مجتمع

ارتفاع تسعيرة النقل في العيد.. بين تغاضي الوزارة واللوبيات المحتكرة


كشـ24 نشر في: 5 سبتمبر 2016

كما جرت العادة، وعند اقتراب كل عيد، ترتفع تسعيرة النقل بشكل مهول، لدرجة تكاد تكون خيالية في بعض الخطوط، التي يستغلها أرباب الحافلات وسيارات الأجرة للزيادة في الثمن المتعارف عليه، مما يثقل كاهل المواطن البسيط، الذي يكون متبوعا بالتزامات شتى منها تزامن العيد مع الدخول المدرسي. 

فغالبا ما يجد المواطن راحته النفسية في زيارة مسقط رأسه، ورؤية الأحباب والعائلة خلال هذه المناسبة الدينية، فيسافر رغم مشقة الطريق وضيق الوقت، لقضاء عطلة لا تتجاوز الأسبوع. 

والسفر في هذه المناسبة، أصبح اليوم عدد من المواطنين يفكرون فيه مليّا، ويعيدون النظر فيه مرات ومرات، نظرا للزيادة الكبيرة التي يتعمدها أرباب حافلات النقل وسيارات الأجرة مع اقتراب العيد. فعندما تتضاعف التسعيرة لما يقارب 4 أو 5 مرات، فليس بمقدور الكل الذهاب لزيارة مسقط رأسه ومشاركة فرحة العيد مع أهلة وذويه، حيث بات الأمر مستعصيا أكثر وأكثر، خاصة أن هذا المواطن عند سفره يصبح ملزما بمصاريف أخرى، منها شراء أضحية العيد، وإدخال الفرحة والبهجة على أقربائه. 

هذه الزيادة التي يتعمدها أصحاب حافلات النقل في مثل هذه المناسبات غير قانونية بالمرة، وتعتبر بمتابة ابتزاز لكل المواطنين الراغبين في السفر، وهذا بالضبط ما أكده المركز المغربي لحقوق الإنسان في بيانه الصادر مؤخرا. فالمواطن البسيط أصبح اليوم غنيمة لمثل هؤلاء الإنتهازيين، الذين يستغلون مثل هذه المواقف للزيادة في الربح ولملء جيوبهم بالمال. 

ويتحجج هؤلاء المستغلين بعدد من الحجج الواهية، فيقولون أنهم مواطنون أيضا، وأنهم متبوعون بعدد من المصاريف خلال العيد، إضافة إلى أن عددا من سائقي الحافلات يرجع خلال الساعات الأولى من صباح العيد، فيعتبرونها تضحية منهم، كما أنهم يقولون عبارتهم التي أصبحت محفوظة عن ظهر قلب  "العواشر هادي"  كما لو أنّ هذه الأيام المباركة محسوبة عليهم، وليست محسوبة على المواطن المسافر،  لذلك يقولون بأنهم ملزمون بالرفع في التسعيرة خلال أيام العيد، نظرا لمثل هذه التضحيات. 

إذا كانت وكما يدعون أنها تضحيات، فكيف يعقل أن تكون على حساب المواطن البسيط، فهل يمكن أن نعتبرها تضحية أصلا. فالتضحيات هي أن  تعمل من أجل الصالح العام، وهذا ما لا يراه المسافر في المحطات الطرقية ، فكل ما يجده هناك هو النصب والاستغلال والسرقة وتطاحن أرباب الحافلات فيما بينهم ، حيث بات المواطن يهرب من جحيم هذه المحطات قدر استطاعته. فكيف يعقل أن تعتبر هذه تضحية؟

إن المشكل الحقيقي لهذه الظاهرة التي تنتشر مع اقتراب المناسبات، يكمن في التدابير الرقابية الضعيفة، التي تعتمد عليها وزارة النقل واللوجيستيك، في مثل هذه التجاوزات، فلو استطاعت هذه الوزارة وضع قوانين زجرية على كل زيادة، لما استطاع أصحاب شركات النقل في المحطات الطرقية من الزيادة في التسعيرة المتعارف عليها، فرغم اللوبيات الكبيرة الموجودة في محطات النقل، إلا أن القوانين وحدها بإمكانها الحد ولو بقليل من تفشي ظاهرة ارتفاع قيمة التذاكر خلال مثل هذه المناسبات . 

وبين وزارة النقل واللوبيات التي تستغل نفوذها للزيادة في التسعيرة خلال أيام العيد، وفي انتظار الحل من وزارة النقل لتسهيل عملية السفر للمواطنين الراغبين في تمضية العيد رفقة الأحباب، يبقى المواطن المسافر لزيارة عائلته هو الضحية الوحيدة خلال هذه الأيام المباركة 

كما جرت العادة، وعند اقتراب كل عيد، ترتفع تسعيرة النقل بشكل مهول، لدرجة تكاد تكون خيالية في بعض الخطوط، التي يستغلها أرباب الحافلات وسيارات الأجرة للزيادة في الثمن المتعارف عليه، مما يثقل كاهل المواطن البسيط، الذي يكون متبوعا بالتزامات شتى منها تزامن العيد مع الدخول المدرسي. 

فغالبا ما يجد المواطن راحته النفسية في زيارة مسقط رأسه، ورؤية الأحباب والعائلة خلال هذه المناسبة الدينية، فيسافر رغم مشقة الطريق وضيق الوقت، لقضاء عطلة لا تتجاوز الأسبوع. 

والسفر في هذه المناسبة، أصبح اليوم عدد من المواطنين يفكرون فيه مليّا، ويعيدون النظر فيه مرات ومرات، نظرا للزيادة الكبيرة التي يتعمدها أرباب حافلات النقل وسيارات الأجرة مع اقتراب العيد. فعندما تتضاعف التسعيرة لما يقارب 4 أو 5 مرات، فليس بمقدور الكل الذهاب لزيارة مسقط رأسه ومشاركة فرحة العيد مع أهلة وذويه، حيث بات الأمر مستعصيا أكثر وأكثر، خاصة أن هذا المواطن عند سفره يصبح ملزما بمصاريف أخرى، منها شراء أضحية العيد، وإدخال الفرحة والبهجة على أقربائه. 

هذه الزيادة التي يتعمدها أصحاب حافلات النقل في مثل هذه المناسبات غير قانونية بالمرة، وتعتبر بمتابة ابتزاز لكل المواطنين الراغبين في السفر، وهذا بالضبط ما أكده المركز المغربي لحقوق الإنسان في بيانه الصادر مؤخرا. فالمواطن البسيط أصبح اليوم غنيمة لمثل هؤلاء الإنتهازيين، الذين يستغلون مثل هذه المواقف للزيادة في الربح ولملء جيوبهم بالمال. 

ويتحجج هؤلاء المستغلين بعدد من الحجج الواهية، فيقولون أنهم مواطنون أيضا، وأنهم متبوعون بعدد من المصاريف خلال العيد، إضافة إلى أن عددا من سائقي الحافلات يرجع خلال الساعات الأولى من صباح العيد، فيعتبرونها تضحية منهم، كما أنهم يقولون عبارتهم التي أصبحت محفوظة عن ظهر قلب  "العواشر هادي"  كما لو أنّ هذه الأيام المباركة محسوبة عليهم، وليست محسوبة على المواطن المسافر،  لذلك يقولون بأنهم ملزمون بالرفع في التسعيرة خلال أيام العيد، نظرا لمثل هذه التضحيات. 

إذا كانت وكما يدعون أنها تضحيات، فكيف يعقل أن تكون على حساب المواطن البسيط، فهل يمكن أن نعتبرها تضحية أصلا. فالتضحيات هي أن  تعمل من أجل الصالح العام، وهذا ما لا يراه المسافر في المحطات الطرقية ، فكل ما يجده هناك هو النصب والاستغلال والسرقة وتطاحن أرباب الحافلات فيما بينهم ، حيث بات المواطن يهرب من جحيم هذه المحطات قدر استطاعته. فكيف يعقل أن تعتبر هذه تضحية؟

إن المشكل الحقيقي لهذه الظاهرة التي تنتشر مع اقتراب المناسبات، يكمن في التدابير الرقابية الضعيفة، التي تعتمد عليها وزارة النقل واللوجيستيك، في مثل هذه التجاوزات، فلو استطاعت هذه الوزارة وضع قوانين زجرية على كل زيادة، لما استطاع أصحاب شركات النقل في المحطات الطرقية من الزيادة في التسعيرة المتعارف عليها، فرغم اللوبيات الكبيرة الموجودة في محطات النقل، إلا أن القوانين وحدها بإمكانها الحد ولو بقليل من تفشي ظاهرة ارتفاع قيمة التذاكر خلال مثل هذه المناسبات . 

وبين وزارة النقل واللوبيات التي تستغل نفوذها للزيادة في التسعيرة خلال أيام العيد، وفي انتظار الحل من وزارة النقل لتسهيل عملية السفر للمواطنين الراغبين في تمضية العيد رفقة الأحباب، يبقى المواطن المسافر لزيارة عائلته هو الضحية الوحيدة خلال هذه الأيام المباركة 


ملصقات


اقرأ أيضاً
اعتقال متهمين بإسبانيا بسبب استغلال مهاجرين مغاربة بعقود وهمية
تم القبض على أربعة أشخاص في جيبوثكوا (إقليم الباسك) بتهمة تسهيل الهجرة غير الشرعية واستغلال العمال الأجانب ، وخاصة المهاجرين المغاربة، حيث قاموا بمعالجة تصاريح العمل والإقامة غير القانونية لهم مقابل مبالغ مالية. وبحسب وكالة الأنباء الإسبانية "إفي" ، أوضحت الشرطة الوطنية أن المعتقلين كانوا جزءًا من "شبكة منظمة" سهلت الدخول والإقامة غير الشرعية في إسبانيا لمواطنين مغاربة من خلال عقود وهمية في بلدهم الأصلي من قبل شركتين للبناء، واحدة مقرها في بيزكايا والأخرى في جيبوثكوا. وتم استغلال عروض العمل للحصول على الإقامة وتصاريح العمل، ولكن المهاجرين لم يتم توظيفهم بعد ذلك في الشركات، بل أجبروا على العمل خارج الشركات في ظروف محفوفة بالمخاطر.وبدأ التحقيق في أكتوبر 2024، عندما تم اكتشاف مخالفات محتملة في العديد من طلبات القيد بالسجل البلدي، والتي كانت جميعها تحمل عنوان منزل في بلدة إيرون. وأكد الضباط أنه منذ نونبر 2019، تم تسجيل 19 شخصًا في هذا العنوان في إرون ، و16 آخرين في منازل في سان سيباستيان دون أن يكونوا مقيمين هناك. وتمكنت الشرطة الوطنية من تحديد هوية 19 شخصا في أماكن مختلفة بإسبانيا، والذين كانوا مسجلين في العقارات قيد التحقيق، واعترف 13 منهم بدفع أموال لأحد المعتقلين. وتمكن ما لا يقل عن 10 من المقيمين المسجلين من تسوية وضعهم في إسبانيا من خلال تصاريح الإقامة والعمل المرتبطة بعقود في بلدهم الأصلي تديرها شركتان للبناء.
مجتمع

مغربي يتسبب في حالة طوارىء بمطار إيطالي
تمكّن مهاجر مغربي يبلغ من العمر 29 عامًا، موضوع طُرد وترحيل من إيطاليا، من الهروب من قبضة الشرطة، قبل لحظات من صعوده إلى الطائرة التي ستنقله إلى بلده الأصلي. وهرب المعني بالأمر على أحد مدارج مطار ماركوني في بولونيا. وفي محاولةٍ منه لتضليل رجال الشرطة، افتعل حريقا، تم إخماده من طرف رجال الإطفاء بالمطار. ووقع الحادث السبت الماضي، بعد الساعة السادسة مساءً بقليل. ولم تُوقف الشرطة الهارب، الذي تمكن من تسلّق السياج الواقي وتجاوز محيط المطار. وتم وضعه قيد البحث من قِبل دوريات المراقبة الإقليمية. وتسببت الحادثة في تعليق الرحلات الجوية في مطار بولونيا ماركوني من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة والنصف مساءً. وبعد إخماد النيران، عادت الأمور إلى طبيعتها، لكن مع تسجيل تأخير عدة رحلات، وتم تحويل مسار طائرتين، إحداهما قادمة من إسطنبول والأخرى من باليرمو، وهبطتا في مطار ريميني والثانية في مطار فورلي.
مجتمع

مخاوف من تكرار فضيحة “كوب28” تقود الوزيرة بنعلي للمساءلة البرلمانية
تقدمت فاطمة الزهراء التامني، النائبة عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، بسؤال كتابي لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، تطالب فيه بتوضيحات حول مدى توفر ضمانات الشفافية والنجاعة في صفقة تفويض تنظيم مشاركة المغرب في مؤتمر المناخ “كوب 30”، المرتقب تنظيمه في نونبر المقبل بالبرازيل. وحذّرت النائبة التامني في معرض سؤالها، من تكرار ما وصفته بـ”فضيحة كوب 28″ التي عرفت، حسب قولها، مشاركة وفد مغربي كبير بتكلفة فاقت 9 ملايين درهم، دون أدوار واضحة لغالبية المشاركين، ما أثار انتقادات واسعة بشأن الحكامة وترشيد النفقات. التامني أبرزت أن صفقة “كوب 30” تم تفويضها إلى شركة خاصة بكلفة تقارب 9 ملايين درهم، ما يثير مخاوف حقيقية من تكرار نفس السيناريو، خصوصاً أن مؤتمر “كوب 29” المقرر بأذريبدجان في 2024 عرف بدوره صفقة بلغت 5.9 ملايين درهم. وفي هذا السياق، طالبت النائبة الوزيرة بالكشف عن المعايير المعتمدة لاختيار المشاركين في هذه المؤتمرات، وتفسير مشاركة أعداد كبيرة دون مهام محددة، إضافة إلى توضيح الإجراءات المتخذة لضمان الشفافية والفعالية، وتفادي تبذير المال العام، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
مجتمع

مختصة نفسية تكشف لـ”كشـ24″ أبعاد سخرية المغاربة من موجة الحرارة على مواقع التواصل
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الأيام الماضية، موجة واسعة من المنشورات الساخرة، تفاعلا مع الارتفاع المهول في درجات الحرارة التي تشهدها مختلف المدن، حيث عبر عدد من النشطاء بروح دعابة عن معاناتهم اليومية مع القيظ، في تدوينات جمعت بين الطرافة والتهكم، وأحيانا الإبداع، الأمر الذي أثار اهتمام المتتبعين وأعاد إلى الواجهة دور السخرية في المجتمع.وفي هذا السياق، أوضحت الأخصائية النفسية والباحثة في علم النفس الاجتماعي، الأستاذة بشرى المرابطي، في تصريحها لموقع "كشـ24"، أن السخرية تعد بمثابة رسائل نفسية واجتماعية، وأحيانا حتى سياسية، تهدف إلى إنتاج الضحك وتوفير مساحة جماعية للتنفيس، وأشارت إلى أن الضحك، كما يرى الفيلسوف الفرنسي هنري بيركسون، يحتاج الضحك للصدى عكس البكاء الذي يمكن الإنسان من التنفيس عن ذاته لكن بشكل فردي وأكدت المرابطي أن السخرية في علاقتها بموجات الحرارة المفرطة لا تعبر فقط عن استهزاء سطحي، بل هي آلية دفاعية واعية أو غير واعية، يلجأ إليها الأفراد لتغيير حالة الرتابة والملل التي ترافق فترات الصيف الطويلة، خاصة مع التوتر الناتج عن ارتفاع الحرارة.وأبرزت المتحدثة أن الفكاهة والسخرية تلعبان دورا مهما في المناعة النفسية، باعتبارهما وسائل فعالة للتقليل من التوتر والقلق والغضب، بل وتحمي الإنسان من بعض الأعراض البيولوجية المرتبطة بالحالة النفسية، مضيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت فضاء سهلا ومفتوحا للتقاسم الجماعي لهذه المشاعر، وهو ما يعزز الشعور بالانتماء والتخفيف الجماعي من الضغط.واعتبرت الأخصائية النفسية، أن انتشار هذه الظاهرة في السياق المغربي هو مؤشر إيجابي على صحة المزاج العام، لكون المغاربة يميلون بالفطرة إلى النكتة والدعابة، مضيفة، جميل جدا أن نحول معاناتنا اليومية إلى مادة للضحك والسخرية، لأنها تعكس حيوية المجتمع وروح مقاومته النفسية للظروف الصعبة.وختمت المرابطي حديثها بالتشديد على أن هذا الأسلوب التفاعلي مع الظواهر الطبيعية والاجتماعية، يظهر قدرة المجتمع على تحويل المحن إلى لحظات فرج وفرجة، مؤكدة أن الضحك الجماعي ليس مجرد وسيلة للهروب، بل سلوك دفاعي إيجابي يدعم التوازن النفسي للفرد والجماعة.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 01 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة