مجتمع

الأطفال ذوو الإعاقة.. دعوات لتحسيس المتمدرسين بتقبل أقرانهم “المختلفين”


كشـ24 - وكالات نشر في: 9 سبتمبر 2019

يشكل الدخول المدرسي محطة سنوية استثنائية في حياة التلميذ باعتبارها بداية جولة جديدة في معركة ربح رهانات التحصيل العلمي وبناء الشخصية وتحقيق الذات في "بيته الثاني". وحين يتعلق الأمر بالتلاميذ "المختلفين" بسبب إصابتهم بتشوهات خلقية أو كونهم ذوي احتياجات خاصة، فإن بداية عام دراسي جديد تطرح رهانا آخر قويا عليهم وعلى أسرهم هو رهان تجنب سخرية ومضايقات الأقران وتقبلهم لهذا الاختلاف.وأمام المشاكل الجمة التي يتسبب فيها هذا النوع من السخرية والنبذ لهذه الفئة من التلاميذ، إن على المستوى النفسي أو على مستوى التحصيل الدراسي والاندماج في المجتمع، تتجدد الدعوات خلال الأيام القليلة التي تسبق الدخول المدرسي إلى تحسيس المتمدرسين بأهمية تقبل أقرانهم "المختلفين"، وتجنب السلوكات التي من شأنها إيذاؤهم.واحدة من هذه الدعوات كانت عبارة عن رسالة نشرتها السيدة فاطمة، وهي أم لطفل مصاب بطيف التوحد، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، تعكس، من بين أمور أخرى، حرص أسر الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أو التشوهات الخلقية على توفير مناخ تعليمي سليم يمكنهم من صقل شخصياتهم وتجنب تأثير ما يسمى بالتنمر من طرف زملائهم على نفسياتهم.تقول الرسالة التي يبدو أنها تجوب موقع فيسبوك على نطاق الواسع هذه الأيام، إنه "مع العودة إلى المدرسة، سيكون من المفيد التذكير بأنه من الواجب علينا، قطعا، أن نعلم أبناءنا كيف يكونون لطفاء مع جميع زملائهم في الفصل عبر تقبلهم كما هم. فالأطفال الذين (لا يشبهوننا) بسبب تشوه خلقي أو احتياجات خاصة ليسوا عجيبين أو غرباء. إنهم لا يريدون إلا ما يريده الجميع.. أن يتم تقبلهم".هذه الرسالة القصيرة في مبناها والبليغة في معناها، جاءت مدبجة بطلب لمن يقرؤها مفاده "هل أنت مستعد لنسخ ولصق هذه الرسالة على صفحتك لمساندة أطفال متفردين لكنهم ليسوا مختلفين؟"، في دعوة مباشرة لإشاعتها وتحفيز الناس على تطبيق محتواها، ولاسيما في صفوف آباء وأولياء التلاميذ، وذلك من أجل تجنب المضايقات التي يتعرض لها الأطفال ذوو الإعاقات في الوسط المدرسي.- مضايقات متنوعة -وحسب رئيسة تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد، السيدة سمية العمراني، فإن هذه المضايقات تتخذ أشكالا متنوعة، حيث تشمل السب، والاستهزاء، وتلفيق التهم، والضرب، وهي مضايقات "لها نفس الأثر السيء على جميع الأطفال بغض النظر عن أوضاعهم وإعاقاتهم، لكن وقعها يكون مضاعفا على أبنائنا من ذوي الإعاقات نظرا للحمولة الإضافية التي تكون لديها وهي حمولة التمييز على أساس الإعاقة".تستعرض العمراني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، نماذج من المعاناة الناتجة عن هذا النوع من المضايقات، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن "الكثير من أطفال التوحد مثلا يفتقدون لمهارة التبليغ عن الأذى بفعل طبيعة إعاقتهم، وتعرضهم المستمر للأذى يؤدي بهم في بعض الأحيان إلى ردود فعل عنيفة لا يفهم أصلها الكبار فيتم اتهامهم بالعدوانية وتعريضهم للمساءلة الزجرية وربما الطرد من المؤسسات التعليمية بدعوى عدم قابليتهم للدمج التعليمي".تجل آخر للمعاناة التي يواجهها التلاميذ ذوو الإعاقة في الوسط المدرسي يتمثل في رفض العديد من اليافعين ذوي التوحد في المستوى الثانوي الإعدادي، الاستمرار في ارتياد المؤسسات التعليمية "حيث يتكشف مع البحث والتدقيق، أنهم لا يتعرضون للمضايقات من طرف التلاميذ فقط بل حتى من بعض أعضاء الأطقم التعليمية".وتعزو العمراني المسؤولية عن هذا الأمر إلى كون "التلاميذ من غير ذوي الإعاقات تتأثر سلوكياتهم ومواقفهم بما يرونه ويعايشونه داخل بيئاتهم التعليمية والأسرية والمجتمعية"، ولذلك "فالتربية على احترام الاختلاف وعلى تقبل أن يكون الآخر متميزا، وأن هذا التنوع لا يمنع من والتعاون التضامن والعيش المشترك، هي الوقاية الأساسية والأولوية التي تمنع من بروز هذه المضايقات".- مطلب حقوقي -وفي واقع الأمر، فإن الدعوات إلى تحسيس التلاميذ باحترام وتقبل ذوي الاحتياجات الخاصة، أو التشوهات الخلقية، أو ما تطلق عليه السيدة العمراني "الإعاقة الجمالية"، تجد مسوغها وطابعها الملح من كونها تمس بحقوق أصيلة من حقوق الإنسان.فحسب العمراني، فإن "أبناءنا من ذوي الإعاقات، سواء كانت ظاهرة من قبيل التثلث الصبغي والشلل الدماغي، والإعاقة الجمالية، أو خفية مثل التوحد وصعوبات التعلم والإعاقة النفسية-الاجتماعية، لديهم نفس الحقوق في التربية والتعليم والرياضة والثقافة والترفيه والمشاركة المجتمعية الكاملة".وتضيف بنبرة قوية "إن حقوق الأطفال ذوي الإعاقات تتأسس على كونهم بشرا مشمولين بما اتفقت عليه الإنسانية من حقوق كونية، وتتأسس أيضا على مواطنتهم وعلى شمولية قيم ومبادئ ومضامين الوثيقة الدستورية لكافة المواطنين بغض النظر عن عنصر اللون أو الجنس أو الإعاقة أو أي وضع كان".ما تعتبره العمراني مساسا بحقوق الأطفال في وضعية إعاقة لا يقتصر على مضايقات الأقران فقط، بل يتعداه إلى وجود "حالات تمييز" يمارسها بعض المسؤولين التربويين. تقول السيدة العمراني "نتلقى في التحالف العديد من الشكايات مع بداية الموسم الدراسي الحالي، وهي شكايات تحكي عن حالات تمييز حقيقية، منها حالة يافع يدرس بالمستوى الإعدادي انتقل إلى المستوى الأعلى لكن مزاجية السيد المدير أسفرت عن طرده من المؤسسة التعليمية وهو الآن في انتظار إنصافه".وتشير إلى حالة تلميذة أخرى بنواحي الدار البيضاء "رفضت المؤسسة التعليمية تمكينها من رخصة مرافقة الحياة المدرسية"، ولهذا ف"فنحن نطالب بالمزيد من اليقظة والحذر اتجاه كل حالات التمييز والوصم والتجند من أجل ضمان حماية حقوق الأطفال ذوي الإعاقة".- حلول على الطاولة -لا يعدم تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد الحلول والمقترحات من أجل تكريس حق الأطفال ذوي الإعاقة من وسط دراسي سليم يحترم حقوقهم. أول هذه المقترحات يتمثل في دعوة الوزارة الوصية على "إعداد برامج ومواد إعلامية مع كل دخول مدرسي لنشر قيم احترام الاختلاف والتعريف بالإعاقة كجزء من التنوع البشري"، وهي برامج "ينبغي الحرص على ألا تشوبها أية مصطلحات أو مفاهيم أو رؤى نمطية حول الإعاقة".وأكدت العمراني ضرورة "القيام بحملات إذكاء الوعي داخل المؤسسات التعليمية في بداية السنة الدراسية وقبل نهايتها"، وذلك من أجل إذكاء الوعي التعريف بالمقتضيات الدستورية، وبالتزامات المغرب وطنيا ودوليا في هذا المجال، وبالبرنامج الوطني للتربية الدامجة، وبالمذكرات والدوريات التي تنص على الحق في التمدرس وتكييف البرامج والامتحانات"، ذلك أنه "رغم الجهود الجبارة التي قدمتها وزارة التربية الوطنية في هذا المجال، ورغم تفاعلها الإيجابي مع مطالب المجتمع المدني ما تزال هناك العديد من جيوب المقاومة ضد تنزيل وتفعيل الحق في التربية والتعليم".ثالث مقترحات تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد يتمثل في "تفعيل آلية الشكايات وإعطائها القوة القانونية الضرورية لحماية الحق". والمطلوب حسب السيدة العمراني هو تمكين أسر الأشخاص ذوي الإعاقة الذين تعرضوا للوصم أو التمييز أو الإقصاء أو الحد من حقوقهم، من تقديم شكاياتهم، وأن تكون هناك آلية لتتبع هذه الشكايات ودراستها وإصدار قرارات في حق منتهكي الحق في التعليم". وترى السيدة العمراني أنه "لحد الآن يتم التعاطي بالطرق الحبية لحل الإشكالات، لكن في اعتقادنا ينبغي أيضا أن يتم فرض احترام القانون ومعاقبة ممارسي التمييز".كما تدعو العمراني إلى تفعيل اتفاقيات الشراكة مع المجتمع المدني الموقعة مؤخرا بما يضمن إعمال المقاربة التشاركية والتعاون بين الجمعيات والمؤسسات بما فيه ضمان الحق في التربية والتعليم للجميع.وخلصت رئيسة التحالف إلى القول إنه من الواجب إدراج بعد الإعاقة بصفتها جزءا من التنوع البشري في كافة المناهج التعليمية والتربوية الموجهة للناشئة وكافة البرامج الثقافية التي توجه للجمهور، مؤكدة أنه "نحن بحاجة إلى بناء ثقافة جديدة تتأسس على احترام الآخر".بقلم : عبد اللطيف أبي القاسم

يشكل الدخول المدرسي محطة سنوية استثنائية في حياة التلميذ باعتبارها بداية جولة جديدة في معركة ربح رهانات التحصيل العلمي وبناء الشخصية وتحقيق الذات في "بيته الثاني". وحين يتعلق الأمر بالتلاميذ "المختلفين" بسبب إصابتهم بتشوهات خلقية أو كونهم ذوي احتياجات خاصة، فإن بداية عام دراسي جديد تطرح رهانا آخر قويا عليهم وعلى أسرهم هو رهان تجنب سخرية ومضايقات الأقران وتقبلهم لهذا الاختلاف.وأمام المشاكل الجمة التي يتسبب فيها هذا النوع من السخرية والنبذ لهذه الفئة من التلاميذ، إن على المستوى النفسي أو على مستوى التحصيل الدراسي والاندماج في المجتمع، تتجدد الدعوات خلال الأيام القليلة التي تسبق الدخول المدرسي إلى تحسيس المتمدرسين بأهمية تقبل أقرانهم "المختلفين"، وتجنب السلوكات التي من شأنها إيذاؤهم.واحدة من هذه الدعوات كانت عبارة عن رسالة نشرتها السيدة فاطمة، وهي أم لطفل مصاب بطيف التوحد، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، تعكس، من بين أمور أخرى، حرص أسر الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أو التشوهات الخلقية على توفير مناخ تعليمي سليم يمكنهم من صقل شخصياتهم وتجنب تأثير ما يسمى بالتنمر من طرف زملائهم على نفسياتهم.تقول الرسالة التي يبدو أنها تجوب موقع فيسبوك على نطاق الواسع هذه الأيام، إنه "مع العودة إلى المدرسة، سيكون من المفيد التذكير بأنه من الواجب علينا، قطعا، أن نعلم أبناءنا كيف يكونون لطفاء مع جميع زملائهم في الفصل عبر تقبلهم كما هم. فالأطفال الذين (لا يشبهوننا) بسبب تشوه خلقي أو احتياجات خاصة ليسوا عجيبين أو غرباء. إنهم لا يريدون إلا ما يريده الجميع.. أن يتم تقبلهم".هذه الرسالة القصيرة في مبناها والبليغة في معناها، جاءت مدبجة بطلب لمن يقرؤها مفاده "هل أنت مستعد لنسخ ولصق هذه الرسالة على صفحتك لمساندة أطفال متفردين لكنهم ليسوا مختلفين؟"، في دعوة مباشرة لإشاعتها وتحفيز الناس على تطبيق محتواها، ولاسيما في صفوف آباء وأولياء التلاميذ، وذلك من أجل تجنب المضايقات التي يتعرض لها الأطفال ذوو الإعاقات في الوسط المدرسي.- مضايقات متنوعة -وحسب رئيسة تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد، السيدة سمية العمراني، فإن هذه المضايقات تتخذ أشكالا متنوعة، حيث تشمل السب، والاستهزاء، وتلفيق التهم، والضرب، وهي مضايقات "لها نفس الأثر السيء على جميع الأطفال بغض النظر عن أوضاعهم وإعاقاتهم، لكن وقعها يكون مضاعفا على أبنائنا من ذوي الإعاقات نظرا للحمولة الإضافية التي تكون لديها وهي حمولة التمييز على أساس الإعاقة".تستعرض العمراني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، نماذج من المعاناة الناتجة عن هذا النوع من المضايقات، مشيرة، في هذا الصدد، إلى أن "الكثير من أطفال التوحد مثلا يفتقدون لمهارة التبليغ عن الأذى بفعل طبيعة إعاقتهم، وتعرضهم المستمر للأذى يؤدي بهم في بعض الأحيان إلى ردود فعل عنيفة لا يفهم أصلها الكبار فيتم اتهامهم بالعدوانية وتعريضهم للمساءلة الزجرية وربما الطرد من المؤسسات التعليمية بدعوى عدم قابليتهم للدمج التعليمي".تجل آخر للمعاناة التي يواجهها التلاميذ ذوو الإعاقة في الوسط المدرسي يتمثل في رفض العديد من اليافعين ذوي التوحد في المستوى الثانوي الإعدادي، الاستمرار في ارتياد المؤسسات التعليمية "حيث يتكشف مع البحث والتدقيق، أنهم لا يتعرضون للمضايقات من طرف التلاميذ فقط بل حتى من بعض أعضاء الأطقم التعليمية".وتعزو العمراني المسؤولية عن هذا الأمر إلى كون "التلاميذ من غير ذوي الإعاقات تتأثر سلوكياتهم ومواقفهم بما يرونه ويعايشونه داخل بيئاتهم التعليمية والأسرية والمجتمعية"، ولذلك "فالتربية على احترام الاختلاف وعلى تقبل أن يكون الآخر متميزا، وأن هذا التنوع لا يمنع من والتعاون التضامن والعيش المشترك، هي الوقاية الأساسية والأولوية التي تمنع من بروز هذه المضايقات".- مطلب حقوقي -وفي واقع الأمر، فإن الدعوات إلى تحسيس التلاميذ باحترام وتقبل ذوي الاحتياجات الخاصة، أو التشوهات الخلقية، أو ما تطلق عليه السيدة العمراني "الإعاقة الجمالية"، تجد مسوغها وطابعها الملح من كونها تمس بحقوق أصيلة من حقوق الإنسان.فحسب العمراني، فإن "أبناءنا من ذوي الإعاقات، سواء كانت ظاهرة من قبيل التثلث الصبغي والشلل الدماغي، والإعاقة الجمالية، أو خفية مثل التوحد وصعوبات التعلم والإعاقة النفسية-الاجتماعية، لديهم نفس الحقوق في التربية والتعليم والرياضة والثقافة والترفيه والمشاركة المجتمعية الكاملة".وتضيف بنبرة قوية "إن حقوق الأطفال ذوي الإعاقات تتأسس على كونهم بشرا مشمولين بما اتفقت عليه الإنسانية من حقوق كونية، وتتأسس أيضا على مواطنتهم وعلى شمولية قيم ومبادئ ومضامين الوثيقة الدستورية لكافة المواطنين بغض النظر عن عنصر اللون أو الجنس أو الإعاقة أو أي وضع كان".ما تعتبره العمراني مساسا بحقوق الأطفال في وضعية إعاقة لا يقتصر على مضايقات الأقران فقط، بل يتعداه إلى وجود "حالات تمييز" يمارسها بعض المسؤولين التربويين. تقول السيدة العمراني "نتلقى في التحالف العديد من الشكايات مع بداية الموسم الدراسي الحالي، وهي شكايات تحكي عن حالات تمييز حقيقية، منها حالة يافع يدرس بالمستوى الإعدادي انتقل إلى المستوى الأعلى لكن مزاجية السيد المدير أسفرت عن طرده من المؤسسة التعليمية وهو الآن في انتظار إنصافه".وتشير إلى حالة تلميذة أخرى بنواحي الدار البيضاء "رفضت المؤسسة التعليمية تمكينها من رخصة مرافقة الحياة المدرسية"، ولهذا ف"فنحن نطالب بالمزيد من اليقظة والحذر اتجاه كل حالات التمييز والوصم والتجند من أجل ضمان حماية حقوق الأطفال ذوي الإعاقة".- حلول على الطاولة -لا يعدم تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد الحلول والمقترحات من أجل تكريس حق الأطفال ذوي الإعاقة من وسط دراسي سليم يحترم حقوقهم. أول هذه المقترحات يتمثل في دعوة الوزارة الوصية على "إعداد برامج ومواد إعلامية مع كل دخول مدرسي لنشر قيم احترام الاختلاف والتعريف بالإعاقة كجزء من التنوع البشري"، وهي برامج "ينبغي الحرص على ألا تشوبها أية مصطلحات أو مفاهيم أو رؤى نمطية حول الإعاقة".وأكدت العمراني ضرورة "القيام بحملات إذكاء الوعي داخل المؤسسات التعليمية في بداية السنة الدراسية وقبل نهايتها"، وذلك من أجل إذكاء الوعي التعريف بالمقتضيات الدستورية، وبالتزامات المغرب وطنيا ودوليا في هذا المجال، وبالبرنامج الوطني للتربية الدامجة، وبالمذكرات والدوريات التي تنص على الحق في التمدرس وتكييف البرامج والامتحانات"، ذلك أنه "رغم الجهود الجبارة التي قدمتها وزارة التربية الوطنية في هذا المجال، ورغم تفاعلها الإيجابي مع مطالب المجتمع المدني ما تزال هناك العديد من جيوب المقاومة ضد تنزيل وتفعيل الحق في التربية والتعليم".ثالث مقترحات تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد يتمثل في "تفعيل آلية الشكايات وإعطائها القوة القانونية الضرورية لحماية الحق". والمطلوب حسب السيدة العمراني هو تمكين أسر الأشخاص ذوي الإعاقة الذين تعرضوا للوصم أو التمييز أو الإقصاء أو الحد من حقوقهم، من تقديم شكاياتهم، وأن تكون هناك آلية لتتبع هذه الشكايات ودراستها وإصدار قرارات في حق منتهكي الحق في التعليم". وترى السيدة العمراني أنه "لحد الآن يتم التعاطي بالطرق الحبية لحل الإشكالات، لكن في اعتقادنا ينبغي أيضا أن يتم فرض احترام القانون ومعاقبة ممارسي التمييز".كما تدعو العمراني إلى تفعيل اتفاقيات الشراكة مع المجتمع المدني الموقعة مؤخرا بما يضمن إعمال المقاربة التشاركية والتعاون بين الجمعيات والمؤسسات بما فيه ضمان الحق في التربية والتعليم للجميع.وخلصت رئيسة التحالف إلى القول إنه من الواجب إدراج بعد الإعاقة بصفتها جزءا من التنوع البشري في كافة المناهج التعليمية والتربوية الموجهة للناشئة وكافة البرامج الثقافية التي توجه للجمهور، مؤكدة أنه "نحن بحاجة إلى بناء ثقافة جديدة تتأسس على احترام الآخر".بقلم : عبد اللطيف أبي القاسم



اقرأ أيضاً
تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدرات بين المغرب وإسبانيا وأمريكا الجنوبية
قالت جريدة "إلكاثو" الكتالونية، أن عملية أمنية دولية بين الشرطة الإسبانية وسلطات ليتوانيا وإيرلندا، أسفرت عن تفكيك شبكة إجرامية دولية لتهريب المخدرات بين المغرب وإسبانيا وأمريكا الجنوبية. وحسب المصدر ذاته، فقد تم توقيف 9 أشخاص، من بينهم نجل زعيم الشبكة، ومصادرة أطنان من المخدرات ومبالغ مالية وأسلحة. وجاءت هذه العملية التي أشرفت عليها المحكمة الوطنية الإسبانية بعد سنوات من التحقيقات المعمقة، حيث بدأت التحقيقات عقب حجز 16 طناً من الكوكايين في ميناء هامبورغ الألماني عام 2021، وهي أكبر كمية يتم ضبطها في تاريخ أوروبا. وحسب وسائل إعلام إسبانية كانت الشبكة المذكورة تستغل التراب الإسباني كقاعدة لوجستية، حيث يتم تهريب الحشيش من المغرب، إلى جانب استيراد كميات من الكوكايين من أمريكا الجنوبية، قبل تصدير كل هذه الشحنات إلى بلدان أوروبية مختلفة عبر الموانئ أو شاحنات ومركبات. وفي المجمل، اعتقل الضباط تسعة أشخاص: واحد في إسبانيا، وسبعة في ليتوانيا، وواحد في أيرلندا. كما أجروا عدة عمليات تفتيش، وصادروا أكثر من مليوني يورو نقدًا، وسبعة أسلحة نارية ، و103 كيلوغرامات من الماريجوانا، وأجهزة كشف GPS، وهواتف محمولة مشفرة، ووثائق مختلفة. وبدأت القصة في ميناء هامبورغ في 2021، بعد 16 طنًا من الكوكايين، حيث فُتح تحقيق ، نسقته لاحقًا الشرطة الوطنية الإسبانية مع الأجهزة الأمنية في ليتوانيا وأيرلندا وبولندا. وبعد عامين من التحقيق المشترك، اكتُشفت عمليةٌ نفّذتها هذه المنظمة بين إسبانيا وليتوانيا، وكُشفت هوية زعيم العصابة ومساعديه الرئيسيين، المنتشرة في جميع أنحاء أوروبا.
مجتمع

محكمة إسبانية تُفرج عن مغربي متورط في جريمة “بارباتي”
قالت جريدة لاراثون الإسبانية، أن محكمة بارباتي الابتدائية قررت، أمس الثلاثاء، الإفراج مؤقتا عن أحد المتهمين في قضية بارباتي، مع دفع كفالة وإلزامه بالمثول أمام المحكمة يومي 1 و15 من كل شهر. وحسب الصحيفة الإيبيرية، يعتبر المتهم واحدا من أربعة تجار مخدرات أُلقي القبض عليهم من طرف الحرس المدني، بتهمة ارتكاب جريمتي قتل وأربع محاولات قتل في ما يُسمى بـ"قضية بارباتي " . وادّعى دفاع المتهم وجود روابط شخصية تربطه بإسبانيا، مُقدّمًا إثبات إقامته في الجزيرة الخضراء اعتبارًا من مارس 2024، وشهادة إقامة سابقة في ميجاس، وشهادة بيانات في قاعدة بيانات مستخدمي نظام الرعاية الصحية العامة في الأندلس، وشهادة سجل جنائي في المملكة المغربية. وفي 17 مارس الماضي، تم العثور على قارب متخلى عنه يحمل أثار اصطدام تتوافق مع حادثة باربات، وتبين من خلال فحص أدلة الحمض النووي التي عثر عليها داخل القارب، أنها تعود إلى المتورطين فـي الجريمة، بسبب تطابق العينات مع الخصائص الجينية للمتهمين الأربعة. وفي شتنبر 2024، اعترف كريم البقالي، المتهم في قضية مقتل ضابطي الحرس المدني بساحل بارباتي، خلال تقديمه أمام العدالة، بأنه من كان يقود القارب الذي قتل اثنين من عناصر الحرس المدني في ميناء بارباتي (قادس). ووقعت الحادثة، في 9 فبراير 2024، وتم تحديد هوية الجاني الرئيسي الملقب ب "كريم"، والذي هرب بعد ساعات قليلة من ارتكاب الجريمة إلى المغرب مع شركاءه المفترضين.
مجتمع

وكالات الأحواض المائية تحذر من مخاطر السباحة في بحيرات السدود
حذّرت وكالات الأحواض المائية، من خلال حملات تحسيسية واسعة النطاق، من مخاطر السباحة في بحيرات السدود المنتشرة على مستوى الأحواض المائية، والتي أصبحت تشكل خطرًا حقيقيًا يهدد أرواح المواطنين. كما دعت جميع المواطنات والمواطنين، ولا سيما الشباب، إلى تفادي السباحة في الأماكن غير الآمنة، والتوجه نحو الفضاءات المجهزة والمراقبة، حفاظًا على سلامتهم وسلامة أبنائهم. وتأتي هذه الحملة في سياق ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، وما يرافقه من توافد أعداد كبيرة من المواطنين، خصوصًا من فئة الشباب والأطفال، على المناطق المائية غير المخصصة للسباحة، مثل السدود والأنهار، مما يعرض حياتهم لخطر الغرق بسبب غياب وسائل الإنقاذ ووجود تيارات مائية قوية.
مجتمع

حقول الكيف في قفص الاتهام..الوزير بركة: سرقة الماء تقف وراء أزمة العطش بتاونات
قال وزير التجهيز والماء، نزار بركة، إن سرقة الماء وتحويله لأغراض أخرى يقف وراء أزمة الماء الصالح للشرب بعدد من المناطق في إقليم تاونات. ولمح الوزير بركة، في هذه التصريحات التي ارتبطت بزيارته يوم أمس للإقليم، حيث أشرف على إعطاء انطلاقة عدد من المشاريع ذات الصلة بالبنيات التحتية، إلى ملف سرقة الماء لسقي حقول الكيف في بعض المناطق بغفساي.وأشار إلى أنه عوض أن يستفيد السكان من الماء الصالح للشرب، فإنه يذهب إلى بعض الضيعات، وهو أمر غير مقبول، بحسب الوزير بركة، مضيفا بأنه يجب العمل على تحصين شبكات الماء الصالح للشرب. وأجرى بركة زيارة لتفقد مستوى تقدم أشغال إنجاز سد الرتبة، على مستوى جماعة الودكة، وذلك بجانب كل من عامل الإقليم، وكذا نائب رئيس مجلس جهة فاس-مكناس، فضلا عن ممثلي الوزارة والمسؤولين المحلين والمنتخبين بالإقليم.وبلغت نسبة تقدم أشغال سد الرتبة 38%، حيث يروم تزويد ساكنة الجهة بالماء الصالح للشرب، فضلا عن إنتاج الطاقة الكهرومائية، وحماية سافلة السد من الفيضانات، إلى جانب المساهمة في الحماية من الفيضانات التي تهدد سهل الغرب، وتحسين عملية تنظيم مشروع تحويل مياه نهر سبو نحو وادي أبي رقراق.وبسعة حقينة تصل لـ 1009 مليون متر مكعب، ومتوسط واردات سنوية مرتقبة تصل لـ 351 مليون متر مكعب، سيساهم هذا السد في خلق 1,5 مليون يوم عمل خلال فترة الأشغال وتأهيل اليد العاملة المحلية، فضلا عن تحسين المستوى الاجتماعي والاقتصادي للساكنة المجاورة، وتطوير السياحة البيئية باستغلال بحيرة السد. ورغم أن الإقليم يعتبر من أكبر الخزانات المائية في المغرب، فإن الساكنة تعاني، في كل موسم صيف، من صعوبات في التزود بهذه المادة الحيوية.وسبق لرئيس المجلس الإقليمي، محمد السلاسي، عن حزب الأحرار، أن تحدث بدوره عن مشكل سرقة الماء من قبل بعض أصحاب الضيعات بغرض السقي. وذكر بأن هذا الوضع يساهم في الأزمة المرتبطة بهذا الملف. لكن فعاليات محلية تعتبر بأن المشكل أيضا يرتبط بغياب البنيات الأساسية، وذلك إلى جانب تداعيات منح التراخيص المرتبطة بتوسعة الأراضي القابلة للزراعة.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 10 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة