مجتمع

هل يلجأ المغرب إلى تشديد القوانين لضبط انتشار “المؤثرين”؟


كشـ24 - وكالات نشر في: 1 سبتمبر 2023

يوماً بعد يوم، يتزايد عدد من يسمون أنفسهم بـ"المؤثرين وصنّاع المحتوى" في الفضاء الرقمي المغربي، منهم من يروّج للسياحة أو الثقافة، أو الفن، أو الطبخ، أو التجميل، فيما اختار البعض الآخر منهم عرض حياتهم الخاصة عبر ظاهرة "روتيني اليومي"، التي تتجاوز الضوابط والقيم الأخلاقية، وفق متابعين.

بالرغم من الطفرة التي يعيشها المغرب في مجال حرية الرأي والتعبير، إلا أن شكاوى رواد مواقع التواصل الاجتماعي باتت تتزايد، إزاء جُملة من السلوكيات في الفضاء الرقمي الواردة من بعض من يسمّون بـ"المؤثرين"، منها: التحريض على العنف، انتشار رسائل الكراهية، الشيء الذي يفسر الفهم الخاطئ لحرية التعبير من طرف بعض المستخدمين، ناهيك بما يفسّر بـ"الجهل" بالقوانين المؤطرة لحرية الرأي والتعبير.

واعتبر الفصل 25 من الدستور المغربي: "حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها"؛ فيما تم تقييد حرية التعبير على مواقع التواصل الاجتماعي بشرط عدم تجاوز حدود الآخر، وهذا بحسب نص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948 التي نصت على أن "الحق في التعبير يشمل البحث وإرسال واستقبال معلومات وأفكار عبر أيّ وسيط وبغض النظر عن الحدود".

في الوقت الذي يقول فيه الخبراء في المجال الرقمي، في عدد من دول العالم، إنه ينبغي "بناء شبكة المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي وفقا لدراسة خصائص الجمهور واحتياجاته"؛ فإن الكثير من الشخصيات لعبت دور "المؤثر" في المغرب وجذبت الجمهور لمتابعتها، في ظل جهلها بما يعرف بـ"أساليب إنتاج المضمون الذي يتناسب مع شروط وسائل التواصل الاجتماعي".

وفي سياق تجاوزهم عن دراية أو عن غير دراية، لكافة "الضوابط والقيم الأخلاقية"، تم الكشف عن جملة ممن يسمون بـ"المؤثرين" وصلوا إلى المتابعة القانونية، في السنتين الأخيرتين؛ بينهم المعروفة باسم "فتيحة روتيني اليومي" وزوجها، اللذين حكم عليهما بالسجن سنتين نافذتين، بتهمة "الإخلال بالحياء العام وإعطاء قدوة سيئة للأطفال والتحريض على ارتكاب جنح"؛ وقبلهما خلال فترة الحجر الصحي، المعروفة على منصة "اليوتيوب" باسم "أمي نعيمة"، بسبب "إنكارها لوباء كورونا ولمخاطره".

كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حساب مخفي يحمل اسم (حمزة مون بيبي)، يتجاوز عدد متابعيه أكثر من 700 ألف متابع، وقد قام بفضح العديد من المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبر نشر العديد من الصور غير الأخلاقية لهم، بطريقة أدت إلى تدمير حياة العديد منهم؛ كان آخرهم الإعلامية مريم سعيد، والتي أدّى الحساب لفصلها من قناة "ام بي سي" الفضائية، وإلغاء حفل زفافها في ليلة الزواج.

من جهته، كان "اليوتيوبر" المغربي، إلياس المالكي، قد أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حين ظهر عبر حسابه على "الإنستغرام"، وهو يقرأ آيات من القرآن الكريم بشكل مُحرف، الشيء الذي أثار حفيظة متابعيه والعديد من النشطاء، ودفعهم إلى تقديم شكايات إلكترونية، عبر الصفحة الرسمية للمديرية العامة للأمن الوطني، من أجل التدخل ومحاسبة اليوتيوبر بالقول إنه "تطاول على القيم الدينية".

ورغم اضطراره إلى الخروج باعتذارات على وسائط التواصل الاجتماعي معبرا عن ندمه، إلا أنه خسر في أقل من 24 ساعة، حوالي 200 ألف متابع على منصة إنستغرام، بعد أن بلغ المليون متابع على المنصة.

أما فيما يخص الضريبة على المؤثرين، يؤكد المالكي أنه يوافق عليها، وأنها "يمكن أن تتجه للأسر المعوزة والجمعيات الخيرية". لكن هل بإمكان هذه الضرائب أن تحد من المحتوى الخادش؟

كشفت المديرية العامة للضرائب، أنه منذ عام 2019، فإنه "من ضمن 5 آلاف صانع محتوى مغربي، فإن ألفا فقط، أي نسبة 20 في المئة منهم، هم الذين يعملون بطريقة قانونية، ويؤدون ضرائبهم، أما الـ80 في المئة المتبقية، فلا يصرّح المنضوون تحتها بها"، مشيرة إلى أنها قدّرت مداخيل هذه الفئة من 2017 إلى 2020، "ما بين 4 أو 5 مليارات درهم (نحو 460 مليون دولار)"، معلنة فرض الضريبة التلقائية على أولئك الذين لا يصرحون بمداخيلهم.

وأوضحت المديرية، في بيان لها، أن "مداخيل بعض المؤثرين في المغرب تتجاوز 100 ألف درهم شهريا، أي ما يعادل دخلاً سنويا يقدّر بمليون و200 ألف درهم (100 ألف دولار)، وهو ما يدخل ضمن شريحة الدخل التي تفرض عليها نسبة اقتطاعات ضريبية تعادل 38 في المئة"، مؤكدة على أنه "في حال كان الدخل الصافي الخاضع للضريبة يصل إلى 100 ألف درهم، فإنه يتعين على الحاصل عليه أداء مبلغ سنوي للضريبة على الدخل يعادل 432 ألف درهم (43 ألف دولار)".

ويقول صانع المحتوى المغربي، ياسين الشرقاوي، في تصريح لموقع "عربي21": إنه مع "الضريبة على المؤثرين الذين يقدمون الإشهارات، من خلال جعل الشركات تُقدم فواتير لهم، وضد فرض الضرائب على صناع المحتوى الآخرين".

وأضاف ياسين، الذي يعمل من خلال منصتي "اليوتيوب" و"انستغرام" على صناعة محتوى علمي، "يجب العمل على تطبيق كافة القوانين الرادعة للسب والشتم والتكفير على مواقع التواصل الاجتماعي".

أمّا فيما يخص الضبط القانوني للفضاء الرقمي في المغرب، أثير جدل واسع، إثر تسريب نسخة من مشروع قانون، أعدته وزارة العدل، يتعلق باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي، يتكون من 25 مادة، من بينها مواد أثارت الضجة، منها ما يخصّ "تجريم الدعوة إلى مقاطعة المنتوجات، ونشر وترويج الأخبار الزائفة".

وتنصّ المادة 14 من القانون الذي تم "رفضه" باتفاق وصف بـ"الشعبي" على عقوبة السجن "من 6 أشهر إلى 3 سنوات و/أو غرامة مادية بحق من يدعون إلى مقاطعة "بعض المنتوجات أو البضائع أو الخدمات"، فيما تنص المادة 16 على عقوبة السجن "من 3 أشهر إلى سنتين و/أو غرامة مادية بحق كل من قام عمداً بنشر أو ترويج محتوى إلكتروني يتضمن خبراً زائفا".

وعن دوافع تشريع هذا القانون، يقول المشروع "إن المنظومة القانونية الحالية في البلد غير كافية لردع كافة السلوكيات المرتكبة في مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات المماثلة، وذلك لوجود فراغ قانوني في ظل بعض الجرائم الخطيرة المرتكبة عبر الشبكات المذكورة".

صنّف المؤشر العربي لعام 2022، وهو برنامج قياس الرأي العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، صنّف المغرب ضمن بلدان المنطقة التي تتفاعل شعوبها مع القضايا السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي.

غير أنه كشف على أن "حوالي نصف المغاربة لا يثقون فـي ما ينشره "المؤثرون" في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم مـن أن نسبة المغاربة الذين يتابعون حسابات "المؤثرين"، بشكل دائم أو أحيانا، تصل إلى 50 في المائة، فإن ثقتهم في ما ينشرونه لا تتعدى 49.7 في المائة".

وفي هذا السياق، قال رئيس المنظمة المغربية "إشعاع" للمبادرة والحوار، عبد الإله حمدوشي، إن "حرية التعبير مكفولة قانونا لكل المواطنين باعتبارها قاعدة قانونية عامة ومجردة، حتى لو كان الحديث عن "المؤثرين" في الفضاء الرقمي، ممّن بنوا شهرتهم على "سرعة الانتشار"، أو بصناعة محتوى عبر استعمال خطاب رديء، بدون مراعاة الضوابط الأخلاقية والقانونية وبدون التسلح بالزاد المعرفي".

وتابع حمدوشي، أن "الفرق يكمن في التأثير السلبي الذي يحدثه هؤلاء "المشاهير" حين تجاوز الضوابط الأخلاقية والمقتضيات القانونية من خلال إلحاق الضرر بالغير، سواء كان هذا الغير فردا أو جماعة أو مجتمعا" مشيرا إلى أنه "من الطبيعي أن تطفو على السطح مثل هكذا ظواهر غير صحية، في صيغة "مشاهير"، وعلى شكل "مؤثرين"، فهي في الأخير، تعبير عما يوجد داخل المجتمع".

وأوضح رئيس المنظمة المغربية إشعاع للمبادرة والحوار، أنه "يجب العمل على توعية المواطنين، إذ أن الرهان بناء جيل من خلال التربية على المواطنة وحقوق الإنسان، باعتمادها داخل المناهج التعليمية في مختلف المستويات" مطالبا مؤسسات الدولة، "بدعم النماذج الحسنة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي ومن العلماء والرياضيين والفنانين والمثقفين في مختلف المجالات، القادرين على تقديم "القدوة" الصالحة والملهمة للجيل الصاعد".

وأردف المتحدث نفسه أنه "يجب الضرب بيد من حديد على منتهكي خصوصيات الناس وممتهني التشهير، بمراجعة وتعديل القوانين التي تستدعي التعديل، من دون المس -طبعا- بما راكمه المغاربة من مكتسبات في مجال الحقوق والحريات" مستطردا: "كما يجب على فعاليات المجتمع المدني ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، التحذير من خطورة التطبيع مع الرداءة، ومن استسهال الخطاب، والتوجه إلى الرأي العام من دون أي ضوابط أو أخلاق أو سلطة معرفية".

 

عربي21

يوماً بعد يوم، يتزايد عدد من يسمون أنفسهم بـ"المؤثرين وصنّاع المحتوى" في الفضاء الرقمي المغربي، منهم من يروّج للسياحة أو الثقافة، أو الفن، أو الطبخ، أو التجميل، فيما اختار البعض الآخر منهم عرض حياتهم الخاصة عبر ظاهرة "روتيني اليومي"، التي تتجاوز الضوابط والقيم الأخلاقية، وفق متابعين.

بالرغم من الطفرة التي يعيشها المغرب في مجال حرية الرأي والتعبير، إلا أن شكاوى رواد مواقع التواصل الاجتماعي باتت تتزايد، إزاء جُملة من السلوكيات في الفضاء الرقمي الواردة من بعض من يسمّون بـ"المؤثرين"، منها: التحريض على العنف، انتشار رسائل الكراهية، الشيء الذي يفسر الفهم الخاطئ لحرية التعبير من طرف بعض المستخدمين، ناهيك بما يفسّر بـ"الجهل" بالقوانين المؤطرة لحرية الرأي والتعبير.

واعتبر الفصل 25 من الدستور المغربي: "حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها"؛ فيما تم تقييد حرية التعبير على مواقع التواصل الاجتماعي بشرط عدم تجاوز حدود الآخر، وهذا بحسب نص المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948 التي نصت على أن "الحق في التعبير يشمل البحث وإرسال واستقبال معلومات وأفكار عبر أيّ وسيط وبغض النظر عن الحدود".

في الوقت الذي يقول فيه الخبراء في المجال الرقمي، في عدد من دول العالم، إنه ينبغي "بناء شبكة المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي وفقا لدراسة خصائص الجمهور واحتياجاته"؛ فإن الكثير من الشخصيات لعبت دور "المؤثر" في المغرب وجذبت الجمهور لمتابعتها، في ظل جهلها بما يعرف بـ"أساليب إنتاج المضمون الذي يتناسب مع شروط وسائل التواصل الاجتماعي".

وفي سياق تجاوزهم عن دراية أو عن غير دراية، لكافة "الضوابط والقيم الأخلاقية"، تم الكشف عن جملة ممن يسمون بـ"المؤثرين" وصلوا إلى المتابعة القانونية، في السنتين الأخيرتين؛ بينهم المعروفة باسم "فتيحة روتيني اليومي" وزوجها، اللذين حكم عليهما بالسجن سنتين نافذتين، بتهمة "الإخلال بالحياء العام وإعطاء قدوة سيئة للأطفال والتحريض على ارتكاب جنح"؛ وقبلهما خلال فترة الحجر الصحي، المعروفة على منصة "اليوتيوب" باسم "أمي نعيمة"، بسبب "إنكارها لوباء كورونا ولمخاطره".

كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حساب مخفي يحمل اسم (حمزة مون بيبي)، يتجاوز عدد متابعيه أكثر من 700 ألف متابع، وقد قام بفضح العديد من المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبر نشر العديد من الصور غير الأخلاقية لهم، بطريقة أدت إلى تدمير حياة العديد منهم؛ كان آخرهم الإعلامية مريم سعيد، والتي أدّى الحساب لفصلها من قناة "ام بي سي" الفضائية، وإلغاء حفل زفافها في ليلة الزواج.

من جهته، كان "اليوتيوبر" المغربي، إلياس المالكي، قد أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حين ظهر عبر حسابه على "الإنستغرام"، وهو يقرأ آيات من القرآن الكريم بشكل مُحرف، الشيء الذي أثار حفيظة متابعيه والعديد من النشطاء، ودفعهم إلى تقديم شكايات إلكترونية، عبر الصفحة الرسمية للمديرية العامة للأمن الوطني، من أجل التدخل ومحاسبة اليوتيوبر بالقول إنه "تطاول على القيم الدينية".

ورغم اضطراره إلى الخروج باعتذارات على وسائط التواصل الاجتماعي معبرا عن ندمه، إلا أنه خسر في أقل من 24 ساعة، حوالي 200 ألف متابع على منصة إنستغرام، بعد أن بلغ المليون متابع على المنصة.

أما فيما يخص الضريبة على المؤثرين، يؤكد المالكي أنه يوافق عليها، وأنها "يمكن أن تتجه للأسر المعوزة والجمعيات الخيرية". لكن هل بإمكان هذه الضرائب أن تحد من المحتوى الخادش؟

كشفت المديرية العامة للضرائب، أنه منذ عام 2019، فإنه "من ضمن 5 آلاف صانع محتوى مغربي، فإن ألفا فقط، أي نسبة 20 في المئة منهم، هم الذين يعملون بطريقة قانونية، ويؤدون ضرائبهم، أما الـ80 في المئة المتبقية، فلا يصرّح المنضوون تحتها بها"، مشيرة إلى أنها قدّرت مداخيل هذه الفئة من 2017 إلى 2020، "ما بين 4 أو 5 مليارات درهم (نحو 460 مليون دولار)"، معلنة فرض الضريبة التلقائية على أولئك الذين لا يصرحون بمداخيلهم.

وأوضحت المديرية، في بيان لها، أن "مداخيل بعض المؤثرين في المغرب تتجاوز 100 ألف درهم شهريا، أي ما يعادل دخلاً سنويا يقدّر بمليون و200 ألف درهم (100 ألف دولار)، وهو ما يدخل ضمن شريحة الدخل التي تفرض عليها نسبة اقتطاعات ضريبية تعادل 38 في المئة"، مؤكدة على أنه "في حال كان الدخل الصافي الخاضع للضريبة يصل إلى 100 ألف درهم، فإنه يتعين على الحاصل عليه أداء مبلغ سنوي للضريبة على الدخل يعادل 432 ألف درهم (43 ألف دولار)".

ويقول صانع المحتوى المغربي، ياسين الشرقاوي، في تصريح لموقع "عربي21": إنه مع "الضريبة على المؤثرين الذين يقدمون الإشهارات، من خلال جعل الشركات تُقدم فواتير لهم، وضد فرض الضرائب على صناع المحتوى الآخرين".

وأضاف ياسين، الذي يعمل من خلال منصتي "اليوتيوب" و"انستغرام" على صناعة محتوى علمي، "يجب العمل على تطبيق كافة القوانين الرادعة للسب والشتم والتكفير على مواقع التواصل الاجتماعي".

أمّا فيما يخص الضبط القانوني للفضاء الرقمي في المغرب، أثير جدل واسع، إثر تسريب نسخة من مشروع قانون، أعدته وزارة العدل، يتعلق باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي، يتكون من 25 مادة، من بينها مواد أثارت الضجة، منها ما يخصّ "تجريم الدعوة إلى مقاطعة المنتوجات، ونشر وترويج الأخبار الزائفة".

وتنصّ المادة 14 من القانون الذي تم "رفضه" باتفاق وصف بـ"الشعبي" على عقوبة السجن "من 6 أشهر إلى 3 سنوات و/أو غرامة مادية بحق من يدعون إلى مقاطعة "بعض المنتوجات أو البضائع أو الخدمات"، فيما تنص المادة 16 على عقوبة السجن "من 3 أشهر إلى سنتين و/أو غرامة مادية بحق كل من قام عمداً بنشر أو ترويج محتوى إلكتروني يتضمن خبراً زائفا".

وعن دوافع تشريع هذا القانون، يقول المشروع "إن المنظومة القانونية الحالية في البلد غير كافية لردع كافة السلوكيات المرتكبة في مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات المماثلة، وذلك لوجود فراغ قانوني في ظل بعض الجرائم الخطيرة المرتكبة عبر الشبكات المذكورة".

صنّف المؤشر العربي لعام 2022، وهو برنامج قياس الرأي العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، صنّف المغرب ضمن بلدان المنطقة التي تتفاعل شعوبها مع القضايا السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي.

غير أنه كشف على أن "حوالي نصف المغاربة لا يثقون فـي ما ينشره "المؤثرون" في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم مـن أن نسبة المغاربة الذين يتابعون حسابات "المؤثرين"، بشكل دائم أو أحيانا، تصل إلى 50 في المائة، فإن ثقتهم في ما ينشرونه لا تتعدى 49.7 في المائة".

وفي هذا السياق، قال رئيس المنظمة المغربية "إشعاع" للمبادرة والحوار، عبد الإله حمدوشي، إن "حرية التعبير مكفولة قانونا لكل المواطنين باعتبارها قاعدة قانونية عامة ومجردة، حتى لو كان الحديث عن "المؤثرين" في الفضاء الرقمي، ممّن بنوا شهرتهم على "سرعة الانتشار"، أو بصناعة محتوى عبر استعمال خطاب رديء، بدون مراعاة الضوابط الأخلاقية والقانونية وبدون التسلح بالزاد المعرفي".

وتابع حمدوشي، أن "الفرق يكمن في التأثير السلبي الذي يحدثه هؤلاء "المشاهير" حين تجاوز الضوابط الأخلاقية والمقتضيات القانونية من خلال إلحاق الضرر بالغير، سواء كان هذا الغير فردا أو جماعة أو مجتمعا" مشيرا إلى أنه "من الطبيعي أن تطفو على السطح مثل هكذا ظواهر غير صحية، في صيغة "مشاهير"، وعلى شكل "مؤثرين"، فهي في الأخير، تعبير عما يوجد داخل المجتمع".

وأوضح رئيس المنظمة المغربية إشعاع للمبادرة والحوار، أنه "يجب العمل على توعية المواطنين، إذ أن الرهان بناء جيل من خلال التربية على المواطنة وحقوق الإنسان، باعتمادها داخل المناهج التعليمية في مختلف المستويات" مطالبا مؤسسات الدولة، "بدعم النماذج الحسنة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي ومن العلماء والرياضيين والفنانين والمثقفين في مختلف المجالات، القادرين على تقديم "القدوة" الصالحة والملهمة للجيل الصاعد".

وأردف المتحدث نفسه أنه "يجب الضرب بيد من حديد على منتهكي خصوصيات الناس وممتهني التشهير، بمراجعة وتعديل القوانين التي تستدعي التعديل، من دون المس -طبعا- بما راكمه المغاربة من مكتسبات في مجال الحقوق والحريات" مستطردا: "كما يجب على فعاليات المجتمع المدني ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، التحذير من خطورة التطبيع مع الرداءة، ومن استسهال الخطاب، والتوجه إلى الرأي العام من دون أي ضوابط أو أخلاق أو سلطة معرفية".

 

عربي21



اقرأ أيضاً
نادي قضاة المغرب يستعد لتجديده مكتبه
أعلن رئيس "نادي قضاة المغرب"، عبد الرزاق الجباري، عن قرب انتهاء الولاية الخامسة للأجهزة المسيرة للنادي، والمقررة أن تنقضي في 4 يونيو 2025، وذلك وفقاً لمقتضيات القانون الأساسي للنادي. وفي رسالة وجهها إلى أعضاء الجمعية، عبر الجباري عن اعتزازه بما تحقق خلال هذه الولاية، مشيداً بالتطورات التي شهدتها الجمعية على مختلف الأصعدة، كما أشاد بإيجابية “روح التعاون التي طبعت علاقة نادي قضاة المغرب بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية”، مشيدا بـ”التفاعل الإيجابي للمجلس مع العديد من الطلبات والمقترحات والأفكار ذات الصلة باستقلال القضاء وتعزيز منظومة تخليقه”. ودعا الجباري أعضاء النادي إلى المشاركة الفاعلة في الجمع العام السادس الذي سيعقد في 17 ماي 2025، مشيراً إلى أهمية هذه المشاركة باعتبارها محطة حاسمة في تاريخ النادي، تمهد لاختيار الأجهزة الجديدة التي ستقود النادي في المرحلة القادمة. وأكد رئيس "نادي قضاة المغرب" أن الجمع العام المقبل سيشكل مناسبة هامة لاستعراض الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية، وتجديد العهد مع الأهداف النبيلة التي تجمع جميع القضاة في سبيل خدمة قضاء قوي، مستقل، ونزيه.
مجتمع

تحقيقات في شبهات فساد بالدار البيضاء
تجري النيابة العامة المختصة تحقيقات معمقة في شبهات فساد تلاحق عملية منح الشهادات وتسليم التراخيص لفتح المحلات التجارية والصناعية والحرفية والخدماتية بعمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي بالدار البيضاء، للتأكد من وجود ممارسات يعاقب عليها القانون، من قبيل الابتزاز وطلب الرشاوى أو تحقيق منافع غير قانونية. وعلى خلفية هذه التحقيقات، أعلنت وزارة الداخلية عن قرار بتوقيف خليفة قائد يعمل بالعمالة نفسها، وذلك للاشتباه في تورطه في إحدى جرائم الفساد التي تجري بشأنها التحقيقات القضائية من قبل النيابة العامة. وجاء قرار التوقيف بعد توصل الوزارة بشكاية من أحد المواطنين، ادعى فيها تعرضه للابتزاز ومطالبته بدفع مبالغ مالية مقابل الحصول على ترخيص. ووفقاً ليومية "الصباح"، فإن التحقيقات لا تزال في مراحلها الأولية، حيث سبق لعناصر الأمن أن انتقلت إلى أحد المقاهي بمنطقة عين السبع لتوقيف موظف يشغل منصب رئيس قسم الرخص بالمقاطعة، إلا أنه تم الإفراج عنه في اليوم نفسه لعدم كفاية الأدلة في تلك المرحلة. وأكدت الصحيفة ذاتها، أن السلطات العمومية والقضائية بالدار البيضاء تتعامل بقدر كبير من الحزم مع ملفات الرخص التجارية والاقتصادية، وذلك على إثر الشكايات العديدة التي توصلت بها بشكل مباشر أو عبر الرقم الأخضر المخصص لتلقي شكايات الفساد. وتتمحور هذه الشكايات حول وجود شبهات قوية واتهامات بوجود اختلالات وممارسات غير قانونية في المصالح المكلفة بمعالجة وتسليم هذه الرخص. وكتبت "الصباح"، أن بعض الشكايات تشير إلى وجود عمليات ابتزاز صريحة وطلب عمولات غير قانونية، بالإضافة إلى تعطيل متعمد لمساطر منح التراخيص وتأخير انعقاد اللجان المختصة، أو حتى ضياع وثائق وملفات المرتفقين. وتعتبر هذه الأساليب من الطرق التي يلجأ إليها البعض لإخضاع طالبي الرخص وابتزازهم، وهي حالات كانت موضوع تقارير ومحاضر سابقة، وتمت الإشارة إليها ضمن ملاحظات المجلس الجهوي للحسابات.    
مجتمع

أوضاع مقلقة للعاملات والعاملين بدور الطالب
وجه فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب سؤالاً كتابياً إلى وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نعيمة بنيحيى، في شأن الظروف الصعبة التي يعيشها العاملون والعاملات في دور الطالب والطالبة الواقعة تحت نفوذ إقليم بني ملال. هذه المؤسسات، التي تضطلع بدور محوري في مكافحة الهدر المدرسي وتعزيز التمدرس، خاصة في المناطق القروية والنائية، تعاني فئة العاملين بها من وضع مزرٍ. وفي سؤالها الكتابي، نبهت النائبة البرلمانية مريم وحساة إلى الهشاشة الاجتماعية والمهنية التي تطال هذه الشريحة، على الرغم من جهودهم المضنية لضمان استقرار هذه الدور وتمكينها من أداء رسالتها التربوية والاجتماعية. وأشارت إلى أن هؤلاء المستخدمين يفتقرون إلى أبسط الحقوق الأساسية، وعلى رأسها الحرمان من الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وتقاضي أجور زهيدة لا ترقى حتى إلى الحد الأدنى للأجور، دون أدنى اعتبار لظروفهم المعيشية القاسية. كما كشفت النائبة عن ممارسات استغلالية يتعرض لها عدد من هؤلاء العاملين، حيث يُجبرون على العمل لساعات طويلة تتجاوز ثماني ساعات يومياً، دون الحصول على تعويضات مالية مستحقة أو أي حماية قانونية تضمن حقوقهم وتحميهم من التهميش والضياع، وذلك في ظل غياب إطار قانوني واضح ينظم وضعهم الوظيفي ويحمي حقوقهم. واعتبرت مريم وحساة أن هذه الفئة، التي تمثل عموداً فقرياً لسير هذه المؤسسات الاجتماعية الحيوية، لا تزال تعاني من الإهمال والتناسي، ولا تحظى بالاهتمام والرعاية اللازمين من الجهات المعنية. وبناء عليه، طالبت الوزيرة نعيمة بنيحيى بالكشف عن الإجراءات العاجلة التي تعتزم الوزارة اتخاذها لتحسين أوضاع هؤلاء المستخدمين بشكل ملموس، والاستفسار عما إذا كانت هناك خطة واضحة ومحددة لإدماجهم في منظومة الحماية الاجتماعية الشاملة وتوفير إطار قانوني متكامل يضمن لهم حقوقهم المشروعة ويحفظ كرامتهم
مجتمع

زلاقات نجاة تعطل رحلات مغربية وتثير استياء المسافرين
تسبب خطأ غير معلوم المصدر في تفعيل زلاقات النجاة لطائرة بوينج 8-787 تابعة للخطوط الملكية المغربية، كانت مركونة بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء يوم أمس. ووفق ما أوردته صفحة " morrocan aviation" فإن هذا الحادث أدى إلى تأخير كبير في رحلة الشركة رقم AT208 المتجهة إلى مونتريال الكندية لأكثر من 6 ساعات. كما امتدت التداعيات لتشمل رحلة العودة، التي تأخرت بدورها لأكثر من 10 ساعات. وقد اضطرت الشركة لمواجهة تداعيات هذا التأخير بتوفير إقامة فندقية لبعض المسافرين، في حين تم استبعاد آخرين بحجة قربهم من مساكنهم، وهو ما أثار استياء واسعًا واعتبر خرقًا لحقوقهم. تجدر الإشارة إلى أن تكلفة إعادة زلاقات النجاة إلى وضعها الطبيعي تقدر بنحو 28,000 دولار لطائرة متوسطة الحجم من نوع A320، ما يرجح أن تكون تكلفة إصلاح زلاقات طائرة بوينج 787 أكبر بكثير.  
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 10 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة