البروفيسور طارق فكري..عظيم آخر يغادر مراكش لدار البقاء
كشـ24
نشر في: 25 أغسطس 2016 كشـ24
لطالما ذُكر الإنسان بعد موته بأخلاقه ومعاملته مع عطائه وإسهاماته في تنمية مجتمعه، فمن منّا لم يتأثر بقصص كثيرة لشخصيات فرضت إسمها لقرون عديدة بعد مغادرتها لدار الآخرة، بحسن أخلاقها ولين معاملتها وكذا إنسانيتها التي فرضت على الكل احترامها والوقوف على ذكرها بتقدير وحب ومودة .
البروفيسور الراحل طارق فكري، من بين الاسماء المعطاءة، التي سيظل إسمها محفورا في تاريخ مدينة النخيل مراكش، لما قدمه في ميدانه طيلة سنوات عديدة. عبر التفاني في العمل، ودفع الداء عن المرضى الذي ظل همه الوحيد، مستعينا بلين المعاملة والأخلاق السامية، التي جعلت جميع من عرفه يحترمه ويقدره.
إن أكرم ما في الإنسان، أنه إنسان، وتبقى المسائل الاخلاقيّة أكثر ما يترك أثرا في واقع الحياة الإجتماعيّة للإنسان، وهذا بالضبط ما أحدثه المرحوم طارق فكري في حياته، وفي حياة العديد من الأشخاص، حيث لم يكتف بمعالجتهم من المرض فقط، بل تجاوز ذلك إلى ترك بصمة خاصة في حياتهم، فعندما كان يتكلم بابتسامته المعتادة التي لم تفارق محيٌاه ولو للحظة، كان يُحدث تغييرا في طريقة تفكير المرضى للحياة.
لطالما اعتبر الحكماء أن الابتسامة تساوي الأمل، وتساوي الحياة، تماما كمت تساوي الفرج، وهذا بالضبط ما اتخذه البروفيسور الراحل طارق فكري كقاعدة مميزة له عن باقي الأطباء، ففي ظل الإكراهات والظروف التي يعرفها مستشفى ابن طفيل، كان لزاما على أحدهم أن ينبري لحل هذه الأزمة ولو بقليل، فانبرى لذلك المرحوم طارق فكري عبر ابتسامته وكلامه الهادئ المتزن، الذي زرع من خلالهما الأمل في نفوس عديد المرضى، مانحًا إياهم فرصةً للتعبير عما يخالجهم اتجاه اكراهات الحياة وآلامها لاعدادهم نفسيا قبل خوض مراحل العلاج .
وقد تفاجئ العديد ممن قام البروفيسور طارق فكري بعلاجهم بخبر موته، ولم يتوقعوا ذلك، نظرا لما كان يخفيه في داخله من مرض ومعاناة مع الحياة دون ان يبدو عليه الامر، فكانت ردة فعلهم على هذا الخبر المحزن مختلفة، بين من دوّن رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتحسر فيها عن موت شخصية عظيمة مثله، ومنهم من بحث عن منزله لتقديم التعزية لذويه، ومنهم من قام بإلقاء اللوم على وزارة الصحة التي أهملته...
ومن بين التدوينات المؤثرة، التي قام بكتابتها شاب يدعى "جواد ك" وهو أحد الأشخاص الذي كان قد تماثل للشفاء على يدي البروفيسور طارق فكري عبر صفحته في الفايسبوك، تدوينة مؤثرة كتب فيها بحسرة قائلا :
"غادرنا إلى دار البقاء البروفسور طارق فكري، الرجل الحكيم، الطبيب الجراح بقسم العظام ومدير مستشفى ابن طفيل بمراكش، قد لا تنفع اليوم الألقاب لكن اسمه مخلد بكل ما قدمه من عطاء في تخصصه ولطلبته وكل من كان سببا في تعافيهم، و أنا منهم، فقد دفع عني حزن الأسقام بابتسامته التي لم تفارق محياه يوما و لين جانبه، فبعد فضل الله يرجع له الفضل في أن وقفت على قدمي يوم كنت طريح الفراش، و على يديه تعلمت المشي من جديد كما يفعل الأب مع ابنه الصغير، اليوم لا أقوى على أن أدفع عنك الموت، لا يسعني إلا أن أدعو المولى جل في علاه أن يرحمك و يجزيك عنا خير الجزاء و أن يجعل الجنة مثواك و أدعو كل أحبابي أن يفعلوا بالمثل، فالدنيا دار ممر لا دار مقر. جعل الفردوس دارك أيها الجندي المجهول، تستحق ألف وسام".
أن تعالج الناس بابتسامة وأنت تعاني في صمت، وأن تعالج المرضى وأنت أولى بذلك، وأن توثر على نفسك وبك خصاصا، فهذه شيم العظماء، وشعار النفوس الكبيرة الساعية لخدمة الإنسانية، فالبروفيسور طارق فكري كان يعاني من نقص في النخاع العظمي الذي ينتج الكريات المولدة للمناعة، ورغم ذلك أبى إلا أن يكمل ويتم مهمته، حتى ألّم به المرض، ولم يعد يقوى على المقاومة.
رحمك الله بروفيسور طارق فكري، إسمك سيظل خالدا في مدينة مراكش "إنّا لله وإنّا إليه راجعون "
لطالما ذُكر الإنسان بعد موته بأخلاقه ومعاملته مع عطائه وإسهاماته في تنمية مجتمعه، فمن منّا لم يتأثر بقصص كثيرة لشخصيات فرضت إسمها لقرون عديدة بعد مغادرتها لدار الآخرة، بحسن أخلاقها ولين معاملتها وكذا إنسانيتها التي فرضت على الكل احترامها والوقوف على ذكرها بتقدير وحب ومودة .
البروفيسور الراحل طارق فكري، من بين الاسماء المعطاءة، التي سيظل إسمها محفورا في تاريخ مدينة النخيل مراكش، لما قدمه في ميدانه طيلة سنوات عديدة. عبر التفاني في العمل، ودفع الداء عن المرضى الذي ظل همه الوحيد، مستعينا بلين المعاملة والأخلاق السامية، التي جعلت جميع من عرفه يحترمه ويقدره.
إن أكرم ما في الإنسان، أنه إنسان، وتبقى المسائل الاخلاقيّة أكثر ما يترك أثرا في واقع الحياة الإجتماعيّة للإنسان، وهذا بالضبط ما أحدثه المرحوم طارق فكري في حياته، وفي حياة العديد من الأشخاص، حيث لم يكتف بمعالجتهم من المرض فقط، بل تجاوز ذلك إلى ترك بصمة خاصة في حياتهم، فعندما كان يتكلم بابتسامته المعتادة التي لم تفارق محيٌاه ولو للحظة، كان يُحدث تغييرا في طريقة تفكير المرضى للحياة.
لطالما اعتبر الحكماء أن الابتسامة تساوي الأمل، وتساوي الحياة، تماما كمت تساوي الفرج، وهذا بالضبط ما اتخذه البروفيسور الراحل طارق فكري كقاعدة مميزة له عن باقي الأطباء، ففي ظل الإكراهات والظروف التي يعرفها مستشفى ابن طفيل، كان لزاما على أحدهم أن ينبري لحل هذه الأزمة ولو بقليل، فانبرى لذلك المرحوم طارق فكري عبر ابتسامته وكلامه الهادئ المتزن، الذي زرع من خلالهما الأمل في نفوس عديد المرضى، مانحًا إياهم فرصةً للتعبير عما يخالجهم اتجاه اكراهات الحياة وآلامها لاعدادهم نفسيا قبل خوض مراحل العلاج .
وقد تفاجئ العديد ممن قام البروفيسور طارق فكري بعلاجهم بخبر موته، ولم يتوقعوا ذلك، نظرا لما كان يخفيه في داخله من مرض ومعاناة مع الحياة دون ان يبدو عليه الامر، فكانت ردة فعلهم على هذا الخبر المحزن مختلفة، بين من دوّن رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتحسر فيها عن موت شخصية عظيمة مثله، ومنهم من بحث عن منزله لتقديم التعزية لذويه، ومنهم من قام بإلقاء اللوم على وزارة الصحة التي أهملته...
ومن بين التدوينات المؤثرة، التي قام بكتابتها شاب يدعى "جواد ك" وهو أحد الأشخاص الذي كان قد تماثل للشفاء على يدي البروفيسور طارق فكري عبر صفحته في الفايسبوك، تدوينة مؤثرة كتب فيها بحسرة قائلا :
"غادرنا إلى دار البقاء البروفسور طارق فكري، الرجل الحكيم، الطبيب الجراح بقسم العظام ومدير مستشفى ابن طفيل بمراكش، قد لا تنفع اليوم الألقاب لكن اسمه مخلد بكل ما قدمه من عطاء في تخصصه ولطلبته وكل من كان سببا في تعافيهم، و أنا منهم، فقد دفع عني حزن الأسقام بابتسامته التي لم تفارق محياه يوما و لين جانبه، فبعد فضل الله يرجع له الفضل في أن وقفت على قدمي يوم كنت طريح الفراش، و على يديه تعلمت المشي من جديد كما يفعل الأب مع ابنه الصغير، اليوم لا أقوى على أن أدفع عنك الموت، لا يسعني إلا أن أدعو المولى جل في علاه أن يرحمك و يجزيك عنا خير الجزاء و أن يجعل الجنة مثواك و أدعو كل أحبابي أن يفعلوا بالمثل، فالدنيا دار ممر لا دار مقر. جعل الفردوس دارك أيها الجندي المجهول، تستحق ألف وسام".
أن تعالج الناس بابتسامة وأنت تعاني في صمت، وأن تعالج المرضى وأنت أولى بذلك، وأن توثر على نفسك وبك خصاصا، فهذه شيم العظماء، وشعار النفوس الكبيرة الساعية لخدمة الإنسانية، فالبروفيسور طارق فكري كان يعاني من نقص في النخاع العظمي الذي ينتج الكريات المولدة للمناعة، ورغم ذلك أبى إلا أن يكمل ويتم مهمته، حتى ألّم به المرض، ولم يعد يقوى على المقاومة.
رحمك الله بروفيسور طارق فكري، إسمك سيظل خالدا في مدينة مراكش "إنّا لله وإنّا إليه راجعون "