منوعات

الإتيكيت ليس فقط  شوكة وسكين بل هو نمط عيش مبني على الاحترام


كشـ24 نشر في: 16 أغسطس 2022

يَعتقِد البعض أنّ الإتيكيت هو كيفية استخدام الشوكة والسّكين، أو كيفية ترتيب وتزيين الموائد، فهو بالنسبةِ للكثيرِ فنّ الرفاهية الخاصّة بالطبقات المُخمَلية أو كِبار الشخصيات، وأنّه نوعٌ مِن الكمالِيات نستطيع الاستغناء عنه.الإتيكيت هو نَمطُ عَيش يَهدِفُ لوضعِ أسسٍ للعلاقاتِ المَبنيةِ على الاحترام والرّقِيّ وَهو حَتماً ليسَ بِرفاهية، وَلا فن يختَصُّ بالأمراءِ والملوكِ والميسورين، فقد ولّى الزّمانُ الّذي كانَ فيهِ الإتيكيت فقط للقصور، وأصبحنا في زمنٍ يدخل فيه الإتيكيت في كافّة تفاصيل حَياتنا المِهنِيّة والاجتماعِيّة، الإتيكيت هو الأخلاق والصفات الحسنة واللّطف وحسن التصرّف عندَ التّعاملِ معَ الآخرين، والّتي تساعد الناس على الانسجام مع بعضِها لبناءِ العلاقاتِ الاجتماعيّة أو المهنِيّة، هو مجموعةُ قواعدَ ومبادِئ تجمَعُ بين الرّقيّ والكياسة والسلوكِ المُهذّب واحترام الذّات وَتقدير واحتِرام الآخرين.الإتيكيت مبنِيٌّ على ثلاثِ ركائِزَ أساسِيّة، الركيزة الأولى والأهم "الأخلاقُ الحميدة"، فهي المبادِئ والقواعد المنظّمة لسلوكِ الإنسان، ويمكن مُلاحظَةُ الأخلاقِ الحميدة من خلال الّتعامُلِ مع الآخرين، فأخلاقُ الإنسان ما هي إلّا ترجمةٌ لسلوكهِ بتعاملاتِهِ مَع الغَير، وَالأكيد أنّ المستوى الأخلاقي للأفرادِ والمجتَمَعاتِ هو معيار لِتطوّرِها وَتَمدُّنِها ودليلٌ على ثقافتها وَرِفعَة بيئتِها.الركيزة الثانية "تقنيات التصرف"، وَهي القواعد وَالتقنِيّات المتّبَعَة عالمِيّاً والّتي تُحدّد كَيفية التّصرف وِفق معايير مُتّبعة، مثل تِقنية المُصافحة اليدَوِية، أو استِخدام أدَوات الطّعام، أو ترتيب جُلوس الضّيوف وَغيرها مِن التِقنيّات، هِي مُوحدة ولذلك الجميع مُلزَم بِمعرِفَتها.الركيزة الثالثة لتشكّلِ الإتيكيت هي العادات والتقاليد، وهي العادات التي تسودُ المجتمعات، تِبعاً للموروثاتِ الاجتماعيّة والثقافِيّة وَالأعراف المتناقلة، مثل طريقة الأكل والشرب والأزياء، ومن المهم أن نؤكّدَ على أنّ الإتيكيت يَحتَرم تقاليد كلّ مُجتمع وَلا يَتخطّاها، مثلاً لو دُعِي شخص لحفلة غداء مقامة في بلدٍ ما، وَتمّ تَقديم طَعام شَعبي يَتِم تَناوُله تقليدياً بِاليَد، مِن المُعيبِ أن يطلُبَ من مُضيفِه شوكة وسكين، مع أنّ الإتيكيت يُعلّمُنا كَيفَ نَستخدِم الشّوكة والسكين، فالإتيكيت ينُصُّ على أنّه يَجِب علينا تناول الطّعام وِفقَ عادات وَتقاليد المُضيف، ويعتقِدُ البَعض أنّ قواعِد الإتيكيت مُتصلّبة، وَأنّ اتّباعهَا يَحُدُّ من حريّة الفرد، وهذا الاعتِقاد خاطِئ جُملةً وَتفصيلاً، فالإتيكيت لا يدعو إلى قولَبةِ البشر بَل العكس، هو يَترُك حُريّةَ التّصَرّفِ لِلجميعِ شرطَ عدم تَخطّي حُريّةِ الآخرين.فنُّ الإتيكيت والبروتوكول منَ الفنونِ القديمةِ قِدَم الإنسان، والجَميل أنّهُ رُغم قِدَمِ هذا العِلم ولكِنّهُ في حالَةِ تَجدّدٍ مُستَمِر، ومواكبٌ لِتطورَات الأَزمِنة وَالأمكِنة، وَيعتقِدُ عُلماء الأنثروبولوجيا أنّ وِلادة الإتيكيت كانت مَعَ اكتشافِ الإنسان البدائِي للنار مُنذُ ملايينِ السّنين، هذا الاكتشاف أدّى إلى حُدوثِ تغيّراتٍ جذرية في حَياةِ البَشرِيّة وَساهَمَ في تَطورِ الإنسانِ وَحضارَتِه، وإحداثِ العديد منَ التّغييراتِ أمام البشَرِ بِشَتّى المجالاتِ المُختَلفة، ومنها اكتشافُ الإنسانِ لِإمكانِيّةِ طَهيِ طَعامِهِ، فبعدَ ما كان يتناوَلُ طَعامَه فَورَ اصطيادهِ أو قطفِه، اكتشَفَ أنّ بِإمكانِه أن يَطهِي طَعامَهُ باستخدامِ النّار، وأدرَكَ أنّ طَهيَ الطّعامِ بحاجة لِوقتٍ لِكيّ يَجهز، وعندها أَخَذَ ساعاتٍ مُحدّدَةً حَتّى يَطهي طَعامَهُ ووقتاً لِتناولِهِ، وانتَقلَ من تناولِ الطّعامِ بشكلٍ فَردِي إلى تناوُلِهِ مَع الجماعة، ومن هنا بدأت رحلة الإتيكيت، وهي القواعِدُ الأَوّلية الّتي حَدّدَها الإنسانُ الأوّل القديم لِمَن يَطهِي الطّعام وَمن يقدّمُهُ وَمن يَتناوَله أولاً قبلَ الآخرين، وبذلك بدَأنا نُعطِي التّقسيماتِ الاجتماعِيّة وَتقسيمَاتِ الإتيكيت.وفي البلادِ العَرَبية كان لِحُسنِ التّعامُلِ والسّلوك حصّة كبيرة مِن ميرَاثِنا الشعبي، فكانَ العربُ القُدماء سبّاقون بهذا العلم، غيرَ أنّ التبَلورَ الرسميّ لِعلمِ الإتيكيت والمراسم في بلادنا العربيّة، بدأَ معَ الدّولة الأمويّة، وِمِنَ المؤلّفات الّتي وَصلت لِعصرنا من العصرِ العباسي كتاب الجاحِظ الشّهير بِعنوان "التاج في أخلاق الملوك"، يتضمن هذا الكتاب عدّة فصول تتناول بِإسهاب الحديث عن الملوك من خلفاء أمويين وعباسيين وبماذا تميّز كلّ شخصٍ منهم من أخلاق وصفات، ويعلّمنا كيفية التصرف، وكيفية أداء التحية للملوك وكيفية الجلوس والحديث معهم وفي حضرتهم، وكيفية تناول الطعام معهم، وأيضاً آداب استقبال المبعوثين والرسل واستقبال الخلفاء لعامّة الناس في الأعياد، وَيُعدّ هذا الكِتاب تاريخاً دقيقاً لأخبار الدّولتين الأمويّة والعبّاسِية والإتيكيت.الإتيكيت مبني على التواضُع والاحترام بِعكس ما يعتقِد البعض، هو أساس فطريّ نقلنا إيّاه الأجداد، حيث أن أغلب الذي كانوا يفعلوه يندرج ضمن الإتيكيت أو حُسن التصرف، ولكنّ البعض لديه فكرة خاطئة عن هذا الأساس، فالبعض يعتقد أن التكّبر والتعالي إلزاميان لما يُسمّى ب "البريستيج"، لذلك أصبح البعض يعتبر أن كلَّ مُتعالي هو شخص يتّبع الإتيكيت مع أنّ العكس هو الصحيح، فالبساطة والتواضع شرطان أساسِيان من شروط الإتيكيت.التمسّك ببساطتنا سبيلٌ للنجاح وسطوع شخصيتنا وهذا بالأساس تخصص الإتيكيت، وهذا ما ورد في كتاب الله، فيقولُ الله جلّ شأنه:﴿ولا تُصَعّر خَدّكَ للناسِ ولا تمشِ في الأرض مرحاً إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلّ مُختالٍ فَخور(18) واقصِد في مَشيِكَ وَاغضُضْ مِن صَوتِك إنَّ أنكَرَ الأصواتِ لَصَوتُ الحَمير(19) ﴾ سورة لقمان. كانت هذه بعض نصائح لقمان لابنه، فإذا قام كل أب بتعليم أبنائه ذلك، أليس هذا هو أصول الاتيكيت؟ وأليس هذا هو ما يدعونا إليه الإسلام من تواضع في السلوك وخفض في الصوت، بما يحافظ على مظهرنا وعلى علاقتنا بغيرنا، فالإسلام دينُ الوسطِيّة بِلا تعالٍ وبِلا خضوع.المصدر : الجزيرة

يَعتقِد البعض أنّ الإتيكيت هو كيفية استخدام الشوكة والسّكين، أو كيفية ترتيب وتزيين الموائد، فهو بالنسبةِ للكثيرِ فنّ الرفاهية الخاصّة بالطبقات المُخمَلية أو كِبار الشخصيات، وأنّه نوعٌ مِن الكمالِيات نستطيع الاستغناء عنه.الإتيكيت هو نَمطُ عَيش يَهدِفُ لوضعِ أسسٍ للعلاقاتِ المَبنيةِ على الاحترام والرّقِيّ وَهو حَتماً ليسَ بِرفاهية، وَلا فن يختَصُّ بالأمراءِ والملوكِ والميسورين، فقد ولّى الزّمانُ الّذي كانَ فيهِ الإتيكيت فقط للقصور، وأصبحنا في زمنٍ يدخل فيه الإتيكيت في كافّة تفاصيل حَياتنا المِهنِيّة والاجتماعِيّة، الإتيكيت هو الأخلاق والصفات الحسنة واللّطف وحسن التصرّف عندَ التّعاملِ معَ الآخرين، والّتي تساعد الناس على الانسجام مع بعضِها لبناءِ العلاقاتِ الاجتماعيّة أو المهنِيّة، هو مجموعةُ قواعدَ ومبادِئ تجمَعُ بين الرّقيّ والكياسة والسلوكِ المُهذّب واحترام الذّات وَتقدير واحتِرام الآخرين.الإتيكيت مبنِيٌّ على ثلاثِ ركائِزَ أساسِيّة، الركيزة الأولى والأهم "الأخلاقُ الحميدة"، فهي المبادِئ والقواعد المنظّمة لسلوكِ الإنسان، ويمكن مُلاحظَةُ الأخلاقِ الحميدة من خلال الّتعامُلِ مع الآخرين، فأخلاقُ الإنسان ما هي إلّا ترجمةٌ لسلوكهِ بتعاملاتِهِ مَع الغَير، وَالأكيد أنّ المستوى الأخلاقي للأفرادِ والمجتَمَعاتِ هو معيار لِتطوّرِها وَتَمدُّنِها ودليلٌ على ثقافتها وَرِفعَة بيئتِها.الركيزة الثانية "تقنيات التصرف"، وَهي القواعد وَالتقنِيّات المتّبَعَة عالمِيّاً والّتي تُحدّد كَيفية التّصرف وِفق معايير مُتّبعة، مثل تِقنية المُصافحة اليدَوِية، أو استِخدام أدَوات الطّعام، أو ترتيب جُلوس الضّيوف وَغيرها مِن التِقنيّات، هِي مُوحدة ولذلك الجميع مُلزَم بِمعرِفَتها.الركيزة الثالثة لتشكّلِ الإتيكيت هي العادات والتقاليد، وهي العادات التي تسودُ المجتمعات، تِبعاً للموروثاتِ الاجتماعيّة والثقافِيّة وَالأعراف المتناقلة، مثل طريقة الأكل والشرب والأزياء، ومن المهم أن نؤكّدَ على أنّ الإتيكيت يَحتَرم تقاليد كلّ مُجتمع وَلا يَتخطّاها، مثلاً لو دُعِي شخص لحفلة غداء مقامة في بلدٍ ما، وَتمّ تَقديم طَعام شَعبي يَتِم تَناوُله تقليدياً بِاليَد، مِن المُعيبِ أن يطلُبَ من مُضيفِه شوكة وسكين، مع أنّ الإتيكيت يُعلّمُنا كَيفَ نَستخدِم الشّوكة والسكين، فالإتيكيت ينُصُّ على أنّه يَجِب علينا تناول الطّعام وِفقَ عادات وَتقاليد المُضيف، ويعتقِدُ البَعض أنّ قواعِد الإتيكيت مُتصلّبة، وَأنّ اتّباعهَا يَحُدُّ من حريّة الفرد، وهذا الاعتِقاد خاطِئ جُملةً وَتفصيلاً، فالإتيكيت لا يدعو إلى قولَبةِ البشر بَل العكس، هو يَترُك حُريّةَ التّصَرّفِ لِلجميعِ شرطَ عدم تَخطّي حُريّةِ الآخرين.فنُّ الإتيكيت والبروتوكول منَ الفنونِ القديمةِ قِدَم الإنسان، والجَميل أنّهُ رُغم قِدَمِ هذا العِلم ولكِنّهُ في حالَةِ تَجدّدٍ مُستَمِر، ومواكبٌ لِتطورَات الأَزمِنة وَالأمكِنة، وَيعتقِدُ عُلماء الأنثروبولوجيا أنّ وِلادة الإتيكيت كانت مَعَ اكتشافِ الإنسان البدائِي للنار مُنذُ ملايينِ السّنين، هذا الاكتشاف أدّى إلى حُدوثِ تغيّراتٍ جذرية في حَياةِ البَشرِيّة وَساهَمَ في تَطورِ الإنسانِ وَحضارَتِه، وإحداثِ العديد منَ التّغييراتِ أمام البشَرِ بِشَتّى المجالاتِ المُختَلفة، ومنها اكتشافُ الإنسانِ لِإمكانِيّةِ طَهيِ طَعامِهِ، فبعدَ ما كان يتناوَلُ طَعامَه فَورَ اصطيادهِ أو قطفِه، اكتشَفَ أنّ بِإمكانِه أن يَطهِي طَعامَهُ باستخدامِ النّار، وأدرَكَ أنّ طَهيَ الطّعامِ بحاجة لِوقتٍ لِكيّ يَجهز، وعندها أَخَذَ ساعاتٍ مُحدّدَةً حَتّى يَطهي طَعامَهُ ووقتاً لِتناولِهِ، وانتَقلَ من تناولِ الطّعامِ بشكلٍ فَردِي إلى تناوُلِهِ مَع الجماعة، ومن هنا بدأت رحلة الإتيكيت، وهي القواعِدُ الأَوّلية الّتي حَدّدَها الإنسانُ الأوّل القديم لِمَن يَطهِي الطّعام وَمن يقدّمُهُ وَمن يَتناوَله أولاً قبلَ الآخرين، وبذلك بدَأنا نُعطِي التّقسيماتِ الاجتماعِيّة وَتقسيمَاتِ الإتيكيت.وفي البلادِ العَرَبية كان لِحُسنِ التّعامُلِ والسّلوك حصّة كبيرة مِن ميرَاثِنا الشعبي، فكانَ العربُ القُدماء سبّاقون بهذا العلم، غيرَ أنّ التبَلورَ الرسميّ لِعلمِ الإتيكيت والمراسم في بلادنا العربيّة، بدأَ معَ الدّولة الأمويّة، وِمِنَ المؤلّفات الّتي وَصلت لِعصرنا من العصرِ العباسي كتاب الجاحِظ الشّهير بِعنوان "التاج في أخلاق الملوك"، يتضمن هذا الكتاب عدّة فصول تتناول بِإسهاب الحديث عن الملوك من خلفاء أمويين وعباسيين وبماذا تميّز كلّ شخصٍ منهم من أخلاق وصفات، ويعلّمنا كيفية التصرف، وكيفية أداء التحية للملوك وكيفية الجلوس والحديث معهم وفي حضرتهم، وكيفية تناول الطعام معهم، وأيضاً آداب استقبال المبعوثين والرسل واستقبال الخلفاء لعامّة الناس في الأعياد، وَيُعدّ هذا الكِتاب تاريخاً دقيقاً لأخبار الدّولتين الأمويّة والعبّاسِية والإتيكيت.الإتيكيت مبني على التواضُع والاحترام بِعكس ما يعتقِد البعض، هو أساس فطريّ نقلنا إيّاه الأجداد، حيث أن أغلب الذي كانوا يفعلوه يندرج ضمن الإتيكيت أو حُسن التصرف، ولكنّ البعض لديه فكرة خاطئة عن هذا الأساس، فالبعض يعتقد أن التكّبر والتعالي إلزاميان لما يُسمّى ب "البريستيج"، لذلك أصبح البعض يعتبر أن كلَّ مُتعالي هو شخص يتّبع الإتيكيت مع أنّ العكس هو الصحيح، فالبساطة والتواضع شرطان أساسِيان من شروط الإتيكيت.التمسّك ببساطتنا سبيلٌ للنجاح وسطوع شخصيتنا وهذا بالأساس تخصص الإتيكيت، وهذا ما ورد في كتاب الله، فيقولُ الله جلّ شأنه:﴿ولا تُصَعّر خَدّكَ للناسِ ولا تمشِ في الأرض مرحاً إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلّ مُختالٍ فَخور(18) واقصِد في مَشيِكَ وَاغضُضْ مِن صَوتِك إنَّ أنكَرَ الأصواتِ لَصَوتُ الحَمير(19) ﴾ سورة لقمان. كانت هذه بعض نصائح لقمان لابنه، فإذا قام كل أب بتعليم أبنائه ذلك، أليس هذا هو أصول الاتيكيت؟ وأليس هذا هو ما يدعونا إليه الإسلام من تواضع في السلوك وخفض في الصوت، بما يحافظ على مظهرنا وعلى علاقتنا بغيرنا، فالإسلام دينُ الوسطِيّة بِلا تعالٍ وبِلا خضوع.المصدر : الجزيرة



اقرأ أيضاً
ظاهرة غريبة في أنتاركتيكا تحير العلماء!
أظهرت الصفيحة الجليدية في أنتاركتيكا (AIS) علامات نمو قياسية خلال الأعوام 2021-2023، بعد عقود من الذوبان المتسارع الذي كان يساهم بشكل كبير في ارتفاع منسوب البحار العالمية. وتم رصد هذا التحول المثير من خلال بيانات دقيقة جمعتها بعثتا GRACE وGRACE-FO الفضائيتان، اللتان تقومان بقياس التغيرات في مجال الجاذبية الأرضية لتتبع التقلبات في الكتلة الجليدية. وكشفت الدراسة عن تحسن ملحوظ في كتلة الجليد، حيث تحولت الصفيحة من خسارة سنوية بلغت 142 غيغاطن خلال العقد السابق (2011-2020)، إلى اكتساب كتلة جليدية بمعدل 108 غيغا طن سنويا في السنوات الثلاث الأخيرة. وهذا التحول كان أكثر وضوحا في شرق أنتاركتيكا (شرق القارة القطبية الجنوبية)، وخاصة في منطقة ويلكس لاند-كوين ماري لاند (WL-QML)، حيث شهدت الأحواض الجليدية الرئيسية الأربعة: توتن (Totten)، جامعة موسكو (Moscow University)، دينمان (Denman)، وخليج فينسين (Vincennes Bay)، انتعاشا ملموسا بعد سنوات من الخسائر الكبيرة. ويعزو العلماء هذه الظاهرة غير المتوقعة إلى زيادة غير مسبوقة في هطول الأمطار والثلوج في المنطقة، ما أدى إلى تراكم الثلوج بكميات تفوق معدلات الذوبان. وهذا النمو الجليدي كان كافيا لتعويض جزء من الخسائر المستمرة في غرب القارة القطبية الجنوبية، وساهم في تقليل الارتفاع العالمي لمستوى سطح البحر بنحو 0.3 ملم سنويا، وهو تأثير وإن كان صغيرا إلا أنه يحمل دلالة علمية مهمة. لكن العلماء يحذرون من أن هذه الظاهرة قد تكون مؤقتة ولا تعكس بالضرورة تحولا في الاتجاه طويل الأمد. فالصفيحة الجليدية القطبية الجنوبية، التي تحتوي على أكثر من نصف المياه العذبة في العالم، تظل أحد العوامل الرئيسية المقلقة في معادلة ارتفاع مستوى سطح البحر، إلى جانب ذوبان غرينلاند والتوسع الحراري للمحيطات. وهذا الاكتشاف يفتح الباب أمام أسئلة علمية جديدة حول ديناميكيات المناخ القطبي وتفاعلاته المعقدة، ويؤكد الحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم آليات هذه التغيرات وتأثيراتها المحتملة على النماذج المناخية الحالية. بينما يقدم بصيص أمل مؤقتا، يظل التحدي الأكبر هو تحديد ما إذا كان هذا الانتعاش الجليدي مجرد توقف مؤقت في مسار الذوبان المستمر، أم أنه يشير إلى تحول جذري في سلوك الصفيحة الجليدية الأكبر على كوكبنا.   نيويورك بوست
منوعات

جملة “سامة” واحدة قد تنهي علاقتك العاطفية إلى الأبد!
تظهر الدراسات النفسية الحديثة كيف يمكن لعبارة واحدة فقط أن تهدد استقرار العلاقات العاطفية. ومن خلال تحليل أنماط التواصل بين الأزواج، يكشف الخبراء أن بعض الكلمات، وإن بدت عابرة، قد تحمل أثرا نفسيا عميقا يُعجّل بانهيار العلاقة، خاصة حين تُستخدم أثناء الشجارات أو لحظات التوتر. وبهذا الصدد، حذّر عالم النفس الأمريكي الدكتور مارك ترافرز، من عبارة وصفها بأنها "الأكثر سمّية" على الإطلاق، قائلا إنها كفيلة بتدمير العلاقة إلى الأبد إن نُطقت، حتى لو عن غير قصد. وتقول العبارة: "لماذا لا يمكنك أن تكون أكثر شبها بـ[فلان]؟". وأوضح ترافرز، في مقال نشرته شبكة CNBC، أن هذه المقارنة، سواء كانت مع شريك سابق أو صديق أو أحد الوالدين أو حتى نسخة سابقة من الشريك نفسه، تحمل رسالة ضمنية خطيرة تقول: "أنت لا تكفي، وشخص آخر قد يكون أفضل منك". ويصف ترافرز هذا السلوك بـ"تأثير الموت بالمقارنة"، مشيرا إلى أنه يدمر الإحساس بالقيمة الذاتية ويفقد الطرف الآخر شعوره بالأمان العاطفي. وقال: "قد تبدو العبارة مجرد تنفيس لحظي عن الإحباط، لكن ضررها النفسي عميق. الشريك لا يشعر بعدها بأنه محبوب كما هو، بل يبدأ بالتشكيك في نفسه". وحذر من أن هذه المقارنة ليست إلا عرضا لخلل أعمق، غالبا ما يرتبط بغياب التواصل الصريح. وأضاف: "بدلا من التعبير المباشر عن الاحتياجات، يكبت بعض الأشخاص مشاعرهم حتى تنفجر في شكل انتقادات جارحة أو مقارنات قاسية". وأشار إلى أن العلاقات لا تنهار فجأة، بل "تتآكل تحت وطأة تراكم الأخطاء الصغيرة"، ومعظمها لفظي. ومن جهته، قدّم المعالج النفسي جيف غونتر، أربع عبارات اعتبرها مؤشرات حمراء على وجود خلل في العلاقة، وهي: "نحن مختلفان جدا"، "لا نتشاجر أبدا"، "تقدّمت العلاقة بسرعة"، "الكيمياء بيننا مذهلة". وأوضح أن التركيز على "الكيمياء" فقط، دون أسس من التفاهم والانسجام الواقعي، قد يشير إلى ضعف العلاقة من الداخل. كما أدرجت خبيرة العلاقات الجنسية، تريسي كوكس، عبارة "لماذا لا يمكنك أن تكون مثل..." ضمن قائمة بـ18 عبارة يجب تجنبها تماما داخل أي علاقة، لما لها من آثار مدمّرة على التواصل والتقدير المتبادل. المصدر: روسيا اليوم عن ديلي ميل
منوعات

إفلاس أكبر وأشهر شركة تخسيس في العالم!
أعلنت شركة "WW International" إيداعها طلبا للحماية من الإفلاس أمام المحكمة المختصة في ولاية ديلاوير الأمريكية، في خطوة تهدف إلى تخفيض ديونها البالغة نحو 1.6 مليار دولار. ويأتي ذلك وسط تراجع أعمال الشركة التقليدية بسبب انتشار أدوية علاج السمنة مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي". وجاء هذا الإعلان بعد تراجع حاد في أداء الشركة، التي كانت تعد أحد أبرز الأسماء في مجال برامج إنقاص الوزن، حيث انخفضت قيمتها السوقية بشكل كبير، وهوت أسهمها بنسبة 40% في التعاملات اللاحقة للإعلان عن خطة إعادة الهيكلة. وتأتي هذه الخطوة ضمن اتفاق مع مجموعة من الدائنين لتسوية ديون بقيمة 1.15 مليار دولار، بينما تتراوح أصول والتزامات الشركة بين مليار وعشرة مليارات دولار وفقا لوثائق المحكمة. وكانت "WeightWatchers" قد بدأت نشاطها في ستينيات القرن الماضي كمجموعة دعم أسبوعية لإنقاص الوزن، قبل أن تتحول إلى علامة تجارية عالمية يتبعها الملايين. إلا أن ظهور أدوية جديدة لعلاج السمنة، مثل "ويغوفي" من إنتاج "نوفو نورديسك" و"زيبباوند" من "إيلي ليلي"، قلّص الطلب على برامجها التقليدية، مما دفعها إلى التوسع في تقديم الخدمات الطبية عن بُعد عام 2023 في محاولة للتكيف مع التغيرات السوقية. ورغم هذه الجهود، سجلت الشركة خسائر فادحة بلغت 345.7 مليون دولار العام الماضي، كما تراجعت إيرادات الاشتراكات بنسبة 5.6% مقارنة بالعام السابق. يذكر أن الشركة غيرت اسمها إلى "WW International" عام 2018 في إطار تحولها نحو التركيز على الصحة العامة بدلا من الاقتصار على برامج إنقاص الوزن. منتجات Wegovy وOzempic وتجدر الإشارة إلى أن أسهم الشركة شهدت انهيارا بنسبة 60% منذ أن كشفت "وول ستريت جورنال" في أبريل الماضي نيتها التقدم بطلب الإفلاس، مما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها في ظل المنافسة الشرسة من شركات الأدوية التي تقدم حلولا طبية لعلاج السمنة.
منوعات

كلب يسرق الأضواء في حفل “ميت غالا”
ظهرت رائدة الأعمال الأمريكية من أصل هندي، منى باتيل، بإطلالة فريدة ومبتكرة أثارت إعجاب الحضور في حفل "ميت غالا" السنوي الذي يعقد في نيويورك. وحضرت باتيل مع "فيكتور"، كلبها الآلي المصمم بتقنيات متطورة، ما جعلها واحدة من أبرز الحضور في هذا الحدث المميز. وتم تصميم "فيكتور" في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهو كلب آلي من نوع "داشهند" مزود بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يتمتع بحركة مخصصة بفضل سلسلة مرصعة بالألماس عيار 1000 قيراط، ويملك أجهزة استشعار تمكنه من التحرك بطريقة ذكية وفريدة. أما بالنسبة لإطلالة باتيل، فقد اختارت بدلة فاخرة من تصميم المصمم الأمريكي توم براون، حيث أضافت إليها قبعة مبتكرة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ما جعلها تتألق بين الحضور. كما زُينت ملابسها بعمود فقري آلي في الخلف، وهو ما يعكس خلفيتها الهندسية. وفي تعليق لها لمجلة "هاربر بازار"، قالت باتيل: "لقد حالفني الحظ بالعمل مع مهندسين بارعين، ولا أستطيع مقاومة نقل هذا الجانب من حياتي إلى السجادة الحمراء". وأضافت أن "فيكتور" كان جزءا من تصميمها الشخصي الذي يعكس تخصصها في الهندسة والابتكار التكنولوجي. ولدت باتيل في فادودارا، غوجارات، وانتقلت إلى الولايات المتحدة في عام 2003، حيث أصبحت رائدة أعمال ومستثمرة. ودرست علوم الحاسوب في جامعة غوجارات، ثم أكملت دراستها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد وجامعة فلوريدا. وتعد باتيل مؤسسة شركة radXai، وهي شركة ناشئة تهدف إلى تحسين التصوير الطبي باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما أنها مؤسسة "Couture For Cause"، وهي منظمة غير ربحية تسعى لإحداث تغيير إيجابي في العالم من خلال الموضة. وشهد حفل "ميت غالا"، الذي يعد حدثا اجتماعيا مهما لجمع التبرعات، حضور العديد من الشخصيات الشهيرة، مثل ريهانا ومادونا ونيكول كيدمان وديانا روس ومايلي سايرس وديمي مور وكيم كارداشيان. كما ظهر العديد من الضيوف بتصاميم غريبة وأزياء مبتكرة، ما أضاف سحرا خاصا لهذا الحدث السنوي الذي يضم نخبة من النجوم والمبدعين. تجدر الإشارة إلى العديد من الإطلالات الغريبة والمميزة التي شهدها حفل "ميت غالا" على مر السنين، ففي عام 2021، وصل المغني فرانك أوشن إلى الحفل وهو يحمل طفلا آليا أخضر ذو تعبيرات بشرية، بينما حمل جاريد ليتو نسخة طبق الأصل من رأسه في حفل 2019.
منوعات

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 12 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة