مجتمع

نزيل بمستشفى “مرشيش” للأمراض العقلية بمراكش بمقتضى أحكام قضائية 40


كشـ24 نشر في: 19 مارس 2013


ظل مستشفى ابن النفيس للأمراض النفسية والعقلية الواقع بحي الداوديات بمراكش، مرتبطا في أذهان المراكشيين بمستشفى المجانين أو "مرشيش"، خصوصا بعد افتتاحه الرسمي مع بداية الثمانينات وتوقيف علاج المصابين بمستشفى أكدال بالمدينة العتيقة، بعدما كان مختصا في علاج الأمراض والإختلالات النفسية والعقلية وتحويله إلى مستوصف للطب العام.

إن أول مايتير انتباه الزائر لمستشفى ابن النفيس، البوابة الكبيرة والممر الطويل المحفوف بالأشجار والنخيل يقودك إلى مكان تخفيه أسوار المستشفى مخصص لإيواء النزلاء، وبالقرب من غرف المرضى يصادف الزائر رؤوس مطلة من نوافذ صغيرة وأيادي ممدودة تطلب نقودا أو سجائر من الزوار خصوصا من أقارب وأولياء المرضى الذين اعتادوا التردد على المستشفى لجلب المؤونة لذويهم من المرضى الغارقين في عالم آخر بين ابتسامة مستهزئة ونظرات شاردة وملامح غارقة في صمت التشويش.

ويستقبل مستشفى ابن النفيس المعروف ب"مرشيش" جميع المرضى الذين يعانون اضطرابات عقلية ونفسية من منطقة جغرافية تشمل مدن وأقاليم الجنوب،خصوصا من مراكش وإقليم الحوز وأزيلال وشيشاوة وقلعة السراغنة والصويرة وأسفي وورززات وزاكورة وتارودانت وأكادير وبعض الأقاليم الصحراوية، بالإضافة إلى المرضى المودعين بمقتضى قررات قضائية من طرف محاكم هذه المناطق،إذ بعد أن يتبين لهيئة المحكمة بأن الحالة الصحية والعقلية للمتهم تستدعيان إحالته على طبيب مختص من أجل التأكد من قدرته العقلية ، تقرر إيداعه بالمركز الإستشفائي للأمراض النفسية والعقلية بمستشفى ابن النفيس بمراكش،للتأكد من مسؤوليته الجنائية اتجاه الأفعال التي اقترفها، والتقرير في مدى صحته العقلية ، ومن بين المرضى المودعين متهمون بجرائم القتل والسرقة والإغتصاب والعنف ضد الأصول كقتل الوالدين أو إضرام النار.

ويتوفر المستشفى الذي تحول إلى مؤسسة جامعية تابعة للمركز الإستشفائي محمد السادس على 185 سرير 50 منها مخصصة للنساء والباقي للرجال، ويأوي حوالي 40 نزيل بمقتضى قرار من المحكمة، إذ أن المدة الدنيا التي يقضونها بالمستشفى لتلقي العلاجات تمتد إلى ستة أشهر على الأقل ، ومنهم من تمتد إقامته لأزيد من سنتين أو ثلاث سنوات حتى يتأكد من شفائه، ولايخرجون من المستشفى إلا بقرار من الوكيل العام للملك أو بناءا على تقرير لجنة مختصة مختلطة من وزارة الصحة تضم أطباء نفسايين ورجال القضاء.

وسبق للمحكمة الإبتدائية بمراكش أن قضت بإعفاء طالب جامعي كان يتابع دراسته بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في شعبة الفلسفة وعلم الإجتماع وعلم النفس من مسؤوليته الجنائية،بعد متابعته من طرف وكيل الملك في حالة اعتقال بتهمة هتك عرض قاصر بحمام شعبي بمراكش،وقررت هيئة الحكم إيداعه بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية ابن النفيس ،عندما تبث للهيئة من خلال الشواهد الطبية المدلى بها في ملف النازلة بان المتهم المتحدر من مدينة زاكورة مريض عقليا وكان يتلقى علاجه بنفس المستشفى.

ويتحدث الشارع المراكشي عن عشرات الأمثلة ل"مجانين" ومرضى عقليا يفرضون قوانينهم الخاصة في شوارع مراكش التي أصبحت مرتعا لعدد كبير منهم يفعلون فيها مالا يستطيعون فعله في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية الذي ضاق ذرعا بنزلائه فقرر تسريح عدد كبير منهم، خاصة وان نسبة الملئ خلال السنوات الأخيرة بلغت ما بين 90 في المائة و100 في المائة لأن عدد المرضى في ارتفاع مستمر.

وذكرت بشرى طالبة تدرس بجامعة القاضي عياض أتناء حديثها مع زميلاتها في الدراسة عن المصابين بالأمراض العقلية" أن مريضا عقليا اقترب منها عندما كانت متوجهة إلى الكلية ، وامسك بها بقوة قبل أن يطبع على خدها قبلة تم ينصرف وكأن شيئا لم يحدث"، واعتبرت ما جرى لها من طرف الشخص المذكور أهون من أن يعترض سبيلها قاطع طريق ويسلب منها حقيبتها اليدوية وهاتفها النقال ويعتدي عليها بالة حادة أو سلاح أبيض ويشوه وجهها.

وحسب مصدر طبي مسؤول، فإن أغلب نزلاء المستشفى من الرجال ويرجع ذلك لأسباب ثقافية واجتماعية ، إذ أن الأسر المغربية تتحفظ أكثر فيما يخص نسائها، وتفضل أن يخضعن للعلاج دون إيداعهم في المستشفى ، كما أن الخصوصية الفريولوجية تجعل ردود أفعالهم أقوى واخطر مما يفرض على الأسر إخضاعهم للعلاج.

ويضيف نفس المصدر في تصريح ل"كش24"، أن عدد الحالات الوافدة على المستشفى في ارتفاع مستمر لدى الفئة العمرية المتراوحة بين 18 و30 سنة ، تتعلق بإختلالات نفسية وأمراض عقلية تتطلب خدماته الإستشفائية من طرف طاقم طبي يتكون من ثلاث أطباء متخصصين وأستاذين مساعدين وأستاذ مبرز ومعالجة نفسية بالإضافة إلى 60 ممرض.

وشهد مستشفى ابن النفيس قبل إعادة ترميمه وتحويله إلى مؤسسة جامعية، الكثير من الأحداث التي استأثرت باهتمام الرأي العام المحلي بمراكش، والمتمثلة أساسا في الإغتصابات والإنتحارات والفرار، في الوقت الذي كشفت فيه بعض المصادر عن تواجد مجموعة من المرضى عقليا ونفسيا رهن الإعتقال بسجن بولمهارز أمام الإكتظاظ وعدم قدرة الطاقة الإستيعابية للمستشفى على استقبال تدفق المرضى من مختلف المناطق جنوب المغرب، مما أدى إلى وقوع حوادث غير عادية داخل المؤسسة السجنية المذكورة ، كالحادث الذي أقدم عليه أحد السجناء المريض عقليا عندما قام ببتر جهازه التناسلي بواسطة آلة حادة لعلبة السردين .

وأشار احد الممرضين إلى الظروف الصعبة التي يشتغلون فيها أمام قلة الموارد البشرية وغياب قسم المداومة في المستشفى، مضيفا بان قسم المستعجلات تتوافد عليه كل يوم مابين 8 و 10 حالات في اليوم، إذ عادة مايجري عزل الحالات الخطيرة لمدة معينة تحت الحراسة حتى تسترجع توازنها لتنقل بعد دلك إلى الأقسام الأخرى.
نزيل بمستشفى


ظل مستشفى ابن النفيس للأمراض النفسية والعقلية الواقع بحي الداوديات بمراكش، مرتبطا في أذهان المراكشيين بمستشفى المجانين أو "مرشيش"، خصوصا بعد افتتاحه الرسمي مع بداية الثمانينات وتوقيف علاج المصابين بمستشفى أكدال بالمدينة العتيقة، بعدما كان مختصا في علاج الأمراض والإختلالات النفسية والعقلية وتحويله إلى مستوصف للطب العام.

إن أول مايتير انتباه الزائر لمستشفى ابن النفيس، البوابة الكبيرة والممر الطويل المحفوف بالأشجار والنخيل يقودك إلى مكان تخفيه أسوار المستشفى مخصص لإيواء النزلاء، وبالقرب من غرف المرضى يصادف الزائر رؤوس مطلة من نوافذ صغيرة وأيادي ممدودة تطلب نقودا أو سجائر من الزوار خصوصا من أقارب وأولياء المرضى الذين اعتادوا التردد على المستشفى لجلب المؤونة لذويهم من المرضى الغارقين في عالم آخر بين ابتسامة مستهزئة ونظرات شاردة وملامح غارقة في صمت التشويش.

ويستقبل مستشفى ابن النفيس المعروف ب"مرشيش" جميع المرضى الذين يعانون اضطرابات عقلية ونفسية من منطقة جغرافية تشمل مدن وأقاليم الجنوب،خصوصا من مراكش وإقليم الحوز وأزيلال وشيشاوة وقلعة السراغنة والصويرة وأسفي وورززات وزاكورة وتارودانت وأكادير وبعض الأقاليم الصحراوية، بالإضافة إلى المرضى المودعين بمقتضى قررات قضائية من طرف محاكم هذه المناطق،إذ بعد أن يتبين لهيئة المحكمة بأن الحالة الصحية والعقلية للمتهم تستدعيان إحالته على طبيب مختص من أجل التأكد من قدرته العقلية ، تقرر إيداعه بالمركز الإستشفائي للأمراض النفسية والعقلية بمستشفى ابن النفيس بمراكش،للتأكد من مسؤوليته الجنائية اتجاه الأفعال التي اقترفها، والتقرير في مدى صحته العقلية ، ومن بين المرضى المودعين متهمون بجرائم القتل والسرقة والإغتصاب والعنف ضد الأصول كقتل الوالدين أو إضرام النار.

ويتوفر المستشفى الذي تحول إلى مؤسسة جامعية تابعة للمركز الإستشفائي محمد السادس على 185 سرير 50 منها مخصصة للنساء والباقي للرجال، ويأوي حوالي 40 نزيل بمقتضى قرار من المحكمة، إذ أن المدة الدنيا التي يقضونها بالمستشفى لتلقي العلاجات تمتد إلى ستة أشهر على الأقل ، ومنهم من تمتد إقامته لأزيد من سنتين أو ثلاث سنوات حتى يتأكد من شفائه، ولايخرجون من المستشفى إلا بقرار من الوكيل العام للملك أو بناءا على تقرير لجنة مختصة مختلطة من وزارة الصحة تضم أطباء نفسايين ورجال القضاء.

وسبق للمحكمة الإبتدائية بمراكش أن قضت بإعفاء طالب جامعي كان يتابع دراسته بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في شعبة الفلسفة وعلم الإجتماع وعلم النفس من مسؤوليته الجنائية،بعد متابعته من طرف وكيل الملك في حالة اعتقال بتهمة هتك عرض قاصر بحمام شعبي بمراكش،وقررت هيئة الحكم إيداعه بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية ابن النفيس ،عندما تبث للهيئة من خلال الشواهد الطبية المدلى بها في ملف النازلة بان المتهم المتحدر من مدينة زاكورة مريض عقليا وكان يتلقى علاجه بنفس المستشفى.

ويتحدث الشارع المراكشي عن عشرات الأمثلة ل"مجانين" ومرضى عقليا يفرضون قوانينهم الخاصة في شوارع مراكش التي أصبحت مرتعا لعدد كبير منهم يفعلون فيها مالا يستطيعون فعله في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية الذي ضاق ذرعا بنزلائه فقرر تسريح عدد كبير منهم، خاصة وان نسبة الملئ خلال السنوات الأخيرة بلغت ما بين 90 في المائة و100 في المائة لأن عدد المرضى في ارتفاع مستمر.

وذكرت بشرى طالبة تدرس بجامعة القاضي عياض أتناء حديثها مع زميلاتها في الدراسة عن المصابين بالأمراض العقلية" أن مريضا عقليا اقترب منها عندما كانت متوجهة إلى الكلية ، وامسك بها بقوة قبل أن يطبع على خدها قبلة تم ينصرف وكأن شيئا لم يحدث"، واعتبرت ما جرى لها من طرف الشخص المذكور أهون من أن يعترض سبيلها قاطع طريق ويسلب منها حقيبتها اليدوية وهاتفها النقال ويعتدي عليها بالة حادة أو سلاح أبيض ويشوه وجهها.

وحسب مصدر طبي مسؤول، فإن أغلب نزلاء المستشفى من الرجال ويرجع ذلك لأسباب ثقافية واجتماعية ، إذ أن الأسر المغربية تتحفظ أكثر فيما يخص نسائها، وتفضل أن يخضعن للعلاج دون إيداعهم في المستشفى ، كما أن الخصوصية الفريولوجية تجعل ردود أفعالهم أقوى واخطر مما يفرض على الأسر إخضاعهم للعلاج.

ويضيف نفس المصدر في تصريح ل"كش24"، أن عدد الحالات الوافدة على المستشفى في ارتفاع مستمر لدى الفئة العمرية المتراوحة بين 18 و30 سنة ، تتعلق بإختلالات نفسية وأمراض عقلية تتطلب خدماته الإستشفائية من طرف طاقم طبي يتكون من ثلاث أطباء متخصصين وأستاذين مساعدين وأستاذ مبرز ومعالجة نفسية بالإضافة إلى 60 ممرض.

وشهد مستشفى ابن النفيس قبل إعادة ترميمه وتحويله إلى مؤسسة جامعية، الكثير من الأحداث التي استأثرت باهتمام الرأي العام المحلي بمراكش، والمتمثلة أساسا في الإغتصابات والإنتحارات والفرار، في الوقت الذي كشفت فيه بعض المصادر عن تواجد مجموعة من المرضى عقليا ونفسيا رهن الإعتقال بسجن بولمهارز أمام الإكتظاظ وعدم قدرة الطاقة الإستيعابية للمستشفى على استقبال تدفق المرضى من مختلف المناطق جنوب المغرب، مما أدى إلى وقوع حوادث غير عادية داخل المؤسسة السجنية المذكورة ، كالحادث الذي أقدم عليه أحد السجناء المريض عقليا عندما قام ببتر جهازه التناسلي بواسطة آلة حادة لعلبة السردين .

وأشار احد الممرضين إلى الظروف الصعبة التي يشتغلون فيها أمام قلة الموارد البشرية وغياب قسم المداومة في المستشفى، مضيفا بان قسم المستعجلات تتوافد عليه كل يوم مابين 8 و 10 حالات في اليوم، إذ عادة مايجري عزل الحالات الخطيرة لمدة معينة تحت الحراسة حتى تسترجع توازنها لتنقل بعد دلك إلى الأقسام الأخرى.
نزيل بمستشفى


ملصقات


اقرأ أيضاً
روسيا تسلم المغرب مطلوبا في جرائم تزوير واختلاس
سلمت روسيا المغرب مطلوبا دوليا استولى باستخدام وثائق مزورة على أكثر من مليون درهم مغربي تعود لإحدى الشركات التجارية، وكان على لائحة الإنتربول. وحسب المصادر ذاتها، تم توقيف المواطن المغربي الصادر بحقه مذكرة توقيف دولية، وسيُسلم من موسكو إلى السلطات المغربية بسبب تورطه في فضيحة مالية كبرى. قرار تسليم المشتبه به، الذي اتخذته النيابة العامة الروسية، أصبح نهائيًا، إذ لم يستأنفه. وقد أُلقي القبض عليه في 13 غشت 2024 في مدينة كيروف. ووجهت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بفاس للموقوف اتهامات بالمشاركة في جرائم احتيال واختلاس في دجنبر 2022. ويُزعم أنه استخدم وثائق مزورة، بما في ذلك توكيل رسمي، لاختلاس أكثر من مليون درهم على حساب شركة تجارية. وستتولى هيئة إنفاذ القانون الفيدرالية الروسية مسؤولية نقل المشتبه به إلى المغرب.
مجتمع

ضربة قوية لمافيات الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات بين المغرب وإسبانيا
تمكنت عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية، بالتعاون مع اليوروبول، من تفكيك شبكة إجرامية تعمل في مضيق جبل طارق، يشتبه في تورطها في الاتجار بالبشر والمخدرات. وحسب ما ذكرته الشرطة الوطنية في بيان صحفي، تنشط هذه المنظمة الإجرامية في مدينتي سبتة المحتلة والجزيرة الخضراء (قادس)، وقامت باستغلال قاصرين في عملياتها الإجرامية. وقالت تقارير إسبانية، أن قوارب تهريب المخدرات التابعة لهذه الشبكة الإجرامية، كان يقودها غالبًا قاصرون، كما تورطت عناصر الشبكة في تهريب 200 مهاجر مغربي إلى أوروبا. ووفقا للمعلومات الأولية، كانت الشبكة تستلم حوالي 14,600 يورو من كل مهاجر سري، وتشمل جميع الرحلات والإقامات السرية بين الفنيدق وإسبانيا أو دول أوروبية أخرى. وبمجرد عبورهم الحدود البحرية من المغرب، نُقل المهاجرون سرًا في مركبات إلى ما يُسمى "بيوت آمنة" في سبتة المحتلة، قبل تهريبهم بحرا إلى سواحل الخزيرات. وفي المرحلة الأخيرة من العملية، التي شارك فيها أكثر من 100 ضابط، نُفِّذت ست عمليات تفتيش لمنازل في الجزيرة الخضراء (قادس)، وسبتة، وإيبيزا (جزر البليار). وتم ضبط 22 كيلوغراما من الحشيش و10,800 قرص كلونازيبام، بالإضافة إلى مبلغ نقدي قدره 47,000 يورو، وقاربين، وخمس مركبات، ومجوهرات متنوعة، وعبوات بنزين، وعدة سكاكين.
مجتمع

زاهدي لكشـ24: الاحتفاء بمتفوقي الشعب العلمية يخل بالتوازن التربوي وتجاهل الأدبيين يكرس الاقصاء
حذر الحسين زاهدي، أستاذ التعليم العالي وخبير في السياسات التربوية العمومية، من الآثار النفسية والاجتماعية السلبية التي قد تنتج عن مظاهر الاحتفاء المبالغ فيه بالتلاميذ المتفوقين، خصوصا في الشعب العلمية، مقابل تجاهل أو تهميش المتفوقين في الشعب الأدبية والتقنية والمهنية. وفي تصريحه لموقع كشـ24، اعتبر زاهدي أن هذا التمييز في الاحتفاء يضرب في العمق مبدأ التوازن التربوي، ويكرس لدى عدد من التلاميذ والأسر شعورا بالإقصاء والتهميش، ما من شأنه أن يؤدي إلى صراعات نفسية وضغوط حادة خلال فترات الامتحانات. وأشار زاهدي إلى أن عرض المعدلات المرتفعة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط، لا يأخذ بعين الاعتبار الظروف النفسية والاجتماعية التي تحيط بالتلميذ خلال فترة التحصيل، قائلا: "نفرح بهذه النتائج ونظهرها، لكن لا نرى الكلفة النفسية والاجتماعية التي دفعت في سبيل تحقيقها". وأضاف زاهدي، أن هذه الممارسات تحول التفوق الدراسي من مصدر فخر إلى آلة ضغط نفسي على الأسر والتلاميذ على حد سواء، مشددا على أن من الضروري أن يتم الاحتفاء داخل المؤسسة التعليمية ووسط الأسرة، مع ضمان العدالة بين جميع الشعب والمسارات، سواء كانت أدبية أو علمية أو تقنية أو مهنية. كما دعا زاهدي إلى الانتباه لمسارات التلاميذ بعد الباكالوريا، مشددا على أن المعدل المرتفع وحده لا يعكس بالضرورة نجاحا مستقبليا، ما لم يتبع بتوجيه أكاديمي ومهني سليم، يأخذ بعين الاعتبار طموحات وقدرات التلميذ. واعتبر أن التركيز المفرط على النتيجة النهائية قد يخفي خلفه حالات من التوجيه غير السليم، أو خيارات مفروضة تحت الضغط، قائلا: "ما يهمنا ليس فقط المعدل، بل ماذا بعده: هل التوجيه كان صحيحا؟ هل تمكن التلميذ من النجاح في اختياراته المستقبلية؟". وختم الخبير التربوي تصريحه بالتأكيد على ضرورة إعادة النظر في ثقافة الاحتفاء بالتفوق الدراسي في المغرب، والانتقال من منطق التباهي بالمعدلات إلى منطق تقدير الجهود، وتحفيز الجميع بمساواة، بعيدا عن المقارنة والتفضيل بين الشعب، حماية للمنظومة التربوية من آثار اجتماعية قد تكون عكسية.
مجتمع

المغرب يوسع مشاريع تجميع مياه الأمطار لمواجهة الأزمة المائية
أمام التحديات المتزايدة المرتبطة بندرة المياه، يتجه المغرب نحو تعزيز تجميع واستعمال مياه الأمطار كحل واقعي وفعّال لتعزيز التزود بالماء، لا سيما في المناطق التي تعاني من ضعف في الموارد التقليدية. وتندرج هذه الجهود ضمن استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى التكيف مع التغيرات المناخية وضمان الاستدامة في تدبير الموارد المائية. وإلى حدود اليوم، تم تنفيذ 187 مشروعًا بمختلف أقاليم المملكة، شملت إنشاء خزانات وبرك مائية لتجميع مياه الأمطار، وتركيب أنظمة لالتقاط المياه من أسطح المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى إقامة سدود صغرى لتغذية المياه الجوفية. وتغطي هذه المشاريع أقاليم متعددة، من بينها تيزنيت، أكادير، اشتوكة آيت باها، تارودانت، شفشاون، السمارة، زاكورة، ورزازات، كلميم، سيدي إفني، الرحامنة، آسفي، اليوسفية، تطوان، المضيق الفنيدق، وخريبكة. ووفق ما أوردته منصة "الما ديالنا" التابعة لوزارة التجهيز والماء، يجري أيضا تنفيذ 103 مشاريع جديدة لتوسيع نطاق الاستفادة وتعزيز الأمن المائي في مزيد من المناطق. وتُوجّه هذه المنشآت بالأساس نحو المناطق التي تفتقر إلى المياه السطحية أو الجوفية، وقد خُصّص لها غلاف مالي سنوي يناهز 80 مليون درهم. وبعد انتهاء الأشغال وانقضاء فترة الضمان، تُنقل مسؤولية التسيير إلى وكالات الأحواض المائية أو الجماعات الترابية المعنية، في إطار مقاربة تشاركية تروم تحقيق فعالية أكبر في التدبير. وتُبرز المعطيات المتوفرة أن هذه المشاريع ساهمت في خفض استهلاك الموارد المائية التقليدية بنسبة تصل إلى 30%، وهو ما يُعدّ مؤشرًا إيجابيًا على نجاعتها في التصدي لمشكل التزود بالماء، وتعزيز الأمن المائي، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية المتسارعة. وتنص بنود المخطط الوطني للماء على توسيع استعمال مياه الأمطار لأغراض غير شُربية، مثل سقي الحدائق والمساحات الخضراء، التنظيف، وبعض الاستعمالات المهنية والصناعية. ولضمان فعالية هذا التوجه، تم إعداد مشروع مرسوم يُؤطر طرق جمع وتخزين واستعمال هذه المياه. وبموازاة ذلك، تم إطلاق برامج توعوية وتكوينية، بالإضافة إلى آليات تحفيزية موجهة للمواطنين والمؤسسات والمقاولات، بهدف نشر ثقافة الترشيد المائي، وتبني حلول عملية ومستدامة تُمكّن من تثمين مياه الأمطار وتوظيفها بالشكل الأمثل.  
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 21 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة