مجتمع

الأمن الوطني شأن عام، وأمن مراكش يهم الرأي العام المراكشي


كشـ24 نشر في: 16 مارس 2014

الأمن الوطني شأن عام، وأمن مراكش يهم الرأي العام المراكشي
لم تكن لدي رغبة في أن أخوض مع الخائضين في ما يعتمل داخل الجسم الأمني بالمدينة الحمراء هذه الأيام، ولم يكن ذلك ضمن همي أو اهتمامي، اللهم ما كان من أمر الأخبار التي تتقاطع مع هذا الجهاز الأمني أو ذاك، باعتبارها أخبار تهم الرأي العام الوطني والمحلي، وأيضا لأنها تعد جزءا من عملي اليومي كفرد من أفراد قبيلة الصحافيين.
 
ولعل ما تم تداوله خلال الـ48 ساعة الأخيرة، والإشارات التي وصلتني من هذا الجانب أو ذاك، واتهام بعض الأقلام بـ"العمالة" لأرباب أ وكار الفساد (الشيشا وغيرها)، هو ما استفزني ودفعني دفعا إلى توضيح بعض الأمور في ما يجري ويدور.
 
لا بد من الإشارة أولا، إلى أن "الحرب" التي شنتها مصالح الأمن بمدينة مراكش، منذ شهر يوليوز من سنة 2013، على أهم المواخير و أوكار القمار والفساد والدعارة، واكبتها الصحافة الوطنية والمحلية من باب الإخبار أولا، وثانيا من باب الاستحسان، بالنظر إلى أن تلك الأوكار، أصبحت في نظر المراكشيين منيعة ومحصنة، بعدما استقوى أربابها، وتمكنوا عبر السنين والأعوام، من "كسر شوكة" جميع آلات الرقابة والمراقبة والردع، وأصبحوا هم أصحاب الكلمة الفصل في المدينة، وبعضها لازال إلى يوم الناس هذا، بعيدا عن كل مراقبة أو ردع.
 
وهنا لا بد من طرح الأسئلة التالية : ألم تكن الصحافة الوطنية والمحلية حينها، إلى جانب المصالح الأمنية، عبر المواكبة ونقل تفاصيل عمليات المداهمة والتأديب؟، ألم تكن رموز الفساد من أرباب أوكار الفساد تلك، تشن حملة مسعورة على الأجهزة الأمنية وفي مقدمتها، محمد الدخيسي والي أمن مراكش (المعين حديثا حينها)؟، هل كانت الصحافة الوطنية لحظتها إلى جانب الأجهزة الأمنية أم إلى جانب "أجهزة" أوكار الفساد ورموزه؟، ما الذي تغير اليوم حتى أصبحنا نتهم بـ"العمالة" لأرباب أوكار الفساد؟.
 
لا نريد تقديم أي درس في الوطنية لأحد، ولكن بالمقابل نريد أن نهمس في آذان بعض من رمونا بـ"العمالة" لأرباب أوكار الفساد بمدينة الرجال السبعة، أن الوطن.. ورموز هذا الوطن.. وحب هذا الوطن.. والإخلاص لهذا الوطن.. محفور في قلوبنا ووجداننا، وهو أكبر وأقدس من أن يمسه بسوء الصناديد من أعداء الوطن، فما بالكم بـ "أوساخ" ما بعد منتصف ليل المدينة، وأكوام قذارة  المدينة.
 
إن لمفهوم الأمن معان كثيرة، أقربها وأبسطها،  أن الأمن نقيض الخوف.. والأمن هنا هو طمأنينة الناس وسكينتهم. والأمن يعني كذلك، سلامة الناس في أبدانهم وفي ممتلكاتهم. والأجهزة الأمنية  مسؤولة عن حفظ الأمن وإشاعة السكينة والطمأنينة بين الناس.. والأمن في عمقه يعني غياب التهديدات ضد القيم الوطنية، أو القيم المركزية للأمة. ويعني أيضا، غياب وانتفاء التهديدات الخارجية ضد هذه القيم. ولن نسترسل في الحديث عن أنواع الأمن : الغذائي والروحي وغيره.
 
قبل بضعة أيام خلت، قال الملك محمد السادس في كلمة موجهة إلى المشاركين في الدورة الـ31 لمجلس وزراء الداخلية العرب بمراكش:" إن السياسات الأمنية الناجحة، رهينة بمساهمة المواطن، وشعوره بدوره البناء في استتباب الأمن والطمأنينة.. ومن هذا المنطلق، فإن مفهوم الأمن الحقيقي، لا يقتصر فقط على معناه الضيق، بل إنه يقوم بالأساس على جعل المواطن في صلب السياسات العمومية، وذلك في إطار شراكة مجتمعية ناجعة وفاعلة، قوامها التكامل بين الدولة والمواطن، والاندماج الإيجابي بين متطلبات الأمن، ومستلزمات التنمية، وصيانة حقوق الإنسان".
 
وقال العاهل المغربي بنفس المناسبة:"..وانطلاقا من الدور الحاسم الذي يقوم به المواطن، كشريك أساسي في ضمان الأمن والاستقرار، وفي العمل التنموي على حد سواء، وكعنصر مركزي في المساهمة في خلق المناخ الاجتماعي السليم، المتشبع بالديمقراطية، وثقافة حقوق الإنسان، فقد عملنا على التأسيس لمفهوم جديد للسلطة، يرتكز على حفظ وتوسيع فضاءات الحريات، وصيانة كرامة وحقوق المواطنين، في إطار دولة الحق والقانون، وترسيخ ديمقراطية القرب، والمنهجية التشاركية في  تدبير الشأن العام".
 
أوليس الشأن الأمني شأنا عاما؟ أليس المواطن جزء من المسألة الأمنية؟، ا ليس نجاح السياسيات الأمنية رهينا بمساهمة المواطن في استتباب الأمن؟، لعل في كلام ملك البلاد دروس لرجال الأمن ولمواطني هذا الوطن، أعمق من مفهوم الأمن الضيق في أذهاننا، المبني على الخوف، والخوف ضد نقيض الأمن.
 
 
 
 
إن الجهاز أو الأجهزة الأمنية الموكول لها أمر الأمن، بالمعاني التي سلف ذكرها، إن هي توقفت أو ضعفت أو  عجزت  عن القيام بدورها، تصبح الدولة أو الأمة ضعيفة وعاجزة.. وقبل هذا وذلك، تصبح الأجهزة الأمنية صغيرة في نظر المواطنين، وتصبح الدولة بذلك صغيرة وضعيفة في نظر المجتمع. وعليه فإن قوة الجهاز الأمني من قوة الدولة، وضعفه من ضعفها، وبالتالي فإن من يحاول إضعاف هذا الجهاز هو إنما يعمل من أجل إضعاف الدولة، ومتى كان هذا مسعى الوطنيين، ومبتغى من يحب ويقدس الوطن؟.
 
إن العاملين في الجسم الأمني بمراكش، ليسوا أناسا استثنائيين، هم مواطنون أنجبتهم هذه الأرض المغربية ، ولا شك في أن أغلبهم منخرطون بشكل يومي، و بكل وطنية وتفان، في استتباب الأمن والطمأنينة والسكينة، ولكنهم يصيبون و يخطئون مثل باقي عباد الله من المغاربة.
 
لقد توصل، حسب علمي، جميع العاملين في الصحافة هنا بمراكش، بشكايات من جمعيات مهنية وحقوقية، تتهم بعض العاملين في الجسم الأمني بالشطط في استعمال السلطة، و بعدم القيام بواجبهم كما يفرض عليهم القانون وكما يملي عليهم ضميرهم المهني، ولأن الجهاز الأمني هو شأن عام، ولأن الجسم الأمني بمراكش يهم الرأي العام المراكشي، فإن الصحافة، من واجبها أن تخبر الرأي العام بما يجري، غير أنها لم تجد التجاوب المطلوب من الجسم الأمني بهذه المدينة.
 
إن من حق المراكشيين، ومن حق الصحافة، أن تعرف حقيقة هذه الشكايات ومآلها، وما إذا تم فتح تحقيقات داخلية في شأنها، ومعرفة نتائجها. ومن واجب المسؤولين الأمنيين في المدينة أن يخبروا الرأي المحلي بنتائج تلك الأبحاث والتحريات. كما من واجب المؤسولين أن يحيلوا تلك الشكايات على الجهات القضائية المختصة، وتتم معاقبة المتورطين من رجال الأمن، فهم ليسوا "قديسين" بل بشر يصيبون ويخطئون، أو معاقبة أصحاب الشكايات إن هم كانوا مجرد أدوات استعملتها "جهات" من اجل الإساءة لبعض رجال الأمن، وبالتالي الإساءة للأجهزة الأمنية كلها، بل الإساءة إلى كافة المراكشيين، باعتبار أن الشأن الأمني المحلي يهم ساكنة المدينة، ويهم الصحافة المحلية.
 
قبل بضعة أيام، اتصلت بمسؤول بولاية أمن مراكش، كعادتي، للاستفسار حول مآل الشكاية التي تقدم بها تجار شارع الأمير مولاي رشيد ضد مسؤولين أمنيين بالمدينة، ونفى نفيا قاطعا ما ورد فيها من اتهامات، مؤكدا أن التاجر المعني بسرقة محله التجاري توصل بهواتفه النقالة كاملة غير منقوصة، وأن بحثا داخليا يجري في شأن هذه الشكاية.
 
هذا الاتصال الهاتفي، كان مناسبة للحديث عن بعض "التجاذبات" داخل الجسم الأمني، والذي أعرفه وأعرف تفاصيله، وقد أفهمت محدثي أنني غير معني وغير مهتم بتفاصيله، ولكن وقع بين يدي شريط يشي بأن تحت الأكمة ما تحتها. ولأن المسؤول الأمني الذي كنت أتحدث إليه يعرفني عز المعرفة، ويعرف مواقفي وتوجهاتي، فقد قلت له بالحرف:" تعرف جيدا أنه لا يمكن لأي كان أن يستعملني مهما كان و تحت أي ظرف كان، ولكن مستعد لأن يتم استعمالي من قبل أي مغربي مهما كان موقعه، إن كان الأمر يتعلق بنشر خبر يهم الوطن، ضد أعداء الوطن، حتى ولو كان الخبر غير صحيح"، فرد علي المسؤول:" نعم أعرف ذلك.
 
لا تحملونا وزر أخطائكم وزلاتكم، وتبحثوا عن قميص يوسف فينا أو بيننا.. اخرجوا للناس وأخبروهم بحقيقة الأمور، فمن حق الناس عليكم أن تطمئنوهم، ومن واجبكم أن تعيدوا للناس سكينهم.
 
قد نخطئ مثلكم، فلسنا معصومين من الخطأ.. قد نزيغ عن جادة الصواب في زحمة البحث عن تسجيل سبق صحفي.. لكن، لا ترموننا بـ"العمالة" لأكوام قمامة الليل وقذارة المدينة، فنحن أشرف وأطهر من أطهر قميص فوق أجسادهم العفنة.. وإن فعلتم وتماديتم، فأنتم بذلك إنما تطعنوننا في وطنيتا.. ونحن مستدعون للدفاع عنها حتى آخر الرمق، ومستدعون لتحمل تبعاتها.
 

الأمن الوطني شأن عام، وأمن مراكش يهم الرأي العام المراكشي
لم تكن لدي رغبة في أن أخوض مع الخائضين في ما يعتمل داخل الجسم الأمني بالمدينة الحمراء هذه الأيام، ولم يكن ذلك ضمن همي أو اهتمامي، اللهم ما كان من أمر الأخبار التي تتقاطع مع هذا الجهاز الأمني أو ذاك، باعتبارها أخبار تهم الرأي العام الوطني والمحلي، وأيضا لأنها تعد جزءا من عملي اليومي كفرد من أفراد قبيلة الصحافيين.
 
ولعل ما تم تداوله خلال الـ48 ساعة الأخيرة، والإشارات التي وصلتني من هذا الجانب أو ذاك، واتهام بعض الأقلام بـ"العمالة" لأرباب أ وكار الفساد (الشيشا وغيرها)، هو ما استفزني ودفعني دفعا إلى توضيح بعض الأمور في ما يجري ويدور.
 
لا بد من الإشارة أولا، إلى أن "الحرب" التي شنتها مصالح الأمن بمدينة مراكش، منذ شهر يوليوز من سنة 2013، على أهم المواخير و أوكار القمار والفساد والدعارة، واكبتها الصحافة الوطنية والمحلية من باب الإخبار أولا، وثانيا من باب الاستحسان، بالنظر إلى أن تلك الأوكار، أصبحت في نظر المراكشيين منيعة ومحصنة، بعدما استقوى أربابها، وتمكنوا عبر السنين والأعوام، من "كسر شوكة" جميع آلات الرقابة والمراقبة والردع، وأصبحوا هم أصحاب الكلمة الفصل في المدينة، وبعضها لازال إلى يوم الناس هذا، بعيدا عن كل مراقبة أو ردع.
 
وهنا لا بد من طرح الأسئلة التالية : ألم تكن الصحافة الوطنية والمحلية حينها، إلى جانب المصالح الأمنية، عبر المواكبة ونقل تفاصيل عمليات المداهمة والتأديب؟، ألم تكن رموز الفساد من أرباب أوكار الفساد تلك، تشن حملة مسعورة على الأجهزة الأمنية وفي مقدمتها، محمد الدخيسي والي أمن مراكش (المعين حديثا حينها)؟، هل كانت الصحافة الوطنية لحظتها إلى جانب الأجهزة الأمنية أم إلى جانب "أجهزة" أوكار الفساد ورموزه؟، ما الذي تغير اليوم حتى أصبحنا نتهم بـ"العمالة" لأرباب أوكار الفساد؟.
 
لا نريد تقديم أي درس في الوطنية لأحد، ولكن بالمقابل نريد أن نهمس في آذان بعض من رمونا بـ"العمالة" لأرباب أوكار الفساد بمدينة الرجال السبعة، أن الوطن.. ورموز هذا الوطن.. وحب هذا الوطن.. والإخلاص لهذا الوطن.. محفور في قلوبنا ووجداننا، وهو أكبر وأقدس من أن يمسه بسوء الصناديد من أعداء الوطن، فما بالكم بـ "أوساخ" ما بعد منتصف ليل المدينة، وأكوام قذارة  المدينة.
 
إن لمفهوم الأمن معان كثيرة، أقربها وأبسطها،  أن الأمن نقيض الخوف.. والأمن هنا هو طمأنينة الناس وسكينتهم. والأمن يعني كذلك، سلامة الناس في أبدانهم وفي ممتلكاتهم. والأجهزة الأمنية  مسؤولة عن حفظ الأمن وإشاعة السكينة والطمأنينة بين الناس.. والأمن في عمقه يعني غياب التهديدات ضد القيم الوطنية، أو القيم المركزية للأمة. ويعني أيضا، غياب وانتفاء التهديدات الخارجية ضد هذه القيم. ولن نسترسل في الحديث عن أنواع الأمن : الغذائي والروحي وغيره.
 
قبل بضعة أيام خلت، قال الملك محمد السادس في كلمة موجهة إلى المشاركين في الدورة الـ31 لمجلس وزراء الداخلية العرب بمراكش:" إن السياسات الأمنية الناجحة، رهينة بمساهمة المواطن، وشعوره بدوره البناء في استتباب الأمن والطمأنينة.. ومن هذا المنطلق، فإن مفهوم الأمن الحقيقي، لا يقتصر فقط على معناه الضيق، بل إنه يقوم بالأساس على جعل المواطن في صلب السياسات العمومية، وذلك في إطار شراكة مجتمعية ناجعة وفاعلة، قوامها التكامل بين الدولة والمواطن، والاندماج الإيجابي بين متطلبات الأمن، ومستلزمات التنمية، وصيانة حقوق الإنسان".
 
وقال العاهل المغربي بنفس المناسبة:"..وانطلاقا من الدور الحاسم الذي يقوم به المواطن، كشريك أساسي في ضمان الأمن والاستقرار، وفي العمل التنموي على حد سواء، وكعنصر مركزي في المساهمة في خلق المناخ الاجتماعي السليم، المتشبع بالديمقراطية، وثقافة حقوق الإنسان، فقد عملنا على التأسيس لمفهوم جديد للسلطة، يرتكز على حفظ وتوسيع فضاءات الحريات، وصيانة كرامة وحقوق المواطنين، في إطار دولة الحق والقانون، وترسيخ ديمقراطية القرب، والمنهجية التشاركية في  تدبير الشأن العام".
 
أوليس الشأن الأمني شأنا عاما؟ أليس المواطن جزء من المسألة الأمنية؟، ا ليس نجاح السياسيات الأمنية رهينا بمساهمة المواطن في استتباب الأمن؟، لعل في كلام ملك البلاد دروس لرجال الأمن ولمواطني هذا الوطن، أعمق من مفهوم الأمن الضيق في أذهاننا، المبني على الخوف، والخوف ضد نقيض الأمن.
 
 
 
 
إن الجهاز أو الأجهزة الأمنية الموكول لها أمر الأمن، بالمعاني التي سلف ذكرها، إن هي توقفت أو ضعفت أو  عجزت  عن القيام بدورها، تصبح الدولة أو الأمة ضعيفة وعاجزة.. وقبل هذا وذلك، تصبح الأجهزة الأمنية صغيرة في نظر المواطنين، وتصبح الدولة بذلك صغيرة وضعيفة في نظر المجتمع. وعليه فإن قوة الجهاز الأمني من قوة الدولة، وضعفه من ضعفها، وبالتالي فإن من يحاول إضعاف هذا الجهاز هو إنما يعمل من أجل إضعاف الدولة، ومتى كان هذا مسعى الوطنيين، ومبتغى من يحب ويقدس الوطن؟.
 
إن العاملين في الجسم الأمني بمراكش، ليسوا أناسا استثنائيين، هم مواطنون أنجبتهم هذه الأرض المغربية ، ولا شك في أن أغلبهم منخرطون بشكل يومي، و بكل وطنية وتفان، في استتباب الأمن والطمأنينة والسكينة، ولكنهم يصيبون و يخطئون مثل باقي عباد الله من المغاربة.
 
لقد توصل، حسب علمي، جميع العاملين في الصحافة هنا بمراكش، بشكايات من جمعيات مهنية وحقوقية، تتهم بعض العاملين في الجسم الأمني بالشطط في استعمال السلطة، و بعدم القيام بواجبهم كما يفرض عليهم القانون وكما يملي عليهم ضميرهم المهني، ولأن الجهاز الأمني هو شأن عام، ولأن الجسم الأمني بمراكش يهم الرأي العام المراكشي، فإن الصحافة، من واجبها أن تخبر الرأي العام بما يجري، غير أنها لم تجد التجاوب المطلوب من الجسم الأمني بهذه المدينة.
 
إن من حق المراكشيين، ومن حق الصحافة، أن تعرف حقيقة هذه الشكايات ومآلها، وما إذا تم فتح تحقيقات داخلية في شأنها، ومعرفة نتائجها. ومن واجب المسؤولين الأمنيين في المدينة أن يخبروا الرأي المحلي بنتائج تلك الأبحاث والتحريات. كما من واجب المؤسولين أن يحيلوا تلك الشكايات على الجهات القضائية المختصة، وتتم معاقبة المتورطين من رجال الأمن، فهم ليسوا "قديسين" بل بشر يصيبون ويخطئون، أو معاقبة أصحاب الشكايات إن هم كانوا مجرد أدوات استعملتها "جهات" من اجل الإساءة لبعض رجال الأمن، وبالتالي الإساءة للأجهزة الأمنية كلها، بل الإساءة إلى كافة المراكشيين، باعتبار أن الشأن الأمني المحلي يهم ساكنة المدينة، ويهم الصحافة المحلية.
 
قبل بضعة أيام، اتصلت بمسؤول بولاية أمن مراكش، كعادتي، للاستفسار حول مآل الشكاية التي تقدم بها تجار شارع الأمير مولاي رشيد ضد مسؤولين أمنيين بالمدينة، ونفى نفيا قاطعا ما ورد فيها من اتهامات، مؤكدا أن التاجر المعني بسرقة محله التجاري توصل بهواتفه النقالة كاملة غير منقوصة، وأن بحثا داخليا يجري في شأن هذه الشكاية.
 
هذا الاتصال الهاتفي، كان مناسبة للحديث عن بعض "التجاذبات" داخل الجسم الأمني، والذي أعرفه وأعرف تفاصيله، وقد أفهمت محدثي أنني غير معني وغير مهتم بتفاصيله، ولكن وقع بين يدي شريط يشي بأن تحت الأكمة ما تحتها. ولأن المسؤول الأمني الذي كنت أتحدث إليه يعرفني عز المعرفة، ويعرف مواقفي وتوجهاتي، فقد قلت له بالحرف:" تعرف جيدا أنه لا يمكن لأي كان أن يستعملني مهما كان و تحت أي ظرف كان، ولكن مستعد لأن يتم استعمالي من قبل أي مغربي مهما كان موقعه، إن كان الأمر يتعلق بنشر خبر يهم الوطن، ضد أعداء الوطن، حتى ولو كان الخبر غير صحيح"، فرد علي المسؤول:" نعم أعرف ذلك.
 
لا تحملونا وزر أخطائكم وزلاتكم، وتبحثوا عن قميص يوسف فينا أو بيننا.. اخرجوا للناس وأخبروهم بحقيقة الأمور، فمن حق الناس عليكم أن تطمئنوهم، ومن واجبكم أن تعيدوا للناس سكينهم.
 
قد نخطئ مثلكم، فلسنا معصومين من الخطأ.. قد نزيغ عن جادة الصواب في زحمة البحث عن تسجيل سبق صحفي.. لكن، لا ترموننا بـ"العمالة" لأكوام قمامة الليل وقذارة المدينة، فنحن أشرف وأطهر من أطهر قميص فوق أجسادهم العفنة.. وإن فعلتم وتماديتم، فأنتم بذلك إنما تطعنوننا في وطنيتا.. ونحن مستدعون للدفاع عنها حتى آخر الرمق، ومستدعون لتحمل تبعاتها.
 


ملصقات


اقرأ أيضاً
شتور لـكشـ24: مأكولات الشارع العشوائية قنابل موقوتة تهدد صحة المغاربة
مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، ترتفع المخاطر الصحية المرتبطة بالإقبال المتزايد على استهلاك المأكولات الخفيفة المعروضة في الشارع، وعلى الشواطئ، وفي الأسواق العشوائية، والتي تقدم في ظروف تفتقر إلى أدنى معايير السلامة الغذائية.وفي هذا السياق أوضح علي شتور رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، في تصريحه لموقع كشـ24، أن هذه المأكولات، ورغم كونها جذابة وسريعة وأحيانا زهيدة الثمن، فإنها تشكل تهديدا حقيقيا لصحة المستهلك، خاصة في ظل غياب شروط النظافة، وعدم توفر وسائل التبريد، وتعريضها لأشعة الشمس والغبار،ولفت إلى أن فئات مثل الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للتسممات الغذائية الناتجة عن استهلاك هذه الأطعمة غير المراقبة.ودعا شتور السلطات المختصة إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة لمواجهة هذه الظاهرة، مشددا على أن الحملات الموسمية والمحدودة لم تعد كافية، وأن الأمر يتطلب مراقبة مستمرة ومبنية على مقاربة استباقية تضع صحة المواطن فوق كل اعتبار، مع التصدي الحازم لكل من يسعى لتحقيق الربح السريع على حساب السلامة الغذائية للمواطنين.كما أبرز المتحدث ذاته، أن للمستهلك أيضا دور محوري في الحماية من مخاطر التسمم، من خلال تجنب شراء الطعام من الباعة غير المرخصين، والامتناع عن اقتناء المأكولات المعروضة في ظروف مشبوهة، أو تلك المكشوفة والمواجهة لأشعة الشمس، مع أهمية التبليغ عن أي تجاوزات تلاحظ في هذا الشأن.وختم شتور تصريحه بالتنبيه إلى أن فصل الصيف، ورغم كونه فصل الراحة والسفر والاستجمام، قد يتحول إلى معاناة صحية حقيقية إذا لم نرسخ ثقافة استهلاكية واعية ومسؤولة، فسلامة غذائنا، كما شدد، تظل مسؤولية مشتركة بين الجهات الرقابية والمواطنين، ما يستوجب منا جميعا الحذر من الوجبات العشوائية، واختيار ما هو آمن ونظيف فقط.
مجتمع

احتجاجات ضد قرار ترحيل جماعي تهز منتجع مولاي يعقوب والسلطات تواجه الوضع بـ”التجاهل”
درجة حرارة مرتفعة اليوم بمولاي يعقوب، لكنها لم تمنع الساكنة المعنية بملف الترحيل في المنتجع من تنظيم مسيرة ثانية مشيا على الأقدام في اتجاه مقر العمالة الذي يوجد في قلب مدينة فاس، للتعبير عن الرفض القاطع للقرار، والمطالبة بإعادة الإسكان في عين المكان. المحتجون الذين قطعوا ما يقرب من 21 كليومترا مشيا على الأقدام، رفعوا شعارات مناوئة للقرار الذي اعتبروا بأنه اتخذ من قبل السلطات الإقليمية دون أن يتم إشراكهم، بل لم يتم إشراك المجلس الجماعي للمنتجع والذي أبدى رفضه بدوره للقرار في دورة استثنائية عقدها نهاية شهر ماي الماضي بطلب من عامل الإقليم. وأدى هذا الرفض إلى توتر في العلاقات بين الطرفين، حيث انتقد المجلس غياب المقاربة التشاركية، في حين ذهبت السلطات إلى أن بعض الأطراف في المجلس قررت استغلاله انتخابيا. ويتعلق الأمر بحوالي 224 أسرة في المنتجع صنفت منازلها على أنها مهددة بالانهيار في أي لحظة، وطلب منهم إفراغها. واقترحت السلطات إعادة إسكانهم في منطقة الزليليك بعين الشقف والتي تبعد عن المنتجع بحوالي 30 كيلومترا. واعتبر المتضررون بأن الحل غير عملي لأن لهم ارتباط بأنشطة مهنية في قلب المنتجع، وبأن إبعادهم عنه يعني إدخالهم في دوامة معاناة لا تنتهي. ورغم الاحتجاجات الصاخبة التي أحدثها الملف، فإن السلطات واجهت الأمر بـ"التجاهل"، حيث استغرب المتضررون رفض عمالة الإقليم فتح قنوات حوار من شأنها أن تؤدي إلى حلول مرضية تنهي خطر الانهيارات المحذقة، وتعيد إسكانهم في المنطقة ذاتها. 
مجتمع

انتشار محتويات خادشة للحياء على منصات التواصل يسائل الوزير بنسعيد
وجه النائب البرلماني عبد القادر الطاهر، سؤالًا كتابيًا إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، بخصوص استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتويات رقمية خادشة للحياء وتشهيرية. وأوضح النائب البرلماني أن هذه الظاهرة أصبحت تُهدد الأفراد وتهدد الأمن الرقمي، في ظل غياب ضوابط فعالة تحد من الاستعمالات غير السليمة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مبرزا أن الشركات الرقمية الكبرى تتحمل جزءًا من المسؤولية لعدم تفعيلها آليات رقابة صارمة على محتويات منصاتها. ودعا المتحدث الوزارة الوصية إلى الكشف عن الإجراءات المتخذة من قبل المصالح المختصة، قصد التصدي لهذا النوع من التوظيفات الضارة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مطالبًا بتدخل حكومي يواكب هذه التطورات التكنولوجية المتسارعة، لحماية المواطنين والحفاظ على القيم الأخلاقية في الفضاء الرقمي.
مجتمع

خروقات في تدبير الماء.. وكالة الحوض المائي لتانسيفت ترصد 88 مخالفة خلال 2023
قدّمت وكالة الحوض المائي لتانسيفت تقريراً مفصلاً عن حصيلة تدخلاتها خلال سنة 2023، شمل الشكايات، والتعرضات، والمخالفات المسجلة في هذا المجال. وبحسب المعطيات التي تضمنها التقرير، توصلت الوكالة خلال سنة 2023 بـ83 شكاية، توزعت بين شكايات مرتبطة بالتعرض على حفر آبار بدون ترخيص (64%)، وشكايات تتعلق بحالات الترامي على الملك العام المائي (36%). وتم التعامل مع هذه القضايا في إطار لجان إقليمية مختصة تضم مختلف المتدخلين. وعلى مستوى المخالفات، تم تسجيل 88 مخالفة، شكلت منها مخالفات الحفر غير المرخص 91% من مجموع الحالات، فيما توزعت النسب المتبقية على مخالفات تتعلق باستخراج مواد البناء بدون ترخيص (5%)، وجلب الماء بدون ترخيص (2%)، وصب المياه المستعملة أو استعمالها بدون ترخيص (2%). وفي ما يخص متابعة هذه الملفات، تمكنت الوكالة من تنفيذ 45 حالة تسوية بناءً على أحكام قضائية نهائية، ما أسفر عن تحصيل ما مجموعه 1.59 مليون درهم كغرامات خلال السنة ذاتها، وفق ما أوردته منصة "الما ديالنا" التابعة لوزارة التجهيز والماء.  
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 17 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة