مجتمع

وكالة عالمية: المغاربة الأكثر “تأخيرا” للحج إلى خريف العمر


كشـ24 نشر في: 23 أغسطس 2018

يشتهر المغاربة بكونهم من الشعوب الإسلامية الأكثر "تقديسا" لصيام رمضان، في الوقت الذي يشتهرون في المقابل بـ"تأخير" الذهاب لأداء مناسك الحج إلى "خريف العمر".ويفضل غالبية المغاربة إرجاء الركن الخامس من الدين، الذي يعتنقه الغالبية الساحقة من السكان، إلى خريف العمر.ويكشف ذلك عن تفاوت واضح في أداء الشعائر وأركان الدين عند المقارنة بين الصيام والحج، حيث أن الصيام بالنسبة للمغاربة يمثل ركنا "مقدسا" يحظى باهتمام كبير.في مقابل الحج الذي يفضل أغلب سكان البلاد، تأديته في سن متأخرة.محمد الكبير، الذي انتصف عقده الخامس، وزوجته البتول، أكملت هذه السنة ربيعها الخمسين، ورغم أن وضع الأسرة المادي مريح، مازال الزوجان الأبوان لسبعة أطفال لا يفكران في أداء مناسك الحج حتى الآن.يقول الزوج، في حديث لأناضول، أتمنى من الله أن يوفقني لأداء فريضة الحج مع زوجتي فيما تبقى من العمر، حتى نغنم أجرها وفضلها قبل لقاء الآخرة.وأضاف "أعتقد أن الله فرض علينا الحج واشترط الاستطاعة لحكمة يعلمها هو، فمثلا أنا وزوجتي لا نستطيع الذهاب إلى الحج وأبناؤنا في حاجة لنا كل ساعة ويوم، وغير قادرين على تسيير أمور المنزل وحدهم".وأكد الكبير، الذي ينحدر من إحدى قرى شمالي المغرب، أنه يعمل على تحقيق أمنيته في زيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج والعمرة قبل أن يتوفاه الله.واعتبر أن تأجيل هذه الفريضة بالنسبة له، كما باقي سكان المنطقة، يرجع أساسا إلى الثقافة التي تربوا عليها بأن الحجاج هم كبار السن فقط.ويشير "الكبير" إلى أنه لا يتذكر أن أحدا من أبناء المنطقة سافر لأداء فريضة الحج في سن مبكرة، بالقول: "ليس هناك أي شاب من أبناء البلدة والقرى المجاورة ذهب لأداء الحج في مقتبل العمر".وزاد موضحا أن الحج فرصة العمر في التوبة والمغفرة لذلك نؤجلها حتى نلقى الله مغفورا لنا بعد الأخطاء والمعاصي التي نرتكبها في فترة الشباب.من جانبه، يرى حسن الموس، نائب المدير العلمي لمركز المقاصد للبحوث والدراسات (غير حكومي) بالرباط، أن تفضيل المغاربة أداء مناسك الحج في سن متأخرة، لا يعني التفريط فيها، معتبرا أن هذا الخيار تتحكم فيه عدة أسباب.وأضاف الموس، في حديث للأناضول، أن من بين الأسباب التي تدفع المغاربة إلى تأجيل الحج إلى سن متأخرة، السبب المادي.ويوضح أنه في تاريخ المغرب، نظرا للبعد الجغرافي عن الأراضي المقدسة، والإمكانيات المادية، نجد الكثير من الشباب لا يستطيعون أداء الشعيرة وينتظرون حتى تتوفر لهم الإمكانات المادية.ونوه بأن العديد من الذين يؤدون فريضة الحج في سن متأخرة "لا يتحملون المقابل المادي لرحلة الحج، وإنما يوفرها الأبناء بعد دراستهم وحصولهم على وظائف، ويكون ذلك بمثابة مكافأة للأباء".وأشار الموس إلى أن هذا التأخير تكون له تداعيات سلبية، لأن الإنسان الذي يؤدي فريضة الحج في آخر عمره تكون قوته البدنية ضعيفة وأحيانا لا يستطيع أداء المناسك كما أمر الله عز وجل.وهناك سبب آخر، حسب المتحدث ذاته، يكمن في أن عددا ليس بالقليل من المغاربة يعتبرون الحج "توبة العمر وإذا حج الإنسان إلى بيت الله ووقف عرفات فإنه يعود إلى بلده مغفورا له صفحة بيضاء".كما يرون أنه "لا ينبغي أن أحج وأنا شاب وما زلت معرضا للخطأ والزلل والرذيلة فالأولى أن أؤجل الحج حتى أتأكد أنني لن أعود إلى الرذيلة والمعاصي"، وفق المتحدث.وأشار الموس في الوقت نفسه، إلى أنه انطلاقا من ممارسته للدعوة والخطابة، لاحظ أن هناك توجهًا لدى شباب المغرب من الجيل الجديد بالتعجيل بأداء فريضة الحج، عكس الأجيال السابقة.وقال نائب المدير العلمي لمركز المقاصد للبحوث والدراسات "أصبح العديد من الشباب يعجلون بأداء فريضة الحج في سن 25 و26 سنة".وأكد أن هناك توعية وتذكير بأن الأجل قد يباغت الإنسان في أي لحظة، وأنه إذا تحقق شرطا الاستطاعة المادية والبدنية، ولم يؤد المسلم الحج واتقى أجله "يخشى أن يكون آثما".

المصدر: الأناضول

 
يشتهر المغاربة بكونهم من الشعوب الإسلامية الأكثر "تقديسا" لصيام رمضان، في الوقت الذي يشتهرون في المقابل بـ"تأخير" الذهاب لأداء مناسك الحج إلى "خريف العمر".ويفضل غالبية المغاربة إرجاء الركن الخامس من الدين، الذي يعتنقه الغالبية الساحقة من السكان، إلى خريف العمر.ويكشف ذلك عن تفاوت واضح في أداء الشعائر وأركان الدين عند المقارنة بين الصيام والحج، حيث أن الصيام بالنسبة للمغاربة يمثل ركنا "مقدسا" يحظى باهتمام كبير.في مقابل الحج الذي يفضل أغلب سكان البلاد، تأديته في سن متأخرة.محمد الكبير، الذي انتصف عقده الخامس، وزوجته البتول، أكملت هذه السنة ربيعها الخمسين، ورغم أن وضع الأسرة المادي مريح، مازال الزوجان الأبوان لسبعة أطفال لا يفكران في أداء مناسك الحج حتى الآن.يقول الزوج، في حديث لأناضول، أتمنى من الله أن يوفقني لأداء فريضة الحج مع زوجتي فيما تبقى من العمر، حتى نغنم أجرها وفضلها قبل لقاء الآخرة.وأضاف "أعتقد أن الله فرض علينا الحج واشترط الاستطاعة لحكمة يعلمها هو، فمثلا أنا وزوجتي لا نستطيع الذهاب إلى الحج وأبناؤنا في حاجة لنا كل ساعة ويوم، وغير قادرين على تسيير أمور المنزل وحدهم".وأكد الكبير، الذي ينحدر من إحدى قرى شمالي المغرب، أنه يعمل على تحقيق أمنيته في زيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج والعمرة قبل أن يتوفاه الله.واعتبر أن تأجيل هذه الفريضة بالنسبة له، كما باقي سكان المنطقة، يرجع أساسا إلى الثقافة التي تربوا عليها بأن الحجاج هم كبار السن فقط.ويشير "الكبير" إلى أنه لا يتذكر أن أحدا من أبناء المنطقة سافر لأداء فريضة الحج في سن مبكرة، بالقول: "ليس هناك أي شاب من أبناء البلدة والقرى المجاورة ذهب لأداء الحج في مقتبل العمر".وزاد موضحا أن الحج فرصة العمر في التوبة والمغفرة لذلك نؤجلها حتى نلقى الله مغفورا لنا بعد الأخطاء والمعاصي التي نرتكبها في فترة الشباب.من جانبه، يرى حسن الموس، نائب المدير العلمي لمركز المقاصد للبحوث والدراسات (غير حكومي) بالرباط، أن تفضيل المغاربة أداء مناسك الحج في سن متأخرة، لا يعني التفريط فيها، معتبرا أن هذا الخيار تتحكم فيه عدة أسباب.وأضاف الموس، في حديث للأناضول، أن من بين الأسباب التي تدفع المغاربة إلى تأجيل الحج إلى سن متأخرة، السبب المادي.ويوضح أنه في تاريخ المغرب، نظرا للبعد الجغرافي عن الأراضي المقدسة، والإمكانيات المادية، نجد الكثير من الشباب لا يستطيعون أداء الشعيرة وينتظرون حتى تتوفر لهم الإمكانات المادية.ونوه بأن العديد من الذين يؤدون فريضة الحج في سن متأخرة "لا يتحملون المقابل المادي لرحلة الحج، وإنما يوفرها الأبناء بعد دراستهم وحصولهم على وظائف، ويكون ذلك بمثابة مكافأة للأباء".وأشار الموس إلى أن هذا التأخير تكون له تداعيات سلبية، لأن الإنسان الذي يؤدي فريضة الحج في آخر عمره تكون قوته البدنية ضعيفة وأحيانا لا يستطيع أداء المناسك كما أمر الله عز وجل.وهناك سبب آخر، حسب المتحدث ذاته، يكمن في أن عددا ليس بالقليل من المغاربة يعتبرون الحج "توبة العمر وإذا حج الإنسان إلى بيت الله ووقف عرفات فإنه يعود إلى بلده مغفورا له صفحة بيضاء".كما يرون أنه "لا ينبغي أن أحج وأنا شاب وما زلت معرضا للخطأ والزلل والرذيلة فالأولى أن أؤجل الحج حتى أتأكد أنني لن أعود إلى الرذيلة والمعاصي"، وفق المتحدث.وأشار الموس في الوقت نفسه، إلى أنه انطلاقا من ممارسته للدعوة والخطابة، لاحظ أن هناك توجهًا لدى شباب المغرب من الجيل الجديد بالتعجيل بأداء فريضة الحج، عكس الأجيال السابقة.وقال نائب المدير العلمي لمركز المقاصد للبحوث والدراسات "أصبح العديد من الشباب يعجلون بأداء فريضة الحج في سن 25 و26 سنة".وأكد أن هناك توعية وتذكير بأن الأجل قد يباغت الإنسان في أي لحظة، وأنه إذا تحقق شرطا الاستطاعة المادية والبدنية، ولم يؤد المسلم الحج واتقى أجله "يخشى أن يكون آثما".

المصدر: الأناضول

 


اقرأ أيضاً
محكمة إسبانية تُفرج عن مغربي متورط في جريمة “بارباتي”
قالت جريدة لاراثون الإسبانية، أن محكمة بارباتي الابتدائية قررت، أمس الثلاثاء، الإفراج مؤقتا عن أحد المتهمين في قضية بارباتي، مع دفع كفالة وإلزامه بالمثول أمام المحكمة يومي 1 و15 من كل شهر. وحسب الصحيفة الإيبيرية، يعتبر المتهم واحدا من أربعة تجار مخدرات أُلقي القبض عليهم من طرف الحرس المدني، بتهمة ارتكاب جريمتي قتل وأربع محاولات قتل في ما يُسمى بـ"قضية بارباتي " . وادّعى دفاع المتهم وجود روابط شخصية تربطه بإسبانيا، مُقدّمًا إثبات إقامته في الجزيرة الخضراء اعتبارًا من مارس 2024، وشهادة إقامة سابقة في ميجاس، وشهادة بيانات في قاعدة بيانات مستخدمي نظام الرعاية الصحية العامة في الأندلس، وشهادة سجل جنائي في المملكة المغربية. وفي 17 مارس الماضي، تم العثور على قارب متخلى عنه يحمل أثار اصطدام تتوافق مع حادثة باربات، وتبين من خلال فحص أدلة الحمض النووي التي عثر عليها داخل القارب، أنها تعود إلى المتورطين فـي الجريمة، بسبب تطابق العينات مع الخصائص الجينية للمتهمين الأربعة. وفي شتنبر 2024، اعترف كريم البقالي، المتهم في قضية مقتل ضابطي الحرس المدني بساحل بارباتي، خلال تقديمه أمام العدالة، بأنه من كان يقود القارب الذي قتل اثنين من عناصر الحرس المدني في ميناء بارباتي (قادس). ووقعت الحادثة، في 9 فبراير 2024، وتم تحديد هوية الجاني الرئيسي الملقب ب "كريم"، والذي هرب بعد ساعات قليلة من ارتكاب الجريمة إلى المغرب مع شركاءه المفترضين.
مجتمع

وكالات الأحواض المائية تحذر من مخاطر السباحة في بحيرات السدود
حذّرت وكالات الأحواض المائية، من خلال حملات تحسيسية واسعة النطاق، من مخاطر السباحة في بحيرات السدود المنتشرة على مستوى الأحواض المائية، والتي أصبحت تشكل خطرًا حقيقيًا يهدد أرواح المواطنين. كما دعت جميع المواطنات والمواطنين، ولا سيما الشباب، إلى تفادي السباحة في الأماكن غير الآمنة، والتوجه نحو الفضاءات المجهزة والمراقبة، حفاظًا على سلامتهم وسلامة أبنائهم. وتأتي هذه الحملة في سياق ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، وما يرافقه من توافد أعداد كبيرة من المواطنين، خصوصًا من فئة الشباب والأطفال، على المناطق المائية غير المخصصة للسباحة، مثل السدود والأنهار، مما يعرض حياتهم لخطر الغرق بسبب غياب وسائل الإنقاذ ووجود تيارات مائية قوية.
مجتمع

حقول الكيف في قفص الاتهام..الوزير بركة: سرقة الماء تقف وراء أزمة العطش بتاونات
قال وزير التجهيز والماء، نزار بركة، إن سرقة الماء وتحويله لأغراض أخرى يقف وراء أزمة الماء الصالح للشرب بعدد من المناطق في إقليم تاونات. ولمح الوزير بركة، في هذه التصريحات التي ارتبطت بزيارته يوم أمس للإقليم، حيث أشرف على إعطاء انطلاقة عدد من المشاريع ذات الصلة بالبنيات التحتية، إلى ملف سرقة الماء لسقي حقول الكيف في بعض المناطق بغفساي.وأشار إلى أنه عوض أن يستفيد السكان من الماء الصالح للشرب، فإنه يذهب إلى بعض الضيعات، وهو أمر غير مقبول، بحسب الوزير بركة، مضيفا بأنه يجب العمل على تحصين شبكات الماء الصالح للشرب. وأجرى بركة زيارة لتفقد مستوى تقدم أشغال إنجاز سد الرتبة، على مستوى جماعة الودكة، وذلك بجانب كل من عامل الإقليم، وكذا نائب رئيس مجلس جهة فاس-مكناس، فضلا عن ممثلي الوزارة والمسؤولين المحلين والمنتخبين بالإقليم.وبلغت نسبة تقدم أشغال سد الرتبة 38%، حيث يروم تزويد ساكنة الجهة بالماء الصالح للشرب، فضلا عن إنتاج الطاقة الكهرومائية، وحماية سافلة السد من الفيضانات، إلى جانب المساهمة في الحماية من الفيضانات التي تهدد سهل الغرب، وتحسين عملية تنظيم مشروع تحويل مياه نهر سبو نحو وادي أبي رقراق.وبسعة حقينة تصل لـ 1009 مليون متر مكعب، ومتوسط واردات سنوية مرتقبة تصل لـ 351 مليون متر مكعب، سيساهم هذا السد في خلق 1,5 مليون يوم عمل خلال فترة الأشغال وتأهيل اليد العاملة المحلية، فضلا عن تحسين المستوى الاجتماعي والاقتصادي للساكنة المجاورة، وتطوير السياحة البيئية باستغلال بحيرة السد. ورغم أن الإقليم يعتبر من أكبر الخزانات المائية في المغرب، فإن الساكنة تعاني، في كل موسم صيف، من صعوبات في التزود بهذه المادة الحيوية.وسبق لرئيس المجلس الإقليمي، محمد السلاسي، عن حزب الأحرار، أن تحدث بدوره عن مشكل سرقة الماء من قبل بعض أصحاب الضيعات بغرض السقي. وذكر بأن هذا الوضع يساهم في الأزمة المرتبطة بهذا الملف. لكن فعاليات محلية تعتبر بأن المشكل أيضا يرتبط بغياب البنيات الأساسية، وذلك إلى جانب تداعيات منح التراخيص المرتبطة بتوسعة الأراضي القابلة للزراعة.
مجتمع

سائحة فرنسية توثّق تعرضها للتحرش في الصويرة وتثير جدلاً واسعاً +ڤيديو
أثار مقطع فيديو نشرته سائحة فرنسية على مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً كبيراً وجدلاً واسعاً، بعدما وثّقت من خلاله تعرضها للتحرش في مدينة الصويرة، ووصفت الواقعة بأنها كانت "مزعجة ومخيفة"، رغم إشادتها بأجواء المدينة وكرم أهلها. وقالت السائحة، التي تزور المغرب للمرة الثالثة، إن أحد الأشخاص تحرّش بها بشكل مباشر، وقام بتقبيل يدها دون إذنها، كما ألحّ في محاولة الحصول على رقم هاتفها، ما دفعها إلى توثيق الحادثة ونشرها بهدف التحسيس بخطورة مثل هذه التصرفات الفردية، التي من شأنها أن تسيء لصورة المدينة والبلاد عموماً. ورغم الواقعة، أكدت السائحة أنها لطالما لقيت في المغرب ترحيباً وحسن معاملة، معتبرة ما جرى تصرفاً معزولاً لا يعكس روح الضيافة التي اعتادتها في زياراتها السابقة، لكنها لم تُخفِ شعورها بالخوف والقلق خلال لحظات الحادث.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 10 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة