صحافة

يمكنك الآن أن تؤثر في قرارات حكومتك بسهولة والنمودج من المغرب


كشـ24 نشر في: 29 فبراير 2016

شن نشطاء على فيسبوك في المغرب حملة للضغط على شركات الاتصالات المغربية لرفع الحضر على خدمات الاتصال الصوتي عبر واتسآب وسكايب وفايبر، وهذا بعد توسيعها عملية الحظر لتطال مشتركي الإنترنت عبر ADSL بعدما كانت تشمل فقط خدمات 3جي و4جي.

 
وخسرت شركات الاتصالات منذ أمس حوالي 400.000 ألف متابع على لصفحاتها على الشبكات الاجتماعية، وهو عدد ما زال في الارتفاع

ويهدف النشطاء لدفع الشركات إلى ''الاحتفال من جديد بمليونها الأول"، ما يعني خسارة أكثر من 3 ملايين متابع، وهو ما يوضح قوة الشبكات الاجتماعية في التأثير.


 

حملات سابقة

وبعد حملة قوية أخرى على الشبكات الاجتماعية، أطلقت السلطات المغربية الإثنين 8 فبراير 2016 سراح شاب اعتقل قبلها على إثر نشره لفيديو على الإنترنت وثق فيه "الغش والتلاعب" الذي عرفته عملية تجهيز إحدى الطرق بالمنطقة التي ينتمي إليها، والتي قال إنها "مغشوشة".

وقبل أيام أيضاً على ذلك أيضاً، أعلنت مجموعة "سهام" المغربية، وهي شركة مملوكة لوزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي حفيظ العلمي، عن وقف تنفيذ اتفاقية للتأمين الفلاحي تغطي المخاطر المناخية لصالح الفلاحين، كانت الشركة قد وقعتها مع وزارة الفلاحة والصيد البحري.

وذكرت الشركة في بيان لها أن تراجعها عن تنفيذ الاتفاقية جاء من أجل "على إثر الجدل الذي جاء بعد توقيع الاتفاقية"، حيث احتج النشطاء لكون الشركة مملوكة لوزير في الحكومة، وهو ما اعتبروه "استغلال نفوذ".

تراجع شعبية شركات الاتصال على الشبكات الاجتماعية، أو إطلاق سراح الشاب المعتقل، أو حتى إلغاء مجموعة "سهام" لاتفاقيتها مع الحكومة، ليست سوى نماذج أخرى "لانتصار" نشطاء فيسبوك المغرب، والذي أصبح وسيلة ضغط قوية لجعل أي جهة تتراجع عن قرار أو تبني وجهة نظر ما.


 

فيسبوك المغرب ينفذ قرارات ويلغيها

ما فتئ رواد الشبكات الاجتماعية في المغرب يحتجون على إهمال طريق "تيزي ن تيشكا"، أو طريق الموت كما يحب البعض تسميتها، وهي الطريق الضيقة التي تربط ما بين مدينتي مراكش وورزازات وسط المغرب، والشهيرة بخطورة منعراجتها وكثرة حوادثها.

لكن ما أجج الغضب ووصل حد المطالبة باستقالة وزير النقل عزيز الرباح هو حادثة سير اعتبرتها الصحافة المغربية الأكبر في تاريخ المنعرجات، حيث قتل أكثر من 40 شخصاً وجرح 24 بعد سقوط حافلة في منحدر بطريق "تيزي ن تيشكا".
 
بسبب غضب واحتجاج الشباب، سارعت وزارة النقل المغربية إلى إصلاح الطريق أيام مباشرة بعد حادثة السير التي أودت بحياة أكثر من 40 شخصاً، حيث
 

 

وزراء طاردهم فيسبوك

في منتصف 2015 أعفي كل الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، إضافة إلى سمية بنخلدون، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر في الحكومة المغربية.

وخلق الوزيران سمية بنخلدون والحبيب الشوباني الجدل بعدما قررا الزواج، خصوصاً وأن الوزير متزوج وله أبناء، بينما سيتبين لاحقا أن الوزيرة كانت حديثة طلاق بعد زواج دام لأكثر من عقدين، ما حوَّل قصتهما إلى قضية شغلت رواد فيسبوك، حيث انقسموا بين مؤيد للوزيرين وساخر منهما، بعد أن أصبح لقبهما "الكوبل الوزاري".

محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة السابق، تمت إقالته بعد حرج عالمي تعرض له المغرب أثناء مباراة ضمن كأس العالم للأندية الذي نظمه المغرب في ديسمبر/كانون الأول 2014، شاهد خلالها المغاربة محاولة لإزالة مياه الأمطار من الملعب، التي هطلت أثناء المباراة باستعمال الإسفنج وأدوات منزلية بسيطة، ما دفع بالملك محمد السادس إلى فتح تحقيق كشف مسؤولية الوزير أوزين، لتتم إقالته على إثر ذلك، خصوصاً، وأنه أصبح حديث الشبكات الاجتماعية المتواصل.

وخلال مرورها في برنامج حواري، قالت كريمة الحيطي، وزيرة البيئة، إنها تعمل 22 ساعة في اليوم، الأمر الذي لم يمر دون إطلاق النكات حولها، ما جعلها مادة للسخرية لمدة ليست بالقصيرة، وما زالت إلى اليوم تنعت في المواقع الاخبارية وصفحات فيسبوك بوزيرة "22 ساعة".

نشطاء الشبكات الاجتماعية المغاربة لم يتركوا جملة "جوج فرنك" التي نطقت بها الوزيرة شرفات أفيلال دون أن تثير موجة غضب عارمة، فأثناء سؤالها عن المعاشات التي يتلقاها البرلمانيون والوزراء بعد مغادرتهم مناصبهم، قللت الوزيرة من قيمة المبلغ واصفة إياه بـ"2 فرنك" وهو تعبير يدل على المبلغ الزهيد في الثقافة المغربية، ما أجج غضب نشطاء فيسبوك.
 

كيف يحدث ذلك؟

أندرو عزمي، خبير التسويق الإلكتروني، لخص لـ"هافينغتون بوست"، كيف يؤثر فيسبوك على مجريات الأحداث في ثلاثة عوامل.
وأوضح عزمي أنه لا يمكن الحديث عن خطوات معينة حاسمة ليحصل منشورك على اهتمام الرأي العام، لكن الأمر يتعلق بثلاثة عوامل، أولها حدوث فاجعة تخطف الأنظار وتحرك مشاعر الرأي العام.

ثاني العوامل حسب أندرو أن يحصل المنشور على اهتمام عدد من المؤثرين على الشبكات الاجتماعية ويبدأوا في مشاركته ومناقشته سواء بالإيجاب أو بالسلب؛ فالعديد من الحوادث المفجعة تحدث حول العالم يوميًا، ولكن أغلبها لا نسمعه عنه مطلقًا لكونه لم يحظَ بفرصة وجوده على الشبكات الاجتماعية.

يلي ذلك حسب أندو عزمي، العامل الثالث وهو تحول المنشور إلى محتوى ينتشر عبر الشبكات الاجتماعية بكثافة مثل الفيروس، "وطبقًا لتجارب العديد من خبراء الشبكات الاجتماعية، فإن المُحتوى الذي يحمل مشاعر سلبية تحصل على عدد أكبر من المشاركات بالمقارنة بمثيله من المنشورات".


الإعلام الجديد أم التقليدي؟

ويتداخل الإعلام الجديد والصحافة أحياناً في خلق التغيير، ما يطرح التساؤل عن من يؤثر في الآخر، الصحافة أم الإعلام الجديد؟
حسب شامة درشول المستشارة في التدريب وتطوير الإعلام، فإن الصحافة لا تغير، بل تخبر، فـ"المواطن من يخلق مبادرة التغيير عبر التغريد والمشاركة والتعليق والإعجاب، عندئذ تشرع الصحافة في ممارسة عملها وهو التحدث عن ذلك".

وتضيف أنه عادة ما يبدأ الأمر بصحافة الإنترنت؛ لأنها أكثر استقلالية، فإذا ما زاد النقاش والضغط انتقل الأمر إلى مختلف المنصات الأخرى.
شن نشطاء على فيسبوك في المغرب حملة للضغط على شركات الاتصالات المغربية لرفع الحضر على خدمات الاتصال الصوتي عبر واتسآب وسكايب وفايبر، وهذا بعد توسيعها عملية الحظر لتطال مشتركي الإنترنت عبر ADSL بعدما كانت تشمل فقط خدمات 3جي و4جي.

 
وخسرت شركات الاتصالات منذ أمس حوالي 400.000 ألف متابع على لصفحاتها على الشبكات الاجتماعية، وهو عدد ما زال في الارتفاع

ويهدف النشطاء لدفع الشركات إلى ''الاحتفال من جديد بمليونها الأول"، ما يعني خسارة أكثر من 3 ملايين متابع، وهو ما يوضح قوة الشبكات الاجتماعية في التأثير.


 

حملات سابقة

وبعد حملة قوية أخرى على الشبكات الاجتماعية، أطلقت السلطات المغربية الإثنين 8 فبراير 2016 سراح شاب اعتقل قبلها على إثر نشره لفيديو على الإنترنت وثق فيه "الغش والتلاعب" الذي عرفته عملية تجهيز إحدى الطرق بالمنطقة التي ينتمي إليها، والتي قال إنها "مغشوشة".

وقبل أيام أيضاً على ذلك أيضاً، أعلنت مجموعة "سهام" المغربية، وهي شركة مملوكة لوزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي حفيظ العلمي، عن وقف تنفيذ اتفاقية للتأمين الفلاحي تغطي المخاطر المناخية لصالح الفلاحين، كانت الشركة قد وقعتها مع وزارة الفلاحة والصيد البحري.

وذكرت الشركة في بيان لها أن تراجعها عن تنفيذ الاتفاقية جاء من أجل "على إثر الجدل الذي جاء بعد توقيع الاتفاقية"، حيث احتج النشطاء لكون الشركة مملوكة لوزير في الحكومة، وهو ما اعتبروه "استغلال نفوذ".

تراجع شعبية شركات الاتصال على الشبكات الاجتماعية، أو إطلاق سراح الشاب المعتقل، أو حتى إلغاء مجموعة "سهام" لاتفاقيتها مع الحكومة، ليست سوى نماذج أخرى "لانتصار" نشطاء فيسبوك المغرب، والذي أصبح وسيلة ضغط قوية لجعل أي جهة تتراجع عن قرار أو تبني وجهة نظر ما.


 

فيسبوك المغرب ينفذ قرارات ويلغيها

ما فتئ رواد الشبكات الاجتماعية في المغرب يحتجون على إهمال طريق "تيزي ن تيشكا"، أو طريق الموت كما يحب البعض تسميتها، وهي الطريق الضيقة التي تربط ما بين مدينتي مراكش وورزازات وسط المغرب، والشهيرة بخطورة منعراجتها وكثرة حوادثها.

لكن ما أجج الغضب ووصل حد المطالبة باستقالة وزير النقل عزيز الرباح هو حادثة سير اعتبرتها الصحافة المغربية الأكبر في تاريخ المنعرجات، حيث قتل أكثر من 40 شخصاً وجرح 24 بعد سقوط حافلة في منحدر بطريق "تيزي ن تيشكا".
 
بسبب غضب واحتجاج الشباب، سارعت وزارة النقل المغربية إلى إصلاح الطريق أيام مباشرة بعد حادثة السير التي أودت بحياة أكثر من 40 شخصاً، حيث
 

 

وزراء طاردهم فيسبوك

في منتصف 2015 أعفي كل الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، إضافة إلى سمية بنخلدون، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر في الحكومة المغربية.

وخلق الوزيران سمية بنخلدون والحبيب الشوباني الجدل بعدما قررا الزواج، خصوصاً وأن الوزير متزوج وله أبناء، بينما سيتبين لاحقا أن الوزيرة كانت حديثة طلاق بعد زواج دام لأكثر من عقدين، ما حوَّل قصتهما إلى قضية شغلت رواد فيسبوك، حيث انقسموا بين مؤيد للوزيرين وساخر منهما، بعد أن أصبح لقبهما "الكوبل الوزاري".

محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة السابق، تمت إقالته بعد حرج عالمي تعرض له المغرب أثناء مباراة ضمن كأس العالم للأندية الذي نظمه المغرب في ديسمبر/كانون الأول 2014، شاهد خلالها المغاربة محاولة لإزالة مياه الأمطار من الملعب، التي هطلت أثناء المباراة باستعمال الإسفنج وأدوات منزلية بسيطة، ما دفع بالملك محمد السادس إلى فتح تحقيق كشف مسؤولية الوزير أوزين، لتتم إقالته على إثر ذلك، خصوصاً، وأنه أصبح حديث الشبكات الاجتماعية المتواصل.

وخلال مرورها في برنامج حواري، قالت كريمة الحيطي، وزيرة البيئة، إنها تعمل 22 ساعة في اليوم، الأمر الذي لم يمر دون إطلاق النكات حولها، ما جعلها مادة للسخرية لمدة ليست بالقصيرة، وما زالت إلى اليوم تنعت في المواقع الاخبارية وصفحات فيسبوك بوزيرة "22 ساعة".

نشطاء الشبكات الاجتماعية المغاربة لم يتركوا جملة "جوج فرنك" التي نطقت بها الوزيرة شرفات أفيلال دون أن تثير موجة غضب عارمة، فأثناء سؤالها عن المعاشات التي يتلقاها البرلمانيون والوزراء بعد مغادرتهم مناصبهم، قللت الوزيرة من قيمة المبلغ واصفة إياه بـ"2 فرنك" وهو تعبير يدل على المبلغ الزهيد في الثقافة المغربية، ما أجج غضب نشطاء فيسبوك.
 

كيف يحدث ذلك؟

أندرو عزمي، خبير التسويق الإلكتروني، لخص لـ"هافينغتون بوست"، كيف يؤثر فيسبوك على مجريات الأحداث في ثلاثة عوامل.
وأوضح عزمي أنه لا يمكن الحديث عن خطوات معينة حاسمة ليحصل منشورك على اهتمام الرأي العام، لكن الأمر يتعلق بثلاثة عوامل، أولها حدوث فاجعة تخطف الأنظار وتحرك مشاعر الرأي العام.

ثاني العوامل حسب أندرو أن يحصل المنشور على اهتمام عدد من المؤثرين على الشبكات الاجتماعية ويبدأوا في مشاركته ومناقشته سواء بالإيجاب أو بالسلب؛ فالعديد من الحوادث المفجعة تحدث حول العالم يوميًا، ولكن أغلبها لا نسمعه عنه مطلقًا لكونه لم يحظَ بفرصة وجوده على الشبكات الاجتماعية.

يلي ذلك حسب أندو عزمي، العامل الثالث وهو تحول المنشور إلى محتوى ينتشر عبر الشبكات الاجتماعية بكثافة مثل الفيروس، "وطبقًا لتجارب العديد من خبراء الشبكات الاجتماعية، فإن المُحتوى الذي يحمل مشاعر سلبية تحصل على عدد أكبر من المشاركات بالمقارنة بمثيله من المنشورات".


الإعلام الجديد أم التقليدي؟

ويتداخل الإعلام الجديد والصحافة أحياناً في خلق التغيير، ما يطرح التساؤل عن من يؤثر في الآخر، الصحافة أم الإعلام الجديد؟
حسب شامة درشول المستشارة في التدريب وتطوير الإعلام، فإن الصحافة لا تغير، بل تخبر، فـ"المواطن من يخلق مبادرة التغيير عبر التغريد والمشاركة والتعليق والإعجاب، عندئذ تشرع الصحافة في ممارسة عملها وهو التحدث عن ذلك".

وتضيف أنه عادة ما يبدأ الأمر بصحافة الإنترنت؛ لأنها أكثر استقلالية، فإذا ما زاد النقاش والضغط انتقل الأمر إلى مختلف المنصات الأخرى.

ملصقات


اقرأ أيضاً
فيدرالية ناشري الصحف ترفض مشروع القانون المتعلق بالمجلس الوطني للصحافة
عبرت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، عن رفضها القاطع لمشروعي القانونين الذين صادقت عليهما الحكومة خلال اجتماع مجلسها المنعقد في 3 يوليوز، واللذين يتعلقان بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة وتعديل النظام الأساسي للصحافيين المهنيين. ووصفت الفيدرالية في بلاغ لها، هذه الخطوة بأنها تراجعية وتمس بشكل خطير بمبادئ التنظيم الذاتي للصحافة وحرية التعبير، متهمة الحكومة ووزارة الاتصال بتغييب المقاربة التشاركية، عبر تمرير مشاريع قوانين دون استشارة التنظيمات المهنية العريقة وفي مقدمتها الفيدرالية ذاتها، التي تُعد من أبرز الفاعلين في القطاع منذ أكثر من عقدين. واعتبرت الفيدرالية أن مشروع القانون المتعلق بالمجلس الوطني للصحافة يكرس التمييز بين مكونات الجسم المهني، من خلال التنصيص على مبدأ "الانتداب" بالنسبة لفئة الناشرين مقابل "الانتخاب" بالنسبة للصحافيين، وهو ما يتعارض، بحسبها، مع مقتضيات الدستور المغربي في مادته 28 التي تؤكد على الديمقراطية والاستقلالية في تشكيل الهيئات المهنية. وأضافت أن مثل هذا التمييز يفرغ المجلس من طبيعته كجهاز للتنظيم الذاتي، ويفتح الباب أمام فقدان الشرعية والمصداقية، ليس فقط داخل أوساط المهنيين، بل حتى في نظر الرأي العام. وأدانت الفيدرالية ما وصفته بـ"الفضيحة القانونية"، المتمثلة في منح عدد من الأصوات لمقاولات الصحافة بناء على حجم معاملاتها، الأمر الذي يسمح لمقاولة واحدة بأن تمتلك عشرين صوتًا، ويمنح الأفضلية للمؤسسات ذات الرساميل الكبرى، في خرق واضح لمبدأ تكافؤ الفرص والعدالة بين المقاولات. وأكدت أن هذا التوجه يُفصّل القانون على مقاس فئة محدودة، ويكرس منطق الاحتكار والهيمنة داخل المجلس الوطني، ويُقصي الفاعلين الصغار والمتوسطين، مما يهدد بتفكيك التعددية التي ميزت الحقل الإعلامي المغربي لعقود. كما أشار البلاغ إلى اختلالات إضافية خطيرة في المشروع، من بينها فتح باب الترشح في الانتخابات المهنية أمام جميع الصحافيين دون تمييز بين أصنافهم، ما قد يضر بتوازن التمثيلية داخل المجلس، إلى جانب سحب رئاسة لجنة البطاقة المهنية من الصحافيين، وتكريس رئاستها لفئة الناشرين، واحتفاظ لجنة الانتخابات بطابع التعيين المسبق من طرف الحكومة، بالإضافة إلى إدراج صلاحيات جديدة للمجلس، مثل توقيف الصحف، وفرض التحكيم الجبري في نزاعات الشغل، والتخلي عن مبدأ التداول على رئاسة المجلس، ورفع مدة الولاية من أربع إلى خمس سنوات. واعتبرت الفيدرالية أن الحكومة وجهت ضربة موجعة للرصيد الديمقراطي والحقوقي للمغرب، وأدخلت قطاع الصحافة في نفق مظلم، تتحكم فيه موازين قوة تجارية ومصالح ريعية، بدل الاحتكام إلى قواعد الشفافية والانتخابات الحرة. وأكدت أن من يدعي تمثيل القطاع عليه أن يثبت ذلك من خلال صناديق الاقتراع، لا عبر نصوص تشريعية مفصلة وفق اعتبارات ظرفية أو مصالح ضيقة. ودعت الفيدرالية أعضاء البرلمان، بغرفتيه، إلى تحمل مسؤوليتهم الوطنية والتاريخية، والتصدي لهذا المسار الذي وصفته بـ"الانحداري"، والعمل على تعديل النصين بما يضمن استقلالية المجلس الوطني للصحافة، وحرية العمل الصحفي، ومصداقية مؤسسات التنظيم الذاتي، كما نادت عموم الصحافيين، والمقاولات الإعلامية، والنقابات المهنية، والهيئات الحقوقية، والقوى الديمقراطية، إلى الوقوف في صف الدفاع عن حرية الصحافة وضد أي تشريعات تمس جوهر استقلاليتها. وختمت الفيدرالية موقفها بالتأكيد على أنها ستواصل الترافع والنضال من أجل صحافة حرة وتعددية ومسؤولة، كما دأبت على ذلك منذ أكثر من عشرين سنة، معلنة عن إعداد مذكرة مفصلة ستتضمن كافة الملاحظات القانونية والمهنية حول المشروعين، وستُوجَّه إلى مختلف المؤسسات المعنية، أملا في وقف هذا التراجع الخطير الذي يهدد مستقبل المهنة في المغرب، ويضرب في العمق كل ما تم تحقيقه من مكتسبات خلال العقود الأخيرة.
صحافة

تمديد أجل إيداع ملفات طلبات الدعم العمومي للصحافة
أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع التواصل)، اليوم الأربعاء، عن تمديد أجل إيداع ملفات طلبات الدعم العمومي لفائدة مؤسسات الصحافة والنشر وشركات الطباعة وشركات التوزيع برسم سنة 2025 إلى غاية 30 شتنبر 2025. وذكر بلاغ للوزارة أن ذلك يأتي “استنادا إلى بلاغ وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع التواصل، الصادر بتاريخ 7 ماي 2025، بشأن انطلاق عملية تقديم طلبات الدعم العمومي المخصص لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع برسم سنة 2025، خلال الفترة الممتدة من 14 ماي إلى 26 يونيو 2025، وبطلب من عدد من المقاولات والشركات بخصوص تمديد الآجال المحددة العملية تقديم الطلبات، قصد تمكينها من إعداد أو استكمال الملفات بما يوفر فرصا أوفر ويوسع قاعدة الاستفادة”. وأشار المصدر ذاته إلى أن عملية تقديم ملفات طلبات الدعم تتم إلكترونيا عبر المنصة التي أعدتها الوزارة ([email protected]) خصيصا لهذا الغرض.
صحافة

الهاكا تُنذر إذاعة “ميد راديو” وقناة “الأولى”
وجهت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) إنذارين إلى كل من إذاعة "ميد راديو" والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، على خلفية تسجيل خروقات تتعلق بعدم احترام الضوابط القانونية والتنظيمية الخاصة بشروط الرعاية والإشهار، كما تنص على ذلك دفاتر التحملات والقانون رقم 77.03 المتعلق بالاتصال السمعي البصري. وجاء في بلاغ صادر عن الهيئة، اليوم السبت 17 ماي، أن الخرق الأول تم رصده خلال حلقة من برنامج "لالة مولاتي" التي بثت على أثير "ميد راديو" بتاريخ 3 مارس 2025، حيث تم تسجيل ترويج واضح ومتكرر لأسماء علامات تجارية راعية داخل فقرات البرنامج، إلى جانب استعمال عبارات تنويهية وتسويقية مرتبطة بتلك العلامات. كما تم الترويج لعروض وخدمات تجارية بشكل مباشر، دون فصل واضح بين المحتوى التحريري والمحتوى الإشهاري، ودون الإشارة الصريحة إلى الطابع الإعلاني للمضمون. وأكد المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري أن هذا السلوك يشكل خرقًا للقواعد المهنية والأخلاقية، لأنه قد يؤدي إلى تغليط الجمهور ويحد من قدرته على التمييز بين المادة الإعلامية والمحتوى الإشهاري، مما يمس بحقه في تلقي محتوى إعلامي شفاف. أما الخرق الثاني، فقد تم تسجيله في سلسلة "سعادة المدير" التي بثتها القناة "الأولى" خلال شهر رمضان، حيث لاحظت الهيئة إدماجًا متكررًا وصريحًا لاسم المؤسسة الراعية داخل العمل التخييلي، مرفوقًا بعبارات ترويجية وتسويقية. وقد اعتُبر هذا الدمج مسًا بروح الخدمة العمومية وتضليلًا للجمهور بسبب غياب التمييز بين الطابع الفني والإبداعي للمحتوى وغايته التجارية. وشددت الهيئة على أن إدراج محتوى إشهاري ضمن أعمال درامية دون الكشف عنه بوضوح يخلّ بحق الجمهور في معرفة طبيعة ما يُعرض عليه من مضامين، ويمثل تجاوزًا للضوابط التي تحكم العلاقة بين المضمون الإبداعي والرعاة التجاريين. وبناءً على هذه المعاينات، قرر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، خلال اجتماعه المنعقد بتاريخ 8 ماي 2025، توجيه إنذار رسمي إلى كل من "ميد راديو" والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مع الأمر بنشر القرارين في الجريدة الرسمية. وأكدت الهاكا في ختام بلاغها أن هذه الإجراءات تأتي في إطار سعيها الدائم إلى ترسيخ المعايير المهنية والأخلاقية في القطاع السمعي البصري، وضمان حق الجمهور في الوصول إلى مضامين إعلامية تتميز بالوضوح والشفافية.
صحافة

“فرانس24” تكتبها صاغرة: الصحراء مغربية
في تحول لافت ومفاجئ، كسرت قناة "فرانس24" واحدة من أبرز قواعدها التحريرية التي طالما أثارت استياء الرأي العام المغربي، وكتبت لأول مرة عبارة "الصحراء المغربية"، لتسقط بذلك أقنعة الحياد المزيف والانحياز المكشوف الذي طبع تغطيتها لملف الصحراء لعقود، بل وتضع نفسها – صاغرة – أمام حقيقة راسخة ميدانياً، سياسياً ودولياً.لسنوات طويلة، تحولت "فرانس24" إلى منبر دعائي غير رسمي يخدم أجندات لوبيات معادية للمغرب، سواء من داخل فرنسا أو من خارجها، حيث انتهجت سياسة تحريرية منحازة في تغطية قضية الصحراء المغربية. تقارير القناة ظلت تروج لخطاب الانفصال بشكل ممنهج، مستخدمة مصطلحات مشحونة، مستضيفة ضيوفاً معروفين بعدائهم للمغرب، في مشاهد إعلامية معدّة على "المقاس"، تعكس رغبة واضحة في فرض سردية لا علاقة لها بالواقع على الأرض. ورغم احتجاجات المغاربة، وموجات الغضب التي كانت تشتعل على شبكات التواصل الاجتماعي عقب كل تقرير مسيء أو "خريطة مبتورة"، ظلت القناة مصرة على استعمال مصطلح "الصحراء الغربية"، إلى درجة أن النطق بـ"الصحراء المغربية" كان بمثابة محرم قد يؤدي بالصحفي إلى الإقصاء أو الطرد، كما وقع في حالات معروفة. لكن، يبدو أن الرياح لم تعد تهب كما يشتهي مسيرو القناة، فالاعترافات الدولية المتتالية بسيادة المغرب على صحرائه، بدءاً بدول أوروبية، ثم دول إفريقية وعربية عديدة، وضعت الإعلام الغربي أمام أمر واقع لا يمكن تجاهله إلى ما لا نهاية. وفي ظل هذه المتغيرات الجيوسياسية، أصبح استخدام مصطلح "الصحراء الغربية" عبئاً حتى على الجهات الإعلامية التي ظلت تحاول لعب دور "الوسيط المحايد" في الظاهر، لكنها كانت تغذي الانفصال في الباطن.    
صحافة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 05 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة