الجمعة 26 أبريل 2024, 22:49

مجتمع

التبرع بالأعضاء البشرية.. بين كوابح ثقافية ونفسية ومخاوف من التلاعب والمتاجرة


كشـ24 - وكالات نشر في: 17 أكتوبر 2019

التبرع بالأعضاء البشرية عمل إنساني نبيل يمليه حس التضامن داخل المجتمع بغرض منح أمل الحياة للمرضى، كما يشكل أحد تجليات فلسفة التشبت بالحياة لدى الكائن البشري الذي ما فتىء يطور إمكاناته عبر التاريخ من أجل تحقيق حلم البقاء ولو إلى حين، عبر تطوير الطب الجراحي وزراعة الأعضاء البشرية.ويثير موضوع زراعة الأعضاء في العالم العديد من القضايا الأخلاقية، بما في ذلك تعريف الوفاة، والكيفية التي يتم بها تنظيم عملية التبرع والاستفادة من الأعضاء المتبرع بها، والقوانين المؤطرة لهذه المسألة بما ينسجم مع الواقع الثقافي والاجتماعي لكل مجتمع، وبما يحفظ صحة الإنسان وكرامتة، ولا يسيء لهذه المبادرة الإنسانية النبيلة أو يلوثها بممارسات التلاعب والمتاجرة فيها.والمغرب من الدول الموقعة على إعلان إسطنبول للتبرع بالأعضاء وملتزم ببنوده ومبادئه الأخلاقية، كما أنه من البلدان العربية السباقة في مجال تقنين التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية من خلال سن قانون رقم 16-98 الصادر سنة 1999، والمتعلق بالتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية وأخذها وزرعها، وذلك من أجل سد الباب أمام كل ما من شأنه التلاعب بالأعضاء البشرية والاتجار فيها.ويرافق إثارة موضوع التبرع بالأعضاء البشرية تساؤلات من قبل المواطنين حول مدى مشروعيته الدينية، خصوصا وأن النصوص الدينية تحث بشدة على حفظ كرامة الإنسان حيا وميتا بغض النظر عن دينه حتى.ويرى علماء الدين في المغرب وغيره من البلاد العربية والإسلامية أن الموضوع تجاوز مرحلة المساءلة الشرعية بعد إجماع المفتين من العلماء في العصر الحديث على إباحته، شرط ألا يؤدي إلى ضرر، بل اعتبروه صدقة جارية، حتى أن بعض المجامع الفقهية جعلته في حكم فرض كفاية، إن تركته الأمة فهي آثمة، وذلك وفقا لما أكده رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة، وعضو المجلس العلمي الأعلى مصطفى بنحمزة في تصريح سابق حول الموضوع.وفي هذا السياق، أوضح رئيس المجلس العلمي المحلي بالرباط، السيد عبد الله اكديرة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفلسفة المقاصدية للشريعة الإسلامية تقوم على تكريم الله للإنسان في شموليته وحفظه في نفسه وكل ما يتعلق به، بما يجعله أقدر على القيام بواجباته الدينية والدنيوية.وأضاف أنه "إذا أصيب الإنسان في أحد أعضائه مما يؤذيه في نفسه وخلقته ويخل بحياته الطبيعة، فمن الكرامة أن يعاد تقويم هذه الخلقة بما يسويها ويعدلها"، مشيرا إلى أن "العلماء أجازوا تبرع إنسان حي بأحد أعضائه لكي يعيد لأخيه الإنسان سواء خلقه لكن بشرط ألا يتشوه هو أو يتضرر من ذلك، وألا يكون هذا الأمر موضوع بيع وشراء أو متاجرة".أما بالنسبة للإنسان الميت، يتابع السيد عبد الله اكديرة "فيجوز له أن يوصي بتبرعه بأعضائه من خلال تنازل شرعي معترف به وموثوق به ومأمون ليس فيه ضرر ولا إساءة للإنسان، وذلك تحت إشراف لجان متخصصة طبية وقانونية وأمنية معترف بها للبث في الأمر، بما لا يتنافى مع حفظ كرامة الميت، وبما يحمي جسده وأعضاءه من العبث أو التلاعب والمتاجرة بها".وعلى الصعيد الطبي، تقول البروفيسور ربيعة بيحيا رئيسة مصلحة أمراض وزراعة الكلي بالمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط، في حديث مماثل، إن التبرع بالأعضاء وزرع الأعضاء هو ميدان لا بد أن يكون متطورا في جميع البلدان وفي جميع البرامج الصحية، لأنه يظل الحل الوحيد في بعض الحالات (كفشل الكبد أو القلب...)، والتي تغيب فيها كيفية علاجية بديلة يمكن بواسطتها إنقاذ حياة مريض، مؤكدة أنه "بدون تبرع وبدون أعضاء، لا يمكن تحقيق تقدم في مجال زراعة الأعضاء".وأوضحت البروفيسور بيحيا، أن التبرع يكون إما من حي أو من ميت دماغيا، وأن عمليات الزرع في المغرب تتم وفق ضوابط قانونية صارمة، وتحت إشراف المجلس الاستشاري للتبرع وزرع الأعضاء والأنسجة وزرع الخلايا التابع لوزارة الصحة.وذكرت في هذا السياق، أن المغرب لازال متأخرا في زراعة الأعضاء بسبب ضعف التبرع حتى في صفوف الأقرباء فيما بينهم (مثلا 70 في المائة من المرضى الذين يعالجون بتصفية الدم يرفض أقرباؤهم التبرع لهم بالكلي)، حيث لم تسجل سوى ثلاث عمليات لزراعة القلب، ونحو 20 عملية لزرع الكبد، و500 عملية لزرع الكلي (منها حوالي 30 عملية زرع لفائدة أطفال)، 90 بالمائة منها من متبرع حي، و10 في المائة من متبرع ميت دماغيا.ولفتت إلى أن هذا الرقم غير كاف أمام تزايد عدد المصابين بالقصور الكلوي في المغرب، والذي يصل وفق الدراسات المنجزة إلى حوالي 30 ألف مواطن، 90 في المائة منهم يخضع للعلاج بغسيل الكلى الآلي (الدياليز)، و10 في المائة يعالجون بالغسيل البرتوني (تصفية الدم عن طريق حقن نسيج البطن أو ما يسمى الغشاء البريتوني بسوائل خاصة بإجراء قسطرة في جدار البطن، وإخراج السموم والسوائل الزائدة من الجسم في اتجاه أكياس معدة لذلك).وأمام هذا التزايد، تقول الأخصائية، يتعين أن يكون ثلث مرضى القصور الكلوي على الأقل قد استفادوا من زرع الكلية بالمغرب، لاسيما وأن الدراسات أثبتت أن أحسن طريقة طبية لعلاج القصور الكلوي هي زراعة الكلية؛ إذ تمكن المريض المستفيد من العيش بشكل أفضل من الذين يعالجون عن طريق تصفية الدم، فضلا عن كونها أقل كلفة من الناحية الاقتصادية.وحول أسباب ضعف التبرع بالمغرب، أشارت البروفيسور بيحيا إلى ضعف التعبئة والتواصل حول هذا الموضوع مع مكونات المجتمع المغربي، سواء داخل الأسر أو المدارس والإدارات والمستشفيات والجامعات والإعلام وجمعيات المجتمع المدني، مؤكدة أهمية تنظيم مزيد من الحملات التحسيسة للتعريف بالتبرع بالأعضاء وتسليط الضوء عليه، وإبراز حاجة المجتمع الملحة إليه لإنقاذ حياة المرضي.وحول مخاوف المواطنين من المتاجرة بالأعضاء المتبرع بها، أكدت البروفيسور بيحيا عضو المجلس الاستشاري لزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية ومنسقة اللجنة الأخلاقية والقانونية بالمركز الاستشفائي ابن سينا، أن "مجال التبرع بالأعضاء وزراعتها بالرغم من تقدمه البطيء في المغرب؛ إلا أنه نظيف"، كما أن "مسار ومصير العضو المتبرع به من حي يكون واضحا ومعلوما منذ البداية لدى المانح والمستفيد".أما بالنسبة للتبرع من ميت دماغيا - تضيف السيدة بيحيا- فهناك لوائح انتظار لدى المصالح الطبية التابعة لوزارة الصحة البالغ عددها تسعة؛ والمخول لها وحدها زرع الأعضاء في الوقت الذي تتولى فيه لجنة خاصة بوزارة الصحة الجمع بين هذه اللوائح لتشكيل لائحة انتظار وطنية.وأوضحت الأخصائية بيحيا أن وزارة الصحة تحدد معايير طبية موضوعية دقيقة لاستفادة المرضى من الأعضاء يجري اعتمادها من قبل المصالح الطبية المكلفة بالزرع على الصعيد الوطني بإشراف فريق طبي وباستخدام نظام معلوماتي يفرز الحالة التي تتوفر فيها الشروط الطبية المطلوبة بصرف النظر عن هوية الشخص، ويوقع محضر طبي بهذا الشأن لتعرض نتائجه على المسؤولين.وبخصوص الحالات المعوزة التي وجدت متبرعا لكنها غير قادرة على تكاليف العملية والعلاج ما بعد الزرع، أوضحت البروفيسور بيحيا أن تكاليف التحاليل تتحملها المستشفى عبر بطاقة الراميد، أما بالنسبة لتكاليف العلاج ما بعد العملية، والذي على المريض الالتزام بأخذه مدى الحياة، ينظر في مساعدته بالتعاون مع الجمعيات والمستشفى.وفي هذا السياق، يقول السيد عبد الإله القباج رئيس الجمعية المغربية لذوي القصور الكلوي، وأحد المرضى بالقصور الكلوي، في حديث أجرته معه الوكالة أثناء خضوعه لحصة الدياليز، أنه مصاب بالمرض منذ 29 سنة، وأن معاناته دفعته لخوض "نضال طويل في إطار جمعيات المجتمع المدني من أجل دعم حقنا في الولوج إلى الصحة انتهت بقرار الحكومة عام 2004 بإنشاء 33 جناحا للعلاج بالدياليز على صعيد المغرب".وفي 2009، يتابع السيد القباج، تم توقيع اتفاقية شراكة ما بين القطاع الخاص ووزارة الصحة لسد الخصاص على مستوى الموارد البشرية من أطباء وممرضين، لكن المشكل، برأيه، لا زال مطروحا، خصوصا بالنسبة للمرضي الذين لا يتوفرون على التغطية الصحية أو الراميد فيكون مصيرهم لائحة الانتظار، علما أن هذا المرض، يستطرد الفاعل الجمعوي، يستوجب العلاج الفوري أو اللجوء إلى المصحة وأداء تكلفة علاج تتراوح بين 700 إلى 800 درهم للحصة الواحدة من أصل حصتين أو ثلاث في الأسبوع، ناهيك عن الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.وحول إمكانية وجود متبرع من أحد أقربائه لرفع هذه المعانات والقطع معها، أوضح السيد القباج أن الأدوية التي تعقب الزراعة مكلفة جدا (حوالي 7 آلاف درهم شهريا) والدولة لا تتحملها، في حين يتعين على المريض أخذها مدى الحياة لضمان عدم رفض جسمه للعضو المزروع، "وأنا غير قادر على تحملها، ولا أضمن أن أجد محسنا يتكفل بذلك مدى الحياة. وبالتالي فأنا مضطر للعلاج عن طريق الدياليز لأن الدولة على الأقل تتحمل تكاليفه".من جانبها، قالت السيدة ادريسية العكوري، وهي مريضة مصابة بالفشل الكلوي، "خضعت لعملية زرع الكلية وكانت ناجحة والحمد لله، بفضل كفاءة الفريق الطبي المشرف والمتابعة الطبية بعد العملية"، معبرة عن امتنانها لأختها الكبرى التي تبرعت لها بكليتها، والتي "يعود إليها الفضل في استرجاع حياتي الطبيعية ووضع حد لمعاناتي الطويلة مع حصص الدياليز الأسبوعية، وما يرافق ذلك من إرهاق جسدي ومن أمراض مرتبطة بالعلاج".ويكشف استقراء لآراء مواطنين حول التبرع بالأعضاء البشرية، أن الكثير منهم ليس لديهم إلمام بالموضوع، وحيثياته وشروطه والضمانات القانونية المحيطة به ومدى ضرورته المجتمعية والصحية، بل وحتى الدينية لإنقاذ حياة العديد من المرضى الذين لا علاج لهم سوى الزرع. مما يستلزم مزيدا من تكثيف التوعية والتحسيس عبر كافة الوسائل المتاحة، بغرض رفع الحواجز المعرفية والثقافية والنفسية التي تحول دون التبرع في مجتمع مغربي معروف بكرمه وسخائه.ولعل تعزيز الولوج إلى الصحة وتحسين إمكانيات وظروف استقبال المرضي في المستشفيات العمومية، بما يحفظ كرامتهم وحقهم الطبيعي في الصحة، من شأنه أن يحفز المواطن كذلك على البذل والعطاء عند الحاجة إليه للتبرع بأعضائه حيا أو ميتا.

التبرع بالأعضاء البشرية عمل إنساني نبيل يمليه حس التضامن داخل المجتمع بغرض منح أمل الحياة للمرضى، كما يشكل أحد تجليات فلسفة التشبت بالحياة لدى الكائن البشري الذي ما فتىء يطور إمكاناته عبر التاريخ من أجل تحقيق حلم البقاء ولو إلى حين، عبر تطوير الطب الجراحي وزراعة الأعضاء البشرية.ويثير موضوع زراعة الأعضاء في العالم العديد من القضايا الأخلاقية، بما في ذلك تعريف الوفاة، والكيفية التي يتم بها تنظيم عملية التبرع والاستفادة من الأعضاء المتبرع بها، والقوانين المؤطرة لهذه المسألة بما ينسجم مع الواقع الثقافي والاجتماعي لكل مجتمع، وبما يحفظ صحة الإنسان وكرامتة، ولا يسيء لهذه المبادرة الإنسانية النبيلة أو يلوثها بممارسات التلاعب والمتاجرة فيها.والمغرب من الدول الموقعة على إعلان إسطنبول للتبرع بالأعضاء وملتزم ببنوده ومبادئه الأخلاقية، كما أنه من البلدان العربية السباقة في مجال تقنين التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية من خلال سن قانون رقم 16-98 الصادر سنة 1999، والمتعلق بالتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية وأخذها وزرعها، وذلك من أجل سد الباب أمام كل ما من شأنه التلاعب بالأعضاء البشرية والاتجار فيها.ويرافق إثارة موضوع التبرع بالأعضاء البشرية تساؤلات من قبل المواطنين حول مدى مشروعيته الدينية، خصوصا وأن النصوص الدينية تحث بشدة على حفظ كرامة الإنسان حيا وميتا بغض النظر عن دينه حتى.ويرى علماء الدين في المغرب وغيره من البلاد العربية والإسلامية أن الموضوع تجاوز مرحلة المساءلة الشرعية بعد إجماع المفتين من العلماء في العصر الحديث على إباحته، شرط ألا يؤدي إلى ضرر، بل اعتبروه صدقة جارية، حتى أن بعض المجامع الفقهية جعلته في حكم فرض كفاية، إن تركته الأمة فهي آثمة، وذلك وفقا لما أكده رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة، وعضو المجلس العلمي الأعلى مصطفى بنحمزة في تصريح سابق حول الموضوع.وفي هذا السياق، أوضح رئيس المجلس العلمي المحلي بالرباط، السيد عبد الله اكديرة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفلسفة المقاصدية للشريعة الإسلامية تقوم على تكريم الله للإنسان في شموليته وحفظه في نفسه وكل ما يتعلق به، بما يجعله أقدر على القيام بواجباته الدينية والدنيوية.وأضاف أنه "إذا أصيب الإنسان في أحد أعضائه مما يؤذيه في نفسه وخلقته ويخل بحياته الطبيعة، فمن الكرامة أن يعاد تقويم هذه الخلقة بما يسويها ويعدلها"، مشيرا إلى أن "العلماء أجازوا تبرع إنسان حي بأحد أعضائه لكي يعيد لأخيه الإنسان سواء خلقه لكن بشرط ألا يتشوه هو أو يتضرر من ذلك، وألا يكون هذا الأمر موضوع بيع وشراء أو متاجرة".أما بالنسبة للإنسان الميت، يتابع السيد عبد الله اكديرة "فيجوز له أن يوصي بتبرعه بأعضائه من خلال تنازل شرعي معترف به وموثوق به ومأمون ليس فيه ضرر ولا إساءة للإنسان، وذلك تحت إشراف لجان متخصصة طبية وقانونية وأمنية معترف بها للبث في الأمر، بما لا يتنافى مع حفظ كرامة الميت، وبما يحمي جسده وأعضاءه من العبث أو التلاعب والمتاجرة بها".وعلى الصعيد الطبي، تقول البروفيسور ربيعة بيحيا رئيسة مصلحة أمراض وزراعة الكلي بالمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط، في حديث مماثل، إن التبرع بالأعضاء وزرع الأعضاء هو ميدان لا بد أن يكون متطورا في جميع البلدان وفي جميع البرامج الصحية، لأنه يظل الحل الوحيد في بعض الحالات (كفشل الكبد أو القلب...)، والتي تغيب فيها كيفية علاجية بديلة يمكن بواسطتها إنقاذ حياة مريض، مؤكدة أنه "بدون تبرع وبدون أعضاء، لا يمكن تحقيق تقدم في مجال زراعة الأعضاء".وأوضحت البروفيسور بيحيا، أن التبرع يكون إما من حي أو من ميت دماغيا، وأن عمليات الزرع في المغرب تتم وفق ضوابط قانونية صارمة، وتحت إشراف المجلس الاستشاري للتبرع وزرع الأعضاء والأنسجة وزرع الخلايا التابع لوزارة الصحة.وذكرت في هذا السياق، أن المغرب لازال متأخرا في زراعة الأعضاء بسبب ضعف التبرع حتى في صفوف الأقرباء فيما بينهم (مثلا 70 في المائة من المرضى الذين يعالجون بتصفية الدم يرفض أقرباؤهم التبرع لهم بالكلي)، حيث لم تسجل سوى ثلاث عمليات لزراعة القلب، ونحو 20 عملية لزرع الكبد، و500 عملية لزرع الكلي (منها حوالي 30 عملية زرع لفائدة أطفال)، 90 بالمائة منها من متبرع حي، و10 في المائة من متبرع ميت دماغيا.ولفتت إلى أن هذا الرقم غير كاف أمام تزايد عدد المصابين بالقصور الكلوي في المغرب، والذي يصل وفق الدراسات المنجزة إلى حوالي 30 ألف مواطن، 90 في المائة منهم يخضع للعلاج بغسيل الكلى الآلي (الدياليز)، و10 في المائة يعالجون بالغسيل البرتوني (تصفية الدم عن طريق حقن نسيج البطن أو ما يسمى الغشاء البريتوني بسوائل خاصة بإجراء قسطرة في جدار البطن، وإخراج السموم والسوائل الزائدة من الجسم في اتجاه أكياس معدة لذلك).وأمام هذا التزايد، تقول الأخصائية، يتعين أن يكون ثلث مرضى القصور الكلوي على الأقل قد استفادوا من زرع الكلية بالمغرب، لاسيما وأن الدراسات أثبتت أن أحسن طريقة طبية لعلاج القصور الكلوي هي زراعة الكلية؛ إذ تمكن المريض المستفيد من العيش بشكل أفضل من الذين يعالجون عن طريق تصفية الدم، فضلا عن كونها أقل كلفة من الناحية الاقتصادية.وحول أسباب ضعف التبرع بالمغرب، أشارت البروفيسور بيحيا إلى ضعف التعبئة والتواصل حول هذا الموضوع مع مكونات المجتمع المغربي، سواء داخل الأسر أو المدارس والإدارات والمستشفيات والجامعات والإعلام وجمعيات المجتمع المدني، مؤكدة أهمية تنظيم مزيد من الحملات التحسيسة للتعريف بالتبرع بالأعضاء وتسليط الضوء عليه، وإبراز حاجة المجتمع الملحة إليه لإنقاذ حياة المرضي.وحول مخاوف المواطنين من المتاجرة بالأعضاء المتبرع بها، أكدت البروفيسور بيحيا عضو المجلس الاستشاري لزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية ومنسقة اللجنة الأخلاقية والقانونية بالمركز الاستشفائي ابن سينا، أن "مجال التبرع بالأعضاء وزراعتها بالرغم من تقدمه البطيء في المغرب؛ إلا أنه نظيف"، كما أن "مسار ومصير العضو المتبرع به من حي يكون واضحا ومعلوما منذ البداية لدى المانح والمستفيد".أما بالنسبة للتبرع من ميت دماغيا - تضيف السيدة بيحيا- فهناك لوائح انتظار لدى المصالح الطبية التابعة لوزارة الصحة البالغ عددها تسعة؛ والمخول لها وحدها زرع الأعضاء في الوقت الذي تتولى فيه لجنة خاصة بوزارة الصحة الجمع بين هذه اللوائح لتشكيل لائحة انتظار وطنية.وأوضحت الأخصائية بيحيا أن وزارة الصحة تحدد معايير طبية موضوعية دقيقة لاستفادة المرضى من الأعضاء يجري اعتمادها من قبل المصالح الطبية المكلفة بالزرع على الصعيد الوطني بإشراف فريق طبي وباستخدام نظام معلوماتي يفرز الحالة التي تتوفر فيها الشروط الطبية المطلوبة بصرف النظر عن هوية الشخص، ويوقع محضر طبي بهذا الشأن لتعرض نتائجه على المسؤولين.وبخصوص الحالات المعوزة التي وجدت متبرعا لكنها غير قادرة على تكاليف العملية والعلاج ما بعد الزرع، أوضحت البروفيسور بيحيا أن تكاليف التحاليل تتحملها المستشفى عبر بطاقة الراميد، أما بالنسبة لتكاليف العلاج ما بعد العملية، والذي على المريض الالتزام بأخذه مدى الحياة، ينظر في مساعدته بالتعاون مع الجمعيات والمستشفى.وفي هذا السياق، يقول السيد عبد الإله القباج رئيس الجمعية المغربية لذوي القصور الكلوي، وأحد المرضى بالقصور الكلوي، في حديث أجرته معه الوكالة أثناء خضوعه لحصة الدياليز، أنه مصاب بالمرض منذ 29 سنة، وأن معاناته دفعته لخوض "نضال طويل في إطار جمعيات المجتمع المدني من أجل دعم حقنا في الولوج إلى الصحة انتهت بقرار الحكومة عام 2004 بإنشاء 33 جناحا للعلاج بالدياليز على صعيد المغرب".وفي 2009، يتابع السيد القباج، تم توقيع اتفاقية شراكة ما بين القطاع الخاص ووزارة الصحة لسد الخصاص على مستوى الموارد البشرية من أطباء وممرضين، لكن المشكل، برأيه، لا زال مطروحا، خصوصا بالنسبة للمرضي الذين لا يتوفرون على التغطية الصحية أو الراميد فيكون مصيرهم لائحة الانتظار، علما أن هذا المرض، يستطرد الفاعل الجمعوي، يستوجب العلاج الفوري أو اللجوء إلى المصحة وأداء تكلفة علاج تتراوح بين 700 إلى 800 درهم للحصة الواحدة من أصل حصتين أو ثلاث في الأسبوع، ناهيك عن الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.وحول إمكانية وجود متبرع من أحد أقربائه لرفع هذه المعانات والقطع معها، أوضح السيد القباج أن الأدوية التي تعقب الزراعة مكلفة جدا (حوالي 7 آلاف درهم شهريا) والدولة لا تتحملها، في حين يتعين على المريض أخذها مدى الحياة لضمان عدم رفض جسمه للعضو المزروع، "وأنا غير قادر على تحملها، ولا أضمن أن أجد محسنا يتكفل بذلك مدى الحياة. وبالتالي فأنا مضطر للعلاج عن طريق الدياليز لأن الدولة على الأقل تتحمل تكاليفه".من جانبها، قالت السيدة ادريسية العكوري، وهي مريضة مصابة بالفشل الكلوي، "خضعت لعملية زرع الكلية وكانت ناجحة والحمد لله، بفضل كفاءة الفريق الطبي المشرف والمتابعة الطبية بعد العملية"، معبرة عن امتنانها لأختها الكبرى التي تبرعت لها بكليتها، والتي "يعود إليها الفضل في استرجاع حياتي الطبيعية ووضع حد لمعاناتي الطويلة مع حصص الدياليز الأسبوعية، وما يرافق ذلك من إرهاق جسدي ومن أمراض مرتبطة بالعلاج".ويكشف استقراء لآراء مواطنين حول التبرع بالأعضاء البشرية، أن الكثير منهم ليس لديهم إلمام بالموضوع، وحيثياته وشروطه والضمانات القانونية المحيطة به ومدى ضرورته المجتمعية والصحية، بل وحتى الدينية لإنقاذ حياة العديد من المرضى الذين لا علاج لهم سوى الزرع. مما يستلزم مزيدا من تكثيف التوعية والتحسيس عبر كافة الوسائل المتاحة، بغرض رفع الحواجز المعرفية والثقافية والنفسية التي تحول دون التبرع في مجتمع مغربي معروف بكرمه وسخائه.ولعل تعزيز الولوج إلى الصحة وتحسين إمكانيات وظروف استقبال المرضي في المستشفيات العمومية، بما يحفظ كرامتهم وحقهم الطبيعي في الصحة، من شأنه أن يحفز المواطن كذلك على البذل والعطاء عند الحاجة إليه للتبرع بأعضائه حيا أو ميتا.



اقرأ أيضاً
بسبب خلافات بين مهنيي النقل.. اعتداء عنصري يطال مغربيا بإسبانيا
أسفر هجوم عنصري في مطار مالقة، جنوب إسبانيا، عن إصابة رجل من أصل مغربي، واعتقال خمسة مشتبه بهم. وتعرض الضحية، البالغ من العمر 41 عامًا، للضرب والإهانة من قبل المهاجمين المفترضين، الذين يعتقد أنهم مرتبطون بجماعة يمينية متطرفة. وجرت الواقعة صباح الأحد الماضي. وبحسب الشهادات التي تم جمعها، فإن الشجار اندلع إثر خلاف بين سائقين مهنيين لسيارات الأجرة وسائقين غير قانونيين، يقدمون خدمات النقل دون ترخيص. ويُزعم أن الضحية، عرض أيضًا خدمات النقل بشكل غير رسمي. وتم بث الشجار بشكل مباشر على هاتف أحد الركاب في صالة الوصول، عبر منصات التواصل الاجتماعي. وسمحت هذه الصور للسلطات بالتعرف على خمسة مشتبه بهم واعتقالهم تتراوح أعمارهم بين 24 و36 عاما. ومن بينهم أربعة أفراد لديهم سجلات لأفعال مماثلة. وفتحت فرقة الاستعلامات الإقليمية، بالتعاون مع مركز الشرطة الوطنية في مطار مالقة، تحقيقا لتوضيح الظروف الدقيقة للاعتداء. وتم القبض على المشتبه بهم بتهمة ارتكاب جرائم الكراهية والإخلال بالنظام العام والإصابة. وتم علاج الضحية، الذي أصيب بصدمة وكدمات متعددة، من قبل الخدمات الطبية.
مجتمع

ملف جديد حول شبهة التلاعب ببرنامج أوراش يتفجر في أحواز فاس
أيام قليلة على صدور الأحكام القضائية الابتدائية في ملف التلاعب ببرنامج أوراش والذي سبق له أن هز مدينة فاس، ملف جديد قالت المصادر إنه تفجر  لكن هذه المرة في الأحواز، وتحديدا في منتجع سيدي حرازم.  المصادر أوردت أن النيابة العامة توصلت بشكاية تضمنت معطيات حول اختلالات مفترضة عرفها هذا البرنامج في المنطقة، أما الجهة المشتكى بها فهي جمعية تشتغل في مجال الرياضة سبق لها أن استفادت من هذا البرنامج. وتتحدث الشكاية عن وجود تلاعب وتزوير وصنع وثيقة تتضمن معطيات غير صحيحة. قضية البرنامج الذي سبق له أن تفجر في المدينة، كشفت عن معطيات صادمة في الاستحواذ عن مستحقات المستفيذين في هذا البرنامج، حيث إن المتورطين كانوا يعمدون إلى فتح حسابات لفائدتهم ويقومون بالاحتفاظ ببطائقهم البنكية وأرقامها السرية، ويعملون على سحب تعويضاتهم، والاستيلاء على مبالغ مهمة منها، مع منح المعنيين مبالغ هزيلة.  وأدين في هذا الملف خمسة أشخاص يتابعون في حالة اعتقال بالسجن النافذ. وضمن هؤلاء يوجد رئيس جمعية وموظف جماعي ومدرب رياضي وتاجر ومساعد تاجر.   
مجتمع

سب وضرب وتمزيق لقميص.. أم تلميذ تعتدي على أستاذ بنواحي تازة ‎
قضية اعتداء غريبة الأطوار المتهم فيها أم تلميذ والضحية أستاذ. الواقعة جرت تفاصيلها في الثانوية التأهيلية الوحدة بجماعة وا إمليل بإقليم تازة، يوم أول أمس الأربعاء، وأدت إلى خروج الأستاذة في وقفات تضامنية مع الضحية، في حين طالبت نقابات محلية بإنصاف الضحية. ووفق المعطيات التي وفرها أساتذة هذه المؤسسة، فإن الأستاذ نبه التلميذ بعد أن لاحظ قيامه بفعل تحرش ضد تلميذة، لكنه تفجأ خلال فترة الاستراحة بدخول أم التلميذ إلى المؤسسة، حيث تهجمت عليه بالسب والقذف وصلت إلى درجة الضرب وتمزيق قميصه، وذلك دون محاولة منها البحث عن حلول تربوية وقانونية أو لمعرفة أسباب تنبيه الأستاذ لابنها الذي يشهد أغلب أساتذه بسوء سلوكه وعدم انضباطه داخل القسم. الأستاذ الضحية يشغل أيضا رئيس جمعية آباء المؤسسة، وقد قدم من قبل زملائه على أنه من خيرة الأساتذة داخل الجماعة ومشهود له بخدمة الصالح العام والتفاني في العمل والمشاركة في الحياة المدرسية.    
مجتمع

جولات الحوار الاجتماعي..الـCDT تتهم الحكومة بمحاولة تفكيك الحركة النقابية
في سياق الاستعدادات لتخليد فاتح ماي، انتقدت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل المنهجية المعتمدة من طرف الحكومة في تدبير الحوار الاجتماعي، وقالت إن هذه المنهجية تستهدف تفكيك الحركة النقابية، وإفراغ الحوار ثلاثي الأطراف من مضمونه. وذهبت إلى أن مضامين المقترح الحكومي انطلاقا من تقارير اللجان الموضوعاتية المتمثلة في لجنة التشريعات والقوانين، ولجنة تحسين الدخل، ولجنة القطاع العام، ولجنة التقاعد، لا يرقى إلى انتظارات الطبقة العاملة، ولا يفي بالتزامات الحكومة المتضمنة في اتفاق 30 أبريل 2022 وميثاق مأسسة الحوار الاجتماعي. النقابة عبرت، في بيان لها، عن رفضها أسلوب المقايضة الذي تنهجه الحكومة في التعاطي مع المطالب العادلة والمشروعة للطبقة العاملة وعلى رأسها الزيادة العامة في الأجور في القطاعين العام والخاص، ومراجعة أشطر الضريبة على الدخل، وتوحيد (SMIG  و SMAG)،  وإحداث درجة جديدة للترقي. وعلاقة بهذه التطورات في جولات الحوار الاجتماعي، دعت مجلسها الوطني إلى الانعقاد في دورة استثنائية، يوم السبت 27 أبريل الجاري بالمقر المركزي بالدارالبيضاء. وكان المكتب التنفيذي للنقابة قد تداول في اجتماعه الأسبوعي المنعقد يوم أمس الأربعاء 24 أبريل الجاري بالمقر المركزي بالدارالبيضاء ، في مستجدات الحوار الاجتماعي المركزي مع الحكومة،  في  سياق وطني ذكرت أنه يتسم باستمرار ضرب القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين والتضييق على الحريات العامة والحريات والحقوق النقابية، وتصاعد الاحتقان الاجتماعي الذي تعرفه العديد من القطاعات كالجماعات الترابية، والصحة، والعدل، والتجهيز والأرصاد الجوية، وأعوان الحراسة والنظافة والطبخ، والصناعة التقليدية والاقتصاد التضامني والاجتماعي، والتشغيل، وسيارات الأجرة، ولاسامير، والتعليم الأولي، والعديد من المؤسسات العمومية ومقاولات القطاع الخاص.
مجتمع

صادم.. اعتقال أب وخال فتاة داوما على إغتصابها وتسببا في حملها
أنهت مـصالح الدرك الملكي في عمالة المضيق الفنيدق، مؤخرا، أنشطة إجرامية لأب وخال فتاة داوما على إغتصابها وتسببا في حملها في فضيحة أخلاقية هزت منطقة "كاسبولينا" القروية التابعة ترابيا لجماعة العليين ضواحي الفنيدق. وذكرت مصادر مطلعة، أن المعلومات الأولية للبحث كشفت أن الأب والخال استباحا جسد الضحية تحت التهديد منذ أن كان عمرها لا يتجاوز 14 عاما، غير مكترثين برابطة الأبوة والقرابة الـتـي تـجـمعهـمـا وتـمـنـع عـليهما علاقة محرمة شرعا وقانونا. وكشفت ذات المصادر أن الواقعة، التي أحدثت صدمة واسعة النطاق واستنكارا في جماعة العليين القروية، اكتشفت بعد حمل الضحية وإعلام والدتها وأفراد أسرتها بالحادثة. وقد باشرت عناصر الدرك الملكي تحقيقاتها بعد تقديم شكوى في الموضوع. هذا وقد تم وضع الموقوفين تحت تدابير الحراسة النظرية، للتحقيق معهما من قبل قاضي التحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
مجتمع

الاعلان عن برنامج غني لأنشطة المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب
أعلنت المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب عن برنامج غني لأنشطتها نهاية شهر أبريل الجاري. ووفق بلاغ صحفي، فإن المنظمة ستنظم الملتقى الوطني للنساء الكفيفات وضعيفات البصر تحت شعار "النساء الكفيفات طموح وتحديات" يومي 27 و 28 أبريل الجاري بمعهد محمد السادس للتربية وتعليم المكفوفين بتمارة. ويأتي تنظيم هذا الملتقى في إطار أجرأة الأنشطة المقترحة ضمن الاستراتيجية العامة للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب التي تترأسها صاحبة السمو الأميرة للالمياء الصلح حيث ستقام الجلسة الافتتاحية للملتقى مساء يوم السبت 27 أبريل 2024 على الساعة الرابعة. وفي إطار الأنشطة الإشعاعية للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب التي تترأسها صاحبة السمو الأميرة للالمياء الصلح، وتنفيذا لاستراتيجيتها المعتمدة، تنظم يومي 26 و 27 أبريل 2024 بقاعة عبد اللطيف حجي للرياضات بمعهد محمد السادس للتربية وتعليم المكفوفين بتمارة، تظاهرة رياضية وطنية تحت شعار الرياضة المدرسية مشتل لصناعة الأبطال". وحسب بلاغ صحفي، سيشارك في هذه التظاهرة الرياضية أزيد من عشرة أندية رياضية، تمثل مختلف المعاهد التعليمية للمنظمة على المستوى الوطني، وبحضور أزيد من 100 رياضي في كرة الهدف وكرة القدم الخاصة بالمكفوفين وضعاف البصر . وستنطلق المنافسات الاقصائية، يوم الجمعة 26 أبريل 2024 ابتداء من الساعة الرابعة مساء، على أن تقام مباريات نصف النهاية والترتيب ابتداء من الساعة العاشرة صباحا من يوم السبت 27 أبريل. وكعادتها كل سنة، وتطبيقا للاستراتيجية العامة في مجال التكوين الأساسي والتكوين المستمر، تنظم المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، التي تترأسها صاحبة السمو الأميرة للا لمياء الصلح، الدورة التكوينية السنوية المتخصصة في مجال الإعلاميات الخاصة بالمكفوفين وضعاف البصر، خلال الفترة الممتدة بين 29 أبريل و 01 ماي 2024 بمركز تأهيل المكفوفين وضعاف البصر بحي المسيرة بمدينة تمارة . وستنطلق هذه الدورة، وفق بلاغ صحفي، صباح يوم الاثنين 29 أبريل 2024 ابتداء من الساعة العاشرة، بحضور مجموعة من أساتذة مادة الإعلاميات ينتمون لمختلف المعاهد التعليمية ومراكز التكوين التابعة للمنظمة، بهدف تطوير قدراتهم المهنية والمعرفية وتبادل الخبرات والمستجدات التكنولوجية، خدمة للتلاميذ المكفوفين وضعاف البصر.  
مجتمع

طلبة الطب يؤجلون “مسيرة وطنية” لإعادة بناء جسور الحوار
أجل طلبة كلية الطب والصيدلة، المسيرة الوطنية التي قرروها ليوم 06 ماي القادم، موردين بأن الأمر يتعلق بـ"بادرة حسن نية" من أجل "إعادة بناء جسور الحوار والتواصل". الطلبة الذي دخلوا في احتجاجات شلت جل كليات الطب والصيدلة في مختلف جهات المغرب لرفض تخفيض سنوات التكوين والمطالبة بتأهيل الكليات وتجويد التكوينات، أبدوا استعدادهم "لأي حوار بناء ومسؤول يساهم في حلحلة فعالة للوضعية الحالية وانفتاحنا لمناقشة جميع المقترحات". وأكدوا انفتاحهم على مختلف الوساطات التي ترومُ وقف نزيف هدر الزمن الجامعي، واستعجال إيجاد الحلول لتجاوز إضراب مفتوح دخلوا فيد منذ بداية السنة. ويشمل هذا الإضراب مقاطعة جميع الأنشطة البيداغوجية من دروس نظرية وتداريب استشفائية وامتحانات، داخل سائر كليات الطب والصيدلة العمومية بالمغرب. وأجريت جلسات حوار مع كل من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. لكن الطلبة اعتبروا أن مخرجات هذه الحوارات لم ترق مخرجاتها لتطلعاتهم، مما أدى إلى زيادة الاحتقان في القطاع. وقرر الطلبة لاحقا الانتقال إلى محطة جديدة تمثلت في الإعلان عن الدخول في مقاطعة شاملة ومفتوحة عن الدروس النظرية والتطبيقية، والتداريب الاستشفائية وكذا الامتحانات.  الحكومة رفضت التراجع عن تخفيض سنوات التكوين، وأغلق باب الحوار بعدما اعتبرت الحكومة أنها استجابت لحوالي 45 مطلبا من أصل 50 مطلبا تقدم به الطلبة. في ظل هذه الأزمة، دخلت فعاليات برلمانية وحزبية على الخط، حيث أبدت استعدادها للقيام بمبادرات وساطة، وقرر الطلبة من جانبهم تأجيل مسيرة كانت مقررة ليوم 25 أبريل الجاري، للمطالبة بفتح الحوار وتجنب سنة بيضاء بانعكاساتها السلبية والجسيمة من هدر زمني، وضياع لجودة تكوين.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 26 أبريل 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة