انتقادات لاذعة وجهتها الكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بالمرينيين بفاس، لرئيس مجلس هذه المقاطعة وأغلبيته، وذلك على خلفية القرار الذي تم التصويت عليه بالإجماع في دورة ماي العادية التي عقدها يوم الجمعة الماضي، والذي يهم سحب اسم يوسف بن تاشفين على شارع معروف بالمنطقة وتعويضه باسم والده الذي قدمته الأغلبية على أنه مقاوم معروف.

حزب العدالة والتنمية اعتبر بأن الأمر يتعلق بمنطق جديد في تدبير الشأن العام مبني على ما أسماه بـ"ترميز المجاهيل وتزييف التاريخ والوعي"، وذلك عوض الانكباب على حل المشاكل المتفاقمة في المقاطعة، وخاصة تدني خدمات القرب، وبشكل خاص على مستوى النظافة والنقل.

الكتابة المحلية لحزب "المصباح" استهجنت هذه الخطوة التي اعتبر بأنها لا تشكل فقط خرقا للقانون ومنطق تسمية الشوارع، وإنما تشكل أيضا تزييفا للتاريخ والمس برموز الوطن وتعويض ذلك بأسماء مجهولة لا أثر لها. ودعت، في السياق ذاته، سلطات الرقابة الإدارية للتدخل لإيقاف ما أسمته بالمهزلة التي تشكل سابقة خطيرة في المس برمزية فاس التاريخية والحضارية.

ومن جانبه، قال رئيس مجلس المقاطعة، خاليد الحجوبي، والذي بصم بغيابه عن الدورة التي اتخذ فيها هذا القرار، إن المقترح تم تقديمه من طرف المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير. وأشار إلى أن اللائحة التي تمت المصادقة عليها ينتظرها مشوار طويل قبل اعتمادها، في إشارة إلى أنها ستحال على مجلس الجماعة، وبعدها على السلطات للمصادقة قبل أن يتم اعتمادها بشكل رسمي.

القرار خلف موجة من الانتقادات في أوساط الفعاليات المحلية التي اعتبرت بأن سحب اسم يوسف بن تاشفين على الشارع يعتبر أكبر إهانة لهذا الرمز الوطني المغربي بما يحمله من إسهامات في صنع أمجاد المغرب، وبما يرمز إليه من قيم. ودعت مصالح وزارة الداخلية إلى إلغاء القرار.