أرخت أحداث "الحريك الجماعي" بمدينة الفنيدق بظلالها على مجريات النسخة الرابعة من الجامعة الصيفية لشبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار. وخلف حديث عزيز أخنوش، رئيس الحكومة ورئيس الحزب، في افتتاح فعاليات هذه النسخة، حول الحماية الاجتماعية التي خلقت ثورة في المغرب، وكون المغرب أصبح بفضا هذا النظام رائدا في أفريقيا، موجة من الانتقادات غذتها مشاعر غضب ناجمة عن مشاهد أطفال وشبان يتوافدون بالعشرات على مدينة الفنيدق في محاولة للهجرة بكل الطرق نحو سبتة المحتلة.

لكن هذه الأحداث التي أعادت إلى الواجهة الصعوبات الاجتماعية التي تعانيها فئات واسعة من الأسر، وما يرتبط بذلك من اتساع دائرة العطالة، وانسداد الآفاق. فقد خلفت رقصات البرلماني وعضو المكتب السياسي ورئيس شبيبة الحزب، لحسن السعدي، في فعاليات الافتتاح، وعلى إيقاع موسيقى شعبية مثيرة، انتقادات لاذعة.

وقال عدد من رواد شبكات التواصل الاجتماعي إن إدخال هذه الأغاني "الهابطة" إلى الحقل الحزبي يؤكد توجه انهيار لقيم الالتزام داخله، وما ينبغي أن تكون عليه تنشئة الأعضاء، خصوصا منهم الشباب.

وإلى جانب هذه الأغاني، فقد تم افتتاح أشغال الجامعة الصيفية التي نظمت بأكادير، بـ"طراكات" مغني الراب "طوطو"، والذي يثير الجدل بسبب تصريحاته المشجعة على استهلاك المخدرات، والعبارات المخلة بالآداب العامة لبعض مقاطعه..وأشار رئيس الشبيبة التجمعية إلى أن الغرض من إدراج مقاطع المغني طوطو في حفل الافتتاح هو رد الإعتبار له، في تلميح إلى الخرجة الأخيرة لعبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، والتي وصفه فيها بـ"السلكوط".

الجامعة الصيفية التي نظمت يومي الجمعة والسبت 13 و14 شتنبر 2024 بمدينة اكادير، والتي حضرها أزيد من 4 آلاف شاب تجمعي، ناقشت مشروع الدولة الاجتماعية، والسبل الكفيلة للمضي قدما نحو التفعيل السليم والناجع لأكبر مشروع اجتماعي في تاريخ المملكة في ظل سياق وطني ودولي اعتبرت أنه مطبوع بالعديد من التقلبات والأزمات السياسية والاقتصادية والطبيعية والاجتماعية.

وعرفت هذه الدورة مساهمة ما يقارب 100 مؤطر ومؤطرة من داخل المملكة وخارجها، في النقاش حول مفهوم الديمقراطية الاجتماعية.