مجتمع

“الرقية” في المغرب.. احتيال وابتزاز باسم الدين


كشـ24 نشر في: 16 يونيو 2022

في مدينة الدار البيضاء، دأبت فاطمة على التردد باستمرار على "راق شرعي" من أجل "طرد جن عاشق سكن جسدها وأوقف مشاريع زواجها" كما كانت تعتقد.تحكي السيدة الأربعينية كيف نصحتها إحدى قريباتها بطرق باب "الرقاة الشرعيين" لطرد المانع وتخليصها من الجن الذي قد يكون سببا في تأخير زواجها، قبل أن تكتشف بالصدفة صفحة على "فيسبوك" لأحد الرقاة، لا يبعد عن منزل عائلتها إلا بأمتار قليلة، لتقرر الاتصال به وحجز أقرب موعد.وتقول فاطمة (اسم مستعار): "لم تسفر سلسلة حصص العلاج في ضيافة الراقي عن أي نتيجة، وأحسست على عكس ذلك بأن حالتي النفسية تفاقمت أكثر، فيما بدت جرأة الشيخ تزداد مع توالي الأيام، إلى أن قادته في إحدى الحصص إلى وضع يده على مناطق من جسمي، فأخذني الذعر وقمت بصده وخرجت مهرولة من دون عودة".أدركت فاطمة أخيرا إنها كانت ضحية لـ"الراقي"، واستحضرت قصصا لطالما ترددت على مسامعها، أبطالها رقاة لا يترددون في استخدام أساليب الاحتيال والخداع من أجل الإيقاع بضحاياهم، عبر الابتزاز والاستغلال الجنسي أو اللجوء إلى العنف الجسدي، حيث قررت التوقف عن اللجوء إلى "الرقية الشرعية".وعلى خلاف فاطمة التي اختارت التزام الصمت وعدم اتخاذ أي إجراء قانوني في حق المعتدي، قررت بعض الضحايا التقدم بشكاوى أمام القضاء، كانت آخرهن طالبة جامعية اتهمت "راقيا" بمدينة أغادير جنوبي المملكة بمحاولة اغتصابها، مستغلا وضعها النفسي الهش، حيث تم توقيفه على الفور من أجل التحقيق معه فيما نسب إليه.وقد باتت مثل هذه الأحداث والوقائع تمثل في كل مناسبة مواضيع للنقاش في المغرب بين من يؤمن بدور الرقية الشرعية في معالجة أمراض نفسية "مستعصية"، خصوصا ما يرتبط منها بالمس من الجن، وبين من يعتبرها مجرد تجارة مربحة باسم الدين.بيع الوهم بمبالغ طائلةبعد الواقعة أصبحت فاطمة واثقة أن ذهابها لوحدها عند "الراقي" ووضعها الثقة فيه كان خطأ غير محسوب العواقب، وهو ما انقلب ضدها ومنحه فرصة الانفراد بها، مستغلا الحالة النفسية التي كانت تمر بها.وتكشف السيدة أن الراقي الزائف كان قد لجأ إلى سلوكيات شاذة أقرب للتعذيب منها إلى العلاج، قبل شروعه في محاولة استغلالها جنسيا، مدعيا بأن لذلك تأثيرا على الروح الشريرة وقدرة على تخليصها من معاناتها النفسية.وتستطرد فاطمة أنها كانت ضحية عملية نصب واحتيال أيضا، حيث دفعت مبلغ 6 آلاف درهم لـ"الراقي" (حوالي 600 دولار) مقابل 5 جلسات، وشمل المبلغ أيضا ماء زعم أنه مخصص للرقية، إلى جانب بعض الأعشاب التي كان يتطلبها العلاج حسب ما أوضح لها.ويقول لحسن السكنفل رئيس المجلس العلمي بتمارة (مؤسسة تابعة للمجلس العلمي الأعلى)، إن "الرقية هي العلاج للأمراض الروحية وهي مشروعة بالسنة النبوية الشريفة، لهذا يطلق عليها الرقية الشرعية".لكن السكنفل يعتبر، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "ما يتداول اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مخالف لقواعد الرقية الشرعية، ويزاوله من يدعون أنهم رقاة في الوقت الذي هم يبيعون فيه الوهم للناس بمبالغ طائلة يتقاضونها مقابل ما يقومون به، وفي أغلبه مخالفات شرعية كالخلوة بالنساء واستعمال الطلاسم والاستعانة بالجن".ويوضح المتحدث أن من بين الشروط التي يجب أن تتوفر في الراقي هو "أن يكون رجلا صالحا ربانيا ورعا تقيا موقنا بما يقرأه ويرقي به، وأن يكون عنده يقين بأن الرقية سبب وأن الشفاء من عند الله".ويشدد السكنفل على أنه "لا يتم اللجوء إلى الرقية الشرعية إلا بعد استنفاد كل الاستشارات الطبية العضوية والنفسية والعقلية.التصدي للنصب والاحتيالوتعالت الأصوات المنادية بالتصدي لمن يزاولون "الرقية الشرعية" سواء في محلات غير مرخصة أو داخل بيوتهم بعيدا عن أي مراقبة، معتبرين أنهم يتاجرون في مآسي المرضى ويستغلون هشاشة البعض وحالتهم النفسية، في الوقت الذي تتوفر فيه البلاد على أطباء ومؤسسات علاجية مختصة في الطب والعلاج النفسي.وكان وزير الشؤون الإسلامية المغربي أحمد التوفيق قد أكد في تصريح سابق داخل مجلس النواب، أن التصدي للاستغلال عن طريق الرقية يعد "أمرا معقدا" ينبغي الحسم فيه من قبل المختصين، لكونه يندرج في إطار العرض والطلب.ولفت المسؤول إلى "ضرورة التمييز بين ممارسة الرقية والاستغلال بهدف ارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون"، معتبرا أن "منع الرقية يبقى بيد العلماء ولا يدخل ضمن اختصاصات الوزارة".ويرى الباحث المغربي المتخصص في الشأن الديني إدريس الكنبوري، أن البعض أفرغ "الرقية الشرعية" من مقصدها وسخرها وسيلة لتحقيق الربح المادي باسم الدين.ويضيف الكنبوري، أن " الضغوط النفسية والاجتماعية ومجموعة متعددة من الأمراض الناتجة عن ذلك تعد من بين الأسباب التي تدفع الكثيرين من مختلف الشرائح الاجتماعية للجوء إلى ممارسة الرقية الشرعية، مما يعزز الاقبال على الرقاة، ويجده بعضهم نشاطا مدرا للدخل المالي".ويرى الباحث أن غياب رقابة أو قانون لضبط ممارسة "الرقية الشرعية" في المغرب وما يرافقها من سلوكيات مرفوضة، قد جعل من هذه الأخيرة مجالا خصبا لمزاولة مختلف أنواع النصب والاحتيال، كما شجع العديد من الشباب للانخراط في هذا النشاط دون الخضوع لأي شروط معينة.ويرى المتحدث أن التصدي لانحرافات بعض الرقاة بات يستدعي تدخل السلطات، وتكثيف حملات توعية بتداعياتها الخطيرة على الفرد والمجتمع.ممارسة شعبية قديمةويشهد المغرب انتشارا لمحلات "الرقية الشرعية" بشكل ملف بات معه "الرقاة" يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لعملهم، واستعراض قدراتهم الخارقة على معالجة المس من الجن وإبطال السحر أو الحسد أو غيرها.ويؤكد الباحث في علم الاجتماع علي الشعباني، أن "الرقية تعد من الممارسات الشعبية القديمة لطلب العلاج، التي ظلت تعتبر على مر السنين من بين طرق العلاج المألوفة داخل المجتمع".ويؤكد المتحدث على أن "انفتاح المجتمع المغربي وتطور الطب وطرق العلاج الحديثة في المملكة فتح المجال أمام انتقاد عدد من الممارسات القديمة".ويرى الشعباني أن ممارسة "الرقية الشرعية" باتت مرتعا للعديد من الدخلاء والمحتالين الذين لا يكتفون فقط بكسب أموال طائلة، بل "يتعدون ذلك إلى القيام بسلوكيات مخلة بالقانون والأخلاق، وتتخذ أشكلا مختلفة من استغلال جنسي ونصب واحتيال، بعدما كان الرقاة الشرعيون قديما يتمتعون بالحكمة والوقار ويتشبعون بالقيم الدينية والأخلاقية العالية".ويشير إلى أن "بعض السلوكات قد تكون لها تداعيات وخيمة على الضحايا، حيث يلجأ الرقاة في حالات معينة إلى إقناع ضحاياهم بأن بعض الممارسات المشينة هي جزء من العلاج، في ما قد تزيد هذه الأخيرة من مآسي بعض الضحايا وتسهم في تأزيم وضعهم النفسي بعد أن يكتشفوا الوجه الآخر لشخص منحوه ثقتهم قصد تخليصهم من أزماتهم و مشاكلهم النفسية.المصدر: سكاي نيوز عربية

في مدينة الدار البيضاء، دأبت فاطمة على التردد باستمرار على "راق شرعي" من أجل "طرد جن عاشق سكن جسدها وأوقف مشاريع زواجها" كما كانت تعتقد.تحكي السيدة الأربعينية كيف نصحتها إحدى قريباتها بطرق باب "الرقاة الشرعيين" لطرد المانع وتخليصها من الجن الذي قد يكون سببا في تأخير زواجها، قبل أن تكتشف بالصدفة صفحة على "فيسبوك" لأحد الرقاة، لا يبعد عن منزل عائلتها إلا بأمتار قليلة، لتقرر الاتصال به وحجز أقرب موعد.وتقول فاطمة (اسم مستعار): "لم تسفر سلسلة حصص العلاج في ضيافة الراقي عن أي نتيجة، وأحسست على عكس ذلك بأن حالتي النفسية تفاقمت أكثر، فيما بدت جرأة الشيخ تزداد مع توالي الأيام، إلى أن قادته في إحدى الحصص إلى وضع يده على مناطق من جسمي، فأخذني الذعر وقمت بصده وخرجت مهرولة من دون عودة".أدركت فاطمة أخيرا إنها كانت ضحية لـ"الراقي"، واستحضرت قصصا لطالما ترددت على مسامعها، أبطالها رقاة لا يترددون في استخدام أساليب الاحتيال والخداع من أجل الإيقاع بضحاياهم، عبر الابتزاز والاستغلال الجنسي أو اللجوء إلى العنف الجسدي، حيث قررت التوقف عن اللجوء إلى "الرقية الشرعية".وعلى خلاف فاطمة التي اختارت التزام الصمت وعدم اتخاذ أي إجراء قانوني في حق المعتدي، قررت بعض الضحايا التقدم بشكاوى أمام القضاء، كانت آخرهن طالبة جامعية اتهمت "راقيا" بمدينة أغادير جنوبي المملكة بمحاولة اغتصابها، مستغلا وضعها النفسي الهش، حيث تم توقيفه على الفور من أجل التحقيق معه فيما نسب إليه.وقد باتت مثل هذه الأحداث والوقائع تمثل في كل مناسبة مواضيع للنقاش في المغرب بين من يؤمن بدور الرقية الشرعية في معالجة أمراض نفسية "مستعصية"، خصوصا ما يرتبط منها بالمس من الجن، وبين من يعتبرها مجرد تجارة مربحة باسم الدين.بيع الوهم بمبالغ طائلةبعد الواقعة أصبحت فاطمة واثقة أن ذهابها لوحدها عند "الراقي" ووضعها الثقة فيه كان خطأ غير محسوب العواقب، وهو ما انقلب ضدها ومنحه فرصة الانفراد بها، مستغلا الحالة النفسية التي كانت تمر بها.وتكشف السيدة أن الراقي الزائف كان قد لجأ إلى سلوكيات شاذة أقرب للتعذيب منها إلى العلاج، قبل شروعه في محاولة استغلالها جنسيا، مدعيا بأن لذلك تأثيرا على الروح الشريرة وقدرة على تخليصها من معاناتها النفسية.وتستطرد فاطمة أنها كانت ضحية عملية نصب واحتيال أيضا، حيث دفعت مبلغ 6 آلاف درهم لـ"الراقي" (حوالي 600 دولار) مقابل 5 جلسات، وشمل المبلغ أيضا ماء زعم أنه مخصص للرقية، إلى جانب بعض الأعشاب التي كان يتطلبها العلاج حسب ما أوضح لها.ويقول لحسن السكنفل رئيس المجلس العلمي بتمارة (مؤسسة تابعة للمجلس العلمي الأعلى)، إن "الرقية هي العلاج للأمراض الروحية وهي مشروعة بالسنة النبوية الشريفة، لهذا يطلق عليها الرقية الشرعية".لكن السكنفل يعتبر، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "ما يتداول اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مخالف لقواعد الرقية الشرعية، ويزاوله من يدعون أنهم رقاة في الوقت الذي هم يبيعون فيه الوهم للناس بمبالغ طائلة يتقاضونها مقابل ما يقومون به، وفي أغلبه مخالفات شرعية كالخلوة بالنساء واستعمال الطلاسم والاستعانة بالجن".ويوضح المتحدث أن من بين الشروط التي يجب أن تتوفر في الراقي هو "أن يكون رجلا صالحا ربانيا ورعا تقيا موقنا بما يقرأه ويرقي به، وأن يكون عنده يقين بأن الرقية سبب وأن الشفاء من عند الله".ويشدد السكنفل على أنه "لا يتم اللجوء إلى الرقية الشرعية إلا بعد استنفاد كل الاستشارات الطبية العضوية والنفسية والعقلية.التصدي للنصب والاحتيالوتعالت الأصوات المنادية بالتصدي لمن يزاولون "الرقية الشرعية" سواء في محلات غير مرخصة أو داخل بيوتهم بعيدا عن أي مراقبة، معتبرين أنهم يتاجرون في مآسي المرضى ويستغلون هشاشة البعض وحالتهم النفسية، في الوقت الذي تتوفر فيه البلاد على أطباء ومؤسسات علاجية مختصة في الطب والعلاج النفسي.وكان وزير الشؤون الإسلامية المغربي أحمد التوفيق قد أكد في تصريح سابق داخل مجلس النواب، أن التصدي للاستغلال عن طريق الرقية يعد "أمرا معقدا" ينبغي الحسم فيه من قبل المختصين، لكونه يندرج في إطار العرض والطلب.ولفت المسؤول إلى "ضرورة التمييز بين ممارسة الرقية والاستغلال بهدف ارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون"، معتبرا أن "منع الرقية يبقى بيد العلماء ولا يدخل ضمن اختصاصات الوزارة".ويرى الباحث المغربي المتخصص في الشأن الديني إدريس الكنبوري، أن البعض أفرغ "الرقية الشرعية" من مقصدها وسخرها وسيلة لتحقيق الربح المادي باسم الدين.ويضيف الكنبوري، أن " الضغوط النفسية والاجتماعية ومجموعة متعددة من الأمراض الناتجة عن ذلك تعد من بين الأسباب التي تدفع الكثيرين من مختلف الشرائح الاجتماعية للجوء إلى ممارسة الرقية الشرعية، مما يعزز الاقبال على الرقاة، ويجده بعضهم نشاطا مدرا للدخل المالي".ويرى الباحث أن غياب رقابة أو قانون لضبط ممارسة "الرقية الشرعية" في المغرب وما يرافقها من سلوكيات مرفوضة، قد جعل من هذه الأخيرة مجالا خصبا لمزاولة مختلف أنواع النصب والاحتيال، كما شجع العديد من الشباب للانخراط في هذا النشاط دون الخضوع لأي شروط معينة.ويرى المتحدث أن التصدي لانحرافات بعض الرقاة بات يستدعي تدخل السلطات، وتكثيف حملات توعية بتداعياتها الخطيرة على الفرد والمجتمع.ممارسة شعبية قديمةويشهد المغرب انتشارا لمحلات "الرقية الشرعية" بشكل ملف بات معه "الرقاة" يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لعملهم، واستعراض قدراتهم الخارقة على معالجة المس من الجن وإبطال السحر أو الحسد أو غيرها.ويؤكد الباحث في علم الاجتماع علي الشعباني، أن "الرقية تعد من الممارسات الشعبية القديمة لطلب العلاج، التي ظلت تعتبر على مر السنين من بين طرق العلاج المألوفة داخل المجتمع".ويؤكد المتحدث على أن "انفتاح المجتمع المغربي وتطور الطب وطرق العلاج الحديثة في المملكة فتح المجال أمام انتقاد عدد من الممارسات القديمة".ويرى الشعباني أن ممارسة "الرقية الشرعية" باتت مرتعا للعديد من الدخلاء والمحتالين الذين لا يكتفون فقط بكسب أموال طائلة، بل "يتعدون ذلك إلى القيام بسلوكيات مخلة بالقانون والأخلاق، وتتخذ أشكلا مختلفة من استغلال جنسي ونصب واحتيال، بعدما كان الرقاة الشرعيون قديما يتمتعون بالحكمة والوقار ويتشبعون بالقيم الدينية والأخلاقية العالية".ويشير إلى أن "بعض السلوكات قد تكون لها تداعيات وخيمة على الضحايا، حيث يلجأ الرقاة في حالات معينة إلى إقناع ضحاياهم بأن بعض الممارسات المشينة هي جزء من العلاج، في ما قد تزيد هذه الأخيرة من مآسي بعض الضحايا وتسهم في تأزيم وضعهم النفسي بعد أن يكتشفوا الوجه الآخر لشخص منحوه ثقتهم قصد تخليصهم من أزماتهم و مشاكلهم النفسية.المصدر: سكاي نيوز عربية



اقرأ أيضاً
محامية لـكشـ24: “الگارديانات” يمارسون العنف والابتزاز تحت أعين السلطات
حذرت الأستاذة فاطمة الزهراء الشاوي، المحامية بهيئة الدار البيضاء ونائبة رئيس الجمعية المغربية لحقوق الضحايا، في تصريح خصت به موقع كشـ24، من استفحال ظاهرة الحراس العشوائيين المعروفين بـ”الكارديانات” في الفضاءات العامة، وعلى رأسها الشواطئ، معتبرة أن هذه الظاهرة لا تعكس فقط صورة سلبية عن المغرب لدى الزوار والسياح، بل تشكل كذلك خرقا صارخا للقانون وتنذر بانزلاقات خطيرة تمس الأمن والنظام العام. وقالت الشاوي إن انتشار هؤلاء الحراس غير المرخصين يطغى عليه طابع الفوضى، ويتسم في أحيان كثيرة بالعنف تجاه المواطنين، في ظل غياب أي تأطير قانوني أو رقابة فعلية من طرف الجهات المسؤولة، وأوضحت أن تنظيم المرافق العمومية، بما في ذلك مواقف السيارات واستغلال الملك العمومي، هو من اختصاص الجماعات الترابية، وفقا للقانون التنظيمي المتعلق بالجماعات، إما عن طريق صفقات عمومية أو عبر تفويض من هذه الجماعات. وتساءلت مصرحتنا عن دور الشرطة الإدارية التي يفترض أن تسهر على مراقبة هذه التجاوزات، مشددة على أن غياب التفعيل الجدي للقوانين هو ما يفتح المجال أمام ممارسات عشوائية تسيء إلى صورة المغرب وتؤثر سلبا على راحة المواطنين والسياح على حد سواء. وفي السياق ذاته، أشارت الشاوي إلى الجانب الزجري في القانون الجنائي، موضحة أن الابتزاز وأخذ الأموال دون وجه حق من طرف بعض هؤلاء الحراس يمكن أن يشكل جريمة يعاقب عليها القانون، مستدلة بالفصل 538 الذي يجرم الاستيلاء على مال الغير دون موجب قانوني، وبالفصل الذي يجرم وسائل الضغط للحصول على منافع غير مستحقة. ودعت الشاوي المواطنين إلى عدم الرضوخ لمثل هذه الممارسات، والتبليغ عنها عبر المساطر القانونية المتاحة، مؤكدة أن مساهمة المواطن تبقى أساسية في الحد من هذه الظواهر السلبية التي تؤثر على الفضاء العام، رغم تفهمها لحالة التردد التي يعيشها البعض، خاصة في فترات العطل حيث يفضل كثيرون تفادي الاصطدام مقابل مبالغ زهيدة. وختمت المحامية تصريحها بالتأكيد على أن التفعيل الجاد للقوانين، وتكاثف جهود السلطة المحلية والجماعات الترابية، يبقى السبيل الوحيد لإنهاء هذه الظاهرة وإعادة الاعتبار للفضاءات العمومية.
مجتمع

من الإحتفال إلى التسول.. “الطعارج” تتحول إلى أدوات استجداء بشوارع مراكش
مع حلول مناسبة عاشوراء، التي تُعدّ من بين أبرز المناسبات في المغرب، تعود إلى الواجهة بعض الظواهر الاجتماعية المثيرة للجدل، وعلى رأسها تسول الأطفال تحت غطاء "حق عاشوراء"، وهي ممارسة تتسع رقعتها عاما بعد عام، حتى باتت مصدر قلق واستياء في عدد من المدن المغربية، ضمنها مراكش. ففي حين يحتفي المغاربة بعاشوراء بطقوس احتفالية تقليدية مبهجة، يستغل عدد كبير من الأطفال هذه المناسبة للنزول إلى الشوارع لتسول المال تحت ذريعة "حق عاشوراء" وهي الظاهرة التي تجاوزت أزقة الأحياء إلى الإشارات الضوئية، حيث ينشط عدد من الأطفال بالقرب من هذه الأخيرة حاملين "الطعارج"، طالبين المال من سائقي السيارات، في مشهد يتجاوز براءتهم ويدفع نحو تطبيع مبكر مع التسول. ووفق ما عاينته "كشـ24"، في مجموعة من الشوراع، أصبحت هذه الظاهرة منتشرة بشكل لافت في المدارات الطرقية الرئيسية، حيث يعمد عشرات الأطفال إلى التنقل بين السيارات والتسول مستخدمين أدوات احتفالية لجلب الانتباه، ما يخلق نوعا من الفوضى والضغط على السائقين، ويطرح تساؤلات حول دور الأسر والمجتمع في ضبط هذه الانزلاقات السلوكية. ويرى عدد من النشطاء أن "حق عاشوراء" انزاح عن معناه الأصلي، ليتحوّل إلى مدخل خطير لتعزيز ثقافة الكسل والتسول لدى الأطفال، معتبرين أن هذا الانفلات يشجع على التسول المقنع ويكرّس سلوك الاتكال منذ سن مبكرة. وحذروا من أن التحصيل السهل للمال خلال هذه المناسبة قد يطبع سلوك الطفل مستقبلاً، ويجعله أكثر ميلاً إلى تكرار هذا النمط في مناسبات أخرى، خاصة في ظل غياب التوجيه الأسري وضعف آليات الرقابة. وأكد نشطاء، على أن الاحتفال لا يجب أن يكون على حساب كرامة الطفل ولا النظام العام، وأن مسؤولية التوعية تقع أولاً على الأسرة، ثم على المؤسسات التربوية والمجتمع المدني، باعتبار أن الطفل يجب أن يُحمى من الاستغلال مهما كان نوعه. من جهتهم، دعا عدد من المواطنين إلى إطلاق حملات تحسيسية وتربوية لتصحيح المفهوم الحقيقي لعاشوراء، والتصدي لاستخدام الأطفال في التسول تحت أي غطاء كان، بالإضافة إلى تفعيل دور السلطات المحلية والجمعيات في ضبط الظاهرة واحتوائها.    
مجتمع

ابن طاطا وتلميذ مراكش.. العقيد إدريس طاوسي يُسطّر قصة نجاح ملهمة
في قصة تُجسّد الطموح والإرادة، يبرز اسم العقيد إدريس طاوسي كأحد الوجوه البارزة في سلاح البحرية الأمريكية، حيث يشغل منصب نائب القائد العام المكلف بالبوارج والفرقاطات الحربية. واستطاع الطاوسي، وهو ضابط مغربي-أمريكي رفيع، استطاع أن يشق طريقه بثبات في واحد من أعقد الأسلحة في العالم وأكثرها تعقيدًا، ليصبح بذلك قدوة ومصدر فخر للمغاربة داخل الوطن وخارجه. وُلد إدريس طاوسي في مدينة طاطا جنوب المغرب، وتلقى تعليمه في مراكش والرباط، حيث برز بتفوقه في المواد العلمية، خصوصًا الفيزياء واللغة الإنجليزية، ما أهّله لاحقًا للالتحاق بإحدى أرقى المؤسسات العسكرية في العالم: الأكاديمية العسكرية الأمريكية. تميّز طاوسي خلال مسيرته بالانضباط والكفاءة، وارتقى في صفوف البحرية الأمريكية حتى أصبح من أبرز القيادات المغربية في الجيش الأمريكي. يعتبر العقيد طاوسي نموذجاً للإرادة والنجاح، ومصدر إلهام للمغاربة في الداخل والمهجر.  
مجتمع

مجلس جهة فاس يراهن على اتفاقية بـ10 ملايين درهم لمواجهة أزمة الماء
ناقشت لجنة الفلاحة والتنمية القروية التابعة لمجلس جهة فاس ـ مكناس، في اجتماع عقدته يوم أمس الجمعة، تفاصيل اتفاقية لإنجاز مشاريع في مجال الماء، وذلك في سياق تعاني فيه عدد من المناطق القروية بالجهة من صعوبات كبيرة لها علاقة بالتزود بهذه المادة الحيوية. وقال المجلس إن مشروع هذه الاتفاقية التي ستتم المصادقة عليها في دورة يوليوز، يأتي في إطار مواصلة المصادقة على الاتفاقيات التي وُقِعت أمام رئيس الحكومة بطنجة، أثناء تنظيم المناظرة الوطنية الثانية حول الجهوية المتقدمة خلال شهر دجنبر 2024. ويتعلق الأمر باتفاقيات وقعها كل رؤساء جهات المغرب وأعضاء الحكومة المعنيين، تهم تنزيل المشاريع بعدة قطاعات منها قطاع الماء ، حيث تم تسطير برنامج كبير يهدف أساسا إلى تعميم الماء الشروب على جميع المغاربة، وذلك تنزيلا للتوجيهات الملكية السامية في مجال الماء لتحقيق أهداف الاستراتيجيات والبرامج الوطنية في المجال المذكور خاصة البرنامج الوطني للماء الشروب والسقي 2020-2027. وتشمل هذه الاتفاقية تقوية وتأمين التزود بالماء الصالح للشرب، وبناء عشرات السدود التلية والصغيرة بأقاليم جهة فاس مكناس، ومشاريع تهم الاقتصاد في الماء، وتزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب. كما تهم قنوات نقل المياه الصالحة للشرب من محطات تحلية مياه البحر، والتطهير السائل وإعادة استعمال المياه العادمة، ومشاريع الحماية من الفيضانات. وذكر المجلس بأنه سيتم إسناد تنفيذ جل هذه البرامج والمشاريع للشركة الجهوية المتعددة الخدمات بجهة فاس مكناس. ويناهز الغلاف المالي المخصص لهذه الاتفاقية حوالي 10.442مليون درهم ، تساهم فيه الجهة بـ 1455 مليون درهم.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة