مجتمع

في ظل جائحة كورونا.. مغربي “يحج” بطريقته الخاصة


كشـ24 | وكالة الأناضول نشر في: 5 نوفمبر 2020

بعدما ألغي الحج هذا العام بسبب كورونا، استطاع رجل مغربي أن يحج بطريقته الخاصة الفريدة، عبر تخصيص المبلغ المحدد لذلك، لحفر آبار للرحل بمنطقته، خصوصا في ظل الجفاف والنقص الحاد للماء.أحمد البغاطي، أعاد الحياة للأرض ومعمريها، بعدما كانت أرضا جرداء، وطال الحياة الزرع والنخل والماشية، وكأنما أحيا الناس جميعا، بتحصيصه أزيد من 60 ألف درهم، أي ما يناهز 6 آلاف دولار لحجته الفريدة.- حج خاصرغم أنه يبلغ من العمر عتيا، خصص أموال الحج لحفر الآبار بمنطقته، فمعاناة الرحل لغياب الماء ازدادت استفحالا، ليحيي بذلك الأرض بعد مماتها، وينقذ المئات من أبناء جلدته، ويضرب المثل لرجل عرف مقصد الدين.إنه البغاطي (69 سنة)، أب لـ9 أبناء، كان يعمل بشركة للخشب بمدينة الناظور أقصى شمالي البلاد، ولما وصل سن التقاعد، عاد إلى موطن ولادته، إلى أن قرر أن يحج ليكمل دينه.وجاءت جائحة كورونا هذا العام لتلغي السعودية مراسم الحج، إلا أن أحمد كانت له كلمة أخرى لخدمة المواطنين.بلغة بسيطة يتحدث أحمد عن استغلاله لأموال الحج، من أجل حفر الآباء بعد وقوفه على معاناة الرحل بالمنطقة التي ينحدر منها.- معاناة الرحلالبغاطي روى لـ"الأناضول" قصته بالقول "شوف ابن عمي (لاحظ وشاهد يا ابن عمي)، كنت قد قررت أن أحج هذا العام وبعد إلغائه، قررت تخصيص أموال الحج لحفر الآبار الجديدة، أو إصلاح الآبار القديمة".وأردف "قررت ذلك بعد وقوفي على المعاناة الحقيقية للرحل بهذه المنطقة المترامية الأطراف، (نواحي مدينة تنغير جنوب شرق البلاد، والمعروقة بقلة الأمطار)".وأضاف "حفرنا نحو 9 آبار لحدود الآن، منها الآبار الجديدة ومنها، آبار نضبت الماء فيها، وقمنا بتعميق الحفر بها، حتى وصلنا مجددا للماء، خصوصا أن المنطقة تضررت كثيرا بسبب الجفاف الذي زاد من جراح المنطقة".الجفاف صعب عيش وتنقل الرحل بنواحي مدينة تنغير، وباتوا في حيرة من أمرهم، خصوصا في ظل انحسار المطر وتحول الوديان إلى صور بدون ماء وروح.أحس الحاج أحمد بمعاناة الرحل فالإنسان ابن بيئته، ليقرر حفر الآبار بسبب ندرة المياه.- الحياة تدب من جديدبدأ البغاطي بالبئر الأول، وبعد خروج المياه أحس أن الحياة دبت من جديد بالمنطقة، وقبل ذلك دبت الحياة في أعماقه، فالأمر لا يقتصر على المواطنين، بل إن الحاج أحمد يبني أحواضا صغيرة بالقرب من البئر حتى تروى الماشية.وانتقل أحمد إلى منطقة أخرى ليحفر بئر آخرا، وهكذا مواصلا جهوده.وقال الحاج على جهوده هذه إن "حفر بئر بمنطقة أخرى ساهم في سقي النخيل القريب"، وهذه الأعمال جعلت الحاج المغربي يفرح لفرح أبناء جلدته."أحس بالفرح ويفرح عقلي وكأني في الجنة"، هكذا يعلق البغاطي بعد انتهائه من حفر البئر، حيث يقوم بعمل يتطلب إمكانات كبيرة، ليبدأ تلقى اتصالات من سكان بالمنطقة ليحفر لهم الآبار.ودعا الحاج المحسنين إلى مساعدة السكان بالمنطقة والمناطق الأخرى التي لا تتوفر فيها المياه.وقال بهذا الصدد "بعض المحسنين يساعدونني بالإسمنت والأجور، ومحسن مغربي مغترب اتصل بي وعرض علي المساعدة المالية، الحمد لله، عندما يعلم المواطنون بالخير ينخرطون فيه".- ترحيب شعبيخطوة الحاج أحمد لاقت قبولا شعبيا، فالناشط الحقوقي عزيز العقاوي، قال إن "الحج أحمد مقبول، بعد مبادرته هذه"، مضيفا في صفحته بمنصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، "مواطن أمازيغي من تنغير تبرع بفلوس (مال) الحج لبناء آبار للرحل، الحج ديالك(حجك) مقبول".وأوضح أن هذه الخطوة، تبين "تغير نوعي في الوعي الشعبي".أما خالد البكاري، الأكاديمي المغربي، فقد أشاد بدوره بمبادرة حماد البغاطي، رغم أنه لا يمتلك إمكانيات مادية كبيرة.وأضاف البكاري، عبر فيسبوك، أن "الرجل لم يتلق مساعدة لا من السلطات، ولا من برامج المبادرة الوطنية (برنامج حكومي يعنى بمحاربة الفقر)، ويعتمد فقط على إمكانياته الذاتية، ومساعدة من شخص يوفر له الآجر والإسمنت، وقد توفق في بناء وترميم العشرات من الآبار التي توجد بمناطق مهجورة، ومازال مستمرا في عمله التطوعي".وزاد "طبعا هو رجل بسيط لا يفهم مقاصد الدين نظريا، ولكنه يطبقها عمليا، وهو ربما لم يسمع لا بالشاطبي، ولا بابن عاشور، ولا بعلال الفاسي، ولا بأحمد الريسوني، ولكنه استشعر معاناة الرحل والماشية، وفهم أن الدين رحمة، (ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء)".وبحسب البكاري، فإنه "في أشهر الجائحة هذه، أوقف هذا الشيخ البسيط وقته وماله على التخفيف من معاناة البشر والحيوانات في هوامش قروية منسية، (فحتى الشاردة منها ستجد ماء على الطريق، إذ وضع أمام كل بئر مكانا مخصصا لاروائها)".

بعدما ألغي الحج هذا العام بسبب كورونا، استطاع رجل مغربي أن يحج بطريقته الخاصة الفريدة، عبر تخصيص المبلغ المحدد لذلك، لحفر آبار للرحل بمنطقته، خصوصا في ظل الجفاف والنقص الحاد للماء.أحمد البغاطي، أعاد الحياة للأرض ومعمريها، بعدما كانت أرضا جرداء، وطال الحياة الزرع والنخل والماشية، وكأنما أحيا الناس جميعا، بتحصيصه أزيد من 60 ألف درهم، أي ما يناهز 6 آلاف دولار لحجته الفريدة.- حج خاصرغم أنه يبلغ من العمر عتيا، خصص أموال الحج لحفر الآبار بمنطقته، فمعاناة الرحل لغياب الماء ازدادت استفحالا، ليحيي بذلك الأرض بعد مماتها، وينقذ المئات من أبناء جلدته، ويضرب المثل لرجل عرف مقصد الدين.إنه البغاطي (69 سنة)، أب لـ9 أبناء، كان يعمل بشركة للخشب بمدينة الناظور أقصى شمالي البلاد، ولما وصل سن التقاعد، عاد إلى موطن ولادته، إلى أن قرر أن يحج ليكمل دينه.وجاءت جائحة كورونا هذا العام لتلغي السعودية مراسم الحج، إلا أن أحمد كانت له كلمة أخرى لخدمة المواطنين.بلغة بسيطة يتحدث أحمد عن استغلاله لأموال الحج، من أجل حفر الآباء بعد وقوفه على معاناة الرحل بالمنطقة التي ينحدر منها.- معاناة الرحلالبغاطي روى لـ"الأناضول" قصته بالقول "شوف ابن عمي (لاحظ وشاهد يا ابن عمي)، كنت قد قررت أن أحج هذا العام وبعد إلغائه، قررت تخصيص أموال الحج لحفر الآبار الجديدة، أو إصلاح الآبار القديمة".وأردف "قررت ذلك بعد وقوفي على المعاناة الحقيقية للرحل بهذه المنطقة المترامية الأطراف، (نواحي مدينة تنغير جنوب شرق البلاد، والمعروقة بقلة الأمطار)".وأضاف "حفرنا نحو 9 آبار لحدود الآن، منها الآبار الجديدة ومنها، آبار نضبت الماء فيها، وقمنا بتعميق الحفر بها، حتى وصلنا مجددا للماء، خصوصا أن المنطقة تضررت كثيرا بسبب الجفاف الذي زاد من جراح المنطقة".الجفاف صعب عيش وتنقل الرحل بنواحي مدينة تنغير، وباتوا في حيرة من أمرهم، خصوصا في ظل انحسار المطر وتحول الوديان إلى صور بدون ماء وروح.أحس الحاج أحمد بمعاناة الرحل فالإنسان ابن بيئته، ليقرر حفر الآبار بسبب ندرة المياه.- الحياة تدب من جديدبدأ البغاطي بالبئر الأول، وبعد خروج المياه أحس أن الحياة دبت من جديد بالمنطقة، وقبل ذلك دبت الحياة في أعماقه، فالأمر لا يقتصر على المواطنين، بل إن الحاج أحمد يبني أحواضا صغيرة بالقرب من البئر حتى تروى الماشية.وانتقل أحمد إلى منطقة أخرى ليحفر بئر آخرا، وهكذا مواصلا جهوده.وقال الحاج على جهوده هذه إن "حفر بئر بمنطقة أخرى ساهم في سقي النخيل القريب"، وهذه الأعمال جعلت الحاج المغربي يفرح لفرح أبناء جلدته."أحس بالفرح ويفرح عقلي وكأني في الجنة"، هكذا يعلق البغاطي بعد انتهائه من حفر البئر، حيث يقوم بعمل يتطلب إمكانات كبيرة، ليبدأ تلقى اتصالات من سكان بالمنطقة ليحفر لهم الآبار.ودعا الحاج المحسنين إلى مساعدة السكان بالمنطقة والمناطق الأخرى التي لا تتوفر فيها المياه.وقال بهذا الصدد "بعض المحسنين يساعدونني بالإسمنت والأجور، ومحسن مغربي مغترب اتصل بي وعرض علي المساعدة المالية، الحمد لله، عندما يعلم المواطنون بالخير ينخرطون فيه".- ترحيب شعبيخطوة الحاج أحمد لاقت قبولا شعبيا، فالناشط الحقوقي عزيز العقاوي، قال إن "الحج أحمد مقبول، بعد مبادرته هذه"، مضيفا في صفحته بمنصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، "مواطن أمازيغي من تنغير تبرع بفلوس (مال) الحج لبناء آبار للرحل، الحج ديالك(حجك) مقبول".وأوضح أن هذه الخطوة، تبين "تغير نوعي في الوعي الشعبي".أما خالد البكاري، الأكاديمي المغربي، فقد أشاد بدوره بمبادرة حماد البغاطي، رغم أنه لا يمتلك إمكانيات مادية كبيرة.وأضاف البكاري، عبر فيسبوك، أن "الرجل لم يتلق مساعدة لا من السلطات، ولا من برامج المبادرة الوطنية (برنامج حكومي يعنى بمحاربة الفقر)، ويعتمد فقط على إمكانياته الذاتية، ومساعدة من شخص يوفر له الآجر والإسمنت، وقد توفق في بناء وترميم العشرات من الآبار التي توجد بمناطق مهجورة، ومازال مستمرا في عمله التطوعي".وزاد "طبعا هو رجل بسيط لا يفهم مقاصد الدين نظريا، ولكنه يطبقها عمليا، وهو ربما لم يسمع لا بالشاطبي، ولا بابن عاشور، ولا بعلال الفاسي، ولا بأحمد الريسوني، ولكنه استشعر معاناة الرحل والماشية، وفهم أن الدين رحمة، (ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء)".وبحسب البكاري، فإنه "في أشهر الجائحة هذه، أوقف هذا الشيخ البسيط وقته وماله على التخفيف من معاناة البشر والحيوانات في هوامش قروية منسية، (فحتى الشاردة منها ستجد ماء على الطريق، إذ وضع أمام كل بئر مكانا مخصصا لاروائها)".



اقرأ أيضاً
مغربي يتسبب في حالة طوارىء بمطار إيطالي
تمكّن مهاجر مغربي يبلغ من العمر 29 عامًا، موضوع طُرد وترحيل من إيطاليا، من الهروب من قبضة الشرطة، قبل لحظات من صعوده إلى الطائرة التي ستنقله إلى بلده الأصلي. وهرب المعني بالأمر على أحد مدارج مطار ماركوني في بولونيا. وفي محاولةٍ منه لتضليل رجال الشرطة، افتعل حريقا، تم إخماده من طرف رجال الإطفاء بالمطار. ووقع الحادث السبت الماضي، بعد الساعة السادسة مساءً بقليل. ولم تُوقف الشرطة الهارب، الذي تمكن من تسلّق السياج الواقي وتجاوز محيط المطار. وتم وضعه قيد البحث من قِبل دوريات المراقبة الإقليمية. وتسببت الحادثة في تعليق الرحلات الجوية في مطار بولونيا ماركوني من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة والنصف مساءً. وبعد إخماد النيران، عادت الأمور إلى طبيعتها، لكن مع تسجيل تأخير عدة رحلات، وتم تحويل مسار طائرتين، إحداهما قادمة من إسطنبول والأخرى من باليرمو، وهبطتا في مطار ريميني والثانية في مطار فورلي.
مجتمع

مخاوف من تكرار فضيحة “كوب28” تقود الوزيرة بنعلي للمساءلة البرلمانية
تقدمت فاطمة الزهراء التامني، النائبة عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، بسؤال كتابي لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، تطالب فيه بتوضيحات حول مدى توفر ضمانات الشفافية والنجاعة في صفقة تفويض تنظيم مشاركة المغرب في مؤتمر المناخ “كوب 30”، المرتقب تنظيمه في نونبر المقبل بالبرازيل. وحذّرت النائبة التامني في معرض سؤالها، من تكرار ما وصفته بـ”فضيحة كوب 28″ التي عرفت، حسب قولها، مشاركة وفد مغربي كبير بتكلفة فاقت 9 ملايين درهم، دون أدوار واضحة لغالبية المشاركين، ما أثار انتقادات واسعة بشأن الحكامة وترشيد النفقات. التامني أبرزت أن صفقة “كوب 30” تم تفويضها إلى شركة خاصة بكلفة تقارب 9 ملايين درهم، ما يثير مخاوف حقيقية من تكرار نفس السيناريو، خصوصاً أن مؤتمر “كوب 29” المقرر بأذريبدجان في 2024 عرف بدوره صفقة بلغت 5.9 ملايين درهم. وفي هذا السياق، طالبت النائبة الوزيرة بالكشف عن المعايير المعتمدة لاختيار المشاركين في هذه المؤتمرات، وتفسير مشاركة أعداد كبيرة دون مهام محددة، إضافة إلى توضيح الإجراءات المتخذة لضمان الشفافية والفعالية، وتفادي تبذير المال العام، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
مجتمع

مختصة نفسية تكشف لـ”كشـ24″ أبعاد سخرية المغاربة من موجة الحرارة على مواقع التواصل
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الأيام الماضية، موجة واسعة من المنشورات الساخرة، تفاعلا مع الارتفاع المهول في درجات الحرارة التي تشهدها مختلف المدن، حيث عبر عدد من النشطاء بروح دعابة عن معاناتهم اليومية مع القيظ، في تدوينات جمعت بين الطرافة والتهكم، وأحيانا الإبداع، الأمر الذي أثار اهتمام المتتبعين وأعاد إلى الواجهة دور السخرية في المجتمع.وفي هذا السياق، أوضحت الأخصائية النفسية والباحثة في علم النفس الاجتماعي، الأستاذة بشرى المرابطي، في تصريحها لموقع "كشـ24"، أن السخرية تعد بمثابة رسائل نفسية واجتماعية، وأحيانا حتى سياسية، تهدف إلى إنتاج الضحك وتوفير مساحة جماعية للتنفيس، وأشارت إلى أن الضحك، كما يرى الفيلسوف الفرنسي هنري بيركسون، يحتاج الضحك للصدى عكس البكاء الذي يمكن الإنسان من التنفيس عن ذاته لكن بشكل فردي وأكدت المرابطي أن السخرية في علاقتها بموجات الحرارة المفرطة لا تعبر فقط عن استهزاء سطحي، بل هي آلية دفاعية واعية أو غير واعية، يلجأ إليها الأفراد لتغيير حالة الرتابة والملل التي ترافق فترات الصيف الطويلة، خاصة مع التوتر الناتج عن ارتفاع الحرارة.وأبرزت المتحدثة أن الفكاهة والسخرية تلعبان دورا مهما في المناعة النفسية، باعتبارهما وسائل فعالة للتقليل من التوتر والقلق والغضب، بل وتحمي الإنسان من بعض الأعراض البيولوجية المرتبطة بالحالة النفسية، مضيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت فضاء سهلا ومفتوحا للتقاسم الجماعي لهذه المشاعر، وهو ما يعزز الشعور بالانتماء والتخفيف الجماعي من الضغط.واعتبرت الأخصائية النفسية، أن انتشار هذه الظاهرة في السياق المغربي هو مؤشر إيجابي على صحة المزاج العام، لكون المغاربة يميلون بالفطرة إلى النكتة والدعابة، مضيفة، جميل جدا أن نحول معاناتنا اليومية إلى مادة للضحك والسخرية، لأنها تعكس حيوية المجتمع وروح مقاومته النفسية للظروف الصعبة.وختمت المرابطي حديثها بالتشديد على أن هذا الأسلوب التفاعلي مع الظواهر الطبيعية والاجتماعية، يظهر قدرة المجتمع على تحويل المحن إلى لحظات فرج وفرجة، مؤكدة أن الضحك الجماعي ليس مجرد وسيلة للهروب، بل سلوك دفاعي إيجابي يدعم التوازن النفسي للفرد والجماعة.
مجتمع

خبير دولي لـ”كشـ24″: موجات الحرارة بالمغرب مرشحة للتفاقم والمستقبل أكثر قسوة
كشف تقرير مناخ المغرب لسنة 2024 الذي أصدرته وزارة التجهيز والماء، ومديرة الأرصاد الجوية، أن السنة الماضية كانت من بين أشد السنوات حرارة على الإطلاق، وهي حقيقة لم تفاجئ المتخصصين في قضايا المناخ والبيئة، بقدر ما عمقت المخاوف من المستقبل الذي بات يلوح بمزيد من القسوة المناخية، لا سيما في الدول الأكثر تأثرا كالمغرب.وفي هذا السياق، أوضح محمد بازة، الخبير الدولي في الموارد المائية والتغيرات المناخية، في تصريحه لموقع كشـ24، أن هذا الارتفاع المهول في درجات الحرارة يأتي في سياق طبيعي بالنسبة لمن يدرك دينامية التغيرات المناخية، لكنه في ذات الوقت مخيف ومؤسف، لما يحمله من تداعيات وخسائر بيئية وبشرية محتملة.وأشار بازة إلى أن الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكمات طويلة من الانبعاثات الغازية السامة التي تطلقها الدول الصناعية الكبرى، مضيفا أن المشكل الأخطر حاليا هو التطبيع مع هذا التغير، وكأنه صار أمرا اعتياديا، رغم ما يصاحبه من موجات حر مفرطة وجفاف وتذبذب في الفيضانات. أكد الخبير أن المغرب من بين الدول الأوائل التي تعاني من تأثيرات الحرارة المفرطة، مستدلا بما شهده خلال الأشهر الثلاثة الماضية من أربع إلى خمس موجات حر شديدة قادمة من الصحراء، وهي موجات غير مسبوقة من حيث الوتيرة والحدة مقارنة بما كان يسجل في العقود الماضية.وفي هذا الصدد، أشار إلى أن هذه التغيرات لم تقتصر فقط على ارتفاع درجات الحرارة، بل مست أيضا مواعيدها، حيث أصبحت هذه الموجات تظهر مبكرا في أبريل وماي، بدل يوليوز وغشت كما كان في السابق، مما يزيد من صعوبة التكيف معها.وسجل مصرحنا أن مدينة مراكش تعتبر من أكثر المناطق المتأثرة، بالنظر إلى ضعف التساقطات المطرية التي عرفتها مقارنة مع مدن الشمال، إضافة إلى قلة الغطاء النباتي والمساحات الخضراء، وهو ما يجعل سكانها أكثر عرضة لتأثيرات الحرارة.وفي ختام تصريحه، نبّه بازة إلى أن الإحساس بحرارة مرتفعة رغم أن المؤشر قد لا يتجاوز 35 درجة، غالبا ما يكون مرتبطا بارتفاع نسبة الأشعة فوق البنفسجية، داعيا إلى ضرورة تفادي التعرض المباشر لها خلال فترات الذروة، واستعمال واقيات الجلد، نظرا لخطرها على الصحة، خصوصا وأنها سبب مباشر لمرض سرطان الجلد.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 30 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة