استاذة مراكشية تحكي تفاصيل رحلة الموت هربا من قساوة الطقس باقليم الحوز
كشـ24
نشر في: 21 فبراير 2016 كشـ24
حكت استاذة من بين العشرات من رجال التعليم الذين ساقتهم ظروف العمل الى المناطق النائية والوعرة في عمق الأطلس الكبير بالحوز، تفاصيل "رحلة الموت" هربا من قساوة الطقس في الايام القليلة الماضية بالاقليم بعد تساقط الثلوج.
وحكت الاستاذة المدعوة "ياسمينة" عن معاناة التنقل المحفوف بالمخاطر و قساوة ظروف العيش والعمل، حتى بعد الوصول الى مدارس، تشارك الدواوير المجاورة لها كل مفردات عزلة البلاد والعباد عما حولهما بفعل أكوام من الثلج تخفي من تحتها ملامح الطرق والممرات.
وحكت "ياسمينة" ليومية "الاحداث المغربية" بعد عودتها لأحضان أسرتها بمراكش، فصول مغامرة هروبها من فرعية دوار تمنكار في عمق الجماعة القروية الجبلية ستي فاضمة بالحوز، هروبها من براتن الجوع والصقيع المخيم في المكان بعد العواصف الثلجية التي ضربت الاطلس الكبير خلال الأيام القليلة الماضية.
وبدأت ياسمينة حديثها بصوت العائد من حرب تفوح منها روائح الموت قائلة ” كون بقيت تما كون حماقيت ” قبل أن تتابع سرد حكايتها المؤلمة، حيث جاء في حديثها ان زحف العواصف كان مباغتا، وتضيف، لم نكن انا واصدقائي في العمل مهيئين له كما هو الحال خلال العام المنصرم حيث أحضرنا المواد الغذائية ومستلزمات التدفئة والشمع، وظن الجميع ان احتمال تساقط الثلوج ضئيل بعد مرور ازيد من شهرين عن موعده.
وأضافت ياسمينة … بعد ليليتين مرعبتين مرت علينا في البيت الصغير الذي نسكنه قرب المدرسة، خيم عليهما الضلام الدامس والجوع ممزوجين بالخوف الشديد، بعد نفاذ ما تبقى من المؤنة ، قررت في النهاية ، بعد اقناع الاخرين بقراري ، ان اغامر واغادر المكان ليبدأ الفصل الاكثر خطرا من الحكاية رغم علمي بصعوبة المسالك ، حيث تظهر ملامحها احيانا وتختفي احيانا اخرى.
و قالت ياسمينة: استعنت في غالب الامر بمخيلتي لرص الاتجاه وسط اكوام من الثلوج، تحكي ياسمين، و ظننت بعد مرور ساعتين من مغادرتنا بيت المدرسة اننا اقتربنا من الوصول لاقرب نقطة نحتمي فيها، و ربما نجد فيها وسيلة تنقلنا الى مراكش او نقطة اخرى تمكننا من ذات الهدف، الا ان بعد المسافة التي تبلغ حسب تقديري حوالي 20 كيلومترا لم نتمكن من قطعها الا بعد مرور اربع ساعات بالتمام والكمال، خرجنا منها بكدمات على مستوى الرجلين واليدين والظهر لنصل الى اخر نقطة في مركز جماعة ستي فاضمة حيث وجدنا اخيرا وسيلة وحيدة اقلتنا الى جماعة اوريكة ومنها الى مراكش .
بعد وصول ياسمينة الى حضن اهلها واخدها قسطا من الراحة بدأت الكدمات التي اصيبت بها اثناء رحلة الموت تلك في اثارة الالم ، ورغم ذلك حاولت الدخول الى حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك واصدرت تدوينة جاء فيها :
” الناس للي كيسولوني علاش مهضرتش على مواضيع الساعة كقدوم السيسي للمغرب وصاليغ المدرب و البيض و خديجة …. دبا هي قولو ليا كيف سأتحدث عن هذه المواضيع وانا مازالت مصدومة من الواقع اﻷليم للي جاية منو من أعالي جبال اﻷطلس. …. من المغرب المنسي و المنفي …. من المغرب للي كيسميوه الغير النافع ؟؟؟؟ فين باقي كتبان لي هاد البلاد كاملة ؟؟؟ شكون باقي غيديها فسيسي ولا فالبيض و الناس محبوسة عليهم الطريق أسبوع هذا و حتى شي حد من المسؤولين مساق لهم الخبار ….. واش الحل هو فين ما طاح الثلج حنا اﻷساتذة خصنا نغامرو بحياتنا ونهبطو باش منموتوش تماك ؟؟؟؟؟ واش هدوك الناس مصيرهم ديما فين ما جا شوية الثلج ينقاطعو على العالم بدون زاد لا كهرباء …. ”.
حكت استاذة من بين العشرات من رجال التعليم الذين ساقتهم ظروف العمل الى المناطق النائية والوعرة في عمق الأطلس الكبير بالحوز، تفاصيل "رحلة الموت" هربا من قساوة الطقس في الايام القليلة الماضية بالاقليم بعد تساقط الثلوج.
وحكت الاستاذة المدعوة "ياسمينة" عن معاناة التنقل المحفوف بالمخاطر و قساوة ظروف العيش والعمل، حتى بعد الوصول الى مدارس، تشارك الدواوير المجاورة لها كل مفردات عزلة البلاد والعباد عما حولهما بفعل أكوام من الثلج تخفي من تحتها ملامح الطرق والممرات.
وحكت "ياسمينة" ليومية "الاحداث المغربية" بعد عودتها لأحضان أسرتها بمراكش، فصول مغامرة هروبها من فرعية دوار تمنكار في عمق الجماعة القروية الجبلية ستي فاضمة بالحوز، هروبها من براتن الجوع والصقيع المخيم في المكان بعد العواصف الثلجية التي ضربت الاطلس الكبير خلال الأيام القليلة الماضية.
وبدأت ياسمينة حديثها بصوت العائد من حرب تفوح منها روائح الموت قائلة ” كون بقيت تما كون حماقيت ” قبل أن تتابع سرد حكايتها المؤلمة، حيث جاء في حديثها ان زحف العواصف كان مباغتا، وتضيف، لم نكن انا واصدقائي في العمل مهيئين له كما هو الحال خلال العام المنصرم حيث أحضرنا المواد الغذائية ومستلزمات التدفئة والشمع، وظن الجميع ان احتمال تساقط الثلوج ضئيل بعد مرور ازيد من شهرين عن موعده.
وأضافت ياسمينة … بعد ليليتين مرعبتين مرت علينا في البيت الصغير الذي نسكنه قرب المدرسة، خيم عليهما الضلام الدامس والجوع ممزوجين بالخوف الشديد، بعد نفاذ ما تبقى من المؤنة ، قررت في النهاية ، بعد اقناع الاخرين بقراري ، ان اغامر واغادر المكان ليبدأ الفصل الاكثر خطرا من الحكاية رغم علمي بصعوبة المسالك ، حيث تظهر ملامحها احيانا وتختفي احيانا اخرى.
و قالت ياسمينة: استعنت في غالب الامر بمخيلتي لرص الاتجاه وسط اكوام من الثلوج، تحكي ياسمين، و ظننت بعد مرور ساعتين من مغادرتنا بيت المدرسة اننا اقتربنا من الوصول لاقرب نقطة نحتمي فيها، و ربما نجد فيها وسيلة تنقلنا الى مراكش او نقطة اخرى تمكننا من ذات الهدف، الا ان بعد المسافة التي تبلغ حسب تقديري حوالي 20 كيلومترا لم نتمكن من قطعها الا بعد مرور اربع ساعات بالتمام والكمال، خرجنا منها بكدمات على مستوى الرجلين واليدين والظهر لنصل الى اخر نقطة في مركز جماعة ستي فاضمة حيث وجدنا اخيرا وسيلة وحيدة اقلتنا الى جماعة اوريكة ومنها الى مراكش .
بعد وصول ياسمينة الى حضن اهلها واخدها قسطا من الراحة بدأت الكدمات التي اصيبت بها اثناء رحلة الموت تلك في اثارة الالم ، ورغم ذلك حاولت الدخول الى حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك واصدرت تدوينة جاء فيها :
” الناس للي كيسولوني علاش مهضرتش على مواضيع الساعة كقدوم السيسي للمغرب وصاليغ المدرب و البيض و خديجة …. دبا هي قولو ليا كيف سأتحدث عن هذه المواضيع وانا مازالت مصدومة من الواقع اﻷليم للي جاية منو من أعالي جبال اﻷطلس. …. من المغرب المنسي و المنفي …. من المغرب للي كيسميوه الغير النافع ؟؟؟؟ فين باقي كتبان لي هاد البلاد كاملة ؟؟؟ شكون باقي غيديها فسيسي ولا فالبيض و الناس محبوسة عليهم الطريق أسبوع هذا و حتى شي حد من المسؤولين مساق لهم الخبار ….. واش الحل هو فين ما طاح الثلج حنا اﻷساتذة خصنا نغامرو بحياتنا ونهبطو باش منموتوش تماك ؟؟؟؟؟ واش هدوك الناس مصيرهم ديما فين ما جا شوية الثلج ينقاطعو على العالم بدون زاد لا كهرباء …. ”.