مجتمع

الأطفال ذوو الإعاقة.. دعوات لتحسيس المتمدرسين بتقبل أقرانهم “المختلفين”


كشـ24 - وكالات نشر في: 9 سبتمبر 2019

يشكل الدخول المدرسي محطة سنوية استثنائية في حياة التلميذ باعتبارها بداية جولة جديدة في معركة ربح رهانات التحصيل العلمي وبناء الشخصية وتحقيق الذات في "بيته الثاني". وحين يتعلق الأمر بالتلاميذ "المختلفين" بسبب إصابتهم بتشوهات خلقية أو كونهم ذوي احتياجات خاصة، فإن بداية عام دراسي جديد تطرح رهانا آخر قويا عليهم وعلى أسرهم هو رهان تجنب سخرية ومضايقات الأقران وتقبلهم لهذا الاختلاف.وأمام المشاكل الجمة التي يتسبب فيها هذا النوع من السخرية والنبذ لهذه الفئة من التلاميذ، إن على المستوى النفسي أو على مستوى التحصيل الدراسي والاندماج في المجتمع، تتجدد الدعوات خلال الأيام القليلة التي تسبق الدخول المدرسي إلى تحسيس المتمدرسين بأهمية تقبل أقرانهم "المختلفين"، وتجنب السلوكات التي من شأنها إيذاؤهم.واحدة من هذه الدعوات كانت عبارة عن رسالة نشرتها السيدة فاطمة، وهي أم لطفل مصاب بطيف التوحد، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، تعكس، من بين أمور أخرى، حرص أسر الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أو التشوهات الخلقية على توفير مناخ تعليمي سليم يمكنهم من صقل شخصياتهم وتجنب تأثير ما يسمى بالتنمر من طرف زملائهم على نفسياتهم.تقول الرسالة التي يبدو أنها تجوب موقع فيسبوك على نطاق الواسع هذه الأيام، إنه "مع العودة إلى المدرسة، سيكون من المفيد التذكير بأنه من الواجب علينا، قطعا، أن نعلم أبناءنا كيف يكونون لطفاء مع جميع زملائهم في الفصل عبر تقبلهم كما هم. فالأطفال الذين (لا يشبهوننا) بسبب تشوه خلقي أو احتياجات خاصة ليسوا عجيبين أو غرباء. إنهم لا يريدون إلا ما يريده الجميع.. أن يتم تقبلهم".هذه الرسالة القصيرة في مبناها والبليغة في معناها، جاءت مدبجة بطلب لمن يقرؤها مفاده "هل أنت مستعد لنسخ ولصق هذه الرسالة على صفحتك لمساندة أطفال متفردين لكنهم ليسوا مختلفين؟"، في دعوة مباشرة لإشاعتها وتحفيز الناس على تطبيق محتواها، ولاسيما في صفوف آباء وأولياء التلاميذ، وذلك من أجل تجنب المضايقات التي يتعرض لها الأطفال ذوو الإعاقات في الوسط المدرسي.- مضايقات متنوعة -وحسب رئيسة تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد، السيدة سمية العمراني، فإن هذه المضايقات تتخذ أشكالا متنوعة، حيث تشمل السب، والاستهزاء، وتلفيق التهم، والضرب، وهي مضايقات "لها نفس الأثر السيء على جميع الأطفال بغض النظر عن أوضاعهم وإعاقاتهم، لكن وقعها يكون مضاعفا على أبنائنا من ذوي الإعاقات نظرا للحمولة الإضافية التي تكون لديها وهي حمولة التمييز على أساس الإعاقة".تستعرض العمراني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، نماذج من المعاناة الناتجة عن هذا النوع من المضايقات، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن "الكثير من أطفال التوحد مثلا يفتقدون لمهارة التبليغ عن الأذى بفعل طبيعة إعاقتهم، وتعرضهم المستمر للأذى يؤدي بهم في بعض الأحيان إلى ردود فعل عنيفة لا يفهم أصلها الكبار فيتم اتهامهم بالعدوانية وتعريضهم للمساءلة الزجرية وربما الطرد من المؤسسات التعليمية بدعوى عدم قابليتهم للدمج التعليمي".تجل آخر للمعاناة التي يواجهها التلاميذ ذوو الإعاقة في الوسط المدرسي يتمثل في رفض العديد من اليافعين ذوي التوحد في المستوى الثانوي الإعدادي، الاستمرار في ارتياد المؤسسات التعليمية "حيث يتكشف مع البحث والتدقيق، أنهم لا يتعرضون للمضايقات من طرف التلاميذ فقط بل حتى من بعض أعضاء الأطقم التعليمية".وتعزو العمراني المسؤولية عن هذا الأمر إلى كون "التلاميذ من غير ذوي الإعاقات تتأثر سلوكياتهم ومواقفهم بما يرونه ويعايشونه داخل بيئاتهم التعليمية والأسرية والمجتمعية"، ولذلك "فالتربية على احترام الاختلاف وعلى تقبل أن يكون الآخر متميزا، وأن هذا التنوع لا يمنع من والتعاون التضامن والعيش المشترك، هي الوقاية الأساسية والأولوية التي تمنع من بروز هذه المضايقات".- مطلب حقوقي -وفي واقع الأمر، فإن الدعوات إلى تحسيس التلاميذ باحترام وتقبل ذوي الاحتياجات الخاصة، أو التشوهات الخلقية، أو ما تطلق عليه السيدة العمراني "الإعاقة الجمالية"، تجد مسوغها وطابعها الملح من كونها تمس بحقوق أصيلة من حقوق الإنسان.فحسب العمراني، فإن "أبناءنا من ذوي الإعاقات، سواء كانت ظاهرة من قبيل التثلث الصبغي والشلل الدماغي، والإعاقة الجمالية، أو خفية مثل التوحد وصعوبات التعلم والإعاقة النفسية-الاجتماعية، لديهم نفس الحقوق في التربية والتعليم والرياضة والثقافة والترفيه والمشاركة المجتمعية الكاملة".وتضيف بنبرة قوية "إن حقوق الأطفال ذوي الإعاقات تتأسس على كونهم بشرا مشمولين بما اتفقت عليه الإنسانية من حقوق كونية، وتتأسس أيضا على مواطنتهم وعلى شمولية قيم ومبادئ ومضامين الوثيقة الدستورية لكافة المواطنين بغض النظر عن عنصر اللون أو الجنس أو الإعاقة أو أي وضع كان".ما تعتبره العمراني مساسا بحقوق الأطفال في وضعية إعاقة لا يقتصر على مضايقات الأقران فقط، بل يتعداه إلى وجود "حالات تمييز" يمارسها بعض المسؤولين التربويين. تقول السيدة العمراني "نتلقى في التحالف العديد من الشكايات مع بداية الموسم الدراسي الحالي، وهي شكايات تحكي عن حالات تمييز حقيقية، منها حالة يافع يدرس بالمستوى الإعدادي انتقل إلى المستوى الأعلى لكن مزاجية السيد المدير أسفرت عن طرده من المؤسسة التعليمية وهو الآن في انتظار إنصافه".وتشير إلى حالة تلميذة أخرى بنواحي الدار البيضاء "رفضت المؤسسة التعليمية تمكينها من رخصة مرافقة الحياة المدرسية"، ولهذا ف"فنحن نطالب بالمزيد من اليقظة والحذر اتجاه كل حالات التمييز والوصم والتجند من أجل ضمان حماية حقوق الأطفال ذوي الإعاقة".- حلول على الطاولة -لا يعدم تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد الحلول والمقترحات من أجل تكريس حق الأطفال ذوي الإعاقة من وسط دراسي سليم يحترم حقوقهم. أول هذه المقترحات يتمثل في دعوة الوزارة الوصية على "إعداد برامج ومواد إعلامية مع كل دخول مدرسي لنشر قيم احترام الاختلاف والتعريف بالإعاقة كجزء من التنوع البشري"، وهي برامج "ينبغي الحرص على ألا تشوبها أية مصطلحات أو مفاهيم أو رؤى نمطية حول الإعاقة".وأكدت العمراني ضرورة "القيام بحملات إذكاء الوعي داخل المؤسسات التعليمية في بداية السنة الدراسية وقبل نهايتها"، وذلك من أجل إذكاء الوعي التعريف بالمقتضيات الدستورية، وبالتزامات المغرب وطنيا ودوليا في هذا المجال، وبالبرنامج الوطني للتربية الدامجة، وبالمذكرات والدوريات التي تنص على الحق في التمدرس وتكييف البرامج والامتحانات"، ذلك أنه "رغم الجهود الجبارة التي قدمتها وزارة التربية الوطنية في هذا المجال، ورغم تفاعلها الإيجابي مع مطالب المجتمع المدني ما تزال هناك العديد من جيوب المقاومة ضد تنزيل وتفعيل الحق في التربية والتعليم".ثالث مقترحات تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد يتمثل في "تفعيل آلية الشكايات وإعطائها القوة القانونية الضرورية لحماية الحق". والمطلوب حسب السيدة العمراني هو تمكين أسر الأشخاص ذوي الإعاقة الذين تعرضوا للوصم أو التمييز أو الإقصاء أو الحد من حقوقهم، من تقديم شكاياتهم، وأن تكون هناك آلية لتتبع هذه الشكايات ودراستها وإصدار قرارات في حق منتهكي الحق في التعليم". وترى السيدة العمراني أنه "لحد الآن يتم التعاطي بالطرق الحبية لحل الإشكالات، لكن في اعتقادنا ينبغي أيضا أن يتم فرض احترام القانون ومعاقبة ممارسي التمييز".كما تدعو العمراني إلى تفعيل اتفاقيات الشراكة مع المجتمع المدني الموقعة مؤخرا بما يضمن إعمال المقاربة التشاركية والتعاون بين الجمعيات والمؤسسات بما فيه ضمان الحق في التربية والتعليم للجميع.وخلصت رئيسة التحالف إلى القول إنه من الواجب إدراج بعد الإعاقة بصفتها جزءا من التنوع البشري في كافة المناهج التعليمية والتربوية الموجهة للناشئة وكافة البرامج الثقافية التي توجه للجمهور، مؤكدة أنه "نحن بحاجة إلى بناء ثقافة جديدة تتأسس على احترام الآخر".بقلم : عبد اللطيف أبي القاسم

يشكل الدخول المدرسي محطة سنوية استثنائية في حياة التلميذ باعتبارها بداية جولة جديدة في معركة ربح رهانات التحصيل العلمي وبناء الشخصية وتحقيق الذات في "بيته الثاني". وحين يتعلق الأمر بالتلاميذ "المختلفين" بسبب إصابتهم بتشوهات خلقية أو كونهم ذوي احتياجات خاصة، فإن بداية عام دراسي جديد تطرح رهانا آخر قويا عليهم وعلى أسرهم هو رهان تجنب سخرية ومضايقات الأقران وتقبلهم لهذا الاختلاف.وأمام المشاكل الجمة التي يتسبب فيها هذا النوع من السخرية والنبذ لهذه الفئة من التلاميذ، إن على المستوى النفسي أو على مستوى التحصيل الدراسي والاندماج في المجتمع، تتجدد الدعوات خلال الأيام القليلة التي تسبق الدخول المدرسي إلى تحسيس المتمدرسين بأهمية تقبل أقرانهم "المختلفين"، وتجنب السلوكات التي من شأنها إيذاؤهم.واحدة من هذه الدعوات كانت عبارة عن رسالة نشرتها السيدة فاطمة، وهي أم لطفل مصاب بطيف التوحد، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، تعكس، من بين أمور أخرى، حرص أسر الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أو التشوهات الخلقية على توفير مناخ تعليمي سليم يمكنهم من صقل شخصياتهم وتجنب تأثير ما يسمى بالتنمر من طرف زملائهم على نفسياتهم.تقول الرسالة التي يبدو أنها تجوب موقع فيسبوك على نطاق الواسع هذه الأيام، إنه "مع العودة إلى المدرسة، سيكون من المفيد التذكير بأنه من الواجب علينا، قطعا، أن نعلم أبناءنا كيف يكونون لطفاء مع جميع زملائهم في الفصل عبر تقبلهم كما هم. فالأطفال الذين (لا يشبهوننا) بسبب تشوه خلقي أو احتياجات خاصة ليسوا عجيبين أو غرباء. إنهم لا يريدون إلا ما يريده الجميع.. أن يتم تقبلهم".هذه الرسالة القصيرة في مبناها والبليغة في معناها، جاءت مدبجة بطلب لمن يقرؤها مفاده "هل أنت مستعد لنسخ ولصق هذه الرسالة على صفحتك لمساندة أطفال متفردين لكنهم ليسوا مختلفين؟"، في دعوة مباشرة لإشاعتها وتحفيز الناس على تطبيق محتواها، ولاسيما في صفوف آباء وأولياء التلاميذ، وذلك من أجل تجنب المضايقات التي يتعرض لها الأطفال ذوو الإعاقات في الوسط المدرسي.- مضايقات متنوعة -وحسب رئيسة تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد، السيدة سمية العمراني، فإن هذه المضايقات تتخذ أشكالا متنوعة، حيث تشمل السب، والاستهزاء، وتلفيق التهم، والضرب، وهي مضايقات "لها نفس الأثر السيء على جميع الأطفال بغض النظر عن أوضاعهم وإعاقاتهم، لكن وقعها يكون مضاعفا على أبنائنا من ذوي الإعاقات نظرا للحمولة الإضافية التي تكون لديها وهي حمولة التمييز على أساس الإعاقة".تستعرض العمراني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، نماذج من المعاناة الناتجة عن هذا النوع من المضايقات، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن "الكثير من أطفال التوحد مثلا يفتقدون لمهارة التبليغ عن الأذى بفعل طبيعة إعاقتهم، وتعرضهم المستمر للأذى يؤدي بهم في بعض الأحيان إلى ردود فعل عنيفة لا يفهم أصلها الكبار فيتم اتهامهم بالعدوانية وتعريضهم للمساءلة الزجرية وربما الطرد من المؤسسات التعليمية بدعوى عدم قابليتهم للدمج التعليمي".تجل آخر للمعاناة التي يواجهها التلاميذ ذوو الإعاقة في الوسط المدرسي يتمثل في رفض العديد من اليافعين ذوي التوحد في المستوى الثانوي الإعدادي، الاستمرار في ارتياد المؤسسات التعليمية "حيث يتكشف مع البحث والتدقيق، أنهم لا يتعرضون للمضايقات من طرف التلاميذ فقط بل حتى من بعض أعضاء الأطقم التعليمية".وتعزو العمراني المسؤولية عن هذا الأمر إلى كون "التلاميذ من غير ذوي الإعاقات تتأثر سلوكياتهم ومواقفهم بما يرونه ويعايشونه داخل بيئاتهم التعليمية والأسرية والمجتمعية"، ولذلك "فالتربية على احترام الاختلاف وعلى تقبل أن يكون الآخر متميزا، وأن هذا التنوع لا يمنع من والتعاون التضامن والعيش المشترك، هي الوقاية الأساسية والأولوية التي تمنع من بروز هذه المضايقات".- مطلب حقوقي -وفي واقع الأمر، فإن الدعوات إلى تحسيس التلاميذ باحترام وتقبل ذوي الاحتياجات الخاصة، أو التشوهات الخلقية، أو ما تطلق عليه السيدة العمراني "الإعاقة الجمالية"، تجد مسوغها وطابعها الملح من كونها تمس بحقوق أصيلة من حقوق الإنسان.فحسب العمراني، فإن "أبناءنا من ذوي الإعاقات، سواء كانت ظاهرة من قبيل التثلث الصبغي والشلل الدماغي، والإعاقة الجمالية، أو خفية مثل التوحد وصعوبات التعلم والإعاقة النفسية-الاجتماعية، لديهم نفس الحقوق في التربية والتعليم والرياضة والثقافة والترفيه والمشاركة المجتمعية الكاملة".وتضيف بنبرة قوية "إن حقوق الأطفال ذوي الإعاقات تتأسس على كونهم بشرا مشمولين بما اتفقت عليه الإنسانية من حقوق كونية، وتتأسس أيضا على مواطنتهم وعلى شمولية قيم ومبادئ ومضامين الوثيقة الدستورية لكافة المواطنين بغض النظر عن عنصر اللون أو الجنس أو الإعاقة أو أي وضع كان".ما تعتبره العمراني مساسا بحقوق الأطفال في وضعية إعاقة لا يقتصر على مضايقات الأقران فقط، بل يتعداه إلى وجود "حالات تمييز" يمارسها بعض المسؤولين التربويين. تقول السيدة العمراني "نتلقى في التحالف العديد من الشكايات مع بداية الموسم الدراسي الحالي، وهي شكايات تحكي عن حالات تمييز حقيقية، منها حالة يافع يدرس بالمستوى الإعدادي انتقل إلى المستوى الأعلى لكن مزاجية السيد المدير أسفرت عن طرده من المؤسسة التعليمية وهو الآن في انتظار إنصافه".وتشير إلى حالة تلميذة أخرى بنواحي الدار البيضاء "رفضت المؤسسة التعليمية تمكينها من رخصة مرافقة الحياة المدرسية"، ولهذا ف"فنحن نطالب بالمزيد من اليقظة والحذر اتجاه كل حالات التمييز والوصم والتجند من أجل ضمان حماية حقوق الأطفال ذوي الإعاقة".- حلول على الطاولة -لا يعدم تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد الحلول والمقترحات من أجل تكريس حق الأطفال ذوي الإعاقة من وسط دراسي سليم يحترم حقوقهم. أول هذه المقترحات يتمثل في دعوة الوزارة الوصية على "إعداد برامج ومواد إعلامية مع كل دخول مدرسي لنشر قيم احترام الاختلاف والتعريف بالإعاقة كجزء من التنوع البشري"، وهي برامج "ينبغي الحرص على ألا تشوبها أية مصطلحات أو مفاهيم أو رؤى نمطية حول الإعاقة".وأكدت العمراني ضرورة "القيام بحملات إذكاء الوعي داخل المؤسسات التعليمية في بداية السنة الدراسية وقبل نهايتها"، وذلك من أجل إذكاء الوعي التعريف بالمقتضيات الدستورية، وبالتزامات المغرب وطنيا ودوليا في هذا المجال، وبالبرنامج الوطني للتربية الدامجة، وبالمذكرات والدوريات التي تنص على الحق في التمدرس وتكييف البرامج والامتحانات"، ذلك أنه "رغم الجهود الجبارة التي قدمتها وزارة التربية الوطنية في هذا المجال، ورغم تفاعلها الإيجابي مع مطالب المجتمع المدني ما تزال هناك العديد من جيوب المقاومة ضد تنزيل وتفعيل الحق في التربية والتعليم".ثالث مقترحات تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد يتمثل في "تفعيل آلية الشكايات وإعطائها القوة القانونية الضرورية لحماية الحق". والمطلوب حسب السيدة العمراني هو تمكين أسر الأشخاص ذوي الإعاقة الذين تعرضوا للوصم أو التمييز أو الإقصاء أو الحد من حقوقهم، من تقديم شكاياتهم، وأن تكون هناك آلية لتتبع هذه الشكايات ودراستها وإصدار قرارات في حق منتهكي الحق في التعليم". وترى السيدة العمراني أنه "لحد الآن يتم التعاطي بالطرق الحبية لحل الإشكالات، لكن في اعتقادنا ينبغي أيضا أن يتم فرض احترام القانون ومعاقبة ممارسي التمييز".كما تدعو العمراني إلى تفعيل اتفاقيات الشراكة مع المجتمع المدني الموقعة مؤخرا بما يضمن إعمال المقاربة التشاركية والتعاون بين الجمعيات والمؤسسات بما فيه ضمان الحق في التربية والتعليم للجميع.وخلصت رئيسة التحالف إلى القول إنه من الواجب إدراج بعد الإعاقة بصفتها جزءا من التنوع البشري في كافة المناهج التعليمية والتربوية الموجهة للناشئة وكافة البرامج الثقافية التي توجه للجمهور، مؤكدة أنه "نحن بحاجة إلى بناء ثقافة جديدة تتأسس على احترام الآخر".بقلم : عبد اللطيف أبي القاسم



اقرأ أيضاً
كانت في طريقها إلى المغرب.. استرجاع 25 سيارة بقيمة مليوني يورو بإسبانيا
تمكنت عناصر الشرطة الإسبانية من استعادة 25 سيارة مسروقة من الطراز الفاخر تقدر قيمتها بحوالي مليوني يورو في مقاطعة ملقة. وكانت هذه السيارات في طريقها إلى المغرب كجزء من نشاط منظمة إجرامية متخصصة. وأسفرت العملية الأمنية عن توقيف عدد من المشتبه فيهم واسترجاع العشرات من المركبات المسروقة داخل مستودعات سرية تقع بإحدى المناطق الصناعية قرب مدينة ملقا، حيث كانت العصابة تقوم بإعدادها للنقل نحو الجنوب الإسباني في أفق شحنها عبر البحر إلى التراب المغربي. ةبدأت التحقيقات في يناير 2024 عندما اكتشف الضباط زيادة غير عادية في سرقة المركبات الفاخرة وسيارات الدفع الرباعي في مقاطعة مالقة. وكشفت تحقيقات المحققين أن منظمة إجرامية تقف وراء السرقات. التحقيقات كشفت أن الشبكة كانت تعتمد وسائل تقنية متطورة لتعطيل أنظمة التتبع GPS، وتزوير وثائق السيارات من أجل تمريرها بسلاسة عبر نقاط التفتيش الحدودية، ما يؤكد درجة التنظيم والاحترافية التي كانت تميز عملياتها الإجرامية.
مجتمع

تسريب 70 مراسلة قضائية يرسل شخصين وراء القضبان
أصدرت الغرفة الجنائية الابتدائية بقصر العدالة بالرباط، أول أمس، أحكاماً بالسجن بلغ مجموعها 10 سنوات نافذة، ضد شخصين أدينا بتسريب 70 مراسلة قضائية، تم تبادلها بين الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف الإدارية بالرباط وعدد من المؤسسات القضائية والرسمية، من ضمنها السلطة القضائية، رئاسة النيابة العامة، وزارة العدل، ومؤسسات دستورية أخرى. وتوبع في القضية كل من رئيس "الهيأة الوطنية لتقييم تدبير الشأن المحلي ومحاربة الفساد" ورئيس الاتحاد الوطني لمقاولات المغرب، الذي أدين بـ6 سنوات سجناً نافذاً، وموظفة سابقة كانت تشتغل كاتبة خاصة للرئيس الأول لمحكمة الاستئناف الإدارية، وتعمل حالياً كمنتدبة قضائية ملحقة بهيأة حماية المعطيات الشخصية، وحُكم عليها بـ4 سنوات حبسا نافذاً. ووفق ما أوردته يومية "الصباح"، فإن المدان الرئيسي في القضية حاول كسب تعاطف المحكمة بادعائه تعرضه لـ"تجاوزات جسدية" خلال البحث التمهيدي، لكنه لم يقدم أي دلائل تثبت ادعاءاته، وهو ما جعل المحكمة تستبعد تلك المزاعم وتناقش الملف في جوهره، قبل أن تصدر حكمها بعد المداولة. وخلصت المحكمة إلى أن الموظفة ارتكبت جرائم تتعلق بالتزوير في محررات عمومية وعرفية، والمشاركة في انتحال صفة، وتحريف مقررات قضائية، والتأثير على القضاة، وإفشاء السر المهني، والتبليغ عن جرائم وهمية. أما شريكها، فقد توبع بـجنايات وجنح مشابهة، أبرزها التزوير في وثائق رسمية، وانتحال صفة قاض وعميد شرطة، واستخدام وسائل احتيالية للحصول على معلومات حساسة. وكتبت الجريدة ذاتها، أن الخبرات التقنية المجراة على 3 حواسيب محمولة مملوكة للموظفة، ووحدتين مركزيتين تابعتين لمحكمة الاستئناف الإدارية، كشفت عن احتفاظها بـأكثر من 70 مراسلة رسمية وقراراً وتقارير تفتيش، بينها تقرير حول المحكمة الإدارية بوجدة سنة 2015، كانت موجهة من الرئيس الأول للوزير. وتوصل المحققون أيضاً إلى أن المدان الرئيسي قام بالاتصال الهاتفي بموظفة بكتابة الرئيس الأول، مدعياً أنه قاضٍ بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ثم لاحقاً أنه عميد بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية، محاولاً الحصول على معلومات حول موظفتين بالمحكمة، غير أن نائب الرئيس طالبه بالحصول على إذن من الوكيل العام، ما أدى إلى انكشاف حيلته. وتفجرت القضية بعد أن تلقى الرئيس الأول وشاية تتحدث عن تلاعبات واختلالات داخل المحكمة، ليقوم بإحالتها إلى الوكيل العام للملك، الذي كلف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بفتح تحقيق. وأسفرت التحريات التقنية التي قام بها مختبر تحليل الآثار الرقمية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني عن تحديد رقم الهاتف الذي استُعمل في الاتصالات الاحتيالية، ليتم لاحقاً اعتقال الموظفة وحجز أجهزتها الإلكترونية، وتنفيذ عملية تفتيش بمقر المحكمة. وشملت الوثائق المسربة تقارير خبرة على عقارات ومشاريع، وملفات قضايا معروضة على محكمة النقض، وتقارير عن فضائح، ومقالات لمحامين، ومحاضر مفوضين قضائيين، وطلبات تغطية إعلامية ضد محكمة الاستئناف الإدارية، وهو ما اعتبرته المحكمة مساساً خطيراً بسير العدالة وسرية المداولات القضائية.  
مجتمع

السياقة الاستعراضية تقود إلى توقيف 20 جانحا وحجز عشرات السيارات بطنجة
أسفرت الحملة الأمنية المكثفة التي تشنها ولاية أمن طنجة، منذ أشهر، عن توقيف 20 جانحًا تورطوا في السياقة الاستعراضية، خصوصًا خلال مواكب الزفاف، حيث كانوا يعمدون إلى تنفيذ حركات خطيرة تهدد سلامة مستعملي الطريق. ووفقًا للمعطيات المتوفرة، فإن الموقوفين تم ضبطهم في إطار تدخلات ميدانية استباقية، شملت مختلف أحياء المدينة، بمشاركة فرق أمنية متنقلة تعمل تحت إشراف مباشر من والي أمن طنجة. وقد تم خلال هذه العمليات حجز عشرات السيارات والدراجات النارية التي استُخدمت في تلك الممارسات المتهورة. وأكدت المصادر ذاتها أن هذه السلوكات تشكل خطرًا كبيرًا على الأمن العام، خاصة في ظل الفراغ القانوني الذي لا يوفر الحماية الكافية لرجال الشرطة خلال التدخلات. ورغم ذلك، واصلت العناصر الأمنية تدخلاتها اليومية بحزم، ما ساهم في الحد من هذه الظاهرة التي كانت تعرف انتشارًا مقلقًا. وتأتي هذه الإجراءات الصارمة تماشياً مع تعليمات وزارة الداخلية، التي دعت إلى مواجهة السياقة الاستعراضية بصرامة، وهو ما انعكس إيجابًا على الوضع الأمني في المدينة، وسط إشادة واسعة من طرف المواطنين.
مجتمع

بالڤيديو: تاكسيات مراكش يستعدون لاتخاذ اجراءات جديدة لتبديد سوء الفهم مع زبائنهم
يستعد مهنيو سيارات الاجرة من الصنف الثاني بمراكش لاعتماد اجراء جديد من شانه تبديد سوء الفهم مع زبائنهم، وفق ما يتوقعه المهينيون، ويتجلى في الاعلان عن وضعيتهم بشكل مستمر، تفاديا لسوء الفهم ومن اجل اطلاع الزبائن على المبرر الذي قد يكون وراء عدم التوقف وتقديم الخدمة لهم.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 15 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة