الثلاثاء 19 مارس 2024, 04:11

ثقافة-وفن

أصدقاء محمد أمين دمناتي يحيون الذكرى 77 لميلاد فنان لا تتكرر تجاربه


كريم الوافي نشر في: 22 يناير 2019

أحيا أصدقاء ونقاد الفن، الذكرى السابعة والسبعين لميلاد الفنان الكبير محمد أمين دمناتي، الذي تركت أعماله رصيدا غنيا عكس تجربة فنان استثنائي أثر بحسه وذكائه ومرحه على الذين عرفوه.ولعل الكتاب، الذي ألفه موريس أراما وحمل عنوان "أمين دمناتي .. تسعة وعشرين ربيعا، صيف واحد"، يبرز ويختزل الخصال الإنسانية والفنية المرموقة للراحل، الذي يذكرنا "بعيد الربيع من خلال ألوان بهيجة ولامعة وحية مع الاحتفاظ بجوهر أعماله المتمثلة في الضبط والتكتم والخفة والتناغم على الخصوص"، على حد تعبير الكاتبة وناقدة الفن، زكية داود. وعن هذا المرجع، الذي أثرى الحياة الثقافية والفنية المغربية، قال أراما إن الراحل دمناتي، بذكائه وحسه وشغفه ومرحه، رسم مستقبل طفولته.وتطرق مؤلف الكتاب للكاتب الفرنسي أندري مالرو، عندما كان في لحظة استذكار لذاكرة جون مولين أحد شخصيات المقاومة الفرنسية وهو ما سار عليه محمد أمين دمناتي عندما استحضر في أحد أعماله صديقه أحمد الشرقاوي.وبالنسبة لحسن أمين دمناتي، أخ الفنان الراحل، فإن نشر كتاب "أمين دمناتي .. تسعة وعشرين ربيعا، صيف واحد"، الذي تم تسليمه لجلالة الملك خلال ترؤسه حفل استقبال بالفنيدق بمناسبة الذكرى الـ54 لعيد ميلاد جلالته، يهدف إلى "الحفاظ على الريبرتوار الغني لهذا الفنان الفخور بجذوره".وأعرب، بالمناسبة، عن شكره لجلالة الملك على العناية التي ما فتئ يوليها جلالته للفنانين ولكل من ساهم في إخراج هذا المؤلف.وأبرز حسن دمناتي أن الراحل الذي تتنوع أعماله بين تيار السذاجة في شكله التصويري وأحيانا التجريد، تابع دراسته الابتدائية والثانوية في الدارالبيضاء، حيث تربى في كنف خاله محمد تابيتي.وبريشته المتفردة، ارتكز الراحل، الذي كان يحب أن يصور الجموع المتحركة، على عدد من المواد من أجل تمثيل المغرب في أحسن حلته وتنوعه وأصالته. وتحت عنوان" أمين دمناتي شقيقي" كتب الحسن أمين دمناتي، مقالا تقديميا تصدر كتاب" أمين دمناتي.. تسعة وعشرين ربيعا، صيف واحد"، نقتطف منه ما يلي" لا يمر يوم ولا أسبوع ولا شهر دون أن تراودني صورة أمين وخياله المرهف، وابتسامته اللطيفة ونهجه السخي. منذ فاجعة 1971، كل سنة يوجه لي الحديث بأن أجمع آراء أصدقائه ومحبيه، من زملاء الدراسة القدامى، والفنانين الذين جايلوه، وأيضا من هؤلاء الذين تتبعوا مساره الفني، وصاحبوا أبحاثه، وأجدهم كثيرين الذين يملكون أعمال دمناتي، التي تزين جدرانهم"، ويضيف شقيقه حسن دمناتي أن اسمه تماما كما أعماله لا تغادر الأخبار وكل ماهو راهني، مبرزا أن بضعا من أصدقائه ألحوا عليه مرارا بأن يصدر كتابا مرجعيا، مفهرسا بكل أعماله.ورغم الكثير من الصعاب فقد تحقق حلم هذا الإصدار، الذي رأى النور بجهود العديد من الشخصيات التي تنتمي إلى العديد من المجالات الفنية والأدبية والثقافية، التي طبعت المشهد المغربي والدولي.من جهة أخرى نوه حسن أمين دمناتي بكل من ساعده على إخراج هذا المؤلف الفريد من نوعه، ضمنهم الفنان ومؤرخ الفن، موريس أراما، الذي قدم في هذا المرجع رؤية جمالية وحساسية معمقة واحترافية حول حياة وأعمال دمناتي، حيث لم تكن له سابق معرفة به، وسخر قلمه لهذا المشروع الجمالي. كما لم يفت حسن دمناتي أن يقدم كل التقدير للأديب والناقد عبد الجليل لحجمري، الذي أغنى الكتاب بتقديم رائع وغني، وكان صوته ضروريا، حيث صاحب بكل نبوغ عالم أمين الثقافي والفني بكل احترافية، تعز عن كل وصف.وفي ما يخص مقترب محمد أمين دمناتي الفني، يقول الناقد كاستون دييل "لقد عرف دمناتي الاستثمار الجيد لكل الإمكانيات التي أتيحت له، فمن جهة استعمل بمهارة وبحذق اللون أو الإيقاع الحركي، ومن جهة أخرى، عاد إلى التقليد العريق للعلامة الحرفية (الكاليكرافية) كما استخلصت من مساره الإبداعي العديد من التجارب ذات الثراء الشخصي، حسه الفني السلس يجعلنا نتنبأ له بمستقبل فني كبير… فكل تنويعاته الأسلوبية تثيرنا وتدهشنا ليس كفرجة عابرة، بل كعالم يستجيب حقيقة لروحانية الانتظار والإحساس بأخوة إنسانية".عندما نستحضر الراحل إنسانا مبدعا فإننا نستحضر معه سجلا حافلا بالإبداعات التشكيلية التي جمعت بين الأعمال الصباغية والرسومات التمهيدية إلى جانب العديد من القصائد الشعرية، والإسهامات المسرحية، فالراحل بشهادة شقيقه حسن أمين دمناتي كان يحظى بموهبة خارقة همت جميع الميادين الإبداعية، وكان يتمتع بعلاقات ثقافية وإنسانية نافذة، فقد عاصر الناقد جون بوري الذي قال في حقه إنه شاعر مراكش بشعريتها الساحرة، هذه المدينة التي ظلت عالقة في ذاكرة الراحل، حيث رسمها في مقامات تشكيلية متنوعة وفق أسلوب غنائي أكثر عمقا وحركية، بشكل يرقى إلى مستوى ماتيس ودوفي، إنه من الفنانين الذين ينقذون العالم بمنحه أجمل أشكال الحب التي تتمظهر في أطيافه ومجموعاته البشرية ومدنه العتيقة وقصباته، وذلك من خلال صرامة التخطيط وعمق التلوين، بعيدا عن كل تقرير سياحي أو كارتبوسطال، وقد عرف الراحل، حسب تعبير الناقد بوري، الاختراق الشعري للفور وللفضاء وللزمن عبر لغة تشكيلية، حيث غاص بين اللحظة والحياة الأبدية لأنه يدرك أن المسافة بينهما وهم في وهم، هذه اللحظة التي تفوق في القبض عليها على غرار الانطباعي كلود موني، ليدعونا إلى الإبحار في عالم أمغر وأزرق، حيث الإنسان يدرك النبضة العميقة لقلب العالم.عاصر أيضا الفنانَ الراحلَ أمين الدمناتي الناقد والمفكر المغربي منير الفاطمي الذي سبق له أن صرح بأن عالم الراحل يمارس على ناظره فتنة خاصة، لأنه عالم ما وراء المظاهر، فالراحل يقدم لعشاق الجمال الفني لحظات من الفكر، حيث الواقع ليس سوى ذكرى عاشها بعمق وبرؤية متعددة، كما أن اللوحة تتقدم في شكل مرآة مقلوبة وأشياء غارقة في النور والفضاء.عرف الراحل كيف يعبر عن غنى انفعالاته الداخلية وعن هندسته الروحية التي تتخذ من الحركة طاقتها التعبيرية المتجددة على نحو يذكرنا بالفنانين العالميين مانسييه وبيرطول.نذكر أن الشاعر المغربي الراحل كمال الزبدي كتب في حقه عام 1966:«عالم مشحون بالشعر، ينشد فيه اللون الكلمة ويترجمها إلى نصوص من الحياة بحس دقيق: مشاهد يومية، وجوه… أمين الدمناني شاعر بمعنى الكلمة، عرف كيف يقيس الخطوة على سلم الأمل، محتفلا بكل ما جوهري وأساسي".عن تجربة الراحل، قال رفيق دربه الفنان الحسين طلال "لقد تعرفت على الراحل في أواخر الستينيات في باريس عن طريق الفنان أحمد الشرقاوي، وهو مبدع يجيد الرسم الأكاديمي، وكان له ولع شديد بتشكيل كل ما يتعلق بالمجال المغربي، خاصة ساحة جامع الفنا وصومعة الكتبية والمجموعات البشرية، كان إنسانا متواضعا يحب التواصل الاجتماعي، والانفتاح على مختلف الفاعلين الثقافيين، وكانت له قدرة خارقة على إبداع صيغ جديدة للمعالجة التشكيلية للمواضيع، بعيدا عن كل تكرار واجترار، إن رحيله يعد خسارة كبرى للإبداع المغربي المعاصر.بمناسبة معرض له نظم سنة 1969، كتبت الأديبة والباحثة زكية داوود في "كاتالوغ" خاص بالمعرض مقالا تحت عنوان "ربيع الدمناتي"، قالت فيه إن الراحل يحافظ ويعزز السمات المميزة لعمله الإبداعي، وهي على التوالي: الانسجام، السرية والخفة والاستحضار خارج كل نزعة درامية أو عنيفة، فالرجل مشهود له بخطابه الجمالي الهادئ والمسالم، والذي استلهم إبداعه من المغرب العميق، مانحا متلقيه الفعليين والمفترضين شعورا بالجميل والجليل والنبيل، في رحاب عرس ربيعي يطالعنا بألوانه الزاهية والناصعة، التي تحتفي بالحق في الحياة، متجاوزة كل ما هو غرائبي وطرائفي، فالمغرب في أعماله بمثابة مسرح حي ومرصد للقيم الشعبية والعالمة التي ألهمت كبار المبدعين العالميين أمثال دو لاكروا وماتيس". تلمست يداه فرشاة، وما تلمست رصاصا، أخذ معه عمقه وترك لنا الإرث، ونتمنى ألا يختزل في سوق اللوحة، وتضيع قيمة الرجل في ثنايا النسيان.تابع محمد أمين دمناتي، المزداد في 15 يناير 1942 بمراكش، تعليمه الابتدائي والثانوي في الدار البيضاء، والتحق بقسم الفنون التطبيقية بثانوية مرس السلطان، قبل أن يستكمل مساره الدراسي في كلية الفنون التطبيقية بباريس حيث نظم أول معرض له عام 1961.وبعد عودته للمغرب، عرض دمناتي أعماله بكل من الرباط ومراكش والدار البيضاء، وشارك في لقاءات حول وضعية الفنون في المغرب، وساهم في إنشاء واحدة من أولى جمعيات الفنانين التشكيليين المغاربة.

أحيا أصدقاء ونقاد الفن، الذكرى السابعة والسبعين لميلاد الفنان الكبير محمد أمين دمناتي، الذي تركت أعماله رصيدا غنيا عكس تجربة فنان استثنائي أثر بحسه وذكائه ومرحه على الذين عرفوه.ولعل الكتاب، الذي ألفه موريس أراما وحمل عنوان "أمين دمناتي .. تسعة وعشرين ربيعا، صيف واحد"، يبرز ويختزل الخصال الإنسانية والفنية المرموقة للراحل، الذي يذكرنا "بعيد الربيع من خلال ألوان بهيجة ولامعة وحية مع الاحتفاظ بجوهر أعماله المتمثلة في الضبط والتكتم والخفة والتناغم على الخصوص"، على حد تعبير الكاتبة وناقدة الفن، زكية داود. وعن هذا المرجع، الذي أثرى الحياة الثقافية والفنية المغربية، قال أراما إن الراحل دمناتي، بذكائه وحسه وشغفه ومرحه، رسم مستقبل طفولته.وتطرق مؤلف الكتاب للكاتب الفرنسي أندري مالرو، عندما كان في لحظة استذكار لذاكرة جون مولين أحد شخصيات المقاومة الفرنسية وهو ما سار عليه محمد أمين دمناتي عندما استحضر في أحد أعماله صديقه أحمد الشرقاوي.وبالنسبة لحسن أمين دمناتي، أخ الفنان الراحل، فإن نشر كتاب "أمين دمناتي .. تسعة وعشرين ربيعا، صيف واحد"، الذي تم تسليمه لجلالة الملك خلال ترؤسه حفل استقبال بالفنيدق بمناسبة الذكرى الـ54 لعيد ميلاد جلالته، يهدف إلى "الحفاظ على الريبرتوار الغني لهذا الفنان الفخور بجذوره".وأعرب، بالمناسبة، عن شكره لجلالة الملك على العناية التي ما فتئ يوليها جلالته للفنانين ولكل من ساهم في إخراج هذا المؤلف.وأبرز حسن دمناتي أن الراحل الذي تتنوع أعماله بين تيار السذاجة في شكله التصويري وأحيانا التجريد، تابع دراسته الابتدائية والثانوية في الدارالبيضاء، حيث تربى في كنف خاله محمد تابيتي.وبريشته المتفردة، ارتكز الراحل، الذي كان يحب أن يصور الجموع المتحركة، على عدد من المواد من أجل تمثيل المغرب في أحسن حلته وتنوعه وأصالته. وتحت عنوان" أمين دمناتي شقيقي" كتب الحسن أمين دمناتي، مقالا تقديميا تصدر كتاب" أمين دمناتي.. تسعة وعشرين ربيعا، صيف واحد"، نقتطف منه ما يلي" لا يمر يوم ولا أسبوع ولا شهر دون أن تراودني صورة أمين وخياله المرهف، وابتسامته اللطيفة ونهجه السخي. منذ فاجعة 1971، كل سنة يوجه لي الحديث بأن أجمع آراء أصدقائه ومحبيه، من زملاء الدراسة القدامى، والفنانين الذين جايلوه، وأيضا من هؤلاء الذين تتبعوا مساره الفني، وصاحبوا أبحاثه، وأجدهم كثيرين الذين يملكون أعمال دمناتي، التي تزين جدرانهم"، ويضيف شقيقه حسن دمناتي أن اسمه تماما كما أعماله لا تغادر الأخبار وكل ماهو راهني، مبرزا أن بضعا من أصدقائه ألحوا عليه مرارا بأن يصدر كتابا مرجعيا، مفهرسا بكل أعماله.ورغم الكثير من الصعاب فقد تحقق حلم هذا الإصدار، الذي رأى النور بجهود العديد من الشخصيات التي تنتمي إلى العديد من المجالات الفنية والأدبية والثقافية، التي طبعت المشهد المغربي والدولي.من جهة أخرى نوه حسن أمين دمناتي بكل من ساعده على إخراج هذا المؤلف الفريد من نوعه، ضمنهم الفنان ومؤرخ الفن، موريس أراما، الذي قدم في هذا المرجع رؤية جمالية وحساسية معمقة واحترافية حول حياة وأعمال دمناتي، حيث لم تكن له سابق معرفة به، وسخر قلمه لهذا المشروع الجمالي. كما لم يفت حسن دمناتي أن يقدم كل التقدير للأديب والناقد عبد الجليل لحجمري، الذي أغنى الكتاب بتقديم رائع وغني، وكان صوته ضروريا، حيث صاحب بكل نبوغ عالم أمين الثقافي والفني بكل احترافية، تعز عن كل وصف.وفي ما يخص مقترب محمد أمين دمناتي الفني، يقول الناقد كاستون دييل "لقد عرف دمناتي الاستثمار الجيد لكل الإمكانيات التي أتيحت له، فمن جهة استعمل بمهارة وبحذق اللون أو الإيقاع الحركي، ومن جهة أخرى، عاد إلى التقليد العريق للعلامة الحرفية (الكاليكرافية) كما استخلصت من مساره الإبداعي العديد من التجارب ذات الثراء الشخصي، حسه الفني السلس يجعلنا نتنبأ له بمستقبل فني كبير… فكل تنويعاته الأسلوبية تثيرنا وتدهشنا ليس كفرجة عابرة، بل كعالم يستجيب حقيقة لروحانية الانتظار والإحساس بأخوة إنسانية".عندما نستحضر الراحل إنسانا مبدعا فإننا نستحضر معه سجلا حافلا بالإبداعات التشكيلية التي جمعت بين الأعمال الصباغية والرسومات التمهيدية إلى جانب العديد من القصائد الشعرية، والإسهامات المسرحية، فالراحل بشهادة شقيقه حسن أمين دمناتي كان يحظى بموهبة خارقة همت جميع الميادين الإبداعية، وكان يتمتع بعلاقات ثقافية وإنسانية نافذة، فقد عاصر الناقد جون بوري الذي قال في حقه إنه شاعر مراكش بشعريتها الساحرة، هذه المدينة التي ظلت عالقة في ذاكرة الراحل، حيث رسمها في مقامات تشكيلية متنوعة وفق أسلوب غنائي أكثر عمقا وحركية، بشكل يرقى إلى مستوى ماتيس ودوفي، إنه من الفنانين الذين ينقذون العالم بمنحه أجمل أشكال الحب التي تتمظهر في أطيافه ومجموعاته البشرية ومدنه العتيقة وقصباته، وذلك من خلال صرامة التخطيط وعمق التلوين، بعيدا عن كل تقرير سياحي أو كارتبوسطال، وقد عرف الراحل، حسب تعبير الناقد بوري، الاختراق الشعري للفور وللفضاء وللزمن عبر لغة تشكيلية، حيث غاص بين اللحظة والحياة الأبدية لأنه يدرك أن المسافة بينهما وهم في وهم، هذه اللحظة التي تفوق في القبض عليها على غرار الانطباعي كلود موني، ليدعونا إلى الإبحار في عالم أمغر وأزرق، حيث الإنسان يدرك النبضة العميقة لقلب العالم.عاصر أيضا الفنانَ الراحلَ أمين الدمناتي الناقد والمفكر المغربي منير الفاطمي الذي سبق له أن صرح بأن عالم الراحل يمارس على ناظره فتنة خاصة، لأنه عالم ما وراء المظاهر، فالراحل يقدم لعشاق الجمال الفني لحظات من الفكر، حيث الواقع ليس سوى ذكرى عاشها بعمق وبرؤية متعددة، كما أن اللوحة تتقدم في شكل مرآة مقلوبة وأشياء غارقة في النور والفضاء.عرف الراحل كيف يعبر عن غنى انفعالاته الداخلية وعن هندسته الروحية التي تتخذ من الحركة طاقتها التعبيرية المتجددة على نحو يذكرنا بالفنانين العالميين مانسييه وبيرطول.نذكر أن الشاعر المغربي الراحل كمال الزبدي كتب في حقه عام 1966:«عالم مشحون بالشعر، ينشد فيه اللون الكلمة ويترجمها إلى نصوص من الحياة بحس دقيق: مشاهد يومية، وجوه… أمين الدمناني شاعر بمعنى الكلمة، عرف كيف يقيس الخطوة على سلم الأمل، محتفلا بكل ما جوهري وأساسي".عن تجربة الراحل، قال رفيق دربه الفنان الحسين طلال "لقد تعرفت على الراحل في أواخر الستينيات في باريس عن طريق الفنان أحمد الشرقاوي، وهو مبدع يجيد الرسم الأكاديمي، وكان له ولع شديد بتشكيل كل ما يتعلق بالمجال المغربي، خاصة ساحة جامع الفنا وصومعة الكتبية والمجموعات البشرية، كان إنسانا متواضعا يحب التواصل الاجتماعي، والانفتاح على مختلف الفاعلين الثقافيين، وكانت له قدرة خارقة على إبداع صيغ جديدة للمعالجة التشكيلية للمواضيع، بعيدا عن كل تكرار واجترار، إن رحيله يعد خسارة كبرى للإبداع المغربي المعاصر.بمناسبة معرض له نظم سنة 1969، كتبت الأديبة والباحثة زكية داوود في "كاتالوغ" خاص بالمعرض مقالا تحت عنوان "ربيع الدمناتي"، قالت فيه إن الراحل يحافظ ويعزز السمات المميزة لعمله الإبداعي، وهي على التوالي: الانسجام، السرية والخفة والاستحضار خارج كل نزعة درامية أو عنيفة، فالرجل مشهود له بخطابه الجمالي الهادئ والمسالم، والذي استلهم إبداعه من المغرب العميق، مانحا متلقيه الفعليين والمفترضين شعورا بالجميل والجليل والنبيل، في رحاب عرس ربيعي يطالعنا بألوانه الزاهية والناصعة، التي تحتفي بالحق في الحياة، متجاوزة كل ما هو غرائبي وطرائفي، فالمغرب في أعماله بمثابة مسرح حي ومرصد للقيم الشعبية والعالمة التي ألهمت كبار المبدعين العالميين أمثال دو لاكروا وماتيس". تلمست يداه فرشاة، وما تلمست رصاصا، أخذ معه عمقه وترك لنا الإرث، ونتمنى ألا يختزل في سوق اللوحة، وتضيع قيمة الرجل في ثنايا النسيان.تابع محمد أمين دمناتي، المزداد في 15 يناير 1942 بمراكش، تعليمه الابتدائي والثانوي في الدار البيضاء، والتحق بقسم الفنون التطبيقية بثانوية مرس السلطان، قبل أن يستكمل مساره الدراسي في كلية الفنون التطبيقية بباريس حيث نظم أول معرض له عام 1961.وبعد عودته للمغرب، عرض دمناتي أعماله بكل من الرباط ومراكش والدار البيضاء، وشارك في لقاءات حول وضعية الفنون في المغرب، وساهم في إنشاء واحدة من أولى جمعيات الفنانين التشكيليين المغاربة.



اقرأ أيضاً
الدراما الأمازيغية تستحضر فاجعة زلزال الحوز
استحضر المسلسل الدرامي الأمازيغي المغربي "علي بابا" في موسمه الرابع، الذي يعرض بشكل يومي على القناة الثامنة "تمازيغت"، فاجعة زلزال الحوز الذي ضرب المغرب في الثامن من شتنبر 2023. ولقي المشهد الدرامي للمسلسل الناطق بالأمازيغية، تفاعلا كبيرا من الجمهور المغربي الذي تفاعل مع أولى حلقات المسلسل "علي بابا" في موسمه الرابع، الذي تذكر فاجعة زلزال الحوز وضحاياها. وبهذا الخصوص، قال مخرج المسلسل، مصطفى أشاور في تصريح لـ"العربية نت"، "إن إدراج فاجعة زلزال الحوز كان ضروريا ولابد منه وهو بمثابة تعبير بسيط على تقاسم ذكريات جميلة ورائعة مع أهالي المنطقة والأصدقاء الذين افتقدناهم". وأضاف المخرج "أن البادرة كانت ثلاثية الأبعاد من شركة وسيناريست والمخرج وهي التفاتة وتكريم لأرواح زلزال، خاصة أن متابعي مسلسل "علي بابا"، يعرفون أن جل مناطق التي ضربها زلزال، كقرية" إجوكاك"، "ثلاث يعقوب"، كانت مسرحا للموسمين الأولين، ولأعمال أخرى في دراما المغربية سواء ناطقة بالدارجة أو بالأمازيغية". ويشار إلى أن الدراما الأمازيغية استطاعت أن تدخل غمار المنافسة الرمضانية وتصل إلى الجمهور الناطق بالأمازيغية والناطق بالعامية، في السنوات الأخيرة من خلال أعمال فنية وإبداعية، كان على رأسها مسلسل "علي بابا" الذي تربع على عرش الدراما بالمغرب بتصدره أعلى نسب المشاهدة.  
ثقافة-وفن

المطرب السعودي راشد الماجد يقرر الاستقرار بمراكش
أفادت مصادر متطابقة ان المطرب السعودي راشد الماجد قرر الاستقرار بمدينة مراكش وفق ما نقلته اي تي بالعربي. وقد تداول هذه الانباء خلال الساعات الماضية في الوقت الذي شوهد فيه راشدالماجد وهو يتجول في أحد المراكز التجارية بالعاصمة الإدارية الرباط، وانتشرت له على مواقع التواصل الاجتماعي صور جمعته بمحبيه الذين التقوا بع في المول. ووفق المصدر ذاته فرغم هذه الانباء فلم يصدر لغاية كتابة هذه السطور أي بيان رسمي من قبل راشد الماجد يوضح حقيقة الحديث الذي انتشر حول استقراره بالمغرب.
ثقافة-وفن

حسن الفذ يخرج عن صمته ويرد على بوطازوت
خرج الفنان حسن الفد عن صمته ورد اخيرا على زميلته في المجال الفني، دنيا بوطازوت، بعد تصريحاتها الأخيرة التي تم تداولها على نطاق واسع. ويأتي هذا الرد في إطار الصراع القائم بينهما منذ انتهاء تعاونهما في سلسلة "كبور والشعيبية"، والتي شهدت انفصالهما واستبدال بوطازوت بالممثلة مونية لمكيمل. وفي تصريحه عبر حسابه على "انستغرام"، أكد الفد أن حديثه عن بوطازوت وسلسلة "كبور والشعيبية" كان في سياق مهني، ورداً على تدويناتها الأخيرة. وعبر عن استيائه من تصرفات بوطازوت، معتبراً أن مشكلتها الأساسية هي عدم النضج، مؤكداً أنه لن ينخرط في "طقوسها البدوية" مثل السبان والمعاطية والغاسول وتباداويت. وفي ختام تصريحه، عبر الفد عن عتابه لبوطازوت على تصرفاتها الأخيرة، داعياً إياها إلى التفكير بشكل أكبر وأكثر نضجاً في تعاملها مع الأمور المهنية.
ثقافة-وفن

الكوميدي باسو لـ”كشـ24″ .. “سي الكالة” هو “فكاك الوحايل” وامتداد لـ”ناطق غير رسمي”
زكرياء البشيكري بعدما تجاوزت حلقته الأولى عتبة المليون مشاهدة، طرح الكوميدي محمد باسو يوم أمس الجمعة على منصة "يوتوب" الحلقة الثانية من سلسلته الساخرة "سي الكالة"، والتي حققت هي الأخرى بدورها عددا كبيرا من المشاهدات، في ظل الزخم الكبير من الاعمال الفنية الكوميدية التي تشهدها التلفزة المغربية في شهر رمضان. وتم إنتاج سلسلة "سي الكالة" التي لاقت استحسانا كبيرا لدى الجمهور المغربي، في قالب فني ساخر، حيث سلط فيها الكوميدي باسو الضوء على ممارسات بعض المنتخبين والسياسيين الفاسدين، وعن ظاهرة الاتجار بالشواهد الجامعية وآفة الوساطة والسمسرة في المناصب والصفقات العمومية. وقال محمد باسو خريج برنامج "كوميديا شو" في تصريحه لـ"كشـ24"، أن الفنان في آخر المطاف دائما يسعى لسماع الاطراء والثناء والتعاليق الإيجابية من طرف الجمهور، ونحن كفنانين نكتشف يوما بعد يوم أن الجمهور المغربي له ذوق رفيع ويصعب إرضاؤه، لكن حين تقدم له عملا فنيا قريبا من الواقع، يتفاعل معه بسرعة وإيجابية. ويضيف باسو، أن "سي الكالة" هي امتداد لسلسلة "الناطق غير رسمي"، وأصداء السلسلة اشعرتني بالفخر، وانا جد سعيد لوجود فئة من الجمهور المغربي، تعجبها الفكاهة التي تنبش فيما هو اجتماعي وسياسي، وخاصة التي تحمل رسائل مشفرة، حيث وجه الكوميدي الساخر في سلسلته "السي الكالة" “كلاشات” قوية ورسائل مبطنة إلى السياسيين والمنتخبين الفاسدين. واستطرد مصرحنا، أن الكتابة في مثل هذه المواضيع صعبة، ويمكن ان تدفعنا إلى السقوط في التكرار، وهو الشيء الذي لا يمكن للمشاهد المغربي أن يستسيغه، قمنا بإنتاج عشرة حلقات من السلسلة، حيث سيتم بث كل حلقة كل يوم ثلاثاء وجمعة، أي بمعدل حلقتين كل أسبوع، والحلقات القادمة ستتطرق للعديد من المواضيع الاجتماعية والسياسية على غرار الحلقة الأولى والثانية، كما يمكن ان يكون لهذه السلسلة امتداد آخر، أول لن يكون، لأن هذا النوع من المحتويات بإمكانه أن يسبب التخمة للمشاهد، لذلك على مثل هذه الاعمال ان تكون قصيرة. وفسر باسو غيابه عن التلفزة المغربية برغبته في أخذ قسط من الراحة، وبسبب انشغاله بأعمال فنية جديدة، لأجل تقديم منتوج فني في المستوى المطلوب للجمهور المغربي، وغيابي هذه السنة عن التلفزة هو من محض الصدفة، كما يمكن رجوعي إليها في أي لحظة، لأن التلفزة المغربية هي الأخرى لديها جمهور عريض، كما لمنصة "يوتوب" جمهورها الخاص.
ثقافة-وفن

“بْغَا يْگُولْ شِي حَاجَة وْحْشَمْ” في مراكش
زكرياء البشيكري قدمت فرقة “غرناطة أرلكان” في جولة مساء يوم أمس الجمعة 15 مارس الجاري بدار الثقافة الداوديات، عرضها لمسرحية “بورتري.. بغا يقول شي حاجة وحشم” للمخرج عمر الجدلي، وسط حضور جماهيري كبير.وتحكي المسرحية وهي من تشخيص عبد الرحيم المنياري، مونيا لمكيمل، الزاهية الزهيري، والممثل المقتدر محمد الأثير قصة فتاة (مونيا لمكيمل)، مولوعة بفن الرسم، فكانت كلما تحركها الرغبة في الزواج تعترضها وضعية الأم الأرملة الكفيفة التي تحتاج إلى العناية الخاصة، وكذلك وصية الأب التي تفرض عليها الزواج من أحد أبناء العمومة، فتقضي وقتها في الرسم بين أربعة جدران.فكرت الشابة في التخلص من واقع بئيس فرضته وصية الأب، فانطلقت في رحلة البحث عن حبيب مفقود لا توجد ملامحه الا في الذاكرة التي احتفظت بها لمدة أكثر من عشرين سنة، وأخذت تخطه على شكل "بورتري" جميل وفقا لما تمليه عليها مخيلتها. ودخل العمان وابنيهما في منافسة حادة للتسابق من أجل ملامسة ذلك الحلم الذي سيمكنهما من الوصول إلى الإرث، لكن لم يضعا في الحسبان أنهما سيتحولان بفضل موهبتها الفنية في رسم “البورتري” إلى قنطرة تؤمن الوصول إلى ذلك الحبيب الذي سكن الذاكرة والقلب لعقدين من الزمن، أي عندما كانت تتابع دراستها بمستوى الخامس ابتدائي إلى جانب زميل لها تحول فيما بعد إلى فارس الأحلام. ونجحت أيضا فرقة غرناطة في تقديمها في طابق فرجوي تختلط فيه كل مقومات الفرجة، من الكوميديا والدراما والرقص والغناء. وقال مخرج المسرحية في تصريحه لموقع "كشـ24"، أن المسرحية مشفرة وفيها مجموعة من الرسائل التي تروم حول تعزيز مكانة المرأة في المجتمع، وتكريس صورا نمطية إيجابية، وإعطاء الحق للمرأة في اختيار شريك حياتها، لأننا ألفنا في مجتمعنا ان الرجل هو من يطرق باب "النساب"، وهو من يختار شريكة حياته، ويضيف المتحدث، أن المسرحية أعطت للمرأة الحق بدورها في اختيار زوجها. وتعتبر مسرحية “بورتري” واحدة من بين مجموعة من المسرحيات التي تظهر بالملموس اهتمام المخرج ابن مدينة البهجة عمر الجدلي، بموضوع حقوق المرأة، نذكر من بينها “رياض الزاهية”، “مشرط الحناك”، “شغل لعيالات”، “آش الداني”، “سحت الليل”، “سعدات سعيد”، “دار الباشا”.
ثقافة-وفن

مخرج “ولاد ايزة” لـ”كشـ24″.. “الهاكا” هي الفيصل بيننا وبين النقابات التعليمية
زكرياء البشيكري تأسف المخرج المغربي إبراهيم الشكيري، على الضجة التي صاحبتها بلاغات النقابات والتنسيقيات التعليمية، بخصوص عمله الرمضاني "سيتكوم" "ولاد ايزة"، معتبرا أن هذا العمل لا يتكلم بالبتة لا عن التعليم ولا عن الأستاذ، والضجة التي تمت إثارتها تتعلق بمشهد تظهر فيه دنيا بوطازوت "ايزة" تقدم فيه ابنها في "السيتكوم" "علي" معلم الدوار. ويضيف الشكيري في مكالمة هاتفية خص بها "كشـ24"، أن هذا العمل لا يناقش مهنة التعليم ولا المعلم، وجدد أن المشهد الوحيد الذي أثيرت حوله كل هذه الضجة، لم يتجاوز "ريبليك" أو "حوار قصير" جاء فيه "هذا ولدي معلم"، دون أن نتحدث عن المعلم أو نعرض مهنته للتحقير والإهانة كما زعم البعض. وخلص المخرج المغربي الشكيري، إلى أن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري هي الفيصل بيننا وبين النقابات، وهي من سيحدد ما إذا كانت هذه الضجة تستدعي بالفعل تدخلها في حال وجود إساءات للأستاذ أو لمهنة التدريس، مؤكدا أن "السيتكوم" هو عبارة عن عمل فكاهي ساخر، الغرض منه هو إضحاك المتفرج وإسعاده، من خلال مواقف هزلية مبنية على التخيل ولا علاقة لها بالواقع.
ثقافة-وفن

الشركة المنتجة لـ”اولاد يزة” لـ “كشـ24”.. رجال التعليم تسرعوا في الحكم على السيتكوم
زكرياء البشيكري قالت مسؤولة في شركة الإنتاج "spectop" في تصريح لـ"كشـ24"، أن شركة الإنتاج لم تكن لها أي نية مبيتة للإساءة برجل التعليم، موضحة أن "السيتكوم" هو عمل فني كوميدي. وتستطرد محدثتنا، أن الشخصية التي جسدها عبد الفتاح الغرباوي والتي اعتبرتها مجموعة من النقابات التعليمية مسيئة لصورة الأستاذ المغربي، هي شخصية ل"مكون" في مجال محاربة الأمية بالدوار، وأن النقابات التعليمية تسرعت في حكمها على الشخصية. وأضافت المتحدثة أن الشركة المنتجة لـ“السيتكوم” الرمضاني “ولاد ايزة”، أصدرت بيانا توضيحيا ردا على الانتقادات التي طالت "السيتكوم"، من النقابات التعليمية ومن الكثير من المنتمين للجسم التربوي، وشخصية المعلم التي جسدها الغرباوي تدخل في خانة الفكاهة وبعيدة كل البعد عن شتى أشكال التنقيص أو التحقير من الأسرة التعليمية. وأشارت المصرحة، إلى أن شركة الإنتاج تقدر بشكل كبير العمل الذي تقوم به أسرة التعليم، وتفتخر بالجسم التعليمي ببلادنا وأي تشابه بين الشخصيات والواقع فهو من محض الصدفة.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 19 مارس 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة