مجتمع

أمهات عازبات بالمغرب بين وعود الزواج الكاذبة وحالات الاغتصاب


كشـ24 نشر في: 9 مايو 2018

الأمهات اللواتي يربين أطفالهن من دون زواج في المغرب يمثلن مشكلة حقيقية تتصدى لها بعض الجمعيات القليلة. لكنّ هذا الجهد على أهميته غير قادر على تخفيف آلام الجميع كثيرة هي قصص الأمهات بلا أزواج ممن يُطلق عليهن في المغرب تسمية "أمهات عازبات" في إشارة إلى فتيات ونساء غرر بهن، أو تعرضن للاغتصاب، أو صدقن وعود الزواج، فوجدن أنفسهن حوامل، ليتحولن بعدها إلى أمهات عازبات رغماً عنهن.تعاني هذه الفئة من النساء في المجتمع المغربي معاناة مضاعفة على أكثر من صعيد، فالشعور النفسي المحتقن بالذنب لا يكاد يغادرهن منذ تحرك الجنين في أحشائهن، والآلام الاجتماعية تتضخم في أعينهن بعدما وجدن أنفسهن بين عشية وضحاها وحيدات بلا سند ولا ظهر، علاوة على نظرة المجتمع والجيران القاتلة إليهن، وقلة ذات اليد، مما يزيد من معاناتهن.رابحة، سيدة أربعينية، تروي لـ"العربي الجديد" عن مسار حياتها كامرأة عازبة قاست معاناة نفسية واجتماعية لا توصف، فقد بدأت قصتها الحزينة بتواجدها في منزل رجل خمسيني مريض بمرض مزمن تقدم له العون والخدمة مقابل أجر شهري هزيل، لكنّها قبلت به لإعالة نفسها وعدم مد يدها للغير، خصوصاً أنّها يتيمة الوالدين. تقول رابحة إنّها مارست عملها بكلّ تفانٍ ومواظبة ما جعل المريض يتمسك بوجودها إلى جانبه بدعوى أنّ أبناءه كبروا وغادروا البلاد ولم يعد أحد يهتم بشأنه، فاقترح عليها المبيت في منزله من دون الاضطرار إلى استئجار بيت، وبالتالي توفير المصاريف، فتم ذلك إلى أن توطدت العلاقة بينهما، ووعدها بأنّه سوف ينتشلها من شقائها ويتزوج بها عندما تتحسن حالته الصحية.نشأ عن هذه العلاقة بين رابحة ومريضها حمل، قبل أن يفاجئها القدر بعد ذلك بأشهر بوفاة الرجل المريض، فانقلبت وعود الزواج والأحلام الوردية بالاستناد إلى ظهر رجل، وفق تعبيرها، إلى كوابيس، فحاولت إجهاض جنينها لكنّها رأفت به ولم تستطع، فقررت مواصلة المشوار.شقاء هذه "الأم العازبة" بدأ بولادة صغيرها الذي اختارت له من الأسماء سعيد، إذ انطلقت رحلة الأوجاع الحقيقية التي فاقت أوجاع مخاضها وحيدة منفردة في بيتها بمساعدة جارتها، إذ عجزت عن تسجيل ابنها في وثائق "الحالة المدنية" (توثيق الأسرة)، كما باتت تتهرب من أسئلة الجيران إلى أن قررت الرحيل بعيداً إلى مدينة أخرى. لم يفارق الأمل صدر رابحة التي قالت إنّ اسمها واسم ولدها يناقضان المعنى فيهما، فهي خسرت الشيء الكثير بسبب وضعيتها الجديدة، وابنها ولد في كنف شقي غير سعيد. تتابع أنّها حاولت إيجاد عمل لها تطعم به رضيعها، غير أنّ نظرات وفضول الأسر التي تذهب إليهم للعمل كعاملة منزلية لم ترحمها.تنهي قصتها أن لا أحد يقدم الدعم إلى السيدات في مثل وضعيتها، فهي واقعة بين خيارين؛ إمّا شتائم تمس كرامتها، يرميها أشخاص يعزون حالتها إلى تفريطها في شرفها كما يقولون، ما يدلّ على أنّ المجتمع غير متسامح مع الأمهات العازبات، وإما نظرة شفقة وعطف من آخرين. كلا الخيارين تتجرع رابحة مرارته.مونية، في الثانية والعشرين من عمرها، تحكي قصتها لـ"العربي الجديد" وهي تبكي، وتقسم أنّ ما وقع لها ليس ثمرة حب آثم أو علاقة غرامية أو طيش شباب، بل اعتداء جنسي تعرضت له من طرف أحد أفراد أسرتها في إحدى قرى الجنوب المغربي، ما أسفر عن حمل، لتطردها عائلتها بشكل قاس ومؤلم بعده. تتابع مونية أنّه بدلاً من وقوف عائلتها في صفها، ومعاقبة ابن عمتها الذي أقدم على اغتصابها قبل أن ينفي ذلك، لم تترد في رميها إلى الشارع بدعوى أنّ الأسرة لم يسبق أن شهدت "عاراً" أخلاقياً، مضيفة أنّ الأرض ضاقت بها، فلم تجد بداً من السفر عبر حافلة عمومية إلى الدار البيضاء. تقول: "في هذه المدينة وجدت نفسي تائهة وأنا أحمل في بطني جنيني إلى أن اهتديت إلى مكان وضعت فيه حملي بمساعدة إحدى النساء، لتنطلق رحلة البحث عن لقمة عيش أسد بها رمقي ورمق طفلتي، فلم أجد غير خيبات الأمل المتمثلة في أشخاص أرادوا نهش جسدي".تضيف أنّها التقت يوماً ناشطة جمعوية لاحظت وقوفها قرب أحد المساجد تطلب الصدقة وعلى ظهرها طفلتها المولودة، فاقتربت منها لتعرف قصتها قبل أن تدلها على جمعية "ماما عائشة".وتتابع أنّها بمجرد دخولها إلى الجمعية تغيرت حالتها وتقلص حزنها وقلقها، فقد احتضنتها الجمعية وبات لها عمل تعيل به نفسها ومولودتها من خلال الخياطة والتطريز اللذين تتقنهما.الجمعية التي آوت مونية هي جمعية التضامن النسوي التي تترأسها الناشطة المعروفة عائشة الشنا، وينادونها "ماما عائشة" كونها نذرت وقتها وجهدها وطاقتها لإيواء ورعاية الأمهات العازبات وأطفالهن من خلال مقر الجمعية وأنشطتها الخدمية. تقول الشنا لـ"العربي الجديد" إنّ "حالة الأمهات العازبات في المجتمع المغربي لا يمكن أن تنتهي نهائياً، وإن كان متاحاً التقليص من حدتها وانتشارها، بالنظر إلى استمرار الأسباب نفسها التي تؤدي إليها، من قبيل وعود الزواج الكاذبة وحالات الاغتصاب".تتابع الشنا أنّ الأم العازبة تعيش جحيماً اجتماعياً ونفسياً لا يطاق، وفي كثير من الأحيان تكون مظلومة ولا يد لها في حملها، وبدلاً من تكاتف الأسرة والمجتمع على إنقاذها يعمدان معاً إلى إغراقها في بحر من المشاكل والعقد النفسية، لتجد كثيرات أنفسهن مشردات أو متسولات أو منتحرات. تشير إلى أنّ من الصعب على جمعية أو اثنتين استيعاب هذا الكم الهائل من الأمهات العازبات "خصوصاً فى الأوقات الحرجة التي تتطلب استقبال فتاة حامل طردها أهلها خارج المنزل في ظل وضع صحي صعب". تخلص إلى أنّ "العمل الخيري مسؤولية الجميع، فلا يمكن لمنظمة أو جمعية حلّ جميع المشاكل ما لم تتعاضد الأيدي ويتشارك الجميع المسؤولية".

المصدر: العربي الجديد

الأمهات اللواتي يربين أطفالهن من دون زواج في المغرب يمثلن مشكلة حقيقية تتصدى لها بعض الجمعيات القليلة. لكنّ هذا الجهد على أهميته غير قادر على تخفيف آلام الجميع كثيرة هي قصص الأمهات بلا أزواج ممن يُطلق عليهن في المغرب تسمية "أمهات عازبات" في إشارة إلى فتيات ونساء غرر بهن، أو تعرضن للاغتصاب، أو صدقن وعود الزواج، فوجدن أنفسهن حوامل، ليتحولن بعدها إلى أمهات عازبات رغماً عنهن.تعاني هذه الفئة من النساء في المجتمع المغربي معاناة مضاعفة على أكثر من صعيد، فالشعور النفسي المحتقن بالذنب لا يكاد يغادرهن منذ تحرك الجنين في أحشائهن، والآلام الاجتماعية تتضخم في أعينهن بعدما وجدن أنفسهن بين عشية وضحاها وحيدات بلا سند ولا ظهر، علاوة على نظرة المجتمع والجيران القاتلة إليهن، وقلة ذات اليد، مما يزيد من معاناتهن.رابحة، سيدة أربعينية، تروي لـ"العربي الجديد" عن مسار حياتها كامرأة عازبة قاست معاناة نفسية واجتماعية لا توصف، فقد بدأت قصتها الحزينة بتواجدها في منزل رجل خمسيني مريض بمرض مزمن تقدم له العون والخدمة مقابل أجر شهري هزيل، لكنّها قبلت به لإعالة نفسها وعدم مد يدها للغير، خصوصاً أنّها يتيمة الوالدين. تقول رابحة إنّها مارست عملها بكلّ تفانٍ ومواظبة ما جعل المريض يتمسك بوجودها إلى جانبه بدعوى أنّ أبناءه كبروا وغادروا البلاد ولم يعد أحد يهتم بشأنه، فاقترح عليها المبيت في منزله من دون الاضطرار إلى استئجار بيت، وبالتالي توفير المصاريف، فتم ذلك إلى أن توطدت العلاقة بينهما، ووعدها بأنّه سوف ينتشلها من شقائها ويتزوج بها عندما تتحسن حالته الصحية.نشأ عن هذه العلاقة بين رابحة ومريضها حمل، قبل أن يفاجئها القدر بعد ذلك بأشهر بوفاة الرجل المريض، فانقلبت وعود الزواج والأحلام الوردية بالاستناد إلى ظهر رجل، وفق تعبيرها، إلى كوابيس، فحاولت إجهاض جنينها لكنّها رأفت به ولم تستطع، فقررت مواصلة المشوار.شقاء هذه "الأم العازبة" بدأ بولادة صغيرها الذي اختارت له من الأسماء سعيد، إذ انطلقت رحلة الأوجاع الحقيقية التي فاقت أوجاع مخاضها وحيدة منفردة في بيتها بمساعدة جارتها، إذ عجزت عن تسجيل ابنها في وثائق "الحالة المدنية" (توثيق الأسرة)، كما باتت تتهرب من أسئلة الجيران إلى أن قررت الرحيل بعيداً إلى مدينة أخرى. لم يفارق الأمل صدر رابحة التي قالت إنّ اسمها واسم ولدها يناقضان المعنى فيهما، فهي خسرت الشيء الكثير بسبب وضعيتها الجديدة، وابنها ولد في كنف شقي غير سعيد. تتابع أنّها حاولت إيجاد عمل لها تطعم به رضيعها، غير أنّ نظرات وفضول الأسر التي تذهب إليهم للعمل كعاملة منزلية لم ترحمها.تنهي قصتها أن لا أحد يقدم الدعم إلى السيدات في مثل وضعيتها، فهي واقعة بين خيارين؛ إمّا شتائم تمس كرامتها، يرميها أشخاص يعزون حالتها إلى تفريطها في شرفها كما يقولون، ما يدلّ على أنّ المجتمع غير متسامح مع الأمهات العازبات، وإما نظرة شفقة وعطف من آخرين. كلا الخيارين تتجرع رابحة مرارته.مونية، في الثانية والعشرين من عمرها، تحكي قصتها لـ"العربي الجديد" وهي تبكي، وتقسم أنّ ما وقع لها ليس ثمرة حب آثم أو علاقة غرامية أو طيش شباب، بل اعتداء جنسي تعرضت له من طرف أحد أفراد أسرتها في إحدى قرى الجنوب المغربي، ما أسفر عن حمل، لتطردها عائلتها بشكل قاس ومؤلم بعده. تتابع مونية أنّه بدلاً من وقوف عائلتها في صفها، ومعاقبة ابن عمتها الذي أقدم على اغتصابها قبل أن ينفي ذلك، لم تترد في رميها إلى الشارع بدعوى أنّ الأسرة لم يسبق أن شهدت "عاراً" أخلاقياً، مضيفة أنّ الأرض ضاقت بها، فلم تجد بداً من السفر عبر حافلة عمومية إلى الدار البيضاء. تقول: "في هذه المدينة وجدت نفسي تائهة وأنا أحمل في بطني جنيني إلى أن اهتديت إلى مكان وضعت فيه حملي بمساعدة إحدى النساء، لتنطلق رحلة البحث عن لقمة عيش أسد بها رمقي ورمق طفلتي، فلم أجد غير خيبات الأمل المتمثلة في أشخاص أرادوا نهش جسدي".تضيف أنّها التقت يوماً ناشطة جمعوية لاحظت وقوفها قرب أحد المساجد تطلب الصدقة وعلى ظهرها طفلتها المولودة، فاقتربت منها لتعرف قصتها قبل أن تدلها على جمعية "ماما عائشة".وتتابع أنّها بمجرد دخولها إلى الجمعية تغيرت حالتها وتقلص حزنها وقلقها، فقد احتضنتها الجمعية وبات لها عمل تعيل به نفسها ومولودتها من خلال الخياطة والتطريز اللذين تتقنهما.الجمعية التي آوت مونية هي جمعية التضامن النسوي التي تترأسها الناشطة المعروفة عائشة الشنا، وينادونها "ماما عائشة" كونها نذرت وقتها وجهدها وطاقتها لإيواء ورعاية الأمهات العازبات وأطفالهن من خلال مقر الجمعية وأنشطتها الخدمية. تقول الشنا لـ"العربي الجديد" إنّ "حالة الأمهات العازبات في المجتمع المغربي لا يمكن أن تنتهي نهائياً، وإن كان متاحاً التقليص من حدتها وانتشارها، بالنظر إلى استمرار الأسباب نفسها التي تؤدي إليها، من قبيل وعود الزواج الكاذبة وحالات الاغتصاب".تتابع الشنا أنّ الأم العازبة تعيش جحيماً اجتماعياً ونفسياً لا يطاق، وفي كثير من الأحيان تكون مظلومة ولا يد لها في حملها، وبدلاً من تكاتف الأسرة والمجتمع على إنقاذها يعمدان معاً إلى إغراقها في بحر من المشاكل والعقد النفسية، لتجد كثيرات أنفسهن مشردات أو متسولات أو منتحرات. تشير إلى أنّ من الصعب على جمعية أو اثنتين استيعاب هذا الكم الهائل من الأمهات العازبات "خصوصاً فى الأوقات الحرجة التي تتطلب استقبال فتاة حامل طردها أهلها خارج المنزل في ظل وضع صحي صعب". تخلص إلى أنّ "العمل الخيري مسؤولية الجميع، فلا يمكن لمنظمة أو جمعية حلّ جميع المشاكل ما لم تتعاضد الأيدي ويتشارك الجميع المسؤولية".

المصدر: العربي الجديد



اقرأ أيضاً
مدينة تغلق أبوابها قبل سقوط الظلام..هل سيتم اعتماد مقاربة جديدة لإنقاذ فاس العتيقة؟
دعت فعاليات محلية بفاس العتيقة إلى اعتماد مقاربة جديدة وشاملة من أجل إعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى فاس العتيقة. وقال هؤلاء إن عددا من المحلات والورشات التي تصنع خصوصيات فاس العتيقة تضطر لإغلاق أبوابها في وقت مبكر، لاعتبارات مرتبطة بنقص واضح في الإنارة العمومية في أزقة وأحياء المدينة، لكن أساسا بسبب أزمة حادة يعانيها قطاع النقل الحضري. ويجد السياح الذين يقصدون أزقة فاس العتيقة أنفسهم في المساء أمام مدينة مغلقة، بينما في المدن الأخرى تفتح المحلات أبوابها إلى أوقات متأخرة، ومنها محلات توصل الليل بالنهار لتقديم الخدمات للزوار. وتزخر هذه المدن الناجحة سياحيا في التنشيط الثقافي.   وتحتاج فاس العتيقة إلى تدابير حازمة لتنقيتها من الأزبال والنفايات التي تتراكم في بعض الدروب، ما يقدم صورة سلبية عليها، خاصة وأن السياح أصبحت لهم متطلبات كثيرة، تطلعات أكبر، وجلهم يستعينون بهواتفهم النقالة لتوثيق المشاهد المسرة، والمشاهد التي تخدش صورة المدينة. ويحتاج قطاع الإرشاد السياحي بدوره إلى مراجعات، حيث يورد عدد من الفاعلين بأن القطاع يعاني من انتشار المتطفلين والذين يسيؤون إلى المهنة، لكنهم أيضا يحرمون فئات واسعة من الحرفيين والصناع التقليديين من زيارات السياح، حيث إن هؤلاء المتطفلين يقومون بتحويل أفواج السياح عن هذه المحلات، صوب محلات معروفة تبيع بأثمنة مرتفعة. ودعا مهنيون، في هذا الإطار، إلى تسقيف الأثمنة المصنوعات التقليدية للمساعدة على وقف هذه العمليات الاحتكارية. كما طالبوا باتخاذ تدابير استعجالية لإنقاذ عشرات الحرفيين الذين يواجهون الكساد، خاصة في مجمع للايدونة، والذي يواجه فيه الحرفيون قرارات إفراغ بسبب تراكم مبالغ مالية عبارة عن فواتير الكراء  لفائدة وكالة إنقاد فاس.
مجتمع

كانت في طريقها إلى المغرب.. استرجاع 25 سيارة بقيمة مليوني يورو بإسبانيا
تمكنت عناصر الشرطة الإسبانية من استعادة 25 سيارة مسروقة من الطراز الفاخر تقدر قيمتها بحوالي مليوني يورو في مقاطعة ملقة. وكانت هذه السيارات في طريقها إلى المغرب كجزء من نشاط منظمة إجرامية متخصصة. وأسفرت العملية الأمنية عن توقيف عدد من المشتبه فيهم واسترجاع العشرات من المركبات المسروقة داخل مستودعات سرية تقع بإحدى المناطق الصناعية قرب مدينة ملقا، حيث كانت العصابة تقوم بإعدادها للنقل نحو الجنوب الإسباني في أفق شحنها عبر البحر إلى التراب المغربي. ةبدأت التحقيقات في يناير 2024 عندما اكتشف الضباط زيادة غير عادية في سرقة المركبات الفاخرة وسيارات الدفع الرباعي في مقاطعة مالقة. وكشفت تحقيقات المحققين أن منظمة إجرامية تقف وراء السرقات. التحقيقات كشفت أن الشبكة كانت تعتمد وسائل تقنية متطورة لتعطيل أنظمة التتبع GPS، وتزوير وثائق السيارات من أجل تمريرها بسلاسة عبر نقاط التفتيش الحدودية، ما يؤكد درجة التنظيم والاحترافية التي كانت تميز عملياتها الإجرامية.
مجتمع

تسريب 70 مراسلة قضائية يرسل شخصين وراء القضبان
أصدرت الغرفة الجنائية الابتدائية بقصر العدالة بالرباط، أول أمس، أحكاماً بالسجن بلغ مجموعها 10 سنوات نافذة، ضد شخصين أدينا بتسريب 70 مراسلة قضائية، تم تبادلها بين الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف الإدارية بالرباط وعدد من المؤسسات القضائية والرسمية، من ضمنها السلطة القضائية، رئاسة النيابة العامة، وزارة العدل، ومؤسسات دستورية أخرى. وتوبع في القضية كل من رئيس "الهيأة الوطنية لتقييم تدبير الشأن المحلي ومحاربة الفساد" ورئيس الاتحاد الوطني لمقاولات المغرب، الذي أدين بـ6 سنوات سجناً نافذاً، وموظفة سابقة كانت تشتغل كاتبة خاصة للرئيس الأول لمحكمة الاستئناف الإدارية، وتعمل حالياً كمنتدبة قضائية ملحقة بهيأة حماية المعطيات الشخصية، وحُكم عليها بـ4 سنوات حبسا نافذاً. ووفق ما أوردته يومية "الصباح"، فإن المدان الرئيسي في القضية حاول كسب تعاطف المحكمة بادعائه تعرضه لـ"تجاوزات جسدية" خلال البحث التمهيدي، لكنه لم يقدم أي دلائل تثبت ادعاءاته، وهو ما جعل المحكمة تستبعد تلك المزاعم وتناقش الملف في جوهره، قبل أن تصدر حكمها بعد المداولة. وخلصت المحكمة إلى أن الموظفة ارتكبت جرائم تتعلق بالتزوير في محررات عمومية وعرفية، والمشاركة في انتحال صفة، وتحريف مقررات قضائية، والتأثير على القضاة، وإفشاء السر المهني، والتبليغ عن جرائم وهمية. أما شريكها، فقد توبع بـجنايات وجنح مشابهة، أبرزها التزوير في وثائق رسمية، وانتحال صفة قاض وعميد شرطة، واستخدام وسائل احتيالية للحصول على معلومات حساسة. وكتبت الجريدة ذاتها، أن الخبرات التقنية المجراة على 3 حواسيب محمولة مملوكة للموظفة، ووحدتين مركزيتين تابعتين لمحكمة الاستئناف الإدارية، كشفت عن احتفاظها بـأكثر من 70 مراسلة رسمية وقراراً وتقارير تفتيش، بينها تقرير حول المحكمة الإدارية بوجدة سنة 2015، كانت موجهة من الرئيس الأول للوزير. وتوصل المحققون أيضاً إلى أن المدان الرئيسي قام بالاتصال الهاتفي بموظفة بكتابة الرئيس الأول، مدعياً أنه قاضٍ بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ثم لاحقاً أنه عميد بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية، محاولاً الحصول على معلومات حول موظفتين بالمحكمة، غير أن نائب الرئيس طالبه بالحصول على إذن من الوكيل العام، ما أدى إلى انكشاف حيلته. وتفجرت القضية بعد أن تلقى الرئيس الأول وشاية تتحدث عن تلاعبات واختلالات داخل المحكمة، ليقوم بإحالتها إلى الوكيل العام للملك، الذي كلف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بفتح تحقيق. وأسفرت التحريات التقنية التي قام بها مختبر تحليل الآثار الرقمية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني عن تحديد رقم الهاتف الذي استُعمل في الاتصالات الاحتيالية، ليتم لاحقاً اعتقال الموظفة وحجز أجهزتها الإلكترونية، وتنفيذ عملية تفتيش بمقر المحكمة. وشملت الوثائق المسربة تقارير خبرة على عقارات ومشاريع، وملفات قضايا معروضة على محكمة النقض، وتقارير عن فضائح، ومقالات لمحامين، ومحاضر مفوضين قضائيين، وطلبات تغطية إعلامية ضد محكمة الاستئناف الإدارية، وهو ما اعتبرته المحكمة مساساً خطيراً بسير العدالة وسرية المداولات القضائية.  
مجتمع

السياقة الاستعراضية تقود إلى توقيف 20 جانحا وحجز عشرات السيارات بطنجة
أسفرت الحملة الأمنية المكثفة التي تشنها ولاية أمن طنجة، منذ أشهر، عن توقيف 20 جانحًا تورطوا في السياقة الاستعراضية، خصوصًا خلال مواكب الزفاف، حيث كانوا يعمدون إلى تنفيذ حركات خطيرة تهدد سلامة مستعملي الطريق. ووفقًا للمعطيات المتوفرة، فإن الموقوفين تم ضبطهم في إطار تدخلات ميدانية استباقية، شملت مختلف أحياء المدينة، بمشاركة فرق أمنية متنقلة تعمل تحت إشراف مباشر من والي أمن طنجة. وقد تم خلال هذه العمليات حجز عشرات السيارات والدراجات النارية التي استُخدمت في تلك الممارسات المتهورة. وأكدت المصادر ذاتها أن هذه السلوكات تشكل خطرًا كبيرًا على الأمن العام، خاصة في ظل الفراغ القانوني الذي لا يوفر الحماية الكافية لرجال الشرطة خلال التدخلات. ورغم ذلك، واصلت العناصر الأمنية تدخلاتها اليومية بحزم، ما ساهم في الحد من هذه الظاهرة التي كانت تعرف انتشارًا مقلقًا. وتأتي هذه الإجراءات الصارمة تماشياً مع تعليمات وزارة الداخلية، التي دعت إلى مواجهة السياقة الاستعراضية بصرامة، وهو ما انعكس إيجابًا على الوضع الأمني في المدينة، وسط إشادة واسعة من طرف المواطنين.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 15 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة