ربما انتهى الجدل الذي ظل يثيره تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة والذي خرج من رحم حركة "لكل الديمقراطيين"، وقيامه بالجمع بين يساريين سابقين وأعيان الانتخابات، وانتقادات رافقت محاولات لـ"حرثه" للمشهد. فقد قرر عبد اللطيف وهبي، الأمين العام الحالي للحزب تكريس "عرف" الاحتفال بذكرى التأسيس. ووجه بالمناسبة كلمة إلى أعضاء "التراكتور"، وصف فيها محطة ولادة "التراكتور" بـ"التاريخية".لكنه قال في الذكرى الـ14 للتأسيس إن الذكرى تحل هذه السنة في ظل سياق دولي ووطني مختلف وجد صعب، ذلك أنه على الصعيد الدولي يعرف العالم متغيرات وحروب وصراعات علنية وباردة، انعكست -كما جميع دول العالم- على الوضع الداخلي لبلادنا، ومنها على وجه التحديد اختلالات في الأسواق الدولية أدت إلى ارتفاع أسعار مجموعة من المواد الأساسية، خاصة الطاقية، يورد وهبي. وبالرغم من تأثر المغرب بمخلفات أزيد من سنتين من الأزمة الوبائية كوفيد 19، ومجابهته لصعوبات سنة فلاحية ضعيفة تميزت بندرة حادة في الأمطار ومياه الشرب، زادتها المستجدات والمتغيرات الدولية وعدم استقرار الكثير من المعطيات المحددة والمتدخلة تأثيرا على الوضع الاقتصادي، فقد تحدث الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عن إنجازات تحققت طيلة السنوات المنصرمة من تقدم ديمقراطي ونمو اقتصادي وتراكم تنموي وتوهج ديبلوماسي وروحي بشهادة العالم.وإلى جانب الأزمة، فإن "الجرار" احتفل بذكرى "الولادة" هذه السنة وهو يشارك في التحالف الحكومي لأول مرة، بعدما عاش في "المعارضة" لأزيد من عقد من الزمن. وفي الوقت الذي يتحدث فيه أغلب المتتبعين عن أدوار "الأعيان" في صعود "الجرار"، فقد أشار وهبي، خلافا لذلك، إلى أن "خطابه العقلاني" و"صدقية وواقعية خطابه ووضوح مواقفه واحترام خصومه وسمو صراعاته الفكرية والسياسية"، مكنته من كسب احترام وتقدير المواطنين".ومن أجل "الحفاظ على هذا الوهج"، دعا وهبي أعضاء "الجرار" إلى تحويل الاحتفال بالذكرى إلى "لحظة تاريخية للإسهام في تعزيز الحوار السياسي والدمقراطي ببلادنا، وفي ترسيخ قيم ومبادئ حقوق الإنسان ودولة الحق والقانون والحريات، ومحطة لتجديد وتكريس الوفاء بالتزاماتنا الدستورية والسياسية التامة داخل الأغلبية الحكومية، وتجسيدنا لقيم ومبادئ ميثاقها من مواقعنا المختلفة، وتشبثنا الراسخ بقيم التضامن والمسؤولية الجماعية، وبالتضحية داخل الحكومة حتى ننتصر على التحديات المستجدة و نفي بالالتزامات والبرامج والأوراش الحكومية".