مجتمع

أمنيون: “الذئاب المنفردة” كانت تخطط لعملية إرهابية كبيرة في المغرب


كشـ24 نشر في: 30 أبريل 2023

على مدار الأشهر الماضية أعلنت السلطات الأمنية في المغرب تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية، بما يطرح العديد من التساؤلات حول أهداف التنظيم في المملكة.في مارس الماضي، قامت مجموعة إرهابية بحرق شرطي مغربي والتمثيل بجثته، وأعلن بيان صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني، توقيف 3 متطرفين موالين لتنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودول عديدة)، وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب جريمة القتل العمد في إطار مشروع إرهابي.وكانت السلطات الأمنية في المغرب قد أعلنت، الخميس الماضي، تفكيك خلية إرهابية كان أفرادها ينشطون في عدة مدن مغربية، بلغ عددهم 13 شخصا، وهو عدد كبير، مقارنة بالخلايا السابقة التي جرى توقيفها.وأوقف المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتنسيق مع الشرطة القضائية، 13 شخصا موالين لتنظيم داعش المتطرف، تتراوح أعمارهم بين 19 و49 عاما.وفق بيان المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، فإن "النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب والتطرف قد قامت بالإشراف المباشر على إجراءات التدخل وتوقيف المشتبه بهم".دلالات النطاق الجغرافيالعمليات الأمنية التي قامت بها السلطات شملت مدن الدار البيضاء، وبني ملال، والمحمدية، وخنيفرة، وتمارة، وتيفلت، وطنجة، والقصر الكبير، والريصاني وبركان"، وهي متباعدة جغرافيا عن بعضها البعض بمئات الكيلو مترات، ما يوحي بأن العمليات التي كان يعد لها هي متفرقة وخطيرة.وأشار البيان إلى أن تورط العناصر في الإعداد لتنفيذ مشاريع تخريبية تستهدف منشآت حيوية وطنية حساسة، وعناصر أمنية في إطار عمليات "الذئاب المنفردة".وفق خبراء مغاربة، فإن عدد الذين جرى إيقافهم والتوزيع الجغرافي، يؤكد أن ما كان يعد له هو مخطط كبير، لا يقتصر على فعل "الذئاب المنفردة"، بل يؤكد مشاركة تنظيمات ودول تدعم الفوضى في المنطقة. يشير الخبراء إلى أن منطقة الساحل والصحراء باتت نقاط تمركز قوية للجماعات المتطرفة التي تعمل على استهداف الدول المنخرطة في مكافحة الإرهاب.ويقول الخبير الأمني المغربي، الشرقاوي الروداني، إن الوضع الأمني في منطقة الساحل الأفريقي وجنوب الصحراء أصبح مترديا، مع انتشار الجماعات الجهادية والتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود.وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن عدة اعتبارات جيواستراتيجية جعلت من المغرب دولة التأثر الاستراتيجي على المستوى الإقليمي والدولي هدفا مباشرا للتنظيمات الإرهابية.الذئاب المنفردةوتنشط الخلايا النائمة أو ما يطلق عليه "الذئاب المنفردة" في دول شمال أفريقيا، إذ لا تقتصر على المغرب، لكن نشاطها كان ملحوظا مؤخرا في المغرب وتونس. ومن حين لأخر تعلن الأجهزة الأمنية في البلدين عن إيقاف وتفكيك خلايا إرهابية، كانت تعد لعمليات داخل البلاد، وهو ما يضع دول شمال أفريقيا المتصلة بمنطقة بدول تسود فيها التوترات وكذلك منطقة الصحراء ضمن دائرة المخاطر المقدرة من قبل الخبراء.يوضح الشرقاوي الروداني أن "التفكيك المتوالي للخلايا النائمة، أو "الذئاب المنفردة"، التابعة للتنظيمات الإرهابي "داعش" يبين أن التنظيم يريد خلق بنية استقبال، وهيكل لوجيستيكي لضرب المغرب وجواره الأوروبي.عملية غير مسبوقةوفق الخبير فإن العملية الأخيرة التي أوقفت فيها الأجهزة الأمنية المغربية 13 شخصا، من الموالين للتنظيم الإرهابي، تعد عملية غير مسبوقة لعدة اعتبارات من بينها العدد الكبير للأشخاص المنخرطين في عمل إرهابي كان وشيكا، وكذلك التوزيع الجغرافي لهؤلاء الأشخاص، إذ يتعلق بمساحة كبيرة من التراب الوطني، التي كانت مستهدفة.كما تبين أن الموقوفين بحسب البحث الأولي الذي أجرته السلطات المختصة على علاقة بتنظيمات إرهابية ذات تقاطعات إقليمية ودولية. ولفت إلى أن التوقيفات المتعددة لعناصر التنظيم الإرهابي، تندر بخطر إرهابي كبير يحوم فوق التراب المغربي، ما يستدعي الحذر على المستوى الدولي.أوضاع حرجة وتشهد العديد من الدول في القارة الأفريقية حالة من الاضطراب الأمني والسياسي، بما يساعد في تفشي الجماعات الإرهابية ونشاط تهريب الأسلحة وجرائم الإتجار في البشر، وهي جميعها عوامل تعزز حالة الفوضى التي تعزز حضور الجماعات الإرهابية.وفق الخبير الأمني المغربي، فإن التحولات التي تعيشها القارة الأفريقية على المستوى الأمني والسياسي وما يوازي ذلك من فراغات جيوسياسية، يؤكد تمركز الجماعات الإرهابية داخل القارة.يقول الخبير الأمني المغربي إحسان الحافظي، إن حالة من التصعيد التي تقودها الجماعات المتطرفة باستقطاب أفراد لتنفيذ مشاريع تخريبية ضد المملكة، تتزامن مع تموقع المغرب كشريك أمني اقليمي ودولي في مجال مكافحة الإرهاب عبر تنويع وتوسيع الشراكات الأمنية.إجراءات أمنية استباقيةويضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن المغرب يتعامل مع مكافحة الإرهاب والتطرف بطريقة أكثر شمولية، وفق مقاربة قانونية قضائية، علاوة على تسخير العمل الاستخباراتي في تعزيز الإجراءات الأمنية لمواجهة الإرهاب.وتابع "هذه المقاربة تعززها إجراءات أمنية استباقية تفضي إلى تفكيك الخلايا الإرهابية في طور الإعداد للمشاريع التخريبية". ووفق الخبير فإن العملية الأمنية الأخيرة كشفت عن حضور قوي لتنظيم "داعش" في منطقة الساحل، وهو ما يفسر كون نشاط الجماعات المتطرفة بهذه المنطقة موجه إلى دول شمال أفريقيا بشكل أكثر.المغرب على أجندة التهديداتبحسب الحافظي فإن "المغرب كان دائما على أجندة التهديدات الإرهابية للجماعات المتطرفة، بسبب انخراطه في الحرب ضد الإرهاب في البؤر التقليدية، وفي الساحل الأفريقي اليوم". وبحسب بيان السلطات الأمنية المغربية، فإن المشتبه بهم انخرطوا فعليا في التحضير المادي للمخطط عن طريق رصد وتحديد الأهداف، بالموازاة مع القيام بأبحاث مكثفة بغية الحصول على المعلومات بخصوص كيفية صناعة المتفجرات.كما كانوا على علاقات مشبوهة مع عناصر إرهابية خارج المغرب بهدف التنسيق للالتحاق بالتنظيم الإرهابي "داعش" في منطقة الساحل والصحراء.أبرز الجماعات في منطقة الساحلوتضم منطقة الساحل والصحراء تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين"، بنحو 1700 مقاتل، إضافة إلى تنظيم "داعش" بقيادة أبو الوليد الصحراوي ويبلغ عدد عناصره نحو 1300 مقاتل. أما تنظيم "المرابطون" يبلغ عدد عناصره نحو 700 مقاتل، ومجموعات صغيرة أخرى، إضافة نحو 4 آلاف عنصر من "داعش" على الحدود الليبية في الصحراء، بحسب الخبراء.وشهدت منطقة الساحل ارتفاعا في مؤشر عنف الجماعات الإرهابية، الذي تضاعف نحو 4 مرات منذ عام 2019، وهو ما يشير إلى مخاطر متزايدة.ومن بين 135 منطقة إدارية في مالي وبوركينا فاسو وغرب النيجر، شهدت 84 مقاطعة (نحو الثلثين) هجمات عام 2022، وكان هذا الرقم في 2017 أقل من الثلث (40 مقاطعة).

على مدار الأشهر الماضية أعلنت السلطات الأمنية في المغرب تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية، بما يطرح العديد من التساؤلات حول أهداف التنظيم في المملكة.في مارس الماضي، قامت مجموعة إرهابية بحرق شرطي مغربي والتمثيل بجثته، وأعلن بيان صادر عن المديرية العامة للأمن الوطني، توقيف 3 متطرفين موالين لتنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودول عديدة)، وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب جريمة القتل العمد في إطار مشروع إرهابي.وكانت السلطات الأمنية في المغرب قد أعلنت، الخميس الماضي، تفكيك خلية إرهابية كان أفرادها ينشطون في عدة مدن مغربية، بلغ عددهم 13 شخصا، وهو عدد كبير، مقارنة بالخلايا السابقة التي جرى توقيفها.وأوقف المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتنسيق مع الشرطة القضائية، 13 شخصا موالين لتنظيم داعش المتطرف، تتراوح أعمارهم بين 19 و49 عاما.وفق بيان المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، فإن "النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب والتطرف قد قامت بالإشراف المباشر على إجراءات التدخل وتوقيف المشتبه بهم".دلالات النطاق الجغرافيالعمليات الأمنية التي قامت بها السلطات شملت مدن الدار البيضاء، وبني ملال، والمحمدية، وخنيفرة، وتمارة، وتيفلت، وطنجة، والقصر الكبير، والريصاني وبركان"، وهي متباعدة جغرافيا عن بعضها البعض بمئات الكيلو مترات، ما يوحي بأن العمليات التي كان يعد لها هي متفرقة وخطيرة.وأشار البيان إلى أن تورط العناصر في الإعداد لتنفيذ مشاريع تخريبية تستهدف منشآت حيوية وطنية حساسة، وعناصر أمنية في إطار عمليات "الذئاب المنفردة".وفق خبراء مغاربة، فإن عدد الذين جرى إيقافهم والتوزيع الجغرافي، يؤكد أن ما كان يعد له هو مخطط كبير، لا يقتصر على فعل "الذئاب المنفردة"، بل يؤكد مشاركة تنظيمات ودول تدعم الفوضى في المنطقة. يشير الخبراء إلى أن منطقة الساحل والصحراء باتت نقاط تمركز قوية للجماعات المتطرفة التي تعمل على استهداف الدول المنخرطة في مكافحة الإرهاب.ويقول الخبير الأمني المغربي، الشرقاوي الروداني، إن الوضع الأمني في منطقة الساحل الأفريقي وجنوب الصحراء أصبح مترديا، مع انتشار الجماعات الجهادية والتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود.وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن عدة اعتبارات جيواستراتيجية جعلت من المغرب دولة التأثر الاستراتيجي على المستوى الإقليمي والدولي هدفا مباشرا للتنظيمات الإرهابية.الذئاب المنفردةوتنشط الخلايا النائمة أو ما يطلق عليه "الذئاب المنفردة" في دول شمال أفريقيا، إذ لا تقتصر على المغرب، لكن نشاطها كان ملحوظا مؤخرا في المغرب وتونس. ومن حين لأخر تعلن الأجهزة الأمنية في البلدين عن إيقاف وتفكيك خلايا إرهابية، كانت تعد لعمليات داخل البلاد، وهو ما يضع دول شمال أفريقيا المتصلة بمنطقة بدول تسود فيها التوترات وكذلك منطقة الصحراء ضمن دائرة المخاطر المقدرة من قبل الخبراء.يوضح الشرقاوي الروداني أن "التفكيك المتوالي للخلايا النائمة، أو "الذئاب المنفردة"، التابعة للتنظيمات الإرهابي "داعش" يبين أن التنظيم يريد خلق بنية استقبال، وهيكل لوجيستيكي لضرب المغرب وجواره الأوروبي.عملية غير مسبوقةوفق الخبير فإن العملية الأخيرة التي أوقفت فيها الأجهزة الأمنية المغربية 13 شخصا، من الموالين للتنظيم الإرهابي، تعد عملية غير مسبوقة لعدة اعتبارات من بينها العدد الكبير للأشخاص المنخرطين في عمل إرهابي كان وشيكا، وكذلك التوزيع الجغرافي لهؤلاء الأشخاص، إذ يتعلق بمساحة كبيرة من التراب الوطني، التي كانت مستهدفة.كما تبين أن الموقوفين بحسب البحث الأولي الذي أجرته السلطات المختصة على علاقة بتنظيمات إرهابية ذات تقاطعات إقليمية ودولية. ولفت إلى أن التوقيفات المتعددة لعناصر التنظيم الإرهابي، تندر بخطر إرهابي كبير يحوم فوق التراب المغربي، ما يستدعي الحذر على المستوى الدولي.أوضاع حرجة وتشهد العديد من الدول في القارة الأفريقية حالة من الاضطراب الأمني والسياسي، بما يساعد في تفشي الجماعات الإرهابية ونشاط تهريب الأسلحة وجرائم الإتجار في البشر، وهي جميعها عوامل تعزز حالة الفوضى التي تعزز حضور الجماعات الإرهابية.وفق الخبير الأمني المغربي، فإن التحولات التي تعيشها القارة الأفريقية على المستوى الأمني والسياسي وما يوازي ذلك من فراغات جيوسياسية، يؤكد تمركز الجماعات الإرهابية داخل القارة.يقول الخبير الأمني المغربي إحسان الحافظي، إن حالة من التصعيد التي تقودها الجماعات المتطرفة باستقطاب أفراد لتنفيذ مشاريع تخريبية ضد المملكة، تتزامن مع تموقع المغرب كشريك أمني اقليمي ودولي في مجال مكافحة الإرهاب عبر تنويع وتوسيع الشراكات الأمنية.إجراءات أمنية استباقيةويضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن المغرب يتعامل مع مكافحة الإرهاب والتطرف بطريقة أكثر شمولية، وفق مقاربة قانونية قضائية، علاوة على تسخير العمل الاستخباراتي في تعزيز الإجراءات الأمنية لمواجهة الإرهاب.وتابع "هذه المقاربة تعززها إجراءات أمنية استباقية تفضي إلى تفكيك الخلايا الإرهابية في طور الإعداد للمشاريع التخريبية". ووفق الخبير فإن العملية الأمنية الأخيرة كشفت عن حضور قوي لتنظيم "داعش" في منطقة الساحل، وهو ما يفسر كون نشاط الجماعات المتطرفة بهذه المنطقة موجه إلى دول شمال أفريقيا بشكل أكثر.المغرب على أجندة التهديداتبحسب الحافظي فإن "المغرب كان دائما على أجندة التهديدات الإرهابية للجماعات المتطرفة، بسبب انخراطه في الحرب ضد الإرهاب في البؤر التقليدية، وفي الساحل الأفريقي اليوم". وبحسب بيان السلطات الأمنية المغربية، فإن المشتبه بهم انخرطوا فعليا في التحضير المادي للمخطط عن طريق رصد وتحديد الأهداف، بالموازاة مع القيام بأبحاث مكثفة بغية الحصول على المعلومات بخصوص كيفية صناعة المتفجرات.كما كانوا على علاقات مشبوهة مع عناصر إرهابية خارج المغرب بهدف التنسيق للالتحاق بالتنظيم الإرهابي "داعش" في منطقة الساحل والصحراء.أبرز الجماعات في منطقة الساحلوتضم منطقة الساحل والصحراء تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين"، بنحو 1700 مقاتل، إضافة إلى تنظيم "داعش" بقيادة أبو الوليد الصحراوي ويبلغ عدد عناصره نحو 1300 مقاتل. أما تنظيم "المرابطون" يبلغ عدد عناصره نحو 700 مقاتل، ومجموعات صغيرة أخرى، إضافة نحو 4 آلاف عنصر من "داعش" على الحدود الليبية في الصحراء، بحسب الخبراء.وشهدت منطقة الساحل ارتفاعا في مؤشر عنف الجماعات الإرهابية، الذي تضاعف نحو 4 مرات منذ عام 2019، وهو ما يشير إلى مخاطر متزايدة.ومن بين 135 منطقة إدارية في مالي وبوركينا فاسو وغرب النيجر، شهدت 84 مقاطعة (نحو الثلثين) هجمات عام 2022، وكان هذا الرقم في 2017 أقل من الثلث (40 مقاطعة).



اقرأ أيضاً
بحث ميداني يرصد مدى رضا المستفيدين من الدعم الاجتماعي المباشر
في إطار تتبع وتقييم برامج الورش الملكي للدولة الاجتماعية، قام المرصد الوطني للتنمية البشرية بإنجاز بحث ميداني لقياس رضا المستفيدين من برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، خلال الفصل الأول من تنفيذه. وذكر بلاغ للمرصد أن هذا البحث الميداني، الأول من نوعه، يهدف إلى رصد وتقييم أثر تنفيذ هذا البرنامج على المستفيدين، من خلال الوقوف على تجارب المواطنين-المرتفقين في تفاعلهم مع برنامج الدعم، واستطلاع آرائهم حول جودة الخدمات المقدمة لهم في هذا الإطار. وقد شمل البحث الميداني المنجز تقييم رضا المستفيدين، ومدى استيفاء البرنامج لمعايير الإنصاف وسهولة الولوج، وفحص فعاليته العملية، وتحليل آثاره الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى استقاء ملاحظات المستفيدين بهدف رصد سبل تجويد البرنامج. وكشفت نتائج البحث الميداني عن مستوى رضا عام مرتفع بشأن الدعم المقدم (87,46 في المائة). من جهة أخرى، اعتبر معظم أرباب الأسر المشاركين في البحث الميداني (95 في المائة) أن تدبير مسار معالجة طلبات التسجيل يتم بطريقة شفافة. كما أن المعلومات المقدمة عن البرنامج وُصفت بالواضحة والمفهومة (39,72 في المائة صرحوا أنها “واضحة جدا وسهلة الفهم”، و53,43 في المائة قالوا أنها “واضحة إلى حد ما”). من جهة أخرى، حقق البرنامج أثرا إيجابيا واضحا على جوانب أساسية عديدة تهم ظروف عيش الأسر المستفيدة، مثل تحسين مستوى العيش (89,2 في المائة من بينهم 31 في المائة بشكل ملحوظ)، وتعزيز الأمن الغذائي (92 في المائة من بينهم 28 في المائة بشكل ملحوظ)، ودعم تمدرس الأطفال (82 في المائة). واعتبرت غالبية المستجوبين (90,4 في المائة) أن البرنامج منصف من حيث الولوج، غير أن سهولة إجراءات التسجيل لا تزال تمثل تحديا يجب رفعه، حيث أن 5 في المائة من المستجوبين فقط وصفوها بـ”السهلة”، في حين اعتبر 67 في المائة أنها “متوسطة التعقيد”. وقد اضطرت معظم الأسر إلى طلب المساعدة الخارجية للتسجيل عبر المنصة الرقمية للبرنامج. وعلى الرغم من ذلك، فإن شروط الاستفادة كانت واضحة بالنسبة لثلثي المستفيدين المستجوبين تقريبا (67 في المائة)، بغض النظر عن الجنس أو مكان الإقامة. وقد أجرى المرصد الوطني للتنمية البشرية مقارنة دولية للبرنامج مع برامج مماثلة في البرازيل، والمكسيك، وإندونيسيا، وجنوب إفريقيا. وأظهرت هذه المقارنة الدولية أن برنامج الدعم الاجتماعي المباشر يعد من البرامج الفعالة والمحبذة لدى المستفيدين، بنتائج مماثلة لما حققته البرامج المرجعية على مستوى معايير عديدة في مجالات الرضا، والاستهداف، والانتظام، والثقة. كما أبان برنامج الدعم الاجتماعي المباشر عن دوره الحيوي في تحسين ظروف عيش الأسر الفقيرة بالمغرب، مع إبراز بعض الفوارق مقارنة بأفضل الممارسات الدولية. وهكذا، فإن نسبة رضا المستفيدين من البرنامج (حوالي 88 في المائة)، تقل قليلا عن نسبة الرضا المسجلة تجاه برنامج “بولص فاميليا” (Bolsa Família) في البرازيل (حوالي 95 في المائة) والتي تعتبر فريدة من نوعها عالميا، وتقترب من نسبة رضا برنامج “شايلد سبورت غرانت” (Child Support Grant) الجنوب الإفريقي (حوالي 90 في المائة). ويتفوق برنامج الدعم الاجتماعي المباشر على برنامج “بروسبيرا” (Prospera) في المكسيك (ما بين 75 و80 في المائة)، و”كيلوارغا هارابان” (Keluarga Harapan) في إندونيسيا الذي يسجل نسبة رضا متواضعة. بالموازاة مع ذلك، قام المرصد الوطني للتنمية البشرية بتطوير مؤشر وطني للرضا الاجتماعي والذي يهدف إلى قياس رضا المرتفقين إزاء خدمات برامج الدعم الاجتماعي، ويقدر هذا المؤشر بالنسبة لبرنامج الدعم الاجتماعي المباشر بـ 71 نقطة من أصل 100. ويقيس هذا المؤشر الرضا العام للمستفيدين من البرنامج من خلال خمسة أبعاد: سهولة الولوج، الأثر، الجدوى، الملاءمة، والشفافية. ويشير تحليل النتائج المحصل عليها إلى أن الأبعاد الخمسة للمؤشر الوطني للرضا الاجتماعي لا تكتسي نفس الوزن في مستوى الرضا العام. وللرفع من قيمة المؤشر، من الضروري أولا تحسين الولوج إلى البرنامج، ثم ترصيد الأثر المحسوس والشفافية، مع الحفاظ على الأداء الجيد في جوانب الملاءمة وانتظام الخدمات. ويحظى البرنامج بنسبة رضا مرتفعة لدى الفئات المستفيدة التي تعتبر أنه صمم ليتماشى مع تطلعات المواطنين المستهدفين، في انسجام مع روح التضامن الوطني التي تميز البلاد، بغرض دعم الأسر المعوزة في تغطية حاجياتها الأساسية.وقد سجل البحث الميداني تقدما ملحوظا في تحسين ظروف عيش الأسر المستفيدة، بفضل تنويع التغطية الجغرافية، وتحسين قنوات التواصل، مما ساعد على الوصول إلى شرائح واسعة ومتنوعة من الأسر المستهدفة. كما أن الإدراك القوي لملاءمة وشفافية الاستهداف يعزز التطور المسجل، مما يشير إلى توافق أفضل بين معايير الأهلية واختيار المستفيدين واحتياجاتهم المحددة. ومع ذلك، لا تزال بعض جوانب البرنامج تحتاج إلى التجويد. فقد وقف البحث الميداني على بعض النواقص تهم بالخصوص تدبير العلاقة مع المستفيدين. كما أن استمرار جهود التحسين المستمر من شأنه أن يلبي بشكل مناسب انتظارات الفئات المستهدفة ويعزز أثر برنامج الدعم الاجتماعي المباشر. ويتضمن ذلك ملائمة مسارات التنفيذ والاستراتيجيات العملية لضمان ملاءمة أفضل للاحتياجات المحددة للمستفيدين وزيادة فعالية البرنامج ككل. وقد خلص البحث الميداني إلى جملة من التوصيات، تهم على وجه خاص: – تطوير آلية للمساعدة الاجتماعية للقرب لتعزيز التواصل حول البرنامج، وإشراك امتدادات محلية لمواكبة سكان المناطق النائية والبعيدة. – تعزيز المشاركة المدنية للجمعيات المحلية في ابتكار ميكانيزمات لتسهيل الولوج إلى الخدمات الرقمية للبرنامج. – إرساء برامج لتنمية المهارات والتمكين الاقتصادي من أجل تحسين قابلية البرنامج لتحقيق نتائج في مجال التنمية البشرية على المدى البعيد. – تعزيز التقائية برامج ورش الدولة الاجتماعية من خلال تطوير إطار موحد لمواءمة برنامج الدعم الاجتماعي المباشر مع البرامج الاجتماعية الأخرى مثل “AMO – تضامن”، من أجل تقليص التداخل وضمان تغطية شاملة. – تطوير آليات مناسبة لتحيين معايير أهلية المستفيدين بشكل فوري، على نحو يعكس التغيرات التي تطرأ على ظروف معيشة الأسر. – إرساء منظومة وطنية لتتبع وتقييم برنامج الدعم الاجتماعي المباشر، مع تعزيز البحوث التطبيقية المتعلقة بتقييم أثر الدعم الاجتماعي. – تحسين المشاركة المواطنة في منظومة الحكامة الترابية للبرنامج من أجل ضمان تملك اجتماعي أفضل.
مجتمع

الملك محمد السادس يأمر بفتح 13 مركزًا تضامنيا لخدمة الفئات المعوزة
أعطى الملك محمد السادس، رئيس مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تعليماته بوضع المراكز التي أنشأتها المؤسسة في مجالات الصحة والإعاقة والتكوين رهن إشارة الساكنة المعوزة المستفيدة. وأوضحت المؤسسة، في بلاغ اليوم الأربعاء، أن الإطلاق الفوري يهم 13 مركزا جديدا تم الانتهاء من أشغال بنائها وتجهيزها بـ8 من عمالات وأقاليم المملكة، مضيفة أن “هذه البنيات تندرج في إطار برامج التدخل الكبرى للمؤسسة الرامية إلى تعزيز الولوج إلى العلاجات الصحية للقرب، وتحسين التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة، ودعم التكوين والإدماج السوسيو-مهني للشباب”. وأضاف المصدر ذاته أن هذه الإنجازات تتعلق بثلاثة برامج رئيسية هي “المراكز الطبية للقرب ـ مؤسسة محمد الخامس للتضامن” و”شبكة المركز الوطني محمد السادس للمعاقين” و”البرنامج الوطني لمحاربة سلوكات الإدمان”. ووفق المؤسسة؛ سيتم الشروع في العمل بمركز طبي جديد للقرب بسلا، باستثمار إجمالي قدره 5ر85 مليون درهم، ليرتفع بذلك عدد الوحدات التي تقدم خدماتها حاليا إلى ست وحدات من أصل اثني عشر وحدة مرتقبة على الصعيد الوطني. وفي ما يخص الجانب المتعلق بالإعاقة، سيتم افتتاح فرع جهوي جديد للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين ببني ملال (30 مليون درهم)، ليصل بذلك عدد المراكز التابعة لهذه الشبكة في جميع أنحاء المملكة إلى تسعة مراكز. كما ستستفيد مدينة العروي، في إقليم الناظور، من مركز جديد لتصفية الدم بتكلفة 10 ملايين درهم، والذي سيكمل خدمات مستشفى محمد السادس المجاور، لتحسين التكفل بمرضى القصور الكلوي. ويتواصل تنفيذ برنامج محاربة سلوكات الإدمان، بافتتاح ثلاثة مراكز جديدة في شفشاون (6,5 ملايين درهم)، والحسيمة (6,5 ملايين درهم) وبني ملال (4,5 ملايين درهم)، ما يرفع العدد الإجمالي لمراكز محاربة سلوكات الإدمان المشغلة إلى 18 مركزا موزعة على 15 مدينة عبر المملكة. من جهة أخرى، ستفتح 6 مراكز للتكوين المهني أبوابها، مستهدفة قطاعات واعدة وملائمة لاحتياجات السوق، ويتعلق الأمر بمراكز التكوين في مهن لحام المعادن بتيط مليل (94 مليون درهم)، ومركز التكوين في المهن الفلاحية بسوق الأربعاء (34 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن الكهرباء والإلكترونيات بسيدي عثمان بالدار البيضاء (32,5 ملايين درهم)، ومركز التكوين في المهن الثالثية بلوازيس بالدار البيضاء (25 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن السياحة بشفشاون (15,2 مليون درهم)، ومركز التكوين في مهن الصناعة التقليدية بشفشاون (9,4 ملايين درهم)؛ وتهدف هذه المؤسسات إلى تمكين الشباب المنحدرين من أوساط معوزة من كفاءات ملموسة في تخصصات ذات قابلية قوية للتشغيل. وأخيرا، سيفتح مركز سوسيو-تربوي أبوابه بإيزمورن (3,5 ملايين درهم)، ويتعلق الأمر بأول بنية من نوعها في هذه الجماعة التابعة لإقليم الحسيمة موجهة لمواكبة الشباب في مجال التعليم والأوليات المهنية. وسيتم تأمين تدبير مختلف هذه المراكز حسب مجالات التدخل من خلال مختلف شركاء المؤسسة وهم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وكذا الجمعيات المتخصصة.
مجتمع

تعزية في وفاة والدة الزميل عبد الرحيم فقراء الصحافي بقناة الجزيرة
ببالغ الاسى والحزن وبقلوب خاشعة ومؤمنة بقضاء الله وقدره ، تلقينا نبأ وفاة والدة مدير مكتب قناة الجزيرة في واشنطن، والمدير الجهوي للقناة في القارة الأمريكية، الزميل عبد الرحيم فقراء. وقد ووري جثمان الفقيدة بعد عصر يومه الاربعاء 2 يوليوز 2025، بمقبرة سيدي بلعباس بالمدينة العتيقة لمراكش. وبهذه المناسبة الاليمة، تتقدم إدارة وهيئة تحرير كشـ24 بأحر التعازي للزميل عبد الرحيم فقراء، وعائلته الصغيرة والكبيرة، راجين من الله عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته ومغفرته، ويدخلها فسيح جناته، ويلهم ذويها الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
مجتمع

ملف الطبيب النفسي..قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس يقرر استدعاء الضحايا
قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس، اليوم الأربعاء، تأجيل محاكمة الطبيب النفسي المتابع بتهمة الاتجار بالبشر، وتم تحديد يوم 9 يوليوز الجاري موعدا جديدا لجلسة التحقيق والتي من المرتقب أن تحضرها ضحاياه من مريضاته اللواتي سبق أن تم الاستماع إلى إفاداتهن من قبل عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية.وكانت النيابة العامة قد أمرت بفتح تحقيق بعد توصلها بشكاية تتضمن معطيات صادمة حول استغلال جنسي مزعوم من قبل الطبيب لعدد من المريضات اللواتي يقصدن عيادته طلبا للعلاج.وكشفت الأبحاث عن ممارسات شاذة يقوم بها الطبيب وهو يستغل جنسيا عددا مريضاته، كما أظهرت بأنه كان يناولهن جرعات من المخدرات الصلبة ويوهمهن على أنها تدخل في إطار العلاج البروتوكولي الواجب اتباعه. وكان أيضا ينظم طقوسا غريبة في هذه الإعتداءات التي يستعين فيها بأجهزة تناسلية اصطناعية.ويتابع في الملف أيضا وفي حالة اعتقال ابن عم الطبيب، حيث أظهرت المعطيات أنه كان مشاركا له في هذه الممارسات الصادمة. كما تورط معه في الاستغلال الجنسي للضحايا.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 02 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة