مجتمع

الجزيرة تسلط الضوء على سائقة التاكسي الوحيدة في مراكش


كشـ24 نشر في: 22 أكتوبر 2018

على ضوء مصابيح زقاق ضيق قريب من بيتها بمدينة مراكش، تفحص حورية سيارتها مثل أي سائق سيارة أجرة محترف، تدقق في مستوى زيت المحرك، وتضرب برجلها بقوة العجلات لتتأكد أن كل شيء على ما يرام؛ لتبدأ رحلة يومية جديدة سعيا وراء لقمة العيش.تقطن حورية في حي شعبي مع ابنتها الوحيدة في غرفة متوسطة، بعد أن انفصلت عن زوجها قبل عقدين من الزمن.مع كل إشراقة صباح، ومع تكوّن خيوط الشمس الأولى، تقطع مسافة ألف ميل نحو المدينة الحمراء، حيث تكون حورية في صلاة قلبية تناجي الله بأن يكون يومها أحسن من أمسها.يركب أول زبون السيارة بنية اللون، حيث تنبعث من مذياعها أغنية قديمة لفرقة "لمشاهب" الموسيقية التي تملأ المكان ألما وأملا بأغنية تقول:السايق تالف والراكب خايف وسفينتنا تحت الماء عوامة وجميل بابا في الكلام أغياثأول راكب تلقي حورية التحية للراكب بجانبها، فوجهه ليس غريبا، إذ صادفها أكثر من مرة، مما ساعدها على معرفة وجهته، وهي جامعة القاضي عياض التي يعمل بها أستاذا.ويفتخر الراكب بكون أن امرأة هي من توصله إلى مكان عمله، كما يثني على تعاملها مع الزبائن وامتهانها مهنة ظلت تحت سيطرة الذكور.وقال للجزيرة نت "حورية سائقة ماهرة، تحترم القوانين، وتتعامل بأدب جم، أحس بثقة وأمان، وأعيب على كل من يرى أن المرأة هي الأكثر تعرضا للحوادث".أما زملاؤها في المهنة فيلقبونها بالمرأة الحديدية، فهي السائقة الوحيدة في مراكش التي اقتحمت هذه المهنة الرجالية بامتياز، رغم أن المرأة المغربية تعمل في مهن أخرى.لكن يبقى الأمر محيرا؛ فعدد قليل من النساء يعمل سائقات سيارة أجرة، ففي مدينة الدار البيضاء مثلا، وهي أكبر مدينة مغربية حيث يتواجد أكثر من عشرة آلاف سائق مهني لسيارات الأجرة، ليس بينهم إلا ثلاث نساء، في حين لا توجد امرأة واحدة في مدن مغربية أخرى.ولا يجد المتخصص في علم النفس الاجتماعي مصطفى السعليتي غير تفسير واحد، يرجعه إلى ما تعيشه حورية واجتهادها في إثبات ذاتها.التنافر المعرفي فهي بحسب المتحدث، امرأة تستحق كل التنويه، ذلك أنها استطاعت أن تلائم معتقداتها السابقة ونظرة المجتمع لها مع واقع تعيشه، وهو ما تفسره بقوة نظرية جديدة تسمى "التنافر المعرفي"، وهي حالة من التوتر أو الإجهاد العقلي أو عدم الراحة التي يعاني منها الفرد الذي يحمل اثنين أو أكثر من المعتقدات أو الأفكار أو القيم المتناقضة في الوقت نفسه".وعن ظروف عمل السائقين، قال المسؤول في نقابة مهنيي سيارات الأجرة رشيد خليفة، إن قيادة سيارة الأجرة مهنة صعبة جدا حتى على الرجال، ذلك أن السائق يتعامل في اليوم الواحد مع أصناف شتى من الناس، ويتعاملون بطرق مختلفة.وأضاف أن من الركاب من يستغل فرصة تواجده مع "غريب" ليحكي آلامه أو أفراحه، ومنهم من يريد التهكم، ومن يريد الاستفزاز، وتنتقل حالة السائق النفسية والعاطفية من فرح إلى كدر ومن تفاهم إلى جدال، في حين يدور رأسه من السياسة للاقتصاد، ومن الدين إلى الرياضة والفنون.العمل والبيتتنوع مشارب الركاب واختلاف همومهم كما تختلف وجهاتهم، موضوع علقت عليه حورية بالقول "هناك من يشجع، ومنهم من يحطم نفسك، ومنهم من يعتبرك لقمة سائغة، وتدور في ذهنه الأفكار الخبيثة، بل إن مستعملي الطريق يتعاملون في البداية بأدب، لكن ما إن تلمح عينهم امرأة حتى يتغير سلوكهم للاستهزاء".وبعد ساعتين من العمل، تتوقف حورية من أجل قسط من الراحة، تشرب قهوتها، وتتقوى بوجبة خفيفة، في هذه الفترة تستعيد أنفاسها بعد توتر واضح.وعن كيفية مزاوجتها بين مهنتها والتزاماتها الأسرية بالبيت، أوضحت حورية أنها تستطيع تنظيم وقتها، فهي تختار فقط الفترات الصباحية للعمل، وتخصص ما تبقى من ساعات لبيتها.حين تكمل عملها بعد نحو ست ساعات وراء المقود مع فترات متقطعة من الراحة، تكون الشمس قد مالت إلى الزوال، ومن ثم تتجه حورية لبيتها بفخر وهي تقول إن الحياة ليست سهلة كما يعتقد البعض، لكن المرأة هي وحدها من تملك قرار نجاحها أو فشلها.

على ضوء مصابيح زقاق ضيق قريب من بيتها بمدينة مراكش، تفحص حورية سيارتها مثل أي سائق سيارة أجرة محترف، تدقق في مستوى زيت المحرك، وتضرب برجلها بقوة العجلات لتتأكد أن كل شيء على ما يرام؛ لتبدأ رحلة يومية جديدة سعيا وراء لقمة العيش.تقطن حورية في حي شعبي مع ابنتها الوحيدة في غرفة متوسطة، بعد أن انفصلت عن زوجها قبل عقدين من الزمن.مع كل إشراقة صباح، ومع تكوّن خيوط الشمس الأولى، تقطع مسافة ألف ميل نحو المدينة الحمراء، حيث تكون حورية في صلاة قلبية تناجي الله بأن يكون يومها أحسن من أمسها.يركب أول زبون السيارة بنية اللون، حيث تنبعث من مذياعها أغنية قديمة لفرقة "لمشاهب" الموسيقية التي تملأ المكان ألما وأملا بأغنية تقول:السايق تالف والراكب خايف وسفينتنا تحت الماء عوامة وجميل بابا في الكلام أغياثأول راكب تلقي حورية التحية للراكب بجانبها، فوجهه ليس غريبا، إذ صادفها أكثر من مرة، مما ساعدها على معرفة وجهته، وهي جامعة القاضي عياض التي يعمل بها أستاذا.ويفتخر الراكب بكون أن امرأة هي من توصله إلى مكان عمله، كما يثني على تعاملها مع الزبائن وامتهانها مهنة ظلت تحت سيطرة الذكور.وقال للجزيرة نت "حورية سائقة ماهرة، تحترم القوانين، وتتعامل بأدب جم، أحس بثقة وأمان، وأعيب على كل من يرى أن المرأة هي الأكثر تعرضا للحوادث".أما زملاؤها في المهنة فيلقبونها بالمرأة الحديدية، فهي السائقة الوحيدة في مراكش التي اقتحمت هذه المهنة الرجالية بامتياز، رغم أن المرأة المغربية تعمل في مهن أخرى.لكن يبقى الأمر محيرا؛ فعدد قليل من النساء يعمل سائقات سيارة أجرة، ففي مدينة الدار البيضاء مثلا، وهي أكبر مدينة مغربية حيث يتواجد أكثر من عشرة آلاف سائق مهني لسيارات الأجرة، ليس بينهم إلا ثلاث نساء، في حين لا توجد امرأة واحدة في مدن مغربية أخرى.ولا يجد المتخصص في علم النفس الاجتماعي مصطفى السعليتي غير تفسير واحد، يرجعه إلى ما تعيشه حورية واجتهادها في إثبات ذاتها.التنافر المعرفي فهي بحسب المتحدث، امرأة تستحق كل التنويه، ذلك أنها استطاعت أن تلائم معتقداتها السابقة ونظرة المجتمع لها مع واقع تعيشه، وهو ما تفسره بقوة نظرية جديدة تسمى "التنافر المعرفي"، وهي حالة من التوتر أو الإجهاد العقلي أو عدم الراحة التي يعاني منها الفرد الذي يحمل اثنين أو أكثر من المعتقدات أو الأفكار أو القيم المتناقضة في الوقت نفسه".وعن ظروف عمل السائقين، قال المسؤول في نقابة مهنيي سيارات الأجرة رشيد خليفة، إن قيادة سيارة الأجرة مهنة صعبة جدا حتى على الرجال، ذلك أن السائق يتعامل في اليوم الواحد مع أصناف شتى من الناس، ويتعاملون بطرق مختلفة.وأضاف أن من الركاب من يستغل فرصة تواجده مع "غريب" ليحكي آلامه أو أفراحه، ومنهم من يريد التهكم، ومن يريد الاستفزاز، وتنتقل حالة السائق النفسية والعاطفية من فرح إلى كدر ومن تفاهم إلى جدال، في حين يدور رأسه من السياسة للاقتصاد، ومن الدين إلى الرياضة والفنون.العمل والبيتتنوع مشارب الركاب واختلاف همومهم كما تختلف وجهاتهم، موضوع علقت عليه حورية بالقول "هناك من يشجع، ومنهم من يحطم نفسك، ومنهم من يعتبرك لقمة سائغة، وتدور في ذهنه الأفكار الخبيثة، بل إن مستعملي الطريق يتعاملون في البداية بأدب، لكن ما إن تلمح عينهم امرأة حتى يتغير سلوكهم للاستهزاء".وبعد ساعتين من العمل، تتوقف حورية من أجل قسط من الراحة، تشرب قهوتها، وتتقوى بوجبة خفيفة، في هذه الفترة تستعيد أنفاسها بعد توتر واضح.وعن كيفية مزاوجتها بين مهنتها والتزاماتها الأسرية بالبيت، أوضحت حورية أنها تستطيع تنظيم وقتها، فهي تختار فقط الفترات الصباحية للعمل، وتخصص ما تبقى من ساعات لبيتها.حين تكمل عملها بعد نحو ست ساعات وراء المقود مع فترات متقطعة من الراحة، تكون الشمس قد مالت إلى الزوال، ومن ثم تتجه حورية لبيتها بفخر وهي تقول إن الحياة ليست سهلة كما يعتقد البعض، لكن المرأة هي وحدها من تملك قرار نجاحها أو فشلها.



اقرأ أيضاً
سقوط شبكة للدعارة الراقية بفاس يتزعمها إطار بنكي
تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة فاس، مساء اليوم الثلاثاء، من توقيف ثمانية أشخاص، من بينهم ستة سيدات، وذلك للاشتباه في تورطهم في إعداد منزل للدعارة وتسهيل البغاء وجلب أشخاص لتعاطي الفساد. وحسب المعلومات الأولية للبحث، فقد تم توقيف المشتبه فيهم داخل محل وسط مدينة فاس يقدم خدمات ظاهرية للتدليك، وذلك للاشتباه في تورطهم في جلب أشخاص لممارسة الفساد وتسهيل البغاء والوساطة فيه. وقد مكنت التدخلات الأمنية المنجزة في هذه القضية من توقيف مسير المحل، وهو إطار بنكي معروف، وستة مستخدمات يمتهن البغاء، بالإضافة إلى شخص ضبط متلبسا بارتكاب هذه الأفعال الإجرامية. وقد تم وضع الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية.
مجتمع

الدرك يطيح بمتورطين في ابتزاز زوار عين الوالي بنواحي سيدي حرازم
أطاحت، صباح اليوم الثلاثاء، عناصر الدرك بمجموعة من الأشخاص المتهمين في ملف ابتزاز زوار عين الوالي، وهو من المنتجعات التي توجد في منطقة سيدي حرازم. ويتحول هذا المتنفس الطبيعي إلى فضاء يقصده عدد من سكان الأحياء الشعبية بفاس، هروبا من ارتفاع درجة الحرارة. كما أنه يعد وجهة لعدد من الأسر بإقليم تاونات. وجرى تداول فيديوهات تظهر عددا من الأشخاص يجبرون الزوار على أداء مبالغ مالية محددة في خمسة دراهم، مقابل السماح لهم بركن سياراتهم أو دراجاتهم النارية. وأشارت المصادر إلى أن الأمر يتعلق بأعمال ابتزاز، لأن الفضاء مفتوح ولا يوجد به أي موقف لركن السيارات والدراجات، ولا يتضمن أي علامات حول وجود مثل هذه المرافق. وذكرت المصادر بأن عناصر الدرك تفاعلت مع شكايات عدد من الزوار، ونفذت حملة توقيفات في صفوف المتورطين في هذه الأعمال، ما خلف موجة من الارتياح في أوساط مرتادي هذا المنتجع الذي يعاني من ضعف واضح في البنية الطرقية، ومن غياب التجهيزات الأساسية.
مجتمع

إقليم أزيلال يسجل أزيد من 483 لسعة عقرب خلال شهر واحد
أعلنت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأزيلال، عن تسجيل أزيد من 483 حالة لسعة عقرب بالإقليم خلال يونيو 2025. وأبرزت المندوبية أنه لم يتم تسجيل أي وفاة، بفضل التدخل السريع والفعّال للأطر الصحية بالمراكز والمستشفيات التابعة لمندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأزيلال. وسجلت مصالح وزارة الصحة خلال شهر يونيو الماضي، أعلى عدد من الحالات بابزو (147 حالة)، تليها ولتانة (89) وفطواكة (75) حالة. وأوصت المندوبية السكان باتباع تدابير الوقاية المتمثلة في تفقد الأحذية والأفرشة قبل الاستعمال، وعدم ترك الأطفال ينامون مباشرة على الأرض، وتنظيف محيط المنازل من الحجارة والأخشاب، إضافة إلى تجنب استعمال العلاجات التقليدية الخطيرة، مع ضرورة التوجه فورًا إلى أقرب مركز صحي عند حدوث لسعة.
مجتمع

العيش مثل “بلارج”..تصريحات بنكيران حول تزويج الفتيات تغضب فعاليات نسائية
أغضبت تصريحات حول الزواج لرئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بنكيران، عددا من الفعاليات النسائية، والتي اعتبرت بأن الأمر يتعلق بإساءة لاعتبار المرأة المغربية ومكانتها داخل المجتمع. وحث بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في أشغال لقاء عقده حزبه بأكادير، الشابات المغربيات على جعل الزواج مركز وأساس الحياة وعمادها. ودعا إلى تشجيع البنات على الزواج. وقال في هذا الصدد: "إلى جاكم شي واحد مترجعوهش، والدريات يتزوجوا ويقراوا الزواج ميمنعكش من القراية، إلى فاتك الزواج غادي تبقاي بوحدك بحال بلارج بلا ولاد بلا راجل متلقايش تا ليدفنك " واعتبرت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة بأن هذه التصريحات تعرقل مختلف الجهود الرامية للتمكين الاقتصادي للنساء كمدخل للكرامة الإنسانية للمرأة. وقالت إن هذا الرأي "يؤكد من جديد وبشكل واضح التصور الرجعي لهذا الفاعل السياسي، للمرأة ومكانتها وأدوارها داخل المجتمع". وذهبت الجمعية ذاتها إلى أن موقع المرأة المغربية، عرف تحولا حاسما، لا فقط منذ صدور دستور سنة 2011، بل منذ أمد بعيد، منذ إنهاء العمل بقانون الأحوال الشخصية سنة 2004. وأضافت بأن المغرب اتخذ عددا من الإجراءات والتدابير التشريعية والتنفيذية الإيجابية الرامية للتمكين الاقتصادي للمرأة، بما يمكنها من الاطلاع بأدوارها، ولا يمكن الوصول على هذا التمكين الاقتصادي إلا من خلال حث النساء وتشجيعهن على قيمة التعليم والتمدرس، وهو الامر الذي تأكده بشكل دوري ومضطرد النتائج الدراسية المشرفة للشابات المغربيات في مختلف شعب و اسلاك التعليم الأساسي و العالي الأمر الذي يؤشر على تبني الأسر المغربية لقيمة التحصيل العلمي و أثره على حياة بناتهن، الى جانب أهمية العمل في صون كرامتهن طيلة حياتهن، بما لا يجعلهن عالة على أحد في يوم من الأيام. وسجلت في هذا الصدد بأن "الخطابات التقليدانية، لم تعد تنطلي على المجتمع المغربي الذي أصبح واعيا بأهمية حضور المرأة كفاعل سياسي و اقتصادي و اجتماعي ببلادنا." كما أشارت إلى أن "الزواج" خيار شخصي، مدرجة خطاب بنكيران ضمن " الخطابات الماضوية".
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 09 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة