افتتحت، مساء أمس الجمعة، رسميا، بالمسرح الملكي بمراكش، فعاليات الدورة الـ 52 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، بأمسية متميزة أتحفت خلالها الفرق المشاركة الجمهور الحاضر بأهازيج ولوحات فلكلورية بديعة.

وتميز حفل الافتتاح الرسمي لهذه الدورة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور وزير الثقافة والشباب والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، ووالي جهة مراكش – آسفي، عامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، ونائب رئيس مجلس الجهة، ورؤساء المصالح الخارجية، بالإضافة إلى شخصيات أخرى.

وهكذا، أتحفت 23 فرقة فلكلورية من بينها، على الخصوص، فرقة تيسة، وكناوة، وتسكوين مراكش، وميزان هوارة، والركبة هوارة، وأقلال السيف زاكورة، والتي تعاقبت على المنصة، طيلة ساعتين، الجمهور الذي حج بكثافة إلى المسرح الملكي، بلوحات فنية بديعة، أدتها ببراعة وإتقان على نغمات وإيقاعات شعبية متنوعة، عكست غنى وعراقة التراث الشعبي المغربي.

وأبرز المهدي بنسعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالمناسبة، الأهمية الكبيرة التي يكتسيها المهرجان الوطني للفنون الشعبية، الذي قال إنه "يدافع بطريقته الخاصة عن الموروث الثقافي والتراث اللامادي المغربي".

وأضاف أن وزارة الثقافة والشباب والتواصل أطلقت مجموعة من المبادرات من أجل التعريف بهذا الموروث وحمايته، مبرزا أن الشراكة مع منظمي المهرجان تساعد على تحقيق هذا المبتغى، خاصة وأن العديد من الفرق الشعبية تأتي إلى مراكش من أجل تقديم أعمالها.

وأكد ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي وحمايته، لاسيما عبر تشجيع مجموعة من "المعلمين" على تلقينه للأحيال القادمة، لأنه يشكل جزءا لا يتجزأ من هوية المغرب، المعروف بتنوع فنونه الشعبية وغناها، وتعدد أهازيجه الفلكلورية وألوانه الموسيقية.

وأشار الوزير، من جهة أخرى، إلى أهمية إيصال مفهوم الصناعة الثقافية لجميع الفنانين، مبرزا أن الوقت قد حان لينتقل مفهوم الثقافة إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة الاحتراف، بحيث تمكن من تحسين الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للفنانين.

من جهته، قال محمد الكنيدري رئيس جمعية الأطلس الكبير، في تصريح مماثل، إن الفرق ال35 المشاركة في فعاليات الدورة 52 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية "تقدم صورة جميلة عن المجتمع المغربي بصفة عامة، والمجتمع الفني بشكل خاص، على اعتبار أنها تجسد التنوع في إطار الوحدة".

وأضاف الكنيدري أن الفرق المشاركة تمثل جميع الألوان الفنية الشعبية بالمغرب، والتي تتميز بتنوعها وغناها، كاشفا أن الجمعية ستعمل مع الوزارة الوصية على تنظيم مهرجان للشباب، على هامش المهرجان الوطني للفنون الشعبية، "حتى نتمكن من الحفاظ على هذا الموروث، وليكون هؤلاء الشباب خير خلف لخير سلف".

وتجدر الإشارة إلى أن الدورة 52 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش، التي تنظمها، إلى غاية 26 يونيو الجاري، جمعية الأطلس الكبير، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تعرف مشاركة 670 فنانا وفنانة، يمثلون 35 فرقة فلكلورية من مختلف جهات المملكة، بالإضافة إلى مجموعة شعبية إفريقية، وفرقة من ألمانيا (ضيفة شرف الدورة).

وبالإضافة إلى المسرح الملكي، الذي احتضن العرض الرسمي للمهرجان، عوض قصر البديع التاريخي الذي تخضع بعض مرافقه للترميم، ستقدم الفرق المشاركة عروضها على ثلاث منصات خارجية، بساحة جامع الفنا، وساحة الحارثي، ومنتزه مولاي الحسن، الذي سيتم استغلاله لأول مرة.

يذكر أن المهرجان الوطني للفنون الشعبية، يعد أقدم المهرجانات بالمغرب، حيث تعود أول دورة له إلى سنة 1959.