مجتمع

احتفالات عاشوراء.. عادات وطقوس متوارثة


كشـ24 - وكالات نشر في: 9 سبتمبر 2019

تعتبر ذكرى عاشوراء بإقليم شفشاون، التي تصادف العاشر من محرم، حدثا استثنائيا لدى الساكنة، إذ تقام لها احتفالات تدوم أكثر من ثلاثة أسابيع، فهي مناسبة سنوية تنتظرها بشغف جل الأسر الشفشاونية لمشاطرة لحظات فرح بين الصغار والكبار وتبادل الهدايا وتجديد العادات والتقاليد.ويتشبث الشفشاونيون بتقاليد وعادات توارثتها الأجيال عن الآباء والأجداد وعن السلف الصالح، وهي خاصية تمتاز بها المناطق الجبلية، وتميزها عن غيرها من المناطق المغربية، ويغلب عليها طابع التشبث بالأصالة المغربية والأندلسية العريقة.وتعتبر هذه المناسبة فرصة للتضامن والتآزر والتكافل، تؤكد من خلالها ساكنة القرى المجاورة على حرصها على حضور الاحتفالات التي تنطلق ابتداء من العاشر من محرم، فيحجون إلى المدينة بزيهم الجبلي، وتزدان القرويات في حواري المدينة مدثرات بمناديل حمراء ومعتمرات لقبعات مزركشة بألوان زاهية.وتعرف هذه الفترة من السنة إقبالا متزايدا من طرف الأطفال والكبار على الألعاب الترفيهية، المسماة محليا ب (الفريا)، كما يقام سوق شعبي بالساحة الكبرى للمدينة، حيث تنصب فيه الأروقة لعرض منتوجات مختلفة، من الأثاث المنزلي إلى الآلات الإيقاعية ولعب الأطفال وحلويات (القشقشة) والمكسرات وغيرها.في هذا الإطار، أكد الباحث في تراث وأعلام شفشاون، محمد ابن يعقوب، في تصريح لوكالة المغرب العربي أن "الاحتفال بعاشوراء لازال يخلد في شفشاون إلى اليوم بذات الزخم الذي كان عليه أيام زمان" ، مشيرا إلى أن "مدة الاحتفال الآن تتجاوز خمسة عشر يوما يحج خلالها إلى المدينة سكان القبائل المجاورة والتجار من كل الآفاق".ويرى الباحث أن الاحتفال بعاشوراء كان يجد بهجته داخل منزل كل أسرة من خلال اجتماع الأطفال والكبار لتناول الفواكه الجافة والحلويات التقليدية (جبان، الكتان، الكاكاو والزنجلان ...).ويضيف الباحث أن من الطقوس التي اعتادت الأسر الشفشاونية على ممارستها في يوم عاشوراء أنها كانت "تجعل من ذيل الأضحية المجفف (القديد) غذاءها في هذا اليوم، كأنها بذلك ترمز إلى وداع عيد الأضحى المنصرم"، معقبا أن هذه "العادة ما زالت موجودة عند قلة من الأسر بالمدينة".وفي معرض حديثه عن أهم التحولات التي شهدها الاحتفال بعاشوراء بشفشاون بين زمنين، أشار الباحث أن ساحة وطاء الحمام بالمدينة العتيقة كانت تحتضن في الماضي جل طقوس الاحتفالات، حيث تنصب خيام التجار وتقام الأراجيح التقليدية المعروفة باسم "نواعير القلعة"، نسبة إلى قرية تحمل الاسم ذاته غير بعيدة عن المدينة، موضحا هذه القرية عرفت بصناعة هذه الأراجيح وتشغليها، وهي عادة اندثرت مع الوقت.في السياق، أبرز ابن يعقوب أن "فضاء وطاء الحمام كان يحتضن المعروضات التجارية من لعب وحلوى ومكسرات ودفوف (بنادير وتعاريج) والخزف والأواني المنزلية والأحذية والملابس وبعض البضائع التي يكثر عليها الطلب في هذه المناسبة".وتابع ابن يعقوب، الذي صدرت له عدة مؤلفات حول الذاكرة الشعبية لإقليم شفشاون، أن الاحتفال كان يبلغ ذروته يوم عاشوراء حيث تكتظ ساحة وطاء الحمام عن آخرها بالمحتفلين والتجار والمتبضعين والباحثين عن الترفيه ومنشطي الحلقات والحكواتيين والمطربين الشعبيين والحواة ومروضي الحيوانات، بل حتى اللصوص والمحتالين والمشعوذين.واعتبر أن ساحة وطاء الحمام في عاشوراء كانت تعتبر مسرحا لأنواع شتى من فن "الحلقة الشعبية"، التي ينشطها الحواة أو الحكواتيون أو البهلوانيون والمهرجون أو محترفو ألعاب الخفة والمقامرون بلعبة الأوراق والنرد والدومينو.وعرج الباحث في حديثه عن الجانب الروحي لهذه المناسبة، حيث اعتبر أن يوم عاشوراء "مناسبة للصيام التطوعي، حيث يقبل الكبار على صيامه لما ورد في الأثر من فضائل صيامه، كما أنه مناسبة يلتف فيها أفراد الأسرة مساء على مائدة الإفطار".وخلص الباحث إلى التذكير بأسطورة بائدة تزعم أن سكان المدينة كانوا يعتقدون قديما أن مياه بئر زمزم تفيض على شفشاون عصر يوم عاشوراء فيغتنم السكان الفرصة للشرب والنظافة والتبرك، موضحا أنه "زعم لم يعد الكثيرون يؤمنون به بحكم تطور العقليات".

تعتبر ذكرى عاشوراء بإقليم شفشاون، التي تصادف العاشر من محرم، حدثا استثنائيا لدى الساكنة، إذ تقام لها احتفالات تدوم أكثر من ثلاثة أسابيع، فهي مناسبة سنوية تنتظرها بشغف جل الأسر الشفشاونية لمشاطرة لحظات فرح بين الصغار والكبار وتبادل الهدايا وتجديد العادات والتقاليد.ويتشبث الشفشاونيون بتقاليد وعادات توارثتها الأجيال عن الآباء والأجداد وعن السلف الصالح، وهي خاصية تمتاز بها المناطق الجبلية، وتميزها عن غيرها من المناطق المغربية، ويغلب عليها طابع التشبث بالأصالة المغربية والأندلسية العريقة.وتعتبر هذه المناسبة فرصة للتضامن والتآزر والتكافل، تؤكد من خلالها ساكنة القرى المجاورة على حرصها على حضور الاحتفالات التي تنطلق ابتداء من العاشر من محرم، فيحجون إلى المدينة بزيهم الجبلي، وتزدان القرويات في حواري المدينة مدثرات بمناديل حمراء ومعتمرات لقبعات مزركشة بألوان زاهية.وتعرف هذه الفترة من السنة إقبالا متزايدا من طرف الأطفال والكبار على الألعاب الترفيهية، المسماة محليا ب (الفريا)، كما يقام سوق شعبي بالساحة الكبرى للمدينة، حيث تنصب فيه الأروقة لعرض منتوجات مختلفة، من الأثاث المنزلي إلى الآلات الإيقاعية ولعب الأطفال وحلويات (القشقشة) والمكسرات وغيرها.في هذا الإطار، أكد الباحث في تراث وأعلام شفشاون، محمد ابن يعقوب، في تصريح لوكالة المغرب العربي أن "الاحتفال بعاشوراء لازال يخلد في شفشاون إلى اليوم بذات الزخم الذي كان عليه أيام زمان" ، مشيرا إلى أن "مدة الاحتفال الآن تتجاوز خمسة عشر يوما يحج خلالها إلى المدينة سكان القبائل المجاورة والتجار من كل الآفاق".ويرى الباحث أن الاحتفال بعاشوراء كان يجد بهجته داخل منزل كل أسرة من خلال اجتماع الأطفال والكبار لتناول الفواكه الجافة والحلويات التقليدية (جبان، الكتان، الكاكاو والزنجلان ...).ويضيف الباحث أن من الطقوس التي اعتادت الأسر الشفشاونية على ممارستها في يوم عاشوراء أنها كانت "تجعل من ذيل الأضحية المجفف (القديد) غذاءها في هذا اليوم، كأنها بذلك ترمز إلى وداع عيد الأضحى المنصرم"، معقبا أن هذه "العادة ما زالت موجودة عند قلة من الأسر بالمدينة".وفي معرض حديثه عن أهم التحولات التي شهدها الاحتفال بعاشوراء بشفشاون بين زمنين، أشار الباحث أن ساحة وطاء الحمام بالمدينة العتيقة كانت تحتضن في الماضي جل طقوس الاحتفالات، حيث تنصب خيام التجار وتقام الأراجيح التقليدية المعروفة باسم "نواعير القلعة"، نسبة إلى قرية تحمل الاسم ذاته غير بعيدة عن المدينة، موضحا هذه القرية عرفت بصناعة هذه الأراجيح وتشغليها، وهي عادة اندثرت مع الوقت.في السياق، أبرز ابن يعقوب أن "فضاء وطاء الحمام كان يحتضن المعروضات التجارية من لعب وحلوى ومكسرات ودفوف (بنادير وتعاريج) والخزف والأواني المنزلية والأحذية والملابس وبعض البضائع التي يكثر عليها الطلب في هذه المناسبة".وتابع ابن يعقوب، الذي صدرت له عدة مؤلفات حول الذاكرة الشعبية لإقليم شفشاون، أن الاحتفال كان يبلغ ذروته يوم عاشوراء حيث تكتظ ساحة وطاء الحمام عن آخرها بالمحتفلين والتجار والمتبضعين والباحثين عن الترفيه ومنشطي الحلقات والحكواتيين والمطربين الشعبيين والحواة ومروضي الحيوانات، بل حتى اللصوص والمحتالين والمشعوذين.واعتبر أن ساحة وطاء الحمام في عاشوراء كانت تعتبر مسرحا لأنواع شتى من فن "الحلقة الشعبية"، التي ينشطها الحواة أو الحكواتيون أو البهلوانيون والمهرجون أو محترفو ألعاب الخفة والمقامرون بلعبة الأوراق والنرد والدومينو.وعرج الباحث في حديثه عن الجانب الروحي لهذه المناسبة، حيث اعتبر أن يوم عاشوراء "مناسبة للصيام التطوعي، حيث يقبل الكبار على صيامه لما ورد في الأثر من فضائل صيامه، كما أنه مناسبة يلتف فيها أفراد الأسرة مساء على مائدة الإفطار".وخلص الباحث إلى التذكير بأسطورة بائدة تزعم أن سكان المدينة كانوا يعتقدون قديما أن مياه بئر زمزم تفيض على شفشاون عصر يوم عاشوراء فيغتنم السكان الفرصة للشرب والنظافة والتبرك، موضحا أنه "زعم لم يعد الكثيرون يؤمنون به بحكم تطور العقليات".



اقرأ أيضاً
سقوط شبكة للدعارة الراقية بفاس يتزعمها إطار بنكي
تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة فاس، مساء اليوم الثلاثاء، من توقيف ثمانية أشخاص، من بينهم ستة سيدات، وذلك للاشتباه في تورطهم في إعداد منزل للدعارة وتسهيل البغاء وجلب أشخاص لتعاطي الفساد. وحسب المعلومات الأولية للبحث، فقد تم توقيف المشتبه فيهم داخل محل وسط مدينة فاس يقدم خدمات ظاهرية للتدليك، وذلك للاشتباه في تورطهم في جلب أشخاص لممارسة الفساد وتسهيل البغاء والوساطة فيه. وقد مكنت التدخلات الأمنية المنجزة في هذه القضية من توقيف مسير المحل، وهو إطار بنكي معروف، وستة مستخدمات يمتهن البغاء، بالإضافة إلى شخص ضبط متلبسا بارتكاب هذه الأفعال الإجرامية. وقد تم وضع الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية على خلفية البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية.
مجتمع

الدرك يطيح بمتورطين في ابتزاز زوار عين الوالي بنواحي سيدي حرازم
أطاحت، صباح اليوم الثلاثاء، عناصر الدرك بمجموعة من الأشخاص المتهمين في ملف ابتزاز زوار عين الوالي، وهو من المنتجعات التي توجد في منطقة سيدي حرازم. ويتحول هذا المتنفس الطبيعي إلى فضاء يقصده عدد من سكان الأحياء الشعبية بفاس، هروبا من ارتفاع درجة الحرارة. كما أنه يعد وجهة لعدد من الأسر بإقليم تاونات. وجرى تداول فيديوهات تظهر عددا من الأشخاص يجبرون الزوار على أداء مبالغ مالية محددة في خمسة دراهم، مقابل السماح لهم بركن سياراتهم أو دراجاتهم النارية. وأشارت المصادر إلى أن الأمر يتعلق بأعمال ابتزاز، لأن الفضاء مفتوح ولا يوجد به أي موقف لركن السيارات والدراجات، ولا يتضمن أي علامات حول وجود مثل هذه المرافق. وذكرت المصادر بأن عناصر الدرك تفاعلت مع شكايات عدد من الزوار، ونفذت حملة توقيفات في صفوف المتورطين في هذه الأعمال، ما خلف موجة من الارتياح في أوساط مرتادي هذا المنتجع الذي يعاني من ضعف واضح في البنية الطرقية، ومن غياب التجهيزات الأساسية.
مجتمع

إقليم أزيلال يسجل أزيد من 483 لسعة عقرب خلال شهر واحد
أعلنت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأزيلال، عن تسجيل أزيد من 483 حالة لسعة عقرب بالإقليم خلال يونيو 2025. وأبرزت المندوبية أنه لم يتم تسجيل أي وفاة، بفضل التدخل السريع والفعّال للأطر الصحية بالمراكز والمستشفيات التابعة لمندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بأزيلال. وسجلت مصالح وزارة الصحة خلال شهر يونيو الماضي، أعلى عدد من الحالات بابزو (147 حالة)، تليها ولتانة (89) وفطواكة (75) حالة. وأوصت المندوبية السكان باتباع تدابير الوقاية المتمثلة في تفقد الأحذية والأفرشة قبل الاستعمال، وعدم ترك الأطفال ينامون مباشرة على الأرض، وتنظيف محيط المنازل من الحجارة والأخشاب، إضافة إلى تجنب استعمال العلاجات التقليدية الخطيرة، مع ضرورة التوجه فورًا إلى أقرب مركز صحي عند حدوث لسعة.
مجتمع

العيش مثل “بلارج”..تصريحات بنكيران حول تزويج الفتيات تغضب فعاليات نسائية
أغضبت تصريحات حول الزواج لرئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بنكيران، عددا من الفعاليات النسائية، والتي اعتبرت بأن الأمر يتعلق بإساءة لاعتبار المرأة المغربية ومكانتها داخل المجتمع. وحث بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في أشغال لقاء عقده حزبه بأكادير، الشابات المغربيات على جعل الزواج مركز وأساس الحياة وعمادها. ودعا إلى تشجيع البنات على الزواج. وقال في هذا الصدد: "إلى جاكم شي واحد مترجعوهش، والدريات يتزوجوا ويقراوا الزواج ميمنعكش من القراية، إلى فاتك الزواج غادي تبقاي بوحدك بحال بلارج بلا ولاد بلا راجل متلقايش تا ليدفنك " واعتبرت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة بأن هذه التصريحات تعرقل مختلف الجهود الرامية للتمكين الاقتصادي للنساء كمدخل للكرامة الإنسانية للمرأة. وقالت إن هذا الرأي "يؤكد من جديد وبشكل واضح التصور الرجعي لهذا الفاعل السياسي، للمرأة ومكانتها وأدوارها داخل المجتمع". وذهبت الجمعية ذاتها إلى أن موقع المرأة المغربية، عرف تحولا حاسما، لا فقط منذ صدور دستور سنة 2011، بل منذ أمد بعيد، منذ إنهاء العمل بقانون الأحوال الشخصية سنة 2004. وأضافت بأن المغرب اتخذ عددا من الإجراءات والتدابير التشريعية والتنفيذية الإيجابية الرامية للتمكين الاقتصادي للمرأة، بما يمكنها من الاطلاع بأدوارها، ولا يمكن الوصول على هذا التمكين الاقتصادي إلا من خلال حث النساء وتشجيعهن على قيمة التعليم والتمدرس، وهو الامر الذي تأكده بشكل دوري ومضطرد النتائج الدراسية المشرفة للشابات المغربيات في مختلف شعب و اسلاك التعليم الأساسي و العالي الأمر الذي يؤشر على تبني الأسر المغربية لقيمة التحصيل العلمي و أثره على حياة بناتهن، الى جانب أهمية العمل في صون كرامتهن طيلة حياتهن، بما لا يجعلهن عالة على أحد في يوم من الأيام. وسجلت في هذا الصدد بأن "الخطابات التقليدانية، لم تعد تنطلي على المجتمع المغربي الذي أصبح واعيا بأهمية حضور المرأة كفاعل سياسي و اقتصادي و اجتماعي ببلادنا." كما أشارت إلى أن "الزواج" خيار شخصي، مدرجة خطاب بنكيران ضمن " الخطابات الماضوية".
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 09 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة