سياسة

العثماني والحوادث الخمس المُربكة للحكومة


كشـ24 نشر في: 29 سبتمبر 2018

بعد عام وخمسة أشهر من تنصيب الحكومة المغربية التي يقودها حزب العدالة والتنمية، اعترضت طريقها العديد من “الحوادث” السياسية، التي أشعلت فتيل الاحتقان والتوتر بين مكونات الحكومة الستة، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها، وهي حزب العدالة والتنمية، والتجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الاشتراكي، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية، والاتحاد الدستوري.زلزال الحسيمةالحادثة القوية الأولى التي عرقلت عمل الحكومة التي يرأسها سعد الدين العثماني، كانت في أكتوبر 2017، عندما قرر الملك محمد السادس، إعفاء أربعة وزراء من الحكومة، اثنان من التقدم والاشتراكية، وآخران من الحركة الشعبية. وشكل إعفاء الوزراء الأربعة، بسبب التقصير الذي سجله تقرير المجلس الأعلى للحسابات في تنفيذ مشاريع ملكية بمدينة الحسيمة بالريف المغربي، حينها صدمة قوية، وصفها محللون كثر بالزلزال السياسي، لم تخرج الحكومة بعد بشكل نهائي من ارتداداته السياسية والحزبية.ومرت الأسابيع بطيئة عند الحكومة، خصوصاً لدى رئيسها العثماني، الذي استجمع قواه بعد هذا الزلزال السياسي، وتمكن من لملمة جراح الحكومة، من خلال اقتراح وزراء يعوضون الوزراء المغضوب عليهم، فكان له ذلك بعد فترة من الزمن لم تكن قصيرة، قبل أن تستأنف الحكومة عملها ومباشرتها لملفات الإصلاح.تصريحات بن كيرانولم تكد هذه الأزمة السياسية تمر على الحكومة حتى ظهرت “حادثة” قوية ثانية، تمثلت في تصريحات أطلقها رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، انتقد فيها بشدة بعض قادة الأحزاب المشكلة للحكومة، خصوصاً التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي. تصريحات بنكيران كان كافية لإشعال “نار” تحت رماد الحكومة، إذ قابل زعماء الأحزاب المعنية بتصريحات بنكيران الموضوع بكثير من التبرم والضيق، ووصل الأمر إلى نوع من مقاطعة وزراء أحد الأحزاب الرئيسية في الحكومة لاجتماعات رئيس الحكومة، قبل أن يفند العثماني هذه “المقاطعة”، ويسارع إلى لأم الجرح الذي تسبب فيه لسان بنكيران. وبصعوبة بالغة طوق رئيس الحكومة في فبراير الماضي الأزمة التي كادت تعصف بانسجام الأغلبية، إذ قدم اعتذاره لزعماء الأحزاب المكونة للحكومة عما اعتبرته إساءة في حقها، وبين إصراره على “التمسك بحلفائه والاعتزاز بهم، والتنسيق معهم”.ودفعت هذه الحادثة قادة الأحزاب الحكومية الستة بعد أيام قليلة إلى صياغة ميثاق “الأغلبية الحكومية”، باعتباره وثيقة حكومية تجمع المكونات الستة لتنفيذ برنامج محدد متفق عليه. واعتبر العثماني حينها أن “الميثاق يبلور رؤية مشتركة وموحدة لحسن سير العمل الحكومي، وتعزيز التضامن والتشاور بين مكونات الأغلبية”.المقاطعةالحادثة الثالثة لم تسلم منها حكومة العثماني، وتمثلت في حملة المقاطعة الشعبية ضد منتجات، لاسيما مادة الحليب ونوع من المياه الغازية، فضلاً عن محطات توزيع غاز مملوكة لأحد قادة الأغلبية الحكومية، وهي الحملة التي خلطت أوراق الحكومة، وظهرت مواقف متناقضة في طريقة معالجة هذا الملف. وتركت حملة المقاطعة غير المسبوقة في المغرب تداعيات سياسية قوية، لعل أبرزها طلب الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحوكمة، لحسن الداودي، المنتمي إلى “العدالة والتنمية”، إعفاءه من منصبه بسبب الضجة التي رافقت مشاركته في تظاهرة احتجاجية لعمال شركة الحليب أمام البرلمان. غير أنه يبدو أن طلب الإعفاء من الحكومة لم يحظ بقبول صناع القرار، إذ لا يزال الوزير يمارس مهامه. كما أفضت حملة المقاطعة أيضاً إلى تحرك حزب الأصالة والمعاصرة المعارض ضد الحكومة، من خلال تلويحه بالدفع بالتماس رقابة لإسقاط حكومة العثماني فسره الحزب بأنه ناجم عما سماه “تعامل الحكومة السيئ مع الحراكات الاجتماعية، ووجود وزراء يدافعون عن الشركات بدل المواطن”.ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى حد تلويح “الأحرار” باتهام حزب العدالة والتنمية بأنه وراء حملة المقاطعة التي استهدفت شركة زعيم “الأحرار”، عزيز أخنوش، ودفعت هذا الأخير أخيراً إلى رفع التحدي ووعد بكشف الحقائق مستقبلاً، من دون أن ينسى إصراره على كسب حزبه رهان الانتخابات التشريعية في العام 2021 التي يطمح أن يتصدرها ويرأس الحكومة المقبلة بدل “العدالة والتنمية”.افيلالولم تكد تهدأ نار حملة المقاطعة قليلاً حتى ظهرت حادثة رابعة أربكت سير الحكومة من جديد، تمثلت في مقترح العثماني حذف حقيبة “كتابة الدولة في الماء” (مساعدة وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء المكلفة بالماء)، التي تشغلها القيادية في حزب التقدم والاشتراكية شرفات أفيلال، من دون استشارة حليفه داخل الحكومة، الأمر الذي أثار امتعاض “التقدم والاشتراكية” الذي طالب العثماني بتوضيحات حول قرار إعفاء أفيلال دون الحصول على استشارة أو مشورة قبل أن يرفع مقترحه إلى الملك الذي وافق عليه. وبمجرد حذف الحقيبة الوزارية حتى تصاعدت حدة لهجة قيادات في حزب التقدم والاشتراكية ضد رئيس الحكومة، ومنهم من ذهب إلى حد المطالبة إما بخروج الحزب من الحكومة أو على الأقل تقليص حجم التحالف الاستراتيجي بين الحزبين إلى التحالف المرحلي في أدنى درجاته. وفيما لم يجد رئيس الحكومة مسوغات ليبرر بها قرار إلغاء تلك الحقيبة الوزارية أمام حزب التقدم والاشتراكية، باستثناء الحديث عن تضارب الاختصاصات بين الوزيرة المعنية ورئيسها الوزير عبد القادرة إعمارة القيادي في الحزب القائد للحكومة، حاول العثماني تطويق الأزمة الجديدة بعقد لقاءات مع قيادات “التقدم والاشتراكية”، تمكنت إلى حد ما من إطفاء نيران الغضب والتخفيف من التوتر الحاصل.التنابزوتأتي “حادثة” خامسة تجري وقائعها هذه الأيام وسط البيت الحكومي، لتضع الأغلبية أمام منعطف سياسي صعب وحاسم. وتمثلت في تراشق الاتهامات بين قيادات حزب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، وهو ما بات يهدد الانسجام الحكومي رغم دعوات التهدئة من هنا وهناك من أجل صون لُحمة الحكومة قبل انتهاء ولايتها في 2021. وبعد أن اتهم وزير الرياضة والقيادي في “الأحرار”، رشيد الطالبي العلمي، حزب العدالة والتنمية بحمل مشروع تخريبي للبلاد، رد عليه القيادي في الحزب الحاكم، سليمان العمراني، داعياً حزبه إلى مغادرة الحكومة إن كان هذا تصوره عن الحزب الذي يقود الحكومة، قبل أن يرد قيادي آخر من “الأحرار” على هذا التراشق بقوله إن تواجد حزبه في الحكومة ليس صدقة من “العدالة والتنمية بل هو قرار سيادي، وفق تعبيره.

عن العربي الجديد بتصرف

بعد عام وخمسة أشهر من تنصيب الحكومة المغربية التي يقودها حزب العدالة والتنمية، اعترضت طريقها العديد من “الحوادث” السياسية، التي أشعلت فتيل الاحتقان والتوتر بين مكونات الحكومة الستة، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها، وهي حزب العدالة والتنمية، والتجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الاشتراكي، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية، والاتحاد الدستوري.زلزال الحسيمةالحادثة القوية الأولى التي عرقلت عمل الحكومة التي يرأسها سعد الدين العثماني، كانت في أكتوبر 2017، عندما قرر الملك محمد السادس، إعفاء أربعة وزراء من الحكومة، اثنان من التقدم والاشتراكية، وآخران من الحركة الشعبية. وشكل إعفاء الوزراء الأربعة، بسبب التقصير الذي سجله تقرير المجلس الأعلى للحسابات في تنفيذ مشاريع ملكية بمدينة الحسيمة بالريف المغربي، حينها صدمة قوية، وصفها محللون كثر بالزلزال السياسي، لم تخرج الحكومة بعد بشكل نهائي من ارتداداته السياسية والحزبية.ومرت الأسابيع بطيئة عند الحكومة، خصوصاً لدى رئيسها العثماني، الذي استجمع قواه بعد هذا الزلزال السياسي، وتمكن من لملمة جراح الحكومة، من خلال اقتراح وزراء يعوضون الوزراء المغضوب عليهم، فكان له ذلك بعد فترة من الزمن لم تكن قصيرة، قبل أن تستأنف الحكومة عملها ومباشرتها لملفات الإصلاح.تصريحات بن كيرانولم تكد هذه الأزمة السياسية تمر على الحكومة حتى ظهرت “حادثة” قوية ثانية، تمثلت في تصريحات أطلقها رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، انتقد فيها بشدة بعض قادة الأحزاب المشكلة للحكومة، خصوصاً التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي. تصريحات بنكيران كان كافية لإشعال “نار” تحت رماد الحكومة، إذ قابل زعماء الأحزاب المعنية بتصريحات بنكيران الموضوع بكثير من التبرم والضيق، ووصل الأمر إلى نوع من مقاطعة وزراء أحد الأحزاب الرئيسية في الحكومة لاجتماعات رئيس الحكومة، قبل أن يفند العثماني هذه “المقاطعة”، ويسارع إلى لأم الجرح الذي تسبب فيه لسان بنكيران. وبصعوبة بالغة طوق رئيس الحكومة في فبراير الماضي الأزمة التي كادت تعصف بانسجام الأغلبية، إذ قدم اعتذاره لزعماء الأحزاب المكونة للحكومة عما اعتبرته إساءة في حقها، وبين إصراره على “التمسك بحلفائه والاعتزاز بهم، والتنسيق معهم”.ودفعت هذه الحادثة قادة الأحزاب الحكومية الستة بعد أيام قليلة إلى صياغة ميثاق “الأغلبية الحكومية”، باعتباره وثيقة حكومية تجمع المكونات الستة لتنفيذ برنامج محدد متفق عليه. واعتبر العثماني حينها أن “الميثاق يبلور رؤية مشتركة وموحدة لحسن سير العمل الحكومي، وتعزيز التضامن والتشاور بين مكونات الأغلبية”.المقاطعةالحادثة الثالثة لم تسلم منها حكومة العثماني، وتمثلت في حملة المقاطعة الشعبية ضد منتجات، لاسيما مادة الحليب ونوع من المياه الغازية، فضلاً عن محطات توزيع غاز مملوكة لأحد قادة الأغلبية الحكومية، وهي الحملة التي خلطت أوراق الحكومة، وظهرت مواقف متناقضة في طريقة معالجة هذا الملف. وتركت حملة المقاطعة غير المسبوقة في المغرب تداعيات سياسية قوية، لعل أبرزها طلب الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة والحوكمة، لحسن الداودي، المنتمي إلى “العدالة والتنمية”، إعفاءه من منصبه بسبب الضجة التي رافقت مشاركته في تظاهرة احتجاجية لعمال شركة الحليب أمام البرلمان. غير أنه يبدو أن طلب الإعفاء من الحكومة لم يحظ بقبول صناع القرار، إذ لا يزال الوزير يمارس مهامه. كما أفضت حملة المقاطعة أيضاً إلى تحرك حزب الأصالة والمعاصرة المعارض ضد الحكومة، من خلال تلويحه بالدفع بالتماس رقابة لإسقاط حكومة العثماني فسره الحزب بأنه ناجم عما سماه “تعامل الحكومة السيئ مع الحراكات الاجتماعية، ووجود وزراء يدافعون عن الشركات بدل المواطن”.ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى حد تلويح “الأحرار” باتهام حزب العدالة والتنمية بأنه وراء حملة المقاطعة التي استهدفت شركة زعيم “الأحرار”، عزيز أخنوش، ودفعت هذا الأخير أخيراً إلى رفع التحدي ووعد بكشف الحقائق مستقبلاً، من دون أن ينسى إصراره على كسب حزبه رهان الانتخابات التشريعية في العام 2021 التي يطمح أن يتصدرها ويرأس الحكومة المقبلة بدل “العدالة والتنمية”.افيلالولم تكد تهدأ نار حملة المقاطعة قليلاً حتى ظهرت حادثة رابعة أربكت سير الحكومة من جديد، تمثلت في مقترح العثماني حذف حقيبة “كتابة الدولة في الماء” (مساعدة وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء المكلفة بالماء)، التي تشغلها القيادية في حزب التقدم والاشتراكية شرفات أفيلال، من دون استشارة حليفه داخل الحكومة، الأمر الذي أثار امتعاض “التقدم والاشتراكية” الذي طالب العثماني بتوضيحات حول قرار إعفاء أفيلال دون الحصول على استشارة أو مشورة قبل أن يرفع مقترحه إلى الملك الذي وافق عليه. وبمجرد حذف الحقيبة الوزارية حتى تصاعدت حدة لهجة قيادات في حزب التقدم والاشتراكية ضد رئيس الحكومة، ومنهم من ذهب إلى حد المطالبة إما بخروج الحزب من الحكومة أو على الأقل تقليص حجم التحالف الاستراتيجي بين الحزبين إلى التحالف المرحلي في أدنى درجاته. وفيما لم يجد رئيس الحكومة مسوغات ليبرر بها قرار إلغاء تلك الحقيبة الوزارية أمام حزب التقدم والاشتراكية، باستثناء الحديث عن تضارب الاختصاصات بين الوزيرة المعنية ورئيسها الوزير عبد القادرة إعمارة القيادي في الحزب القائد للحكومة، حاول العثماني تطويق الأزمة الجديدة بعقد لقاءات مع قيادات “التقدم والاشتراكية”، تمكنت إلى حد ما من إطفاء نيران الغضب والتخفيف من التوتر الحاصل.التنابزوتأتي “حادثة” خامسة تجري وقائعها هذه الأيام وسط البيت الحكومي، لتضع الأغلبية أمام منعطف سياسي صعب وحاسم. وتمثلت في تراشق الاتهامات بين قيادات حزب العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، وهو ما بات يهدد الانسجام الحكومي رغم دعوات التهدئة من هنا وهناك من أجل صون لُحمة الحكومة قبل انتهاء ولايتها في 2021. وبعد أن اتهم وزير الرياضة والقيادي في “الأحرار”، رشيد الطالبي العلمي، حزب العدالة والتنمية بحمل مشروع تخريبي للبلاد، رد عليه القيادي في الحزب الحاكم، سليمان العمراني، داعياً حزبه إلى مغادرة الحكومة إن كان هذا تصوره عن الحزب الذي يقود الحكومة، قبل أن يرد قيادي آخر من “الأحرار” على هذا التراشق بقوله إن تواجد حزبه في الحكومة ليس صدقة من “العدالة والتنمية بل هو قرار سيادي، وفق تعبيره.

عن العربي الجديد بتصرف



اقرأ أيضاً
محلل سياسي لـكشـ24: بث خريطة المغرب مبتورة على قناة مغربية خطأ فادح
أثار بث وصلة إشهارية خلال تغطية مباريات كأس إفريقيا للسيدات، على إحدى القنوات المغربية، جدلاً واسعاً، بعدما ظهرت فيها خريطة المغرب مبتورة من أقاليمه الجنوبية. وهو الأمر الذي اعتبره العديد من المتابعين إساءة للقضية الوطنية، واستغله الإعلام الجزائري لترويج قراءات مغرضة، وصفها محللون بأنها محاولة يائسة للتشويش على الإجماع الوطني حول مغربية الصحراء. وفي هذا السياق، عبر محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، ورئيس مركز ابن رشد للدراسات الجيوسياسية وتحليل السياسات، عن أسفه الشديد لوقوع مثل هذه الأخطاء التي قال إنها تحز في النفس، خصوصا في ظل الإجماع الوطني الراسخ حول مغربية الصحراء، وما تبذله مؤسسات الدولة من مجهودات جبارة لتنمية الأقاليم الجنوبية وتعزيز حضورها في المشهد الوطني والدولي. وأضاف نشطاوي، في تصريح لموقع كشـ24، أن ما وقع يعد إخلالا خطيرا بثوابت الوطن، ويشكل ثغرة تستغلها الأطراف المعادية للمغرب، وعلى رأسها نظام العسكر الجزائري، الذي يسارع دائما إلى استغلال كل هفوة إعلامية أو رمزية لضرب وحدة المغرب الترابية، رغم أن مثل هذه المحاولات تعد عقيمة أمام صلابة الموقف المغربي. وأكد المتحدث ذاته، أن مثل هذه الأخطاء لا تخدم قضية الصحراء المغربية، بل تضر بها، خاصة حين تأتي من داخل مؤسسات يفترض فيها الالتزام الصارم بالثوابت الوطنية، مشددا على ضرورة تدخل الجهات المعنية لوضع حد لمثل هذه التجاوزات، التي يجب أن تواجه بصرامة، حتى لا تتكرر أو يساء فهمها في الداخل أو الخارج. وأشار نشطاوي إلى أن الإجماع الوطني لا يجب أن تشوبه شائبة، سواء أكان ذلك بفعل مباشر أو غير مباشر، وبنية مبيتة أو بعفوية، لأن الأمر يتعلق بقضية مقدسة لدى جميع المغاربة، مضيفا أن أي تقاعس أو تهاون في هذا الباب يعتبر مسا بإرادة شعب بأكمله. وفي ختام تصريحه، دعا نشطاوي إلى التعامل بجدية وحزم مع كل من يساهم، عن قصد أو غير قصد، في التشويش على القضية الوطنية، سواء على مستوى الإعلانات أو وسائل الإعلام أو حتى منابر البحث الأكاديمي، معتبرا أن الاتحاد الإفريقي نفسه، إن كان مسؤولا عن بث هذه الوصلة، مطالب بالانسجام مع مواقف الدول التي أقرت بمغربية الصحراء، والعدول عن أي سلوك يمس السيادة الوطنية.
سياسة

برلمانية تجمعية تحرج الوزير بركة في قضية عطش يهدد 10 آلاف نسمة في بوابة فاس
سؤال كتابي محرج وجهته البرلمانية التجمعية زينة شاهيم لوزير التجهيز والماء، نزار بركة، حول محنة عطش تهدد أكثر من 10 آلاف نسمة في منطقة أولاد الطيب بالمدخل الاستراتيجي لفاس من جهة المطار.وكانت المنطقة قد شهدت في الأسبوع الماض نزالا انتخابيا جزئيا بين الأحرار وحزب الاستقلال، انتهى بفوز حزب الحمامة بمقعد الدائرة 10، دون أن تتمكن مرشحة حزب الميزان من الحصول سوى على 6 أصوات، وهي النتيجة المثيرة التي حظيت باهتمام فعاليات محلية.وهاجم حزب الاستقلال على خلفية هذه النتائج حليفه في الحكومة، متهما إياه باستعمال المال لشراء الأصوات، والضغط على الناخبين، واللجوء إلى طرق ملتوية من أجل الفوز. ووعد بالفوز في مواجهات قادمة. لكن الملف الحارق للماء الصالح للشرب يسائل أمينه العام بصفته وزيرا في الحكومة الحالية.وقالت البرلمانية التجمعية في هذا السؤال الموجه على الوزير بركة، وهو أيضا أمين عام حزب الميزان، إن أربعة دواوير في منطقة أولاد الطيب تعاني مع الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب، وتشتد حدة المعاناة مع بداية كل صيف، وخلال فترات الذروة. وأوردت أن الوضع يؤثر سلبا على الحياة اليومية للساكنة المحلية.وتساءلت عن التدابير والإجراءات التي تعتزم وزارة بركة اتخاذها لضمان استمرارية تزويد الساكنة بهذه المادة الحيوية خلال فترة الصيف، كما تساءلت عن وجود مشاريع لتقوية الشبكة الحالية أو توسيعها استجابة للضغط الديمغرافي الحاصل في المنطقة.
سياسة

“حركة ضمير” تنتقد فشل سياسات الحكومة
حذرت “حركة ضمير” من استفحال فقدان الثقة في المؤسسات، مبرزة أن هذا ما ينذر بالنظر إليها كمؤسسات شكلية وصورية في أعين المواطنات والمواطنين والمتتبعين على السواء، وهو ما من شأنه أن يخلق وضعا قد يعرض البنيان المؤسساتي لأزمات مستفحلة. وأكدت الحركة أن الثقة المطلوبة باستمرار رهينةٌ بمدى تفعيل المقتضيات الدستورية بنصها وروحها وبمدى اعتبار كل فاعل من الفاعلين فيما يتعلق بمسؤوليته مساءَلا عن واجباته الدستورية والقانونية والإدارية والاخلاقية، ورهينةٌ بوضع السياسات العمومية المناسبة لتطلعات المواطنين وتقديم الحساب دوريا عن مدى التقدم الحاصل في إنجازها طبقا للمبدأ الدستوري المتعلق بربط المسؤوليّة بالمحاسبة، وبجعل محاربة الفساد بلا هوادة في أولوية الأولويات وبالمنع الصارم لتضارب المصالح في مستويات المسؤولية السياسية والحكومية، وبدورية ونجاعة التواصل المستمر والواضح والمسؤول مع المواطنين أصحاب الشأن في المقام الأول، وأخيرا وليس آخرا بتفعيل شمولي وفعلي للإصلاحات التي حملها النموذج التنموي الجديد. وعبرت الحركة عن قلقها العميق حيال عدد من الظواهر السلبية التي يعرفها المشهد الحقوقي في بلادنا ومن ضمنها ما سُجِّل بشكل متكرر وممنهج من تغييب للدور التشريعي والرقابي للبرلمان، ومن هيمنة للحكومة على مفاصل ومراحل إنتاج القوانين، علما بان أغلب تلك القوانين ترمي الى تكريس الاختلالات الاجتماعية في تناقض تام مع شعار الدولة الاجتماعية، والى خدمة مصالح اللوبيات الاقتصادية الاحتكارية، عبر الخوصصة وتحرير الأسعار والتحكم في الاسواق، والإصرار على المساس بالحريات العامة كما يتجلى ذلك في قانون الإضراب وقانون المسطرة الجنائية وغيرها، ومتابعة عدد من وجوه الصحافة والتدوين، مع استمرار تجاهل مطلب إطلاق سراح نشطاء الحركات الاجتماعية. وسجلت حركة ضمير "بمرارة الفشل الذريع لسياسة الحكومة – المطوقة بالتزام الاعتماد على الإطار المرجعي المتمثل في النموذج التنموي الجديد – وهو ما كان من شأن التزامها به أن يمكنها من تجنّب نكسة الفشل. وفي الواقع، فقد ظلّ النمو الاقتصادي في حالة ركود لسنوات عدة، عاجزا عن كسر السقف الزجاجي المتمثل فيما بين 3% و4%، وعنْ تدبير إعادة توزيع الدَّخل والثروة بطريقة أكثر عدلاً بين الطبقات الاجتماعية والمناطق والأجيال". وأشارت الحركة عينها إلى أن معدل البطالة بلغ مستوى قياسيًا ب 13.3% (21.3% وفقًا لآخر إحصاء أُنجز في شتنبر 2024)، بينما انخفض معدل النشاط إلى مستوى مُزرٍ يقل عن 43%. كما يستمر معدل نشاط الاناث في التدهور (أقل من 19%)، في حين التزمت الحكومة برفعه إلى 30%. وبخصوص قضية الوحدة الترابية، سجلت حركة ضمير بالكثير من الارتياح المكاسب الديبلوماسية التي استطاعت بلادنا أن تراكمها بنجاح والمتمثلة في دعم العديد من بلدان إفريقيا والعالم، وفي مقدمتها الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الامن، لمشروع الحكم الذاتي للصحراء ضمن وحدة بلادنا، كما تستحضر مخططات الجوار والمتمثلة في خيارات رأس هرم الدولة الجزائرية المبنية منذ عقود على المعاداة الممنهجة لوحدة المغرب.
سياسة

بنسعيد يترأس الوفد المغربي المشارك في اجتماعات المنظمة العالمية للملكية الفكرية
ترأس، وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الثلاثاء 8 يوليوز 2025 بجنيڤ، الوفد المغربي المشارك في الدورة 66 لاجتماعات جمعيات الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية (OMPI)، حيث جدد المغرب التزامه بقيادة جلالة الملك بدعم التعددية والتعاون الدولي، وإبراز دور الملكية الفكرية كأداة استراتيجية للتحول الاقتصادي والثقافي. وخلال كلمة له قام الوزير بنسعيد بتسليط الضوء على التقدم الكبير المحقق سنة 2024، حيث تصدّر المغرب الترتيب العالمي في مجال التصاميم الصناعية حسب الناتج المحلي، وسجل ارتفاعاً في إيداعات العلامات التجارية والبراءات، بفضل رقمنة 95% من خدمات المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية (OMPIC) ومبادرات مثل IP Marketplace وتعزيز شبكة مراكز دعم التكنولوجيا والابتكار (TISC). كما دعا المغرب إلى نقاش دولي مسؤول حول آثار الذكاء الاصطناعي على الملكية الفكرية، بما يضمن السيادة الرقمية والعدالة. وفي مجال حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، أبرز بنسعيد استمرار تنفيذ الإصلاحات التشريعية، خاصة عبر تفعيل مراسيم “حق التتبع” و”حق الاستنساخ”، وتحديث عمل المكتب المغربي لحقوق المؤلفين (BMDAV) بشراكة مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية. كما أشاد وزير الثقافة بمشاريع نموذجية مشتركة كبرنامج WIPO-CONNECT، وتثمين خشب العرعر بالصويرة، وبرامج السياحة الذوقية، في إطار دعم المبدعين ومحاربة التزوير والقرصنة.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 08 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة