ثقافة-وفن

التشكيلية لبابة لعلج تعرض “الحدائق الداخلية” برواق “لوس بوزوس” بإسبانيا


كشـ24 نشر في: 3 أغسطس 2017

شاركت الفنانة التشكيلية المغربية لبابة لعلج في منتدى فناني القصبة بمدينة ألكانتي الإسبانية، واستمر المنتدى إلى غاية 29 يوليوز المنصرم. 

وحظيت لعلج بالمشاركة في المحترف الإبداعي بساحة كابرييل ميرو، إلى جانب تنظيم معرض جماعي برواق "لوس بوزوس دو كاريكوس" رفقة مجموعة من الفنانين المرموقين.

وبخصوص منجزها الفني قال الناقد الفني اللبناني خليل السمايرة إن "أعمال لبابة لعلج تنطبع بعوالم الانزياح عن الصور المألوفة، فهي لا تنبهر بالهاجس التقني أو الشكلاني، بقدر ما تنصت لملكة عينها الثالثة، أقصد، بتعبير العارفين، عين الروح. اللوحة، إذن، بحث استقصائي في المكان والزمان: أفق مفتوح لترجمة قوة التفكير والإحساس معا". 

وأضاف السمايرة أن حركة اللوحة معادل موضوعي لحركة الوجود باعتباره صيرورة وديمومة. ففي هذا الإطار، تقدم لنا كل لوحة سجلا بصريا لجانب من جوانب حياتنا الجماعية بكل تمخضاتها وصراعاتها الموزعة بين الأفقية الأرضية والعمودية السماوية. أن تفكر بالنسبة لهذه الفنانة معناه أن تبدع، وأن تبدع معناه أن تولد تفكيرا داخل الفكر وإحساسا داخل الإحساس.

 ينطلق انشغالها البصري بالفنون التشكيلية من قاعدة ذهبية، مفادها أن على الإبداع أن يتعلم من الأجناس الفنية الأخرى لكي يحقق لذة تحرره من الصورة المجردة والمتعالية للفكر.

وحسب السمايرة فإن الفنانة تجاوزت في لوحاتها التشكيلية منطق التمثل لمقاربة "فكر التفكير"  أي التأويل ذي الطابع الحكائي والسردي. الأمر شبيه بالبوح وفق ما تمليه العين الثالثة أو قلب القلب. فأن تحكي معناه أن ترسم، وأن ترسم معناه أن تحكي. يا لها من فتنة سردية تشتغل في مادتها الأسلوبية على الألوان الزاهية والشفافة، وعلى انسيابية الأشكال والمشاهد في أجواء هجينة (لوحات داخل لوحات) تذكرنا بواقع الأحلام التركيبية ذات الأبعاد الغرائبية والعجائبية. الشخوص تتوالد باستمرار وتنتصب في بناءات عمودية حد الارتقاء والتعالي (رسمت لوحة تؤرخ لقصة الخلق ونشأة الكون). من عالم الصحاري بكل ما يوحي به من دلالات الخلوة والفراغ إلى عالم البحار بمتخيله الطبيعي ومحموله الرمزي (الرغبة، الحلم، العمق، والتجدد ...) 

تطالعنا هموم هذه الفنانة وانتظاراتها الجمالية، حيث تدرج أسلوبها من مراحل متعاقبة ومتفاعلة: التشخيص التسجيلي ذي الطابع الفطري، التشخيص التأويلي ذي البعد الخام، التجريد الغنائي الحركي على طريقة التعبيريين، التجريد الحروفي الشذري، الذي يوظف الحرف كعنصر تشكيلي منذور للتأمل البصري لا للمنزع القرائي.

 من جهة أخرى خصها الناقد الجمالي المغربي، عبد الله الشيخ، بدراسة نقدية اختار لها عنوان "عين الروح وفيض البوح". وقال "لسؤال التأمل والتذكر حضور نوعي في أعمال الفنانة التشكيلية لبابة لعلج (تعيش وتعمل بالدار البيضاء)، مما شكل الانشغال الجمالي لهذه الفنانة العصامية التي سعت إلى ترجمة مفهوم جديد للعمل الإبداعي كتجربة بصرية تخرج عن المألوف، وككتابة سير ذاتية. هي التي آمنت بأن القدرة على الإبداع التشكيلي وعلى التجديد والمغايرة لا تتأتى إلا من خلال القدرة على التفكير الإشكالي في الوجود والحياة معا، وكذا الالتزام بإنتاج تصورات وعوالم جديدة : عوالمها الذاتية التي لم تستلهم أي فضاء تخيلي آخر، ولم تتأثر بأية مدرسة فنية تذكر. أليس الجديد في التشكيل هو الذي يحمل طابع الاختلاف والتميز؟ أليس الإبداع، من الناحية الوجودية والجمالية معا، هو القبض على المسافة البينية بين منطق المعنى ومنطق التعدد ؟ ألسنا أمام عملية تذكر وربط تحاول رصد القوى المشهدية الساحرة الكامنة في ثنايا الوحدات البصرية، والأشكال والألوان ؟ كل الصور الغرائبية التي أثثتها الفنانة الحالمة تنضح بعدد هائل من التداعيات والاستبطانات التي تمنح إمكانية التخييل والتفكير في الآن ذاته".

وأضاف الناقد عبد الله الشيخ أن ما تقدمه هذه الفنانة التي عاشت عوالم الاغتراب الاختياري في الديار الفرنسية هو زخم الصورة – المشهد، والصورة – التمثل، والصورة – الزمن. بهذا المعنى، تعتبر مفكرة بامتياز، كما هو الشأن بالنسبة للموسيقيين (عشقت في عز حياتها الموسيقى والرقص حد النخاع) أو المتأملين الجماليين والكتاب الملتزمين (تمرست على العمل الإعلامي وساهمت في دروبه المضيئة بمقالاتها الرصينة). لا مجال للحد الفاصل بين أفكارها وصورها الذهنية. فهناك علاقة محايثة وتسام في الآن ذاته.

كل لوحة بمثابة حلقة روحية تحاول القبض على كيمياء الأشياء والكائنات، خالقة التعدد والتنوع، إذ لا مكان للاستنساخ، والتكرار والتنميط. إبداعها مرآة فكرها المحايث لواقعها الوجودي الذي تحرر من إكراهات اليومي وسلطة الجاهز والثابت.

تبدع لبابة لعلج مخلصة للحمولة الروحية ل "التجديد"، ولمفهوم الصيرورة كانبجاس إبداعي ونشاط تخييلي حيوي. أليست الحقيقة حقائق يتعين إبداعها لا إيجادها ؟

هكذا تبدع الفنانة مفاهيم جديدة للمكان (الصحراء، البحر، الغابة، الفضاءات الداخلية ...) وللكائن (المرأة، الرجل، الرباط الثاني، المقدس، الحشود ...)، متجاوزة محاكاة الواقع وتسجيله بالعين المجردة، مانحة لعوالمها الخارجية والداخلية في آن معا حقيقة جديدة، توزيعا جديدا، ومشهدة غير مألوفة، حيث الجسد استعارة بالمعنى البلاغي للكلمة ينزاح عن كل إثارة أو غواية.

كل هذه الصيرورات تنتج علامات، ورسائل، ومؤشرات مجازية تذكرنا بمضامين كتاب جيل دولوز المعنون ب "فرنسيس بيكون : منطق الإحساس" (2002). لعمري إن عالم هذه الفنانة، في تعدد أصواته وتشكلاته، بؤرة لتماهي الكائنات مع الأشياء في سكونها وحركاتها، في طابعها المرئي واللامرئي معا. بؤرة كنائية تعيد كتابة الواقع، والحلم، والجسد، والروح، والرغبة، والتاريخ والذاكرة، والنسيان.

ويستحضر الناقد عبد الله الشيخ  في هذا السياق الجمالي، أعمالها التي تحررت من التفاصيل المشهدية، والوحدات التشخيصية، وكأنها محو في محو، أو طرس في طرس (رسم فوق رسم). فعلى المستويين الوجودي والتشكيلي، تقترح علينا أعمال هذه الفنانة انفتاحات بصرية متعددة التأويلات والقراءات، إلى جانب طرح تساؤلات وعرض رؤى وتخيلات في غاية العمق والحساسية. إن قوة الأفكار والقيم التي تعالجها الفنانة في لوحاتها التشكيلية هي التي منحت للغتها البصرية أبعادا غنية ونحتت صورا خاصة بها من حيث الشكل، والتركيبة، والتفضية، والتشذير، والتبئير، والترميز.

شاركت الفنانة التشكيلية المغربية لبابة لعلج في منتدى فناني القصبة بمدينة ألكانتي الإسبانية، واستمر المنتدى إلى غاية 29 يوليوز المنصرم. 

وحظيت لعلج بالمشاركة في المحترف الإبداعي بساحة كابرييل ميرو، إلى جانب تنظيم معرض جماعي برواق "لوس بوزوس دو كاريكوس" رفقة مجموعة من الفنانين المرموقين.

وبخصوص منجزها الفني قال الناقد الفني اللبناني خليل السمايرة إن "أعمال لبابة لعلج تنطبع بعوالم الانزياح عن الصور المألوفة، فهي لا تنبهر بالهاجس التقني أو الشكلاني، بقدر ما تنصت لملكة عينها الثالثة، أقصد، بتعبير العارفين، عين الروح. اللوحة، إذن، بحث استقصائي في المكان والزمان: أفق مفتوح لترجمة قوة التفكير والإحساس معا". 

وأضاف السمايرة أن حركة اللوحة معادل موضوعي لحركة الوجود باعتباره صيرورة وديمومة. ففي هذا الإطار، تقدم لنا كل لوحة سجلا بصريا لجانب من جوانب حياتنا الجماعية بكل تمخضاتها وصراعاتها الموزعة بين الأفقية الأرضية والعمودية السماوية. أن تفكر بالنسبة لهذه الفنانة معناه أن تبدع، وأن تبدع معناه أن تولد تفكيرا داخل الفكر وإحساسا داخل الإحساس.

 ينطلق انشغالها البصري بالفنون التشكيلية من قاعدة ذهبية، مفادها أن على الإبداع أن يتعلم من الأجناس الفنية الأخرى لكي يحقق لذة تحرره من الصورة المجردة والمتعالية للفكر.

وحسب السمايرة فإن الفنانة تجاوزت في لوحاتها التشكيلية منطق التمثل لمقاربة "فكر التفكير"  أي التأويل ذي الطابع الحكائي والسردي. الأمر شبيه بالبوح وفق ما تمليه العين الثالثة أو قلب القلب. فأن تحكي معناه أن ترسم، وأن ترسم معناه أن تحكي. يا لها من فتنة سردية تشتغل في مادتها الأسلوبية على الألوان الزاهية والشفافة، وعلى انسيابية الأشكال والمشاهد في أجواء هجينة (لوحات داخل لوحات) تذكرنا بواقع الأحلام التركيبية ذات الأبعاد الغرائبية والعجائبية. الشخوص تتوالد باستمرار وتنتصب في بناءات عمودية حد الارتقاء والتعالي (رسمت لوحة تؤرخ لقصة الخلق ونشأة الكون). من عالم الصحاري بكل ما يوحي به من دلالات الخلوة والفراغ إلى عالم البحار بمتخيله الطبيعي ومحموله الرمزي (الرغبة، الحلم، العمق، والتجدد ...) 

تطالعنا هموم هذه الفنانة وانتظاراتها الجمالية، حيث تدرج أسلوبها من مراحل متعاقبة ومتفاعلة: التشخيص التسجيلي ذي الطابع الفطري، التشخيص التأويلي ذي البعد الخام، التجريد الغنائي الحركي على طريقة التعبيريين، التجريد الحروفي الشذري، الذي يوظف الحرف كعنصر تشكيلي منذور للتأمل البصري لا للمنزع القرائي.

 من جهة أخرى خصها الناقد الجمالي المغربي، عبد الله الشيخ، بدراسة نقدية اختار لها عنوان "عين الروح وفيض البوح". وقال "لسؤال التأمل والتذكر حضور نوعي في أعمال الفنانة التشكيلية لبابة لعلج (تعيش وتعمل بالدار البيضاء)، مما شكل الانشغال الجمالي لهذه الفنانة العصامية التي سعت إلى ترجمة مفهوم جديد للعمل الإبداعي كتجربة بصرية تخرج عن المألوف، وككتابة سير ذاتية. هي التي آمنت بأن القدرة على الإبداع التشكيلي وعلى التجديد والمغايرة لا تتأتى إلا من خلال القدرة على التفكير الإشكالي في الوجود والحياة معا، وكذا الالتزام بإنتاج تصورات وعوالم جديدة : عوالمها الذاتية التي لم تستلهم أي فضاء تخيلي آخر، ولم تتأثر بأية مدرسة فنية تذكر. أليس الجديد في التشكيل هو الذي يحمل طابع الاختلاف والتميز؟ أليس الإبداع، من الناحية الوجودية والجمالية معا، هو القبض على المسافة البينية بين منطق المعنى ومنطق التعدد ؟ ألسنا أمام عملية تذكر وربط تحاول رصد القوى المشهدية الساحرة الكامنة في ثنايا الوحدات البصرية، والأشكال والألوان ؟ كل الصور الغرائبية التي أثثتها الفنانة الحالمة تنضح بعدد هائل من التداعيات والاستبطانات التي تمنح إمكانية التخييل والتفكير في الآن ذاته".

وأضاف الناقد عبد الله الشيخ أن ما تقدمه هذه الفنانة التي عاشت عوالم الاغتراب الاختياري في الديار الفرنسية هو زخم الصورة – المشهد، والصورة – التمثل، والصورة – الزمن. بهذا المعنى، تعتبر مفكرة بامتياز، كما هو الشأن بالنسبة للموسيقيين (عشقت في عز حياتها الموسيقى والرقص حد النخاع) أو المتأملين الجماليين والكتاب الملتزمين (تمرست على العمل الإعلامي وساهمت في دروبه المضيئة بمقالاتها الرصينة). لا مجال للحد الفاصل بين أفكارها وصورها الذهنية. فهناك علاقة محايثة وتسام في الآن ذاته.

كل لوحة بمثابة حلقة روحية تحاول القبض على كيمياء الأشياء والكائنات، خالقة التعدد والتنوع، إذ لا مكان للاستنساخ، والتكرار والتنميط. إبداعها مرآة فكرها المحايث لواقعها الوجودي الذي تحرر من إكراهات اليومي وسلطة الجاهز والثابت.

تبدع لبابة لعلج مخلصة للحمولة الروحية ل "التجديد"، ولمفهوم الصيرورة كانبجاس إبداعي ونشاط تخييلي حيوي. أليست الحقيقة حقائق يتعين إبداعها لا إيجادها ؟

هكذا تبدع الفنانة مفاهيم جديدة للمكان (الصحراء، البحر، الغابة، الفضاءات الداخلية ...) وللكائن (المرأة، الرجل، الرباط الثاني، المقدس، الحشود ...)، متجاوزة محاكاة الواقع وتسجيله بالعين المجردة، مانحة لعوالمها الخارجية والداخلية في آن معا حقيقة جديدة، توزيعا جديدا، ومشهدة غير مألوفة، حيث الجسد استعارة بالمعنى البلاغي للكلمة ينزاح عن كل إثارة أو غواية.

كل هذه الصيرورات تنتج علامات، ورسائل، ومؤشرات مجازية تذكرنا بمضامين كتاب جيل دولوز المعنون ب "فرنسيس بيكون : منطق الإحساس" (2002). لعمري إن عالم هذه الفنانة، في تعدد أصواته وتشكلاته، بؤرة لتماهي الكائنات مع الأشياء في سكونها وحركاتها، في طابعها المرئي واللامرئي معا. بؤرة كنائية تعيد كتابة الواقع، والحلم، والجسد، والروح، والرغبة، والتاريخ والذاكرة، والنسيان.

ويستحضر الناقد عبد الله الشيخ  في هذا السياق الجمالي، أعمالها التي تحررت من التفاصيل المشهدية، والوحدات التشخيصية، وكأنها محو في محو، أو طرس في طرس (رسم فوق رسم). فعلى المستويين الوجودي والتشكيلي، تقترح علينا أعمال هذه الفنانة انفتاحات بصرية متعددة التأويلات والقراءات، إلى جانب طرح تساؤلات وعرض رؤى وتخيلات في غاية العمق والحساسية. إن قوة الأفكار والقيم التي تعالجها الفنانة في لوحاتها التشكيلية هي التي منحت للغتها البصرية أبعادا غنية ونحتت صورا خاصة بها من حيث الشكل، والتركيبة، والتفضية، والتشذير، والتبئير، والترميز.


ملصقات


اقرأ أيضاً
مهرجان الفنون الشعبية بمراكش.. أموال تترعرع وفنانون يبيتون في العراء+ ڤيديو
افتتحت يوم امس الخميس 3 يوليوز، فعاليات الدورة 54 لمهرجان الفنون الشعبية مدشنة معها حلقة جديدة من الفضائح، التي اعتادت ان تطفوا على السطح في كل دورة بسبب الارتجالية في التنظيم، والامعان في اهانة الفنانين البسطاء القادمين من مختلف ارياف المغرب. وعاينت كشـ24 مشاهد جديدة تؤكد الدونية التي تتعامل بها ادارة المهرجان مع الفرق الموسيقية ، حيث يقضون الليل في العراء بساحة مؤسسة تعليمية بالحي الشتوي، فيما ينقلون الى مراكش في ظروف لا انسانية على متن سيارات النقل المزدوج. ونظير كل المجهودات التي يقوم بها هؤلاء الفنانون الشعبيون، لضمان اشعاع للمهرجان الاقدم بالمغرب، لا يتقاضون سوى 250 درهما عن كل يوم بالنسبة لاعضاء الفرق الاقل عددا، بينما يقل المبلغ بالنسبة للفرق التي تضم عددا كبيرا من الاعضاء، مراعاة للميزانية "الضخمة" للمهرجان التي تجهل اين تصرف، بما ان المكون الرئيسي فيه وهو الفنان لا ينال سوى الفتات.  
ثقافة-وفن

انطلاق فعاليات “مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي” بحضور الوزير بنسعيد
انطلقت أمس في مراكش، فعاليات "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025"، وتستمر إلى غاية 5 دجنبر المقبل بمشاركة 200 شاب وشابة من أكثر من 48 بلداً عضواً في منظمة التعاون الإسلامي. ويشتمل برنامج "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025" على سلسلة من الأنشطة الفكرية والثقافية والفنية والرياضية، بالإضافة إلى لقاءات موضوعاتية تهم الديمقراطية والسلم والأمن، والهوية الثقافية، ودور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة. وأكد وزير الشباب والثقافة المغربي محمد المهدي بنسعيد أن اختيار "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي لسنة 2025" هو اختيار ذو رمزية حضارية عميقة، كونها مدينة تاريخية شكلت عبر القرون مركز إشعاع حضاري وفكري وفني، وساهمت في تشكيل الوعي الجماعي الروحي والاجتماعي باعتبارها حاضرة عريقة ذات دور محور في تاريخ المغرب والعالم الإسلامي. وأضاف رئيس منتدى شباب العالم الإسلامي، طه أيهان "إن هذه المبادرة التي سبق أن استضافتها مدينة فاس سنة 2017، تعد فرصة مهمة لتوحيد شباب العالم الإسلامي وتبادل الآراء والخبرات من أجل بناء مستقبل أفضل". وأكد أحمد بنسلمان الغملاس، ممثل السعودية بصفتها رئيسة للدورة الحالية لمؤتمر وزراء الشباب والرياضة لمنظمة التعاون الإسلامي، أن مدينة مراكش تتميز بتاريخها العريق وروحها المتجددة التي تخدم تطلع الشباب الإسلامي نحو مستقبل مشرق ومستدام. ولفت المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك إلى أن مراكش الحمراء تمثل ملتقى حقيقياً للحضارات والثقافات والفنون الإسلامية وأن تاريخ مراكش المشع يدعونا إلى التفاؤل، ويتيح لنا الفرصة لنحلم مع شبابنا لتعبيد الطريق نحو مستقبل واعد لصالح الشعوب الإسلامية. يشار إلى أن مبادرة "عاصمة شباب العالم الإسلامي" أطلقتها منظمة التعاون الإسلامي ومنتدى التعاون الإسلامي للشباب لتعبر عن رغبة عميقة في ربط الدينامية الشبابية بالخصوصيات والحضارية والسياسية والثقافية للعواصم الإسلامية ولتصبح منصة استراتيجية لتعزيز الحضور الشبابي الفاعل في مجالات التنمية والابتكار.
ثقافة-وفن

شيرين تُطفئ حماس جمهور موازين بـ”بلاي باك”وتنسف آخر ايام المهرجان
عادت المطربة المصرية شيرين عبدالوهاب إلى المسارح المغربية بعد غياب دام تسع سنوات، وذلك من خلال مشاركتها في ختام مهرجان "موازين" ، الذي احتضنته العاصمة الرباط، غير أن هذه العودة المنتظرة تحوّلت سريعًا إلى مادة دسمة للجدل والنقاش عبر منصات التواصل الاجتماعي. فقد أكثر من 200 ألف متفرج احتشدوا لحضور حفل شيرين، بحسب تقديرات إدارة المهرجان، إلا أن لحظة افتتاحها الفقرة الغنائية بأغنية "حبيبي نساي" عبر تقنية "البلاي باك" فجّرت موجة استياء غير متوقعة من قبل عدد من الحاضرين، الذين اعتبروا أن الغناء المسجل لا يليق بفنانة من حجم شيرين ولا بحفل بهذا الحجم. وتعالت الأصوات من بين الحشود تطالبها بالغناء المباشر، رافعين شعارات عفوية من قبيل: "فين اللايف؟"، الأمر الذي دفعها إلى التوقف عن استخدام التسجيلات والعودة إلى الأداء الحي، فغنت لجمهورها باقة من أشهر أعمالها مثل "أنا مش بتاعة الكلام دا"، و"آه يا ليل"، و"على بالي"، وسط موجات من التفاعل والاندماج. تسجيلات الفيديو التي انتشرت بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي رصدت لحظات التوتر والاحتجاج، كما فتحت الباب أمام سيل من التعليقات المتباينة، بين من انتقد لجوء شيرين إلى الغناء المسجل معتبرين الأمر استخفافًا بالجمهور، ومن رأى أن صوتها خلال الأداء الحي بدا مرهقًا وغير معتاد. وقد زاد حدة الانتقادات ان فئة مهمة من الجمهور ادت مبالغ كبيرة لمتابعة الفنانة المصرية عن قرب حيث بلغت اسعار التذاكر في الصفوف الامامية 1500 درهم، وهو ما جعل هذه الفئة بالذات تضتعف من حجم انتقاداتها للمهرجان و المغنية المصرية على حد سواء  ويشار ان شيرين عبدالوهاب عاشت خلال السنوات الماضية سلسلة من الأزمات العائلية والإعلامية، خاصة تلك التي طفت إلى السطح في علاقتها بطليقها الفنان حسام حبيب، وهو ما جعل كثيرين ينظرون إلى عودتها إلى الغناء الحي كمؤشر على رغبتها في طي صفحة الماضي.
ثقافة-وفن

موازين 2025.. صدمة “البلاي باك” تلغي سحر شيرين
أثار الحفل الغنائي الذي أحيته الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب ضمن فعاليات مهرجان "موازين" في دورته العشرين، مساء أمس السبت 28 يونيو الجاري، على منصة النهضة بالعاصمة الرباط، موجة من الانتقادات الحادة، سواء من الجمهور الحاضر أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك على خلفية اعتمادها على تقنية "البلاي باك" بدل الأداء المباشر. وتُعد هذه المشاركة أول ظهور لشيرين في مهرجان "موازين" منذ 9 سنوات من الغياب، حيث تم الترويج لحفلها على نطاق واسع كـ"حدث استثنائي" نظرًا لشعبيتها الكبيرة في العالم العربي، وهو ما انعكس في الحضور الجماهيري الكثيف، حيث رُفعت لافتة "كامل العدد" منذ الساعات الأولى، غير أن المفاجأة كانت اعتماد الفنانة على الغناء المسجل وتحريك الشفاه فقط على المسرح، مما أشعل غضب الجمهور الذي لم يتردد في التعبير عن سخطه داخل وخارج فضاء العرض. وبرّرت شيرين قرارها بعدم الغناء المباشر بكونها مريضة، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى احترامها للجمهور المغربي الذي حضر بأعداد كبيرة، وظل عدد غير قليل منه خارج أسوار المنصة رغم توفره على تذاكر الدخول، بسبب امتلاء الفضاء عن آخره. ورأى كثيرون أن لجوء المنظمين إلى "البلاي باك" في حفل اختتام واحد من أهم مهرجانات الموسيقى العربية والأفريقية، يُعد انحدارًا في مستوى التنظيم واستخفافًا بذوق الجمهور المغربي. ومما زاد من حدة الجدل، الشروط التي وضعتها الفنانة شرين، حيث أفادت وسائل إعلام مصرية بأنها اشترطت تخصيص طائرة خاصة لنقلها إلى الرباط مقابل أجر مرتفع جدًّا، كما رفضت بث حفلها على القناة الأولى المغربية، وطلبت من إدارة المهرجان منع أي تصوير تلفزي مباشر، وهو ما تم بالفعل، وسط انتقادات طالت إدارة "موازين" بسبب "انصياعها" لهذه الشروط التي اعتبرها البعض تعسفية. وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، عبّر عدد كبير من المغاربة عن خيبة أملهم في أداء شيرين، معتبرين أن الحفل "لم يرقَ إلى المستوى المنتظر"، وأن "الاحترام للجمهور يبدأ من فوق الخشبة، لا من خلف الشاشات"، متسائلين عن الجدوى من دعم حفل بهذا الحجم ومنح امتيازات بهذا السخاء، بينما يُحرم جمهور دفع ثمن التذاكر من عرض حيّ يليق باسمه ومهرجانه. ووضعت هذه الأحداث مجتمعة إدارة مهرجان موازين في موقف حرج للغاية، فمن جهة، لم يتمكن عدد كبير من حاملي التذاكر من الدخول إلى الحفل بسبب سوء التنظيم، مما دفعهم للهتاف ضد الإدارة، ومن جهة أخرى، جاء الأداء الباهت للمطربة بطريقة "البلاي باك" ليزيد من خيبة أمل الحضور، في ظل ترويج المهرجان للحفل باعتباره "استثنائياً".  
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 05 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة