كثير من الأسر دٌمرت، وكثير من الخلافات الزوجية وصلت لرداهات المحاكم عن تهم الخيانة الزوجية بمراكش، كما أن غالبية قضايا الطلاق والخلع ومثلما أكد مختصون، يٌعتبر العجز الجنسي من أهم دوافعها.. والسؤال المطروح لماذا يقدم كثير من الرجال المصابون بعجز جنسي سواء كان مؤقتا أو دائما على الزواج، دون مصارحة زوجاتهم؟ بل سمعنا عن حالات اتهم فيها الزوج العاجز زوجته، بأنها غير سوية وتحتاج للعلاج بدلا عنه..! فقط لإبعاد الشبهات عن نفسه.
ويرى مختصون أن مرض العجز الجنسي يعتبر من أكثر الطابوهات الاجتماعية والنفسية المؤدية إلى تفكك الأسر وخراب البيوت وارتفاع نسبة الطلاق والخلافات الزوجية، بسبب توجه المرضى للكتمان وإخفاء المرض وامتناعهم عن العلاج، ما يؤثر سلبا على حياتهم العائلية والاجتماعية، ورغم غياب أرقام رسمية عن عدد المصابين بالعجز الجنسي بمراكش، فإن معاناة كثير من الأزواج مع مرض العجز الجنسي بالمدينة تنكشف أمام الاقبال على عيادات الأخصائيين لعلاج هذا المرض.
وتشير تقارير طبية، أن أهم الأمراض التي تؤثر على القدرة الجنسية للمراكشيين، تتعلق بالأمراض المزمنة التي تأتي في المقدمة على غرار السكري وضغط الدم وأمراض القلب والتشوهات الخلقية في الأعضاء الجنسية، ناهيك عن أمراض السرطان والأمراض العصبية، بالإضافة إلى تلف الأعصاب وتصلب الشرايين التي تصيب المدمنين على التدخين والمصابين بارتفاع الكوليسترول في الدم وبارتفاع ضغط الدم، فيما يواجه مرضى السكري هذه المشكلة أكثر من غيرهم من 3 إلى 4 مرات أكثر من المعدل،وتؤثر عادات مثل التدخين وإدمان الكحول والمخدرات على الرجولة، وحتى التعب والإرهاق.
وكشف العديد من الصيادلة الذين تحدثنا إليهم عن إقبال عدد من المراكشيين، على المقويات الجنسية بمختلف أنواعها في مقدمتها "الفياغرا" وهو ما يدل حسبهم على معاناتهم مع أمراض العجز الجنسي ، وحتى باعة الأعشاب باتوا يستثمرون في الأمراض الجنسية، حيث تشهد أعشاب وعقاقير القوة الجنسية رواجا كبيرا، وتشتهر أحياء بالمدينة الحمراء بتجارة بيع "الأعشاب الجنسية" حيث تستقطب العديد من الباحثين على تلك الأعشاب لمعالجة مرض العجز، أو تقوية قدراتهم الجنسية.
كثيرة هي القصص التي سمعناها بمراكش، حول فشل أزواج بسبب العجز الجنسي، وكان مصيرها في غالب الأحيان أروقة المحاكم، وتبقى أغرب قصة لشابة (18 سنة) تزوجت برجل يكبرها بثمان سنوات، لم يقم بواجبه اتجاهها منذ اليوم الأول لزواجها، وكان يتحجج بتعبه وإرهاقه، وبعد إلحاحها لمعرفة سبب نفوره منها، حمَلها المسؤولية، فمرة يتهمها بأنها مريضة، وأخرى أنها مسكونة بجني يبعدها عنه، ومن شدة ثقة الزوج في كلامه، اقتنعت بكلامه وأهدرت 4 سنوات كاملة من حياتها متنقلة بين الأطباء والرقاة لعلاج نفسها، وعندما يئست طلبت الطلاق.. وبعد انفصالها مرغمة ظل الجميع ينعتها ويعايرها بـ "العاقر".
ويشير الأطباء النفسيين، إلى أن الأسباب مختلفة ومتتشابكة وراء العجز الجنسي، ومنها التخوف من عدم نجاح العلاقة الجنسية وفشلها والخوف من خيبة أمل الشريكة، إضافة إلى الاكتئاب، والخجل الشديد، فضلا عن التعرض لصدمة نفسية شديدة أو لعنف جنسي في السابق، لا تزال آثاره حاضرة في نفسية الشخص، كما يمكن أن تتحكم عوامل أخرى في القدرة الجنسية عند الشخص كالتدخين، والإدمان على الكحول، تعاطي المخدرات، التعب والإرهاق.