQC2T): "كثيراً ما نفكر في أن الهبوط على سطح القمر كان أعظم أعجوبة تكنولوجية في البشرية. ولكن إنشاء رقاقة المعالجات الدقيقة مع مليار جهاز تعمل معاً مثل السيمفونية التي يمكنك حملها في جيبك، هو بالفعل إنجاز مذهل قد يؤدي إلى ثورة في الحياة الحديثة".

أجهزة الكمبيوتر الكمية هي آلات قوية بشكل لا يصدق، إذ تتميز بكونها تأخذ نهجاً جديداً تماماً لمعالجة المعلومات.

هذه الأجهزة مبنية على مبادئ ميكانيكا الكم، لذلك فإنها تعتمد على قوانين معقدة.

سنحاول تبسيط الأمر أكثر .. النظام الرقمي المستخدم حالياً في جميع الإلكترونيات يعتمد على "النظام الثنائي"، وهو المكون من الرقمين (صفر وواحد) فقط. ففي أجهزة الكمبيوتر العادية التي نستخدمها الآن، لا يوجد لدينا سوى خيارين: التشغيل أو الإطفاء (on and off) لمعالجة المعلومات.

وبالتالي فإن أصغر وحدة يمكن إضافة المعلومات والبيانات إليها، والتي يطلق عليها اسم "بايت"، إما أن تكون "1" أو "0". وحتى يمكننا التعبير عن الرقم خمسة مثلاً، فإننا نقوم بإدخاله إلى الحاسوب على صورة (101).

وتعتمد القوة الحسابية للكمبيوتر العادي هنا على عدد الترانزستورات الثنائية -مفاتيح التشغيل والإطفاء الصغيرة- التي تأتي ضمن المعالج أو البروسيسور. على سبيل المثال تنتج شركة "إنتل" الآن معالجاً مكوناً من 5 مليارات ترانزستور، وهو ما يعني قوة أداء مرتفعة جداً، لكن هذا المعالج يظل مقيداً بالنظام الثنائي.

بينما في النظام الكمي، فإننا سنعتمد على الدمج بين مفهوم الجزيئات ومفهوم الموجات، فيما يعرف بالطبيعة المزدوجة للإلكترونات، كما يدخل معها مبدأ عدم التأكد للعالم هايزنبرغ، الذي تعتمد عليه ميكانيكا الكم.

لا بد أن يتكون الحاسوب الكمي من مكونات إلكترونية صغيرة جداً، تماثل الذرات المنفردة حجماً. وبالتالي ستخضع هذه المكونات ذات الأحجام الصغيرة جداً لقوانين ميكانيكا الكم.

ففي عالم الجزيئات الأصغر من الذرة، الخاص بميكانيكا الكم، يمكن للجسيمات المادية (مثل الإلكترونات) أن تتصرف مثل الموجات، وبالتالي يمكنها التصرف كجسيم مادي أو موجة أو كلاهما، وهو ما يعرف في ميكانيكا الكم باسم "التراكب". ونتيجة لهذا التراكب يمكن أن يكون الـ"بايت" (سنسميه كيوبايت في حالة الحواسيب الكمية)، إما 0 أو 1 أو 0 و1 معاً.

هذا يعني أن كل بايت يمكن أن يكون معادلتين في نفس الوقت، وسيستطيع 2 كيوبايت تكوين 4 معادلات، وسيستطيع ثلاثة كيوبايت تكوين 8 معادلات، وهكذا حتى نصل إلى أعداد كبيرة جداً، بالإضافة لبعض المفاهيم العلمية التي قد لا تستوعبها عقولنا بسهولة.

الحوسبة الكمية

يعود تاريخ مفهوم الحوسبة الكمية إلى عدد من الأفكار خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي، التي تبناها العالم ريتشارد فاينمان، عالم الفيزياء النظرية الأميركي، الحائز جائزة نوبل. فقد تصور فاينمان أن هذا المفهوم يمكن أن يؤدي إلى زيادة في سرعة الحواسيب الكمية بشكل كبير، لكن المفهوم ظل في نطاق الفيزياء النظرية.

الفكرة في الحوسبة الكمية أن التعامل مع البيانات لن يكون مقيداً بالصفر والواحد فقط، لكنه سيعتمد على فكرة الاحتمالات الخاصة بمبدأ عدم التأكد، وبالتالي سيكون لدينا عدد غير محدود من الخيارات.

من خلال تسخير هذا السلوك الطبيعي، يمكن للحوسبة الكمية تشغيل أنواع جديدة من الخوارزميات لمعالجة المعلومات بشكل أكثر شمولية. ويمكن أن تؤدي في يوم من الأيام إلى اختراقات ثورية في المواد واكتشاف العقاقير، والاستفادة المثلى من النظم المعقدة التي صنعها الإنسان، والذكاء الاصطناعي. نحن نتوقع من هذه التقنية أن تفتح الأبواب التي كنا نعتقد أنها ستبقى مغلقة لأجل غير مسمى.

حتى يمكنك فقط استيعاب ما نحن مقدمون عليه، فإن جهازاً واحداً من أجهزة الكمبيوتر الكمية يمكن أن يساوي جميع أجهزة الحاسوب الموجودة على كوكب الأرض الآن. هذا بالإضافة إلى أننا سنتمكن من صناعة أجهزة حاسوب أقل قليلاً مما لدينا فيما يتعلق بالحجم. تخيل أن تملك حاسوباً بحجم كف اليد، ويمكنه أن يدير مدينة كاملة إلكترونياً.

لماذا نحتاج إلى هذه الأجهزة؟

سنتحدث عن الأمر من جانبين، العام والشخصي. ففي عالم حيث نعتمد بشكل متزايد على الحوسبة، لتبادل المعلومات وتخزين البيانات، تبدو فكرة العيش دون أجهزة الكمبيوتر مربكة وغير ممكنة.

ولكن إذا واصلنا اتباع الاتجاه القائم منذ ظهور أول جهاز كمبيوتر، فإننا بحلول عام 2040 لن تكون لدينا القدرة على تشغيل جميع الآلات في جميع أنحاء العالم، وفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن رابطة صناعة أشباه الموصلات.

ولمنع ذلك، تركز صناعة الحواسيب حالياً على إيجاد طرق لجعل الحوسبة أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، ولكن أجهزة الكمبيوتر الكلاسيكية محدودة بسبب الحد الأدنى من الطاقة الذي تحتاجه لأداء عملية واحدة.

هذا الحد الأدنى من الطاقة أطلق عليه اسم "حد رولف لانداور" على اسم العالم الخبير في مختبرات IBM، الذي وجد في عام 1961 أنه في أي جهاز كمبيوتر، كل عملية بايت واحد يجب لها استخدام الحد الأدنى المطلق من الطاقة. وتمكن لانداور من حساب الحد الأدنى من الطاقة المطلوبة لتشغيل الحاسوب.

الحوسبة الكمية ستستفيد من قدرة الجسيمات دون الذرية على التواجد في أكثر من مكان في نفس اللحظة. وبسبب هذه الطريقة التي يتصرف بها أصغر الجسيمات، يمكن القيام بالعمليات بسرعة أكبر، واستخدام طاقة أقل من أجهزة الكمبيوتر الكلاسيكية.

وقد تفكك هذه النظم الكمية تعقيدات التفاعلات الجزيئية والكيميائية، لتؤدي إلى اكتشاف أدوية ومواد جديدة. ويمكن أن تمكن هذه الخدمات من توفير الخدمات اللوجستية فائقة الكفاءة، مثل تحسين عمليات تسليم البضائع خلال موسم العطلات. وقد تساعدنا في إيجاد طرق جديدة لنمذجة البيانات المالية وعزل عوامل الخطر العالمية الرئيسية لتحقيق استثمارات أفضل.

بل إنها قد تزيد قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلم السريع، وبالتالي نخلق آلات وروبوتات قوية تتعلم ذاتياً.

بكلمات أخرى، فإن حياة كل إنسان على سطح هذا الكوكب قبل تخليق أول كمبيوتر كمي لن تكون أبداً مثل الحياة بعده..الآن الحياة ستتغير إلى الأبد.

على المستوى الشخصي، ستغير هذه الحواسيب من الإدراك العقلي للإنسان بشكل كامل، فكما أن الإنسان قبل نشأة الحاسوب يختلف عن الإنسان بعد وجوده، فإننا سنستطيع القول بمنتهى الثقة هذا هو إنسان ما بعد الحواسيب الكمية، الذي يختلف عما قبلها. ستظهر لك تطبيقات وبرامج مغايرة تماماً لما تعودت عليه، وستتعامل مع لغات برمجة مختلفة، وكل هذا سينعكس في طفرة تكنولوجية هائلة يمكن أن تشهدها هواتفك المحمولة واستخدامات الذكاء الصناعي لإدارة حياتك.

عوائق ومحاولات للحل

عام 2016، وجد فريق علماء من جوجل وناسا، أن الكمبيوتر الكمي من نوع "D-wave quantum computer" كان 100 مليون مرة أسرع من الكمبيوتر التقليدي. لكن المشكلة هي أن نقل الحوسبة الكمية إلى النطاق الصناعي هو أمر صعب، وقد يستغرق سنوات عديدة.

وأعلنت شركة IBM عام 2017، أن أحد أقسامها يعمل على تطوير أجهزة كمبيوتر كمية يمكن بيعها تجارياً خلال السنوات القادمة. في حين أن الباحثين في جوجل يقولون إن الشركة يمكن أن تبدأ في تحقيق تقدم فيما يتعلق بعناصر تكنولوجيا الكمبيوتر الكمية خلال السنوات الخمس المقبلة.

السبب الرئيسي الذي يجعل تصنيع أجهزة الكمبيوتر الكمية صعباً جداً هو أن العلماء لا يزالون لم يجدوا وسيلة بسيطة للسيطرة على أنظمة معقدة من البايتات.

وربما تكون هذه الأجهزة قد أخذت خطوة أقوى للخروج من عالم المختبرات إلى العالم الحقيقي، وذلك بعد أن انضمت شركات سامسونغ ودايملر وهوندا ومورغان تشيس وباركليز وغيرها إلى جهاز IBM الذي تطوره الشركة.

آخر التطورات الهامة في هذا المجال هو ما حدث في منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2017، عندما تمكنت مجموعة من الباحثين من إعادة تصوير المعالجات الدقيقة السيليكونية التي نعرفها حالياً، من أجل إنشاء تصميم كامل لشريحة كمبيوتر كمي، التي يمكن تصنيعها باستخدام مكونات وعمليات متاحة صناعياً في الوقت الحالي.

ويوضح تصميم الرقاقة الجديدة، الذي نشر بالتفصيل في مجلة Nature Communications، أن البنية المعمارية الجديدة تسمح بإجراء عمليات حسابية كمية باستخدام مكونات أشباه الموصلات الحالية المعروفة باسم CMOS complementary metal-oxide-semiconductor، وهي أساس جميع الرقاقات الإلكترونية الحديثة.

وقال رئيس الفريق البحثي في مركز التميز في مجال الحوسبة الكمية وتكنولوجيا الاتصالات (CQC2T): "كثيراً ما نفكر في أن الهبوط على سطح القمر كان أعظم أعجوبة تكنولوجية في البشرية. ولكن إنشاء رقاقة المعالجات الدقيقة مع مليار جهاز تعمل معاً مثل السيمفونية التي يمكنك حملها في جيبك، هو بالفعل إنجاز مذهل قد يؤدي إلى ثورة في الحياة الحديثة".


ملصقات


اقرأ أيضاً
الصين.. اكتشاف فيروسين خطيرين في الخفافيش!
اكتشف علماء الأحياء الجزيئية الصينيون 24 فيروسا غير معروف سابقا في أجسام الخفافيش التي تعيش في مقاطعة يونان جنوب الصين، وتم تحديد فيروسين يشبهان العوامل المسببة لحمى هيندرا ونيباه. وتشير المجلة العلمية PLoS Pathogens إلى أن هذه العوامل الممرضة يمكن أن تسبب تفشي عدوى حيوانية المنشأ جديدة عند اتصال الخفافيش بالبشر. ويقول الباحثون: "حللنا مجموعة من العوامل الممرضة الموجودة في كلى الخفافيش التي تعيش في أراضي مقاطعة يوننان بالقرب من بساتين القرى وفي الكهوف المجاورة. وخلال هذا التحليل، حددنا عاملين ممرضين في آن واحد، قريبين جدا من فيروسي هيندرا ونيباه، اللذين قد يؤدي اختراقهما لمجموعات الحيوانات الأليفة أو البشر إلى عواقب وخيمة". وقد درس العلماء كليتي 142 خفاشا من عشرة أنواع من خمس مناطق في يوننان. وباستخدام طرق تسلسل الحمض النووي عالية الإنتاجية، اكتشف العلماء أن 24 منها لم تكن معروفة من قبل للعلم، وكذلك نوعين من البكتيريا أحدهما لم يكن معروفا في السابق ونوعا جديدا من الكائنات البسيطة- البروتوزوا- كلوسيلا يونانينسيس( clausella yunnanensis) وأثار اهتمام العلماء بصورة خاصة فيروسان جديدان من جنس فيروس هينيبا (Henipavirus)، وهو نفس الفيروس الذي يشمل فيروسات نيباه وهندرا، المعروفين بارتفاع معدل الوفيات بين البشر. وقد عثر على الفيروسات المكتشفة في الخفافيش الآكلة للفاكهة التي تعيش بالقرب من البساتين، بالقرب من المستوطنات البشرية، لأن الفيروسات من هذا النوع يمكن أن تنتقل عن طريق البول، لذلك يحذر الباحثون من خطر الإصابة بالعدوى من خلال الفاكهة الملوثة.
علوم

بالأدلة التجريبية.. إثبات وجود ذكاء جماعي لدى النمل!
من بين عشرات الآلاف من أنواع النمل طورت بعضها سلوكيات "ذكية" مدهشة مثل الزراعة، وتربية الماشية، والعمليات الجراحية، و"القرصنة"، والتباعد الاجتماعي، وبناء عمارات معقدة. وأبرز هذه السلوكيات تتمثل بـ: الزراعة: حيث تقوم بعض أنواع النمل بزراعة الفطريات وتغذيتها تربية الماشية: عبر رعاية حشرات المن واستغلال إفرازاتها العمليات الجراحية: مثل خياطة جروح أفراد المستعمرة القرصنة: من خلال غزو مستعمرات نمل أخرى وسرقة مواردها التباعد الاجتماعي: كإجراء وقائي ضد انتشار الأمراض الهندسة المعمارية: ببناء مستعمرات متعددة الطوابق بأنظمة تهوية متقنة مع ذلك، يبدو دماغ النملة الذي لا يتجاوز حجمه حبة خشخاش ويحتوي على حجم من 250 ألفا إلى مليون خلية عصبية (مقابل 86 مليارا لدى الإنسان) بسيطا جدا، مقارنة بهذه الإنجازات. واكتشف باحثون من إسرائيل وسويسرا كيف تتحد هذه "الأدمغة المجهرية" لتشكل ذكاء سربيا قادرا على التخطيط الاستراتيجي. ونُشرت نتائج الدراسات في مجلة Frontiers in Behavioral Neuroscience. وألهمت الباحثين أرصاد غير متوقعة في الطبيعة، حيث لاحظوا أن نملات فردية تستخدم فكها العلوية لإزالة الحجارة الصغيرة من حول المجموعات التي تنقل فريسة كبيرة بشكل جماعي. وقال البروفيسور أوفر فاينرمان من معهد "وايزمان": "عندما رأينا لأول مرة النمل يزيل عقبات صغيرة من طريق حمولة يجري نقلها، دهشنا حقا، ويبدو أن هذه الكائنات الصغيرة تتنبأ بصعوبات تنتظرها في الطريق وتحاول مساعدة رفاقها مسبقا". وكما لاحظ العلماء، فإن هذا الذكاء يتجلى على مستوى المستعمرة بأكملها، وليس على مستوى نملة واحدة، إذ تستجيب كل نملة لإشارات بسيطة، مثل آثار الفيرومونات الطازجة، من دون إدراك هدف عام، لكنها تحقق معا نتائج معقدة وهادفة. ومن أجل دراسة هذا السلوك، أجرى الباحثون سلسلة من 83 تجربة، شاركت فيها مستعمرة من النمل "المجنون" (Paratrechina longicornis ) الذي يعيش في المعهد. واستُخدموا كرات بلاستيكية قطرها 1.5 ملليمتر (نصف طول جسم النملة) كعوائق تُعيق طريق الحشرات. أما الطُعم فتم هنا استخدام حبيبات طعام القطط الذي يُفضله النمل بشدة. ومثل العديد من أنواع النمل، تنشر P. longicornis معلومات عن وجود فريسة كبيرة بين أفراد المستعمرة عبر مسارات فيرومونية، فهي تتحرك بشكل فوضوي (ومن هنا جاءت تسميتها "مجنونة")، وتلمس بطونها الأرض كل 0.2 ثانية، تاركة قطرة صغيرة من الفيرومون. ويجذب هذا الفيرومون عمالا آخرين بسرعة نحو الطعام. لكن العلماء اكتشفوا هنا أنه يلعب أيضا دورا محوريا في سلوك التطهير. وأظهرت الدراسة أن النمل العامل غالبا ما يزيل الكرات عند بُعد 40 مم تقريبا عن الطعام باتجاه العش. حيث ينقل هذه الكرات إلى مسافة تصل إلى 50 مم، مُزيلا إياها من الطريق المؤدي إلى العش. وسجل أحدها رقما قياسيا بإزالة 64 عائقا على التوالي. "وتشير هذه النتائج إلى أن انطباعنا الأولي كان خاطئا، ففي الواقع، لا يفهم النمل العامل الوضع على الإطلاق. وينشأ هذا السلوك الذكي على مستوى المستعمرة ككل، وليس على مستوى الأفراد. وكل نملة تتبع إشارات بسيطة، مثل العلامات الشمية الطازجة التي تتركها نملات أخرى بدون حاجة لفهم الصورة الكاملة، لكن جماعيّا فإنها تعطي نتيجة ذكية هادفة"، هذا ما خلصت إليه الدكتورة دانييل ميرش الباحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه في المعهد. المصدر: روسيا اليوم عن Naukatv.ru
علوم

العثور على نوع جديد من الثدييات من عصر الديناصورات في منغوليا
عثر فريق دولي من علماء الحفريات على أحفورة في صحراء غوبي في منغوليا لنوع غير معروف من الثدييات عاش في العصر الطباشيري الذي امتد من 100 مليون سنة إلى حوالي 66 مليون سنة مضت.وأفادت مجلة " Acta Palaeontologica Polonica" بأن العلماء أطلقوا على الحيوان الجديد الذي يبلغ حجمه حجم الفأر تقريبا، اسم "رافجا إيشي" ( Ravjaa ishiii).ويذكر أن العلماء عثروا في عام 2019، على جزء من الفك السفلي يبلغ طوله سنتيمترا واحدا فقط.وأظهر التحليل أن الحيوان ينتمي إلى عائلة Zhelestidae؛ وهي ثدييات قديمة من العصر الطباشيري، ولكن الشكل الفريد للفك والأضراس العالية يميزه عن الممثلين الآخرين للمجموعة، ما جعل من الممكن تحديد جنس ونوع منفصلين.ويغير هذا الاكتشاف، الذي هو الأول لـ "Zhelestidae " في منغوليا، فكرة توزيع هذه الحيوانات، حيث كان يعتقد في السابق أنها تعيش بشكل رئيسي في المناطق الساحلية، لكن "رافجا إيشي" يثبت أنها عاشت أيضا في أعماق المناطق القارية.
علوم

حقن الذهب في العين.. تقنية جديدة للحفاظ على البصر
كشفت دراسة جديدة تم تطبيقها على الفئران في الولايات المتحدة أن حقن الذهب في العين قادر على علاج التنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD) ومشاكل العين الأخرى. ويؤثر التنكس البقعي على الملايين في جميع أنحاء العالم ويزداد احتماله مع تقدمنا في العمر، ويتسبب في ضبابية الرؤية ومشاكل أخرى. ويقول المهندس الحيوي جياروي ني، من جامعة براون في ولاية رود آيلاند: "هذا نوع جديد من دعامات الشبكية لديه القدرة على استعادة الرؤية المفقودة بسبب التنكس الشبكي دون الحاجة إلى جراحة مُعقدة أو تعديل جيني، نعتقد أن هذه التقنية قد تُحدث نقلة نوعية في أساليب علاج حالات التنكس الشبكي". كيف يعمل العلاج الجديد؟ يتم دمج جزيئات نانوية من الذهب دقيقة جدا، أرق من شعرة الإنسان آلاف المرات، مع أجسام مضادة تستهدف خلايا معينة في العين، ثم يتم حقنها في الغرفة الزجاجية المليئة بالهلام بين الشبكية وعدسة العين. وبعد ذلك، يتم استخدام جهاز ليزر صغير بالأشعة تحت الحمراء لتحفيز هذه الجزيئات النانوية وتنشيط الخلايا المحددة بنفس الطريقة التي تعمل بها الخلايا الحساسة للضوء. وعلى الفئران التي تم اختبار العلاج عليها، والتي تم تعديلها لتصيبها اضطرابات شبكية، كان العلاج فعالا في استعادة الرؤية جزئيا على الأقل (من الصعب إجراء اختبار رؤية كامل على الفئران)، حسبما ذكر موقع "ساينس أليرت" العلمي. وأوضح ني نتائج التجربة قائلا: "أظهرنا أن الجزيئات النانوية يمكن أن تبقى في الشبكية لعدة أشهر دون سمية كبيرة، وأثبتنا أنها يمكن أن تحفز النظام البصري بنجاح. وهذا أمر مشجع للغاية للتطبيقات المستقبلية". وكما هو الحال في معظم الدراسات على الفئران، فهناك فرصة جيدة لترجمة النتائج وتطبيقها على البشر، لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت للوصول إلى استخدام آمن يمكن للسلطات الصحية الموافقة عليه.
علوم

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 26 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة