مجتمع

“الكراب”، عطالة إجبارية في شهر رمضان تكله إلى كرم المحسنين


كشـ24 نشر في: 27 يوليو 2013

فهذا "الكراب"، الذي كان دائما يثير انتباه الآخرين بردائه الأحمر الفاقع المزين بقطع من الجلد، وقبعته المصنوعة من الدوم "الترازة"، وهو يقرع جرسه لجذب انتباه العطشى من المارة الباحثين عن قطرة ماء تنعشهم وتطفئ ظمأهم، يبدو سابحا في حالة نعاس أو تخدير ، ملقيا بقربته الفارغة والمصنوعة من جلد الماعز والمزينة بقطع نقدية قديمة بجانب رجليه. دون تكوين يؤهله لمزاولة مهنة ما، وهو المزارع الذي لم يخبر سوى حصاد الحبوب بواسطة المنجل، والمنحدر من منطقة جمعة مطال (دكالة) ، وجد نفسه في حالة عطالة، جعلته يصاب بحالة من الوهن بسبب انصرام الوقت دون أن يفعل أي شيء، أمام لجوء أصحاب الضيعات الفلاحية إلى استعمال الجرارات عوض الحصادين. 
 
وبإلحاح من أخيه الأكبر، انتقل لحسن إلى البيضاء باحثا عن عمل يكسب به لقمة عيشه، فكانت القربة وسيلته لتوفير قوت يومه. ويفصح الرجل أنه "مع حلول شهر الصيام، لا يتبقى لنا سوى إعانات وكرم المحسنين"، هو من كان يملأ الساحات التي يمر منها حيوية وينعش المارة في مواجهة قيظ الصيف، خاصة بساحة الأمم المتحدة، المكان المفضل بالنسبة إليه، الذي أعيدت تهيئته وأصبح فضاء لتسلية الوقت بعد أن صار فضاء خاصا بالمشاة. 
 
وبعد وقت يسير عن حطه الرحال بالعاصمة الإقتصادية، باتت القربة لصيقة بظهره ، منذ أول النهار حين يبدأ لحسن يومه بذكر الله ثم يرتدي زي العمل الخاص طمعا في رحمة الله تعالى ليبارك له في رزق يومه. غير أنه مع هذه العطالة الإجبارية، يبدو يوم لحسن أكثر طولا، في انتظار صلاتي العشاء والتراويح حين يأخذ موقعه بمكان عمله الجديد على بعد أمتار من بوابة أحد المساجد بقصارية بشارع المقاومة، ينتظر خروج المصلين وما يجودون به في هذا الشهر الكريم. 
 
وإلى غاية ليلة رمضان، كان لحسن ما يزال ينافس "الكراب" البيضاوي الجديد ، وهو الاسم الذي أطلقه البيضاويين تفكها على الترامواي ، لتشابه الصوت الذي يصدره بصوت جرس "الكراب"، منافسة تدور رحاها في الساحة الممتدة ما بين المدينة القديمة والبنايات الموجودة خارج أسوراها، وشارع محمد الخامس المتفرد بمعماره وهندسته العريقة التي تعود إلى النصف الأول من القرن العشرين، وهي الساحة التي تمت تهيئتها في إطار مشروع الترامواي على مساحة تقدر بنحو هكتار أصبحت حكرا على الراجلين. 
 
وفي ما يشبه البوح، يقول لحسن، إنه ألف في الأيام العادية أن يجوب هذه الساحة، حاملا معه قربته وأقداحه النحاسية والطينية، باحثا عن زبناء، سواء أكانوا مغاربة أو أجانب، عارضا بضاعته دون إزعاج، بساحة مكشوفة لأشعة الشمس، مقدما كؤوسه المنعشة والمعطرة بزيت القطران، ملتقطا صورا إلى جانب السياح الأجانب، وهو الأمر الذي بدأ يقل يوما عن يوم، مؤكدا نقاوة الماء الذي يبيعه، فهو يعمد على الدوام إلى تغيير ماء القربة ليحافظ على نقاوته. 
 
ورغم معاناته من بطالة فرضت نفسها عليه، وقلصت مداخيله اليومية، فهو لا يرضى أن يمد يده، آملا في كرم المحسنين والمارة، لمساعدته على مواجهة مصاعبه مع قوته اليومي، دون أن يجعل من التسول مهنة قارة له، فكبرياؤه يمنعه من سؤال الناس . وبامتنان، يشوبه بعض الأسى للحال التي وصل إليها، يقر لحسن أن قربته، وحتى هي فارغة، تبقى مصدر رزق له، إذ تدر عليه يوميا ما يناهز 40 درهما تعوله ليوم كامل، معربا عن أسفه في الوقت نفسه لكونه لا يجد عملا يغنيه عن انتظار إعانات المحسنين، ويكفل له كسب قوته بعرق جبينه. 
 
في شهر الغفران، يقول لحسن، يكون المغاربة أكثر كرما، إلا أن ذلك لا يضمن له عائدا قارا، فالأمر يبقى مرتبطا بمدى سخاء المحسنين، وبحسب الأيام، إلا أنه يلح على أنه لولا المساعدات التي يجود بها هؤلاء لما استطاع مواجهة الفاقة التي يمر منها نتيجة لهذه العطالة الإجبارية، ولكان الآن يحترف التسول. فمعداته التي يلتحف بها أينما ذهب وارتحل، تؤكد للمحيطين به أنه غير عازم على التخلي عن هذه المهنة التي سكنته، وأن قلة ذات اليد هي التي أجبرته على الركون للإعانات والإكراميات، رغم أنها كانت خير سند له في محنته مع لقمة العيش، وحالت دون ممارسته لمهنة يتعفف عن مزاولتها. 
 
حال لحسن "الكراب" البيضاوي، يختزل بما لاريب فيه معاناة العشرات من ممتهني هذه الحرفة في كل أرض، كما في المدينة الحمراء التي صار بها "الكراب" جزء من الموروث الثقافي الذي يؤثت فضاء ساحة جامع الفنا الدائعة الصيت.

فهذا "الكراب"، الذي كان دائما يثير انتباه الآخرين بردائه الأحمر الفاقع المزين بقطع من الجلد، وقبعته المصنوعة من الدوم "الترازة"، وهو يقرع جرسه لجذب انتباه العطشى من المارة الباحثين عن قطرة ماء تنعشهم وتطفئ ظمأهم، يبدو سابحا في حالة نعاس أو تخدير ، ملقيا بقربته الفارغة والمصنوعة من جلد الماعز والمزينة بقطع نقدية قديمة بجانب رجليه. دون تكوين يؤهله لمزاولة مهنة ما، وهو المزارع الذي لم يخبر سوى حصاد الحبوب بواسطة المنجل، والمنحدر من منطقة جمعة مطال (دكالة) ، وجد نفسه في حالة عطالة، جعلته يصاب بحالة من الوهن بسبب انصرام الوقت دون أن يفعل أي شيء، أمام لجوء أصحاب الضيعات الفلاحية إلى استعمال الجرارات عوض الحصادين. 
 
وبإلحاح من أخيه الأكبر، انتقل لحسن إلى البيضاء باحثا عن عمل يكسب به لقمة عيشه، فكانت القربة وسيلته لتوفير قوت يومه. ويفصح الرجل أنه "مع حلول شهر الصيام، لا يتبقى لنا سوى إعانات وكرم المحسنين"، هو من كان يملأ الساحات التي يمر منها حيوية وينعش المارة في مواجهة قيظ الصيف، خاصة بساحة الأمم المتحدة، المكان المفضل بالنسبة إليه، الذي أعيدت تهيئته وأصبح فضاء لتسلية الوقت بعد أن صار فضاء خاصا بالمشاة. 
 
وبعد وقت يسير عن حطه الرحال بالعاصمة الإقتصادية، باتت القربة لصيقة بظهره ، منذ أول النهار حين يبدأ لحسن يومه بذكر الله ثم يرتدي زي العمل الخاص طمعا في رحمة الله تعالى ليبارك له في رزق يومه. غير أنه مع هذه العطالة الإجبارية، يبدو يوم لحسن أكثر طولا، في انتظار صلاتي العشاء والتراويح حين يأخذ موقعه بمكان عمله الجديد على بعد أمتار من بوابة أحد المساجد بقصارية بشارع المقاومة، ينتظر خروج المصلين وما يجودون به في هذا الشهر الكريم. 
 
وإلى غاية ليلة رمضان، كان لحسن ما يزال ينافس "الكراب" البيضاوي الجديد ، وهو الاسم الذي أطلقه البيضاويين تفكها على الترامواي ، لتشابه الصوت الذي يصدره بصوت جرس "الكراب"، منافسة تدور رحاها في الساحة الممتدة ما بين المدينة القديمة والبنايات الموجودة خارج أسوراها، وشارع محمد الخامس المتفرد بمعماره وهندسته العريقة التي تعود إلى النصف الأول من القرن العشرين، وهي الساحة التي تمت تهيئتها في إطار مشروع الترامواي على مساحة تقدر بنحو هكتار أصبحت حكرا على الراجلين. 
 
وفي ما يشبه البوح، يقول لحسن، إنه ألف في الأيام العادية أن يجوب هذه الساحة، حاملا معه قربته وأقداحه النحاسية والطينية، باحثا عن زبناء، سواء أكانوا مغاربة أو أجانب، عارضا بضاعته دون إزعاج، بساحة مكشوفة لأشعة الشمس، مقدما كؤوسه المنعشة والمعطرة بزيت القطران، ملتقطا صورا إلى جانب السياح الأجانب، وهو الأمر الذي بدأ يقل يوما عن يوم، مؤكدا نقاوة الماء الذي يبيعه، فهو يعمد على الدوام إلى تغيير ماء القربة ليحافظ على نقاوته. 
 
ورغم معاناته من بطالة فرضت نفسها عليه، وقلصت مداخيله اليومية، فهو لا يرضى أن يمد يده، آملا في كرم المحسنين والمارة، لمساعدته على مواجهة مصاعبه مع قوته اليومي، دون أن يجعل من التسول مهنة قارة له، فكبرياؤه يمنعه من سؤال الناس . وبامتنان، يشوبه بعض الأسى للحال التي وصل إليها، يقر لحسن أن قربته، وحتى هي فارغة، تبقى مصدر رزق له، إذ تدر عليه يوميا ما يناهز 40 درهما تعوله ليوم كامل، معربا عن أسفه في الوقت نفسه لكونه لا يجد عملا يغنيه عن انتظار إعانات المحسنين، ويكفل له كسب قوته بعرق جبينه. 
 
في شهر الغفران، يقول لحسن، يكون المغاربة أكثر كرما، إلا أن ذلك لا يضمن له عائدا قارا، فالأمر يبقى مرتبطا بمدى سخاء المحسنين، وبحسب الأيام، إلا أنه يلح على أنه لولا المساعدات التي يجود بها هؤلاء لما استطاع مواجهة الفاقة التي يمر منها نتيجة لهذه العطالة الإجبارية، ولكان الآن يحترف التسول. فمعداته التي يلتحف بها أينما ذهب وارتحل، تؤكد للمحيطين به أنه غير عازم على التخلي عن هذه المهنة التي سكنته، وأن قلة ذات اليد هي التي أجبرته على الركون للإعانات والإكراميات، رغم أنها كانت خير سند له في محنته مع لقمة العيش، وحالت دون ممارسته لمهنة يتعفف عن مزاولتها. 
 
حال لحسن "الكراب" البيضاوي، يختزل بما لاريب فيه معاناة العشرات من ممتهني هذه الحرفة في كل أرض، كما في المدينة الحمراء التي صار بها "الكراب" جزء من الموروث الثقافي الذي يؤثت فضاء ساحة جامع الفنا الدائعة الصيت.


ملصقات


اقرأ أيضاً
درك بنجرير يُطيح بزعيم إحدى أخطر عصابات سرقة المواشي بالمغرب
تمكّنت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بابن جرير، صباح السبت 10 ماي، من توقيف زعيم عصابة إجرامية مصنّفة ضمن أخطر الشبكات المتورطة في سرقة المواشي، والمعروف بالأحرف الأولى "ع.ك"، والبالغ من العمر 39 سنة، والمبحوث عنه بموجب أكثر من 12 مذكرة بحث وطنية. وتمّت العملية الأمنية في حالة تلبّس، بعد أن رصدت المصالح الدركية المعني وهو بصدد نقل 21 رأساً من الأغنام المسروقة على متن سيارة من نوع "تويوتا بيكوب"، عقب تنفيذ عملية سرقة بجماعة سكورة الحدرة، عمد خلالها وأفراد عصابته إلى تقييد الراعي وسلبه قطيع المواشي. ومباشرة بعد توصل المصالح الأمنية بإشعار من أسرة الضحية، باشرت دورية للدرك عملية مطاردة دقيقة، انتهت بحي "الرياض 2" في مدينة ابن جرير، بعدما اصطدمت سيارة المشتبه فيه بعمود كهربائي. ورغم محاولته الفرار، فقد تم توقيفه في وقت وجيز بفضل التدخل السريع لرجال الدرك وخلال تفتيش المركبة، تم العثور على مجموعة من الأدلة التي تعزز فرضية ارتباط العصابة بعمليات إجرامية مماثلة، من بينها أسلحة بيضاء، أقنعة، ولوحات ترقيم مزورة. وقد جرى وضع الموقوف رهن تدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بمراكش، في وقت تتواصل فيه الأبحاث لتوقيف باقي أفراد الشبكة.
مجتمع

نادي قضاة المغرب يستعد لتجديده مكتبه
أعلن رئيس "نادي قضاة المغرب"، عبد الرزاق الجباري، عن قرب انتهاء الولاية الخامسة للأجهزة المسيرة للنادي، والمقررة أن تنقضي في 4 يونيو 2025، وذلك وفقاً لمقتضيات القانون الأساسي للنادي. وفي رسالة وجهها إلى أعضاء الجمعية، عبر الجباري عن اعتزازه بما تحقق خلال هذه الولاية، مشيداً بالتطورات التي شهدتها الجمعية على مختلف الأصعدة، كما أشاد بإيجابية “روح التعاون التي طبعت علاقة نادي قضاة المغرب بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية”، مشيدا بـ”التفاعل الإيجابي للمجلس مع العديد من الطلبات والمقترحات والأفكار ذات الصلة باستقلال القضاء وتعزيز منظومة تخليقه”. ودعا الجباري أعضاء النادي إلى المشاركة الفاعلة في الجمع العام السادس الذي سيعقد في 17 ماي 2025، مشيراً إلى أهمية هذه المشاركة باعتبارها محطة حاسمة في تاريخ النادي، تمهد لاختيار الأجهزة الجديدة التي ستقود النادي في المرحلة القادمة. وأكد رئيس "نادي قضاة المغرب" أن الجمع العام المقبل سيشكل مناسبة هامة لاستعراض الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، وتجديد العهد مع الأهداف النبيلة التي تجمع جميع القضاة في سبيل خدمة قضاء قوي، مستقل، ونزيه.
مجتمع

تحقيقات في شبهات فساد بالدار البيضاء
تجري النيابة العامة المختصة تحقيقات معمقة في شبهات فساد تلاحق عملية منح الشهادات وتسليم التراخيص لفتح المحلات التجارية والصناعية والحرفية والخدماتية بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي بالدار البيضاء، للتأكد من وجود ممارسات يعاقب عليها القانون، من قبيل الابتزاز وطلب الرشاوى أو تحقيق منافع غير قانونية. وعلى خلفية هذه التحقيقات، أعلنت وزارة الداخلية عن قرار بتوقيف خليفة قائد يعمل بالعمالة نفسها، وذلك للاشتباه في تورطه في إحدى جرائم الفساد التي تجري بشأنها التحقيقات القضائية من قبل النيابة العامة. وجاء قرار التوقيف بعد توصل الوزارة بشكاية من أحد المواطنين، ادعى فيها تعرضه للابتزاز ومطالبته بدفع مبالغ مالية مقابل الحصول على ترخيص. ووفقاً ليومية "الصباح"، فإن التحقيقات لا تزال في مراحلها الأولية، حيث سبق لعناصر الأمن أن انتقلت إلى أحد المقاهي بمنطقة عين السبع لتوقيف موظف يشغل منصب رئيس قسم الرخص بالمقاطعة، إلا أنه تم الإفراج عنه في اليوم نفسه لعدم كفاية الأدلة في تلك المرحلة. وأكدت الصحيفة ذاتها، أن السلطات العمومية والقضائية بالدار البيضاء تتعامل بقدر كبير من الحزم مع ملفات الرخص التجارية والاقتصادية، وذلك على إثر الشكايات العديدة التي توصلت بها بشكل مباشر أو عبر الرقم الأخضر المخصص لتلقي شكايات الفساد. وتتمحور هذه الشكايات حول وجود شبهات قوية واتهامات بوجود اختلالات وممارسات غير قانونية في المصالح المكلفة بمعالجة وتسليم هذه الرخص. وكتبت "الصباح"، أن بعض الشكايات تشير إلى وجود عمليات ابتزاز صريحة وطلب عمولات غير قانونية، بالإضافة إلى تعطيل متعمد لمساطر منح التراخيص وتأخير انعقاد اللجان المختصة، أو حتى ضياع وثائق وملفات المرتفقين. وتعتبر هذه الأساليب من الطرق التي يلجأ إليها البعض لإخضاع طالبي الرخص وابتزازهم، وهي حالات كانت موضوع تقارير ومحاضر سابقة، وتمت الإشارة إليها ضمن ملاحظات المجلس الجهوي للحسابات.    
مجتمع

أوضاع مقلقة للعاملات والعاملين بدور الطالب
وجه فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب سؤالاً كتابياً إلى وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نعيمة بنيحيى، في شأن الظروف الصعبة التي يعيشها العاملون والعاملات في دور الطالب والطالبة الواقعة تحت نفوذ إقليم بني ملال. هذه المؤسسات، التي تضطلع بدور محوري في مكافحة الهدر المدرسي وتعزيز التمدرس، خاصة في المناطق القروية والنائية، تعاني فئة العاملين بها من وضع مزرٍ. وفي سؤالها الكتابي، نبهت النائبة البرلمانية مريم وحساة إلى الهشاشة الاجتماعية والمهنية التي تطال هذه الشريحة، على الرغم من جهودهم المضنية لضمان استقرار هذه الدور وتمكينها من أداء رسالتها التربوية والاجتماعية. وأشارت إلى أن هؤلاء المستخدمين يفتقرون إلى أبسط الحقوق الأساسية، وعلى رأسها الحرمان من الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وتقاضي أجور زهيدة لا ترقى حتى إلى الحد الأدنى للأجور، دون أدنى اعتبار لظروفهم المعيشية القاسية. كما كشفت النائبة عن ممارسات استغلالية يتعرض لها عدد من هؤلاء العاملين، حيث يُجبرون على العمل لساعات طويلة تتجاوز ثماني ساعات يومياً، دون الحصول على تعويضات مالية مستحقة أو أي حماية قانونية تضمن حقوقهم وتحميهم من التهميش والضياع، وذلك في ظل غياب إطار قانوني واضح ينظم وضعهم الوظيفي ويحمي حقوقهم. واعتبرت مريم وحساة أن هذه الفئة، التي تمثل عموداً فقرياً لسير هذه المؤسسات الاجتماعية الحيوية، لا تزال تعاني من الإهمال والتناسي، ولا تحظى بالاهتمام والرعاية اللازمين من الجهات المعنية. وبناء عليه، طالبت الوزيرة نعيمة بنيحيى بالكشف عن الإجراءات العاجلة التي تعتزم الوزارة اتخاذها لتحسين أوضاع هؤلاء المستخدمين بشكل ملموس، والاستفسار عما إذا كانت هناك خطة واضحة ومحددة لإدماجهم في منظومة الحماية الاجتماعية الشاملة وتوفير إطار قانوني متكامل يضمن لهم حقوقهم المشروعة ويحفظ كرامتهم
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 11 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة