يمكنك الآن أن تؤثر في قرارات حكومتك بسهولة والنمودج من المغرب

ويهدف النشطاء لدفع الشركات إلى ”الاحتفال من جديد بمليونها الأول”، ما يعني خسارة أكثر من 3 ملايين متابع، وهو ما يوضح قوة الشبكات الاجتماعية في التأثير.
حملات سابقة
وقبل أيام أيضاً على ذلك أيضاً، أعلنت مجموعة “سهام” المغربية، وهي شركة مملوكة لوزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي حفيظ العلمي، عن وقف تنفيذ اتفاقية للتأمين الفلاحي تغطي المخاطر المناخية لصالح الفلاحين، كانت الشركة قد وقعتها مع وزارة الفلاحة والصيد البحري.
وذكرت الشركة في بيان لها أن تراجعها عن تنفيذ الاتفاقية جاء من أجل “على إثر الجدل الذي جاء بعد توقيع الاتفاقية”، حيث احتج النشطاء لكون الشركة مملوكة لوزير في الحكومة، وهو ما اعتبروه “استغلال نفوذ”.
تراجع شعبية شركات الاتصال على الشبكات الاجتماعية، أو إطلاق سراح الشاب المعتقل، أو حتى إلغاء مجموعة “سهام” لاتفاقيتها مع الحكومة، ليست سوى نماذج أخرى “لانتصار” نشطاء فيسبوك المغرب، والذي أصبح وسيلة ضغط قوية لجعل أي جهة تتراجع عن قرار أو تبني وجهة نظر ما.
فيسبوك المغرب ينفذ قرارات ويلغيها
لكن ما أجج الغضب ووصل حد المطالبة باستقالة وزير النقل عزيز الرباح هو حادثة سير اعتبرتها الصحافة المغربية الأكبر في تاريخ المنعرجات، حيث قتل أكثر من 40 شخصاً وجرح 24 بعد سقوط حافلة في منحدر بطريق “تيزي ن تيشكا”.
بسبب غضب واحتجاج الشباب، سارعت وزارة النقل المغربية إلى إصلاح الطريق أيام مباشرة بعد حادثة السير التي أودت بحياة أكثر من 40 شخصاً، حيث
وزراء طاردهم فيسبوك
وخلق الوزيران سمية بنخلدون والحبيب الشوباني الجدل بعدما قررا الزواج، خصوصاً وأن الوزير متزوج وله أبناء، بينما سيتبين لاحقا أن الوزيرة كانت حديثة طلاق بعد زواج دام لأكثر من عقدين، ما حوَّل قصتهما إلى قضية شغلت رواد فيسبوك، حيث انقسموا بين مؤيد للوزيرين وساخر منهما، بعد أن أصبح لقبهما “الكوبل الوزاري”.
محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة السابق، تمت إقالته بعد حرج عالمي تعرض له المغرب أثناء مباراة ضمن كأس العالم للأندية الذي نظمه المغرب في ديسمبر/كانون الأول 2014، شاهد خلالها المغاربة محاولة لإزالة مياه الأمطار من الملعب، التي هطلت أثناء المباراة باستعمال الإسفنج وأدوات منزلية بسيطة، ما دفع بالملك محمد السادس إلى فتح تحقيق كشف مسؤولية الوزير أوزين، لتتم إقالته على إثر ذلك، خصوصاً، وأنه أصبح حديث الشبكات الاجتماعية المتواصل.
وخلال مرورها في برنامج حواري، قالت كريمة الحيطي، وزيرة البيئة، إنها تعمل 22 ساعة في اليوم، الأمر الذي لم يمر دون إطلاق النكات حولها، ما جعلها مادة للسخرية لمدة ليست بالقصيرة، وما زالت إلى اليوم تنعت في المواقع الاخبارية وصفحات فيسبوك بوزيرة “22 ساعة”.
نشطاء الشبكات الاجتماعية المغاربة لم يتركوا جملة “جوج فرنك” التي نطقت بها الوزيرة شرفات أفيلال دون أن تثير موجة غضب عارمة، فأثناء سؤالها عن المعاشات التي يتلقاها البرلمانيون والوزراء بعد مغادرتهم مناصبهم، قللت الوزيرة من قيمة المبلغ واصفة إياه بـ”2 فرنك” وهو تعبير يدل على المبلغ الزهيد في الثقافة المغربية، ما أجج غضب نشطاء فيسبوك.
كيف يحدث ذلك؟
وأوضح عزمي أنه لا يمكن الحديث عن خطوات معينة حاسمة ليحصل منشورك على اهتمام الرأي العام، لكن الأمر يتعلق بثلاثة عوامل، أولها حدوث فاجعة تخطف الأنظار وتحرك مشاعر الرأي العام.
ثاني العوامل حسب أندرو أن يحصل المنشور على اهتمام عدد من المؤثرين على الشبكات الاجتماعية ويبدأوا في مشاركته ومناقشته سواء بالإيجاب أو بالسلب؛ فالعديد من الحوادث المفجعة تحدث حول العالم يوميًا، ولكن أغلبها لا نسمعه عنه مطلقًا لكونه لم يحظَ بفرصة وجوده على الشبكات الاجتماعية.
يلي ذلك حسب أندو عزمي، العامل الثالث وهو تحول المنشور إلى محتوى ينتشر عبر الشبكات الاجتماعية بكثافة مثل الفيروس، “وطبقًا لتجارب العديد من خبراء الشبكات الاجتماعية، فإن المُحتوى الذي يحمل مشاعر سلبية تحصل على عدد أكبر من المشاركات بالمقارنة بمثيله من المنشورات”.
الإعلام الجديد أم التقليدي؟
ويتداخل الإعلام الجديد والصحافة أحياناً في خلق التغيير، ما يطرح التساؤل عن من يؤثر في الآخر، الصحافة أم الإعلام الجديد؟
حسب شامة درشول المستشارة في التدريب وتطوير الإعلام، فإن الصحافة لا تغير، بل تخبر، فـ”المواطن من يخلق مبادرة التغيير عبر التغريد والمشاركة والتعليق والإعجاب، عندئذ تشرع الصحافة في ممارسة عملها وهو التحدث عن ذلك”.
وتضيف أنه عادة ما يبدأ الأمر بصحافة الإنترنت؛ لأنها أكثر استقلالية، فإذا ما زاد النقاش والضغط انتقل الأمر إلى مختلف المنصات الأخرى.