أجبرت فتاتين بمراكش على دفع فاتورة إغفالهما منطوق الحكمة السائرة"الرفيق قبل الطريق"، حين وجدتا نفسيهما ملقيتان على قارعة الطريق، وجسديهما مرصعان بجروح ورضوض تطلبت نقلهما صوب غرفة العنايات المركزة.
المصالح الأمنية التي دخلت على خط الواقعة، فتحت باب التحقيق والتحري في اتجاه تحديد الأسباب والمسببات، وانتهت بالإمساك بالخيط الذي سيقود إلى إماطة اللثام عن وجه الحقيقة،وكشف عورة الجرم المرتكب.
كانت في البداية مجرد نظرة أعقبتها ابتسامة فسلام وكلام معسول، فتح شهية الفتاتين لركوب سيارة من نوع "كونغو" على متنها ثلاثة شبان، وانطلق الجميع في رحلة لم يكتب لها أن تصل ل"بر الأمان"، فانتهت نهاية مأساوية.
منتصف ليلة أول أمس، احتضن فضاء مقهى بطريق المنطقة السكنية الجديدة ( المحاميد) جلسة حميمية للشبان الثلاثة توزعت أعمارهم بين 32 ،26 و21 سنة، فيما كانت الفتاتان( 30و23 سنة) تتخذان لهما طاولة مجاورة،وتحيطان نفسيهما بجو من الغنج والدلال، وقد بدتا في كامل زينتهما وأناقتهما.
لم يتطلب الأمركثير وقت حين انطلق الجمعان في رشق بعضهما بسهام الإغواء والتحرش،وقد تأكد لكليهما أن" القفل طاح ،وصاب غطاه"، وبالتالي حصول الإتفاق بالمرافقة والمصاحبة لإحياء سهرة من النوع"المعتبر".
امتطت الفتاتان سيارة الشبان الثلاثة، فانطلق الجميع وكل يمني النفس بتحقيق المبتغى والمراد، كل حسب" ما حج له"، بحيث ما كادت السيارة تنطلق في خوض غمار الطريق، حتى أشهر الذكور في وجه رفيقاتهما الإناث بعض ما تيسر من قنينات المشروبات الروحية كلوازم "الفرفشة والأنس" التي لا تستقيم شروط "القصارة" بدونها.
حركة كانت بمثابة بداية لنهاية حسن المعاشرة والصفاء، بعد أن رفضت الفتاتان تلبية نداء المعاقرة و"التعربيط" وأصرتا على موقفهما الرافض لتناول الخمر المعروضة،بالرغم من الإلحاح الكبير من رفاقهما.
في غمرة الأخذ والرد، هددت إحدى الفتاتين بالترجل من على صهوة السيارة والمغادرة لحال سبيلها، مع الاتيان بحركة مستفزة تؤكد من خلالها على جدية تهديدها، ما أثار دواعي الحقد والغضب في صدور الشبان الثلاثة،ودفعهم إلى ارتكاب حماقة ستقودهما إلى دروب التوقيف والإعتقال، وترمي بالفتاتين في أحضان أسرة المستشفى.
كانت السيارة منطلقة في طريقها، حين قام الشبان بإلقاء الفتاة الأولى خارجا دونما أدنى اهتمام بما قد يترتب على هذه الخطوة من عواقب وخيمة، فأتبعوا الأمر بإلقاء الفتاة الثانية والإستمرار في طريقهم وكأنهم بذلك قد تخلصوا من بعض سقط المتاع.
ارتطام الفتاتين بإسفلت الشارع عرضهما لإصابات حرجة ،تطلبت استنفار سيارات الإسعاف لنقلهما صوب المستشفى، فيما عملت المصالح الأمنية على تتبع مسار الجناة اعتمادا على شهادة شهود تابعوا الواقعة وأقوال إحدى الضحيتين، ما أسفر عن اعتقال المتورطين وإحالتهم على النيابة العامة، ليسدل الستار بذلك عن فصول هذه الجريمة المترعة بنفحات"مرافقة من والا، تتورث البالا".