السبت 27 أبريل 2024, 20:37

ثقافة-وفن

“الإخوان ميكري”.. جوهرة المجموعات الغنائية المغربية


كشـ24 نشر في: 13 يناير 2022

عبد الكبير الميناويشكلت تجربة "الإخوان ميكَري"، في شكلها وتوجهها الفني، إضافة مميزة وتنويعا جميلا في مسار المجموعات الغنائية التي ميزت المشهد الغنائي لمغرب ما بعد الاستقلال. هي تجربة فنية متميزة، لكنها، أيضاً، تجربة حياة وتطلعات وأحلام، تحقق بعضها وأجهض بعضها الآخر. تجربة يشدد كثيرون، في ما يُشبه الاقتناع الممزوج بحسرة المتتبع، على أنها لم تـُـستثمر بالشكل المطلوب، هي التي جاءت اختيارا موسيقيا راقيا واجتهادا مغايرا للمناخ الموسيقي السائد، في زمن كان فيه شباب تلك الفترة حائراً بين موسيقى الشرق ورياح الغرب.وتنقل حكاية "الإخوان ميكَري"، التي انطلق مسارها الغنائي في بداية ستينيات القرن الماضي، لحكاية فنية حاول من خلالها كل من محمود وحسن، ثم جليلة ويونس، أن يضيفوا شيئا وأن يجتهدوا تأكيدا للمسار وإنجاحا للاختيار.انطلقت التجربة بمحمود وحسن، قبل أن تلتحق بهما جليلة في منتصف الستينيات، ويلتحق بالثلاثة، في مطلع السبعينيات، شقيقهم الرابع، يونس، لتكتسب المجموعة شهرة تخطت حدود المغرب، قبل أن يتراجع الحضور الجماعي ويتفرق الجهد الفني في أعمال فردية أكدت المؤهلات الفردية لأعضائها، وهي تلامس السينما والكتابة والتشكيل والغناء الموسيقى التصويرية، وغيرها.تجربة غنيةقبل سنوات قليلة، كنت دونتُ جانباً من حكاية "الإخوان ميكَري"، مجسدة في محمود وحسن وجليلة ويونس. حوارات اختلطت فيها الذكريات الخاصة بالقناعات والاختيارات الفنية، في ارتباط بجزء مهم من تاريخ البلد والمنطقة المغاربية، انطلاقاً من خمسينيات وجدة، وصولاً إلى ستينيات الرباط، وما تلاها.في حديثهم عن تجاربهم الفردية والجماعية، بدا كل فرد من هذه المجموعة الغنائية، التي أمتعت أجيالا من المغاربة، خزانا من الذكريات والأحداث والقناعات، بشكل ينقل لقيمة وتفرد مجموعة فنية كان لها سبق التميز والتألق في اقتراح لون موسيقي مختلف، في مغرب ستينيات القرن الماضي، خلف لعشاق الفن الجميل عشرات الأغاني، التي بقدر ما أغنت ريبرتوار الموسيقى المغربية، وصل الإعجاب بها من طرف عدد من فرق وفناني الشرق والغرب حد "السطو" عليها.حكم الزمنفي الوقت الذي يرى فيه بعض المهتمين بتاريخ المجموعات الغنائية في المغرب أن "تجربة "الإخوان ميكَري" سبقت زمنها"، وأن المجموعة كانت "ضحية مجيئها في غير وقتها"، يصر المعنيون بالأمر على خلاف ذلك. بالنسبة ليونس ميكري، فـ"التجربة جاءت في الوقت الذي كان ينبغي لها أن تظهر فيه. من عادة المبدع أن يأتي في غير الزمن المنتظر. كما أن من خصوصيات الإبداع أن يكون خلاقاً ومستبقاً لواقع الحال"؛ قبل أن يتابع: "نحنُ جئنا بتوجه موسيقي جديد، حين أطلقنا أغنيات شبابية وقصيرة".من جهته، يقول محمود ميكري، متفقا مع كلام شقيقه الأصغر: "لم نذهب ضحية عصرنا. لو لم نأت في ذلك الوقت لما كنا نموذجا موسيقيا للشباب المغربي فيما بعد. نحن جئنا في وقتنا. كنا نعيش عصرنا، وهو عصر لمعت فيه فرق شهيرة وفنانون متميزون عبر العالم. نحن نموذج لتفكير شبابي مغربي أراد أن يكون ابن زمنه، وربما تقدمت أكثر، فقلت إن ظهور "الإخوان ميكري" فتح الباب أمام التجارب والمجموعات الغنائية لكي تبرز في الساحة، فنحن فتحنا أعين عدد من الفنانين المغاربة على حقيقة أن تواجد ثلاثين فردا ليس شرطا للغناء، وأن كل التعقيدات التي ظلت ترافق النمط العصري الستيني، لا ينبغي أن تشكل شرطا تعزيزيا أمام الفنانين الذين يحملون رغبات تعبيرية مغايرة، من حيث العمق والشكل الفني، الشيء الذي تأكد مع ظهور مجموعات رائدة ومتميزة، مثل "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة"، وغيرهما. لقد شكل حضورنا الفني اندفاعاً متقدما للتفكير في انطلاقة مغايرة وجديدة للأغنية المغربية نحو آفاق أخرى. اشتغلنا بآلات غربية. وقد كان استعمالنا لهذه الآلات حقاً ولم يكن انسلاخاً عن هويتنا، كما اعتقد البعض. إذ، كيف نستفيد مجتمعيا من آخر الصيحات والمنتجات الصناعية والتكنولوجية، ونمنع ذلك على الفنانين؟".ما بين وجهة نظر المتتبعين وقناعة المعنيين بالأمر، هل علينا أن "نحاكم" المبدع، لأنه اقترح علينا إبداعا خرج به عن مألوف زمنه، أم "نلوم" المتلقي الذي، ربما، لم يعرف كيف يساير أو يدرك قيمة ما اقترح عليه من جديد فني وأدبي؟ ألم يتكرر حدوث مثل هذا الأمر عبر التاريخ؟ ألم يحدث هذا مع فينسنت فان غوغ، بالشكل الذي اختصره مشهد في فيلم "عند بوابة الخلود"، لمخرجه جوليان شنايبل وبطولة ولييم دافوي، والذي توفق في رسم سيرة لهذا الفنان الهولندي الذي لم يجد، تقريبا، من بين مجايليه من يؤمن بقيمته واختياراته الفنية؟ في هذا المشهد المؤثر والمعبر، من فيلم "عند بوابة الخلود"، لم يجد فينسنت فان غوغ، إلا أن يرد على من انتقص من قيمة أعماله وتميز رسوماته، بالقول: "لعل الله جعلني رساماً لأناس لم يولدوا بعد. في الحياة ينبغي أن نزرع أما الحصاد ففي مكان آخر".أيام وجدةفي لقاءاتك به، يستعيد محمود ميكري طفولته بوجدة، وهي طفولة كانت مليئة بكثير من الذكريات والمواقف والأحداث. يتذكر خمسينيات وجدة والعلاقة التي ربطت سكان وجدة والجزائريين، أيام النضال المشترك ضد الاستعمار، فيقول: "في وجدة، لا يوجد بيت لم يرتبط، تقريبا، بعلاقة نسب مختلط بين المغاربة والجزائريين، ولذلك لم يدخل في بال وعقول الوجديين أن يصير هناك فرق بين مغربي وجزائري. المؤسف أن هذا كله لم يبرز إلا مع أيام الاستقلال، حيث ذهبنا ضحية الحرب الباردة بين الشرق والغرب. وأنا أرى أن الفضل الكبير في استقلال الجزائر يعود إلى المغرب، وذلك لم يكن منة، بل واجب أخوة وجوار".يتذكر محمود ميكري كيف أن عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري، كان واحدا من بين ثلاثة نفذوا في حقه عقوبة "الفلقة" أيام "المْسيد" والطفولة، وذلك بأمر من "الفْقيه" فيقول: "أسترجع هذه الذكرى في علاقة بالثانوية العصرية التي كنت أدرس بها. يحدث للطفل الصغير ألا ينسى من كان سببا في عقوبة ألحقت به، إذ تبقى صورة ذلك الشخص عالقة ومرسومة في ذهنه وذاكرته. كان عبد العزيز بوتفليقة، وقتها، في الباكالوريا، وكنت أنا في السنة الثانية، التي درست خلالها تاريخ وشخصية نابليون بونابرت، مما جعلني أقارنه بعبد العزيز بوتفليقة. كان نابليون بونابرت قصير القامة، وكذلك كان عبد العزيز بوتفليقة. نابليون بونابرت اشتهر بانعزاليته، وكذلك كان عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يحجم عن مخالطة الآخرين، وقت الاستراحة، مكتفيا بتأبط الكتب والجلوس وحيدا إلى شجرة معينة بالثانوية. بعدها، سمعنا، في الثانوية، أن "بوتفليقة اطلع للجبل"، وكان وقتها لم يكمل العشرينات بعد. "اطلع للجبل"، يعني أنه انخرط في المقاومة الجزائرية المسلحة، التي انخرط فيها كثير من الشباب المغاربة ضد فرنسا". ثم استدرك محمود، فقال: "من المعروف أن كثيرا من القياديين الجزائريين عاشوا في وجدة واختلطوا بناسها، حتى أن فرنسا تحدثت عن "الحكومة الوجدية"، قاصدة الحكومة التي ستقود الجزائر، فيما بعد".فضل البدايات يتحدث محمود ميكري عن بدايات التجربة، مرجعا الفضل إلى كل أفراد العائلة، حيث يقول: "نحن أبناء عائلة لها معرفة ودراية بالفن، وممارسة لآلة العود والطرب الغرناطي. والدي كان رساما وعازفا على آلة العود، لكنه كان يحصر موهبته بين أركان البيت. والدتي، أيضا، كان لها صوت جميل وعلاقة بالطرب الغرناطي، دون أن أنسى أننا ولدنا في وجدة، التي كانت الموسيقى فيها عادة وثقافة. أما البداية الحقيقية، على صعيد الممارسة، فانطلقت حين انتقلنا إلى الرباط، في بداية الستينيات، وقد كانت مع برنامج إذاعي اسمه "للشباب، فقط"، للإذاعي الكبير أحمد ريان، وهو عبارة عن مسابقة وطنية في الغناء بين الشباب، حيث حصلنا على الجائزة الأولى على مستوى مدينة الرباط، فطلب منا ريان المشاركة في جولة فنية كمحترفين، وكانت تلك مناسبة سجلنا من خلالها مع الجوق الوطني أغنية "من يوم حبيتك"، التي تبقى أول أغنية في مسارنا الفني".من جهتها، تتذكر جليلة ميكري طفولتها وعلاقتها بوالدها والجو العائلي الذي تربى فيه "الإخوان ميكري"، فتقول: "كان الجو في منزلنا ممتعا للغاية. كان جوا فنيا بامتياز. أذكر أن والدي، حين كان يعود من عمله، يطلب مني أن أغني له أغنية "عايز جوباتك" لنجاح سلام. لاحقا سيقول كثيرون إن صوتي يشبه صوت فيروز، وكنت أرد بأني أغني فيروز، لكن بصوت جليلة. حين انتقلنا إلى الرباط، كنت في الـ 12 من العمر، وكان يحدث أن أردد بين الوقت والآخر أغاني فيروز وشادية وبعض الأغاني الهندية، قبل أن يقترح على محمود وحسن، في وقت لاحق، الانضمام إليهما ومصاحبتهما في الغناء. كانا قد انطلقا في الغناء قبل أكثر من سنتين من ذلك، خلال برنامج شبابي للتلفزة المغربية. كان محمود وحسن مجدان في دراستهما، لذلك ترك لهما والدي حرية ولوج عالم الفن والغناء. وأذكر أنه بكى من شدة الفرح، حين شاهدهما على شاشة التلفزة".تستحضر جليلة ميكري "ودّعته"، أول أغنية أدتها ذات سهرة على شاشة التلفزة المغربية. وعلى عكس موقفه من محمود وحسن، كان موقف الوالد رافضا لأن تغني جليلة أمام الجمهور، خصوصا بعد أن سمع في وجدة أن الناس انتقدت مرور فتاة وجدية على شاشة التلفزة لتغني وأن تتعاطى الفن والغناء. تقول جليلة ميكري: "لم يستسغ الوالد أن تكون عائلته مادة للقيل والقال، قبل أن يتدخل محمود ليقول له بأن جليلة لن تغني سوى رفقته وحسن. لاحقا، سأعتذر عن قبول عروض للتعامل مع أحمد الموجي وسيد مكاوي".هذا الالتزام بالغناء حصريا رفقة "الإخوان ميكري" لم يزعج يوما جليلة ميكري، التي تميزت بأغاني "ودعته" و"موعدي" و"علموك تحسب حساب" و"فْراق لحمام"، وغيرها، فضلا عن "لاتْكونْش أناني" و"نشَف الدمع"، لذلك قالت: "صارت تجربة "الإخوان ميكري" مدرسة بالنسبة لي. وصار لا يمكنني أن أترك هذه المدرسة، التي تربيت فيها لأذهب في اتجاه آخر. لم أرغب في أن أترك اسمنا الفني الذي كوناه لأنفسنا والشهرة والحب الذي وجدناه عند الجمهور المغربي. صار لنا شكلنا الفني الذي نتميز به. كنت أرى أن المغرب يمكن أن يكون نقطة انطلاق وشهرة، وأنه ليس ضروريا أن يهاجر الفنان إلى مصر وغيرها لكي يفرض ذاته وفنه".نهضة شبابيةعن الذي ساعد في تكوين طريقة ومضمون الأداء الذي ميز التجربة، يتحدث محمود ميكري عن انتقال العائلة من وجدة إلى الرباط، في بداية الستينيات، الشيء الذي مكنها من هامش للاختيار ما بين الشرق والغرب والتراث الموسيقى المغربي؛ مع إشارته إلى أن الرباط كانت وقتها عاصمة إدارية وثقافية وفنية، بحكم أن الإذاعة الوطنية كانت نافذة يطل من خلالها الفنانون على الجمهور. يقول: "في وجدة، كان هناك الطرب الغرناطي، كما كان هناك إعجاب بالمشرق العربي، ممثلا في عبد الحليم حافظ والإخوان رحباني، الذين عملوا على تقديم سامفونية عربية، بل ربما أمكن تشبيهنا بالإخوان رحباني، لكن بأغاني قصيرة. في نفس الوقت، كانت مرحلة الستينيات والسبعينيات، وحتى الثمانينيات، تؤرخ لنهضة شبابية وغنائية عالمية تجسدت في "البيتلز" و"كات ستيفنسن" و"إلفيس برسلي" و"بوب دايلن" وغيرهم، ممن وصلنا تيارهم، فتساءلنا لماذا لا تكون الأغنية المغربية عالمية وبنفس المستوى. نحن اقتبسنا من التراث ومن الشرق والغرب".من جهته، تحدث حسن ميكري عن فرادة وقيمة التجربة التي أطلقها رفقة شقيقه محمود، قبل أن يلتحق بهما كل من جليلة ويونس، وعن كل تلك المجموعات الغنائية التي ظهرت في الستينيات، ذاكراً بالإسم "توبقال" و"الرولزس" و"الأنامل الذهبية"، مشيرا إلى أن مجموعة "الإخوان ميكري" ظهرت، في بداية الستينيات، بلون موسيقي مختلف على مستوى الألحان؛ وهي المسألة التي قال إنه قد ساهم فيها، إلى جانبه على مستوى الألحان، كل من محمود ويونس الذي قال عنه إنه أعطى للأغنية الميكرية بعدا عالميا من خلال أغنيته الشهيرة "ليلي طويل"، التي ستفوز بالأسطوانة الذهبية عام 1972، بالنظر إلى الرقم الكبير من المبيعات الذي حققته في المغرب العربي وفرنسا.يتوسع محمود ميكري في الحديث عن بداية ستينيات القرن الماضي، على المستوى الموسيقي، محليا، فيقول: "كان انتشار الأغنية المغربية محدوداً ومحصوراً في الإذاعة. وكان هناك مناخ موسيقي ينتصر لنمط من الغناء تأثر بالمدرسة المصرية في الموسيقى والطرب، وهو ما تجسد بشكل واضح في الفنان الراحل أحمد البيضاوي، الذي توجوه عميداً للأغنية المغربية بأداء وألحان "سنباطية". كلامي لا يدل، هنا، على رغبة في التنقيص من قيمة أغنية الستينيات، كما أني لست ضد الفنان الراحل أحمد البيضاوي، الذي بذل جهداً كبيراً، في سبيل تطوير الأغنية المغربية العصرية، إذ يتوجب علينا أن نتذكر، في سياق الحديث عن مرحلة الستينيات، أغاني متميزة مثل "الدار اللي هناك" و"القمر الأحمر"، وغيرها. فقط، ما كان على هذا النمط العصري من الغناء أن يفرض على كل المغاربة. أما، نحن، فحين فكرنا في شكل الغناء اخترنا ما يرافق الأجيال والحساسيات الفنية حتى بعد مرور أربعين سنة، أو أكثر.تجربة الإخوان ميكري، حاولت أن تكسر من نمطية الأداء والتوجه الموسيقي السائد، آنذاك. بعد ذلك، زالت العقدة، لتخرج فرق ومجموعات أخرى، كل واحدة صارت تغني بنبرات خاصة بها، لتبرز وتشتهر مجموعات "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة" و"لمشاهب" و"أوسمان" و"إزنزارن" و"إيمازيغن"، وغيرها، تعبيراً عن رغبة في نهضة موسيقية شعبية. لكن، تبقى الإشارة، هنا، إلى أن ظهور هذه الفرق والمجموعات الغنائية، لم يكن دليلا على انهزام نمط معين من الغناء، بل اختيارا حرا للتعبير عن أفكار وقناعات أخرى، راودت جيلا شابا كانت له همومه واختياراته الخاصة. نحن حاولنا تقديم أغنية مغربية لها مواصفات عصرية، انطلاقا من المغرب، مع الإشارة إلى أنه كان يحدث أن تأتينا دعوات من مهتمين وعارفين بميدان الغناء للاستقرار بمصر، مثلا. وأذكر مرة أن أحد المصريين، ممن التقيناهم بالجزائر، حيث كنا في جولة فنية، اقترح علينا الانتقال إلى مصر، قائلا إنه يمكننا أن نغني، هناك، ضمن ظروف متميزة واهتمام كبير. ويمكن القول، إن المصريين كان عندهم شعور بقيمة تجربتنا وبالمزاحمة التي يمكن أن نخلقها لمدرستهم في الغناء، ولذلك حاولوا احتضاننا. المفارق، أن ما رفضناه في الستينيات والسبعينيات صار، اليوم، غاية وهدفا لكثير من شبابنا وفنانينا".قضايا الأمة والوطنلا شك أن مجموعة "الإخوان ميكري"، التي قدمت أعمالا فنية متفردة، من قبيل "قالو لي نساها" و"صبار" و"حورية" و"لن يسمح قلبي" و"يا مرايا" و"هي سمرة" و"جرحونا" و"دام ديرام دام" و"ليلي طويل" و"شعلتيها نار" والهارب" و"مغروم" و"هذا أنا" و"ياما"، تتم استعادتها بكثير من العشق والحنين، تميزت، أيضا، باقتراح مضامين أخرى مختلفة عبرت عن الهواجس الفردية والجماعية، فيما تساير التحولات التي عاشها المغرب، في أبعادها الوطنية والقومية والكونية. يقول محمود ميكري: "غنينا للقدس ولإفريقيا، ومختلف القضايا الوطنية والمغاربية والعربية. هناك، مثلا، أغنية أعطيناها عنوان "المغرب العربي"، وهي من كلمات محمد يحياوي، غنيناها، نحن "الإخوان ميكري"، مجتمعين، بمناسبة اجتماع القادة المغاربيين، نهاية ثمانينيات القرن الماضي بمدينة مراكش. كما أننا، غنينا للقضية الفلسطينية، ومن ذلك أغنية تقول في بعض كلماتها: "القدس لينا وكـتـْـشوف فينا / وفلسطين كـتـْـنادينا / ياشباب هيا بنا ...".أيضا، هناك أغنية "دار جـْـدودنا"، وهي من كلمات الشاعر التونسي منصف غشام. غنينا، أيضا، لقضايا الوطن، ومن ذلك أغنية "شمس الوطن"، التي هي من ألحاني ومن كلمات المرحوم محمد الزياتي الإدريسي، وقد سجلت بمناسبة المسيرة الخضراء، وقد أدتها المجموعة الصوتية التابعة للجوق الوطني، ومن كلماتها: "الله الله ... الله أكبر / شمس الوطن بـْـدات تبان / فـْـعيون الشعب نـْـسا ورْجال / الله أكبر...". بل، حتى أطفال المغرب كان لهم نصيب من تجربتنا، ومن ذلك أغنية "عندي بابا عندي ماما / ديما معايا حتى فْ النوم"، التي هي من ألحاني".

عبد الكبير الميناويشكلت تجربة "الإخوان ميكَري"، في شكلها وتوجهها الفني، إضافة مميزة وتنويعا جميلا في مسار المجموعات الغنائية التي ميزت المشهد الغنائي لمغرب ما بعد الاستقلال. هي تجربة فنية متميزة، لكنها، أيضاً، تجربة حياة وتطلعات وأحلام، تحقق بعضها وأجهض بعضها الآخر. تجربة يشدد كثيرون، في ما يُشبه الاقتناع الممزوج بحسرة المتتبع، على أنها لم تـُـستثمر بالشكل المطلوب، هي التي جاءت اختيارا موسيقيا راقيا واجتهادا مغايرا للمناخ الموسيقي السائد، في زمن كان فيه شباب تلك الفترة حائراً بين موسيقى الشرق ورياح الغرب.وتنقل حكاية "الإخوان ميكَري"، التي انطلق مسارها الغنائي في بداية ستينيات القرن الماضي، لحكاية فنية حاول من خلالها كل من محمود وحسن، ثم جليلة ويونس، أن يضيفوا شيئا وأن يجتهدوا تأكيدا للمسار وإنجاحا للاختيار.انطلقت التجربة بمحمود وحسن، قبل أن تلتحق بهما جليلة في منتصف الستينيات، ويلتحق بالثلاثة، في مطلع السبعينيات، شقيقهم الرابع، يونس، لتكتسب المجموعة شهرة تخطت حدود المغرب، قبل أن يتراجع الحضور الجماعي ويتفرق الجهد الفني في أعمال فردية أكدت المؤهلات الفردية لأعضائها، وهي تلامس السينما والكتابة والتشكيل والغناء الموسيقى التصويرية، وغيرها.تجربة غنيةقبل سنوات قليلة، كنت دونتُ جانباً من حكاية "الإخوان ميكَري"، مجسدة في محمود وحسن وجليلة ويونس. حوارات اختلطت فيها الذكريات الخاصة بالقناعات والاختيارات الفنية، في ارتباط بجزء مهم من تاريخ البلد والمنطقة المغاربية، انطلاقاً من خمسينيات وجدة، وصولاً إلى ستينيات الرباط، وما تلاها.في حديثهم عن تجاربهم الفردية والجماعية، بدا كل فرد من هذه المجموعة الغنائية، التي أمتعت أجيالا من المغاربة، خزانا من الذكريات والأحداث والقناعات، بشكل ينقل لقيمة وتفرد مجموعة فنية كان لها سبق التميز والتألق في اقتراح لون موسيقي مختلف، في مغرب ستينيات القرن الماضي، خلف لعشاق الفن الجميل عشرات الأغاني، التي بقدر ما أغنت ريبرتوار الموسيقى المغربية، وصل الإعجاب بها من طرف عدد من فرق وفناني الشرق والغرب حد "السطو" عليها.حكم الزمنفي الوقت الذي يرى فيه بعض المهتمين بتاريخ المجموعات الغنائية في المغرب أن "تجربة "الإخوان ميكَري" سبقت زمنها"، وأن المجموعة كانت "ضحية مجيئها في غير وقتها"، يصر المعنيون بالأمر على خلاف ذلك. بالنسبة ليونس ميكري، فـ"التجربة جاءت في الوقت الذي كان ينبغي لها أن تظهر فيه. من عادة المبدع أن يأتي في غير الزمن المنتظر. كما أن من خصوصيات الإبداع أن يكون خلاقاً ومستبقاً لواقع الحال"؛ قبل أن يتابع: "نحنُ جئنا بتوجه موسيقي جديد، حين أطلقنا أغنيات شبابية وقصيرة".من جهته، يقول محمود ميكري، متفقا مع كلام شقيقه الأصغر: "لم نذهب ضحية عصرنا. لو لم نأت في ذلك الوقت لما كنا نموذجا موسيقيا للشباب المغربي فيما بعد. نحن جئنا في وقتنا. كنا نعيش عصرنا، وهو عصر لمعت فيه فرق شهيرة وفنانون متميزون عبر العالم. نحن نموذج لتفكير شبابي مغربي أراد أن يكون ابن زمنه، وربما تقدمت أكثر، فقلت إن ظهور "الإخوان ميكري" فتح الباب أمام التجارب والمجموعات الغنائية لكي تبرز في الساحة، فنحن فتحنا أعين عدد من الفنانين المغاربة على حقيقة أن تواجد ثلاثين فردا ليس شرطا للغناء، وأن كل التعقيدات التي ظلت ترافق النمط العصري الستيني، لا ينبغي أن تشكل شرطا تعزيزيا أمام الفنانين الذين يحملون رغبات تعبيرية مغايرة، من حيث العمق والشكل الفني، الشيء الذي تأكد مع ظهور مجموعات رائدة ومتميزة، مثل "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة"، وغيرهما. لقد شكل حضورنا الفني اندفاعاً متقدما للتفكير في انطلاقة مغايرة وجديدة للأغنية المغربية نحو آفاق أخرى. اشتغلنا بآلات غربية. وقد كان استعمالنا لهذه الآلات حقاً ولم يكن انسلاخاً عن هويتنا، كما اعتقد البعض. إذ، كيف نستفيد مجتمعيا من آخر الصيحات والمنتجات الصناعية والتكنولوجية، ونمنع ذلك على الفنانين؟".ما بين وجهة نظر المتتبعين وقناعة المعنيين بالأمر، هل علينا أن "نحاكم" المبدع، لأنه اقترح علينا إبداعا خرج به عن مألوف زمنه، أم "نلوم" المتلقي الذي، ربما، لم يعرف كيف يساير أو يدرك قيمة ما اقترح عليه من جديد فني وأدبي؟ ألم يتكرر حدوث مثل هذا الأمر عبر التاريخ؟ ألم يحدث هذا مع فينسنت فان غوغ، بالشكل الذي اختصره مشهد في فيلم "عند بوابة الخلود"، لمخرجه جوليان شنايبل وبطولة ولييم دافوي، والذي توفق في رسم سيرة لهذا الفنان الهولندي الذي لم يجد، تقريبا، من بين مجايليه من يؤمن بقيمته واختياراته الفنية؟ في هذا المشهد المؤثر والمعبر، من فيلم "عند بوابة الخلود"، لم يجد فينسنت فان غوغ، إلا أن يرد على من انتقص من قيمة أعماله وتميز رسوماته، بالقول: "لعل الله جعلني رساماً لأناس لم يولدوا بعد. في الحياة ينبغي أن نزرع أما الحصاد ففي مكان آخر".أيام وجدةفي لقاءاتك به، يستعيد محمود ميكري طفولته بوجدة، وهي طفولة كانت مليئة بكثير من الذكريات والمواقف والأحداث. يتذكر خمسينيات وجدة والعلاقة التي ربطت سكان وجدة والجزائريين، أيام النضال المشترك ضد الاستعمار، فيقول: "في وجدة، لا يوجد بيت لم يرتبط، تقريبا، بعلاقة نسب مختلط بين المغاربة والجزائريين، ولذلك لم يدخل في بال وعقول الوجديين أن يصير هناك فرق بين مغربي وجزائري. المؤسف أن هذا كله لم يبرز إلا مع أيام الاستقلال، حيث ذهبنا ضحية الحرب الباردة بين الشرق والغرب. وأنا أرى أن الفضل الكبير في استقلال الجزائر يعود إلى المغرب، وذلك لم يكن منة، بل واجب أخوة وجوار".يتذكر محمود ميكري كيف أن عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري، كان واحدا من بين ثلاثة نفذوا في حقه عقوبة "الفلقة" أيام "المْسيد" والطفولة، وذلك بأمر من "الفْقيه" فيقول: "أسترجع هذه الذكرى في علاقة بالثانوية العصرية التي كنت أدرس بها. يحدث للطفل الصغير ألا ينسى من كان سببا في عقوبة ألحقت به، إذ تبقى صورة ذلك الشخص عالقة ومرسومة في ذهنه وذاكرته. كان عبد العزيز بوتفليقة، وقتها، في الباكالوريا، وكنت أنا في السنة الثانية، التي درست خلالها تاريخ وشخصية نابليون بونابرت، مما جعلني أقارنه بعبد العزيز بوتفليقة. كان نابليون بونابرت قصير القامة، وكذلك كان عبد العزيز بوتفليقة. نابليون بونابرت اشتهر بانعزاليته، وكذلك كان عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان يحجم عن مخالطة الآخرين، وقت الاستراحة، مكتفيا بتأبط الكتب والجلوس وحيدا إلى شجرة معينة بالثانوية. بعدها، سمعنا، في الثانوية، أن "بوتفليقة اطلع للجبل"، وكان وقتها لم يكمل العشرينات بعد. "اطلع للجبل"، يعني أنه انخرط في المقاومة الجزائرية المسلحة، التي انخرط فيها كثير من الشباب المغاربة ضد فرنسا". ثم استدرك محمود، فقال: "من المعروف أن كثيرا من القياديين الجزائريين عاشوا في وجدة واختلطوا بناسها، حتى أن فرنسا تحدثت عن "الحكومة الوجدية"، قاصدة الحكومة التي ستقود الجزائر، فيما بعد".فضل البدايات يتحدث محمود ميكري عن بدايات التجربة، مرجعا الفضل إلى كل أفراد العائلة، حيث يقول: "نحن أبناء عائلة لها معرفة ودراية بالفن، وممارسة لآلة العود والطرب الغرناطي. والدي كان رساما وعازفا على آلة العود، لكنه كان يحصر موهبته بين أركان البيت. والدتي، أيضا، كان لها صوت جميل وعلاقة بالطرب الغرناطي، دون أن أنسى أننا ولدنا في وجدة، التي كانت الموسيقى فيها عادة وثقافة. أما البداية الحقيقية، على صعيد الممارسة، فانطلقت حين انتقلنا إلى الرباط، في بداية الستينيات، وقد كانت مع برنامج إذاعي اسمه "للشباب، فقط"، للإذاعي الكبير أحمد ريان، وهو عبارة عن مسابقة وطنية في الغناء بين الشباب، حيث حصلنا على الجائزة الأولى على مستوى مدينة الرباط، فطلب منا ريان المشاركة في جولة فنية كمحترفين، وكانت تلك مناسبة سجلنا من خلالها مع الجوق الوطني أغنية "من يوم حبيتك"، التي تبقى أول أغنية في مسارنا الفني".من جهتها، تتذكر جليلة ميكري طفولتها وعلاقتها بوالدها والجو العائلي الذي تربى فيه "الإخوان ميكري"، فتقول: "كان الجو في منزلنا ممتعا للغاية. كان جوا فنيا بامتياز. أذكر أن والدي، حين كان يعود من عمله، يطلب مني أن أغني له أغنية "عايز جوباتك" لنجاح سلام. لاحقا سيقول كثيرون إن صوتي يشبه صوت فيروز، وكنت أرد بأني أغني فيروز، لكن بصوت جليلة. حين انتقلنا إلى الرباط، كنت في الـ 12 من العمر، وكان يحدث أن أردد بين الوقت والآخر أغاني فيروز وشادية وبعض الأغاني الهندية، قبل أن يقترح على محمود وحسن، في وقت لاحق، الانضمام إليهما ومصاحبتهما في الغناء. كانا قد انطلقا في الغناء قبل أكثر من سنتين من ذلك، خلال برنامج شبابي للتلفزة المغربية. كان محمود وحسن مجدان في دراستهما، لذلك ترك لهما والدي حرية ولوج عالم الفن والغناء. وأذكر أنه بكى من شدة الفرح، حين شاهدهما على شاشة التلفزة".تستحضر جليلة ميكري "ودّعته"، أول أغنية أدتها ذات سهرة على شاشة التلفزة المغربية. وعلى عكس موقفه من محمود وحسن، كان موقف الوالد رافضا لأن تغني جليلة أمام الجمهور، خصوصا بعد أن سمع في وجدة أن الناس انتقدت مرور فتاة وجدية على شاشة التلفزة لتغني وأن تتعاطى الفن والغناء. تقول جليلة ميكري: "لم يستسغ الوالد أن تكون عائلته مادة للقيل والقال، قبل أن يتدخل محمود ليقول له بأن جليلة لن تغني سوى رفقته وحسن. لاحقا، سأعتذر عن قبول عروض للتعامل مع أحمد الموجي وسيد مكاوي".هذا الالتزام بالغناء حصريا رفقة "الإخوان ميكري" لم يزعج يوما جليلة ميكري، التي تميزت بأغاني "ودعته" و"موعدي" و"علموك تحسب حساب" و"فْراق لحمام"، وغيرها، فضلا عن "لاتْكونْش أناني" و"نشَف الدمع"، لذلك قالت: "صارت تجربة "الإخوان ميكري" مدرسة بالنسبة لي. وصار لا يمكنني أن أترك هذه المدرسة، التي تربيت فيها لأذهب في اتجاه آخر. لم أرغب في أن أترك اسمنا الفني الذي كوناه لأنفسنا والشهرة والحب الذي وجدناه عند الجمهور المغربي. صار لنا شكلنا الفني الذي نتميز به. كنت أرى أن المغرب يمكن أن يكون نقطة انطلاق وشهرة، وأنه ليس ضروريا أن يهاجر الفنان إلى مصر وغيرها لكي يفرض ذاته وفنه".نهضة شبابيةعن الذي ساعد في تكوين طريقة ومضمون الأداء الذي ميز التجربة، يتحدث محمود ميكري عن انتقال العائلة من وجدة إلى الرباط، في بداية الستينيات، الشيء الذي مكنها من هامش للاختيار ما بين الشرق والغرب والتراث الموسيقى المغربي؛ مع إشارته إلى أن الرباط كانت وقتها عاصمة إدارية وثقافية وفنية، بحكم أن الإذاعة الوطنية كانت نافذة يطل من خلالها الفنانون على الجمهور. يقول: "في وجدة، كان هناك الطرب الغرناطي، كما كان هناك إعجاب بالمشرق العربي، ممثلا في عبد الحليم حافظ والإخوان رحباني، الذين عملوا على تقديم سامفونية عربية، بل ربما أمكن تشبيهنا بالإخوان رحباني، لكن بأغاني قصيرة. في نفس الوقت، كانت مرحلة الستينيات والسبعينيات، وحتى الثمانينيات، تؤرخ لنهضة شبابية وغنائية عالمية تجسدت في "البيتلز" و"كات ستيفنسن" و"إلفيس برسلي" و"بوب دايلن" وغيرهم، ممن وصلنا تيارهم، فتساءلنا لماذا لا تكون الأغنية المغربية عالمية وبنفس المستوى. نحن اقتبسنا من التراث ومن الشرق والغرب".من جهته، تحدث حسن ميكري عن فرادة وقيمة التجربة التي أطلقها رفقة شقيقه محمود، قبل أن يلتحق بهما كل من جليلة ويونس، وعن كل تلك المجموعات الغنائية التي ظهرت في الستينيات، ذاكراً بالإسم "توبقال" و"الرولزس" و"الأنامل الذهبية"، مشيرا إلى أن مجموعة "الإخوان ميكري" ظهرت، في بداية الستينيات، بلون موسيقي مختلف على مستوى الألحان؛ وهي المسألة التي قال إنه قد ساهم فيها، إلى جانبه على مستوى الألحان، كل من محمود ويونس الذي قال عنه إنه أعطى للأغنية الميكرية بعدا عالميا من خلال أغنيته الشهيرة "ليلي طويل"، التي ستفوز بالأسطوانة الذهبية عام 1972، بالنظر إلى الرقم الكبير من المبيعات الذي حققته في المغرب العربي وفرنسا.يتوسع محمود ميكري في الحديث عن بداية ستينيات القرن الماضي، على المستوى الموسيقي، محليا، فيقول: "كان انتشار الأغنية المغربية محدوداً ومحصوراً في الإذاعة. وكان هناك مناخ موسيقي ينتصر لنمط من الغناء تأثر بالمدرسة المصرية في الموسيقى والطرب، وهو ما تجسد بشكل واضح في الفنان الراحل أحمد البيضاوي، الذي توجوه عميداً للأغنية المغربية بأداء وألحان "سنباطية". كلامي لا يدل، هنا، على رغبة في التنقيص من قيمة أغنية الستينيات، كما أني لست ضد الفنان الراحل أحمد البيضاوي، الذي بذل جهداً كبيراً، في سبيل تطوير الأغنية المغربية العصرية، إذ يتوجب علينا أن نتذكر، في سياق الحديث عن مرحلة الستينيات، أغاني متميزة مثل "الدار اللي هناك" و"القمر الأحمر"، وغيرها. فقط، ما كان على هذا النمط العصري من الغناء أن يفرض على كل المغاربة. أما، نحن، فحين فكرنا في شكل الغناء اخترنا ما يرافق الأجيال والحساسيات الفنية حتى بعد مرور أربعين سنة، أو أكثر.تجربة الإخوان ميكري، حاولت أن تكسر من نمطية الأداء والتوجه الموسيقي السائد، آنذاك. بعد ذلك، زالت العقدة، لتخرج فرق ومجموعات أخرى، كل واحدة صارت تغني بنبرات خاصة بها، لتبرز وتشتهر مجموعات "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة" و"لمشاهب" و"أوسمان" و"إزنزارن" و"إيمازيغن"، وغيرها، تعبيراً عن رغبة في نهضة موسيقية شعبية. لكن، تبقى الإشارة، هنا، إلى أن ظهور هذه الفرق والمجموعات الغنائية، لم يكن دليلا على انهزام نمط معين من الغناء، بل اختيارا حرا للتعبير عن أفكار وقناعات أخرى، راودت جيلا شابا كانت له همومه واختياراته الخاصة. نحن حاولنا تقديم أغنية مغربية لها مواصفات عصرية، انطلاقا من المغرب، مع الإشارة إلى أنه كان يحدث أن تأتينا دعوات من مهتمين وعارفين بميدان الغناء للاستقرار بمصر، مثلا. وأذكر مرة أن أحد المصريين، ممن التقيناهم بالجزائر، حيث كنا في جولة فنية، اقترح علينا الانتقال إلى مصر، قائلا إنه يمكننا أن نغني، هناك، ضمن ظروف متميزة واهتمام كبير. ويمكن القول، إن المصريين كان عندهم شعور بقيمة تجربتنا وبالمزاحمة التي يمكن أن نخلقها لمدرستهم في الغناء، ولذلك حاولوا احتضاننا. المفارق، أن ما رفضناه في الستينيات والسبعينيات صار، اليوم، غاية وهدفا لكثير من شبابنا وفنانينا".قضايا الأمة والوطنلا شك أن مجموعة "الإخوان ميكري"، التي قدمت أعمالا فنية متفردة، من قبيل "قالو لي نساها" و"صبار" و"حورية" و"لن يسمح قلبي" و"يا مرايا" و"هي سمرة" و"جرحونا" و"دام ديرام دام" و"ليلي طويل" و"شعلتيها نار" والهارب" و"مغروم" و"هذا أنا" و"ياما"، تتم استعادتها بكثير من العشق والحنين، تميزت، أيضا، باقتراح مضامين أخرى مختلفة عبرت عن الهواجس الفردية والجماعية، فيما تساير التحولات التي عاشها المغرب، في أبعادها الوطنية والقومية والكونية. يقول محمود ميكري: "غنينا للقدس ولإفريقيا، ومختلف القضايا الوطنية والمغاربية والعربية. هناك، مثلا، أغنية أعطيناها عنوان "المغرب العربي"، وهي من كلمات محمد يحياوي، غنيناها، نحن "الإخوان ميكري"، مجتمعين، بمناسبة اجتماع القادة المغاربيين، نهاية ثمانينيات القرن الماضي بمدينة مراكش. كما أننا، غنينا للقضية الفلسطينية، ومن ذلك أغنية تقول في بعض كلماتها: "القدس لينا وكـتـْـشوف فينا / وفلسطين كـتـْـنادينا / ياشباب هيا بنا ...".أيضا، هناك أغنية "دار جـْـدودنا"، وهي من كلمات الشاعر التونسي منصف غشام. غنينا، أيضا، لقضايا الوطن، ومن ذلك أغنية "شمس الوطن"، التي هي من ألحاني ومن كلمات المرحوم محمد الزياتي الإدريسي، وقد سجلت بمناسبة المسيرة الخضراء، وقد أدتها المجموعة الصوتية التابعة للجوق الوطني، ومن كلماتها: "الله الله ... الله أكبر / شمس الوطن بـْـدات تبان / فـْـعيون الشعب نـْـسا ورْجال / الله أكبر...". بل، حتى أطفال المغرب كان لهم نصيب من تجربتنا، ومن ذلك أغنية "عندي بابا عندي ماما / ديما معايا حتى فْ النوم"، التي هي من ألحاني".



اقرأ أيضاً
المغرب يسجل حضورا لافتا في سوق الدبلجة الفرنسية
يُسجل المغرب حضوراً لافتاً في سوق الدبلجة الفرنسية، من خلال تزايد عدد الأفلام والمسلسلات وأفلام الكرتون التي تتم دبلجتها إلى "لغة موليير" بحِرفية كبيرة في استديوهات المملكة. وأفادت صحيفة "لوموند" في تقرير لها، أن الدراما التلفزيونية المدبلجة باللغة الفرنسية في استوديوهات المملكة، باتت تشق طريقها بثبات إلى فرنسا. ودبلجة الأفلام والمسلسلات باللغة الفرنسية كانت غير موجودة في المغرب خلال بداية العقد الأول من القرن الـ21، إلا أنها تطورت بسرعة كبيرة جدًا في الآونة الأخيرة. ووفق المصدر ذاته، يجلس المغرب حالياً في المركز الثالث خلف فرنسا وبلجيكا، في سوق دبلجة الأعمال كما يوضح يونس الزين، المؤسس المشارك لاستوديو SoundStamp المختص في دبلجة الأعمال السينمائية والتلفزيونية. وأشار التقرير، إلى أن المسلسلات الرومانسية الكورية دخلت بدورها إلى استوديوهات الدبلجة في مدينة الدار البيضاء، حيث قامت شركة Novelas TV التابعة لقناة Canal+ مؤخرًا ببث الموسم الأول من المسلسل الكوري "رائحة الكذب" باللغة الفرنسية، حيث قدم صوته أوليفييه لاكور (50 عامًا). ويقيم لاكور في المغرب منذ العام 2012، وقد غيّر حياته قبل 8 سنوات ليتفرغ للدبلجة، وهو يقوم حالياً بدبلجة مسلسل تاريخي سيتم بثه عبر القنوات الفرنسية. وفي ذات السياق، توقف التقرير عند نموذج المواطنة الفرنسية، فانيسا لوفيفر (57 عاما) والتي تعير صوتها مرتين في الأسبوع لشخصية إسبانية في مسلسل La Promesa، وهو مسلسل تلفزيوني من المقرر أن يبث موسمه الأول (122 حلقة) في فرنسا في سبتمبر المقبل. وبحسب التقرير، يتم أيضاً بث مجموعة من الأعمال المدبلجة بالمغرب في الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية. نمو ملحوظ في سوق الدبلجة بالمغرب وقالت الإعلامية أمينة أحريس، وهي من الوجوه السبّاقة بمجال الدبلجة والتعليق الصوتي بالمغرب، إن سوق الدبلجة بالمملكة تشهد في الوقت الراهن تطوراً ملحوظاً. وأضافت أحريس في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الشركات المغربية باتت منفتحة على الدراما الكورية والأفريقية وغيرها بالإضافة إلى التركية والأمازيغية التي تترجم منذ سنوات إلى "الدارجة" المغربية (العامية). وشددت المتحدثة، على أن المغرب بات يسجل أيضاً حضوراً لافتاً في سوق الدبلجة الفرنسية من خلال مجموعة من الأفلام والمسلسلات الشهيرة من كوريا وغيرها. ورأت أحريس أن هذا التطور طبيعي، لأن الشركات المغربية راكمت تجربة محترمة بهذا المجال وأظهرت حرفية كبيرة، على حد تعبيرها. بوابة ثقافية من جهته، قال الشاعر المغربي عبد الإله شوقي، المهتم بالقطاع الثقافي والسينمائي بالمغرب، إن حضور المغرب القوي في سوق الدبلجة الفرنسية بات ملفتاً خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا التفوق يمكن أن يترجم إلى قوة ناعمة تبرز مكانة المغرب في هذه السوق. وأضاف شوقي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذا الحضور لم يأت من فراغ بل يعود إلى استثمار المغرب لإمكاناته وقربه الجغرافي من أوروبا، حيث تحول إلى بوابة ثقافية للأعمال الأفريقية والكورية والبرازيلية وغيرها والتي يتم دبلجتها إلى اللغة الفرنسية في استديوهات المملكة. وزاد "المغرب فرض صوته على سوق الدبلجة الفرنسية، وتحول إلى منصة مهمة تجذب العديد من الأصوات البارزة بهذا المجال"، مستدركاً "نحن نعيش في زمن الصورة والفرجة، والمغرب بإمكانه أن يقوم بدبلجة جميع الأعمال من مسلسلات وأفلام وأعمال كرتونية بحرفية كبيرة تصل إلى المتلقي الناطق باللغة الفرنسية".
ثقافة-وفن

مكتبات فارغة وقراء أشباح.. أكشاك الكتب بباب دكالة على مشارف الإفلاس
في مشهد مؤسف يعترض المار من أمام أكشاك الكتب بساحة باب دكالة بعد تعرضها للهجر، والنسيان، بسبب عدم قدرتها على مسايرة التطور التكنولوجي، وعدم قدرتها على إقناع المواطنات والمواطنين من جديد بالعودة إلى الكتب والروايات الورقية، والرجوع إلى الأكشاك ومحلات بيع الكتب والتجول بين الرفوف والاطلاع على الفهارس والبحث عن آخر الطبعات. هذا وتتواصل معاناة أصحاب هذه الأكشاك مع نذرة الزبائن والقراء، في ظل زخم الكتب والروايات الرقمية التي أصبحت تجتاح هواتف النخبة المثقفة والباحثين عن حروف تروي رمقهم أو تشبع فضولهم، وعن معارف وأفكار نسجها وطبعها أدباء ومفكرين وروائيين في كتب غنية وقيمة، لكن هذه الأخيرة رقمنَها التطور، والتكنولوجيا، وأصبحت اليوم، تقدم وسيطا جديدا يمكننا من التفاعل مع الآخر بشكل رقمي. وبين انتشار الكتب الإلكترونية، وشح القراءة في ثقافتنا، أصبحت أكشاك باب دكالة اليتيمة تبدو وكأنها على مشارف الإفلاس، خالية من الزوار، موحشة وكئيبة، حيث ولَد التطور التكنولوجي وانتشار الكتب الرقمية لدى المواطنين العزوف عن زيارة هذه الأكشاك واقتناء الكتب الورقية، الشيء الذي ساهم في إفلاس الكثير الأكشاك ومحلات بيع الكتب، ومن دور النشر  أيضا، ويمكن اعتبار هذا الإفلاس هو نتيجة اقتحام الكتاب الرقمي لعالم القراءة والمطالعة، الشيء الذي خلف مواقف متضاربة بين مؤيد ومعارض للكتاب الرقمي، لأن هذا الأخير أصبحت له بدوره جاذبية لدى القراء.
ثقافة-وفن

المكتب الوطني للسياحة يحتفي بالطبخ المغربي في برنامج تلفزي فرنسي
يسلط المكتب الوطني المغربي للسياحة الضوء على المغرب ووجهاته عبر فن الطهي، من 22 إلى غاية 26 أبريل الجاري على القناة التلفزيونية "فرانس 5"، من خلال برنامج "C à Vous". وأبرز المكتب، في بلاغ، أنه على امتداد هذا الأسبوع، وفي كل حلقة من حلقات البرنامج اليومي "C à Vous"، ستلتقي الشاف فاطمة الحال والشاف موحا، الوجهان المغربيان المشهوران في عالم الطهي، مع المشاهدين الفرنسيين ليسافرا بهم في رحلة من نوع آخر لاكتشاف ألذ الأطباق والأكلات من "توقيع" جهات مختلفة من المغرب، وبالضبط من كل من طنجة، الرباط، فاس، مراكش والداخلة. ويتوخى المكتب الوطني المغربي للسياحة من هذا البرنامج تسليط الضوء عل الوجهات المغربية عبر فن الطبخ المغربي، وإبراز تنوعه وغناه، من خلال استعراض وصفات مميزة تعكس مهارته وتفننه، وتجدره عبر التاريخ. فالطبخ يعتبر مكونا من الموروث الثقافي المغربي وعرضه السياحي. وذكر المصدر ذاته أن غالبية السياح يختارون وجهة عطلهم تبعا للطبخ المحلي الذي تزخر به المنطقة التي يقصدونها، باعتبار الطبخ الوسيلة المثلى لاكتشاف ثقافة وتقاليد بلد أو جهة معينة. وأوضح البلاغ أن هذا هو التصور العام لبرنامج "C à Vous" الذي يروم استعراض القيمة التراثية لفن الطهي. فخلال عشاء، تعطي مقدمة البرنامج وطاقمها الكلمة للمدعوين لمناقشة آخر الأخبار ودعوتهم لاكتشاف وصفة جديدة تقدم خلال هذا العشاء. ويحظى هذا البرنامج الذي يبث يوميا ومباشرة بمشاهدة 1,4 مليون مشاهد، ليشكل بذلك واجهة ممتازة للترويج لوجهة المغرب وما تزخر به من مؤهلات سياحية قل نظيرها. بعد انتهاء كل حلقة من حلقات هذا البرنامج، سيتم إعداد شريط من صنف "ماستركلاس" مدته 90 ثانية وبثه على شبكات التواصل الاجتماعي لبرنامج "C à Vous"، تستعرض من خلاله مختلف مراحل كل وصفة على حدة، مع الترويج لفنون الطهي المغربي ووجهة المغرب السياحية بشكل عام. وخلص البلاغ إلى أن هذه المبادرة تندرج في إطار إستراتيجية "Tourism in Action" للمكتب الوطني المغربي للسياحة للترويج لوجهة المغرب ومؤهلاتها.
ثقافة-وفن

الموت يفجع الفنانة المراكشية شيماء عبد العزيز
أعلنت الفنانة المراكشية شيماء عبد العزيز عن وفاة والدتها التي مرت بوعكة صحية خلال الفترة الأخيرة. وقالت شيماء عبد العزيز عبر تدوينة على حسابها الرسمي على تطبيق “إنستغرام” : “الحمد لله أمي في ذمة الله، الله يرحمها اليوم ماتت في هاد الساعة الحمد لله”. وأضافت: “بحال كيف وقع ليا مع بابا كنت فطنجة وجيت فالموت دابا جاتني خبار أمي وأنا فطنجة الحمد لله أنا فالطريق لعندها فمراكش والحمد لله”.
ثقافة-وفن

حماية الزليج في صلب مباحثات بنسعيد مع المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية بجنيف
عقد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، جلسة عمل اليوم الثلاثاء بجنيف، مع المدير العام للمنظمة الدولية للملكية الفكرية السيد دارين تانغ. الوزير بنسعيد، جدد التزام المغرب، لتعزيز الشراكة والعمل الثنائيين في هذا المجال، موضحا بأن المغرب وفق توجيهات جلالة الملك، قام بعدد من المبادرات الرامية لحماية وصون تراثه الثقافي، انطلاقا من مأسسة علامة التميز المغرب Label Maroc و إعداد نص قانوني جديد للتراث الثقافي، إضافة إلى تعزيز الجهاز المؤسساتي للمكتب المغربي لحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة باعتباره مؤسسة عمومية، وتقوية الترسانة القانونية التي تهم حق التتبع، وحقوق المؤلفين، وكلها أوراش تدخل في إطار استراتجية وزارة الشباب والثقافة والتواصل. وقدم نبذة عن عدد من الإصلاحات التي يقوم بها المغرب في مجال حماية الملكية الفكرية وحماية صون التراث الثقافي سواء المادي أو غير المادي وهو الورش الذي تشتغل عليه الثقافة مع عدد من القطاعات الحكومية، مع تعزيز حضور المغرب لدى الأجهزة الدولية المعنية بذلك، وفي مقدمتها منظمة اليونيسكو. وتباحث الطرفان حول صناعة ألعاب الفيديو والجهود التي يقوم بها المغرب للانخراط في السوق الدولية التي تحقق أكثر من 300 مليون دولار من الإيرادات وهو سوق مهم انخرط فيه المغرب لتمكن الطاقات والكفاءات المغربية من الحصول على فرص اندماج اقتصادي في هذا المجال وهو ما سيكون عبر إنشاء مدينة لصناعة الألعاب الإلكترونية، و المعرض الدولي المغرب لصناعة ألعاب الفيديو المزمع تنظيمه شهر ماي المقبل. من جانبه، هنأ دارين تانغ المغرب على ما يقوم به من مجهودات في مجال الحماية الفكرية والملكية الفكرية، إضافة إلى اعتباره أن المغرب من الدول الرائدة في هذا المجال على المستوى العالمي. وفي هذا الصدد، اعتبر المسؤول الدولي، أن التعاون بين المنظمة والمغرب يشهد تطورا متقدما، معبرا عن تقديره لنتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى المغرب، وتطلعه لتعزيز هذا التعاون المشترك. وفي سياق متصل، أوضح المدير العام للمنظمة العالمية الملكية الفكرية، أن المنظمة تساند المغرب في الحفاظ وصون فن العيش، والتراث الثقافي غير المادي، ذلك أن المغرب سبق وأن سجل فن الزليج لدى المنظمة سنة 2016 وهو ما يعد اعترافاً دوليا بالزليج المغربي من قبل المنظمة الدولية للملكية الفكرية. واتفق الطرفان على مواصلة التنسيق، والتوقيع على مذكرة تفاهم مشتركة، في أفق شهر يوليوز المقبل بالموازاة مع انعقاد الجموع العامة للمنظمة، وهو الاتفاق الذي سيعزز التعاون المشترك بين المغرب والمنظمة.  
ثقافة-وفن

بعد مهاجمته لزملائه.. أنس الباز لـ”كشـ24″ أرفض التصريح للصحافة إلا بمقابل مادي
قال أنس الباز في مكالمة هاتفية لـ"كشـ24"، أنه قرر عدم التصريح للصحافة إلا بمقابل مادي، وأنه يتحفظ عن الحديث أو الظهور على وسائل الإعلام، مرجعا هذا القرار إلى تحوير التصريحات التي يقدمها للصحافة بشكل يعكس ما قاله في تصريحاته، بالإضافة لكون التصريح الذي سيقدمه يكون مجاني ولن يحصل على أي مقابل مادي مقابله، لهذا قرر تجنب الإدلاء بأي تصريح لوسائل الاعلام. وأكد الباز في المكالمة نفسها، أنه سيلجأ إلى استعمال منصات التواصل الاجتماعي للإفصاح عن جديده ولتقديم رأيه في مجموعة من الأمور التي تتعلق بالفن، وطالبَنا الباز في اتصاله الهاتفي بالعمل أو تقديم فرصة للعب دور في فيلم أو عمل فني، وأن الأخير يمتنع عن تقديم أي تصريح بشكل مجاني وبدون مقابل مادي. وللإشارة، فالمعني بالأمر خرج في مجموعة من شرائط الفيديو على حسابه بموقع "انستغرام"، يتهم فيها إحدى الممثلات بتقديم مبلغ عشرين مليون سنتيم لمخرج أحد الأعمال الرمضانية من أجل حجز دور يتيم لها في العمل، وفقط من أجل إظهارها في العمل الفني المذكور، كما وصف الباز في إحدى خرجاته على "انستغرام" ظهور ممثل خلال مجموعة من الأعمال الرمضانية بالمؤسف، معتبرا أن هذا الأخير لا علاقة له بالمجال الفني لا من قريب ولا من بعيد ولم يسبق له أن درس التمثيل، وتساءل الباز عن السبيل الذي سلكه هذا الأخير من شخص جزار إلى ممثل لا يفارق التلفزة المغربية، ورجحَّ رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذا التصريح إلى أن الباز يقصد عبد الله فركوس، الذي يملك مجموعة من محلات الجزارة بمدينة مراكش، وظهر في مجموعة من الأعمال خلال شهر رمضان المنصرم ومجموعة من الأعمال التلفزية.
ثقافة-وفن

مهرجان الفنون الشعبية يجمع أكثر من 600 فنان بمراكش
أعلنت جمعية الأطلس الكبير، عن إقامة النسخة الثالثة والخمسين للمهرجان الوطني للفنون الشعبية تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وبشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والاتصال، ودعم من ولاية جهة مراكش آسفي، ومجلس جهة مراكش آسفي، ومجلس مدينة مراكش، وجماعة المشور قصبة. ووفق بلاغ للجمعية، ستقام هذه النسخة تحت شعار الإيقاعات والرموز الخالدة، من 4 إلى 8 يوليوز 2024 في مراكش، بمشاركة أكثر من 600 فنان من جميع أنحاء المملكة، قادمين وحاملين معهم جزءًا ونبضا من روح مناطقهم. وبحسب المصدر ذاته، صمم هذا الحدث الكبير ليسلط الضوء على تنوع وثراء التراث الفني المغربي، سعيا إلى تعزيز الروابط بين الأجيال من خلال تعريف الشباب بكنوز وأهمية الفنون الشعبية المغربية من خلال عروض ساحرة، أصيلة وإبداعية، يقدم المهرجان عروضًا استثنائية للمبدعين الأصليين وعطائهم الغزير. وشددت الجمعية، على أن الاهتمام الكبير بهذه النسخة يشهد على المكانة المركزية التي تحتلها هذه الفنون في قلوب المغاربة وقدرتها على إثارة العواطف والإلهام لما وراء حدود الوطن.  
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 27 أبريل 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة