يحتضن رواق "فن الملهمة art muse " بالدارالبيضاء، الأعمال الجديدة للفنان التشكيلي المخضرم، عبد السلام القباج، إلى جانب كل من خالد بيي، ورشيد زيزي، وحسن بحمان، ويمتد المعرض الجماعي إلى غاية3 مارس المقبل.
وقال التشكيلي القباح، وصاحب رواق "فن الملهمة" إنه فضل ان تكون اعماله المعروضة مختلفة، ولا ترتبط بتيمة واحدة.
وأضاف في لقاء مع "كش24" أنه اختار مجموعة من اللوحات المختلفة الأشكال، فمن الحجم الصغير ذات المنزع البين تشخيصي والبين التجريدي عرض منها 10 لوحات، إلى جانب لوحات بمقاسات كبيرة، وأفاد القباج ان أعمالا جديدة انتهى منها أياما قبل المعرض، خضعت لثنائية الظل والنور، شارحا ان الضوء أو النور يحيل على الحياة، بينما الظل فهو معادل موضوعي للحياة الأخرى، مشيرا إلى أنه اعماله تتميز بأسلوب ذاتي يستقي من الانطباعية التي يدرجها ضمن الحداثة التي تحتفي بالرموز والحروفية معا.
في حين تتميز تجربة خالد بيي بالحروفية، في أبعادها الجمالية، وتنهض تجربة الفنان التشكيلي رشيد زيزي على الواقعية بلمسات عفوية انطباعية، بينما تحتفي تجربة حسن بحمان بالحروفية على طريقة الكولاج.
من جهة أخرى فضل القباج أن يدون في معرض "فن الملهمة" كل أحاسيسه البرانية والجوانية، من خلال هذا الكم من الأعمال المتنوعة، وقال عبد السلام القباج بهذا الخصوص، إنه في بداية الثمانينات من القرن الماضي وظف الألوان الحية، مثل الأخضر الذي يحيل على الطبيعة، والأزرق على كينونة البحر وهو رافد مهم في أعماله، تماما كما أن رائحة البحر والطحالب جلبته إلى فتنة التصوير، إلى جانب استعماله اللون الأبيض عنوان الطهارة والنقاء والتصوف.
وأسر في اللقاء ذاته أنه في الفترة الأخيرة بدأ يميل إلى الألوان القاتمة مثل الأسود كدلالة على معاناته وشعوره بالحزن والألم لفقدانه نجله طارق.
ويعد رواق "فن الملهمة" لمؤسسه القباج فضاء لعرض تجارب الفنانين على اختلاف اتجاهاتهم الفنية، ويعد أيضا، حسب شهادة القباج، مكانا لتبادل الأفكار وتعميق النقاش حول الفنون التشكيلية، لأن الرواق يأخذ اسمه من كلمة muse، الإغريقية ملهمة كل الفنانين الأغريق.
وأوضح القباج أنه منذ زمن بعيد وهو يحلم بأن يملك رواقا، وأن الحلم أصبح حقيقة، وأضاف ان اسم الرواق يوحي بالكثير فهو ملهمة كل الفنانين، كيفما كانت توجهاتهم الفنية، مبرزا في اللقاء ذاته ان الرواق مرفق لعشاق الفنون بكل تجلياتها، ويضع رهن إشارة الفنانين المحترفين وغيرهم لتبادل الآراء حول الثقافة البصرية من جهة ومن جهة أخرى مد جسور التلاقي والمحبة والسلام والأخوة. وبخصوص المشاركين في هذا المعرض الجماعي قال القباج إنهم خريجو مدرسة الفنون الجميلة بالدارالبيضاء، ويجتمعون اليوم من أجل تثمين الفن في إطار رؤية معاصرة.
على المستوى النقدي سلط الناقد الفرنسي، ألان مارك، الضوء على أعمال الفنان التشكيلي المخضرم، عبد السلام القباج، في مقال يحمل عنوان" عبد السلام القباج في أعين الآخرين"، وكتب مارك أن "الاعمال الأولى للفنان التشكيلي القباج تعكس ذكرياته الطفولية، وجاءت محترمة للفضاء والوقت، وهي انعكاس حقيقي لطفولته بمدينته الأصلية، حيث يتحدث القباج عبر لغته البصرية عن الفضاء المفقود، ويمنحنا عبر قماشاته مفاتيح البحث عن هذه الأحلام الصغيرة والكبيرة التي توارت مع الزمن". ويضيف الناقد الجمالي الفرنسي مارك، أن البحث عن هذا الزمن المفقود متوار خلف الأشكال والألوان وفي ذاكرة أطفال الجديدة، حيث تفوق القباج في انتاجها بصريا قابضا على أجمل لحظات الحياة. ويضيف أن القباج يبرز الوانا قريبة إلى وجدانه منها الأزرق الذي هو لون سماء الجديدة، والأخضر الذي يحيل على قاع بحرها، ألى جانب الأحمر الممزوج بالأصفر وهو لون جدران المدينة القديمة، والأبيض والأسود لونا الخيالات. وخلص الناقد الفرنسي إلى أن القباج فنان يقبض على اللحظات الهاربة بكل أحاسيسه ورؤاه الجمالية وألوانه التي تحيا في القماشة وتسكنها.
ليست أعمال القباج مجرد محاولات تجريبية او بين تشخيصية تراهن على الشكل وتتوق إلى الجمال الظاهر. إنها، على عكس ذلك، رسائل معرفية وعرفانية معا، تهجس ببعض أسرار الحياة التي تعرج بنا من مكان إلى مكان، وتنتقل بنا من محيط إلى آخر، ونحن لا نرى إلا حقائقنا الخاصة، ولا نسمع إلا أصواتنا التي تسكن جوارحنا. رغم هذه الثورة الصباغية وهذا الميثاق البصري، فإن الفنان المخضرم أدرك ان التشكيل قصيدة تسائل ذواتنا، وأحلامنا الصغيرة والكبيرة على امتداد معارضه التي دشن أولها بمعرض له بدارالسلطان بباريس سنة 1959، وآثر أن يبدع من خلاله لونا جديدا وأسلوبا مغايرا، جمع بين كل التعبيرات التشكيلية، التي استلهمت تجاربه على امتداد أزيد من خمسة عقود.
يحتضن رواق "فن الملهمة art muse " بالدارالبيضاء، الأعمال الجديدة للفنان التشكيلي المخضرم، عبد السلام القباج، إلى جانب كل من خالد بيي، ورشيد زيزي، وحسن بحمان، ويمتد المعرض الجماعي إلى غاية3 مارس المقبل.
وقال التشكيلي القباح، وصاحب رواق "فن الملهمة" إنه فضل ان تكون اعماله المعروضة مختلفة، ولا ترتبط بتيمة واحدة.
وأضاف في لقاء مع "كش24" أنه اختار مجموعة من اللوحات المختلفة الأشكال، فمن الحجم الصغير ذات المنزع البين تشخيصي والبين التجريدي عرض منها 10 لوحات، إلى جانب لوحات بمقاسات كبيرة، وأفاد القباج ان أعمالا جديدة انتهى منها أياما قبل المعرض، خضعت لثنائية الظل والنور، شارحا ان الضوء أو النور يحيل على الحياة، بينما الظل فهو معادل موضوعي للحياة الأخرى، مشيرا إلى أنه اعماله تتميز بأسلوب ذاتي يستقي من الانطباعية التي يدرجها ضمن الحداثة التي تحتفي بالرموز والحروفية معا.
في حين تتميز تجربة خالد بيي بالحروفية، في أبعادها الجمالية، وتنهض تجربة الفنان التشكيلي رشيد زيزي على الواقعية بلمسات عفوية انطباعية، بينما تحتفي تجربة حسن بحمان بالحروفية على طريقة الكولاج.
من جهة أخرى فضل القباج أن يدون في معرض "فن الملهمة" كل أحاسيسه البرانية والجوانية، من خلال هذا الكم من الأعمال المتنوعة، وقال عبد السلام القباج بهذا الخصوص، إنه في بداية الثمانينات من القرن الماضي وظف الألوان الحية، مثل الأخضر الذي يحيل على الطبيعة، والأزرق على كينونة البحر وهو رافد مهم في أعماله، تماما كما أن رائحة البحر والطحالب جلبته إلى فتنة التصوير، إلى جانب استعماله اللون الأبيض عنوان الطهارة والنقاء والتصوف.
وأسر في اللقاء ذاته أنه في الفترة الأخيرة بدأ يميل إلى الألوان القاتمة مثل الأسود كدلالة على معاناته وشعوره بالحزن والألم لفقدانه نجله طارق.
ويعد رواق "فن الملهمة" لمؤسسه القباج فضاء لعرض تجارب الفنانين على اختلاف اتجاهاتهم الفنية، ويعد أيضا، حسب شهادة القباج، مكانا لتبادل الأفكار وتعميق النقاش حول الفنون التشكيلية، لأن الرواق يأخذ اسمه من كلمة muse، الإغريقية ملهمة كل الفنانين الأغريق.
وأوضح القباج أنه منذ زمن بعيد وهو يحلم بأن يملك رواقا، وأن الحلم أصبح حقيقة، وأضاف ان اسم الرواق يوحي بالكثير فهو ملهمة كل الفنانين، كيفما كانت توجهاتهم الفنية، مبرزا في اللقاء ذاته ان الرواق مرفق لعشاق الفنون بكل تجلياتها، ويضع رهن إشارة الفنانين المحترفين وغيرهم لتبادل الآراء حول الثقافة البصرية من جهة ومن جهة أخرى مد جسور التلاقي والمحبة والسلام والأخوة. وبخصوص المشاركين في هذا المعرض الجماعي قال القباج إنهم خريجو مدرسة الفنون الجميلة بالدارالبيضاء، ويجتمعون اليوم من أجل تثمين الفن في إطار رؤية معاصرة.
على المستوى النقدي سلط الناقد الفرنسي، ألان مارك، الضوء على أعمال الفنان التشكيلي المخضرم، عبد السلام القباج، في مقال يحمل عنوان" عبد السلام القباج في أعين الآخرين"، وكتب مارك أن "الاعمال الأولى للفنان التشكيلي القباج تعكس ذكرياته الطفولية، وجاءت محترمة للفضاء والوقت، وهي انعكاس حقيقي لطفولته بمدينته الأصلية، حيث يتحدث القباج عبر لغته البصرية عن الفضاء المفقود، ويمنحنا عبر قماشاته مفاتيح البحث عن هذه الأحلام الصغيرة والكبيرة التي توارت مع الزمن". ويضيف الناقد الجمالي الفرنسي مارك، أن البحث عن هذا الزمن المفقود متوار خلف الأشكال والألوان وفي ذاكرة أطفال الجديدة، حيث تفوق القباج في انتاجها بصريا قابضا على أجمل لحظات الحياة. ويضيف أن القباج يبرز الوانا قريبة إلى وجدانه منها الأزرق الذي هو لون سماء الجديدة، والأخضر الذي يحيل على قاع بحرها، ألى جانب الأحمر الممزوج بالأصفر وهو لون جدران المدينة القديمة، والأبيض والأسود لونا الخيالات. وخلص الناقد الفرنسي إلى أن القباج فنان يقبض على اللحظات الهاربة بكل أحاسيسه ورؤاه الجمالية وألوانه التي تحيا في القماشة وتسكنها.
ليست أعمال القباج مجرد محاولات تجريبية او بين تشخيصية تراهن على الشكل وتتوق إلى الجمال الظاهر. إنها، على عكس ذلك، رسائل معرفية وعرفانية معا، تهجس ببعض أسرار الحياة التي تعرج بنا من مكان إلى مكان، وتنتقل بنا من محيط إلى آخر، ونحن لا نرى إلا حقائقنا الخاصة، ولا نسمع إلا أصواتنا التي تسكن جوارحنا. رغم هذه الثورة الصباغية وهذا الميثاق البصري، فإن الفنان المخضرم أدرك ان التشكيل قصيدة تسائل ذواتنا، وأحلامنا الصغيرة والكبيرة على امتداد معارضه التي دشن أولها بمعرض له بدارالسلطان بباريس سنة 1959، وآثر أن يبدع من خلاله لونا جديدا وأسلوبا مغايرا، جمع بين كل التعبيرات التشكيلية، التي استلهمت تجاربه على امتداد أزيد من خمسة عقود.