مجتمع

نساء مغربيات يصنعن “الذهب السائل” مقابل أجر ضئيل


كشـ24 - وكالات نشر في: 7 فبراير 2020

ارتفع الطلب على زيت أركان المغربي في مختلف أنحاء العالم؛ إذ له استخدامات متنوعة، من بينها إعداد الطعام، ومستحضرات التجميل.ولا تزال هناك مخاوف بشأن الأجور، التي تدفع للقوى العاملة من الفتيات، والنساء، والظروف، التي ينتجن فيها الزيت.شاهدتُ مجموعة من النساء تستخدم كل واحدة منهن حجرين، أحدهما كبير، والآخر صغير، لتكسير ثمرات أشجار الأركان، حتى يحصلن على البذور الموجودة بداخل قشرة صلبة في داخلها.وتجلس النسوة على وسائد موضوعة على الأرض إلى جانب أكوام من الثمر.وتقول إحدى العاملات، وتدعى سميرة شاري، وهي في الـ37، “أريد عملا أفضل، بأجر أحسن. ولكن ليس هناك فرصة أخرى، فهذا هو خياري الوحيد”.نحن في منطقة ريفية في المغرب، على بعد حوالي 25 كم من ميناء الصويرة، وفي منتصف الطريق إلى ساحل الأطلسي. الجو دافئ، ومشمس، وأشجار الأركان الخضراء منتشرة هنا وهناك في تلك المنطقة القاحلة.تعمل النسوة لدى شركة تسمى مرجانة، وهي إحدى 300 شركة صغيرة، معظمها تعاونيات، وتنتج زيت الأركان باستخراجه من البذور. وتوجد أشجار الأركان، التي يبلغ طولها 10 أمتار، في جميع أنحاء المغرب.ويعرف هذا الزيت بـ”ذهب البلاد السائل”، إذ بعد تزايد بيعه عالميا، أظهرت دراسات فوائده الصحية. ويتوقع أن يصل الإنتاج العالمي من زيت الأركان، الذي يأتي معظمه من المغرب، إلى 19623 طنا، أو ما يعادل مليارا و79 مليون دولار أمريكي، بحلول عام 2022، بعد أن كان 4836 طنا في عام 2014.وزيت الأركان في المغرب، تقليديا، كان يستخدم كمادة غذائية، أو طبية، ولكن الطلب العالمي تزايد عليه، لاستخدامه في صناعات مستحضرات التجميل.وتنتمي معظم النساء، اللاتي يجمعن البذور إلى جماعات البربر، وهذا هو الوضع في شركة مرجانة، إذ تقول رئيسة الموظفين، أمينة بونا، إن الشركة تشغل العاملات الكبيرات الماهرات.وأضافت المتحدثة نفسها: “نساء البربر ماهرات في استخراج الزيت. إنها مهارة يتوارثها البربر. وفيما عدا ذلك، لدينا جميع أنواع النساء، الصغيرات، والكبيرات، والمتزوجات، والمطلقات”.وتسمح الشركة للنساء الـ80 فيها، بالدوام الذي يرغبن فيه. وبالرغم من أن كثيرات منهن يعملن من الصباح الباكر حتى المساء، فإنهن يحصلن على أقل من 221 دولارا في الشهر، بحسب ما تقوله بونا، وهذا أجر أقل من الحد الأدنى الموصى به في المغرب.وتابعت بونا: “لكن هذا أفضل من بقائهن في بيوتهن، لأنه في الماضي، كان الزيت ينتج في المنازل، وكان الأزواج يبيعونه في الأسواق، ويحتفظون بالنقود، أما الآن فلا تحتاج النساء نقود أزواجهن، إذ لديهن أموالهن الخاصة، والوضع الآن فيه مكسب للجميع”.وتتمتع العاملات ببعض التأمين الصحي، ومعاشات تقاعد، ولكن سميرة شاري تريد زيادة الأجر، إذ قالت إنها تضطر إلى العمل لساعات طويلة حتى تستطيع توفير الدواء لابنتها، لأنها مطلقة، وإذا تلقت أجرا أكبر، كما تقول، فإنها ستستطيع قضاء وقت أطول مع طفلتها.وبعد أن أصبحت صناعة إنتاج زيت الأركان مربحة، زاد الاهتمام بأجور النساء، وأضحت قضية ساخنة. ومن بين الداعيات البارزات إلى رفع أجورهن، زبيدة شروف، أستاذة الكيمياء في جامعة محمد الخامس في الرباط.وشددت شروف، التي ساعدت على نمو مبيعات زيت أركان، بعد نشرها دراسات، تناولت فوائده الصحية، إن الأجور أحيانا تتدنى إلى حد 50 دولارا في الشهر.وزادت شروف أن بعض الشركات تفضل أن تدفع إلى بعض سيارات الأجرة، وسائقي الحافلات لجلب السائحين إلى منشآتها ليشتروا منها الزيت مباشرة، على أن تدفع أجورا معقولة للعاملات.شروف قالت، أيضا، إن العمل بدأ الآن قرب مدينة أغادير، على بعد حوالي 175 كم جنوب الصويرة، ومن المقرر توسعه شمالا، مشيرة إلى أن: “النساء لسن سعيدات، ويحتجن إلى المساعدة لمواصلة الكفاح”.وأعربت شروف عن قلقها من زيادة صناعة إنتاج زيت الأركان، إذ أصبح يستخرج، آليا، بمعدلات ضخمة، ما يؤدي إلى تخفيض أسعاره.وتبلغ تكلفة الإنتاج بهذه الطريقة حوالي 22 دولارا لكل لتر، وهذا هو تقريبا نصف تكلفة الزيت المنتج فيما يعرف بالتعاونيات الصغيرة.وعبرت المتحدثة نفسها عن سعادتها بأن شركة لوريال لمستحضرات التجميل، تعهدت بشراء جميع ما تحتاجه من زيت الأركان من التعاونيات الصغيرة، الموقعة على الحفاظ على مبادئ التجارة العادلة.وقالت خديجة، البالغة من العمر 55 سنة، العاملة في شركة مرجانة، والتي بدا تفاؤلها بعملها في استخراج بذور الزيت أقل من زميلتها، سميرة شاري، وكانت قد التحق بالعمل في الشركة منذ عام 2008، بعد أن كانت تعمل منظفة في مكان آخر، (قالت) “زيت أركان منتج محلي، وأريد حقيقة العمل فيه، ولكنني الآن منظفة، ونظرا إلى عملي هذا فلا أتمتع بأي تأمين صحي، أو معاش تقاعد. ولكن ابني يستطيع الآن الالتحاق بالجامعة، وأستطيع شراء ما أحتاجه”.

ارتفع الطلب على زيت أركان المغربي في مختلف أنحاء العالم؛ إذ له استخدامات متنوعة، من بينها إعداد الطعام، ومستحضرات التجميل.ولا تزال هناك مخاوف بشأن الأجور، التي تدفع للقوى العاملة من الفتيات، والنساء، والظروف، التي ينتجن فيها الزيت.شاهدتُ مجموعة من النساء تستخدم كل واحدة منهن حجرين، أحدهما كبير، والآخر صغير، لتكسير ثمرات أشجار الأركان، حتى يحصلن على البذور الموجودة بداخل قشرة صلبة في داخلها.وتجلس النسوة على وسائد موضوعة على الأرض إلى جانب أكوام من الثمر.وتقول إحدى العاملات، وتدعى سميرة شاري، وهي في الـ37، “أريد عملا أفضل، بأجر أحسن. ولكن ليس هناك فرصة أخرى، فهذا هو خياري الوحيد”.نحن في منطقة ريفية في المغرب، على بعد حوالي 25 كم من ميناء الصويرة، وفي منتصف الطريق إلى ساحل الأطلسي. الجو دافئ، ومشمس، وأشجار الأركان الخضراء منتشرة هنا وهناك في تلك المنطقة القاحلة.تعمل النسوة لدى شركة تسمى مرجانة، وهي إحدى 300 شركة صغيرة، معظمها تعاونيات، وتنتج زيت الأركان باستخراجه من البذور. وتوجد أشجار الأركان، التي يبلغ طولها 10 أمتار، في جميع أنحاء المغرب.ويعرف هذا الزيت بـ”ذهب البلاد السائل”، إذ بعد تزايد بيعه عالميا، أظهرت دراسات فوائده الصحية. ويتوقع أن يصل الإنتاج العالمي من زيت الأركان، الذي يأتي معظمه من المغرب، إلى 19623 طنا، أو ما يعادل مليارا و79 مليون دولار أمريكي، بحلول عام 2022، بعد أن كان 4836 طنا في عام 2014.وزيت الأركان في المغرب، تقليديا، كان يستخدم كمادة غذائية، أو طبية، ولكن الطلب العالمي تزايد عليه، لاستخدامه في صناعات مستحضرات التجميل.وتنتمي معظم النساء، اللاتي يجمعن البذور إلى جماعات البربر، وهذا هو الوضع في شركة مرجانة، إذ تقول رئيسة الموظفين، أمينة بونا، إن الشركة تشغل العاملات الكبيرات الماهرات.وأضافت المتحدثة نفسها: “نساء البربر ماهرات في استخراج الزيت. إنها مهارة يتوارثها البربر. وفيما عدا ذلك، لدينا جميع أنواع النساء، الصغيرات، والكبيرات، والمتزوجات، والمطلقات”.وتسمح الشركة للنساء الـ80 فيها، بالدوام الذي يرغبن فيه. وبالرغم من أن كثيرات منهن يعملن من الصباح الباكر حتى المساء، فإنهن يحصلن على أقل من 221 دولارا في الشهر، بحسب ما تقوله بونا، وهذا أجر أقل من الحد الأدنى الموصى به في المغرب.وتابعت بونا: “لكن هذا أفضل من بقائهن في بيوتهن، لأنه في الماضي، كان الزيت ينتج في المنازل، وكان الأزواج يبيعونه في الأسواق، ويحتفظون بالنقود، أما الآن فلا تحتاج النساء نقود أزواجهن، إذ لديهن أموالهن الخاصة، والوضع الآن فيه مكسب للجميع”.وتتمتع العاملات ببعض التأمين الصحي، ومعاشات تقاعد، ولكن سميرة شاري تريد زيادة الأجر، إذ قالت إنها تضطر إلى العمل لساعات طويلة حتى تستطيع توفير الدواء لابنتها، لأنها مطلقة، وإذا تلقت أجرا أكبر، كما تقول، فإنها ستستطيع قضاء وقت أطول مع طفلتها.وبعد أن أصبحت صناعة إنتاج زيت الأركان مربحة، زاد الاهتمام بأجور النساء، وأضحت قضية ساخنة. ومن بين الداعيات البارزات إلى رفع أجورهن، زبيدة شروف، أستاذة الكيمياء في جامعة محمد الخامس في الرباط.وشددت شروف، التي ساعدت على نمو مبيعات زيت أركان، بعد نشرها دراسات، تناولت فوائده الصحية، إن الأجور أحيانا تتدنى إلى حد 50 دولارا في الشهر.وزادت شروف أن بعض الشركات تفضل أن تدفع إلى بعض سيارات الأجرة، وسائقي الحافلات لجلب السائحين إلى منشآتها ليشتروا منها الزيت مباشرة، على أن تدفع أجورا معقولة للعاملات.شروف قالت، أيضا، إن العمل بدأ الآن قرب مدينة أغادير، على بعد حوالي 175 كم جنوب الصويرة، ومن المقرر توسعه شمالا، مشيرة إلى أن: “النساء لسن سعيدات، ويحتجن إلى المساعدة لمواصلة الكفاح”.وأعربت شروف عن قلقها من زيادة صناعة إنتاج زيت الأركان، إذ أصبح يستخرج، آليا، بمعدلات ضخمة، ما يؤدي إلى تخفيض أسعاره.وتبلغ تكلفة الإنتاج بهذه الطريقة حوالي 22 دولارا لكل لتر، وهذا هو تقريبا نصف تكلفة الزيت المنتج فيما يعرف بالتعاونيات الصغيرة.وعبرت المتحدثة نفسها عن سعادتها بأن شركة لوريال لمستحضرات التجميل، تعهدت بشراء جميع ما تحتاجه من زيت الأركان من التعاونيات الصغيرة، الموقعة على الحفاظ على مبادئ التجارة العادلة.وقالت خديجة، البالغة من العمر 55 سنة، العاملة في شركة مرجانة، والتي بدا تفاؤلها بعملها في استخراج بذور الزيت أقل من زميلتها، سميرة شاري، وكانت قد التحق بالعمل في الشركة منذ عام 2008، بعد أن كانت تعمل منظفة في مكان آخر، (قالت) “زيت أركان منتج محلي، وأريد حقيقة العمل فيه، ولكنني الآن منظفة، ونظرا إلى عملي هذا فلا أتمتع بأي تأمين صحي، أو معاش تقاعد. ولكن ابني يستطيع الآن الالتحاق بالجامعة، وأستطيع شراء ما أحتاجه”.



اقرأ أيضاً
مخاوف من تكرار فضيحة “كوب28” تقود الوزيرة بنعلي للمساءلة البرلمانية
تقدمت فاطمة الزهراء التامني، النائبة عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، بسؤال كتابي لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، تطالب فيه بتوضيحات حول مدى توفر ضمانات الشفافية والنجاعة في صفقة تفويض تنظيم مشاركة المغرب في مؤتمر المناخ “كوب 30”، المرتقب تنظيمه في نونبر المقبل بالبرازيل. وحذّرت النائبة التامني في معرض سؤالها، من تكرار ما وصفته بـ”فضيحة كوب 28″ التي عرفت، حسب قولها، مشاركة وفد مغربي كبير بتكلفة فاقت 9 ملايين درهم، دون أدوار واضحة لغالبية المشاركين، ما أثار انتقادات واسعة بشأن الحكامة وترشيد النفقات. التامني أبرزت أن صفقة “كوب 30” تم تفويضها إلى شركة خاصة بكلفة تقارب 9 ملايين درهم، ما يثير مخاوف حقيقية من تكرار نفس السيناريو، خصوصاً أن مؤتمر “كوب 29” المقرر بأذريبدجان في 2024 عرف بدوره صفقة بلغت 5.9 ملايين درهم. وفي هذا السياق، طالبت النائبة الوزيرة بالكشف عن المعايير المعتمدة لاختيار المشاركين في هذه المؤتمرات، وتفسير مشاركة أعداد كبيرة دون مهام محددة، إضافة إلى توضيح الإجراءات المتخذة لضمان الشفافية والفعالية، وتفادي تبذير المال العام، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
مجتمع

مختصة نفسية تكشف لـ”كشـ24″ أبعاد سخرية المغاربة من موجة الحرارة على مواقع التواصل
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الأيام الماضية، موجة واسعة من المنشورات الساخرة، تفاعلا مع الارتفاع المهول في درجات الحرارة التي تشهدها مختلف المدن، حيث عبر عدد من النشطاء بروح دعابة عن معاناتهم اليومية مع القيظ، في تدوينات جمعت بين الطرافة والتهكم، وأحيانا الإبداع، الأمر الذي أثار اهتمام المتتبعين وأعاد إلى الواجهة دور السخرية في المجتمع.وفي هذا السياق، أوضحت الأخصائية النفسية والباحثة في علم النفس الاجتماعي، الأستاذة بشرى المرابطي، في تصريحها لموقع "كشـ24"، أن السخرية تعد بمثابة رسائل نفسية واجتماعية، وأحيانا حتى سياسية، تهدف إلى إنتاج الضحك وتوفير مساحة جماعية للتنفيس، وأشارت إلى أن الضحك، كما يرى الفيلسوف الفرنسي هنري بيركسون، يحتاج الضحك للصدى عكس البكاء الذي يمكن الإنسان من التنفيس عن ذاته لكن بشكل فردي وأكدت المرابطي أن السخرية في علاقتها بموجات الحرارة المفرطة لا تعبر فقط عن استهزاء سطحي، بل هي آلية دفاعية واعية أو غير واعية، يلجأ إليها الأفراد لتغيير حالة الرتابة والملل التي ترافق فترات الصيف الطويلة، خاصة مع التوتر الناتج عن ارتفاع الحرارة.وأبرزت المتحدثة أن الفكاهة والسخرية تلعبان دورا مهما في المناعة النفسية، باعتبارهما وسائل فعالة للتقليل من التوتر والقلق والغضب، بل وتحمي الإنسان من بعض الأعراض البيولوجية المرتبطة بالحالة النفسية، مضيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت فضاء سهلا ومفتوحا للتقاسم الجماعي لهذه المشاعر، وهو ما يعزز الشعور بالانتماء والتخفيف الجماعي من الضغط.واعتبرت الأخصائية النفسية، أن انتشار هذه الظاهرة في السياق المغربي هو مؤشر إيجابي على صحة المزاج العام، لكون المغاربة يميلون بالفطرة إلى النكتة والدعابة، مضيفة، جميل جدا أن نحول معاناتنا اليومية إلى مادة للضحك والسخرية، لأنها تعكس حيوية المجتمع وروح مقاومته النفسية للظروف الصعبة.وختمت المرابطي حديثها بالتشديد على أن هذا الأسلوب التفاعلي مع الظواهر الطبيعية والاجتماعية، يظهر قدرة المجتمع على تحويل المحن إلى لحظات فرج وفرجة، مؤكدة أن الضحك الجماعي ليس مجرد وسيلة للهروب، بل سلوك دفاعي إيجابي يدعم التوازن النفسي للفرد والجماعة.
مجتمع

خبير دولي لـ”كشـ24″: موجات الحرارة بالمغرب مرشحة للتفاقم والمستقبل أكثر قسوة
كشف تقرير مناخ المغرب لسنة 2024 الذي أصدرته وزارة التجهيز والماء، ومديرة الأرصاد الجوية، أن السنة الماضية كانت من بين أشد السنوات حرارة على الإطلاق، وهي حقيقة لم تفاجئ المتخصصين في قضايا المناخ والبيئة، بقدر ما عمقت المخاوف من المستقبل الذي بات يلوح بمزيد من القسوة المناخية، لا سيما في الدول الأكثر تأثرا كالمغرب.وفي هذا السياق، أوضح محمد بازة، الخبير الدولي في الموارد المائية والتغيرات المناخية، في تصريحه لموقع كشـ24، أن هذا الارتفاع المهول في درجات الحرارة يأتي في سياق طبيعي بالنسبة لمن يدرك دينامية التغيرات المناخية، لكنه في ذات الوقت مخيف ومؤسف، لما يحمله من تداعيات وخسائر بيئية وبشرية محتملة.وأشار بازة إلى أن الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكمات طويلة من الانبعاثات الغازية السامة التي تطلقها الدول الصناعية الكبرى، مضيفا أن المشكل الأخطر حاليا هو التطبيع مع هذا التغير، وكأنه صار أمرا اعتياديا، رغم ما يصاحبه من موجات حر مفرطة وجفاف وتذبذب في الفيضانات. أكد الخبير أن المغرب من بين الدول الأوائل التي تعاني من تأثيرات الحرارة المفرطة، مستدلا بما شهده خلال الأشهر الثلاثة الماضية من أربع إلى خمس موجات حر شديدة قادمة من الصحراء، وهي موجات غير مسبوقة من حيث الوتيرة والحدة مقارنة بما كان يسجل في العقود الماضية.وفي هذا الصدد، أشار إلى أن هذه التغيرات لم تقتصر فقط على ارتفاع درجات الحرارة، بل مست أيضا مواعيدها، حيث أصبحت هذه الموجات تظهر مبكرا في أبريل وماي، بدل يوليوز وغشت كما كان في السابق، مما يزيد من صعوبة التكيف معها.وسجل مصرحنا أن مدينة مراكش تعتبر من أكثر المناطق المتأثرة، بالنظر إلى ضعف التساقطات المطرية التي عرفتها مقارنة مع مدن الشمال، إضافة إلى قلة الغطاء النباتي والمساحات الخضراء، وهو ما يجعل سكانها أكثر عرضة لتأثيرات الحرارة.وفي ختام تصريحه، نبّه بازة إلى أن الإحساس بحرارة مرتفعة رغم أن المؤشر قد لا يتجاوز 35 درجة، غالبا ما يكون مرتبطا بارتفاع نسبة الأشعة فوق البنفسجية، داعيا إلى ضرورة تفادي التعرض المباشر لها خلال فترات الذروة، واستعمال واقيات الجلد، نظرا لخطرها على الصحة، خصوصا وأنها سبب مباشر لمرض سرطان الجلد.
مجتمع

وزارة الصحة تحذر من موجة الحر وتدعو لاتخاذ احتياطات وقائية
حذرت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، المواطنين من المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، داعية إلى الالتزام بإجراءات وقائية لتفادي مضاعفات موجات الحر، خاصة لدى الفئات الأكثر هشاشة. وجاء في منشورات توعوية نشرتها الوزارة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، على أهمية شرب كميات كافية من الماء بشكل يومي، من أجل تعويض السوائل المفقودة بسبب التعرق والحفاظ على ترطيب الجسم. وحذرت الوزارة من أن تأثيرات درجات الحرارة المرتفعة قد تطال فئات واسعة من المواطنين، لاسيما الرضع، والأطفال الصغار، وكبار السن، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، معتبرة إياهم الفئات الأكثر عرضة لخطر ضربات الشمس، داعية إلى التوجه الفوري للطبيب عند ظهور أعراض مثل الحمى، شحوب الجلد، تشنج العضلات، العطش الشديد، الصداع، الغثيان أو فقدان الوعي، باعتبارها مؤشرات محتملة لضربة شمس. وشددت وزارة الصحة على أن الوقاية تبقى السبيل الأمثل لتفادي هذه الأخطار، موجهة المواطنين إلى ضرورة تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترات الذروة، وتهيئة منازلهم بوسائل التهوية المناسبة، إلى جانب ارتداء ملابس خفيفة وشرب الماء بانتظام.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 30 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة