مجتمع

التبرع بالأعضاء البشرية.. بين كوابح ثقافية ونفسية ومخاوف من التلاعب والمتاجرة


كشـ24 - وكالات نشر في: 17 أكتوبر 2019

التبرع بالأعضاء البشرية عمل إنساني نبيل يمليه حس التضامن داخل المجتمع بغرض منح أمل الحياة للمرضى، كما يشكل أحد تجليات فلسفة التشبت بالحياة لدى الكائن البشري الذي ما فتىء يطور إمكاناته عبر التاريخ من أجل تحقيق حلم البقاء ولو إلى حين، عبر تطوير الطب الجراحي وزراعة الأعضاء البشرية.ويثير موضوع زراعة الأعضاء في العالم العديد من القضايا الأخلاقية، بما في ذلك تعريف الوفاة، والكيفية التي يتم بها تنظيم عملية التبرع والاستفادة من الأعضاء المتبرع بها، والقوانين المؤطرة لهذه المسألة بما ينسجم مع الواقع الثقافي والاجتماعي لكل مجتمع، وبما يحفظ صحة الإنسان وكرامتة، ولا يسيء لهذه المبادرة الإنسانية النبيلة أو يلوثها بممارسات التلاعب والمتاجرة فيها.والمغرب من الدول الموقعة على إعلان إسطنبول للتبرع بالأعضاء وملتزم ببنوده ومبادئه الأخلاقية، كما أنه من البلدان العربية السباقة في مجال تقنين التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية من خلال سن قانون رقم 16-98 الصادر سنة 1999، والمتعلق بالتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية وأخذها وزرعها، وذلك من أجل سد الباب أمام كل ما من شأنه التلاعب بالأعضاء البشرية والاتجار فيها.ويرافق إثارة موضوع التبرع بالأعضاء البشرية تساؤلات من قبل المواطنين حول مدى مشروعيته الدينية، خصوصا وأن النصوص الدينية تحث بشدة على حفظ كرامة الإنسان حيا وميتا بغض النظر عن دينه حتى.ويرى علماء الدين في المغرب وغيره من البلاد العربية والإسلامية أن الموضوع تجاوز مرحلة المساءلة الشرعية بعد إجماع المفتين من العلماء في العصر الحديث على إباحته، شرط ألا يؤدي إلى ضرر، بل اعتبروه صدقة جارية، حتى أن بعض المجامع الفقهية جعلته في حكم فرض كفاية، إن تركته الأمة فهي آثمة، وذلك وفقا لما أكده رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة، وعضو المجلس العلمي الأعلى مصطفى بنحمزة في تصريح سابق حول الموضوع.وفي هذا السياق، أوضح رئيس المجلس العلمي المحلي بالرباط، السيد عبد الله اكديرة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفلسفة المقاصدية للشريعة الإسلامية تقوم على تكريم الله للإنسان في شموليته وحفظه في نفسه وكل ما يتعلق به، بما يجعله أقدر على القيام بواجباته الدينية والدنيوية.وأضاف أنه "إذا أصيب الإنسان في أحد أعضائه مما يؤذيه في نفسه وخلقته ويخل بحياته الطبيعة، فمن الكرامة أن يعاد تقويم هذه الخلقة بما يسويها ويعدلها"، مشيرا إلى أن "العلماء أجازوا تبرع إنسان حي بأحد أعضائه لكي يعيد لأخيه الإنسان سواء خلقه لكن بشرط ألا يتشوه هو أو يتضرر من ذلك، وألا يكون هذا الأمر موضوع بيع وشراء أو متاجرة".أما بالنسبة للإنسان الميت، يتابع السيد عبد الله اكديرة "فيجوز له أن يوصي بتبرعه بأعضائه من خلال تنازل شرعي معترف به وموثوق به ومأمون ليس فيه ضرر ولا إساءة للإنسان، وذلك تحت إشراف لجان متخصصة طبية وقانونية وأمنية معترف بها للبث في الأمر، بما لا يتنافى مع حفظ كرامة الميت، وبما يحمي جسده وأعضاءه من العبث أو التلاعب والمتاجرة بها".وعلى الصعيد الطبي، تقول البروفيسور ربيعة بيحيا رئيسة مصلحة أمراض وزراعة الكلي بالمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط، في حديث مماثل، إن التبرع بالأعضاء وزرع الأعضاء هو ميدان لا بد أن يكون متطورا في جميع البلدان وفي جميع البرامج الصحية، لأنه يظل الحل الوحيد في بعض الحالات (كفشل الكبد أو القلب...)، والتي تغيب فيها كيفية علاجية بديلة يمكن بواسطتها إنقاذ حياة مريض، مؤكدة أنه "بدون تبرع وبدون أعضاء، لا يمكن تحقيق تقدم في مجال زراعة الأعضاء".وأوضحت البروفيسور بيحيا، أن التبرع يكون إما من حي أو من ميت دماغيا، وأن عمليات الزرع في المغرب تتم وفق ضوابط قانونية صارمة، وتحت إشراف المجلس الاستشاري للتبرع وزرع الأعضاء والأنسجة وزرع الخلايا التابع لوزارة الصحة.وذكرت في هذا السياق، أن المغرب لازال متأخرا في زراعة الأعضاء بسبب ضعف التبرع حتى في صفوف الأقرباء فيما بينهم (مثلا 70 في المائة من المرضى الذين يعالجون بتصفية الدم يرفض أقرباؤهم التبرع لهم بالكلي)، حيث لم تسجل سوى ثلاث عمليات لزراعة القلب، ونحو 20 عملية لزرع الكبد، و500 عملية لزرع الكلي (منها حوالي 30 عملية زرع لفائدة أطفال)، 90 بالمائة منها من متبرع حي، و10 في المائة من متبرع ميت دماغيا.ولفتت إلى أن هذا الرقم غير كاف أمام تزايد عدد المصابين بالقصور الكلوي في المغرب، والذي يصل وفق الدراسات المنجزة إلى حوالي 30 ألف مواطن، 90 في المائة منهم يخضع للعلاج بغسيل الكلى الآلي (الدياليز)، و10 في المائة يعالجون بالغسيل البرتوني (تصفية الدم عن طريق حقن نسيج البطن أو ما يسمى الغشاء البريتوني بسوائل خاصة بإجراء قسطرة في جدار البطن، وإخراج السموم والسوائل الزائدة من الجسم في اتجاه أكياس معدة لذلك).وأمام هذا التزايد، تقول الأخصائية، يتعين أن يكون ثلث مرضى القصور الكلوي على الأقل قد استفادوا من زرع الكلية بالمغرب، لاسيما وأن الدراسات أثبتت أن أحسن طريقة طبية لعلاج القصور الكلوي هي زراعة الكلية؛ إذ تمكن المريض المستفيد من العيش بشكل أفضل من الذين يعالجون عن طريق تصفية الدم، فضلا عن كونها أقل كلفة من الناحية الاقتصادية.وحول أسباب ضعف التبرع بالمغرب، أشارت البروفيسور بيحيا إلى ضعف التعبئة والتواصل حول هذا الموضوع مع مكونات المجتمع المغربي، سواء داخل الأسر أو المدارس والإدارات والمستشفيات والجامعات والإعلام وجمعيات المجتمع المدني، مؤكدة أهمية تنظيم مزيد من الحملات التحسيسة للتعريف بالتبرع بالأعضاء وتسليط الضوء عليه، وإبراز حاجة المجتمع الملحة إليه لإنقاذ حياة المرضي.وحول مخاوف المواطنين من المتاجرة بالأعضاء المتبرع بها، أكدت البروفيسور بيحيا عضو المجلس الاستشاري لزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية ومنسقة اللجنة الأخلاقية والقانونية بالمركز الاستشفائي ابن سينا، أن "مجال التبرع بالأعضاء وزراعتها بالرغم من تقدمه البطيء في المغرب؛ إلا أنه نظيف"، كما أن "مسار ومصير العضو المتبرع به من حي يكون واضحا ومعلوما منذ البداية لدى المانح والمستفيد".أما بالنسبة للتبرع من ميت دماغيا - تضيف السيدة بيحيا- فهناك لوائح انتظار لدى المصالح الطبية التابعة لوزارة الصحة البالغ عددها تسعة؛ والمخول لها وحدها زرع الأعضاء في الوقت الذي تتولى فيه لجنة خاصة بوزارة الصحة الجمع بين هذه اللوائح لتشكيل لائحة انتظار وطنية.وأوضحت الأخصائية بيحيا أن وزارة الصحة تحدد معايير طبية موضوعية دقيقة لاستفادة المرضى من الأعضاء يجري اعتمادها من قبل المصالح الطبية المكلفة بالزرع على الصعيد الوطني بإشراف فريق طبي وباستخدام نظام معلوماتي يفرز الحالة التي تتوفر فيها الشروط الطبية المطلوبة بصرف النظر عن هوية الشخص، ويوقع محضر طبي بهذا الشأن لتعرض نتائجه على المسؤولين.وبخصوص الحالات المعوزة التي وجدت متبرعا لكنها غير قادرة على تكاليف العملية والعلاج ما بعد الزرع، أوضحت البروفيسور بيحيا أن تكاليف التحاليل تتحملها المستشفى عبر بطاقة الراميد، أما بالنسبة لتكاليف العلاج ما بعد العملية، والذي على المريض الالتزام بأخذه مدى الحياة، ينظر في مساعدته بالتعاون مع الجمعيات والمستشفى.وفي هذا السياق، يقول السيد عبد الإله القباج رئيس الجمعية المغربية لذوي القصور الكلوي، وأحد المرضى بالقصور الكلوي، في حديث أجرته معه الوكالة أثناء خضوعه لحصة الدياليز، أنه مصاب بالمرض منذ 29 سنة، وأن معاناته دفعته لخوض "نضال طويل في إطار جمعيات المجتمع المدني من أجل دعم حقنا في الولوج إلى الصحة انتهت بقرار الحكومة عام 2004 بإنشاء 33 جناحا للعلاج بالدياليز على صعيد المغرب".وفي 2009، يتابع السيد القباج، تم توقيع اتفاقية شراكة ما بين القطاع الخاص ووزارة الصحة لسد الخصاص على مستوى الموارد البشرية من أطباء وممرضين، لكن المشكل، برأيه، لا زال مطروحا، خصوصا بالنسبة للمرضي الذين لا يتوفرون على التغطية الصحية أو الراميد فيكون مصيرهم لائحة الانتظار، علما أن هذا المرض، يستطرد الفاعل الجمعوي، يستوجب العلاج الفوري أو اللجوء إلى المصحة وأداء تكلفة علاج تتراوح بين 700 إلى 800 درهم للحصة الواحدة من أصل حصتين أو ثلاث في الأسبوع، ناهيك عن الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.وحول إمكانية وجود متبرع من أحد أقربائه لرفع هذه المعانات والقطع معها، أوضح السيد القباج أن الأدوية التي تعقب الزراعة مكلفة جدا (حوالي 7 آلاف درهم شهريا) والدولة لا تتحملها، في حين يتعين على المريض أخذها مدى الحياة لضمان عدم رفض جسمه للعضو المزروع، "وأنا غير قادر على تحملها، ولا أضمن أن أجد محسنا يتكفل بذلك مدى الحياة. وبالتالي فأنا مضطر للعلاج عن طريق الدياليز لأن الدولة على الأقل تتحمل تكاليفه".من جانبها، قالت السيدة ادريسية العكوري، وهي مريضة مصابة بالفشل الكلوي، "خضعت لعملية زرع الكلية وكانت ناجحة والحمد لله، بفضل كفاءة الفريق الطبي المشرف والمتابعة الطبية بعد العملية"، معبرة عن امتنانها لأختها الكبرى التي تبرعت لها بكليتها، والتي "يعود إليها الفضل في استرجاع حياتي الطبيعية ووضع حد لمعاناتي الطويلة مع حصص الدياليز الأسبوعية، وما يرافق ذلك من إرهاق جسدي ومن أمراض مرتبطة بالعلاج".ويكشف استقراء لآراء مواطنين حول التبرع بالأعضاء البشرية، أن الكثير منهم ليس لديهم إلمام بالموضوع، وحيثياته وشروطه والضمانات القانونية المحيطة به ومدى ضرورته المجتمعية والصحية، بل وحتى الدينية لإنقاذ حياة العديد من المرضى الذين لا علاج لهم سوى الزرع. مما يستلزم مزيدا من تكثيف التوعية والتحسيس عبر كافة الوسائل المتاحة، بغرض رفع الحواجز المعرفية والثقافية والنفسية التي تحول دون التبرع في مجتمع مغربي معروف بكرمه وسخائه.ولعل تعزيز الولوج إلى الصحة وتحسين إمكانيات وظروف استقبال المرضي في المستشفيات العمومية، بما يحفظ كرامتهم وحقهم الطبيعي في الصحة، من شأنه أن يحفز المواطن كذلك على البذل والعطاء عند الحاجة إليه للتبرع بأعضائه حيا أو ميتا.

التبرع بالأعضاء البشرية عمل إنساني نبيل يمليه حس التضامن داخل المجتمع بغرض منح أمل الحياة للمرضى، كما يشكل أحد تجليات فلسفة التشبت بالحياة لدى الكائن البشري الذي ما فتىء يطور إمكاناته عبر التاريخ من أجل تحقيق حلم البقاء ولو إلى حين، عبر تطوير الطب الجراحي وزراعة الأعضاء البشرية.ويثير موضوع زراعة الأعضاء في العالم العديد من القضايا الأخلاقية، بما في ذلك تعريف الوفاة، والكيفية التي يتم بها تنظيم عملية التبرع والاستفادة من الأعضاء المتبرع بها، والقوانين المؤطرة لهذه المسألة بما ينسجم مع الواقع الثقافي والاجتماعي لكل مجتمع، وبما يحفظ صحة الإنسان وكرامتة، ولا يسيء لهذه المبادرة الإنسانية النبيلة أو يلوثها بممارسات التلاعب والمتاجرة فيها.والمغرب من الدول الموقعة على إعلان إسطنبول للتبرع بالأعضاء وملتزم ببنوده ومبادئه الأخلاقية، كما أنه من البلدان العربية السباقة في مجال تقنين التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية من خلال سن قانون رقم 16-98 الصادر سنة 1999، والمتعلق بالتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية وأخذها وزرعها، وذلك من أجل سد الباب أمام كل ما من شأنه التلاعب بالأعضاء البشرية والاتجار فيها.ويرافق إثارة موضوع التبرع بالأعضاء البشرية تساؤلات من قبل المواطنين حول مدى مشروعيته الدينية، خصوصا وأن النصوص الدينية تحث بشدة على حفظ كرامة الإنسان حيا وميتا بغض النظر عن دينه حتى.ويرى علماء الدين في المغرب وغيره من البلاد العربية والإسلامية أن الموضوع تجاوز مرحلة المساءلة الشرعية بعد إجماع المفتين من العلماء في العصر الحديث على إباحته، شرط ألا يؤدي إلى ضرر، بل اعتبروه صدقة جارية، حتى أن بعض المجامع الفقهية جعلته في حكم فرض كفاية، إن تركته الأمة فهي آثمة، وذلك وفقا لما أكده رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة، وعضو المجلس العلمي الأعلى مصطفى بنحمزة في تصريح سابق حول الموضوع.وفي هذا السياق، أوضح رئيس المجلس العلمي المحلي بالرباط، السيد عبد الله اكديرة، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفلسفة المقاصدية للشريعة الإسلامية تقوم على تكريم الله للإنسان في شموليته وحفظه في نفسه وكل ما يتعلق به، بما يجعله أقدر على القيام بواجباته الدينية والدنيوية.وأضاف أنه "إذا أصيب الإنسان في أحد أعضائه مما يؤذيه في نفسه وخلقته ويخل بحياته الطبيعة، فمن الكرامة أن يعاد تقويم هذه الخلقة بما يسويها ويعدلها"، مشيرا إلى أن "العلماء أجازوا تبرع إنسان حي بأحد أعضائه لكي يعيد لأخيه الإنسان سواء خلقه لكن بشرط ألا يتشوه هو أو يتضرر من ذلك، وألا يكون هذا الأمر موضوع بيع وشراء أو متاجرة".أما بالنسبة للإنسان الميت، يتابع السيد عبد الله اكديرة "فيجوز له أن يوصي بتبرعه بأعضائه من خلال تنازل شرعي معترف به وموثوق به ومأمون ليس فيه ضرر ولا إساءة للإنسان، وذلك تحت إشراف لجان متخصصة طبية وقانونية وأمنية معترف بها للبث في الأمر، بما لا يتنافى مع حفظ كرامة الميت، وبما يحمي جسده وأعضاءه من العبث أو التلاعب والمتاجرة بها".وعلى الصعيد الطبي، تقول البروفيسور ربيعة بيحيا رئيسة مصلحة أمراض وزراعة الكلي بالمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط، في حديث مماثل، إن التبرع بالأعضاء وزرع الأعضاء هو ميدان لا بد أن يكون متطورا في جميع البلدان وفي جميع البرامج الصحية، لأنه يظل الحل الوحيد في بعض الحالات (كفشل الكبد أو القلب...)، والتي تغيب فيها كيفية علاجية بديلة يمكن بواسطتها إنقاذ حياة مريض، مؤكدة أنه "بدون تبرع وبدون أعضاء، لا يمكن تحقيق تقدم في مجال زراعة الأعضاء".وأوضحت البروفيسور بيحيا، أن التبرع يكون إما من حي أو من ميت دماغيا، وأن عمليات الزرع في المغرب تتم وفق ضوابط قانونية صارمة، وتحت إشراف المجلس الاستشاري للتبرع وزرع الأعضاء والأنسجة وزرع الخلايا التابع لوزارة الصحة.وذكرت في هذا السياق، أن المغرب لازال متأخرا في زراعة الأعضاء بسبب ضعف التبرع حتى في صفوف الأقرباء فيما بينهم (مثلا 70 في المائة من المرضى الذين يعالجون بتصفية الدم يرفض أقرباؤهم التبرع لهم بالكلي)، حيث لم تسجل سوى ثلاث عمليات لزراعة القلب، ونحو 20 عملية لزرع الكبد، و500 عملية لزرع الكلي (منها حوالي 30 عملية زرع لفائدة أطفال)، 90 بالمائة منها من متبرع حي، و10 في المائة من متبرع ميت دماغيا.ولفتت إلى أن هذا الرقم غير كاف أمام تزايد عدد المصابين بالقصور الكلوي في المغرب، والذي يصل وفق الدراسات المنجزة إلى حوالي 30 ألف مواطن، 90 في المائة منهم يخضع للعلاج بغسيل الكلى الآلي (الدياليز)، و10 في المائة يعالجون بالغسيل البرتوني (تصفية الدم عن طريق حقن نسيج البطن أو ما يسمى الغشاء البريتوني بسوائل خاصة بإجراء قسطرة في جدار البطن، وإخراج السموم والسوائل الزائدة من الجسم في اتجاه أكياس معدة لذلك).وأمام هذا التزايد، تقول الأخصائية، يتعين أن يكون ثلث مرضى القصور الكلوي على الأقل قد استفادوا من زرع الكلية بالمغرب، لاسيما وأن الدراسات أثبتت أن أحسن طريقة طبية لعلاج القصور الكلوي هي زراعة الكلية؛ إذ تمكن المريض المستفيد من العيش بشكل أفضل من الذين يعالجون عن طريق تصفية الدم، فضلا عن كونها أقل كلفة من الناحية الاقتصادية.وحول أسباب ضعف التبرع بالمغرب، أشارت البروفيسور بيحيا إلى ضعف التعبئة والتواصل حول هذا الموضوع مع مكونات المجتمع المغربي، سواء داخل الأسر أو المدارس والإدارات والمستشفيات والجامعات والإعلام وجمعيات المجتمع المدني، مؤكدة أهمية تنظيم مزيد من الحملات التحسيسة للتعريف بالتبرع بالأعضاء وتسليط الضوء عليه، وإبراز حاجة المجتمع الملحة إليه لإنقاذ حياة المرضي.وحول مخاوف المواطنين من المتاجرة بالأعضاء المتبرع بها، أكدت البروفيسور بيحيا عضو المجلس الاستشاري لزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية ومنسقة اللجنة الأخلاقية والقانونية بالمركز الاستشفائي ابن سينا، أن "مجال التبرع بالأعضاء وزراعتها بالرغم من تقدمه البطيء في المغرب؛ إلا أنه نظيف"، كما أن "مسار ومصير العضو المتبرع به من حي يكون واضحا ومعلوما منذ البداية لدى المانح والمستفيد".أما بالنسبة للتبرع من ميت دماغيا - تضيف السيدة بيحيا- فهناك لوائح انتظار لدى المصالح الطبية التابعة لوزارة الصحة البالغ عددها تسعة؛ والمخول لها وحدها زرع الأعضاء في الوقت الذي تتولى فيه لجنة خاصة بوزارة الصحة الجمع بين هذه اللوائح لتشكيل لائحة انتظار وطنية.وأوضحت الأخصائية بيحيا أن وزارة الصحة تحدد معايير طبية موضوعية دقيقة لاستفادة المرضى من الأعضاء يجري اعتمادها من قبل المصالح الطبية المكلفة بالزرع على الصعيد الوطني بإشراف فريق طبي وباستخدام نظام معلوماتي يفرز الحالة التي تتوفر فيها الشروط الطبية المطلوبة بصرف النظر عن هوية الشخص، ويوقع محضر طبي بهذا الشأن لتعرض نتائجه على المسؤولين.وبخصوص الحالات المعوزة التي وجدت متبرعا لكنها غير قادرة على تكاليف العملية والعلاج ما بعد الزرع، أوضحت البروفيسور بيحيا أن تكاليف التحاليل تتحملها المستشفى عبر بطاقة الراميد، أما بالنسبة لتكاليف العلاج ما بعد العملية، والذي على المريض الالتزام بأخذه مدى الحياة، ينظر في مساعدته بالتعاون مع الجمعيات والمستشفى.وفي هذا السياق، يقول السيد عبد الإله القباج رئيس الجمعية المغربية لذوي القصور الكلوي، وأحد المرضى بالقصور الكلوي، في حديث أجرته معه الوكالة أثناء خضوعه لحصة الدياليز، أنه مصاب بالمرض منذ 29 سنة، وأن معاناته دفعته لخوض "نضال طويل في إطار جمعيات المجتمع المدني من أجل دعم حقنا في الولوج إلى الصحة انتهت بقرار الحكومة عام 2004 بإنشاء 33 جناحا للعلاج بالدياليز على صعيد المغرب".وفي 2009، يتابع السيد القباج، تم توقيع اتفاقية شراكة ما بين القطاع الخاص ووزارة الصحة لسد الخصاص على مستوى الموارد البشرية من أطباء وممرضين، لكن المشكل، برأيه، لا زال مطروحا، خصوصا بالنسبة للمرضي الذين لا يتوفرون على التغطية الصحية أو الراميد فيكون مصيرهم لائحة الانتظار، علما أن هذا المرض، يستطرد الفاعل الجمعوي، يستوجب العلاج الفوري أو اللجوء إلى المصحة وأداء تكلفة علاج تتراوح بين 700 إلى 800 درهم للحصة الواحدة من أصل حصتين أو ثلاث في الأسبوع، ناهيك عن الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.وحول إمكانية وجود متبرع من أحد أقربائه لرفع هذه المعانات والقطع معها، أوضح السيد القباج أن الأدوية التي تعقب الزراعة مكلفة جدا (حوالي 7 آلاف درهم شهريا) والدولة لا تتحملها، في حين يتعين على المريض أخذها مدى الحياة لضمان عدم رفض جسمه للعضو المزروع، "وأنا غير قادر على تحملها، ولا أضمن أن أجد محسنا يتكفل بذلك مدى الحياة. وبالتالي فأنا مضطر للعلاج عن طريق الدياليز لأن الدولة على الأقل تتحمل تكاليفه".من جانبها، قالت السيدة ادريسية العكوري، وهي مريضة مصابة بالفشل الكلوي، "خضعت لعملية زرع الكلية وكانت ناجحة والحمد لله، بفضل كفاءة الفريق الطبي المشرف والمتابعة الطبية بعد العملية"، معبرة عن امتنانها لأختها الكبرى التي تبرعت لها بكليتها، والتي "يعود إليها الفضل في استرجاع حياتي الطبيعية ووضع حد لمعاناتي الطويلة مع حصص الدياليز الأسبوعية، وما يرافق ذلك من إرهاق جسدي ومن أمراض مرتبطة بالعلاج".ويكشف استقراء لآراء مواطنين حول التبرع بالأعضاء البشرية، أن الكثير منهم ليس لديهم إلمام بالموضوع، وحيثياته وشروطه والضمانات القانونية المحيطة به ومدى ضرورته المجتمعية والصحية، بل وحتى الدينية لإنقاذ حياة العديد من المرضى الذين لا علاج لهم سوى الزرع. مما يستلزم مزيدا من تكثيف التوعية والتحسيس عبر كافة الوسائل المتاحة، بغرض رفع الحواجز المعرفية والثقافية والنفسية التي تحول دون التبرع في مجتمع مغربي معروف بكرمه وسخائه.ولعل تعزيز الولوج إلى الصحة وتحسين إمكانيات وظروف استقبال المرضي في المستشفيات العمومية، بما يحفظ كرامتهم وحقهم الطبيعي في الصحة، من شأنه أن يحفز المواطن كذلك على البذل والعطاء عند الحاجة إليه للتبرع بأعضائه حيا أو ميتا.



اقرأ أيضاً
بالصور.. حملة مراقبة تفضح “سناكات” تقدم لحوماً فاسدة بسيتي فاضمة
شهدت منطقة سيتي فاضمة التابعة لإقليم الحوز، اليوم الأربعاء 2 يوليوز 2025، حملة مراقبة واسعة النطاق استهدفت محلات بيع المأكولات الخفيفة والمقاهي، وذلك في إطار تعزيز إجراءات السلامة الغذائية وضمان جودة المواد المعروضة للاستهلاك.ووفق المعطيات التي توصلت بها "كشـ24"، فقد أشرفت على الحملة لجنة مختلطة تضم قائد قيادة سيتي فاضمة، وعناصر من الدرك الملكي، والوقاية المدنية، بالإضافة إلى القوات المساعدة وأعوان السلطة، بتنسيق مع اللجنة المحلية المكلفة بمراقبة الأسعار والجودة.وتركزت الحملة، التي شملت عدداً من محلات بيع الأطعمة السريعة "سناكات" بمنطقة والماس ومجموعة من المقاهي المجاورة، على مراقبة جودة وصلاحية المواد الغذائية المعروضة للبيع، ومدى احترام شروط الصحة والنظافة، فضلاً عن فحص الأواني والوسائل المستعملة في إعداد الطعام.وقد وقفت اللجنة على مجموعة من المخالفات التي تم تسجيلها لدى عدد من المحلات، همّت بالخصوص عرض مواد غذائية فاسدة، واستعمال أوانٍ غير صالحة للطهي أو تقديم المشروبات، فضلا عن انعدام النظافة.وفي هذا الإطار، تم حجز وإتلاف كميات من المواد الغذائية غير القابلة للاستهلاك من لحوم فاسدة وأسماك وغيرها، إضافة إلى إتلاف طواجن وأباريق أظهرت المعاينات الميدانية عدم مطابقتها لشروط الاستعمال الصحي.وتندرج هذه الحملة في سياق الجهود المبذولة لحماية صحة المواطنين، وتفعيل المراقبة المستمرة للأسواق المحلية، خاصة في المناطق السياحية التي تعرف توافداً مكثفاً للزوار.
مجتمع

بحث ميداني يرصد مدى رضا المستفيدين من الدعم الاجتماعي المباشر
في إطار تتبع وتقييم برامج الورش الملكي للدولة الاجتماعية، قام المرصد الوطني للتنمية البشرية بإنجاز بحث ميداني لقياس رضا المستفيدين من برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، خلال الفصل الأول من تنفيذه. وذكر بلاغ للمرصد أن هذا البحث الميداني، الأول من نوعه، يهدف إلى رصد وتقييم أثر تنفيذ هذا البرنامج على المستفيدين، من خلال الوقوف على تجارب المواطنين-المرتفقين في تفاعلهم مع برنامج الدعم، واستطلاع آرائهم حول جودة الخدمات المقدمة لهم في هذا الإطار. وقد شمل البحث الميداني المنجز تقييم رضا المستفيدين، ومدى استيفاء البرنامج لمعايير الإنصاف وسهولة الولوج، وفحص فعاليته العملية، وتحليل آثاره الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى استقاء ملاحظات المستفيدين بهدف رصد سبل تجويد البرنامج. وكشفت نتائج البحث الميداني عن مستوى رضا عام مرتفع بشأن الدعم المقدم (87,46 في المائة). من جهة أخرى، اعتبر معظم أرباب الأسر المشاركين في البحث الميداني (95 في المائة) أن تدبير مسار معالجة طلبات التسجيل يتم بطريقة شفافة. كما أن المعلومات المقدمة عن البرنامج وُصفت بالواضحة والمفهومة (39,72 في المائة صرحوا أنها “واضحة جدا وسهلة الفهم”، و53,43 في المائة قالوا أنها “واضحة إلى حد ما”). من جهة أخرى، حقق البرنامج أثرا إيجابيا واضحا على جوانب أساسية عديدة تهم ظروف عيش الأسر المستفيدة، مثل تحسين مستوى العيش (89,2 في المائة من بينهم 31 في المائة بشكل ملحوظ)، وتعزيز الأمن الغذائي (92 في المائة من بينهم 28 في المائة بشكل ملحوظ)، ودعم تمدرس الأطفال (82 في المائة). واعتبرت غالبية المستجوبين (90,4 في المائة) أن البرنامج منصف من حيث الولوج، غير أن سهولة إجراءات التسجيل لا تزال تمثل تحديا يجب رفعه، حيث أن 5 في المائة من المستجوبين فقط وصفوها بـ”السهلة”، في حين اعتبر 67 في المائة أنها “متوسطة التعقيد”. وقد اضطرت معظم الأسر إلى طلب المساعدة الخارجية للتسجيل عبر المنصة الرقمية للبرنامج. وعلى الرغم من ذلك، فإن شروط الاستفادة كانت واضحة بالنسبة لثلثي المستفيدين المستجوبين تقريبا (67 في المائة)، بغض النظر عن الجنس أو مكان الإقامة. وقد أجرى المرصد الوطني للتنمية البشرية مقارنة دولية للبرنامج مع برامج مماثلة في البرازيل، والمكسيك، وإندونيسيا، وجنوب إفريقيا. وأظهرت هذه المقارنة الدولية أن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر يعد من البرامج الفعالة والمحبذة لدى المستفيدين، بنتائج مماثلة لما حققته البرامج المرجعية على مستوى معايير عديدة في مجالات الرضا، والاستهداف، والانتظام، والثقة. كما أبان برنامج الدعم الاجتماعي المباشر عن دوره الحيوي في تحسين ظروف عيش الأسر الفقيرة بالمغرب، مع إبراز بعض الفوارق مقارنة بأفضل الممارسات الدولية. وهكذا، فإن نسبة رضا المستفيدين من البرنامج (حوالي 88 في المائة)، تقل قليلا عن نسبة الرضا المسجلة تجاه برنامج “بولص فاميليا” (Bolsa Família) في البرازيل (حوالي 95 في المائة) والتي تعتبر فريدة من نوعها عالميا، وتقترب من نسبة رضا برنامج “شايلد سبورت غرانت” (Child Support Grant) الجنوب الإفريقي (حوالي 90 في المائة). ويتفوق برنامج الدعم الاجتماعي المباشر على برنامج “بروسبيرا” (Prospera) في المكسيك (ما بين 75 و80 في المائة)، و”كيلوارغا هارابان” (Keluarga Harapan) في إندونيسيا الذي يسجل نسبة رضا متواضعة. بالموازاة مع ذلك، قام المرصد الوطني للتنمية البشرية بتطوير مؤشر وطني للرضا الاجتماعي والذي يهدف إلى قياس رضا المرتفقين إزاء خدمات برامج الدعم الاجتماعي، ويقدر هذا المؤشر بالنسبة لبرنامج الدعم الاجتماعي المباشر بـ 71 نقطة من أصل 100. ويقيس هذا المؤشر الرضا العام للمستفيدين من البرنامج من خلال خمسة أبعاد: سهولة الولوج، الأثر، الجدوى، الملاءمة، والشفافية. ويشير تحليل النتائج المحصل عليها إلى أن الأبعاد الخمسة للمؤشر الوطني للرضا الاجتماعي لا تكتسي نفس الوزن في مستوى الرضا العام. وللرفع من قيمة المؤشر، من الضروري أولا تحسين الولوج إلى البرنامج، ثم ترصيد الأثر المحسوس والشفافية، مع الحفاظ على الأداء الجيد في جوانب الملاءمة وانتظام الخدمات. ويحظى البرنامج بنسبة رضا مرتفعة لدى الفئات المستفيدة التي تعتبر أنه صمم ليتماشى مع تطلعات المواطنين المستهدفين، في انسجام مع روح التضامن الوطني التي تميز البلاد، بغرض دعم الأسر المعوزة في تغطية حاجياتها الأساسية.وقد سجل البحث الميداني تقدما ملحوظا في تحسين ظروف عيش الأسر المستفيدة، بفضل تنويع التغطية الجغرافية، وتحسين قنوات التواصل، مما ساعد على الوصول إلى شرائح واسعة ومتنوعة من الأسر المستهدفة. كما أن الإدراك القوي لملاءمة وشفافية الاستهداف يعزز التطور المسجل، مما يشير إلى توافق أفضل بين معايير الأهلية واختيار المستفيدين واحتياجاتهم المحددة. ومع ذلك، لا تزال بعض جوانب البرنامج تحتاج إلى التجويد. فقد وقف البحث الميداني على بعض النواقص تهم بالخصوص تدبير العلاقة مع المستفيدين. كما أن استمرار جهود التحسين المستمر من شأنه أن يلبي بشكل مناسب انتظارات الفئات المستهدفة ويعزز أثر برنامج الدعم الاجتماعي المباشر. ويتضمن ذلك ملائمة مسارات التنفيذ والاستراتيجيات العملية لضمان ملاءمة أفضل للاحتياجات المحددة للمستفيدين وزيادة فعالية البرنامج ككل. وقد خلص البحث الميداني إلى جملة من التوصيات، تهم على وجه خاص: – تطوير آلية للمساعدة الاجتماعية للقرب لتعزيز التواصل حول البرنامج، وإشراك امتدادات محلية لمواكبة سكان المناطق النائية والبعيدة. – تعزيز المشاركة المدنية للجمعيات المحلية في ابتكار ميكانيزمات لتسهيل الولوج إلى الخدمات الرقمية للبرنامج. – إرساء برامج لتنمية المهارات والتمكين الاقتصادي من أجل تحسين قابلية البرنامج لتحقيق نتائج في مجال التنمية البشرية على المدى البعيد. – تعزيز التقائية برامج ورش الدولة الاجتماعية من خلال تطوير إطار موحد لمواءمة برنامج الدعم الاجتماعي المباشر مع البرامج الاجتماعية الأخرى مثل “AMO – تضامن”، من أجل تقليص التداخل وضمان تغطية شاملة. – تطوير آليات مناسبة لتحيين معايير أهلية المستفيدين بشكل فوري، على نحو يعكس التغيرات التي تطرأ على ظروف معيشة الأسر. – إرساء منظومة وطنية لتتبع وتقييم برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، مع تعزيز البحوث التطبيقية المتعلقة بتقييم أثر الدعم الاجتماعي. – تحسين المشاركة المواطنة في منظومة الحكامة الترابية للبرنامج من أجل ضمان تملك اجتماعي أفضل.
مجتمع

الملك محمد السادس يأمر بفتح 13 مركزًا تضامنيا لخدمة الفئات المعوزة
أعطى الملك محمد السادس، رئيس مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تعليماته بوضع المراكز التي أنشأتها المؤسسة في مجالات الصحة والإعاقة والتكوين رهن إشارة الساكنة المعوزة المستفيدة. وأوضحت المؤسسة، في بلاغ اليوم الأربعاء، أن الإطلاق الفوري يهم 13 مركزا جديدا تم الانتهاء من أشغال بنائها وتجهيزها بـ8 من عمالات وأقاليم المملكة، مضيفة أن “هذه البنيات تندرج في إطار برامج التدخل الكبرى للمؤسسة الرامية إلى تعزيز الولوج إلى العلاجات الصحية للقرب، وتحسين التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة، ودعم التكوين والإدماج السوسيو-مهني للشباب”. وأضاف المصدر ذاته أن هذه الإنجازات تتعلق بثلاثة برامج رئيسية هي “المراكز الطبية للقرب ـ مؤسسة محمد الخامس للتضامن” و”شبكة المركز الوطني محمد السادس للمعاقين” و”البرنامج الوطني لمحاربة سلوكات الإدمان”. ووفق المؤسسة؛ سيتم الشروع في العمل بمركز طبي جديد للقرب بسلا، باستثمار إجمالي قدره 5ر85 مليون درهم، ليرتفع بذلك عدد الوحدات التي تقدم خدماتها حاليا إلى ست وحدات من أصل اثني عشر وحدة مرتقبة على الصعيد الوطني. وفي ما يخص الجانب المتعلق بالإعاقة، سيتم افتتاح فرع جهوي جديد للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين ببني ملال (30 مليون درهم)، ليصل بذلك عدد المراكز التابعة لهذه الشبكة في جميع أنحاء المملكة إلى تسعة مراكز. كما ستستفيد مدينة العروي، في إقليم الناظور، من مركز جديد لتصفية الدم بتكلفة 10 ملايين درهم، والذي سيكمل خدمات مستشفى محمد السادس المجاور، لتحسين التكفل بمرضى القصور الكلوي. ويتواصل تنفيذ برنامج محاربة سلوكات الإدمان، بافتتاح ثلاثة مراكز جديدة في شفشاون (6,5 ملايين درهم)، والحسيمة (6,5 ملايين درهم) وبني ملال (4,5 ملايين درهم)، ما يرفع العدد الإجمالي لمراكز محاربة سلوكات الإدمان المشغلة إلى 18 مركزا موزعة على 15 مدينة عبر المملكة. من جهة أخرى، ستفتح 6 مراكز للتكوين المهني أبوابها، مستهدفة قطاعات واعدة وملائمة لاحتياجات السوق، ويتعلق الأمر بمراكز التكوين في مهن لحام المعادن بتيط مليل (94 مليون درهم)، ومركز التكوين في المهن الفلاحية بسوق الأربعاء (34 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن الكهرباء والإلكترونيات بسيدي عثمان بالدار البيضاء (32,5 ملايين درهم)، ومركز التكوين في المهن الثالثية بلوازيس بالدار البيضاء (25 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن السياحة بشفشاون (15,2 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن الصناعة التقليدية بشفشاون (9,4 ملايين درهم)؛ وتهدف هذه المؤسسات إلى تمكين الشباب المنحدرين من أوساط معوزة من كفاءات ملموسة في تخصصات ذات قابلية قوية للتشغيل. وأخيرا، سيفتح مركز سوسيو-تربوي أبوابه بإيزمورن (3,5 ملايين درهم)، ويتعلق الأمر بأول بنية من نوعها في هذه الجماعة التابعة لإقليم الحسيمة موجهة لمواكبة الشباب في مجال التعليم والأوليات المهنية. وسيتم تأمين تدبير مختلف هذه المراكز حسب مجالات التدخل من خلال مختلف شركاء المؤسسة وهم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وكذا الجمعيات المتخصصة.
مجتمع

تعزية في وفاة والدة الزميل عبد الرحيم فقراء الصحافي بقناة الجزيرة
ببالغ الاسى والحزن وبقلوب خاشعة ومؤمنة بقضاء الله وقدره ، تلقينا نبأ وفاة والدة مدير مكتب قناة الجزيرة في واشنطن، والمدير الجهوي للقناة في القارة الأمريكية، الزميل عبد الرحيم فقراء. وقد ووري جثمان الفقيدة بعد عصر يومه الاربعاء 2 يوليوز 2025، بمقبرة سيدي بلعباس بالمدينة العتيقة لمراكش. وبهذه المناسبة الاليمة، تتقدم إدارة وهيئة تحرير كشـ24 بأحر التعازي للزميل عبد الرحيم فقراء، وعائلته الصغيرة والكبيرة، راجين من الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ومغفرته، ويدخلها فسيح جناته، ويلهم ذويها الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة