في خطوة إنسانية رائدة، أصدر الملك محمد السادس عفوا ملكيا شمل 4831 مزارعا تقليديا مدانين في قضايا الزراعة غير المشروعة للقنب الهندي.

وفي هذا الصدد قال شكيب الخياري منسق الائتلاف الجمعوي المغربي من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للقنب الهندي، في تصريحه لموقع "كشـ24"، أن هذا العفو الملكي يأتي في سياق وطني بالغ الأهمية، حيث يهدف إلى معالجة الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعيشها هؤلاء المزارعون، الذين عانوا لعقود من الزمن تحت وطأة سيطرة المنظمات الإجرامية وهول المتابعات القضائية في ظل تهميش تاريخي للمنطقة.

واعتبر الخياري، هذا العفو تجسيدا للنهج الإنساني الذي تبناه جلالة الملك على مدى ربع قرن، حيث يركز على قيم التسامح والعطف، مشيرا إلى أنه  هو لا يهدف فقط إلى تخفيف الآثار القانونية للمتابعات القضائية، بل يسعى أيضا إلى إعادة إدماج هؤلاء المزارعين في المجتمع، مما يتيح لهم فرصة الانخراط في أنشطة مشروعة تعزز من دخلهم وتحسن من ظروفهم المعيشية.

وأضاف مصرحنا، أن العفو الملكي يعكس التزام الدولة بتحقيق التنمية المستدامة في المناطق المعنية، التي عانت من التهميش لعقود، فهو يساهم في إنهاء حالة الاحتقان التي شهدتها مناطق زراعة القنب الهندي، ويعزز من جهود الدولة في تنفيذ سياسة تنموية أكثر تكاملا وفعالية.

وختم الخياري تصريحه، بالقول، أن هذا العفو ليس مجرد إجراء قانوني، بل هو رسالة قوية تعبر عن حرص جلالة الملك على إعمال المصلحة الفضلى للمجتمع، والتأكيد على أن كل مناسبة وطنية هي فرصة لتقديم مبادرات إنسانية تعود بالنفع على الفئات الأكثر هشاشة، معتبرا أن العفو الملكي يمثل خطوة نحو بناء مجتمع أكثر عدلا وتسامحا، ويعكس رؤية جلالة الملك في تعزيز قيم الإنسانية والرأفة في السياسة الاجتماعية.