ثقافة-وفن

القراءة والكتابة وجهان لعملة واحدة


كشـ24 نشر في: 19 مارس 2018

 ملحوظة 1 : تنطلق هذه المراسلة من مفهوم الكتابة باعتباره نحتا لكلمتي كتابة وقراءة ونضيف إلى دلالته في النص التشعبي أو في الأعمال التشعبية التخييلية، كل الحمولات المعتمدة في جمالية التلقي مع كل من :هانس روبير ياوس، وولفغانغ آيزر، وأمبرطوإيكو .وبناء عليه سيتبادل المفهومان المواقع بينهما ،مما يجعل الحديث عن القراءة حديثا عن الكتابة ، و العكس صحيح ملحوظة2 : ونتخذ من العناصر الثلاثة الآتية :( الدلالة اللغوية للقراءة ومشتقاتها في المعاجم العربية لسان العرب لابن منظور أنموذجا، الكتاب في الشعر العربي، المتنبي أنموذجا، الكتابة والقراءة في النثر ،الجاحظ أنموذجا ) محاور للعرض والنقاش والتداول .1-الدلالة اللغوية للقراءة ومشتقاتها : لسان العرب أنموذجا : إن أول ما افتتح به المعجمي العربي المصري ابن منظور حديثه عن القراءة هو الجذر اللغوي الثلاثي قرأ مرتبطا بالقرآن حيث قال :"قرأ : القرآن- التنزيل العزيز ،وإنما قدم على ما هو أبسط منه لشرفه ...ومعنى القرآن الجمع ،أي جمع السور وضمها ،أو جمع القصص والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض" . ولقد وردت الكلمة أو بعض مشتقاتها ضمن القرآن فيما يقرب من خمس وعشرين آية : الفعل قرأ سبع مرات ، وكلمة قروء مرة واحدة ،وقرآن ثماني عشرة مرة ، والمثير للانتباه هو ارتباط القرآن بالكتاب أو القراءة  ثلات مرات :الأولى في قوله تعالى :"اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا " (14 الإسراء) والثانية في قوله تعالى :" ألر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين "1 (  الحجر)،والثالثة في قوله تعالى :" فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك " (94 يونس ). خلاصات :1-إن ما يجمع بين دفتي كتاب من طرف كاتب لا وجود له فعليا إلا بالقراءة (أي التلاوة وهو المعنى الثاني لكلمة قراءة) والقائم بها أوالقائمين ،القارئ والقراء . بمعنى آخر لا وجود للكاتب أو الكتابة إلا بالقارئ والقراءة ،من هنا تبدو أهمية أحدث نظريات القراءة ،وهي نظرية التلقي التي أعطت الاعتبار لأكبر منسي في نظريات القراءة إنه المتلقي .وبالعودة إلى الفعل قرأ ،يرد اشتقاق كلمة قروء جمع قرء في الآية القرآنية :" والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء "(228 البقرة )، وبعيدا عن الدلالة اللغوية للكلمة والتي تندرج في فقه اللغة ضمن ما يسمى بالأضداد إذ تدل على الحيض والطهر ، تحتفظ الكلمة في جذرها اللغوي بالجمع ،ففي قولهم "ما قرأت هذه الناقة سلى قط ،وما قرأت جنينا قط ،أي لم يضطم رحمها على ولد،أو لم تقرأ جنينا أي لم تلقه ،والقرء اجتماع الدم في الرحم " ،وبالنظر إلى هذا الاجتماع باعتباره تشكيلا لعلقة تنجم عنها في النهاية ولادة ،أمكننا أن نربط القرء بالإبداع على أساس أن كل خلق في جوهره إبداع .2-الخلاصة الثانية من هذا البحث المعجمي هي أن طرفي العملية كتابة – قراءة ،أو قراءة –كتابة ،كاتب-قارئ أو قارئ-كاتب كلاهما يقوم بالجمع :الكاتب يجمع الحروف والكلمات والجمل والفقرات والمباحث والفصول ليقدم كتابا ،والقارئ يجمع المعاني والدلالات ويفكك شفرتها ،يتلقى ويؤول ،وفي كل هذه العمليات هناك إبداع وخلق وابتكار، ولهذا لا غرابة في ارتباط قرأ أو مشتقاتها بثلاث كائنات تبدع أو تسهم في الإبداع إنها المرأة والناقة والرياح .إذن كما نتحدث عن كاتب مبدع ،يجب أن نتحدث عن قارئ كذلك ،وليس عن قارئ مستهلك ،حيث لا موقع للأول إذا كان يراكم بالمعني السلبي للكلمة ،ولا موقع للثاني بعيد ا عن التلقي التفاعلي والفعال والمنتج والمثمر. 2-الكتاب في الشعر :أبو الطيب أحمد المتنبي أنموذجا : في قصيدة للمتنبي يمدح فيها كافور الإخشيدي مطلعها : منى كن لي أن البياض خضاب                       فيخفى بتبييض القرون شباب ليالي عند البيض فوداي  فتنة                        وفخر وذاك الفخر عندي عاب ورد في البيت الثامن عشر منها قول المتنبي في الكتاب : أعز مكان في الدنى سرج سابح         وخير جليس في الزمان كتاب يندرج البيت ضمن أبيات الشعر الحكمي الخالدة التي اشتهر بها المتنبي وذاع صيته  إذ قيل البيت عام 349 ه الموافق 960 م ،و يبدوكأنه قيل اليوم أو البارحة  ، ودلالته الظاهرة أن أفضل مكان في الدنيا هو ظهر الحصان السريع المنطلق ،وأفضل صديق حقيقي ليس بشريا بل ورقيا ،إنه الكتاب والكاتب ،المقروء والقارئ ،لأمور عدة أعرضها كالآتي : 1-الكتاب يختزل العالم وعليه مدار علم ما في العالم . 2-الكتاب هو الصديق النموذجي في الحياة 3-الكتاب كنز لا ينفد، وخير ما يمكن أن يورث 4-الكتاب يعلي من شأن القارئ باعتباره طالب علم ،بنفس القدر الذي يرفع من شأن كاتبهلكن ما أفضل الكتب وبعبارة أخرى ما أفضل الكتابات أو القراءات ؟إنها تلك التي يتجدد عطاؤها كلما عاد قارئها إليها ،أوكما قال د/ بهجت سمعان " ستعرف أنك قرأت كتابا جيدا عندما تقلب الصفحة الأخيرة وتحس كأنك فقدت صديقا ."3- الكتاب والقراءة في النثر : الجاحظ أنموذجا : لماذا الجاحظ دون غيره من رموز الثقافة العربية ؟نختزل الإجابة على هذا التساؤل في نقطتين :أولاهما أن الجاحظ  عاصر مرحلة التدوين بل يعتبر على رأس من ساهموا فيها بفعالية كبيرة،وثانيهما أن الجاحظ يعتبر في مقدمة من تعلقوا بالكتب يقول عنه ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان " إذ لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته كائنا ما كان  ،حتى إنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبت فيها للنظر."مفعول الكتاب في المتلقي على المستوى النفسي :الاهتزاز واللذة ينقل الجاحظ عن ابن الجهم قوله :"إذا غشيني النعاس في غير وقت نوم –وبئس النوم الشيء الزائد عن الحاجة – فإذا اعتراني ذلك تناولت كتابا من كتب الحكم ،فأجد اهتزازي للفوائد ،والأريحية التي تعتريني عند الظفر ببعض الحاجة،والذي يغشى قلبي من سرور الاستبانة وعز التبيين ،أشد إيقاظا من نهيق الحمير ،وهدة الهدم " ويضيف قائلا :"إذا استحسنت الكتاب واستجدته ،ورجوت منه الفائدة ،ورأيت ذلك فيه ،- فلو تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من ورقة مخافة استنفاده،وانقطاع المادة من قلبه ،وإن كان المصحف عظيم الحجم كثير الورق ،كثير العدد –فقد تم عيشي وكمل سروري " الكتاب وقراءته في النص الأول منبه يفوق في قوته نهيق الحمير أو هدة الهدم ،ولن يتأتى ذلك إلا بلقاء حميمي عاشق بين كاتب ولهان بما يكتب وقارئ منتش بما يقرأ،إنه لقاء خالص الحكمة بخالص الحب .أما في النص الثاني فالانتشاء والاهتزاز واللذة تبلغ مداها وتصل منتهاها ،القارئ ينصت إلى نبض قلب كاتبه وكتابه ،يخشى ويخاف توقفه وهو يحصي ما تبقى من الأوراق ،التوقف نهاية وسكون ،واكتمال السرور لا  يكون إلا بالحركة :أصابع تقلب ،وعيون تتابع ،وفكر متوقد متوهج يجرد ويرصد ، حتى إذا لفظ النبض أنفاسه ،ووصل القارئ نهايته ،عز الفراق ،وخفف من حدته ما انطبع من وشم التلاق. الاستاذ عبد الصادق شحيمة

 ملحوظة 1 : تنطلق هذه المراسلة من مفهوم الكتابة باعتباره نحتا لكلمتي كتابة وقراءة ونضيف إلى دلالته في النص التشعبي أو في الأعمال التشعبية التخييلية، كل الحمولات المعتمدة في جمالية التلقي مع كل من :هانس روبير ياوس، وولفغانغ آيزر، وأمبرطوإيكو .وبناء عليه سيتبادل المفهومان المواقع بينهما ،مما يجعل الحديث عن القراءة حديثا عن الكتابة ، و العكس صحيح ملحوظة2 : ونتخذ من العناصر الثلاثة الآتية :( الدلالة اللغوية للقراءة ومشتقاتها في المعاجم العربية لسان العرب لابن منظور أنموذجا، الكتاب في الشعر العربي، المتنبي أنموذجا، الكتابة والقراءة في النثر ،الجاحظ أنموذجا ) محاور للعرض والنقاش والتداول .1-الدلالة اللغوية للقراءة ومشتقاتها : لسان العرب أنموذجا : إن أول ما افتتح به المعجمي العربي المصري ابن منظور حديثه عن القراءة هو الجذر اللغوي الثلاثي قرأ مرتبطا بالقرآن حيث قال :"قرأ : القرآن- التنزيل العزيز ،وإنما قدم على ما هو أبسط منه لشرفه ...ومعنى القرآن الجمع ،أي جمع السور وضمها ،أو جمع القصص والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض" . ولقد وردت الكلمة أو بعض مشتقاتها ضمن القرآن فيما يقرب من خمس وعشرين آية : الفعل قرأ سبع مرات ، وكلمة قروء مرة واحدة ،وقرآن ثماني عشرة مرة ، والمثير للانتباه هو ارتباط القرآن بالكتاب أو القراءة  ثلات مرات :الأولى في قوله تعالى :"اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا " (14 الإسراء) والثانية في قوله تعالى :" ألر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين "1 (  الحجر)،والثالثة في قوله تعالى :" فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك " (94 يونس ). خلاصات :1-إن ما يجمع بين دفتي كتاب من طرف كاتب لا وجود له فعليا إلا بالقراءة (أي التلاوة وهو المعنى الثاني لكلمة قراءة) والقائم بها أوالقائمين ،القارئ والقراء . بمعنى آخر لا وجود للكاتب أو الكتابة إلا بالقارئ والقراءة ،من هنا تبدو أهمية أحدث نظريات القراءة ،وهي نظرية التلقي التي أعطت الاعتبار لأكبر منسي في نظريات القراءة إنه المتلقي .وبالعودة إلى الفعل قرأ ،يرد اشتقاق كلمة قروء جمع قرء في الآية القرآنية :" والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء "(228 البقرة )، وبعيدا عن الدلالة اللغوية للكلمة والتي تندرج في فقه اللغة ضمن ما يسمى بالأضداد إذ تدل على الحيض والطهر ، تحتفظ الكلمة في جذرها اللغوي بالجمع ،ففي قولهم "ما قرأت هذه الناقة سلى قط ،وما قرأت جنينا قط ،أي لم يضطم رحمها على ولد،أو لم تقرأ جنينا أي لم تلقه ،والقرء اجتماع الدم في الرحم " ،وبالنظر إلى هذا الاجتماع باعتباره تشكيلا لعلقة تنجم عنها في النهاية ولادة ،أمكننا أن نربط القرء بالإبداع على أساس أن كل خلق في جوهره إبداع .2-الخلاصة الثانية من هذا البحث المعجمي هي أن طرفي العملية كتابة – قراءة ،أو قراءة –كتابة ،كاتب-قارئ أو قارئ-كاتب كلاهما يقوم بالجمع :الكاتب يجمع الحروف والكلمات والجمل والفقرات والمباحث والفصول ليقدم كتابا ،والقارئ يجمع المعاني والدلالات ويفكك شفرتها ،يتلقى ويؤول ،وفي كل هذه العمليات هناك إبداع وخلق وابتكار، ولهذا لا غرابة في ارتباط قرأ أو مشتقاتها بثلاث كائنات تبدع أو تسهم في الإبداع إنها المرأة والناقة والرياح .إذن كما نتحدث عن كاتب مبدع ،يجب أن نتحدث عن قارئ كذلك ،وليس عن قارئ مستهلك ،حيث لا موقع للأول إذا كان يراكم بالمعني السلبي للكلمة ،ولا موقع للثاني بعيد ا عن التلقي التفاعلي والفعال والمنتج والمثمر. 2-الكتاب في الشعر :أبو الطيب أحمد المتنبي أنموذجا : في قصيدة للمتنبي يمدح فيها كافور الإخشيدي مطلعها : منى كن لي أن البياض خضاب                       فيخفى بتبييض القرون شباب ليالي عند البيض فوداي  فتنة                        وفخر وذاك الفخر عندي عاب ورد في البيت الثامن عشر منها قول المتنبي في الكتاب : أعز مكان في الدنى سرج سابح         وخير جليس في الزمان كتاب يندرج البيت ضمن أبيات الشعر الحكمي الخالدة التي اشتهر بها المتنبي وذاع صيته  إذ قيل البيت عام 349 ه الموافق 960 م ،و يبدوكأنه قيل اليوم أو البارحة  ، ودلالته الظاهرة أن أفضل مكان في الدنيا هو ظهر الحصان السريع المنطلق ،وأفضل صديق حقيقي ليس بشريا بل ورقيا ،إنه الكتاب والكاتب ،المقروء والقارئ ،لأمور عدة أعرضها كالآتي : 1-الكتاب يختزل العالم وعليه مدار علم ما في العالم . 2-الكتاب هو الصديق النموذجي في الحياة 3-الكتاب كنز لا ينفد، وخير ما يمكن أن يورث 4-الكتاب يعلي من شأن القارئ باعتباره طالب علم ،بنفس القدر الذي يرفع من شأن كاتبهلكن ما أفضل الكتب وبعبارة أخرى ما أفضل الكتابات أو القراءات ؟إنها تلك التي يتجدد عطاؤها كلما عاد قارئها إليها ،أوكما قال د/ بهجت سمعان " ستعرف أنك قرأت كتابا جيدا عندما تقلب الصفحة الأخيرة وتحس كأنك فقدت صديقا ."3- الكتاب والقراءة في النثر : الجاحظ أنموذجا : لماذا الجاحظ دون غيره من رموز الثقافة العربية ؟نختزل الإجابة على هذا التساؤل في نقطتين :أولاهما أن الجاحظ  عاصر مرحلة التدوين بل يعتبر على رأس من ساهموا فيها بفعالية كبيرة،وثانيهما أن الجاحظ يعتبر في مقدمة من تعلقوا بالكتب يقول عنه ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان " إذ لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته كائنا ما كان  ،حتى إنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبت فيها للنظر."مفعول الكتاب في المتلقي على المستوى النفسي :الاهتزاز واللذة ينقل الجاحظ عن ابن الجهم قوله :"إذا غشيني النعاس في غير وقت نوم –وبئس النوم الشيء الزائد عن الحاجة – فإذا اعتراني ذلك تناولت كتابا من كتب الحكم ،فأجد اهتزازي للفوائد ،والأريحية التي تعتريني عند الظفر ببعض الحاجة،والذي يغشى قلبي من سرور الاستبانة وعز التبيين ،أشد إيقاظا من نهيق الحمير ،وهدة الهدم " ويضيف قائلا :"إذا استحسنت الكتاب واستجدته ،ورجوت منه الفائدة ،ورأيت ذلك فيه ،- فلو تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من ورقة مخافة استنفاده،وانقطاع المادة من قلبه ،وإن كان المصحف عظيم الحجم كثير الورق ،كثير العدد –فقد تم عيشي وكمل سروري " الكتاب وقراءته في النص الأول منبه يفوق في قوته نهيق الحمير أو هدة الهدم ،ولن يتأتى ذلك إلا بلقاء حميمي عاشق بين كاتب ولهان بما يكتب وقارئ منتش بما يقرأ،إنه لقاء خالص الحكمة بخالص الحب .أما في النص الثاني فالانتشاء والاهتزاز واللذة تبلغ مداها وتصل منتهاها ،القارئ ينصت إلى نبض قلب كاتبه وكتابه ،يخشى ويخاف توقفه وهو يحصي ما تبقى من الأوراق ،التوقف نهاية وسكون ،واكتمال السرور لا  يكون إلا بالحركة :أصابع تقلب ،وعيون تتابع ،وفكر متوقد متوهج يجرد ويرصد ، حتى إذا لفظ النبض أنفاسه ،ووصل القارئ نهايته ،عز الفراق ،وخفف من حدته ما انطبع من وشم التلاق. الاستاذ عبد الصادق شحيمة



اقرأ أيضاً
بينالي البندقية 2025.. افتتاح الجناح المغربي تحت شعار “عمارة الأرض”
تم، الجمعة بمدينة البندقية الإيطالية، افتتاح الجناح المغربي ضمن فعاليات الدورة التاسعة عشرة من المعرض الدولي للعمارة “بينالي البندقية 2025″، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية شهر نونبر المقبل، من خلال عرض يحتفي بعمارة الأرض المغربية، ويزاوج بين الحرفية التقليدية والتقنيات المعاصرة. ويحمل المشروع المعروض عنوان “مادة النقوش المتعددة” (Materiae Palimpsest)، وهو من إبداع المهندسين المغربيين الموهوبين، خليل مراد الغيلالي والمهدي بلياسمين، المتوجين في مسابقة وطنية لتصميم وتنفيذ المعرض الوطني في هذا الحدث المرموق. وقد أشرف على افتتاح الجناح رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، المهدي قطبي، بصفته رئيس لجنة التحكيم، وذلك بحضور المفوض العام للجناح المغربي، محمد بن يعقوب. وقد جرى اختيار هذا المشروع من بين خمسة ترشيحات ضمن مسابقة أطلقتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة. وتعكس هذه المشاركة المتميزة التزام المملكة، تحت القيادة المتبصرة للملك محمد السادس، بدعم وتعزيز مواهبها الإبداعية على الساحة الدولية. ويقدم الجناح المغربي تجربة غامرة في فن البناء بالطين، مسلطا الضوء على استدامته ومرونته وجماليته المتأصلة، من خلال استكشاف الأرض كمادة محلية ومتجددة تكرس مبادئ الاقتصاد الدائري، عبر تقليص النفايات وتعظيم استخدام الموارد على مختلف المستويات. ومن خلال هذا التوجه المتعدد المقاييس، يسعى الجناح المغربي إلى إبراز سبل نقل المعارف وتثمين مفاهيم الاقتصاد الدائري، مبرزا عمارة الأرض كتعبير عن هوية وطنية مستلهمة من تنوع الجغرافيا وثراء الذاكرة الثقافية، مع التأكيد على غنى العمارة الطينية المغربية، وإمكاناتها كخيار مبتكر ومعاصر للبناء. ويطمح مشروع “مادة النقوش المتعددة”، حسب مؤلفيه، إلى إعادة تصور الذكاء الجماعي في فعل البناء، عبر إبراز قدرة العمارة المغربية على الصمود والتكيف في مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية الراهنة. ومن وحي العمارة الطينية العريقة في المغرب، التي طورت عبر قرون تقنيات بناء متفردة تماشيا مع الخصوصيات المحلية، يسعى المعماريان إلى إبراز كيف يمكن استلهام هذه الممارسات التقليدية لتلبية متطلبات الحاضر، مع تسليط الضوء على المردودية المستدامة لهذه المادة. ويشكل المشروع في الآن ذاته تكريما للتقاليد المغربية المتجذرة في النسيج الثقافي الوطني، كما يُحدث حوارا بين الحرفيين التقليديين، حاملي المعرفة الأصيلة، والمعماريين والمهندسين الذين يوظفون أحدث الأدوات، من أجل استكشاف إمكانات صياغة أشكال معمارية جديدة تحافظ على طرق البناء التقليدية وتطورها، مستثمرة في الوقت ذاته التقنيات الرقمية من خلال تجهيزات تفاعلية. ويضم قلب الجناح مجسمات هولوغرامية تجسد حرفيين مغربيين في لحظات اشتغالهم، مستعرضة حركاتهم التقليدية وأدواتهم وموادهم، كما يحتضن الجناح أعمالا فنية للنسيج من توقيع الفنانة المغربية سمية جلال، التي زينت جدران الفضاء الوطني بإبداعاتها. ويَعِدُ مشروع “مادة النقوش المتعددة”، حسب القائمين عليه، بأن يكون استكشافا شيقا وعميقا لعمارة الأرض المغربية، حيث يزاوج بين غنى الماضي وآفاق المستقبل، عبر توظيف تقنيات مستدامة. وقد تم اختيار المشروع عقب المرحلة الأولى من مسابقة معمارية لتصميم وتنفيذ المعرض المغربي ضمن هذا الحدث الفني العالمي، الذي يمثل منصة استراتيجية لإبراز خصوصية وابتكار العمارة المغربية على الصعيد الدولي. ويُجسد المشروع تزاوجا بين التقاليد والابتكار، من خلال تجربة تفاعلية تدعو الزائرين إلى الانغماس في فن البناء بالطين، وإعادة التفكير في مفهوم الذكاء الجماعي. كما يتماشى الجناح المغربي مع الموضوع العام لبينالي البندقية لهذه السنة، والذي يتمحور حول “الذكاء.. طبيعي، اصطناعي، جماعي”، وكذا مع شعار “عمارة الأرض” الذي تم اختياره للجناح المغربي. وتستلهم عمارة الأرض من الممارسات التقليدية المعتمدة على المواد المحلية والمستدامة، لتقدم تصاميم تجمع بين الجمالية والمتانة والتكامل مع المحيطين الطبيعي والثقافي.
ثقافة-وفن

 أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي لـ”كوكب الشرق”
أصدرت أسرة المطربة المصرية الراحلة أم كلثوم بيانا حذرت فيه من مقاضاتها كل من ساهم في صنع فيديوهات "كوكب الشرق" باستخدام الذكاء الاصطناعي. وأكدت أسرة كوكب الشرق في بيان لها، أن أم كلثوم تميّزت بتقديمها لوناً غنائياً خاصاً جعلها تتربع على عرش النجومية على مستوى العالم، ولن تسمح الأسرة بطمس هذه الهوية من خلال نشر فيديوهات مفبركة لغناء "كوكب الشرق" لوناً غنائياً آخر وهي تغنّي لمطرب الراب المصري ويجز. من ناحيتها، علّقت السيدة جيهان، حفيدة أم كلثوم على الأمر، قائلةً في تصريحات صحافية: "شوفنا فيديوهات لأم كلثوم بتغني بالـAI لويجز، الموضوع بقى مستفز استخدام هذه الفيديوهات بيدل على مدى امتدادها وتأثيرها في الأجيال، كفاية كده نجاحها بلونها واسمها، الست ماتت بحترامها ليه بتطلعوها كده؟، وإحنا كأسرة أم كلثوم سنتخذ الإجراءات القانونية في حالة تكرار هذا الأمر مرة أخرى". وكانت قد انتشرت فيديوهات كثيرة لأم كلثوم، في الفترة الأخيرة وهي تغنّي لويجز بالذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي استاءت منه الأسرة، وقرّرت بناء عليه التهديد بمقاضاة كل مَن يصنع مثل هذه الفيديوهات، وأكدت الأسرة أن "كوكب الشرق" تميّزت بلونها الخاص، وهي لذلك ستلجأ الى القضاء لقطع الطريق على كل مَن يحاول المساس بتاريخ أم كلثوم الفني المشرّف.
ثقافة-وفن

التحديات الاستراتيجية والفرص التنموية بالصحراء المغربية موضوع ندوة هامة بمراكش
احتضن مركز الندوات التابع لجامعة القاضي عياض أمس الخميس 08 ماي 2025 ندوة وطنية هامة تحت عنوان الصحراء المغربية من التحديات الاستراتيجية الى الفرص التنموية. وقد نظمت هذه الندوة الهامة، من طرف مجلس مقاطعة جليز ومركز القاضي عياض للعلوم الإنسانية والدراسات القانونية، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، التابعتين لجامعة القاضي عياض.وقد شارك في هذا العرس الوطني ثلة من الاساتدة الجامعيين الذين ابانو وافاضو في تنوير الحاضرين عن منطقة الصحراء والتطور الكبير الذي تعرفه في ضل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده.وقد تضمنت الجلسة العلمية بالندوة، عدة مداخلات هامة تمحورت بالاساس حول التحديات الاستراتيجية، والفرص التنموية بالصحراء المغربية، والابعاد التاريخية والجيوسيساسية لقضية الصحراء، وتحولات تدبير ملف الصحراء امميا، ومن خلال السياسة الخارجية للمملكة. كما شملت محاور الجلية العلمية موضوع القضية الوطنية بين السياقات الاجتماعية وسؤال التنمية، ومكتسبات الديبلوماسية والرهانات الجيوسياسية في قضية الصحراء المغربية، وموضوع التنمية بالاقاليم الجنوبية ومشروعية الانجاز، الى جانب موضوع خصوصية المجتمع الصحراوي المغربي وثقافة الانتماء.    
ثقافة-وفن

الفنانة “سعيدة تيترتيت” لـ”كشـ24″: تفاجأت بكوني ضحية انتحال الشخصية
قالت الفنانة سعيدة عقيل المعروفة في الأوساط باسم "سعيدة تيتريت"، إنها تفاجأت بكونها ضحية انتحال الشخصية من قبل فنانة أخرى. وأشارت في تصريحات للجريدة بأن قررت أن تسلك جميع المساطر المخولة قانونا لمواجهة هذا "الانتحال"، والذي تفجر في سنة 2019 أثناء مشاركة فنانة أخرى بنفس اسمها الفني في مهرجان موازين. ودعت الفنانة المعنية إلى التخلي عن اسمها الفني، وأن تخرج من "وكيبديا". وعرفت الفنانة سعيدة عقيل، وهي تنحدر من منطقة تولال بضواحي مكناس، في أوساط الحركة الأمازيغية بأغانيها الملتزمة. ونالت انتشارا واسعا في الأوساط، حيث كانت من الفعاليات الفنية التي دشنت المسار منذ بداية التسعينات من القرن الماضي. وسجلت أولى ألبوماتها برفقة الفنان خالد إيزري في سنة 1990. وحظي هذا الألبوم بانتشار واسع. كما قامت بجولات فنية داخل المغرب وخارجه، وشاركت في عدد من التظاهرات الفنية ذات الاهتمام بالثقافة الأمازيغية. وشاركت أيضا في مهرجان الرباط في سنة 2001. وفي سنة 2006، سجلت ألبومها الثاني "أوشيغام أولينو". ونالت عدد من الشواهد التقديرية نظير مجهوداته في تطوير الفن الأمازيغي. وفي سنة 2009، سجلت ألبومها الثالث. لكنها توقفت عن الغناء بعد ذلك لأسباب شخصية، قبل أن تتفاجأ بكونها "ضحية انتحال الشخصية".
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 10 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة