ثقافة-وفن

إفتتاح “دار الباشا” بمراكش يكشف للمهتمين إحدى عجائب المعمار المغربي


كشـ24 نشر في: 25 ديسمبر 2017

فتحت دار الباشا التي تعد من مفاخر العمارة والتراث المادي المغربي في المدينة العتيقة لمراكش، أبوابها للزوار أخيراً، بعد ترميمها وتحويلها إلى منشأة متحفية، تحت مسمى «دار الباشا متحف الروافد».

وتعتبر الدار واحدة من مساكن التهامي الكلاوي، باشا مراكش الشهير. وتعد المثال النموذجي للرياض في حديقته المستطيلة التي تحيط بجهاتها الأربع ست غرف في تصميم دقيق، فيما يتكون المبنى من مجموعة من الملحقات: الحمام التقليدي؛ والدويرية التي هي مكان مخصص لخدم القصر، والمكتبة، وكذا فضاء خاص بحريم الباشا.

وتجمع دار الباشا بين براعة الصانع التقليدي المغربي من جهة، وانفتاح الباشا الكلاوي على طرق الديكور الغربي من جهة ثانية، وهو شيء تشهد عليه واجهات الأبواب والنوافذ الخشبية المطلة على الرياض المقتبسة من أوروبا، خصوصاً إيطاليا، والتدفئة المركزية التي نجدها في غرف الجناح الخاص بالحريم.

تتميز زخرفة البناية برقة وانسجام نادرين، حيث يدل الزليج والأسقف الخشبية المنقوشة على غنى ودقة النمط الزخرفي المغربي، كما يظهر نظام التزويد بالمياه وصرفها ونظام التسخين في الحمام التقليدي براعة وحنكة الحرفي المغربي.
في ذلك، قال جعفر الكنسوسي، الباحث في قضايا التراث والثقافة المغربية ورئيس جمعية منية مراكش، إن دار الباشا التي يبقى لها تاريخ على مستوى العمل الثقافي في المدينة الحمراء، خصوصاً منذ تسعينات القرن الماضي، «تعيدنا إلى لحظة تأسيسها في بدايات القرن الماضي، من طرف آل المزواري، الذين كان لهم طراز معماري متميز في وقته.

و يمكن أن نقارن تشييد هذه الدار بكل ما بنته شخصيات مغربية أخرى في مراكش نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، التي ظلت وفية للعهود المغربية الأندلسية القديمة، من حيث محاورة مراكش السعدية والموحدية وقرطبة وغرناطة أكثر من محاورة الحداثة الغربية الوافدة، على عكس ما حصل في الجزائر وتونس ومصر وسوريا وتركيا، على الرغم من وجود بعض التأثير الإيطالي وغيره».

يقرأ الراغب في زيارة دار الباشا في لوحة تعريفية على بعد خطوات من مدخلها: «يسمونني دار الباشا لأنّني من آثار باشا مراكش الشهير التهامي الكلاوي (1878 - 1956). وقد أمر ببنائي في العشرينات من القرن الماضي على شاكلة الصروح المماثلة المشيدة في نهاية القرن التاسع عشر، مثل دار السي سعيد وقصر الباهية ودار المنبهي.

 وعندما أصبح القصر في ملك الدولة غداة الاستقلال، أصبح يتكون من جزأين: الستينية المرتبطة بالمجال الملكي ودار الباشا بحصر المعنى التي تقوم وزارة الثقافة بتدبيرها.

 ودار الباشا هي المثال النموذجي عن صنف الرياض بحديقته الوسطى المغروسة بأشجار البرتقال وبأشجار مثمرة أخرى، وهي من عجائب المعمار المغربي، تقدم أمثلة عن مهارة صناعه التقليديين: طرق جديدة في التزيين مثل واجهات الأبواب والنوافذ الخشبية المقتبسة من أوروبا والمطلة على الرياض الكبير، والتدفئة المركزية المطمورة في غرف الرياض الصغير والأثاث الفاخر الذي ضاع اليوم مثلما ضاعت تحف أخرى.

 ويتميز تزيين البناية بانسجام ورقة نادرين، فالزليج أدخل أشكالاً وألواناً جديدة (الأصفر، مثلاً)، وألواح الجبس المنقوش تحتل جدراناً بأكملها، والأخشاب المنقوشة أو المصبوغة تكاد تبلغ مستوى الكمال، ونظام التزويد بالمياه وصرفها غاية في الإتقان».

ومنذ أصبحت دار الباشا تحت وصاية المؤسسة الوطنية للمتاحف، في يوليو (تموز) 2015، حوّلت إلى «متحف الروافد»، وذلك من أجل التعريف بالموروث الثقافي والتراثي المادي واللامادي للهوية المغربية، وإبراز الطابع الاستثنائي والمتميز للمغرب وغنى وتنوع مكونات هويته.

واشتمل مشروع الترميم والتأهيل الذي أشرفت على إنجازه المؤسسة الوطنية للمتاحف، على فضاء للعرض مخصص للفن الإسلامي، تعرض به كتابات ولوحات وأدوات مختلفة تتعلق بالعلوم والمعارف الإسلامية، وفضاء مخصص لمجموعة أعمال فنية عالمية تعود لباتي كادبي بيرش، التي تمثل القارات الأربع، وفضاء دائم للعرض يتضمن معطيات تاريخية وأركيولوجية تبرز مختلف أوجه الثقافة المغربية، وآخر مخصص للمعارض المؤقتة.

فتحت دار الباشا التي تعد من مفاخر العمارة والتراث المادي المغربي في المدينة العتيقة لمراكش، أبوابها للزوار أخيراً، بعد ترميمها وتحويلها إلى منشأة متحفية، تحت مسمى «دار الباشا متحف الروافد».

وتعتبر الدار واحدة من مساكن التهامي الكلاوي، باشا مراكش الشهير. وتعد المثال النموذجي للرياض في حديقته المستطيلة التي تحيط بجهاتها الأربع ست غرف في تصميم دقيق، فيما يتكون المبنى من مجموعة من الملحقات: الحمام التقليدي؛ والدويرية التي هي مكان مخصص لخدم القصر، والمكتبة، وكذا فضاء خاص بحريم الباشا.

وتجمع دار الباشا بين براعة الصانع التقليدي المغربي من جهة، وانفتاح الباشا الكلاوي على طرق الديكور الغربي من جهة ثانية، وهو شيء تشهد عليه واجهات الأبواب والنوافذ الخشبية المطلة على الرياض المقتبسة من أوروبا، خصوصاً إيطاليا، والتدفئة المركزية التي نجدها في غرف الجناح الخاص بالحريم.

تتميز زخرفة البناية برقة وانسجام نادرين، حيث يدل الزليج والأسقف الخشبية المنقوشة على غنى ودقة النمط الزخرفي المغربي، كما يظهر نظام التزويد بالمياه وصرفها ونظام التسخين في الحمام التقليدي براعة وحنكة الحرفي المغربي.
في ذلك، قال جعفر الكنسوسي، الباحث في قضايا التراث والثقافة المغربية ورئيس جمعية منية مراكش، إن دار الباشا التي يبقى لها تاريخ على مستوى العمل الثقافي في المدينة الحمراء، خصوصاً منذ تسعينات القرن الماضي، «تعيدنا إلى لحظة تأسيسها في بدايات القرن الماضي، من طرف آل المزواري، الذين كان لهم طراز معماري متميز في وقته.

و يمكن أن نقارن تشييد هذه الدار بكل ما بنته شخصيات مغربية أخرى في مراكش نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، التي ظلت وفية للعهود المغربية الأندلسية القديمة، من حيث محاورة مراكش السعدية والموحدية وقرطبة وغرناطة أكثر من محاورة الحداثة الغربية الوافدة، على عكس ما حصل في الجزائر وتونس ومصر وسوريا وتركيا، على الرغم من وجود بعض التأثير الإيطالي وغيره».

يقرأ الراغب في زيارة دار الباشا في لوحة تعريفية على بعد خطوات من مدخلها: «يسمونني دار الباشا لأنّني من آثار باشا مراكش الشهير التهامي الكلاوي (1878 - 1956). وقد أمر ببنائي في العشرينات من القرن الماضي على شاكلة الصروح المماثلة المشيدة في نهاية القرن التاسع عشر، مثل دار السي سعيد وقصر الباهية ودار المنبهي.

 وعندما أصبح القصر في ملك الدولة غداة الاستقلال، أصبح يتكون من جزأين: الستينية المرتبطة بالمجال الملكي ودار الباشا بحصر المعنى التي تقوم وزارة الثقافة بتدبيرها.

 ودار الباشا هي المثال النموذجي عن صنف الرياض بحديقته الوسطى المغروسة بأشجار البرتقال وبأشجار مثمرة أخرى، وهي من عجائب المعمار المغربي، تقدم أمثلة عن مهارة صناعه التقليديين: طرق جديدة في التزيين مثل واجهات الأبواب والنوافذ الخشبية المقتبسة من أوروبا والمطلة على الرياض الكبير، والتدفئة المركزية المطمورة في غرف الرياض الصغير والأثاث الفاخر الذي ضاع اليوم مثلما ضاعت تحف أخرى.

 ويتميز تزيين البناية بانسجام ورقة نادرين، فالزليج أدخل أشكالاً وألواناً جديدة (الأصفر، مثلاً)، وألواح الجبس المنقوش تحتل جدراناً بأكملها، والأخشاب المنقوشة أو المصبوغة تكاد تبلغ مستوى الكمال، ونظام التزويد بالمياه وصرفها غاية في الإتقان».

ومنذ أصبحت دار الباشا تحت وصاية المؤسسة الوطنية للمتاحف، في يوليو (تموز) 2015، حوّلت إلى «متحف الروافد»، وذلك من أجل التعريف بالموروث الثقافي والتراثي المادي واللامادي للهوية المغربية، وإبراز الطابع الاستثنائي والمتميز للمغرب وغنى وتنوع مكونات هويته.

واشتمل مشروع الترميم والتأهيل الذي أشرفت على إنجازه المؤسسة الوطنية للمتاحف، على فضاء للعرض مخصص للفن الإسلامي، تعرض به كتابات ولوحات وأدوات مختلفة تتعلق بالعلوم والمعارف الإسلامية، وفضاء مخصص لمجموعة أعمال فنية عالمية تعود لباتي كادبي بيرش، التي تمثل القارات الأربع، وفضاء دائم للعرض يتضمن معطيات تاريخية وأركيولوجية تبرز مختلف أوجه الثقافة المغربية، وآخر مخصص للمعارض المؤقتة.


ملصقات


اقرأ أيضاً
مصر.. القبض على فنان شهير لتنفيذ حكم صادر ضده بالسجن 3 سنوات
ألقت الأجهزة الأمنية في مصر اليوم الثلاثاء القبض على الفنان محمد غنيم لتنفيذ الحكم الصادر ضده غيابيا بالسجن 3 سنوات بعد إدانته بتهديد طليقته. ومن المقرر أن يتم حبسه داخل قسم شرطة مصر القديمة؛ لحين تحديد موعد لإعادة محاكمته. وقد اتهمت النيابة محمد غنيم، 63 سنة، طبيب بشري وممثل، مُخلى سبيله، إنه في غضون عام 2022، بدائرة قسم شرطة مصر القديمة بمحافظة القاهرة، هدد المجني عليها رانيا ذكي، كتابة وشفاهية؛ بالقتل وإفشاء أمور خادشة للشرف، وكان ذلك مصحوبًا بطلب التحصل منها على مبلغ مالي على النحو المبين بالتحقيقات.
ثقافة-وفن

رئيس الإذاعة المصرية الأسبق يوجه انتقادات لاذعة لياسمين عبد العزيز
انتقد رئيس الإذاعة المصرية الأسبق عمر بطيشة طريقة أداء الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز في الإعلانات. وكتب بطيشة عبر حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، منشوراً تحدّث فيه عن أداء ياسمين، قائلاً: "الممثلة ياسمين عبد العزيز، من كتر الغمز في الإعلانات بقى الغمز عندها حركة عصبية لا إرادية دائمة". وانهالت التعليقات على منشور "بطيشة"، ما بين مؤيد لكلامه منتقداً أسلوب ياسمين خاصة في الإعلانات الأخيرة، ومُدافع عنها مؤكداً أنها تعتبر حالياً ملكة الإعلانات بلا منازع. من ناحية أخرى، تواصل ياسمين عبد العزيز تصوير مشاهد فيلمها الجديد "زوجة رجل مش مهم"، مع الفنان أكرم حسني، والذي يلعب شخصية زوجها. ويتم التصوير حالياً في منطقة الحزام الأخضر بأحد ديكورات العمل الموجودة هناك، ومن المقرر أن يستمر التصوير حوالى أسبوع.
ثقافة-وفن

وليلي تتجدد.. مشروع لتهيئة أحد أبرز المعالم الأثرية بالمغرب
تستعد السلطات المغربية لإطلاق مشروع هام يهدف إلى تهيئة موقع وليلي الأثري، أحد أبرز المعالم التاريخية بالمملكة والمصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. هذا المشروع، الذي يندرج في إطار النهوض بالتراث الثقافي وتعزيز الجاذبية السياحية، سيركز بالأساس على تهيئة المسارات الداخلية وتحسين المشهد الطبيعي للموقع، بما يضمن تجربة ثقافية وسياحية أكثر تكاملاً للزوار، وفق ما أوردته صفحة "Projets et chantiers au maroc". وتهدف التهيئة الجديدة إلى إعادة تنظيم المسارات داخل الموقع بطريقة تحترم الطابع التاريخي والأثري للمكان، مع توفير لوحات إرشادية ومعلوماتية تسهّل فهم الزائرين لتاريخ وليلي الممتد لقرون. كما سيتم تحسين المشاهد الطبيعية المحيطة بالموقع، من خلال تنسيق المساحات الخضراء والعناية بالبيئة العامة، بما يعزز من جمالية الفضاء وراحته. يشار إلى أن موقع وليلي يمثل أحد أهم الشواهد على عراقة الحضارة الرومانية بالمغرب، ويزخر بمجموعة من المعالم المتميزة مثل قوس النصر، والمعابد، والفسيفساء الرائعة، التي تعكس روعة الهندسة المعمارية في تلك الحقبة. ومن خلال هذا المشروع، تتجدد الجهود للحفاظ على هذا التراث وتمكين الأجيال القادمة من استكشافه في أفضل الظروف.
ثقافة-وفن

موزارت في مراكش
ينظم المعهد الفرنسي في المغرب، من 14 إلى 17 ماي، جولة من الحفلات الموسيقية تجمع بين جوقة الغرفة المغربية والفرقة الفرنسية "الكونسير سبيريتويل"، تحت قيادة المايسترو هيرفيه نيكيه، للاحتفال بموزارت، أحد أعظم المؤلفين في تاريخ الموسيقى الغربية. وأشار المعهد الفرنسي في المغرب في بيان له، إلى أن هذه الجولة، التي ستشمل مدن مراكش والرباط والدار البيضاء وطنجة، تمثل أول تعاون بين جوقة الغرفة المغربية، التي يقودها أمين حديف، و"الكونسير سبيريتويل"، إحدى الفرق الباروكية الأكثر شهرة على المستوى الدولي. وستُقام الحفلات الموسيقية يوم الأربعاء 14 ماي (20:30) في كنيسة الشهداء في مراكش، يوم الخميس 15 ماي (20:00) في كاتدرائية سانت بيير في الرباط، يوم الجمعة 16 ماي (20:30) في كنيسة نوتردام في الدار البيضاء، ويوم السبت 17 ماي (19:30) في كنيسة نوتردام دي لاسوماسيون في طنجة. وأوضح البيان، أن هذه الرحلة الموسيقية الساحرة، تعد "أكثر من مجرد عرض فني. إنها لقاء بين فرقتين يجمعهما الشغف بالموسيقى، والأصالة ومتعة الأداء معا". وحسب المصدر فإن "هذا التعاون قد ولد من رغبة مشتركة في توحيد المواهب من ضفتي منطقة البحر الأبيض المتوسط، والجمع بين رؤيتهما وحساسياتهما المختلفة من أجل مشاركة الشغف نفسه مع الجمهور المغربي"، لافتا إلى أنه "إلى جانب الأداء البارز، تجسد هذه الجولة كل ما تقدمه الثقافة: خلق الروابط، تشجيع الحوار والاحتفاء بالتنوع".
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 15 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة